كانت المنتجة إسعاد يونس ، واحدة ممن حملوا
على عاتقهم النهوض بصناعة السينما فى مصر، وذلك منذ تأسيسها الشركة العربية
للإنتاج
والتوزيع السينمائي عام 2000.. فهى تعد أكثر
المنتجون والعاملون فى السوق السينمائي
المصري – فهماً ووعياً – لكافة التطورات والتغييرات التى يشهدها المجتمع
المصرى.
ومنذ فترة - ليست طويلة - أعلنت إسعاد يونس عن مبادرة لدعم السينما
المصرية، من خلال تشجيع شباب السينما والعمل على خروج مشروعاتهم السينمائية
للنور.
·
ماذا عن المبادرة التى
دعيتى لها بشأن تطوير صناعة السينما وتطويرها خلال الفترة المقبلة...؟
لدى حلم
منذ فترة طويلة، اتمنى ان يكون واقع.. فهى
حملة ومباردة لدعم الأفلام المستقلة،
ففتحنا الباب وطلبنا من الشباب ان يتقدم كل
شاب بمشروعه - الغير متكامل- والاهم ان
يكون سيناريو جيد،حتى لو لم يكتمل ايضاً..
وتلقينا حتى الآن ما يقرب
من مائة سيناريو مستقل، بالإضافة إلى
سيناريوهات لشباب محترفين.. ثم قمنا بتشكيل
لجنة من كبار السينمائيين – من النقاد وكتاب السيناريو والمخرجين- لتقييم
هذه
الأعمال. وهناك بعض المخرجين لديهم اعمال روائية قصيرة جيدة، واتمنى أن أصل
لإختيار
ثلاثة سناريوهات ومشاريع جيدة لإنتاجها خلال عام 2012 الجديد. واعتقد أن
لدى تجربة
سابقة فى إنتاج افلام مستقلة مثل عين شمس إخراج إبراهيم البطوط وقبله
هيليوبليس
إخراج احمد عبدالله، واخيرا حاوي إخراج – أيضاً- إبراهيم البطوط.
·
الشركة العربية تعتبر كيان مؤثر
فى شكل
الإنتاج فى مصر والمنطقة العربية، أليس غريباً أن يتحول
إهتمامها بالمخرجين
المستقلين وإنتاج أفلام - قليلة التكلفة-
خاصة وان فى الغالب ما يكون الأهم الأول
والاخير العائد المادى وحجم الإيرادات ..؟
منذ بدايتنا فى عام
2000
ونحن إنتهجنا طريقة معينة فى التعامل مع كبار نجوم
السينما مثل عادل إمام
ومحمد هنيدى وغيرهم، لكن كنا حريصين ان
يكون لدينا فى كتالوج الشركة افلام يكون من
الصعب أن ينفذها أحد غيرنا، مثل أسرار البنات ومواطن ومخبر وحرامى، والساحر
ورسائل
البحر وفيلم ثقافى، فهذ الإتجاه لم يعد جديد.
·
هى تقترب ان تكون مغامرة فى حد
ذاتها..!
فى الحقيقة قد يكون توقيتها مناسب، لأننا قبل الثورة كنا قد دعمنا
أفلام بالكامل مثل هيليوبوليس وعين شمس وحاوى. وبعد الثورة، أصبحت الناس
على
إستعداد بالإيمان بتحرير السينما وصناعتها.
·
فى رأيك هل ذوق الجمهور فى
السينما سوف
يتغير بعد الثورة...؟ وهو ما قد يجعلنا نستغنى عن العبارة الشهيرة (
الجمهور عايز
كدة)..!!
أولاً أنا أختلف معك على عبارة "الجمهور عايز كدة"، وذلك
لان الجمهور فى كل بلد فى العالم هو فئات وطبقات، وبالتالى فإن
كل فئة تحب أن تسمع
لغتها الخاصة وتري ما يسعدها، بقدر فهم
ثقافتها، او فى حدود ثقافتها.. وهذا لا يعنى
ان يكون مستوى الأفلام واطى أو منحدر، بل لأن قمة الفلسفة والسخرية
الحقيقة من
الممكن ان تخرج من هذه الطبقة، المتعبة والمنهكة.. لكن ما يفهمه المثقف قد
لا يفهمه
إبن الشارع والشعب، وإبن الشارع قد يغلب ألاف المرات المثقف، لانها فى
النهاية هى
خبرة حياتية. ومثلا عندما نقترب من الفيلم الشعبى أو الردئ، عندما انزل
بفيلم شبه
تفكيركم لماذا لا تدخلوا لمشاهدته..؟ فأنا كمنتج عندما احاول تغيير الجهة،
تقولون
لماذا..؟ هناك بضاعة جيدة.. وهنا لابد على الجمهور ان يدعم ايضاً البضاعة
الجيدة..
·
الإتجاه لصناعة افلام مستقلة،
بنجوم
يحصلون على اجور قليلة والتخلى فيها عن الميزانيات الضخمة.. كيف تستطعين
عمل هذه
المعادلة فى الوقت الحالى..؟
الأفلام المستقلة هى نوع من السينما غير
التقيليدية، أو البديلة، وفيلم خارج نطاق الصورة والسوق الموجود، فهى تصوير
للواقع
الحقيقي.. وفيلم "حاوى" هو نموذج للفيلم المستقل، الشباب أنجزوه من
جيوبهم، وعندما
كسبوا جائزة مائة الف دولار تم توزيعها على جميع العاملين
بالفيلم.. وهذا هو منطق
السينما المستقلة، وهو أنى اعمل بمفردى فى
البداية بدون الطرق على باب منتج معين..
والشئ الايجابى هنا، انه عندما تاتى شركة مثل "العربية" وتتدعم هؤلاء
الشباب
بأفكارهم، فسوف نجد النجوم يوافقون على الوقوف بجوار هؤلاء
الشباب.. وهذا ما حدث فى
الفترة الأخيرة، فقد تحمس الكثير من
النجوم مثل احمد عيد وفتحى عبد الوهاب ويسرا
انا ماجد الكدوانى، لمشاركة الشباب السينمائيين فى أفلامهم المستقلة، والتى
تعتبر
هى نوع من السينما الغير تقليدية والجيدة فى نفس الوقت..
·
الأفلام المستقلة مثل فيلم عين
شمس
وهيليوبليس وبصرة وحاوى، كانت خارج إطار الرقابة، وطوال الوقت العلاقة
مضطربة بين
صانع الفيلم وجهاز الرقابة.. لكن عندما تتبنى انتاج ودعم افلام مثل هذا
النوع كيف
يكون التعامل حينئذ مع الرقابة..؟
حالياً، علاقتنا مع الرقابة بدأت
تؤسس من جديد.. لأن الرقابة فى مصر لدينا عليها إعتراضات كثيرة، متعلقة
بشكلها
وهيكلها.. نحاول ان نفهم طريقة التعامل معها، فيما يتعلق بإلغاءها أو
تطويرها..؟
وشباب السينما المستقلة خرجوا عن الإطار الرقابى المتعارف عليه.
فعندما نطالب
بإلغاء الرقابة نتهم بأننا نريد عمل أفلام
إباحية..!! وهذا تفكير فى منتهى الضحالة
ولا يسيطر على دماغهم غير ذلك.. فعندما يكتب أحد فهو يفرض رقابته ويرتدى
قميص
الرقابة، لكى لا يتم رفض عمله.. ولذلك نحاول الان ان تتعرف الرقابة على
الفيلم
المستقل، وكذلك النقابات، وغرفة صناعة السينما، والمركز القومى، بالإضافة
إلى نوعية
اخري هى الفيلم القصير الذى يعتبر ثروة قومية ليس لها حدود..
·
طوال الوقت العلاقة بين صانع
الفيلم ( وهنا
لا أفصل بين المنتج والمخرج ) وبين الرقيب، واشكال الرقابات
الأخرى والمتمثلة فى
الدينية والاجتماعية والسياسية متوترة
ومرتبكة... كيف تتحايلوا على وجود تلك
الأجهزة الرقابية المتعددة..؟
الشئ الاول والمهم هو ضرورة إعادة هيكلة
جهاز الرقابة، وسيد خطاب رئيس الرقابة متفهم بشكل كبير ما نريده نحن صناع
السينما..!! فقد بدأ فى مساعدتنا، وبالتالى أصبحنا كتلة واحدة امام
الرقابات
الآخرى.. فلابد أن يتغير قانون الرقابة، لكى نخلق منظمة جديدة. وأعتقد انه
حان
الوقت الذى نستطيع فيه ان نخلص الرقابة من سيوف، وزارة الداخلية والازهر
والكنيسة..
لا سلطة لأحد على جهاز الرقابة، ولا تتدخل معه أية جهة اخرى.. نتحدث عن
قانون عام
للرقابة، متى يقول نعم ومتى يقول لا..!
·
هل انت مع إلغاء الرقابة ام مع
تطويرها..؟
انا لست مع الغاء الرقابة..وأري ضرورة من وجود جهاز رقابة
ينظم خروج ودخول كل الاشياء.. لأن الرقابة دورها لا يقتصر فقط على منح
موافقة
بتصوير وعرض الفيلم فقط.. بل انها تقنن عروض الافلام الاجنبية، ولها مهام
ورقية
مهمة.. الرقابة من المفترض ألا تكون بوابة الإعدام لبعض الأعمال.. وعلينا
ان نتذكر
أن اهم الافلام فى تاريخ صناعة السينما فى مصر تعرضت لمشاكل مع الرقابة،
بسبب
عقليات، مثلا نظام سياسي يرفض فيلم البرئ، وأخر لا يعجبه فيلم شئ من الخوف.
·
هل ترين ان خريطة الإنتاج
السينمائي فى مصر
سوف تتغير فى الفترة المقبلة..؟
بالتأكيد الخريطة السينمائية سوف
تتغير.. لكن ذوق الناس او الجمهور قد يظل كما هو.. وقد يكون أوعى.. الشركة
العربية
لم تقرر التوقف عن إنتاج أفلام كبيرة وتتجه لإنتاج أفلام مستقلة لأنها
تعانى من
أزمة..؟ لكن سوف نقوم بعمل الفيلم المستقل بالإضافة إلى أفلام اخرى نحاول
الإنتقاء
فيما بينها.. اليوم لابد ان يكون هناك رغبة فى إسعاد الناس، وليس وقت لعمل
أفلام
نكد وكئيبة.. والحكاية بإختصار شديد اننا نمر ونفلت من مخنق ومأزق إسمه
صناعة سينما
متوقفة، وديون متراكمة.. نعيش فى مخنق وعنق زجاجة نحاول أن نمر منه خلال
الفترة
الحالية، من خلال فتح الباب للشباب ليأخذ حقه، مثلما إستطاع النزول إلى
ميدان
التحرير ووصلت كلمته للعالم، علينا ان نساعدهم فى السينما..
·
هل لديك تصور لعمل او إنتاج فيلم
عن الثورة
فى مصر ..؟
الكثير صوروا وانجزوا أفلاماً عن الثورة.. ورغم ذلك فكل
ما ينجز سيكون مقتطع وغير مكتمل، لأن الثورة لم تكتمل.. فالتسجيل والتوثيق
للثورة
لن يكون قبل ثلاثة او أربعة أعوام. ونحن الآن لدينا أدوات توثيق، لم تكن
موجودة فى
السنوات والأحداث التاريخية المهمة مثل 1967 او 1973.. لسة بدرى، ونحتاج
الكشف عن
باقى الملفات والشهادات الحقيقية، لكنا نبحث عن الحقيقية.
·
تحدثتى من قبل عن الفيلم
القصير.. هل هناك رغبة لديك فى فتح سوق له فى مصر من خلال عرضه فى دور
العرض
السينمائية..؟
الفيلم القصير يعتبر منطقة إبداع مهمة جداً، ويحمل نوع
من الدراما تختلف عن دراما الفيلم الطويل، مثل الفرق بين القصة القصيرة
والرواية..
الفيلم القصير يكشف عن شباب موهوب، وبدا ذلك واضحا بالنسبة لى عندما فتحت
الباب
لتلقى مشروعات أفلام قصيرة.. وكان لدي منذ سنوات مشروع ب 120 فيلم قصير،
وكان من
المفترض ان يشرف عليه المخرج الراحل رضوان الكاشف، وكنت وقتها قد إتفقت
مع
مخرجين كبار مثل داود عبد السيد ومجدى احمد على وغيرهم على عمل
أفلام قصيرة،
وبالتالى تظل هذه الصناعة قائمة ومستمرة.
والآن أن سوف أعمل على إعادة الفيلم
القصير، ولكى أشجع نفسي وضعت 35 فيلم قصير
قمت بكتابتهم.. فبالتالى سوف أقوم بمزج
الأفلام القصيرة مع الأفلام الطويلة
والنجوم، وأصنع منتج أستطيع ان أسوقه ويشاهده
الكثيرون فى العالم.. وفى الحقيقة أنا لدى رغبة فى فتح قاعات عرض للفيلم
القصير..ومع إفتتاح دور العرض الجديدة سوف نخصص قاعتين للفيلم القصير
متضمنة تذكرة
مختلفة، بنوع من الجمهور مختلف.
·
ما هو دور غرفة صناعة السينما،
لإنقاذ صناعة السينما خلال الفترة القادمة..؟
كل ما نعمله هو أننا
نتعامل الآن مع عماد أبوغازى وزير الثقافة،
لتصليح علاقة السينما بوزارة الثقافة،
بعد أن كانت علاقة سلبية.. والآن نحاول ان تقدم لنا وزارة الثقافة فى مصر
مساعدات –
لا تعنى مادية- بل أن تقوم الورزاة تمثلنى امام وزارة السياحة مثلا لكى
تسهل لى
التصوير فى الاماكن السياحية بدون أموال طائلة، وكذلك وزارة الصناعة
والثقافة
والإتصالات والداخلية وهذا ما نحتاجه.
الجزيرة الوثائقية في
20/11/2011
ريد جريف..عندما تكون وثائقية
حسام الدين السيد
ذات مرة توقفت الممثلة البريطانية الشهيرة
والفنانة الكبيرة فانيسا ريد جريف لتسأل الناقد
والصحفي العربي نجم عبد الكريم
،قائلة له: أنا افهم لماذا تهاجمني المنظمات الصهيونية، لكن الذي لا افهمه
كيف
يهاجمني بعض العرب وأنا اناضل من اجل قضيتهم في فلسطين؟
لم
يجد الكاتب العربي ما يقوله لها بالطبع، وروى هذه القصة في احدى مقالاته
بجريد
الشرق الأوسط ، ومعها حكاية مكملة عن محاولته حشد العرب ليتظاهروا في
مساندة
للريدجريف ضد الصهاينة الذين شنوا عليها حربا شعواء، إلا أن
خطيب الجمعة بأحد مساجد
لوس انجليس الأمريكية اخذ يوبخ من يشارك في تأييد امرأة وصفها بأنها
"شيوعية" حتى
لو كانت تناصر الحق الفلسطيني وتعادي الصهيونية ودفعت مقابل ذلك الكثير من
حياتها
ومالها وسمعتها ..
تذكرت هذا الموقف وانا أتابع الحفل الرائع والحدث التاريخي
غير المتكرر حيث انتقلت جائزة الأوسكار إلى لندن مساء الأحد 13 نوفمبر2011
، حين
كرمت الأكاديمية الأمريكية للعلوم والفنون السينمائية التي
تمنح الجائزة، الممثلة
البريطانية فانيسيا ريدجريف في أول تكريم من نوعه يجري في أوروبا.
وقدم الكاتب
المسرحي البريطاني ديفيد هير الحفل في دار سينما بوسط لندن وشارك نجوم من
بينهم
ميريل ستريب، ورالف فينس، وجيمس ايرل جونز في تكريم ريدجريف التي تمتد
مسيرتها
المسرحية والسينمائية لأكثر من 50 عاما.
وقال هير في بيان "أينما ذهبت في أنحاء
العالم، يعرف الناس فانيسا ريدجريف ويكنون لها الاعجاب". وأضاف
"ليس هناك كثيرون
تألقوا في تاريخ السينما لمدة 50 عاما لكن توجد هنا واحدة من بينهم". وأعد
هير
ثلاثة مقاطع سينمائية لاستعراض أعمال النجمة البريطانية المخضرمة.
وولدت ريدجريف
(74
عاما) التي تشارك حاليا في مسرحية (سائق السيدة ديزي) التي تعرض في
لندن في
أسرة فنية ذائعة الصيت أبوها هو الممثل البريطاني السينمائي والمسرحي
الكبير مايكل
ريدجريف الذي لعب بطولة فيلم "السيدة المختفية" أحد أهم أفلام المخرج
البريطاني
العالمي "آلفريد هتشكوك"، وأمها "راشيل كيمبسون" الممثلة المسرحية
البريطانية،
وأختها هي الممثلة البريطانية لين ريدجريف، وأخوها هو كورين ريدجريف الممثل
البريطاني، بل إن جدها روي ريدجريف كان ممثلا مسرحيا وشارك في
تمثيل العديد من
الأفلام الصامتة في أستراليا. ولذا يمكننا القول بأن التمثيل كان قدر
فانيسا بشكل
أو بآخر. حيث بدأت العمل في المسرح في أواخر الخمسينيات وسرعان ما انتقلت
إلى
عالم السينما ورشحت للأوسكار ست مرات كان أولها عن دورها في فيلم (مورجان)
عام
1966.
وفازت بالجائزة مرة واحدة كأفضل ممثلة مساعدة عن دورها في فيلم (جوليا)
،
وكانت هذه نقطة مفصلية في حياتها ، ففي هذا الفيلم "جوليا" عام 1977 الذي
لعبت فيه "فانيسا"
دور إحدى بطلات المقاومة في ألمانيا أثناء الحرب العالمية الثانية، وكان
هو الذي دفع بها للتعرف على مأساة الشعب الفلسطيني. وقررت حينها أن تقوم
بإنتاج
فيلم تسجيلي عنه، فباعت منزلا لها وجزءًا من مقتنياتها
لإنتاجه، ولتدخل إلى الأعمال
الوثائقية من أكثرابوابها سخونة وتحد، باب الوقوف امام الصهيونية ومقاومتها.
وفي خطابها
أثناء استلام جائزة الأوسكار قالت فانيسا: "أنا ضد الصهيونية، ولكني أقف
إلى جانب
اليهود في نضالهم ضد الفاشية والعنصرية، وأتعهد بأني سأواصل الكفاح ضد
معاداة
السامية والفاشية".
وقالت مخاطبة لجنة الجائزة:" اشكركم جدا على هذا التقدير
لعملي، اعتقد أن جين فوندا (البطلة الأولى للفيلم) وأنا قدمنا أفضل عمل في
حياتنا ،
وأنا احييكم واعبر عن تقديري لكم ، واعتقد أن عليكم أن تشعروا بالفخر،لأنكم
تمسكتم
بصمودكم خلال الأسابيع القليلة الماضية ،ورفضتم الخضوع
لتهديدات زمرة صغيرة من
السفاحين والمجرمين الصهاينة، الذين يعد سلوكهم إهانة للمكانة التي يتمتع
بها
اليهود في العالم "
فيلمها الوثائقي الأشهر حمل عنوان
"الفلسطيني" من إخراج ري باترسباي حيث حضرت النجمة البريطانية إلى
الشرق الأوسط
للقاء عدد من أطراف القضية، من بينهم ياسر عرفات (الرئيس الفلسطيني)، كما
زارت مخيم
تل الزعتر، ونجحت في إنتاج فيلمها، وهو ما أثار حفيظة التجمعات الصهيونية،
خاصة في
الولايات المتحدة ضدها، واتهموها بالمعادية للسامية، واحتجوا بشدة على
فوزها
بأوسكار أحسن ممثلة مساعدة في 1977.
سبب لها هذا الخطاب الناري الذي القته في
حفل الأوسكار متاعب كثيرة، فتعرضت لضغوط من جماعات الضغط
الصهيونية في الولايات
المتحدة الأمريكية لتعدل عن موقفها المناصر للفلسطينيين، الذي عرضته في
فيلم "الفلسطيني"،
ولكن فانيسا لم تتزحزح عن موقفها الذي يتسق مع جملة مواقفها السياسية
والاجتماعية. ففانيسا عضوة نشطة وقيادية في حزب "العمال الثوري"، وهو حزب
صغير في
بريطانيا، ولكنه فاعل جدا على المستوى السياسي والدولي، وله علامات كثيرة
مع الكثير
من الأحزاب العربية، ويناصر المهاجرين في إنجلترا ويدافع عن حقوق الشعب
الفلسطيني،
ومعادٍ بشدة للصهيونية وإسرائيل.
عندما كرمها العرب في مهرجان القاهرة
السينمائي عام 2002 باعتبارها ضيفة شرف المهرجان، ردت هي
التحية بخير منها، وذلك
بإحضارها فيلما وثائقيا آخر من إخراج ابنها، وعرضته في المهرجان ،
وكان بعنوان
"الحمى" وهو يتناول الآثار المدمرة للعولمة، واعقبته بندوة موسعة مع
السنمائيين
الذين شاركوا في المهرجان آنذاك . وفي عام 2008 شاركت ريدجريف في مهرجان
ابو ظبي
وعرضت فيلمها الوثائقي الأشهر "الفلسطيني"
.
وفي اثناء الإحتفالات البريطانية
بمناسبة مرور خمسين عاما على انتهاء الحرب العالمية الثانية،
قررت ردجريف أن تحتفل
بطريقتها الخاصة، وبما يتناسب مع التزامها السياسي والأخلاقي ، فعرضت
مجموعة من
المسرحيات المميزة على مسرح ريفر سايد الذي تمتلكه في لندن ، وكان من بينها
مسرحيتان فلسطينيتان هما " المهاجرون" و" المتشائل" وتم
عرضهما باللغة العربية
.
ربما سيرة ريدجريف ومواقفها معروفة للمهتمين بالفنون والسينما على وجه
خاص،
وربما هناك عديد من الفنانين اصحاب المواقف السياسية المؤيدة للحقوق
العربية،
والمساندة للنضال ضد الظلم والعدوان في كل مكان، وطبعا من اشهرهم الآن في
الولايات
المتحدة المخرجان النيويوركيان الكبيران،وودي آلان ومارتن سكورسيزي، و
المخرج
المعروف مايكل مور صاحب العمل الوثائقي الاشهر ضد الحرب على
العراق 9/11 ،بالإضافة
لنجوم هوليود الكبار تيم روبنسون وسوزان ساراندن ومورجان فريمان ووبي
جولدبرج،
وايضا جورج كلوني وشون بن الذي زار بلاد الثورة العربية مؤخرا وجال في
شوارعها.
لكن رغم كل هذه
النماذج الملهمة ، والمواقف التي لاتكتفي فقط بالتعبير السياسي المباشر ،
والقاء الخطب والكلمات، لكنها تظهر في اعمال سينمائية ووثائقية تعمق
الرسالة وتؤكد على دور
الفن في صناعة الوعي والنهضة ، فإن من يلقي نظرة على الفنانين العرب وخصوصا
في بلاد
الثورات العربية، سيصيبه حيرة واسى، فغالبيتهم تساند أنظمة القمع وتقتات من
موائدها
وتنتفع بالتطبيل لها، وقليل منهم من ساند الثورة وانتمى إلى حق
الناس في التعبير
والحرية والديمقراطية، واقل منهم من التزم في سيرته واعماله بمناصرة
القضايا
العربية بأعمال فنية غير دعائية وذات مستوى، وأقل القليل هم من اتسقت
اقوالهم مع
افعالهم ومع مبادئهم على طول الخط، ،ولا نكاد إلا فيما ندر نجد
نماذجا واضحة
وثابتة نتباهى بها بين العالم ،على مدى أكثر من خمسين عاما بوضوح وثبات
الفنانة
البريطانية فانيسا ريدجريف، التي انتقل الأوسكار لها تكريما، وبقينا نحن
العرب ،
نطبق المثل المعرف ، عن الصلعاء التي تتباهى بشعر بنت اختها.
الجزيرة الوثائقية في
20/11/2011 |