أكد المخرج المصري خالد يوسف أن الثورة في مصر لن تتحول مثل الثورة في
ليبيا أو سوريا، منتقدا في الوقت نفسه موقف القوى الإسلامية من الثورة،
ورأى أنهم سيدفعون بالبلاد إلى الهاوية.
وفي حين رأى أن تطبيق قانون "العزل السياسي" في الوقت الحالي سيؤدي
إلى حرب أهلية، فإنه أشاد بشخصية الدكتور كمال الجنزوري وإمكانية نجاحه في
قيادة حكومة الإنقاذ الوطني، لكنه شدد على أن الحكومة تحتاج إلى شخصية
ثورية وليست إصلاحية.
وقال يوسف -في مقابلة برنامج "ماذا يحدث في مصر" مع قناة "النهار"
الفضائية مساء اليوم السبت 26 نوفمبر/تشرين الثاني-: "الثورة في مصر ستنجح
بإذن الله في تحقيق كل مطالبها، ولن تصل بأي صورة من الصور إلى ما حدث في
ليبيا أو ما يحدث في سوريا حاليا، المصريون شعب عظيم، وقد تخطوا حاجز
الانفلات الأمني ويتعايشون مع بعض دون مشاكل".
وأضاف "أن المجلس العسكري يصِّدر الانقسام بين الشعب بتظاهرات
العباسية، لكن الشعب المصري واعٍ ولن ينقسم، وأعتقد أن الأزمة التي تعيشها
مصر حاليا بسبب تأخر قرارات المجلس وعدم تواكبها مع مطالب الثورة، وهو
الأمر الذي أدي إلى سقوط شهداء وحدوث المليونيات كل جمعة لمحاولة تصحيح
مسار الثورة من جديد".
وحذر المخرج المصري من أن تطبيق قانون العزل السياسي في هذا التوقيت
من شأنه أن يُحدث حربا أهلية في البلاد، لافتا إلى أن المجلس العسكري كان
يجب عليه إصدار هذا القانون بعد تقديم مبارك للمحاكمة، وبالتالي كان الجميع
سيلتزم الصمت، إنما الآن الجميع تجرَّأ ويطلب حقوقا ليست ملكه.
ورأى يوسف أن تكليف المجلس العسكري للدكتور كمال الجنزوري لتشكيل
حكومة الإنقاذ الوطني خطأ كبير؛ لأنه على الرغم من أنه شخصية عظيمة إلا أنه
ملوث من النظام السابق، مشددا على أنه كان يجب على المجلس الاستجابة لمطالب
ميدان التحرير واختيار أحد الخيارات التي طرحتها الثورة وعدم اختيار شخص
ليس له قبول في الميدان.
وأشار في الوقت نفسه إلى إمكانية نجاح الدكتور الجنزوي في مهمته
الجديدة، خاصة إذا استعان بوزراء ثوريين، لافتا إلى أن الجنزوي شخصية
إصلاحية أكثر منها ثورية، وأن الفترة المقبلة تحتاج لشخصية ثورة لتطهير
البلاد من الفساد الموجود تماما.
ووجَّه المخرج المصري انتقادا لاذعا لجماعة الإخوان المسلمين، حيث رأى
أنها ارتكبت أكبر خطأ في تاريخها عندما أدارت ظهرها للشهداء في ميدان
التحرير ورفضت النزول وتركت الشباب يموت في شارع محمد محمود، لافتا إلى أن
الجماعة فضَّلت التركيز على الانتخابات البرلمانية لتفوز بمقاعد أكثر على
نصرة الثورة.
وانتقد يوسف الإسلاميين المتواجدين على الساحة السياسية حاليا، ورأى
أنهم سيدفعون بالبلاد إلى الهاوية، خاصةً أنهم لا يبحثون إلا عن مصالحهم
الشخصية فقط، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن المجلس العسكري ساعد هذه القوى،
حيث عمل على إنهاك ائتلافات شباب الثورة في الدفاع عن مطالبهم، في الوقت
الذي تفرغ فيه الإسلاميون للتحضير للانتخابات.
وأوضح أن دماء الشهداء في ميدان التحرير وشارع محمود محمود في رقبة
المجلس العسكري، وسيحاسب عنها يوم الدين، خاصةً أن قوات الشرطة لم تقتحم
ميدان التحرير إلا بأمرٍ من المجلس العسكري، معتبرا في الوقت نفسه من مات
أثناء الثورة من رجال الشرطة وهم يدافعون عن مؤسساتهم شهداء، وكذلك أي ضابط
شرطة قتل في شارع محمد محمود.
الـ
mbc.net
في
27/11/2011
تخرجت فى مدرسة «ساعة لقلبك» للكوميديا
خيرية أحمد.. آخر جيل الضاحكات الباكيات
شيماء مكاوي
بعد أقل من شهر على رحيل نجمة الاغراء فى السينما المصرية هند رستم،
والفنان القدير عمر الحريرى، وبعد صراع قصير مع المرض.. رحلت عن عالمنا
الفنانة صاحبة الأسلوب والأداء المتميز وإحدى نجمات البرنامج الشهير «ساعة
لقلبك» خيرية أحمد، التى أجمع زملاؤها الفنانون سواء من جيلها أو من
الأجيال الأصغر الذين عملوا معها، على أنها لم تكن تقل روعة كإنسانة عن
روعة أدائها وخفة ظلها على الشاشة..
? وفى البداية تحدثنا الفنانة سميرة أحمد عن شقيقتها الراحلة فتقول:
لم أكن أتمنى أن أعيش اليوم الذى أنعى فيه شقيقتى ورفيقة عمرى خيرية، التى
كانت بمثابة الأم لى، وكانت على المستوى الإنسانى مختلفة تماما عن حياتها
كفنانة فهى تظهر كفنانة كوميديانة أمام جمهورها، ولكنها كانت فى الحقيقة
إنسانة جادة جدا حتى فى المواقف الضاحكة وصارمة للغاية حتى فى تربية
أبنائها، لأن ظروف حياتها أجبرتها على ذلك منذ مرض والدى ووفاته واتجاهنا
للفن.
وأضافت أنها تحملت العبء وحدها بعد وفاة زوجها الكاتب الراحل يوسف
عوف، واعتمدت على نفسها فى تربية أبنائها، وكانت إنسانة مكافحة وأصيلة،
وتشعر بمعاناة أى شخص وتقف بجواره وتساعده، سأفتقدها كثيرا، فقد كانت أختى
وأمى وصديقتى ورفيقة دربى...
? وتقول الفنانة رجاء الجداوي: خيرية أحمد رحمها الله، صاحبة مدرسة
خاصة فى الكوميديا لن تتكرر أبدا، وكان لها أسلوبها الخاص الذى يتم بتقديم
الكوميديا الراقية، فهى لآخر لحظة فى عمرها كانت قادرة على إضحاك ملايين من
المشاهدين، وقادرة أيضا على تقمص كل الشخصيات رغم تقديمها للكوميديا،
سنفتقدها كثيرا والفن سيفتقد هرما آخر من الكوميديا.
? ويحكى المطرب أحمد فهمى فيقول: تعاملت مع الفنانة القديرة خيرية
أحمد من خلال مسلسل «ماما فى القسم»، ورغم أن دورها كان ثانويا وكانت تقوم
بدور خالتى، فإنهما كانت وراء الكواليس تعاملنى كإبن لها وتنصحنى وتقول لى
كيف أقدم هذا المشهد، وغيرها من النصائح الفنية التى لم تبخل فى أن تقولها
لى، وكأنها أمى، وهذا قليلاً ما يحدث فى الوسط الفنى، لأنه من النادر أن
تجد فناناً ينصحك ويوجهك ويشجعك فى نفس الوقت..
? ويقول نقيب الممثلين، أشرف عبد الغفور: كانت رحمها الله صاحبة أكبر
مدرسة كوميدية فى مصر فهى تمتلك موهبة فنية لن تتكرر لأنها قادرة أن تضحكك
وقادرة أن تبكيك فى نفس الوقت، فهى الأم والأخت والزوجة، قامت بكل الأدوار
الكوميدية وغير الكوميدية ببراعة شديدة للغاية، ولا يمكن تقليدها نهائيا،
فهى تعشق الفن ويجرى فى عروقها، الفن المصرى سيفتقدها كثيرا كما أفتقد
مؤخرا العديد من الفنانين العمالقة مثل عمر الحريرى، وكمال الشناوى وغيرهما
الذين أثروا فى الفن المصرى وتأثروا به.
? وتقول الفنانة سميرة عبد?العزيز: اشتركت معها فى العديد من الأعمال،
وكانت بالنسبة لى أختاً عزيزة وحزنت كثيرا عند سماع خبر وفاتها، لأننا
فقدنا بوفاتها شخصا عزيزا علينا بالفعل، فقد كانت علاقتها طيبة بجميع الوسط
الفنى، ولذلك فلن ننساها جميعا وسنتذكرها بكل خير.
والفنانة خيرية أحمد إسمها الحقيقى رسمية أحمد إبراهيم، من مواليد
القاهرة 1937، وتزوجت من الكاتب الراحل يوسف عوف.
وقد قدمت مجموعة من الأدوار الكوميدية التى تركت علامات مهمة فى مسيرة
الفن المصرى. وهى الشقيقة الكبرى للفنانة سميرة أحمد.
وخيرية هى إبنة المسرح والإذاعة فعند التحاقها بفرقة المسرح الحر فى
منتصف الخمسينيات عندما كان المسرح دينامو العمل الفنى وولّد لنا علامات من
الممثلين لتتنقل بين عدد من المسارح والفرق مثل إسماعيل ياسين والريحانى،
إلى أن جاءتها الفرصة فى أكبر برنامج إذاعى كوميدى عرفته الإذاعة المصرية
عبر تاريخها وهو برنامج «ساعة لقلبك» الذى لم يكن برنامجا بقدر ما كان
مؤسسة كوميدية قائمة بذاتها كان يديرها ويشرف عليها اثنان من أعظم
الكوميديانات هما فؤاد المهندس وعبد المنعم مدبولى مع مجموعة كبيرة من
الفنانين الذين تعلقت أذن المستمع بهم ومعهم ومنهم كانت خيرية أحمد ذات
الصوت الرفيع والضحكة المميزة إلى أن تحول إلى فرقة مسرحية كان كاتبها
الكاتب الراحل يوسف عوف زوج خيرية أحمد، والذى كتب لها بعد ذلك مسلسلها
التليفزيونى الكوميدى الأشهر «ساكن قصادى». أما فى السينما فخيرية أحمد لها
عدد كبير من الأفلام شاركت بأدوار مساعدة كوميدية خفيفة فى أغلبها مثل
أفلام «الفانوس السحرى»، «حماتى ملاك»، «الطريق المسدود»، «ابن النيل»،
«ملك البترول»، «السيرك»، «عالم عيال عيال»، بينما شاركت فى عدد من الأفلام
مع الشباب حاليا مثل: «بحبك وأنا كمان» و«ظاظا»، ليبقى إسهامها وتاريخها
الأكبر والأهم فى المسرح الذى شاركت فيه بأكثر من 15 مسرحية.
يذكر أن الفنانة خيرية أحمد كانت تشارك فى مسلسل «إبن موت» بطولة خالد
النبوى وتأليف مجدى صابر وإخراج سمير سيف وكان من المقرر عرضه فى شهر رمضان
المقبل.
وآخر أعمالها التليفزيونية التى انتهت من تصويرها الفنانة خيرية أحمد
مسلسل «فرح العمدة» بطولة غادة عادل.
أما من آخر أعمالها فى السينما فكان فيلم «على جنب يا أسطى» بطولة
أشرف عبد الباقى وآسر ياسين وتأليف عبد الرحيم كمال وإخراج سعيد حامد.
أكتوبر المصرية في
27/11/2011
دكاكين الفــن وتجــار الرقيق الأبيض
محمد رفعت
احتراف الفن ولعب الكرة أسرع طريق للشهرة والمال، لذلك كثر النصابون
الذين يحاولون إيهام الناس بأنهم سيصنعون من أبنائهم نجوم كرة أو مشاهير فى
مجالات الغناء والتمثيل ومسابقات ملكات الجمال، ليحصلوا على أموالهم أو
يستغلونهم فى أشياء أخرى غير مشروعة.
وانتشرت فى السنوات الأخيرة إعلانات فى الصحف تطلب موهوبين جدد فى
الغناء والتمثيل وكتابة الأغانى، وما أن يذهب الشاب أو الفتاة إلى المكتب
صاحب الإعلان حتى يطلبوا منه أن يملأ استمارة تعارف ويدفع مائة أو 50
جنيها، ويترك أعماله على شريط كاسيت أو «سى. دى» إذا كان يغنى، أو أشعاره
إذا كان كاتب أغنية، أو يترك صورته أو صورتها إذا كان الشاب أو الفتاة من
هواة التمثيل.. ثم لا شئ على الإطلاق، وإذا اتصلت مرة أخرى، قالوا إنك رسبت
فى الاختبار الذى عقدته لجنة وهمية أما إذا أرادوا الاستمرار فى استنزاف
أموالك فإنهم يقولون لك، أنك موهوب و«ييجى منك»، ولكنك تحتاج إلى «كورسات»
و تدريب.. والحصة بالشئ الفلانى.. مع إيهام الشباب والبنات بأنه سيتم
ترشيحهم لمنتجين ومخرجين معروفين لإشراكهم فى أعمالهم الفنية الجديدة بمجرد
الانتهاء من فترة التدريبات.. وبالطبع فإن شيئا من ذلك لا يحدث.. والمصيبة
الأكبر لو كان المتقدم لهذه المكاتب الوهمية فتاة جميلة.. هنا يبدأ التحرش
والحديث عن التنازلات التى يجب أن تقدمها من أجل الحصول على فرصة.. فالجميع
يفعلن ذلك.. وأول الطريق دائما صعب.. والبعض يتخذ من هذه المكاتب ستارا
لأنشطة أخرى، ووسيلة للتعرف على الفتيات الراغبات فى اختراق مجال الشهرة
والنجومية بأية طريقة، لاستغلالهن فى أنشطة أخرى غير مشروعة، وبعضهن ينتهى
بهن الأمر للانضمام لشبكات مشبوهة..كل ذلك وأجهزة الرقابة نائمة أو مغيبة.
وإعلان صغير فى جريدة يتم توزيعها مجانا على المحلات والبيوت قد يكون
بداية لانحراف شاب أو فتاة، يتم التغرير بهما بدعوى فتح أبواب الأضواء
والنجومية أمامها، وخاصة مع انتشار البطالة وظهور برامج تليفزيونية مثل
«ستار أكاديمى» وغيرها تقدم للشباب نماذج مبهرة عن نظراء لهم عاديين جدا،
ومع ذلك حصلوا من خلال هذه البرامج على فرص لتحقيق الشهرة والنجومية
وتبنتهم شركات إنتاج ضخمة ومحطات تليفزيونية معروفة، حتى تحولوا إلى نجوم..
والحل الوحيد لإنقاذ الشباب والفتيات من هذه الشركات الوهمية هو وجود رقابة
حقيقية ومتابعة دقيقة لمثل هذه الإعلانات التى يتم نشرها فى الصحف والمجلات
وعلى مواقع الإنترنت بدون رقيب أو حسيب، حتى لا تتحول إلى أبواب خلفية
لتجارة الرقيق الأبيض أو دكاكين تبيع للشباب وهم الشهرة الكاذب!
أكتوبر المصرية في
27/11/2011
«سيما على بابا» خطوة إلى الخلف رغم الخيال المحلِّق
محمود عبدالشكور
تستطيع أن تصنْف فيلم «سيما على بابا» الذى لعب بطولته «أحمد مكى»،
وكتبه شريف نجيب، وأخرجه «أحمد الجندى»، بأنه فيلم مُحبط بالنظر إلى موهبة
الثلاثة، وبالنظر إلى قدراتهم التى لمسناها فى فيلمهم المشترك السابق «لا
تراجع ولا استسلام، ولكننا فى فيلمهما الجديد الذى عُرض فى موسم عيد الأضحى
نجد أنفسنا امام عمل يفتقد الوحدة والتماسك والانسجام رغم الخيال المُحلّق
والكثير من الإفيهات الكوميدية الظريفة وإتقان بعض العناصر الفنية، ولكن طل
ذلك يفشل فى أن يقدم لجمهور عملاً متماسكاً، ويجعل من التعاون الثلاثى
الجديد خطوة للخلف فيما كنا نتمناها خطوة إلى الأمام.
هناك منذ البداية رغبة فى تقديم فيلم مختلف، ولكن الافلام الجيدة ليست
بالرغبات، إننا هنا وحرفياً امام فيلمين قصيرين متنافرين ومتناقضين شكلاً
ومضموناً وأسلوباً بدعوى أننا سنشاهد عملية تعرضها سينما على بابا «إحدى
أشهر دور عرض الدرجة الثالثة»، الفيلمان منفصلان فعلاً لدرجة أن صُناع سيما
على بابا يكتبون كلمة «النهاية» بعد كل فيلم، كما أنهم يبدأون كلا الفيلمين
بتصريح الرقابة الشهير، ولكن ظلت المشكلة الاساسية والواضحة أنك يمكن أن
تكتفى بفيلم واحد فقط وتخرج مع أنهما مطبوعان على نفس الشريط، ولاشك أن هذا
الأمر كارثى تماماً وغير مقصود بالطبع.
الفيلم الأول يتنافر تماماً مع الفيلم الثانى، فالأول تدور أحداثه فى
عالم الفضاء، ويمكن اعتباره محاولة للمحاكاة الساخرة لأفلام «حرب النجوم»،
كما أنه يستعمل الشخصية الظريفة «حَزَلْقوم» التى ولدت فى فيلم «لاتراجع
ولا استسلام»، ففى كوكب أفتراضى يحمل اسم «ريفو» يتم اغتيال الحاكم، ولا
يوجد قائد على البلاط إلا «حَزَلْقوم» المختطف من الأرض لكى يحل محلّه،
وبعد أن يعرف «حَزَلْقوم» من خلال زعيم المعارضه انتوسيد «لطفى لبيب» ان
هناك مؤامرة واسعة لشنّ حرب على الأرض بعد تعيين نائب صورى للرئيس، يكاد
ينجح «حَزَلْقوم» فى الهرب والعودة إلى الأرض لولا مشكلة عانى منها طوال
الوقت هى صعوبة قضاء الحاجه!
أمّا فى الفيلم الثانى وعنوانه «الديك فىالعشة» فنحن أمام أجواء
متناقضه تماماً، مزرعة للحيوانات هى مزيج بين حكايات ديزنى وحكايات كليلة
ودمنة، الجميع تحت سيطرة الضباع الذين يسرقون طعامهم بينما يحاول الكلب ركس
«لطفى لبيب» بث الأمل فى الحيوانات بإشاعة دخول ديك مُصارع اسمه «حَبَش»
سيأتى لإنقاذهم، يستغل الديك النصاب «برابر» (أحمد مكى) الفرصة بالادعاء
أنه «حَبَش» المُنقذ، ولكن سكان المزرعة يعرفون فى النهاية ان وجود بطل
مُخلصّ هو خرافة، وأنه لن ينقذهم إلاّ وحدتهم وقوتهم.
فى الفيلمين اللذين سنراهما من خلال «سيما على بابا» خيالّ وإفيهات
«بسمة الغامرى» وديكورات على حسام على، وفريق مدهش من صُنّاع الماكياج
والمؤثرات البصرية، ولكن كل ذلك لم يحقق التماسك أو الوحدة لاعلى مستوى
الفكره أوالاسلوب أو الشكل أو المضمون.
أكتوبر المصرية في
27/11/2011
فى سباق نجوم الكوميديا أحمد حلمى يكسب
شيماء مكاوي
تصدّر أحمد حلمى قائمة الإيرادات فى موسم عيد الأضحى السينمائى للعام
الثالث على التوالى، متخطيا منافسيه، وحصد فيلمه «إكس لارج» 11 مليون جنيه
خلال أسبوع العيد فقط، وجاء فيلم أحمد مكى «سيما على بابا» فى المرتبة
الثانية برصيد 8 ملايين جنيه، وحصد ثالث المتسابقين المطرب حمادة هلال 4.25
مليون جنيه بفيلمه «أمن دولت»، وتذيل القائمة الفيلم الاجتماعى «كف القمر»
للمخرج خالد يوسف بعائد قدره 3.7 مليون جنيه.. فلماذا استمر حلمى فى
المقدمة، وتراجع هنيدى ومحمد سعد وغيرهما من نجوم الكوميديا.. هذا ما نحاول
الاجابة عنه من خلال هذا التحقيق...
? فى البداية يقول الناقد السينمائى نادر عدلى :لم يستطع معظم
الكوميديانات الحفاظ على نجاحهم، لأنهم كانوا إذا نجحت لهم شخصية ما
يكررونها فى العديد من الأفلام التالية، مما يجعل جمهورهم يشعر بالملل
الشديد لمشاهدة نفس « الكاركتر»، وهى الآفة التى أصابت أحمد مكى هو الآخر
هذا الموسم، حين نجح فى شخصية «حزلئوم» فى فيلمه السابق «لاتراجع ولا
استسلام»، فقام بتكرارها فى فيلمه الجديد «سيما على بابا»، ولذلك لم يحقق
الفيلم نفس النجاح، أما أحمد حلمى فلم يفعل ذلك، ولم يكرر أية شخصية مرة
أخرى، واستطاع أن يحافظ على نجاحه، لأنه يقدم دراما، ولا يفتعل المواقف
الكوميدية.
وأضاف أن حلمى فى فيلم «كده رضا» قدم ثلاث شخصيات، ثم قام فى الفيلم
التالى بتقديم شخصية الشاب الذى يعانى نفسيا ويعيش فى الخيال، ثم قدم شخصية
«مصرى»، الشاب الذى يعيش فى الخارج طوال حياته ثم يأتى إلى مصر ويصطدم
بالحياة هنا، واخيرا شخصية «مجدى» فى فيلمه الأخير «إكس لارج»، وهى شخصية
البدين الذى يعانى فى حياته..
? وتقول الناقدة ماجدة موريس: هناك أربع صفات يتسم بها احمد حلمى
وتجعله يتميز عن غيره من الكوميديانات وهى الذكاء والثقافة وأنه يراهن على
المشاهد ويحترمه.
فأحمد حلمى يراهن على تقديم نوع من الكوميديا له هدف وموضوع اجتماعى
وتناقش قضايا ومشاكل هى قضايا الحياة التى نعيشها جميعا، فعلى سبيل المثال
محمد سعد انتهى لأنه كان لا يراعى المشاهد، ولكن حلمى ذكى جدا ويراهن على
القضايا المتعلقة بالمواطن المصرى سواء كانت قضايا اجتماعية أو وجودية،
والدليل على ذلك فيلمه الجديد «إكس لارج»، فهو يخص شريحة من البشر ممن
يعشقون الأكل جدا، ورغم ذلك يتمتعون بشخصية جميلة يعشقها من حولهم، وهذا
النوع من الدراما نسميه «الدراما الدائرية»..
ولذلك عندما نشاهد الفيلم نجد أن «حلمى» يشارك المشاهد القضايا التى
يقدمها، وفى فيلمه «عسل اسود» عندما نشاهده نجد أنه يتحدث عنا وعن أى شخص
تعرض للإهانة داخل بلده وكيف أن الشرطة والمجتمع المصرى «قبل الثورة» كانوا
يحترمون الأجنبى ومن لديه جواز سفر أمريكى عن المواطن البسيط العادى.
وأتوقع استمرار حلمى لأنه يتمتع بقدر كبير من الذكاء، ولو لم يكن
كذلك، لكان مصيره مثل غيره من النجوم المتعسرين الذين لا يجدون ما يقدمونه،
فيقدموا أفلاما غير ناجحة، مثل «هنيدى» الذى حول فيلمه «رمضان مبروك» إلى
مسلسل، وهو ما يدل على أنه إما يريد الاحتفاظ بنجاح الفيلم جدا « فيمصمص أى
حاجة فيه، وإما أنه لا يقرأ كثيرا لكى يجد أفكارا جديدة..
? ويرى الناقد السينمائى سامى حلمى أن السبب فى نجاح أحمد حلمى، هو
أنه لا يعتمد على أدواته ككوميديان بقدر ما يعتمد على أدواته كفنان وكممثل،
لأنه ممثل بارع وقادر على تقديم كل الأدوار، بالإضافة إلى أدواره الكوميدية
التى يبرع فى تقديمها، ولكن الكوميديانات الاخرون غير بارعين فى تلك
المنطقة فهم يعتمدون على تحريك أجسامهم بشكل يدعو للضحك أو تغير شكلهم بشكل
يدعو للضحك وغيرها من الأشياء التى تزول وتنتهى بمرور الوقت فالمشاهدون
الذين يحبون تلك النوع من الكوميديا قليلون ولكن هناك كم كبير من المشاهدين
الذين يبحثون عن الكوميديا التى وراها قصة وهدف حتى يستمتعوا بالمشاهدة
ويشعروا بقيمة ما يشاهدون...
? ويؤكد الناقد محمود قاسم أن المشاهد بعد الثورة أصبح أكثر وعيا مما
سبق، ولذلك فلابد من احترام عقليته والتعامل معه من هذا المنطلق، وأحمد
حلمى قادر على ذلك فهو الكوميديان الوحيد القادر على تقديم فيلمين متنوعين
فى نفس العام، ويحققان نجاحا كبيرا، ولذلك فالمشاهد يذهب لمشاهدة فيلم أحمد
حلمى وهو واثق تماما أنه سيشاهد فيلما مختلفا، وهذه الميزة لا يتمتع بها
الآخرون.أما أحمد مكى، فعلى الرغم من النجاح الساحق الذى حققه فيلم «لاتراجع
ولا استسلام» فإنه لم يستطع أن يحافظ على نفس النجاح، وقدم «سيما على
بابا»، وهو فيلم مختلف لكن لن يعتاد عليه المشاهد بسهولة، وقدم شخصية «حزلئوم»
ولكنه فى تلك المرة حرقها.
وفعل مكى نفس الشئ مع الشخصية التى كان يرتدى لها الباروكة ذات الشعر
الكثيف «دبور»، وكررها فى اكثر من عمل، ولكنه نجح عندما غير منها ولم
يرتديها، ولذلك يجب على أى ممثل إذا حقق نجاحا فى إحدى الشخصيات ألا يقوم
بتكرارها مرة اخرى حتى لا يفقد جمهوره الذى يحترمه...
أكتوبر المصرية في
27/11/2011 |