رغم أنها أصغر أعضاء عائلتها الفنية، فإنها استطاعت أن تثبت موهبتها
عبر أدوارها. إنها إيمي سمير غانم التي استكملت مشوارها مع أحمد حلمي في
فيلم «إكس لارج»، وشاركت أحمد مكي فيلمه «سيما علي بابا».
عن تجربة الفيلمين كان هذا اللقاء.
·
تبادلت هذا الموسم المقاعد مع
شقيقتك دنيا، فبينما تعاونتِ مع أحمد مكي للمرة الأولى تعاونت هي مع أحمد
حلمي؟
ليست المسألة منافسة أو تركة تقسم، الفيصل في اختيار أي دور عند
الممثل هو جودة الدور وقدرته على تقديمه للجمهور بالشكل الذي يضمن نجاحه
ونجاح العمل ككل، والجمهور هو المستفيد في النهاية.
·
إذن، لا منافسة بينك وبين
شقيقتك.
إطلاقاً. أنا ودنيا مختلفتان في التفكير وفي اختيارنا الأدوار،
بالتالي لا توجد منافسة بيننا، ولا وجه للمقارنة أيضاً بين ما أقدمه من
أدوار وما تقدمه هي. كل ممثل يحمل طابعاً مميزاً يجعله مختلفاً عن الآخرين،
لذلك ثمة ممثل مناسب لدور معين وآخر غير مناسب على رغم أن الاثنين جيدان
جداً.
·
وجودك مع دنيا في فيلم «إكس لارج»،
ألم يشعرك بالقلق؟
لماذا أشعر بالقلق؟ لكل منا دور مكتوب بعناية، وثمة مخرج يوجه الجميع.
لكن كنت أتمنى أن تجمعني مشاهد تمثيلية معها لأننا لم نتبادل أي حوار في
مشاهدنا معاً. بالطبع قد يتحقق هذا في وقت ما.
·
تؤدين دور «مي» في فيلم «إكس
لارج»، ما الذي جذبك إلى هذه الشخصية؟
جذبتني شخصية الفتاة التي تبحث عن الزواج وتستخدم مواقع التواصل
الاجتماعي والمنتديات لتتعرف إلى الشباب رغبة منها في الزواج والارتباط،
وتغير مظهرها الخارجي دائماً ليتلاءم مع الشاب الذي تتعرف إليه حديثاً،
الأمر الذي يسبب لها مشاكل كثيرة. الأهم أن الفيلم يعرض مشاكل الشباب في
مصر بشكل لطيف من دون مبالغات أو تضخيم، والعمل مع أحمد حلمي مريح جداً،
ووجود اسم المخرج شريف عرفة مغر جداً للانضمام إلى العمل.
·
تشاركين في فيلم «سيما علي بابا»
مع أحمد مكي، ألم تخشي من عرض الفيلمين في موسم واحد؟
الفيلمان مختلفان تماماً في ما يتناولانه من موضوعات، ويمكن القول
إنني محظوظة لوجودي في فيلمين في وقت واحد وسعيدة بأنهما تصدرا الإيرادات
هذا الموسم، ناهيك بأن وجودي إلى جانب مكي وحلمي أفادني جداً، ولا أرى أي
مشكلة في ذلك، خصوصاً مع اختلاف طبيعة الدورين.
·
هاجم البعض «سيما علي بابا» ورأى
أن الفيلم شكّل «سقطة» لأحمد مكي، وما هو إلا جزء ثان لفيلمه السابق «لا
تراجع ولا استسلام» واستغلالاً لنجاحه، ما هو رأيك؟
أولاً، الفيلم موجه إلى الصغار وأعتقد أنها المرة الأولى في السينما
التي يتم تقديم عمل للأطفال شبيه بالأعمال الأجنبية، خصوصاً أن الأطفال لا
نصيب لهم في السينما. ثانياً، لا يمكن القول إن الفيلم «سقطة» ولا يمكن
تقييم أي عمل فني بهذه الطريقة. فإيرادات الفيلم كما كتبت وسائل الإعلام
جيدة إلى حد كبير، وأنا حرصت على متابعة ردود الأفعال بنفسي في عدد من دور
العرض وكان الجمهور يتفاعل مع الفيلم بشكل جيد، خصوصاً من حضر العرض من
الأطفال. عموماً، لا يجمع بين الفيلمين إلا شخصية «حزلئوم»، فيما تختلف
طبيعتاهما.
·
تجربة «سيما علي بابا» جديدة
تماماً على السينما المصرية، وهو أول تعاون بينك وبين مكي ألم تترددي في
قبول دور «الفرخة» بدارة؟
على العكس، أعجبني الدور والفيلم. بطبيعتي، أحب المغامرة والظهور
دائماً بشكل جديد ومختلف. قد ينصحني البعض بعدم قبول دور معين، لكنني أصر
وغالباً يكون قراري هو الصحيح. الدور كما ذكرت موجه إلى الأطفال، وكنت أعلم
هذا منذ البداية وهو أحد العوامل التي جعلتني أقبل المشاركة في الفيلم،
خصوصاً أنه يحمل في «حدوتة» صغيرة قيماً معينة كالشجاعة والصدق، وأشير هنا
إلى أن الديكور والماكياج ساعدا في أن تبدو الصورة كما لو أنها كتاب
حكايات، وهو أمر أراه جيداً جداً وجديداً في الوقت نفسه.
·
هل تشارك عائلتك في اختيارك
لأدوارك؟
تختلف أراؤنا غالباً، خصوصاً بيني وبين والدي ووالدتي، وأحرص دائماً
على الأخذ برأيهما في الأساسيات، لكن اختلاف الوقت وطبيعة الأعمال القديمة
عن الحديثة يحتم التباين في وجهات النظر. مثلاً، المساحة التي كانت الدراما
تحتلها في الماضي غير متوافرة اليوم، لذلك أقرر لنفسي الأنسب في المساحة
المتوافرة وغالباً أعتمد على دنيا لأنها أقرب إليَّ سناً وهي أيضاً في
المجال منذ كانت في السادسة عشرة من عمرها.
·
اشتهر والدك بالكوميديا وأدوارك
تحمل هذا الجانب أيضاً، هل تفضلين هذا اللون على غيره وتخططين للاستمرار في
تقديمه؟
لا أحب أن أطلق على نفسي «كوميديانة». أفضل أن يقول الناس: «دمها
خفيف»، لأنه من المؤكد أن ثمة من يرأني «دمي تقيل»، لذلك لا يمكن أن أفرض
على الجميع لقب كوميديانة. في الحقيقة، أخشى من هذا التعبير لأن الكوميديا
هي أصعب أنواع التعبير عند الممثل، وأدواري كلها يغلب عليها الطابع
الكوميدي. لكن أرى أنه من المبكر جداً إطلاق هذا اللقب عليَّ، فوالدي نجم
وله باع طويل في المجال، أما أنا فما زلت في البداية.
الجريدة الكويتية في
05/12/2011
نجوم التمثيل أبطال في كليبات المطربين…
مجاملة أم زيادة شهرة؟
كتب: القاهرة - هند موسى
هل دفعت الأزمة التي تعانيها السينما المصرية وعدم توافر أفلام جديدة
نجوم التمثيل إلى مشاركة المطربين والمطربات أغانيهم المصورة؟ أم أنها لا
تعدو كونها مجاملات بين الزملاء، أو استنفاد الوسائل كافة لتوسيع شهرتهم
وإبراز قدراتهم والاستفادة من شعبية هذا المطرب أو ذاك لاستقطاب معجبيه
إليهم؟
ظهر الفنان أحمد زاهر كضيف شرف في كليب «أكلمها» لتامر حسني، سبقه
الممثل السوري قصي خولي الذي شارك المطربة اللبنانية نانسي عجرم كليب
أغنيتها «ياكثر»، وقد صرح بأن الدور يحتاج إلى قدرات تمثيلية عالية لذا
قبله، إضافة إلى رغبته في الوقوف أمام المطربة التي يحبها، وعلى رغم نسبة
المشاهدة العالية التي حققها الكليب على شبكة الإنترنت، إلا أن خولي واجه
انتقادات من معجبيه على هذه المشاركة وتساءلوا كيف لفنان بحجمه أن يقبل
التمثيل كـ «موديل» في كليب.
يذكر أن الفنان هاني شاكر كان أحد أوائل المطربين الذين استعانوا
بممثلين في كليباتهم، فظهرت الممثلة حنان ترك معه في كليب «ولا كان بأمري»،
وشاركت المطرب العراقي كاظم الساهر كليب «أحبيني»، كذلك ظهرت الممثلة سولاف
فواخرجي مع الساهر في كليب «إني أحبك»، وحققت كلتاهما شهرة واسعة بعد عرض
الكليبين.
لأن فكرة تصوير أغنية «مبقاش أنا» لأصالة تتطلب وجود ممثل استعان
المخرج الليث حجو بالممثل باسم ياخور، الذي لم يكن على قدر كبير من الشهرة
حينها، وقد ساعده الكليب في أن يلمع نجمه.
في المقابل، رفض الممثل التركي كيفانش تاتليتوغ (مهند) المشاركة في
أغنية نانسي عجرم الجديدة، معتبراً أن شهرته تفوق شهرتها، وابتعد كلياً عن
عالم الكليب على رغم مشاركته المطربة رولا سعد في كليب «ناويهاله»، منذ
فترة.
شهرة مؤقتة
يوضح د. رفيق الصبان أن نجوم هوليوود والسينما الأوروبية يقبلون
مشاركة مطربين في أغانيهم المصورة لمرة أو اثنتين على الأكثر، لأن المهم
عند هؤلاء أن يشتاق الجمهور إليهم، لكن في العالم العربي يظهر الممثل بكثرة
في السينما والتلفزيون والمسرح والكليبات ما يفقده جاذبيته.
يلاحظ الصبان أن مهند يتبع أسلوب الغرب، فهو يحرص على أن يشتاق جمهوره
إليه وألا يستنفد قدراته الفنية في أعمال قد لا تكتب له تاريخاً، إنما تحقق
له شهرة موقتة. يؤكد الصبان في هذا الإطار أنه عندما يتابع أي كليب على
شاشة التلفزيون لا يهتمّ بالممثل المشارك فيه، إنما يركّز على المطرب.
بدورها، توضح الناقدة ماجدة موريس أن الممثل عندما يكون في بداية
طريقه الفني يقبل المشاركة في الكليبات، فإن لم تفده هذه الخطوة لن تضّر
به، على غرار داليا البحيري التي ظهرت في كليب «سمرة وبعيون كحيلة» مع
المطرب علي الحجار.
تضيف موريس: «قد يكون سبب ظهور الممثل في كليب معيّن تحقيق شهرة
واسعة، خصوصاً إذا لم يكن معروفاً خارج حدود بلده، مثلما فعل مهند في بداية
طريقه، إذ عمل كعارض أزياء وصوّر إعلانات وحضر مهرجانات، فنال قدراً كافياً
من الشهرة. أما اليوم، فابتعد كلياً عن هذه القطاعات لأنه يقوم ببطولة
مطلقة في الدراما التي يقدمها أو تشاركه بطلة تتمتع بثقل فني».
ترى موريس أن ثمة ممثلين يرغبون في اتساع شهرتهم وإبراز قدراتهم، على
غرار حنان ترك وسولاف فواخرجي اللتين ظهرتا مع كاظم الساهر، إذ رغبتا في
تحقيق انتشار عند جمهور الساهر وبمجرد أن تحقق هدفهما توقفتا عن الظهور في
الأغاني المصوّرة. كذلك تؤدي العلاقات الإنسانية كالود والصداقة دوراً في
استعانة المطربين بممثلين معينين في كليباتهم».
تشير موريس إلى أن هذه الظاهرة تسمى «الألعاب التجارية للشهرة»، وهي
موجودة في عالم الفن فحسب، إذ تحقق للممثل نجاحاً ونجومية وبعدها يبتعد
عنها ليحافظ على مكانته وبريقه، فتخلو الساحة لنجوم آخرين جدد…
مجاملة
يرى الناقد نادر عدلي أن المجاملة سبب رئيس في ظهور المطرب والممثل
معاً، يوضح: «لتامر حسني فضل في عودة نجم أحمد زاهر من جديد، بعدما قدم
أعمالاً ذات مستوى ضعيف، فساعده تامر وكتب له أدواراً خاصة، لذا وافق زاهر
على مشاركته الكليب، والأمر نفسه حصل مع حنان ترك وكاظم الساهر».
يعتبر عدلي أن هذه الكليبات فرصة للممثل ليزيد من شهرته مثلما حدث مع
قصي خولي وظهوره في كليب نانسي عجرم، ويضيف: «ليست هذه المشاركات وغيرها
بظاهرة كبيرة لأن الممثلين على يقين بأنهم لا يقلّون شهرة عن المطربين
الذين يظهرون معهم».
يشير عدلي إلى أن السينما المصرية شهدت منذ الخمسينيات والستينيات
مشاركة ممثلين لمطربين في أغانيهم وساعدت المطربين في تكوين شهرة بمساعدة
الممثلين، ومع التطوّر التكنولوجي برزت تقنية الأغنية المصورة فعاد التعاون
بين المطربين والممثلين، لكن بكفة أرجح للمطربين.
يعتقد عدلي أنه نظراً إلى كثرة المطربين، على رغم تفاوت درجة جمال
الصوت لديهم، ابتكر المخرجون أفكاراً تجذب الجمهور إلى الكليبات من بينها
الاستعانة بممثلين.
يلاحظ عدلي أنه عندما بدأ ممثلون معينون يرفضون ظهورهم كـ{موديل»
استعان المطربون بمقاطع من الأفلام وركبوها على الأغنية كما فعل يوري مرقدي
في أغنية «ازاي»، حيث جمّع مشاهد للفنانة الراحلة سعاد حسني في الكليب
وبطريقة تكنولوجية فظهرت على أنها حبيبته.
ربح مادي
توضح الناقدة ماجدة خير الله أن لكل ممثل أسبابه التي تجعله يخوض هذه
التجربة على رأسها الماديات، إذ يحصل النجم على مقابل مادي لهذا الظهور
الذي لا يحتاج منه إلى وقت طويل في التصوير.
تضيف خير الله أن هذه التجربة تلقى قبولاً إذا كان الممثل سيظهر بشكل
لطيف ويليق بحجمه الفني ولا يقلل من شأنه، لأن المطرب لا يُشرك ممثلاً معه
إلا إذا كان يتمتع بشعبية كبيرة، على غرار التونسية درة التي ظهرت مع حمادة
هلال في كليب «مستني إيه» ومي عز الدين مع المغني ومصمم الأزياء محمد داغر…
«إنها مجاملات فنية تسمح لكل من الممثل والمطرب بالظهور والتمتع بشعبية
الآخر».
الجريدة الكويتية في
05/12/2011
نماذج أفلام قصيرة من السينما المستقلة
محمد بدر الدين
بدأت السينما بأفلام قصيرة في مصر وبلدان العالم كافة. كذلك بدأ تيار
السينما المستقلة بأفلام قصيرة وسرعان ما تحولت إلى إحدى أهم ظواهر السينما
في مصر خلال العقد الأول من القرن الواحد والعشرين، وعند انتصاف هذا العقد
لم يظهر ضمن هذه السينما سوى فيلم طويل واحد (أكثر من 60 دقيقة) هو «إيثاكي»
للمخرج إبراهيم البطوط، الذي أخرج هو وزملاؤه بعد هذه المرحلة أفلاماً
طويلة أخرى من بينها: «عين شمس» و{حاوي»، وعُرض في 2011 فيلما «هليوبوليس»
و{ميكروفون» لأحمد عبد الله السيد، و{بصرة» لأحمد رضوان.
لكن ليس صحيحاً أن السينما المستقلة بدأت في مصر خلال هذا العقد، بل
خلال التسعينيات من القرن العشرين، وإن تحولت أخيراً إلى ظاهرة سينمائية
مهمة بحق. كذلك ليس صحيحاً أن ظاهرة السينما المستقلة اقتصرت على القاهرة،
إنما امتدّت إلى مدينة الإسكندرية، وستمتد وتظهر في غيرهما، بحكم طبيعتها
ومعناها، وهو معنى يرتبط بالثورة التكنولوجية من حيث استخدام كاميرات
الفيديو ديجيتال.
منح أصحاب السينما المستقلة حرية هائلة، تماثل استخدام أي فنان في أي
فن لأداة تعبيره (الريشة في يد الرسام، والقلم في يد الشاعر…). من هنا،
وجدنا إصراراً من إبراهيم البطوط على التحرر من الرقابة وتقاليدها وقيودها
في فيلم «عين شمس» الذي صوّره من دون تصريح رقابي متحملاً تبعات موقفه إلى
النهاية، إلى جانب التحرر بإنتاج أفلام قليلة التكاليف والتخلص من تقاليد
شركات الإنتاج الكبرى وقيودها وشروط السوق.
من الأفلام القصيرة التي انطلقت من الإسكندرية وساهمت في تحويل تيار
السينما المستقلة إلى ظاهرة: «سيكوتين 10,5 ملجم» سيناريو محمد صلاح
وإخراجه، «ظل.. من بعيد» قصة محمد رشاد وإخراجه، «كاداها بادالا» قصة أمينة
أبو دومة وإخراجها، «إنديميون» سيناريو محمد صيام وإخراجه وغيرها.
ولد محمد صلاح في الإسكندرية عام 1979، وحصل على ليسانس في الآداب في
قسم علم نفس، وعمل كمساعد مخرج لمخرجين كبار مثل أسماء البكري.
روح التجديد في «سيكوتين 10,5 ملجم» واضحة، من خلال مواقف شباب يجمع
بينهم كورنيش الإسكندرية ويعبّر المخرج من خلالهم، ومن خلال تجسيد هذه
المواقف، عن تأمل ورؤية لرحلة هؤلاء في الحياة ومصائرهم، بين السلطة
والتحكّم والتحرر ودور الإرادة الإنسانية. يستند المخرج إلى المونتاج
والصورة المتقنة في تعبيره، إلى جانب المزاوجة، والمراوحة، بين المشاهد
الواقعية والمشاهد المتخيلة المتجاوزة للواقع.
صوّر صلاح الفيلم بنفسه ودعم اجتهاده ماكياج أحمد نبيل وموسيقى تامر
عطا الله ومونتاج كايزر الذي شارك في التمثيل مع محمد الهجرسي وكريم وأحمد
مصطفى ومحمد عبد الجواد.
ولد محمد رشاد في الإسكندرية عام 1980، وعمل مساعد مخرج لمخرجين في
الإسكندرية، وأحد أبرز الأفلام التي أخرجها العمل الروائي القصير «مكسيم».
يدور فيلم «ظل.. من بعيد» بين الواقع والخيال، ويعبّر عن بحث بطله
يوسف عن شريك، فهو يعشق التانغو، لكنه لا يجد من تشاركه الرقص، ثم يشرك
سارة معه لكن في الخيال، ولا يلبث أن يكتشف أن هذه حال آخرين أيضاً، يبحثون
عن الاكتمال والتحقق وعن النشوة الحقة بهذا الاكتمال وحده.
أنجز هذا النسيج الدرامي اللافت، إلى جانب المخرج، جهود مدير التصوير
إسلام كمال والمونتير كايزر، وهو من تمثيل آية سليمان وهاني المتناوي.
صوّر إسلام كمال أيضاً فيلم «كاداها بادالا» (نال منحة إنتاجية من
معهد غوته لصناعة أفلام تحريك) للمخرجة أمينة أبو دومة، فعكس، بمستوى ناضج
في سينما التحريك، انتقال برّاد شاي من القرن الثامن عشر من مكانه الأصلي
في الهند إلى منزل عائلة مصرية في حي مصر الجديدة في القاهرة في القرن
الحادي والعشرين، وما يرافق هذه الرحلة من مشاكل.
ولدت أمينة أبو دومة في الإسكندرية عام 1983، وحصلت على ليسانس في
الآداب قسم اللغة الإنكليزية، وشاركت في ورش تدريبية حول صناعة أفلام
التحريك.
هؤلاء وغيرهم من صناع الأفلام القصيرة في إطار السينما المستقلة سواء
في القاهرة أم الإسكندرية أم غيرهما، سيصيغون مستقبل السينما في بلادنا،
لذا عليهم أن ينتقلوا بهذه السينما إلى فن جاد، بروح عصرية، يعبر بفن منشود
عن حياة منشودة، إلى جانب المجددين في الأفلام الطويلة، وأن يكون هذا الفن
جزءاً من الثقافة الوطنية، بكل معنى الكلمة، للوطن وللأمة.
الجريدة الكويتية في
05/12/2011
سينما الخيال العلمي حينما تقترن بالإبداع
«هيغو» مارتن سكورسيزي يصنع فيلماً للأطفال
عبدالستار ناجي
يمثل اسم مارتن سكورسزي احد الرموز الخالدة في تاريخ صناعة الفن
السابع - عبقرية مبدعة- وبصمات تدهشنا وابداعات تترسخ جيلاً بعد اخر،
ومرحلة بعد ثانية، وفي كل تجربة يقدمها هذا المبدع الكبير، يذهب بنا الى
فضاءت مرحلة جديدة من تاريخ الابداع السينمائي، وقد اقترن اسم سكورسيزي
بسينما الكبار، فكان معه دائما صفوة من كبار النجوم، اعتبارا من روبرت
دونيرو حتى ليوناردو ديكابيريو... وحينما يطل من جديد فانه يذهب بنا في هذه
المرة، الى فضاء ابداعي جديد، حينها سينما الخيال والاطفال.
وفي جديده يقدم مارتن سكورسيزي فيلم «هيغو
Hugo» والذي يعتمد خلاله على كتاب بنفس الاسم صاغه بريان سيلزنيسكي، وكتب
له السيناريو جون لوغان، وهذا الاخير، مبدع اخر، من صناع السيناريو الاقذاذ
في العالم، وفي رصيده عدد من السيناريوهات، من بينها «الساموزي الاخير
2003» و«جلا ديتور 2000» و«المغامر 2004» وغيرها فما هي حكاية «هيغو».
صبي في الثانية عشرة من عمره، يعيش يتيما، بعد وفاة والده، في محطة
للقطارات في باريس، وتجري الاحداث في عام 1930، ويسعى ذلك الطفل لاستعادة «رابوت»
انسان آلي، كان يعمل والده قبل وفاته على اصلاحه، ويخبره بان الامر يحتاج
الى مفتاح خاص، حتى تعود الحركة والحياة الى ذلك الانسان الالي، وحينما يصل
الى مكان وجود ذلك الانسان الالي المعطل، تبدأ اجواء المغامرة، حينما يتعرف
على فتاة في الصدفة، وفي تلك المحطة ، التي تجري بها النسبة الاكبر من
احداث الفيلم.
ومن خلال علاقته مع تلك الفتاة، والتي تحمل برقبتها «المفتاح» السري،
الذي سيكون لاحقا، الفاتح لكل الاسرار التي تدور حول ذلك، «الرابوت». عبر
حكاية ومغامرات تدهشنا، بابعادها الثلاثية، وايضا صورها التي تتداعى بايقاع
وصور ومشهديات تكشف من موهبة فذة للممثل الشاب اسابترفيلد، كيف لا وهو يعمل
بامره مخرج استطاع ان يقدم للعالم نجوماً افذاذاً ويفجر قدراتهم.
ودعونا نتعرف على هذا الشاب اسابترفيلد، الذي بدأ مشواره كممثل محترف
حينما بلغ الثامنة من عمره، وهو يقيم في لندن ومن اعماله كممثل «الرجل
الذئب» وهو هنا يذهب بعيدا، في تقمص شخصيته «هيغوكاربيه» ومعه في الفيلم
بدور الصبية (ايزابيل) الممثلة الشابة كلوى غربس مورتيز.
وفي الفيلم كم من النجوم، ومنهم جودلو بدور الاب، وبن كنعيسلي بدور
جورج ميلله، ومن نجوم الفيلم النجم الكوميدي ساشا بارونن كوهين، الذي يقوم
بدور المخبر في المحطة، والذي يظل طيلة احداث الفيلم يراقب ويطارد ويتابع
مع كلبه، الصبي «هيغو» الذي يشك به. مخرج كبير يذهب الى فيلم للاطفال
والاحداث، ليصنع منه حرفة.. ولوحة.. ودهشة، تصلح لجميع افراد العائلة..
فيذهبنا بالحياة اولا، واسلوب المطاردة والاكتشاف، وايضا بالتقنيات
العالية، والاداء الجميل للجميع الصغار قبل الكبار.
مارتن سكور سيزي في «هيغور لا يلعب فيلما، بل يصنع تحفة.. تظل تأسرنا
بجمالها.. ومضامينها. والمقدرة على زرع التحدي والارادة، في نفس صبي يتيم
لا يستسلم ولا يعرف الهزيمة يعمل عقله وقلبه وقدراته من اجل بلوغ الاهداف
التي يريدها والتي تتمثل في سيراغوار تلك الدمية المعطلة، والتي تقوده الى
اجواء المغامرة.. والدهشة.. والخيال الخصب. سينما من نوع جديد، تختلف حتى
عن جمله ما قدمه مارتن سكورسيزي من ذي قبل، يقدمها الينا في وجبة سينمائية،
تجعلنا نتساءل، اي مقدرة يمتلك هذا المبدع الكبير.. الذي يظل يتجدد..
ويبتكر.. ولا يسترخي على شواطئ نجاحاته السابقة فيلم للاطفال.. ولكنه من
توقيع مبدع كبير.. ولهذا تأتي مضامين الفيلم مقروءة بابداعات كبيرة.. هكذا
هو فيلم «هيغو».
anaji_kuwait@hotmail.com
النهار الكويتية في
05/12/2011 |