كلما التقيته، كان في جعبته دائماً ما يقوله من أخبار ومشاريع انتاجية
سينمائية ذات بعد عالمي ودولي هكذا هو المنتج التونسي العالمي طارق بن
عمار، الذي استطاع ومنذ مرحلة مبكرة من مشواره الانتاجي ان نضع اسمه على
خارطة الانتاج السينمائي العالمي، وهو يقف هذه الأيام خلف واحد من الأعمال
السينمائية الكبرى، والتي تتمثل في فيلم «الذهب الأسود» الذي انطلقت عروضه
حول العالم، منذ أيام قليلة، وفي حديثه مع «النهار» يؤكد المنتج العالمي
طارق بن عمار، على ان الفيلم بدأت عروضه في أكثر من 6 آلاف صالة عرض
سينمائي في جميع أنحاء العالم دفعة واحدة، بما يعني محاولة الوصول لأكبر
شريحة من جمهور السينما العالمية.
وفي مستهل حديثه، يؤكد طارق بن عمار قائلاً: لقد اشتريت رواية «العطش
الأسود» بمعنى انني اشتريت حقوق تحويلها الى عمل سينمائي، في مرحلة مبكرة
من السبعينيات من القرن الماضي، واعترف بانني كنت أنوي يومها اسناد مهمة
اخراج الفيلم للجزائري محمد الأخضر حامينا، بالذات بعد فوزه بالسعفة
الذهبية في مهرجان «كان» السينمائي الدولي عام 1975، عن فيلمه الرائع
«سنوات الحمر الحمراء»، ولكن ظروف حامينا، وانشغالي بأكثر من فيلم لاحقاً،
من بينها «القرصان» مع رومان بولانسكي، أجل الموضوع، ليعود من جديد، في ظل
المتغيرات التي يشهدها العالم العربي في هذه المرحلة من تاريخه.
ويستطرد: الميزانية وصلت الى حاجز الـ40 مليون دولار، وهو مبلغ ضخم
لعمل تدور أحداثه ومضامينه في العالم العربي، وقد تم صرف أكثر من 15 مليون
دولار في المراحل الأولى لتصوير العمل في تونس، وقبيل اندلاع ثورة
الياسمين.
ويتابع: وبهذه المناسبة، أقول انني اهدي هذا الفيلم الى ثورة
الياسمين، التي اندلعت، حينما كنا نصور الفيلم في الصحراء التونسية، ونظراً
للأوضاع الأمنية، قبيل رحيل الرئيس السابق زين العابدين علي، قررنا
الانتقال الى مكان آخر، يستطيع ان يلبي احتياجاتنا الانتاجية، فكانت مبادرة
مؤسسة أفلام الدوحة، التي أنقذت الموقف، حيث صورت المشاهد المتبقية في
الصحراء القطرية، وتم توفير جميع المستلزمات الانتاجية والمعدات.
وحول ما تردد من مضامين الفيلم رد المنتج طارق بن عمار قائلاً: فيلم
«الذهب الأسود» يقود صورة واقعية، بل استطيع ان اقول (منصفة) للانسان
العربي، ويرد أيضاً على عشرات الأفلام العالمية التي عملت على تشويهنا
والاساءة الى قيمنا الروحية وعادتنا وتقاليدنا.
ويستطرد: ومع الربيع العربي، هنالك اليوم نظرة مختلفة للعرب في جميع
أنحاء العالم، وفي الولايات المتحدة وأوروبا على وجه الخصوص، فقد بادر
الشباب العربي للتضحية من أجل الحرية والديموقراطية. ولهذا فان المشاهد حول
العالم يظل في أمس الحاجة الى المزيد من الأعمال التي تقدم الوجه الحقيقي
للانسان العربي، وقضاياه، عبر مضامين وطروحات فنية متجددة، وذات قيمة فنية
عالية المستوى.
وعن العلاقة مع مؤسسة أفلام الدوحة يقول بن عمار: حينما اندلعت ثورة
الياسمين، كان علينا ان نعمل الفيلم حسب الجدول الانتاجي، لارتباط الفنانين
وأيضاً عجلة الانتاج والميزانيات، ولهذا تم الاتصال مع الاخوة في قطر
بالذات، من خلال «مؤسسة أفلام الدوحة»، فكانت مبادرتهم وانقاذهم للموقف،
حيث شاركوا في الانتاج، وقاموا بتأمين جميع الامكانات، من مواقع وخيول
وفرسان وأزياء واكسسوارات وغيرها.
ويستطرد: وحتى لا يفهم حديثنا بان الثورة التونسية عطلت المشروع، أقول
بان الثورة التونسية خدمت الفيلم، حيث اشترت الفيلم اثنتان من كبريات شركات
التوزيع العالمية، ولهذا نحن نتحدث عن أكثر من 6 الاف صالة، وهذا يعني
اتحاد شركتين من كبريات شركات التوزيع اللتين تمتلكان العدد من صالات العرض
في أميركا الشمالية والعالم.
ويعود للحديث عن مراحل الانتاج في فيلم «الذهب الأسود»، قائلاً: كما
أسلفت، البداية كانت في تونس، في أكتوبر من عام 2010، وقبيل اندلاع ثورة
الياسمين بمشاركة 45 ألف تونسي، من نجوم وممثلين وتقنيين وعمال وكومبارس
وفنيي اضاءة وديكور واكسسوارات، كما تم تصميم ازياء أكثر من 7 آلاف مشارك،
وهي تمثل ازياء أبناء منطقة الخليج العربي.. بعدها انطلقنا الى قطر وبسرعة
كبيرة، تم تأمين امكانات كبيرة، كما تم نقل العديد من الأجهزة والمعدات
والاكسسوارات من تونس الى الدوحة.
ويقول طارق بن عمار: منذ البداية، تصدى لمهمة الاخراج المخرج الفرنسي
الكبير جان جاك انو، الذي أبدى اعجابه برؤية «العطش الأسود» لهانز روش..
وأتذكر جيداً انه وافقني على ان هذا العمل سيكون قادراً على انصاف العرب
والمسلمين، عبر شخصيات رائعة تؤمن بقيم انسانية عظيمة.
وحول فريق العمل اشار بن عمار قائلا: منذ اللحظة الأولى، تم الاتفاق
على عدد من الأسماء، النجوم بالذات، ومنهم الاسباني انطونيو بانديراس
لشخصية «نسيب» وأيضاً الممثل الأميركي مارك استرونغ الذي جسد شخصية الحاكم
الطيب والكريم عمار زعيم قبيلة «سلامة». وهنالك النجم الجزائري الشاب طاهر
رحيم بدوه عودة وهي شخصية تمثل الانفتاح والقوة وحب العدل والالتزام الديني
والقومي والانساني، وهناك شخصية الأميرة ليلى، التي قدمتها النجمة الهندية
فريدا بينتو... واترك احداث الفيلم الى الجمهور الكريم في الكويت والعالم
العربي للمشاهدة والاستمتاع.
وفي كلمته الأخيرة لـ«النهار» يقول المنتج العالمي التونسي طارق بن
عمار: باختصار شديد «الذهب الأسود» تجربة سينمائية عالمية تسعى لانصاف
العرب وتقديم صورتهم بشكل واقعي منصف.
anaji_kuwait@hotmail.com
النهار الكويتية في
27/11/2011
فيلم جنوب إفريقي للإنجليزي إيفي لوثرا
« لاكي ».. الحظ ليس مجرد اسم
زياد عبدالله
تخيل أن يكون اسمك «محظوظ»، وفي الوقت نفسه تخيل أن يكون هذا الاسم
اسماً على مسمى، أي أن الشخص الذي يحمله سيكون محظوظاً بالفعل! لكن على
الضفة الأخرى من هذا المدخل إلى فيلم المخرج الإنجليزي إيفي لوثرا
Lucky «لاكي»، يمكن لهذا الاسم أن يتحول إلى لعنـة،
بمعنى أن كل ما سيعيشـه حامله سيكون على النقيض منـه، دون حسم ذلك إلا
بتتبـع ما جاء عليه الفيلم، ولكم أن تقـرورا ما يمكن وصف ما يعيشه الفتى «لاكي»
من مآسٍ تحمل في ثناياها بعضاً من إشراق هنا وهناك.
سنقع على لاكي «سيهلي دلاميني»، وهو بانتظار شيء في مكان ناء من جنوب
إفريقيا، سيتخذ من محطة الوقود مكاناً لانتظاره، ستهطل الأمطار بغزارة بعد
أن يحل الليل وهو ينتظر أحدهم، ولن يفارق مكانه إلا عندما يخرج صاحب المحطة
ليطرده.
اللقطات تقول كل شيء، سنتعرف إليه أكثر في قرية بيوتها أشبه بالأكواخ،
إنه وحيد، ويمكن توقع أمر جلل بانتظاره، وهذا ما سيكون عليه الأمر، إنها
سيارة قادمة من جوهانسبورغ تحمل جثمان أمه، لقد ماتت و«لاكي» لا يتجاوز
الـ10 من عمره.
سيصبح عدائياً تجاه من حوله، لن يستجيب لهذا الحزن الهادئ الذي يصيب
سكان القرية وهم يسهرون على جثمان أمه، في الصباح سيقرر هجران القرية
والتوجه إلى جوهانسبورغ، ليحقق ما كانت أمه تصبو لأن يحققه ألا وهو إكمال
تعليمه، سيضع لعبته المصنوعة من «التنك» على قبرها ويمضي، وعندما يصل
المدينة سيقصد بيت خاله، والذي ما ان يفتح الباب له حتى يتبدى لنا انطباعاً
أولياً بأنـه لن يكون مرحباً كثيرا بقدومه وهذا ما سيتضح في اليوم الثاني.
سرد ما تقدم يضعنا أمام سيناريو يمضي في وفاء تام للمصائر التي تنتظر
«لاكي»، والتي تستحضر معها حظاً عاثراً متمثلاً بكون خاله ليس الوجهة
الصحيحة لتحقيق رغبته في أن يذهب إلى المدرسة ويتعلم، وسرعان ما سيطرد «لاكي»
من بيته، ولن يجد ملجأ له إلا عند سيدة هندية تقطن في البناية نفسها، سيدة
مصابة بشتى أنواع الوساوس، وتعيش في عزلة تامة عن محيطها، وتمتلك من الشك
بمحيطها بما يجعلها على ريبة من الجميع، ولكم أن تتخيلوا كيفية العلاقة
التي ستنشأ بينهما.
تكوين هذه العلاقة سيحمل الكثير من النواحي الغنية، أولها حاجز اللغة
بين «لاكي» والعجوز الهندية، فأول اتصال بينهما سيكون عبر مسعى «لاكي» سماع
شريط كاسيت تركته أمه له، ولن يتمكن من سماعه في بيت خاله، كون الأخير لا
يحتوي بيته إلا على مشغل «سي دي»، بينما تمتلك السيدة الهندية مسجلاً
عادياً، سيتسرب إلى بيتها، وستكتشف ذلك فتعتبره سارقاً، وحين يترك الكاسيت
خلفه تمضي إلى الشارع بحثاً عن أحد ما يسمع الكاسيت ويترجم لها ما يحتويه
إلى الانجليزية، الأمر الذي يتحقق من خـلال سائق تاكسـي، وحينها تدرك قصـة
«لاكي» الذي ماتت أمه ويتضح لها كل شيء.
قصة الفيلم ستكون على اتصال مع تلك القصص التي قرأناها وشاهدناها
المتعلقة بعذابات فتى يتيم، وفيها من الميلودراما الكثير، لكنها في هذا
الفيلم الذي كتبته تانيا ويلتس، ستحمل خصوصية ما، من خلال تلك السيدة
الهندية، وتطورات العلاقة بينها وبين «لاكي»، فهي ستقوم بتسجيله في مدرسة
لتحصل على معونة اجتماعية، لكن سرعان ما تتغير دوافعها وراء حمايتها
ورعايتها ذلك الصبي اليتيم، كما أنها ستتورط رويدا رويدا بقصته، وسيشكل
مسعاها لمساعدته شاغلها الأساسي دون البحث عن أية منافع لها، لا بل إنها
ستقوم ببيع ذهبها لتتمكن من مساعدته، وتمضي معه من مكان إلى آخر لتؤمن له
مكانا يعيش فيه حياة كريمة، ستأخذه إلى قريته التي سيرفض «لاكي» العودة
إليها، ومن ثم ستأخذه إلى رجل يفترض أنه والد «لاكي»، وسيكون الحوار بين «لاكي»
ووالده على شيء من الحوارية بين رجل فقد الأمل بكل شيء مع فتى يتطلع إلى أب
أو أسرة ترسم له مستقبلا يريد له بكل ما أوتي من تطلع أن يكون مشرقاً.
سينفي ذلك الرجل الذي كان على علاقة مع أمه أن يكون والد «لاكي»، لا
بل إن «لاكي» سيقول له إنه لا يريد أن يكون ابناً لرجل مصاب باليأس مثله،
فهذا الرجل يعمل مغنياً في الجنازات، وقد اصبح في داخله الكثير مما يعمل به،
وإنه دائماً متصل بالموت أكثر من الحياة، سيسأله «لاكي» شيئاً واحداً ألا
وهو أن يغني له أغنية كانت أمه تغنيها له.
وتقرر العجوز الهندية «بايشري باسفاري جائزة أفضل ممثلة في مهرجان
أبوظبي السينمائي 2011»، أن تهب لاكي ما تملكه من مال، وتأخذه بعيداً عن
خاله الذي صار يبحث عنه عندما عرف بأنه من الممكن الحصول على معونة
اجتماعية من خلاله، فإن «لاكي» سيرفض ذلك، سيغادر صباحاً الفندق ويترك لها
رسالة بأنـه لن ينساها أبداً، وإن كان السؤال الذي تجـدر بنا الإجابـة عنه
والمتعلق بأين سيذهب «لاكي»، فإن الإجابة لدى ذلك الرجل الذي يفترض أنه
والده، سيمضي نحو بيته، كما لو أن «لاكي» سيجبره على أن يكون والده،
والفيلم ينتهي بسؤال الوالد لـ«لاكي» «هل تشرب الحليب؟».
الإمارات اليوم في
27/11/2011
«القصص موجودة حين نتذكرها».. في خريف العمر ربيع أيضاً
زياد عبدالله
كثيرة هي الأفلام التي تمضي خلف مكان توقف فيه الزمن، وبدا سكانه أشبه
بمن هجروا كل شيء وراحت أيامهم تتوالى بانتظار موت قد يبدو أنه تأخر، وعليه
فإنهم لا يقومون بشيء إلا تزجية الوقت بانتظاره، لكن وكعنصر درامي علينا
ترقبه فإن أحداً ما سيقتحم عوالمهم ويحدث تغييراً على كل ذلك.
يتأسس فيلم البرازيلية جوليا مراد
Stories only Exist When Remembered «القصص موجودة حين نتذكرها، الحائزة على جائزة
أفضل ممثلة في فيلم مسابقة «آفاق جديدة» في «أبوظبي السينمائي»، على قرية
لا شيء يحدث فيها، وعلى مبدأ قصيدة الشاعر اليوناني كفافي «اليوم الرتيب
يمضي في أعقاب يوم رتيب آخر، كأن ليس به من الغد شيء»، نتعرف إلى مادلينا
التي شارفت الـ80 من العمر، واليوم الذي نقع عليها فيه لن يختلف عن الذي
يليه، ستعجن الخبز مساء ومن ثم تخبزه وتمضي إلى البقالية الوحيدة في
القرية، وهناك ستضع خبزها داخل خزانة وليقوم صاحب البقالة بالطلب منها ألا
تفعل وتبقي الخبز في سلتها، إلا أنها لا تستجيب، فيقوم هو بإخراج الخبز من
الخزانة، ومن ثم يمضي يصنع قهوته، ومن ثم يجلس ومادلينا على أريكة خارج
المحل يشربان القهوة إلى أن تسمع أجراس الكنيسة تقرع، فيذهبان لتأدية
الصلاة مع سكان القرية الذين لا يتجاوزن حفنة من الرجال والنساء، وبعد ذلك
يمضوا جميعاً أي جميع سكان القرية لتناول الغداء الذي يتشاركون في إعداده
وتقاسم الوجبات في ما بينهم.
إيراد ما تقدم تفصيلاً قد يغفل تفاصيل كثيرة إن تعلق الأمر في هذا
الروتين، كأن انسى مثلاً أن مادلينا تمر يومياً بالمقبرة وتنظف قبراً
بعينيه وتضع عليه الزهور وذلك قبل الغداء، وليتكرر كل ما استعرضناه،
يومياً، لا بل إن الفيلم سيكون في ثلثه الأول عبارة عن تكرار ما تقدم برفقة
طبيعة مدهشة تتحرك فيها تلك الشخوص التي تخلى عنها الزمن ومعظم أولئك
السكان من العجائز، كما لو أن مجزرة أو كارثة مرت بالقرية فلم تبق من
سكانها إلا هؤلاء، وبكلمات أخرى إنهم يعيشون على الذاكرة فقط، وما الفعل
اليومي إلا مراوحة في الزمن لا تريد الخروج عن ماض توقف كل شيء عنده، إنه
يعيشون الماضي فقط والحاضر ليس إلا عادات يومية متكررة أما المستقبل لا
يعني شيئاً لهم ولعلها كلمة مجهولة تماماً بالنسبة إليهم. لكن تبقى العزلة
هشة والرتابة أشد هشاشة، إذ تكفي أن تمر امرأة شابة بمقتبل العمر بهذه
القرية حتى نلمس تغيرات سرعان ما تطرأ على جميع من في الثقرية، فما يبدو
نمط عيش ليس إلا خنقاً لإرادة الحياة ومساحة تتحرك فيها الأشياء ضد رغباتها
الحقيقة.
هذه الشابة ستكون على النقيض تماماً من كل ما في القرية، إنها في
مقتبل العمر، وليس مرورها في هذه القرية إلا تتبعاً لالتقاط الصور، ستكون
يانعة أمام نساء ورجال مر عليهم الزمن بلا رحمة، سيكون الفرح معبرها إلى كل
شيء، ولعل وجودها فقط بين سكان تلك القرية سيكون كفيلاً بالتحريض على
استحضار أسئلة كثيرة متعلقة بالزمن وما يطرأ على الإنسان وهو يمضي برفقته،
وذلك بوضع خريف العمر إلى جانب ربيعه.
ستقطن تلك الشابة لدى مادلينا، وستطرأ تغيرات طفيفة على روتين الحياة،
ستتأخر مادلينا في ذهابها إلى البقاليـة بضـع دقائق، وبالتالي فإن كل ما
يلي ستكون متأخرة عليـه، ستضفي تلك الشابة بعض الابتسامات على الوجـوه،
وسيجدون فيها معبراً إلى ذكرياتهم، خصوصاً مادلينا، التي سترتدي فستاناً
يكاد يأكله العث ولم يفارق الخزانـة منذ عشرات السنين، وصولاً إلى موت
مادلينا الذي يأتي بعد تمضيتها يومين برفقة فرح كانت تظن أنها فارقه إلى
الأبد، وليطالب سكان القرية أن تكون تلك الشابة وريثتها في صناعة الخبز،
وهنا ينتهي الفيلم.
الإمارات اليوم في
27/11/2011
أخرجه عادل سرحان واستقبلته دور العرض
اللبنانية
"خلة وردة" يرصد وقائع حقيقية من زمن الاحتلال
بيروت - هناء ناصر:
باشرت صالات السينما في بيروت عرض الفيلم الأول "خلة وردة" للمخرج
عادل سرحان والكاتب محمود الجعفوري, وبمشاركة نخبة من الممثلين والممثلات
من أبرزهم أحمد الزين وختام اللحام, سعد حمدان, حسن فرحات, حسام الصباح,
هشام بو سليمان, بولين حداد, عدي رعد, وغيرهم.
الفيلم من إنتاج مركز بيروت الدولي للإنتاج والتوزيع ومدته
90 دقيقة. وقد جرى تصويره في جنوب لبنان, وهو وفق ما قال مخرجه عادل
سرحان ل¯"السياسة" يحكي معاناة اجتماعية وإنسانية لأسرة لبنانية همها
الحفاظ على أرضها وشرفها ضد الاحتلال الإسرائيلي الغاشم, وهو يسرد علاقة
الإنسان بالأرض ومدى محبة اللبناني لأرضه رغم كل الظروف الاجتماعية
والإنسانية التي مر بها.
وتدور أحداثه إبان الغزو الإسرائيلي للبنان فيطرح قضية الأرض والشرف
من خلال "أبو عبد الله" الذي يلعب دوره الفنان أحمد الزين وزوجته "أم عبد
الله" (ختام اللحام) وهما يمثلان عائلة مقاومة ترفض الانصياع لأوامر جنود
الاحتلال والعملاء, ويقدمان رسالة فذة من خلال الوجع أحياناً والكوميديا
الساخرة أحياناً أخرى.
وتجدر الإشارة الى أن "خلة وردة" الذي باشرت الصالات اللبنانية عرضه
قد افتتح للصحافة ضمن حفل خاص في صالة "بلانيت" أبراج برعاية وحضور رئيس
تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون وحضور أبطال العمل ووجوه سياسية
واجتماعية وإعلامية وكان ل¯"السياسة" لقاءات مع بعض نجوم الفيلم, حيث قال
الفنان أحمد الزين: إن العمل جاء من دماء الأرض المحتلة, وهو يختصر تاريخي
الفني ويشكل امتداداً للأعمال التي قدمتها من "أبو الطيب العربي" و"أبو
حسن" في "الغالبون" و"ابن البلد" وغيرها من الأعمال التي تحفر في أذهان
الناس وتلفهم حول تاريخ واحد. كما قالت ختام اللحام: "إن هذا الفيلم يؤكد
التحامنا حول أرضنا التي تمثل عرضنا ولا يمكن أن نتخلى عنها".
من جهته, قال حسن فرحات: كوني من بلدة عنقون الجنوبية فإنني أعرف أن
"خلة وردة" تجسد وقائع حقيقية يعرفها كل جنوبي عايش فترة الاحتلال
الإسرائيلي لجنوب لبنان, ودوري في العمل لم يكن إلا استرجاع لوقائع حقيقية
عشتها واختبرتها في مرحلة من حياتي.
أما سعد حمدان فقال: "أحببت كثيراً طريقة معالجة الفيلم بسخرية وتهكم
ورغم أن دوري كان قاسياً حيث أطللت كعميل إسرائيلي في زمن الأوغاد, لكن
الحمد لله أن الأمور انكشفت في نهاية الفيلم ونفذت هجوماً على
الإسرائيليين.
السياسة الكويتية في
27/11/2011 |