الأفلام المحتشدة للإغارة على عطل عيد الميلاد ورأس السنة في الولايات
المتحدة وحول العالم هذا العام تتباين في اهتماماتها ومستوياتها . إذا كان
هذا ليس جديداً تماماً، فما البال إذا ضممنا إليها مسألة أن عدداً كبيراً
منها سيدخل حلبة الجوائز الرئيسة المقبلة من ال”غولدن غلوب” إلى جائزة
المنتجين والمخرجين والكتّاب وصولاً إلى الأوسكار؟
هذه الهجمة على التميّز الفني كتمهيد لنيل الترشيحات والجوائز، بدأت
قبل بضعة أسابيع عندما شحن جورج كلوني الأجواء بفيلمه السياسي “منتصف أشهر
مارس”، تلاه براد بت في فيلمه “مونيبول” ثم جوني دب في “مفكرة الروم” . كل
واحد من هؤلاء لعب أكثر من دور لجانب بطولته: كلوني أنتج وأخرج، وبراد بت
وجوني دب أنتجا، فيما بات واضحاً من أنه إذا ما أردت أن تجد نفسك بطلاً
لدور يستحق الجوائز، عليك أن تنتجه بنفسك .
المخرج ديفيد فينشر، الذي كان مرشّحاً عنيداً لأوسكار أفضل مخرج في
العام الماضي عن فيلمه “الشبكة الاجتماعية” لديه الآن نسخته الخاصّة من
الفيلم الدنماركي التشويقي “الفتاة بوشم التنين” الذي تقوم ببطولته روني
مارا لجانب روبن رايت وكريستوفر بلامر ودانيال كريغ وستيلان سكارغارد . وهو
يؤكد في كل مناسبة ممكنة أن فيلمه أبعد من مجرد إعادة صنع للفيلم السابق،
كما أخرجه نيلز أردن أوبلف سنة 2009 .
مشكلة فينشر أنه سيواجه تجارياً فيلم ستيفن سبيلبرغ الجديد “مغامرات
تان تان”، الذي وزع عالمياً قبل أكثر من شهر من إطلاقه أمريكياً وذلك لأجل
بناء رواج غير مباشر على أساس أن معظم الأمريكيين لا يعرفون من هو “تان تان”،
إلى جانب أنهم، وبتشجيع من الفيلم، سيطلقون على الشخصية اسم تِن تِن . فيلم
سبيلبرغ صور طبيعياً قبل تحويله إلى “أنيماشن” ما يجعله مثيراً للأعصاب لأن
عدداً من الممثلين الجيدين، ومن بينهم دانيال كريغ أيضاً، مسخواً إلى صور
كاريكاتورية، لكن ما يثير الأعصاب فعلاً هو الجنوح مجدداً لتقديم العرب (في
إمارة تقع، حسب الفيلم، في المغرب) لشخصيات بلهاء وأسواق مهددة بالعبث
تماماً كما كان حال فيلم سبيلبرغ “إنديانا جونز” قبل ثلاثين سنة .
الفيلم الذي سيبقى بخف الريشة ويعد بأن يكسر صورة سبيلبرغ النمطية هو
“المهمة المستحيلة: بروتوكول الشبح” الذي تصدّى له براد بيرد مخرجاً وقام
ببطولته توم كروز . سنرى كروز يتدلّى من طابق مئوي في برج خليفة الشهير مع
بانوراما تتيح لمن لم يزر المدينة بعد أن يقرر جعلها محطّته المقبلة .
ما تجدر الإشارة إليه هنا هو أن مخرج الحلقة الرابعة من “المهمة
المستحيلة” بيرد هو مخرج “أنيمان” يتحوّل إلى الفيلم الحي، في اتجاه معاكس
لما ينجزه سبيلبرغ هنا . وسيكون من المثير معرفة كيف سيتوجّه الجمهور عند
هذه النقطة في الحادي والعشرين من الشهر المقبل: هل سيقبل على شخصية
بلجيكية يعرف عنها القليل، بسبب اسم المخرج المنتج سبيلبرغ، أو سيلتقط ما
يحاول كروز إنجازه هنا من دفع شريان الابتكار في مسلسله السينمائي الخاص؟
أو أن هذا الجمهور سيجد في الدراما التشويقية الداكنة التي أنجزها فينشر
جاذباً كبيراً كون المخرج مارس كل ذلك في فيلمه الرائع “سبعة” من قبل؟
حيال كل ذلك، وفي الثالث والعشرين من الشهر، يشمّر فيلم كوميدي بعنوان
“اشترينا حديقة الحيوان” عن ساعده وينزل غمار البحر المائج . إنه ليس
فيلماً خفيفاً من مستوى أعمال أدام ساندلر او بن ستيلر، بل كوميديا
اجتماعية ذات هدف ومستوى أعلى من المخرج كاميرون كراو ومن بطولة مات دايمون
وسكارلت جوهانسن والممثلة الجديدة إيلي فانينغ .
قبل كل ذلك، يطرح كلينت ايستوود رؤيته البيوغرافية حول ج . إدغار هور
(في فيلم يحمل اسم “ج . إدغار”) باحثاً في الوجه السرّي للرجل الذي كان
مصدر خوف انتمى إلى الفترة البوليسية من تاريخ أمريكا الحديث . هذا الفيلم
من بطولة ليوناردو دي كابريو الذي سيدخل وايستوود عرين المسابقات من دون
ريب . وفي خلال كل ذلك، وإذا ما بقي هناك مال في جيوب المشاهدين، فإن
“شرلوك هولمز: لعبة أشباح” قد يستأثر بالاهتمام أيضاً كونه يلحق جزءاً
سابقاً من بطولة روبرت داوني جونيور وجود لو .
مورغن فريمان: طموح تعززه
الموهبة
في يناير/كانون الثاني المقبل تمنح جمعية مراسلي هوليوود الأجانب
الممثل مورغن فريمان جائزة “سيسيل ب . د ميل” السنوية . إنها جائزة تقديرية
لأعمال شخصية سينمائية متميّزة، ومورغن فريمان يستحقّها كيفما نظرت إلى
مجمل أعماله التي تتجاوز الآن السبعين فيلماً .
تلك الأعمال بدأت سنة 1964 عندما شوهد على الشاشة كمجرد فتى بلا اسم
يمر في الشارع، وذلك في فيلم سيدني لوميت “صاحب محل الرهونات” . ترى هل جال
في باله آنذاك إلى أين ستقوده خطواته في ذلك الشارع؟ حتى ولو فعل، فإن
معرفة مستقبله لم يكن بالأمر الممكن . هذا لا يعني أنه لم يكن طموحاً .
يقول لنا في لقاء إثر أدائه شخصية نلسون مانديلا في “إنفيكتوس” قبل سنتين:
“الطموح أمر ممكن، ولا أعرف أنني حرمت منه يوماً . والواقع أنك تحرم نفسك
منه . لا أحد يستطيع أن يمنعك من أن تحلم وتطمح بصرف النظر عن إذا ما كنت
ستستطيع أن تصل إلى ما تريده أم لا . هذا كان وضعي في تلك الآونة . . شاب
طموح” .
الرجل الطموح راقب خطواته وهي تنتقل به من أدوار صغيرة جدّاً إلى أخرى
ملحوظة على صغرها . إنه في مشهدين ناطقين في فيلم من بطولة روبرت ردفورد
عنوانه “بروباكر” (1980) ودور صغير كتحرٍ في فيلم “شاهد عيان” لبيتر ياتس
مع سيغورني ويفر ووليام هيرت في البطولة (1981) . وقبل نهاية الثمانينات من
القرن الماضي أصبح ممثلاً على أولى درجات الشهرة بعدما لعب شخصيّتين ينفذان
إلى المشاهدين بضراوتهما وشرورهما . الأول في “شطارة شوارع” والثاني “جوني
هاندسَم” .
مع هذه الخلفية التي تضم كذلك نحو عشرة أفلام أخرى، انتقل إلى الصف
الأول عبر فيلم ظهر سنة 1989 بعنوان “قيادة الآنسة دايزي” .
الفيلم، كما حققه الأسترالي بروس بيريسفيلد، يلعب على العلاقة بين
السود واليهود . إنهما من عالمين منفصلين ثقافياً، لكنهما يشتركان في تجربة
إنسانية: السود كانوا عبيداً واليهود (ليس جلّهم بالطبع) كانوا ضحايا
النازية . بطلة الفيلم أرستقراطية ثرية يهودية (جسيكا تاندي) لديها سائق
سيّارة أفرو-أمريكي (فريمان) والعلاقة بينهما رغم أنها لا تتجاوز علاقة
خادم ومخدوم، تكشف عن سمات إنسانية واضحة . الفيلم ربح أوسكار أفضل فيلم
وممثلته تاندي أوسكار أفضل ممثلة . أما فريمان فتم ترشيحه كأفضل ممثل مساند
ولم يفز . يقول: “لا أفكر في أنني ربحت أو خسرت . إنه واحد من أفضل أفلامي
وأكثرها قرباً إليّ . تستطيع أن تراه اليوم وتجد أن رسالته لاتزال في
مكانها . الحاجة لرابط إنساني بين الناس على اختلاف عناصرهم وثقافاتهم” .
بعد ذلك هو الجندي المقاتل في سبيل حريّة السود في “مجد” (مع دنزل
واشنطن) وهو المغربي عظيم في “روبين هود وأمير اللصوص” بطولة كيفن كوستنر،
ثم السجين المثفّف والمتأمل في فيلم “إصلاحية شوشانك” وبعد ذلك أمام براد
بت في الفيلم البوليسي الجيد “سبعة” . وحبات المسبحة لم تتوقف مطلقاً إلى
اليوم . في وسط هذا الوضع، لا ينسى مورغن كيف أن أدواره مع الممثل والمخرج
كلينت ايستوود كان لها صداها الخاص، يقول “كلينت وأنا نستطيع التفاهم
سريعاً . هو يحب أن يشتغل مع فنانين وفنيين سبق له العمل معهم وهو مخرج
ممثلين . راقبت طريقته المدهشة في التعامل مع الممثلين بتلقائية تثير
الإعجاب” .
فريمان لعب مع ايستوود فيلم الوسترن “غير المسامح” (1992) ثم في
الدراما الاجتماعية “مليون دولار بايبي” (2004) ثم في “إنفيكتوس” (2009) .
لقطات من هذه الأفلام وسواها تجمع لعرضها في حفل ال”غولدن غلوب” المقبل،
لكن حتى من دونها، يعرف الوسط أن مورغن فريمان وصل من تلك اللقطة في الشارع
العام، إلى القمّة بفضل طموحه وموهبته .
أوراق ومَشاهد
1961:
هل تم اللقاء في
مارينباد؟
“العام الماضي في مارينباد” دراما ساخرة عن السلوكيات الاجتماعية
والعاطفية أبطالها لفيف محدود من الشخصيات . كل ما فيه لغزي ومؤسس على ألا
يجيب عن أي سؤال يطرحه المشاهد على نفسه تبعاً لما يراه .
إنه الفيلم الروائي الأول للمخرج الفرنسي آلان رينيه بعد عقدين قضاهما
في المونتاج وإخراج الأفلام القصيرة . أوّل ما قرر أن يحقق فيلماً روائياً،
اتّجه إلى الأديب الذي انقلب مخرجاً في ما بعد آلان روب غرييه الذي وضع
السيناريو والحوار للفكرة التي اقترحها رينيه عليه .
الأحداث تقع في فندق كان قصراً قديماً والآن هو مكان لثلاث شخصيات
تشكل محور الحكاية بأسرها . هناك الرجل الوسيم “مسيو أكس” (جيورجيو
ألبرتازي) الذي يلتقي السيدة الجميلة أ . (دلفين سيريغ) فيحاول إقناعها
بأنهما التقيا قبل عام في مدينة مارينباد ووعدته بأنها ستهرب معه إذا ما
التقياه مجدداً . زوجها هو مسيو م (ساشا بيتوف) الذي سيبذل ما يستطيع في
سبيل رد إكس عنها . الاثنان سيشتركان في لعبة من أعواد الكبريت لا تعني
شيئاً سوى الرغبة في المبارزة من دون أن يكون أحدهما قادراً علي ذلك .
إبقاء الأسماء مبهمة ليس العنصر اللغزي الوحيد لهذا الفيلم، بل كذلك
الأسئلة التي يوالي الفيلم طرحها ويختار ألا يجيب عنها: هل التقى إكس وأ
فعلاً؟ هل كانت مارينباد أو مدينة أخرى؟ هل وعدته بالهرب؟ هل الرجل الذي
معها زوجها أو يدّعي ذلك؟ ثم من هذا القدر من الأسئلة ينسج المخرج أيضاً
شرائح من المعالجات التي لا تقل غموضاً، فالفيلم يحمل التجريب والرؤية
السريالية كما ينتقل من الماضى إلى الحاضر والمستقبل . وكان المخرج صرّح في
إحدى المناسبات أنه أراد إلقاء هذه الألغاز أمام المشاهد “حتى لا يتعجّل
الحكم على الفيلم” .
دلفين سيريغ ممثلة اشتهرت قليلاً في تلك الفترة لكنها واصلت العمل حتى
وفاتها سنة 1990 . ساشا بيتوف لعب أدواراً عدّة من عام 1952 إلى 1980 قبل
وفاته بعشر سنوات . أما مسيو إكس جيورجيو ألبرتازي، فهو لا يزال حياً في
الثامنة والثمانين من العمر وانتهى مؤخراً من فيلمه الخامس والثلاثين
لاعباً دور بارون .
“العام الماضي في مارينباد” لا يزال واحداً من أفضل الأفلام الأولى
لمخرجيها، ورغم ألغازه وانتقالاته الزمانية، إلا أنه سلس كأفلام رينيه
الأخرى كلها، وهو المعروف بأنه مخرج متمكن من أدواته الفنية ومن أسلوب سرده
على حد سواء .
م .ر
merci4404@earthlink.net
الخليج الإماراتية في
13/11/2011
ساركوزي لن يشاهده «لأنه يضر بصحته الذهنية»:
«ذا
كونكويست» يعرض كيفية استيلائه على السلطة
جنان جمعاوي
حلّ الرئيس الفرنسي
نيكولا ساركوزي أمس الجمعة ضيفاً على صالات السينما الأميركية. ليس ضيف شرف
ولا
زائراً متفرجاً، بل كان بطلاً على الشاشة، في فيلم بعنوان «ذا كونكويست» أي
«الاستيلاء».
في مقابلة مع مجلة «فورين بوليسي» الأميركية روى مخرج الفيلم
كزافييه دورينجر كيف طرح «ذا كونــكويست» مسألة ما إذا كــان «ساركو
الأمــيركي»
كما يحلو للفرنســيين تسمية رئيسهم، قد غيّر شيئاً في السياسة الفرنسية..
وإلى
الأبد.
لطالما شكّلت شخصية ساركوزي «النشيط» و«الشوفيني» إعلامياً، مادة دسمة
للدراسة والانتقاد.. والتندّر. ولعل أحدث «اللقطات» التي سرق فيها ساركوزي
الأضواء
كانت في قمة مجموعة العشرين عندما قال لنظيره الأميركي انه «سئم من نتنياهو
(رئيس
الوزراء الإسرائيلي) لأنه كاذب»، وعندما سخر من المستشارة الألمانية انجيلا
ميركل
قائلاً انها «تخبرني دوما أنها تتبع حمية قبل أن تهرول لتجلب
لنفسها قطعة جبنة»،
ليبدو الرئيس الفرنسي «نماماً» و«ثرثاراً»، على حد وصف صحيفة
إسرائيلية.
لا يعود «ذا
كونكويست» إلى طفولة ساركوزي. المفصل الأساسي يكمن في العام 2007، حين
انتخب
الرجل سيداً للإليزيه. تحديداً، يبدأ الفيلم بمشهد للممثل دونيس بوداليديس
الذي
يجسد ساركوزي، وهو ينتظر تأكيد خبر انتخابه رئيساً، وينتظر
زوجته سيسيليا التي «اختفت»
في أحلك الظروف.
في عملية ارتجاع فني (فلاش باك) يستعيد الفيلم بدايات
ساركوزي السياسية، حين صعد نجمه من وزير للداخلية في إدارة جاك شيراك إلى
رئيس
لفرنسا، خلال خمسة أعوام فقط، متجاوزا الرئيس السابق نفسه
ومنافسه اللدود رئيس
الوزراء السابق دومينيك دوفيلبان، من
دون أن يتمكن من تفادي مستشارته وزوجته
سيسيليا.
الفيلم برمته يبدأ حيث ينتهي، أي يبدأ من اللحظات التي سبقت انتخاب
ساركوزي رئيساً وينتهي بدخول الرجل الإليزيه. يبدو عملاً مقصوداً. دورينجر
أراد
القاء الضوء على عملية «الاستيلاء على السلطة» فقط لا غير. ففي
العام 2002، لم يكن
ساركوزي سوى الرجل الرابع او الخامس من حيث الأهمية، في الحزب الحاكم، لكنه
صعد
السلم خلال خمس سنوات فقط.
وأوضح دورينجر أن الفيلم يسلّط الضوء أيضاً على
«التضحيات»
التي بذلها ساركوزي من أجل الحصول على السلطة، ولعل أبرز هذه التضحيات
كانت زوجته سيسيليا.
وعن «الازدراء» الذي يكنّه شيراك ودوفيـلبان لساركوزي،
بحــسب ما يبدو في الفيلم، قال دورينجر ان المسألة تكـمن في ساركوزي، فهو
لم يكن
جزءاً من «الحريم» الذي يحيط بشيراك او دوفيـلبان، إذ «لم يكـن من العائلة
السياسية
ذاتها. ساركوزي رجل شديد التعقيد، تحيط به مجموعة صغيرة جداً
من المساعدين تضم 10
او 12 شخصاً مكّنوه من الوصول إلى السلطة».
وتابع دورينجر «أظن أن شيراك
ودوفيلبان يمثلان اليمين التقليدي الأرستقراطي الجمهوري، في
حين أن ساركوزي يمثل
يمين اليمين لدرجة أنه ذهب حد استمالة ناخبي الجبهة الوطنــية اليمينية
المتـطرفة»،
مضيــفاً ان «شيراك كان شخصاً لم يرد حقيقةً أن يتجاوز النظُم، في حين أن
ساركوزي
دخل الإليزيه ليبدأ في كسر هذه النظم. هو شخص يركّز جداً على الظهور
الإعلامي، نراه
يركض، ويركب الدراجة، نراه كل يوم في صـورة جديدة، في قصة
جديدة، ليصنع للسياسي
الفرنسي التقليدي صورة أكثر عصريةً».
فهل غيّر ساركوزي شيئاً في السياسة
الفرنسية؟ على الأغلب. في السابق، لم يكن الفرنسيون يكترثون
لحيوات رؤسائهم
الشخصية، على عكس الأميركيين. لكن مع ساركوزي، كل حادث شكّل حدثاً، كطلاقه
من
سيسيليا، ثم زواجه من كارلا بروني. و«هكذا تبدّل شيء ما في الثقافة
السياسية لدى
الفرنسيين، وباتوا أقرب الى الشعوب الغربية الأخرى الذين
يتتبعون تفاصيل حياة
قادتهم، كأن هؤلاء نجوم سينمائيون، يلاحقهم البابارتزي ويحلّون على أغلفة
المجلات
الشعبية منها والسياسية. تتصدر مشاعرهم وانفعالاتهم التقارير الإعلامية»،
على حد
قول دورينجر.
ساركوزي لم ولن يشاهد «ذا كونكويست» كما قال، بحجة أنه «سيكون
مضرّا لصحته الذهنية»، في حين أبدت زوجته الحالية كارلا بروني «حماسةً»
للفيلم، وهي
«حتما
ستشاهده». وعُلم أن منافسة ساركوزي عندما كان مرشحاً في 2007، سيغولين
رويال،
شاهدته. وكذلك فعل المرشح الاشتراكي للانتخابات الرئاسية الفرنسية المقبلة
فرانسوا
هولاند.
الفيلم لن يؤثر في الناخبين، وهم على عتبة الانتخابات في الربيع
المقبل، كما قال دورينجر. «من يحب ساركوزي فسيشاهد الفيلم ويخرج محباً
لساركوزي.
ومن لا يحب ساركوزي فسيشاهد الفيلم ويخرج
وهو يعلم لماذا لا يحب ساركوزي!».
السفير اللبنانية في
13/11/2011 |