منذ عدة أعوام ظهر
اتجاه ليس بجديد رفع شعار السينما المستقلة وكان له رؤي وقضايا مختلفة عن
السينما
التجارية, أطلق عليه السينما البديلة,
هشام على عبد الخالق - و - مى امجد - و - محمد
خان
ولكن سرعان ما واجهته معوقات عديدة سواء مع الرقابة أو من عدم وجود
جهات انتاج
وتوزيع للخروج به الي النور.. ومن ثم كان أصحاب هذه السينما البديلة(
المستقلة)
والقائمون علي العمل بها يتحملون عبء
انتاجها, ومع العلم أن هذا الاتجاه كان يبشر
بانطلاق مخرجين واعدين لهم أطروحات مغايرة تجاه المجتمع
وقضاياه, وكانت تتمتع
موضوعاتهم بهامش كبير من الحرية تجعل الأفلام المستقلة أكثر مصداقية في
التعبير..
والآن وبعد ثورة25 يناير ورياح التغيير
التي هبت علي المجتمع, هل السينما المستقلة
قادرة علي تخطي الصعوبات وتحدي واقع ما بعد الثورة؟
{
أكد المخرج الكبير محمد
خان أن السينما المستقلة تستقل بذاتها ماديا حيث إنها تنفق علي
نفسها بنفسها,
والأجور بها جزئية والباقي في حالة البيع, ولكن مشكلة التوزيع تبقي هي
المشكلة
الأساسية لأن الأفلام المستقلة تعتمد علي وجوه جديدة مما يبعث علي تخوف
المنتجين
والموزعين لأنهم في نفس الوقت هم أصحاب دار العرض وكان السبب
في ذلك قانون
الاستثمار الذي عمل علي هروب المنتج الصغير الفنان وتدهور حال السينما.
{
بينما
قال المخرج شريف مندور إنه لا يصح أن نعود الجمهور علي سينما جديدة ومختلفة
ونفاجئه
بها لأن السينما المستقلة أمامها سنوات طويلة حتي يتربي لها جمهور وقنوات
الاتصال
للوصول لهذا الجمهور صعبة جدا, خاصة أن دور العرض تمثل نجاح أي فيلم
سينمائي
والقنوات الفضائية هي النجاح الثاني, ونحن نجد صعوبة في العرض
الي جانب ثمن نسخة
العرض الواحدة التي تتكلف12 ألف جنيه بخلاف الدعاية التي تصل الي نحو200
ألف جنيه
علي عشر نسخ, فتصل المصاريف الي300 ألف جنيه وبذلك تحتاج الي مليون جنيه
إيرادات
وبالتالي نزول الفيلم المستقل يعد خسارة كبيرة, ولكن فارق هذه الخسارة يأتي
من
البيع في الفضائيات.
{
ومن جانبه, قال المخرج والسيناريست أحمد عبدالله إنه ضد
إطلاق أي مسميات علي السينما ويقول إن السينما في أمريكا والعالم كله بها
أنواع
كثيرة..
ويستطرد قائلا أن الشعب قد تغير ومازال لديه رغبة كبيرة في التغيير
الي
الأفضل, وبذلك يكون قادرا علي تحديد نوعية الأفلام التي يريد مشاهدتها,
وهناك جيل
جديد لديه أفكار ورؤي مختلفة سوف تساعده علي التغيير, ولكن المشكلة تكمن في
صناع
السينما الذين لا يهتمون بممارسة هذا النشاط الجديد والاهتمام
بشباب السينمائيين في
الوقت الذي أصبح لدينا فيه الفرصة علي التعبير بالرفض ونقولها صريحة( لا)
وأي أحد
لديه كاميرا قادر علي النزول وعمل فيلم يعبر عن وجهة نظره بدون معوقات.
{
ويري
المخرج والسيناريست أسامة رءوف أن السينما المستقلة أمامها فرصة عظيمة
لاثبات
وجودها بعد الثورة, ومن ثم تعمل علي تغيير الذوق العام للمتلقي المصري الذي
تم
افساده نتيجة السينما التجارية المبتذلة التي كانت تهدف الي
الربح, والآن أي مخرج
مستقل قادر علي عمل فيلم سينمائي مستقل بتكاليف قليلة علي الرغم أنه من
الممكن أن
تكون طبيعة الموضوع الذي يقدمه يحتاج الي تكاليف إنتاجية كبيرة, ومن هنا
يجب اختيار
موضوعات مختلفة في محاولة لتقديمها بصورة بسيطة وفي نفس الوقت
تقدم بتقنية عالية,
وذلك يتطلب وجود مخرج علي درجة كبيرة من الوعي.
{
أما المخرج الشاب هشام علي
عبدالخالق فقال إن مشكلة السينما المستقلة تكمن في التوزيع
ودار العرض لأنها تعتمد
علي مجموعة متطوعة لا تأخذ أجرا وهذه المجموعة تمول الفيلم بنفسها.
الي جانب
ذلك, ان القنوات لا تهتم بعرض هذه الأفلام لاعتمادها علي وجوه جديدة وأصحاب
دور
العرض يبحثون عن نجم يسوقون به وعن الأفلام التجارية المضمونة التي تحقق
لهم الربح
السريع.. وقد واجه فيلمي إلا خمسة مشكلة مع التوزيع والعرض برغم أن الفيلم
مصور
بتقنيات جديدة وهو متوقف الآن علي الطبع ولذلك أتمني أن تكون
هناك دور عرض محددة
للسينما المستقلة حتي يظهر هذا الجيل, فنحن نريد نافذة صغيرة حتي يتعرف من
خلالها
الجمهور علي السينما المستقلة.
{
وتري المخرجة الشابة مي أمجد أن السينما
المستقلة في حاجة شديدة الي الانتاج والتوزيع حتي تصل الي
الناس لان الثورة أثرت
بشكل كبير عليهم, ولأن الأفلام المستقلة تقدم فنا حقيقيا وصادقا يحمل رسالة
ليس
هدفها البحث عن الشهرة أو الفلوس, فلابد أن تأخذ هذه الأفلام حقها في العرض
سواء في
التليفزيون المصري, أو من خلال دور عرض سينمائي خاصة بها,
بجانب عرضها في
المهرجانات وهذا في ظل وجود مخرجين واعين ووجود كاميرات أصبحت أسعارها في
المتناول
حتي تكون قادرة علي تغيير عقلية السينما التجارية التي مازالت قائمة.
فنحن في
حاجة الي ظهور منتج شجاع يتبني هذا الفن الصادق حتي يري النور..
وتضيف مي ان
السينما المستقلة كانت قبل الثورة تجد تعنتا كبيرا لما تحمله من جرأة في
التناول,
فعلي سبيل المثال ما واجهني في أثناء
محاولتي لعرض فيلمي من التالي بالتليفزيون
المصري من رفض تام لأن الفيلم يتحدث عن الصهاينة بشكل مباشر
ويرفض
التطبيع.
والآن أصبح هناك مساحة كبيرة من الحرية بفضل ثورة يناير الحضارية التي
أثرت في العالم كله, ومع هذا التغيير لابد أن تجد السينما المستقلة مكانا
بين
السينما التجارية حتي تصل الي الناس, خاصة أنها تناقش واقعهم
وقضاياهم..
الأهرام اليومي في
26/10/2011
عبيط في الحب..السهل
الممتنع في الكوميديا العصرية
هناء
نجيب
تدور أحداث الفيلم
الأمريكي عبيط في الحب في قالب كوميدي رومانسي وهو من إخراج جلين فيكارا
وجون
ريكاوا وسيناريو دان فولجان, والبطولة لنخبة كبيرة من النجوم:ستيف
كاريل في
دور( كارل ويفر) ـ جوليان مور( أميلي) ـ رايان جوسلينج( جاكوب)
ـ كيفين بيكون(
ديفيد ليندهجن) إيماستون( هنا).
بداية الفيلم متفائلة جدا( كارل) زوج سعيد ومتزوج من( اميلي) المتفوقة
في عملها
ولديهم أبناء يفخرون بهم.. ولكن ينقلب الحال رأسا علي عقب عندما تطلب(
اميلي)
الطلاق من( كارل) في مطعم هادئ.. فيشعر
الزوج بانهيار كبير لهذا الزواج الناجح علي
مدي عشرين عاما.. بعد فشل الزوجة في عدة تجارب لإدخال البهجة
علي منزلها ترتبط
بزميل لها في العمل( ديفيد) فيلجأ الزوج الي صديقه( جاكوب) المعروف
بعلاقاته
النسائية المتعددة.
ومن هنا تبدأ الكوميديا الحقيقية في محاولة هذا الصديق
لإيجاد امرأة تخرج( كارل) من حالته النفسية المتهورة.. وتتوالي المواقف
الكوميدية
عندما يحب الابن الصغير(13 عاما) جليسة الأطفال الخاصة بأخته الصغري والتي
هي
بدورها تعجب بالأب, ولكنه لا يشعر بها.. وتتعاقب الأحداث
والمواقف بعد ذلك..
{
استطاع مخرجا الفيلم ان يوظفا هذه النخبة من النجوم كل في
مكانه الصحيح, فامتلأ
الفيلم بالمشاهد المبهجة, وكذلك بالأحاسيس الفياضة بفضل الاداء الرائع
للممثلين
والممثلات, قدم المخرجان فيلما بسيطا, ولكنه معقد في نفس الوقت, فهو يحمل
صفة السهل
الممتنع..
ووصلنا مع أحداث الفيلم الي أن الحب ليس شيئا بسيطا يمكن الوصول اليه
بدون تعب وهو في النهاية المتحكم في حياتنا وكل شيء حولنا يدور في فلكه.
كما
أثبت لنا الفيلم أن الحب يحتاج إلي ذكاء حتي لا يتحول الشخص إلي مجنون أو
عبيط.
لعبت الطبيعة الديكور الدور الأساسي في أحداث الفيلم فعندما كان( كارل)
يعيش في منزل الأسرة كان المنزل جميلا وبه
حديقة خضراء واسعة في أجمل موقع بأمريكا(
بيفرلي هيلز) ولكن بعد أن طلبت الزوجة منه الطلاق انتقل( كارل) الي شقة
صغيرة جدا
شاحبة ليس بها أي لون أخضر, مجرد زرع ميت موجود بها, كل ذلك أعطي انطباعا
ينعكس علي
حالة البطل المزاجية والنفسية, كذلك شقة صديقه العازب( جاكوب) جاء منزله في
مرتفعات
هوليود, كله زجاج وأثاث خفيف مميز يعكس شخصية ساكنه, لا يوجد به أي شيء
حميم أو
دافئ.
نجح دان فولجان في كتابة السيناريو حيث أدخل عبارات ضاحكة خاصة التي
قام
بلعبها دايان جوسلينج عندما كان يصف حالة( كال) بتعليقات ساخرة ضاحكة يصف
بها حالته
البائسة بعد ان ترك زوجته.
كما جاءت الموسيقي لكريستوفا بك ملائمة تماما لمناخ
الفيلم الرومانسي الضاحك.
الأهرام اليومي في
26/10/2011
الجرذان وزنجة زنجة
مادة خصبة للفن
علا السعدني
عادة ماتكون السينما
مواكبة للأحداث, ومن الطبيعي ونحن نتابع مقتل القذافي أن نتذكر علي الفور
الفيلم
العالمي الشهير عن حياة المناضل الليبي الكبير عمر المختار, ومن
المفارقات العجيبة أن يكون القذافي الذي وصف شعبه بالجرذان هو الذي أقنع
المخرج الكبير مصطفي العقاد بإخراج الفيلم ليصور جانبا من نضال عمر المختار
صاحب
أكبر ثورة في تاريخ ليبيا ضد الاحتلال الإيطالي, وبالفعل أصبح
الفيلم واحدا من أهم
كلاسيكيات السينما في العالم كله.
القذافي صاحب عبارة.. زنجة زنجة عندما قرر عمل
هذا الفيلم كان بدافع تصوره بإنه امتدادا لنضال المختار, ولكن
التاريخ قال كلمته,
حيث أن الشعب الليبي أعتبر المختار ثائرا مناضلا يشغل مكانة غالية, بينما
أعتبر
القذافي علي النقيض تماما, فهو في نظرهم طاغية لامثيل له. وبذلك سيكون هناك
كم من
الأفلام ستنتج عن القذافي.
كالعادة معظم نجومنا يذهبون دائما وراء الرايجة أو الرابحة,
ومهرجان أبوظبي وكلنا يعلم ما يمثله من
رحابة وبحبحة في الفلوس لذلك نجد سماءه ملئت
من كل حدب ولون من نجومنا؟ ألم يكن أولي ألا يلغي مهرجان
القاهرة, وأن يقام في
موعده وتضاء سماءه بنجوم بلده الذين دائما ما يبخلو عليه وإذا تفضلوا لا
يكون ذلك
من أجل الله والوطن وأنما مرهون أما بالحصول علي جائزة أو تكريم, المهم أن
تكون
هناك مصلحة والسلام!
يبدو أن الزمن أراد أن يصالحنا فأتحفنا بزيارتين متلاحقتين
لنجمين كبيرين وشهيرين فبعد زيارة شون بين وحضوره لميدان التحرير مؤخرا,
جاءنا ايضا
بعده النجم فان دام لتحتفل قناة الحياة بعيد ميلاده وقلنا من
قبل عن تجاهل الدولة
لزيارة شون ونقول الآن ايضا عن زيارة فان دام التي لم تستغلها الدولة
للترويج
السياحي ولتثبت للعالم انها آمنة, ولا
حتي قناة الحياة التي اكتفت بعمل احتفال
وتصويره للدعاية لنفسها.
الأهرام اليومي في
26/10/2011
سيرة تيم بيرتون السينمائية في كتاب
يوسف يلدا – سيدني:
تبحث الدراسة التي صدرت حديثاً على شكل كتاب بعنوان "تيم بيرتون" عن "فايدون
برس" و "كاثيرس دو سينما"، في عالم المخرج الأمريكي الفريد من نوعه،
والسينمائي الذي نال شهرة عالمية من خلال إسلوبه الواقعي، وتصويره التقني
الرائع لأفلامه التي أضحت مدرسة فنية يستعين بها معظم السينمائيين.
ويدعو الكتاب الذي قام بتأليفه الناقد السينمائي أنتونيو دي بيكيه،
الى القيام برحلة الى ما خلف كواليس أعمال بيرتون، من فيلم الى آخر،
إبتداءاً من أفلامه القصيرة الأولى، عندما كان مراهقاً شديد العشق للسينما،
حتى فيلمه الأخير "أليس في بلاد العجائب"، والذي حقق أعلى الإيرادات في
جميع أنحاء العالم.
وعبر اللقاءات العديدة التي أجراها، والبحث الواسع الذي قام بإنجازه،
والتفاصيل الدقيقة التي تحيط بحياة تيم بيرتون، سواء المتعلقة بحياته
الخاصة، أم بأشرطته الفيلمية، يلحق دي بيكيه كتابه بالعديد من المشاهد
السينمائية، والصور التي تم إلتقاطها في البلاتوه، والمفارقات، ومجموعة
رائعة من الرسومات والنماذج الخاصة بالمخرج.
في الفصل الأول من كتاب "تيم بيرتون"، الذي يحمل عنوان "الطفل ذو
البصيرة الحادة"، نقرأ عن السنوات الأولى من حياة المخرج السينمائي في
ضواحي "بيربانك"، وكيف حصل على منحة دراسية في معهد كاليفورنيا للفنون "كالارتس"،
لمؤسّسه والت وروي ديزني. وتستمر العلاقة مع ديزني حتى الفصل التالي "بزوغ
عالم جديد"، حيث يروي عمل بيرتون في ستوديوهات ديزني بصفة رسّام، الذي يسعى
جاهداً من أجل أن تبدو الصور المتحركة من عمله الفني "الثعلب والكلب" جميلة
بالقدر المستطاع.
ويتضمن كتاب دي بيكيه، أيضاً، إبداع بيرتون لأول أبطاله السينمائية "فينسنت
مولوي"، ومن ثم يتتبع خطوات المخرج حتى نجاح عمله السينمائي الكبير "بيتلجوس"
عام 1988. ومن هناك ينطلق بيرتون لإنجاز أشرطة فيلمية تجمع بين الطبيعة
الخارقة والجانب السوداوي من الحياة، عبر خصائص نموذجية للحياة الأمريكية،
من أجل إضفاء الشكل المناسب للقصص الأصلية، وشخصياتها، وصناعة أفلام
متميّزة مثل "إدوارد يد المقص" 1990، و"الكابوس الذي سبق الكريسماس" 1993،
وإسطورة سليبي هولو" 1999، و"تشارلي ومصنع الشوكولاته" 2005.
ولد المخرج والكاتب والمنتج الأمريكي تيم بيرتون في 25 أغسطس/ آب من
عام 1958 تحت إسم تيموثي ويليام، لأسرة مكونة من أب وأم وطفلين. إشتهر
بإمتلاكه خيالاً خصباً، وأمكانات فنية متعددة، كالرسم، والتي أعانته في
بداية حياته، لترسيخ شخصيته الفنية، مما فتحت له الأبواب لتبوء قمة الشهرة
في هوليوود.
إيلاف في
26/10/2011
قصة مربي نحل من جبال كردستان تركيا إلى الالب السويسرية
بسار فائق من أربيل:
المخرج الكردي السوري مانو خليل مشغول حاليأ بتصوير فيلمه الجديد "طعم
العسل" في جبال الالب السويسرية، وهو قصة مؤثرة ومأساوية لمربي نحل، وفي
نفس الوقت الفيلم مليئ بحب الإنسان للحياة وبإرتباطه الوثيق مع الطبيعة
بشكل شاعري، بحسب المخرج.
يعود المخرج مانو خليل والذي يعيش منذ أكثر من 25 سنة في المهجر مرة
أخرى بهذا الفيلم الجديد، بعد أفلامه "هناك حيث ينام الله" والذي صور قبل
أكثر من 18 عام عن أكراد سوريا، وفيلميه الوثائقيين "الأنفال, بسم الله
والبعث وصدام" و"زنزانتي بيتي" اللذان يتحدثان عن أكراد كردستان العراق
وفيلمه "دافيد تولهيلدان" الذي يتحدث عن مواضيع يتعلق بكردستان تركيا,
وفيلمه "جنان عدن" الذي شارك به في مهرجان برلينالي 2011 الحاصل على جائزة
لؤلؤة السينما السويسرية، يعمل مرة أخرى لمعالجة الموضوع الكردي من خلال
فيلم سينمائي جديد سيعرض في دور السينما السويسرية من قبل شركة توزيع
الأفلام فرنتيك فيلم السويسرية في العام القادم.
وقال مانو خليل لإيلاف أن فيلم طعم العسل "مع أنه يعالج مأساة إنسان
كردي بالدرجة الأولى ولكنه مرآة تعكس مأساة الإنسان أياً كان وأينما كان
عندما يصبح هذا الإنسان ضحية الحروب ويفقد كل ما يملك من أهل وأصحاب ووطن
ويصبح مطاردا في الدنيا ولكنه وبالرغم من فقدانه لكل شيء, فأنة لا يفقد
إنسانيته وحبه للحياة".
وأضاف أن قصة الفيلم "قصة إنسانية مليئة بمحطات درامية في حياة مربي
نحل من كردستان تركيا, فمنذ منتصف التسعينات كان أحد أكبر منتجي العسل في
العالم, حيث كان ينتج بين 20 و30 طن من العسل سنويا ويصدرها إلى كل بقاع
الدنيا"، منوها إنه "كان ينقل النحلة من مكان إلى أخر حيث توجد الازهار
والورود وكانت جبال كردستان أفضل مكان لتربية النحل وجني العسل, ولكن مع
للأسف، لم يجني العم النحال حينها سوى المرارة والظلم, فقد قضي على مملكة
النحل وأصبح مطاردا ليخسر ليس فقط لأملاكه وأرضه وبيته وبعض أبنائه وزوجته
أيضا, فمن لم يقتل منهم أصبح مهاجرا في الدنيا".
وقال أيضا عن الفيلم "بعد سنوات من رحلته الاوديسية الحزينة, كتبت
الاقدار لمربي النحل، أن يبقى حيا ليحط به قطار الحياة في محطة سويسرية حيث
يعيش البعض ممن تبقى من أبناءه الذين تبعثروا في إصقاع المعمورة, ليستمر في
العيش بعد أن كان ذو مال وجاه وعز وأهل وأصدقاء يحترمونه في وطنه الأم, في
المغترب وحيدا في غرفة صغيرة لا أحد يعرفه أو يأبه به".
وذكر "برغم من كل المأسي التي أصابت العم النحال فأنه لم يخسر
إنسانيته وحبه للحياة وايمانه المطلق بالخير والتفاؤل, فبدل أن يبقى في
غرفته الحزينة كئيبأ يبكي الماضي ويتأسف على أيام زمان, فأنه لم يدع لليأس
فرصة الدخول إلى روحه, بل وقف مرة أخرى على قدمة وهنا في سويسرا وقبل 8
سنوات وبرغم كبره في السن، بدأ بتربية النحل من جديد وأصبح اليوم من أكبر
مربي النحل ومنتجي العسل في سويسرا، حيث أصبحت جبال الالب السويسرية تعويضا
عن جبال كردستان التي تتطاير في وديانها وسهولها ملايين النحل التي يأتي
بها العم النحال ربيعأ وصيفا ويعيدها في الشتاء الى المدينة مرة اخرى".
وأفاد أن الفيلم "قصة إنسان بالرغم من مرارة حياته, فأنة ينتج عسلا
حلوا، يتحدث عن الأمل والإنتصار على المستحيل وعن إرتباط الإنسان بالطبيعة
والطبيعة بالإنسان"، منوها أنه "مليء بالتفاؤل وبعيد عن السوداوية ومحاولة
لإثبات أن الخير والعدل مهما طال الزمن، ففي النهاية ينتصران على السوء
والظلم".
العنوان الأصلي للفيلم
Der Imker،
العنوان العربي "طعم العسل"، تاريخ البدأ بعمليات التصوير خريف 2011، تاريخ
الانتهاء صيف 2012، يشارك في الانتاج: التلفزيون السويسري بقنواته
الالمانية, الفرنسية والايطالية, وتلفزيون ارتي الفرنسي الالماني ومؤسسة
السينما السويسرية، مدة اليفلم 90 دقيقة، شركة التوزيع السينمائي
Frenetic Films، تاريخ العرض السينمائي شتاء 2012، إنتاج وإخراج مانو خليل، مصور
بطريقة
HD
ويعرض على 35مم وسينما الديجيتال.
إيلاف في
27/10/2011 |