حاز «كف القمر» جائزة اتحاد الإذاعة والتلفزيون (100 ألف جنيه) في
«مهرجان الإسكندرية السينمائي» الأخير. الفيلم ثمرة تعاون بين الكاتب ناصر
عبد الرحمن الذي أبدع أعمالاً تعتبر علامات فارقة في السينما المعاصرة،
والمخرج خالد يوسف.
عن «كف القمر» والتعاون مع خالد يوسف، كان اللقاء التالي مع ناصر عبد
الرحمن.
·
ما سرّ حضور «تيمة» الاغتراب في
أعمالك كافة وهي كشبح يطارد أبطالك؟
ترتبط هذه التيمة بنشأتي في الصعيد والغربة التي أشعر بها في القاهرة
لابتعادي عن جذوري، ما يعني أنها متأصلة في داخلي.
·
وفكرة الانتظار وعودة الغائب
التي نشاهدها في أفلامك أيضاً؟
ترتبط بظروفي الخاصة، فأنا أخشى الفراق، لذا يرمز القطار في ذهني إلى
الفراق وينتابني الرعب عندما أسمع صوته.
·
إذاً تعبّر أفلامك عن تجارب
ذاتية، لكن بتنويعات مختلفة.
بالتأكيد، لا بد من أن تؤثر التجربة الذاتية على الكاتب، خصوصاً أنني
أكتب بصدق، لذلك أتعرض لهزات نفسيَّة عنيفة بعد كل فيلم كوني أستمدّ
أحداثه من داخلي وكثيراً ما تعبّر عن تجارب عشتها أو شاهدتها. مثلاً فيلم
«هي فوضى»، كان تجربة شخصية عايشتها أثناء طفولتي عندما رأيت والدي يقول
لأمين الشرطة «يا باشا». من هنا خرج تعبيري عن الدولة البوليسية في الفيلم.
·
ماذا عن الأماكن التي تتناولها
في كتاباتك؟
ثمة مناطق لا يمكن أن أزورها بعد الكتابة عنها، من بينها: منطقة روض
الفرج بعد فيلم «المدينة»، شبرا بعد «هي فوضى»… إذ ينشأ عازل نفسي بيني
وبينها بعد الكتابة عنها على رغم أنني أحبها.
·
والإسقاطات السياسية الواضحة في
أفلامك؟
لا أتعمد اللجوء إليها، فأنا لا أحبّ السياسة ولا أشارك فيها وإن كان
يصعب الفصل بين التجربة الذاتية والواقع السياسي، فكل منهما يتأثر بالآخر.
·
نلاحظ وجود اتجاه ناصري قوي في
أفلامك، كيف تفسر ذلك؟
المسؤول عن ذلك خالد يوسف فهو معروف بانتمائه الناصري. بالنسبة إلي،
أحب جمال عبد الناصر على غرار المصريين، لكني لا أنتمي إلى حزب أو تيار.
·
ما شكل الشراكة بينك وبين خالد
يوسف في كتابة السيناريو؟
في العادة، أنتهي من كتابة الفيلم، ثم أعطيه لخالد ليضفي رؤيته عليه
كمخرج.
·
في « كف القمر»، ظهرت غالبية
شخصياتك مبتورة، تغيب وتعود بمتغيّرات غير مفهومة، هل قصدت ذلك؟
بالطبع، فالشخصيات التي تعيش في مجتمعاتنا هي مبتورة فعلاً نتيجة
مشاعر متضاربة من بينها الاغتراب والتيه.
·
كيف تفسّر تصرفات بطل الفيلم
«ذكري»، التي يسيطر التناقض عليها؟
الشخصيات كافة التي تعيش بيننا هي متناقضة بشكل أو بآخر، وكان لا بد
من إبراز هذا التناقض.
·
ألا تعتقد أن نهاية الفيلم
متشائمة، إذ عاد الأبناء بعد وفاة والدتهم؟
لا، لأن الأم من وجهة نظرالأبناء لم تمت وما زالت حية بينهم، لذلك بعد
الجنازة شرعوا في بناء المنزل، وهذا مرتبط بمجتمع الصعيد الذي يؤمن
بالخلود.
·
هل صحيح أن مشاهد لغادة عبد
الرازق اقتطعت أثناء المونتاج؟
لم يُقتطع لها أي مشهد لأن الشخصية التي أدتها محورية.
·
تعاونت مع المخرجين يسري نصر
الله ويوسف شاهين، ما الفرق بين العمل معهما والعمل مع خالد يوسف؟
تجمعني صداقة وطيدة بخالد وثمة تفاهم بيننا، وهذا الأمر يخرج أفضل ما
لدينا في أعمالنا.
·
هل يعني ذلك أنك تتجنّب المغامرة
ومشاركة مخرج لا تعرفه؟
على العكس. أتمنى العمل مع مخرجين شباب، خصوصاً أن كثراً أثبتوا
تفوقهم وقدراتهم، لكني من النوع الذي يصعب عليه تقديم نفسه للآخرين.
·
ماذا عن «الشارع لنا»؟
الفيلم مشروع مؤجل، ولا أعرف متى سيتم تنفيذه.
·
هل ما زلت تعتقد أن الشارع لنا
بعد اندلاع الثورة؟
جميعنا اعتقدنا أن الشارع أصبح لنا بعد تنحي الرئيس المخلوع حسني
مبارك، إلا أن التطورات التي حدثت بعد ذلك أكدت أن السؤال ما زال قائماً،
لذا سيظل الفيلم بعنوانه الأساسي «الشارع لمين؟» ولن أغيره إلى «الشارع
لنا» كما كنت أخطط.
·
ما أبرز مشاريعك المقبلة؟
سابدأ كتابة سيناريو فيلم «سره الباتع» عن قصة بالعنوان نفسه ليوسف
إدريس.
·
هذه المرة الأولى التي تكتب فيها
سيناريو لقصة ليست من تأليفك، لماذا أقدمت على هذه التجربة؟
قرأت القصة منذ فترة طويلة وأعجبتني، بالإضافة إلى أنها تدور في عالم
الأساطير الذي أعشقه.
·
هل كتابة سيناريو لقصة من تأليفك
أسهل من كتابة سيناريو لقصة من تأليف كاتب آخر؟
الأسهل أن أكتب سيناريو وحواراً لقصة من تأليفي لأنني أدرك ماهية
أهدافي وتصوري للعمل. أما عندما أكتب سيناريو وحواراً لقصة ليست لي، فيجب
أن أراعي أهداف كاتب القصة وأفكاره وأدمجهما مع تصوراتي وهذا ليس بالأمر
السهل.
الجريدة الكويتية في
11/11/2011
مسرح العرائس في سينما إنسانية
محمد بدر الدين
«القط ذو القبعة الحمراء»، سيناريو وإخراج حسان نعمة، أحد الأفلام
القصيرة التي تعبّر عن روح وإحساس جيل جديد من خريجي المعهد العالي للسينما
في مصر، وقد صدق المخرج السينمائي الكبير محمد خان عندما كتب في جريدة
«التحرير» مؤكداً على عودة الروح إلى الفيلم القصير: «اليوم مع الإنترنت
والـ «يوتيوب» والمهرجانات المرحبة والمشجعة، وبفضل الديجيتال العظيم عادت
الروح إلى الفيلم القصير، مستقلاً كان أم لا، فقد فتحت الأبواب للسينمائي
والهاوي على السواء، لا فرق بينهما سوى الموهبة التي تفرض نفسها على الشاشة
كشاهد إثبات».
حاز حسان نعمة منحة يوسف شاهين لخريجي المعهد 2010، ويشاركه في تجربته
السينمائية: عاطف ناشد في التصوير، مصطفى عمار في المونتاج، شريف الوسيمي
في الموسيقى… وفي نهاية الفيلم يوقع مخرجه على إهداء مختصر: إلى أبي.
بالأب أو العائلة، يبدأ الفيلم، نعني افتقاد الطفل لهما عند خروجه من
المدرسة، إذ يجد زملاءه ينتظرهم الأب أو ولي أمرهم، فيما يعود هو وحيداً،
مطرقاً متأملاً واجهات المتاجر، وماراً بمسرح عرائس، فلماذا لا يدخل؟
المسرحية بالعنوان ذاته «القط ذو القبعة الحمراء»، تروي حكاية طحان له
ثلاثة أولاد، حين توفي تفرقوا بعد توزيع الميراث عليهم: الطاحونة للكبير،
الحمار للأوسط، أما الصغير فلم ينل سوى قط ذي قبعة حمراء، فيبكي بحرقة
ويردد: «أنا مسكين». ماذا سيفعل بالقط؟ لكنه يفاجأ بالقط يقول له: «هوّن
على نفسك.. اعتمد عليّ».
يذهب القط إلى الغول الذي يأسر الأميرة، ابنة ملك البلاد، حاملاً
أرنبين هدية، فيبتهج الغول، لكن القط يستدرجه ويضرب على وتر غروره ويمتدحه
بأنه صاحب إمكانات لا محدودة ويصل إلى حدّ القول: «هل تستطيع أن تتحول إلى
حيوان أصغر… فأر مثلاً؟» ينجذب الطفل بشدة وهو يشاهد المسرح، كذلك بقية
الحضور من الأطفال وبعضهم في رفقة كبار.
هل يبلع الغول الطعم؟ نعم، يتحوّل إلى فأر فيبتلعه القط، ولقاء التخلص
من الغول الشرير، يطلب من الملك أن يتزوج صاحبه الفتى الأميرة التي تحررت
على يديه فيرحب الملك، ويتردد على شريط الصوت: «وعاش القط في قصر الملك
كريماً عزيزاً…».
يندهش الأطفال، خصوصاً بطلنا، من العبرة التي تؤكد أن بالمقدرة
العقلية والذكاء يمكن تحقيق آمال كثيرة. لا يكتفي الطفل بمشاهدة واحدة،
فيكرر حضور المسرحية ويصفق وبقية الجمهور من الأطفال بحرارة، فقد اتّحد
الطفل، وربما الأطفال أيضاً، مع حال الولد الأصغر في المسرحية، الذي أصبح
من دون ملاذ أو أب أو مال، لكنه ما لبث أن اكتشف أنه بالعقل والحكمة
والذكاء يتحقق المحال!
الفيلم بسيط من دون حذلقة أو ادعاء، يعبر بسلاسة ومن دون ثرثرة عن
حالة إنسانية ربما تعكس جانباً من سيرة المخرج الذاتية. إنها الوحدة
القاسية التي تبحث عن تعويض وقد تنتج فناً كهذا الفيلم.
نجح المخرج في توجيه الممثل الطفل الذي يؤدي دوره بملامح وإيماءات
ونظرات معبرة، ويركز شريط الصوت على الحوار في مسرحية العرائس وعلى الصمت
أو الموسيقى الموحية المشحونة بالدلالة في مشاهده خارج المسرحية.
يحتاج هؤلاء الشباب بعد تخرجهم إلى كثير من الحرية والإمكانات،
ليتابعوا تجسيد أحلامهم على الشاشة عبر مفردات وأسلوب خاص، وليطوروا
البدايات الأولى ويصلوا بها إلى آفاق أبعد.
يبقى أن ثمة انتعاشة بحقّ تسري في الفيلم القصير، بل ثمة تجارب قصيرة
يجب أن تهزّ الفيلم الروائي الطويل هزاً، ليصبح على قدر حقيقي من التجديد
والجرأة التي تميّز الفيلم القصير، روائياً كان أم تسجيلياً.
الفيلم القصير أقرب إلى قصيدة أو أشبه بتحقيق مكثف، أو كما رأينا في
«القط ذو القبعة الحمراء» معالجة إنسانية عن الذكاء والعقل والقول المأثور:
«يا رب من دون العقل أنا لا شيء.. أما وقد أعطيتني العقل فقد أعطيتني كل
شيء!».
الجريدة الكويتية في
11/11/2011
منصور المنصور… رائد مسرحي وإذاعي ترجّل بعد طول عطاء
ساهم في تأسيس مسرح الخليج والطفل واتحاد المسارح
كتب: فادي عبدالله
ترجل عن صهوة الحياة فارس له إنجازاته الطيبة وذكراها لن تأفل، فأعمال
الرائد المتعدد المواهب منصور المنصور ستبقى خالدة في سجل تاريخ الحركتين
الفنية والإعلامية في منطقة الخليج، مكتوبة بأحرف من ذهب، لها الأثر البالغ
على العديد من الأجيال الماضية والحالية والمستقبلية، وإن غاب عنا جسداً
فإنه ترك لنا كنزاً رائعاً.
فقدت الساحة الفنية الكويتية والخليجية أحد أعمدتها الفنان الرائع
منصور عبدالله خليفة المنصور العرفج (1941 – 2011)، بعد معاناة طويلة مع
مرض القلب استمرت سنوات عدة.
انتقلت عائلة المنصور من المرقاب إلى الشرق- فريج المطبة، حيث ترعرع
وكبر، ودرس عند الملا بلال ثم في مدارس الصباح والشرقية والنجاح والصديق
والمتنبي. منصور هو أكبر أشقائه عبدالعزيز(رحمه الله)، محمد، عيسى، وحسين،
حيث تولى مسؤولية رعايتهم بعد وفاة والده، وقد أثمر زواجه أربعة أبناء هم:
سناء، عبدالله، عماد، وناصر.
الإذاعة
كان الراحل المنصور من أوائل الكوادر الكويتية التي دخلت إذاعة الكويت
عام 1958 من خلال برنامج “من الدريشة” مع د. صالح حمدان والراحلين محمد
الشمالي وعبدالعزيز الفهد.
عُيّن المنصور في أوائل ستينيات القرن المنصرم موظفاً رسمياً في إذاعة
الكويت في فرز رسائل برنامج “ما يطلبه المستمعون”، ثم انتقل إلى مكتب أشرطة
التسجيلات، بعدها أرسله المسؤولون في بعثة إلى مصر لدراسة الإخراج الإذاعي،
فالتحق بمعهد الإذاعة في القاهرة في ماسبيرو.
وفور عودته من القاهرة عُين نائباً لرئيس قسم المخرجين في الإذاعة ثم
رئيساً له، وبعدها رئيساً لقسم المنوعات ثم مراقباً لهذا القسم لمدة خمسة
عشر عاماً، واخيراً تولى منصب مراقب البرامج الفئوية، وبعد تحرير دولة
الكويت من الاحتلال الصدامي الغاشم تقاعد، لكنه استمر مخرجاً على بند
المكافآت.
ويعتبر مسلسل “حبابة” من أبرز أعماله الإذاعية للأطفال والأسرة التي
تولى إخراجها منذ عام 1965.
البداية
بدأ فقيدنا الغالي المسرح من خلال المسرح المدرسي من خلال مسرحية
“الحاكم بأمر الله” على خشبة مسرح مدرسة المتنبي عام 1958 وإخراج حسن
عبدالسلام.
مسرح الخليج
وفي أوائل ستينيات القرن العشرين وبعد وجود فرقتين مسرحيتين هما
الشعبي والعربي، أسس المنصور فرقة مسرح الخليج العربي مع رفاقه، من بينهم
صقر الرشود وعبدالعزيز السريع والصحافي محبوب العبدالله وحمد المؤمن وجاسم
شهاب وحياة الفهد وعبدالعزيز الفهد وعبدالله خلف وسالم الفقعان.
شارك في العديد من مسرحيات الفرقة من بينها: “بسافر وبس” و”الخطأ
والفضيحة” و”الأسرة الضائعة” عام 1963، “الجوع” 1964، “الطين” و”صفقة مع
الشيطان” و”عنده شهادة” عام 1965، “لا طبنا ولا غدا الشر” و”لمن القرار
الأخير” 1968، “ثم غاب القمر” و”نعجة في المحكمة” 1969، “فلوس ونفوس”
و”رجال وبنات” و”الجحلة” 1971، “1، 2، 3، 4، بم” و”ضاع الديك” 1972،
“بحمدون المحطة” عام 1974 (مساعد مخرج)، “حفلة على الخازوق” 1975، “تحت
المرزام” و”الهدامة” و”متاعب صيف” 1976، “شاليه السعادة” 1979، “الحامي
والحرامي” 1988، “أنتيغون تنتظر” 1990.
كما تصدى لإخراج العديد من المسرحيات بينها: “تنزيلات” و”عزل السوق”
1981، “الأوانس” 1987، “الكاشي ماشي” 1990، “صوت الزمن” 1994.
والمعروف عن المنصور أنه تولى منصب رئيس مجلس إدارة فرقة مسرح الخليج
العربي لعدة أعوام، وأخيراً مستشاراً للفرقة.
مسرح الطفل
الفنان الراحل المنصور من مؤسسي مسرح الطفل في الكويت، فبعد اعتذار
الرائد المبدع صقر الرشود عن إخراج أول مسرحية موجهة للطفل “السندباد
البحري” تأليف محفوظ عبدالرحمن قام بترشيح المنصور وشجعه على خوض غمار تلك
التجربة الجديدة، يقول الراحل عن هذه التجربة في لقاء أجريته معه في العام
2008 “استطعت تقديم مسرحية كاملة لم يتعدَّ نصها 11 صفحة ولم يحضر صقر
البروفات إلا مرة واحدة، كذلك سخرنا لها أنا وعواطف البدر كل طاقاتنا
إنتاجياً وفنياً ولم يقصّر الممثلون في أدائهم “. وأضاف المنصور في اللقاء
السابق “ما جذبني أكثر إلى هذا العالم هو أنني عشت طفولتي فيه، بطريقة
لاشعورية، بعدما افتقدتها في الواقع، إذ عملت منذ سن الرابعة عشرة سائق
تاكسي”.
تلفزيون
يعتبر مسلسل “أسباب النزول” أول مسلسل تلفزيوني يشارك فيه فريق تمثيله
وهو ديني تاريخي، ومن اعماله التلفزيونية الأخرى: “لحظة ضعف” و”ألوان من
الحبّ” و”مشكلة وحل” و”الحضارة العربية، “إلى أبي وأمي مع التحيّة”
و”الأعوام الضائعة”، “المصير”، “صدى الأيام” و”حوش المصاطب”، “دروب الشك”،
“القرار الأخير”، “دارت الأيام” و”القدر المحتوم”، “سهم الغدر”، “ناس
وناس”، “غصات حنين”، “حبابة”، “ابن النجار”، “الدروازة”، “ليلة عيد”. وآخر
مسلسلاته عرضت في رمضان الماضي “العضيد” و”جفنات العنب” و”الجليب”.
إنجازات
لم يخل سجل الراحل من الانجازات الأخرى حيث كان من مؤسسي الاتحاد
الكويتي للمسارح الأهلية وتولى رئاسته في دورته الأولى عام 1993، كما أنه
تولى قيادة الإذاعة السرية الكويتية إبان الغزو الصدامي الغاشم على دولة
الكويت. أنشأ إذاعة المعارضة العراقية عام 1990 بتكليف من وزارة الداخلية
في الكويت والاستخبارات السعودية، تولى منصب نائب رئيس الاتحاد العام
للفنانين العرب ورئيس المركز القطري الكويتي 1997.
شارك في الكثير من لجان التحكيم بينها المسابقة السنوية للمسرح التي
ينظمها المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب (2001 -2004)، ترأس لجنة
تحكيم الدورة السادسة لمهرجان مسرح الطفل العربي في الأردن 2003، وترأس
لجنة تحكيم مهرجان أيام المسرح للشباب الثاني 2004، عضو لجنة تحكيم مهرجان
الإذاعة والتلفزيون في القاهرة – 2002 .
آخر مشاركة
شارك الراحل ضمن الوفد الكويتي المشارك في مهرجان الجزائر الدولي
للمسرح حيث قدمت فرقة مسرح الخليج مسرحية “العضيد”، وقد وافته المنية هناك
يوم الأربعاء 9 نوفمبر الجاري، رحمك الله يا بوعبدالله وأسكنك فسيح جناته.
فنانون وكتّاب: رحيله خسارة كبيرة
الرشود
يقول رئيس مجلس إدارة فرقة مسرح الخليج العربي الكاتب محمد الرشود:
زاملت الراحل أكثر من ثلاثين عاماً أثناء عمله مخرجاً ورئيساً لمسرح
الخليج، لقد كان مثالاً يقتدى به ومخلصاً ومحباً لفرقته بشكل غير طبيعي،
وهذا مستمد من حبه للكويت وإخلاصه للحركة الفنية، كثر لا يعرفون أنه من
أعمدة الإذاعة الكويتية كما هو من أعمدة المسرح والتلفزيون، أما على صعيد
الإدارة فهو إداري نشيط في مجال المسرح. فقدانه خسارة للحركة الفنية
الكويتية والخليجية لكن عزاءنا في التركة الكبيرة من أعماله وهي كفيلة
بتخليده، لذا أطالب الدولة وعلى رأسها المجلس الوطني للثقافة والفنون
والآداب بإطلاق اسمه على أحد المسارح.
البدر
أما الكاتبة عواطف البدر فتقول: هو زميلي في ريادة مسرح الطفل، عرف
عنه الالتزام وحرصه الشديد على العمل، قدمنا معاً عبر مؤسسة البدر أجمل
مسرحيات الطفل وهي “السندباد البحري”، و”أ ب ت”، و”سندريلا”، و”البساط
السحري”، و”العفريت”، و”الإنسان الآلي”، و”قفص الدجاج”، لقد كان حريصاً على
أن يحمل مسرح الطفل راية الثقافة والالتزام، ان أعماله الخالدة خير من
يُحكى من هو منصور المنصور.
جابر
أما الفنان القدير محمد جابر فيقول: برحيله فقدنا ركنا مهما من أركان
الفن الكويتي، فهو من المؤسسين أصحاب البصمات الواضحة في تاريخ الحركة
المسرحية، أثرى الساحة بالكثير من المسرحيات سواء كانت موجهة إلى الطفل أو
الكبار. المرحوم كان زميلاً وجاراً لي حيث مكتبه قريب من مكتبي، عرفته
محباً للجميع ويدخل القلوب دون استئذان. آخر أعمالي معه مسلسل “ابن النجار”
عام 2006 الذي تم تصويره في عُمان، واتفقنا قبل سفره إلى الجزائر على
المشاركة في مسلسل من إنتاج مؤسسته، لكن الله أخذ أمانته “إنا لله وإنا
إليه راجعون”.
العقل
للفنان الكبير عبدالرحمن العقل كلمة جميلة في حق الراحل الذي أدخله هو
وصقر الرشود إلى فرقة مسرح الخليج: تجمعني علاقة أبوية وإنسانية بالراحل
أكثر من الفن، والابتسامة لا تفارق محياه، ودود، خلوق، حنون، يبتعد عن
المشاكل، يسمع أكثر من أن يتحدث، وإذا تحدث فلا يخرج منه إلا الكلام الصحيح
والسليم، إذا عملت معه تشعر بالأمان، إنه الأب الروحي لمسرح الخليج، سافر
إلى الجزائر ليؤازر ويشجع فرقته متحملاً السفر الطويل، الله يرحمك يا
بوعبدالله … أعزي نفسي وأسرته وأهل الفن والإعلام.
العامر
ويقول المخرج الإذاعي والفنان أحمد عمر العامر: مهما تحدثنا لن نوفي
حق هذا الإنسان الطيب، فهو والمرحوم عبدالعزيز الفهد علماني الإخراج
الإذاعي وقواعده، كما هو من أخذني إلى فرقة مسرح الخليج العربي بعد أن كنت
عضواً في فرقة المسرح الكويتي ثم المسرح الشعبي، وشاركت معه في العديد من
المسرحيات والمسلسلات بينها الجزء الأول من مسلسل “إلى أبي وأمي مع
التحية”، والإذاعة الآن بصدد تنفيذ برنامج خاص عنه تحت إشراف الوكيل
المساعد لشؤون الإذاعة محمد العواش.
الجريدة الكويتية في
11/11/2011
المجلس الوطني ينعى الفنان منصور المنصور
اليوحة: كان من أعمدة الحركة الفنية في الكويت
اكد الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب المهندس علي
اليوحة على ان وفاة الفنان منصور المنصور خسارة كبيرة للحركة الفنية
والمسرحية في الكويت، مشيرا الى ان الفقيد يملك رصيدا كبيرا من الاعمال
الفنية المتميزة في مجالات الاذاعة والمسرح والتلفزيون، وهو من الرعيل
الاول الذي ارسى قواعد الفن الراقي في الكويت، وساهم مع ابناء جيله في نقل
رسالة الكويت الثقافية الى محيطها العربي من خلال الرسالة السامية للفن
خاصة المسرح ابو الفنون.
وقال اليوحة: ان ارادة الله شاءت ان يظل الفنان الكبير مع المسرح حتى
صعدت روحه الطاهرة الى بارئها في ارض الجزائر الشقيقة خلال مشاركته في وفد
المجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب ومسرح الخليج العربي واسرة مسرحية
المكيد التي مثلت الكويت في مهرجان المسرح الدولي في الجزائر.
واشار الامين العام الى ان الفنان القدير كان من اعمدة الحركة
المسرحية الكويتية، فقد شارك في اعمال مسرحية منذ عام 1958 مستمرا في عطائه
المسرحي المتميز وشارك في اعمال مشهورة منها "ضاع الديك" و"4321 بوم"، كما
قدم العديد من المسلسلات التلفزيونية الشهيرة على مدى سنوات طويلة.
واضاف ان مسرح الطفل في الكويت مدين للفنان منصور المنصور بالاعمال
الخالدة التي تركت بصمات واضحة في هذا المجال، وفي مقدمتها المسلسل الاذاعي
الشهير "حبابة" ومسرحية "السندباد البحري"، مشيرا الى ان مشواره الاذاعي
احد العلامات البارزة في المسيرة الفنية لاذاعة الكويت التي بدأ معها منذ
عام 1959 حتى تقاعد عقب تحرير الكويت. وقال اليوحة في ختام تصريحه: باسم
زملائي في المجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب اتقدم بخالص العزاء
والمواساة لاسرته الكريمة والاسرة الفنية والمسرحية وزملاء الفقيد
وتلاميذه، سائلا المولى القدير ان يسكنه فسيح جناته ويلهم الجميع الصبر
والسلوان. انا لله وانا اليه راجعون.
المهنا: فقدنا رمزا فنيا معطاء
عبّر الموسيقار يوسف المهنا عن حزنه الشديد لرحيل الفنان القدير منصور
المنصور بعد مسيرة فنية طويلة مشرقة، وقال: المنصور من رواد الحركة الفنية
الكويتية وأحد أعمدتها المهمة، فقد قدم الكثير من التجارب على مستوى المسرح
والتلفزيون والإذاعة، الى جانب كونه من مؤسسي مسرح الطفل، الذي ترك بصمة
واضحة عليه.
وأضاف المهنا: خسرت الساحة الفنية في الكويت اليوم رمزا فنيا معطاء من
رموزها. كان إنسانا معروفا بالطيبة والتسامح ومحبة الجميع. وقد رفع اسم
الكويت في الكثير من المحافل على كل المستويات.
وكان الفنان الراحل أحد مؤسسي فرقة مسرح الخليج العربي وتولى رئاستها
لعدة سنوات، إضافة الى عمله كممثل وكمخرج. لقد ترك خلفه ارثا كبيرا من
الأعمال الفنية.
القبس الكويتية في
11/11/2011 |