لبنى عبد العزيز.. عرفها الجمهور العربي باسم «سميحة» في فيلم
«الوسادة الخالية» مع المطرب عبد الحليم حافظ، وبدور «هاميس» في فيلم «عروس
النيل» مع الفنان رشدي أباظة، وبشخصية «جهاد» في فيلم «وا إسلاماه» أمام
أحمد مظهر. ورغم تلك الشهرة فإنها طوت صفحة مسيرتها الفنية الصغيرة، مفضلة
عليها زوجها وأولادها.
سافرت إلى أميركا قبل 40 عاما وهي في أوج تألقها ونجاحها، لكن حبها
للتمثيل أعادها إليه بعد عودتها إلى مصر، لتقدم مسلسل «عمارة يعقوبيان»،
ومسرحية «سكر هانم»، وحاليا تعود إلى السينما من خلال فيلم «جدو حبيبي»
الذي يتم تصويره الآن.
في حوارها مع «الشرق الأوسط» تتحدث لبنى عبد العزيز عن رحلتها الفنية
القصيرة التي قدمت خلالها 18 عملا سينمائيا، كما تتحدث عن علاقاتها
بالرئيسين الراحلين جمال عبد الناصر وأنور السادات، ورأيها في الأوضاع
الحالية في مصر، وكذلك عملها كمذيعة بالإذاعة المصرية.. وهنا نص الحوار..
·
لماذا استغرقت كل هذه السنوات
بعد الرجوع من أميركا، للعودة إلى التمثيل مرة أخرى؟
- في الحقيقة لم أكن أريد العودة للتمثيل مرة أخرى، لكني قررت العودة،
فأنا كنت ممثلة وأحب التمثيل، ولا أحب غيره، كما أن أولادي قد كبروا،
ومسؤوليتي قد انتهت، وحبي للتمثيل لا يوصف، وأنا لم أعد من أجل الشهرة،
فالتمثيل شيء والشهرة شيء آخر، والعروض الجيدة للرجوع مرة أخرى لم تكن
بالشكل الذي يحافظ على تاريخي الصغير.
·
لكن أليست الشهرة مرتبطة
بالتمثيل ولا ينفصلان عن بعضهما بعضا؟
- النجم يستطيع أن يجيد نوعية معينة من الأدوار فتأتي له بالشهرة،
فهذا الدور هو الذي صنع من هذا الممثل النجومية أو الشهرة، كفريد شوقي
عندما اشتهر بدور الفتوة، فقد تم حصره في هذه الأدوار في البدايات، وكذلك
رشدي أباظة في دور «الدنجوان» أو الرجل الوسيم، وعلى غرار الفنانات كفاتن
حمامة في دور الفتاة المسكينة فقد اشتهرت من خلال هذه الأدوار، وكذلك هند
رستم في أدوار الإغراء، وسعاد حسني في دور البنت الشقية، لكنني استطعت
الخروج من كل شخصية بسرعة والدخول في شخصيات أخرى، فلم أضع موهبتي في قالب
واحد سواء كان رومانسيا أو تراجيديا أو كوميديا، وأعتبر نفسي ممثلة أجيد
التمثيل حسب أي شخصية تعرض عليّ، حتى إنني كنت دائما أنادي بأسماء الشخصيات
التي أقوم بتمثيلها، مثل «سميحة» في الوسادة الخالية وغيرها من الأسماء.
·
معنى ذلك أن النجاح الحقيقي
للفنان أن ينادى بالشخصية التي يقدمها؟
- تعلق المشاهدين بالشخصية هو أكبر نجاح للممثل، فالجمهور عندما يخرج
متذكرا اسم الشخصية وليس اسم الفنان فهذا يعني أنه لم يكن يشاهد الفنان،
ولكنه كان يشاهد الشخصية التي تقدم أمامه، وهذا ما تعلمته عندما درست
المسرح أو التمثيل على يد المتخصصين.
·
على الرغم من تاريخك الفني، فإن
عدد أفلامك قليل مقارنة بغيرك من الفنانات، لماذا؟
- لم يفعل أحد ما فعلته، حيث كنت أقدم فيلمين في السنة فقط، على سبيل
المثال نجلاء فتحي كانت تقدم نحو 15 فيلما في السنة، ولكني كنت أفضل أن
أقدم فيلمين فقط في السنة حتى أستطيع تقديم الشخصية جيدا واللعب على
محاورها لكي تستطيع أن تقربني من الجمهور، وكنت أسعى لأن أكون مختلفة عن أي
فنانة أخرى، وكانت لدي اهتمامات أخرى في الإذاعة، وكنت أعمل في المسرح
الأجنبي بكثرة.
·
قرار بعدك عن الفن والشهرة، هل
كان صعبا عليك خصوصا أنه جاء في قمة نجاحك؟
- الشهرة لم تكن هدفي على الإطلاق، بالعكس الشهرة كانت تقيدني، ولم
أسع للحصول على أموال حيث إنني كانت عندي أموال، وما سهّل علي هذا القرار
أنني وقعت عقدا لا أستطيع أن أخرج منه أو أتركه وهو البيت والعائلة
والأولاد، فلم يكن في استطاعتي أن أتركهم وأهتم بأي شيء آخر، حيث إنني أحب
أن أكون بجانب زوجي وأولادي، وأن أهتم بهم حتى لو كان ذلك على حساب فني،
وهذا ما سهل علي اتخاذ قرار البعد عن الأضواء ولم أندم على اتخاذي هذا
القرار أبدا.
·
هل نصحك أحد من الوسط الفني
بالعدول عن قرار البعد عن التمثيل؟
- نعم، الكثير من الأصدقاء نصحوني بذلك ومنهم الراحل عبد الحليم حافظ،
وقد نعتوني بـ«المغفلة»، وأيضا من خارج الوسط الفني سياسيون وإعلاميون،
وكنت في هذا الوقت أقدم برنامجا كمذيعة، وهذا البرنامج قدمته بأمر من
الشخصية التي كانت مسؤولة عن البرنامج، وكذلك بأوامر عليا من الرئيس جمال
عبد الناصر، ولم يسمحوا لي بترك البرنامج والسفر إلى أميركا، ولكني أصررت
على قراري. والبرنامج كان يدور في إطار اجتماعي ويتحدث عن المشكلات
الاجتماعية.
·
هل ربطتك صداقة بالرئيس الراحل
جمال عبد الناصر؟
- لا، لكن كانت لديّ صداقة بالرئيس أنور السادات، وأنا كنت أحب عبد
الناصر جدا وأعتبر نفسي ناصرية، وقد قابلت عبد الناصر ثلاث مرات، مرتين
منها في الجامعة الأميركية عندما كنت أدرس بها على مسرح الجامعة في أولى
زياراته لها، ومرة أخرى في الجامعة أيضا طلب مني أن أقدمه للجمهور لأنه
أعجب بتقديمي له في الزيارة الأولى، والمرة الثالثة عندما أعطاني وسام
الجمهورية وقال لي «انتي شقية أوي».
·
لكن فترة حكم الرئيس جمال عبد
الناصر لم تخل من المشاكل؟
- أرى أن عبد الناصر في بداية حكمه كان جيدا جدا، وله حضور كبير كرئيس
للبلاد، لكن على الرغم من حبي لعبد الناصر فإنني أرى أنه أخطأ خطأ جسيما،
حيث كان يقوّم كل شيء بمفهومه هو، ويرى مصلحة البلد برؤيته وأسلوبه هو فقط،
ولم يكن يأخذ رأي أحد، وهذا خطأ كبير أثر على حكمه للبلد وخلق مشاكل كبيرة
له وللبلد معا، وكذلك من حوله أساءوا له بتصرفاتهم، لكني أعتبر عبد الناصر
له كاريزما خاصة، أما السادات فقد كانت عنده كاريزما بنعومة، وعبد الناصر
كان بالنسبة للأميركان «بعبعا» وكانوا يخافون منه ومن أفكاره، بخلاف
السادات الذي كانوا يعشقونه، فهو بالنسبة لهم أفضل من جاء رئيسيا في دول
الشرق الأوسط.
·
هل لمست هذا العشق للسادات وقت
وجودك في أميركا؟
- أتذكر أن السادات كان في زيارة للبيت الأبيض أثناء تولي جيمي كارتر
الرئاسة، وكنت موجودة من ضمن المدعوين ورأيت حبا لم أره لرئيس تولى الحكم
في بلادهم، كما أن الجرائد والجمهور والإذاعة كلهم كانوا يتمنون أن يكونوا
حاضرين في حفل به السادات، فكان بالنسبة لهم مثل أشهر مغن يعشقونه في هذا
الوقت وذلك لأنه كان يتكلم بطريقتهم واستطاع أن يفهمهم جيدا، واستطاع أن
يمتلك مفاتيحهم.
·
وماذا عن الرئيس محمد نجيب الذي
قابلته من قبل؟
- بالفعل تقابلت معه مرة واحدة في الإذاعة، وأرى أنه لم يترك أثرا
عالميا، لكنه ترك أثرا داخليا في الفترة التي كان فيها، وأرى أنه ظُلم
كثيرا، وكان يجب أن يستمر فترة أطول لأنه كان رمزا جيد للثورة، لكنهم
تعجلوا في عزله وبطريقة سيئة، حيث كان من الممكن أن يعزلوه ولكن بطريقة
أفضل، خاصة أن رجال الثورة كانوا جيدين وكنت أعرفهم جيدا.
·
ما رأيك في الرئيس المصري السابق
حسني مبارك؟
- ما حدث لحسني مبارك لم يكن أحد يتخيله، وعلى الرغم من عزله فأرى أن
بدايته كانت جيدة، وكان محبوبا لأنه كان يريد مصلحة مصر مثل أي رئيس، لكن
الكرسي بدأ يغريه ويسيطر عليه ويصبح همه الأكبر الحفاظ عليه، وبدأ يبحث عن
مصلحة العائلة و«الشلة»، وهذه الفكرة تكونت عندي عندما رجعت إلى مصر، فأنا
لم أكن موجودة أثناء فترة حكمه كلها، فقد قضيت أكثر من ثلاثين سنة خارج
مصر، وعلى الرغم مما فعله فإنني ضد التعامل معه وخروجه بهذه الطريقة
الجديدة على الشعب المصري.
·
أي تعامل تقصدينه؟
- أنا لست ضد محاكمة الرئيس مبارك نتيجة أفعال يرى الناس أنه فعلها،
لكني أقصد أن الطريقة التي تم التعامل بها معه لم يكن بها نبل وأخلاق
المصريين، بمعنى أن الإنسان المريض أو الكبير في السن كان يجب على المصري
الشهم أن يخرج في هذا الوقت ويطلب إراحته ويحاكم بطريقة ليس بها ذل أو
مهانة، ومن جهة أخرى فإن كل شخص من الممكن أن يفكر أن هذا الرجل أبوه، فهل
كان يقبل له هذه «البهدلة» في مثل هذه السن؟ أعتقد أننا فقدنا جزءا كبيرا
من إنسانيتنا، وكان هناك نوع من التشفي بشكل مفزع، فيمكن أن نتشفى ولكن
بشكل فيه أخلاق، وكان من الممكن أن ننصب له محكمة داخل المستشفى، فالعالم
كله سخر من مشهد شخص منقول على نقالة وداخل قفص، وبصراحة أنا حزينة على مصر
وما يحدث لها الآن.
·
معنى كلامك أنك قلقة على ثورة 25
يناير (كانون الثاني)؟
- طبعا قلقة جدا على الثورة التي أعادت الحرية للشعب المصري وحققت
إرادته وأثبتت أنه شعب قوي وله وجهة نظر وله رأي ويريد حرية حقيقية. وما
أراه أن المفكرين والمثقفين والمحركين للثورة قد تراجعوا للخلف وأصبحوا
يشاهدون ما يحدث ولا يتعامل أحد مع الأفعال الغريبة، والبلد الآن من غير
حاكم، وبصراحة مصر تحتاج إلى قائد، فنحن الآن نرى فتنة طائفية كل فترة وهذا
غريب علينا، وهذا الفكر العدائي عند الأميركان واليهود تجاه الإسلام أصبح
في مصر، فرأينا عداء من المصريين ضد بعضهم بعضا لاختلاف الدين، وكل يوم
نسمع عن أياد خفية تعمل ضد مصلحة البلد.
·
هل ترين أن هناك بالفعل أيادي
خفية وراء ما يحدث الآن؟
- أنا لا أنكر أن مصر مكروهة من البعض في العالم، وهذا ما لمسته
بالفعل أثناء وجودي في أميركا، وهذا ما سمعته من بعض الأشخاص هناك خاصة
عندما كانت مصر تتدخل في القضية الفلسطينية.
·
على ذكر أميركا، لماذا لم تمثلي
أثناء إقامتك بها طوال هذه المدة؟
- النجومية هناك نوع آخر، وقد جاء لي عرض مغر من شركة بهوليوود، وهذا
العقد كان يمتد لسبع سنوات، أكون معها وتتحكم في كل شيء يخصني، ولكني رفضت
هذا العرض على الرغم من أنه كان مغريا جدا، لكني كنت اتخذت قراري من مصر
وهو أن أركز في بيتي وعائلتي.
·
هل رجوعك بمسلسل «عمارة
يعقوبيان» أرضاكِ من الناحية الفنية كنجمة؟
- المسلسل كان التجربة الأولى لي في الدراما، وأنا أقدمت على هذه
التجربة لأنني أحب علاء الأسواني وهو صديق لأخي، بالإضافة إلى وجود ممثل
قوي جدا مثل صلاح السعدني، ولكني أرى أن العمل لم ينجح لأنه كان به نوع من
التطويل في الأحداث، وكانت بينه وبين عرض الفيلم فترة قصيرة. وعند تقديم
المسلسل لم يكن في حساباتي شيء، فقد أردت العودة للشاشة مرة أخرى.
·
وماذا عن تجربة المسرح من خلال
مسرحية «سكر هانم»؟
- أكثر شيء أسعدني هو دوري في المسرحية التي تم تقديمها منذ فترة
قصيرة، فلم أكن أتوقع مثل هذا الاستقبال الكبير من الجمهور، وأنا كان لي
تجارب كثيرة في المسرح الإنجليزي. و«سكر هانم» تجربتي الأولى في المسرح
العربي، وأتمنى تكرارها.
·
هل أنت راضية عن كل أعمالك التي
قدمتها أثناء مسيرتك الفنية؟
- لا أعتقد أن هناك أحدا يرضى عن كل أعماله، وأنا لم أشاهد أعمالي في
الوقت الحالي لأنني لو رأيتها سأتحول إلى ناقدة وأقول كان يجب علي أن أفعل
هذا المشهد بطريقة أخرى، ولكن بالطبع هناك أعمال قريبة جدا إلى قلبي وأعمال
أخرى لا أحبها تماما.
·
ما هي هذه الأعمال التي لم
تحبيها؟
- مثل فيلم «المخربون» مع أحمد مظهر، وكنت أمثل فيها الزوجة التي تبرئ
زوجها، وهذا النوع من الأفلام لا أحبه، لكنهم حاولوا أن يقنعوني بتقديم هذا
العمل، وبالفعل قدمته وأنا غير مقتنعة به. كذلك فيلم من إخراج رمسيس نجيب
اسمه «هدى» لم يكن يقنعني ولكني قدمته مجاملة لزوجي رمسيس في ذلك الوقت حيث
كانت أول تجربة له في الإخراج.
·
لماذا لم تكرري تجربة تقديم
البرامج على الرغم من تقديمك لها من قبل؟
- من الممكن جدا أن أقدم مثل هذه البرامج، ولكني بصراحة ليست لدي عروض
الآن.
·
لماذا اتجهت دون غيرك من
الفنانات إلى تقديم مثل هذه البرامج الإذاعية؟
- أنا سألت هذا السؤال لرئيسة الإذاعة في ذلك الوقت، وقلت له لماذا
يريد الرئيس مني بالتحديد تقديم هذا البرنامج؟.. وقال لي إنك الوحيدة التي
تمتلكين الخبرة في هذا المجال، وعندك الحنكة التي تجعلك تقدمين هذا
البرنامج. وقد قدمت خمس حلقات فقط من هذا البرنامج، وبالمناسبة عبد الناصر
لم يكن مهتما بي لتقديم هذا البرنامج كما يعتقد البعض، ولكن بالعكس أرى أنه
كان «بيجر شكلي».
·
ماذا عن العمل السينمائي الذي
يتم تصويره الآن «جدو حبيبي»؟
- أقدم في هذا الفيلم دورا صغيرا، واسمي بالفيلم داليا، وهو اسم أحبه
وكنت أتمنى أن يسميني أبي به، ويوجد شخص يحبني ويحاول أن يجدني، وطوال
أحداث الفيلم يبحث عني أنا وحفيدته، ويدور الفيلم في هذا الإطار حتى يجدني
وتتزوج حفيدة الرجل من ابني.
الشرق الأوسط في
21/10/2011
قال لـ «الشرق الأوسط» : ألبومي الغنائي الجديد في عيد
الأضحى المقبل
سعد الصغير: لم أتوقع إيرادات فيلم «شارع
الهرم».. ونجاحي فيه قطع لسان أعدائي
مروة عبد الفضيل
دائما ما يثير المطرب الشعبي سعد الصغير الجدل والأقاويل تجاهه بمجرد
دخوله لأي تجربة سينمائية جديدة، بما يجعله أرضا خصبة للشائعات التي تنتشر
سريعا في الوسط الفني ومنه إلى الجمهور.
كان آخر تلك الشائعات أنه سرق أموال شهداء ثورة 25 يناير بعدما دعا
عددا من زملائه الفنانين والمطربين للتبرع بالأموال لصالح أسر هؤلاء
الشهداء. ثم تعرض لجدل آخر تزامن مع عرض فيلمه الأخير «شارع الهرم» قبل
أسابيع قليلة في دور العرض، وذلك بعدما دشنت الكثير من المجموعات على موقع
«فيس بوك» للتواصل الاجتماعي للمطالبة بمقاطعة الفيلم بدعوى عودته للرقص
مرة أخرى، رغم أنه سبق وأعلن عدم الرقص مرة أخرى.
ورغم ذلك استطاع الفيلم أن يحقق إيرادات كبيرة ويتفوق على الأفلام
المنافسة له، وهو ما جعله في قمة سعادته كما يبين في حواره مع «الشرق
الأوسط»، مضيفا أنه لم يكن يتوقع أن يحقق الفيلم هذه الإيرادات وهذا النجاح
الكبير. كما يوضح الصغير أنه بصدد وضع اللمسات الأخيرة لإصدار ألبومه
الغنائي الجديد الذي من المفترض أن يصدر في عيد الأضحى القادم بعد أن تأجل
أكثر من مرة لظروف الثورة والأوضاع غير المستقرة في مصر. وهذا نص الحوار.
·
كيف تصف تفوق إيرادات فيلمك
الجديد «شارع الهرم» على الأفلام المنافسة له ومنها فيلم «تك تك بوم»
للفنان محمد سعد؟
- أولا لست بصدد الحديث عن زميل لي تجمعني به مهنة واحدة، والفنان
محمد سعد فنان كوميدي من الطراز الأول وأنا لست كوميديا، أي أنه لا مجال
للمقارنة على الإطلاق، وللعلم فأنا لم أشاهد فيلم «تك تك بوم» حتى الآن.
لكني وبشكل عام بالطبع في قمة سعادتي لكون فيلم «شارع الهرم» حقق طفرة
كبيرة في الإيرادات، وبصراحة لم أكن أتوقع أن يحقق الفيلم كل هذه الإيرادات
وهذا النجاح الكبير.
·
ولمن تهدي هذا النجاح الكبير؟
- أول الأشخاص الذين أهديهم نجاح العمل هم أعدائي، لأثبت لهم أن سعد
الصغير رغم الحروب ضده ما زال موجودا ويعمل وينجح، وهذا النجاح كفيل بقطع
ألسنة هؤلاء الأعداء لأني مللت من أحاديثهم، فهم دائمو التربص بي ويتمنون
سقوطي، ولكم أن تتخيلوا أنهم في فترة مرضي الأخير كانوا أسعد الأشخاص،
والشيء الذي يثير دهشتي هو أنهم يبدون الشماتة في المرض، لذا كان ردي عليهم
وأنا في تلك الظروف بقول «حسبي الله ونعم الوكيل».
·
منذ عرض برومو فيلم «شارع الهرم»
دشنت الكثير من المجموعات على موقع «فيس بوك» للمطالبة بمقاطعة الفيلم
بدعوى عودتك للرقص مرة أخرى، رغم قرارك السابق بعد العودة إليه.. ما ردك؟
- الغريب أن دعوات المقاطعة هذه جاءت قبل أن يتم عرض الفيلم وبمجرد
مشاهدة الجمهور لبرومو العمل فقط في شهر رمضان، وبصدق شديد هذا أمر دهشت له
جدا، لأنه من المعروف أن ردود الأفعال أو دعوات مقاطعة أي عمل تكون بعد
مشاهدته، لكن ما حدث مع فيلمي لم يحدث من قبل، وأحب أن أوضح أني لم أرقص في
هذا الفيلم سوى أني قدمت بعض حركات ورقصات الفنون الشعبية مع بطلة العمل
الفنانة الاستعراضية دينا، وليس رقصا كما أشيع، وأعتقد أن سبب ذلك الهجوم
أن الجمهور فهم تصريحاتي بشكل خاطئ، فما قلته هو أنني لن أكرر طريقة رقصي
مع دينا في فيلم «علي الطرب بالتلاتة»، وللعلم فهي أيضا لم ترتدِ أي بدل
رقص عارية في هذا الفيلم كما ردد البعض، وكل من شاهد العمل شهد بذلك.
·
«شارع الهرم» استمرار لعملك مع
المنتج أحمد السبكي الذي قدمت معه كل أفلامك، فهل تتفاءل بالعمل معه؟
- أنا أعتبر أن المنتج أحمد السبكي هو مكتشف موهبة التمثيل فيّ، وهو
أول من قدمني للجمهور، وبالفعل فقد عملت معه كل أفلامي التي قدمتها، والحمد
لله نجحت، لكنه نجاح متفاوت، بمعنى أن هناك فيلما مثلا نجح بنسبة عشرة في
المائة، وفيلما آخر بنسبة ثمانين في المائة، أي معدل النجاح ليس ثابتا،
وأتمنى أن أظل أعمل مع السبكي حتى آخر يوم في عمري.
·
دائما ما تكون أرضا خصبة لإطلاق
الشائعات، لماذا يحدث ذلك في رأيك؟
- أقسم بالله أني لا أعرف ردا على هذا السؤال الذي دائما ما أسأله
لنفسي، لكن من أكثر الشائعات التي أبكتني ما قيل حول إنني نهبت وسرقت أموال
شهداء ثورة 25 يناير بعدما دعيت عددا من زملائي الفنانين والمطربين للتبرع
بالأموال لصالح أُسر هؤلاء الشهداء، فقيل إنني قمت بالاستيلاء على هذه
الأموال لنفسي، على الرغم من أن حسابها معروف في أحد البنوك. وأنا لا أعلم
لمصلحة من يتم الإساءة إلى اسمي وتشويه صورتي بهذه الطريقة وسط زملائي
الفنانين، ولمن أطلق تلك الشائعة أقول: كيف لكم أن تتخيلوا أنني من الممكن
أن أقبل مالا ليس من حقي؟ وكيف يمكن لي أن أنفقه على بيتي وأولادي؟
·
إلى أين وصلت القضايا الآن بينك
وبين الشاعر الغنائي والمطرب مصطفى كامل؟
- الأمر في يد المحكمة الآن، فما حدث أنه ظهر في أحد البرامج
التلفزيونية على إحدى الفضائيات وقال إن المنتج أحمد السبكي دائما ما يصفع
سعد الصغير على وجهه، كما أخطأ وتحدث عن والدتي، وهي بالنسبة لي خط أحمر لا
ينبغي المساس به هي وكل أفراد بيتي وأولادي، حيث قال إن «والدة سعد لا
ينبغي لها أن تتباهى به لأنه ليس فيه ما يدعو للتباهي والتفاخر»، وتحدث في
شأني بأشياء غير أخلاقية، وما يمسني من تهم غير أخلاقية بالتأكيد يمس أهلي،
لذا على الفور حررت محضرا ضده لدى الشرطة، فأنا من الممكن أن أتنازل عن حقي
لكن حق أي شخص من أهل بيتي لا يمكني أن أصمت تجاهه وإلا لن أكون رجلا.
·
وفي رأيك لماذا فعل الفنان مصطفى
كامل ذلك؟
- لأنه يجلس في المنزل بلا عمل، أما أنا فأعمل في الأفراح والحفلات
والسينما وأجني نجاحا، وللعلم هو لم يخطئ في حقي وحدي، بل أخطأ أيضا في حق
المطربة الشعبية أمينة والمطرب محمود الحسيني، وقال عنا جميعا إن أغنياتنا
تدعو للإسفاف، ولا أعلم لماذا يصفنا بهذا الشكل غير اللائق.
·
ما مشروعاتك الفنية الجديدة في
الفترة المقبلة؟
- حتى الآن لا يوجد جديد في أجندتي السينمائية، لكون فيلمي «شارع
الهرم» لا يزال معروضا في دور العرض السينمائي، ولكني الآن أجهز وأضع
اللمسات الأخيرة لإصدار ألبوم غنائي جديد، ومن المفترض أن يصدر الألبوم في
عيد الأضحى القادم إن شاء الله، بعد أن تأجل أكثر من مرة لظروف الثورة
والأوضاع غير المستقرة في مصر وبعض دول الوطن العربي.
·
ماذا عن تفاصيل هذا الألبوم؟
- الألبوم يضم 12 أغنية، أتعاون فيهم مع الكثير من الشعراء الغنائيين
والملحنين والموزعين، مثل عصام كاريكا ومحمد عبد المنعم وعصام إسماعيل
ومحمد غنيم وباسم منير وأحمد عادل ورفيق عاكف. وأتمنى أن يحقق نجاحا مثل
نجاح فيلم «شارع الهرم» حتى يكون عام 2011 كله خيرا عليّ.
الشرق الأوسط في
21/10/2011 |