ما الذي يجعل من
الواقع المنعكسة قسماته على شريط سينمائي، فيلما تسجيليا إبداعيا يتجاوز ما
هو عابر
وإخباري؟ ما هي التخوم التي تفصله عن الروائي؟ وهل ثمة أرضية مشتركة يمكن
أن يقف
كل من التسجيلي والروائي عليها؟
في هذه الأسئلة الأساسية يبحث الناقد
السينمائي عدنان مدانات، في كتابه "السينما التسجيلية- الدراما
والشعر" الصادر
حديثا عن مؤسسة عبد الحميد شومان، محاولا عبر عدة مقالات كُتبت على فترات
مختلفة،
أن يقدم إجابات هي خلاصة رؤيته التي تشكلت عبر سنوات الدراسة في موسكو،
وبعدها عقود
من العمل كناقد سينمائي مطلع ومنفتح على تجارب كثيرة ومتنوعة،
ومرورا بتجربته
القصيرة في مجال إخراج الأفلام التسجيلية في مطلع حياته العملية، والتي
أثمرت عن
أربعة أفلام قصيرة، بالإضافة إلى فيلم غير منجز.
الدراما والشعر
"لا
تكون
السينما فنا إلا عندما تكون الكاميرا في عين شاعر" يتفحص مدانات في كتابه
هذه
المقولة، ويقدم للقارئ المدى الذي يمكن معه للفيلم التسجيلي أن
يصل بمادته المعرفية
المستندة على الواقع إلى حدود الشعر، والمدى الذي يمكن معه للسينما
التسجيلية أن
تلتقط نبض الحياة، عبر التقاطها للدراما الكامنة في مادة الواقع الذي يجري
تصويره،
سواء أكانت هذه الدراما حدثا أو سلوكا بشريا...
كما يأتي هذا الكتاب في وقت
بدأت فيه الأفلام التسجيلية تحتل اهتمام عدد كبير من الفضائيات
والمهرجانات
السينمائية، إلا أنه ما زال يختلط على الكثير منا الفرق بين الفيلم
التسجيلي
الإبداعي والتقرير الإخباري، وهنا يقدم الناقد للقارئ العادي كما للمتخصص،
معرفة
مهمة تساهم في كشف الأسرار الإبداعية لوسيلة التعبير الفنية هذه، وكي لا
يبقى
الحديث مجرد كلام نظري، يقدم الناقد هنا بعض النماذج الفيلمية
-الكلاسيكية
والمعاصرة- كتطبيق عملي لما يذهب إليه عندما يتحدث عن الحلول الإبداعية، أو
الدراما، أو الشعر، أما البعض الآخر من هذه النماذج، فيشير الناقد من
خلالها إلى
مواضع الخلل التي حالت دون أن تصبح تلك أفلاما تسجيلية
إبداعية، فبقيت تراوح في ما
هو إخباري وعابر.
المختبر
الإبداعي
لم تكن أسئلة الماهية والجوهر الإبداعي للفيلم
التسجيلي فقط ما يشغل الناقد مدانات، إنما الذهاب أبعد من
الفيلم كمُنتَج، إلى
البحث في خالق هذا الفيلم (المخرج/ المؤلف)، ومقاربة ذهنيته، والتعرف على
هواجسه،
خلفيته الثقافية، والاجتماعية، وعلى بذور العمل في خياله، والسيرورة التي
أفضت إلى
هذا المنتج الإبداعي السينمائي، وهو ما أطلق عليه الناقد (المختبر الإبداعي)،
والبحث في عوالم مبدع الفيلم يغدو ضرورة، عندما تكون ثمة حلقة
مفقودة بين مبدع
العمل / المرسل، وبين الجمهور /المستقبل، تُعَطل إيصال الرسالة للمتلقي
وفهمها، وهو
ما لمسه الناقد مدانات أثناء مشاركته في عدد كبير من المهرجانات
السينمائية، فغالبا
ما يفهم الجمهور أمورا في الفيلم على نحو لم يقصده المخرج، أو
أن تكون رسالة الفيلم
غامضة بالنسبة للجمهور فيطالب المخرج بإيضاح قصده، من هنا ولدت الرغبة عند
مدانات
للبدء بمشروع (المختبر الإبداعي) ولكن المشروع لسبب ما لم يكتمل، لكنه
أثمر ثلاث
مقابلات مطولة مع ثلاثة مخرجين، اختار منها للكتاب مقابلة كان قد أجراها مع
المخرج
الفلسطيني ميشيل خليفي في مطلع ثمانينات القرن الماضي، بعد عرض
فيلمه "صور من
ذكريات خصبه" الذي أحدث أثرا طيبا في حينه، وشكل نقلة نوعية في تاريخ
الفيلم
التسجيلي العربي، وحاول الناقد مدانات من خلال هذا الحوار الحفر بعيدا في
ذهن،
وذاكرة، ولا وعي المخرج والتعرف على الآلية التي وفقها أبدع
هذا العمل.
وإذ نحاول مع الناقد مدانات في بداية الكتاب اكتشاف
المختبر الإبداعي لدى ميشيل خليفي، فإننا في نهاية الكتاب نتعرف ونكتشف
مختبرا
إبداعيا آخرا لكن بنكهة خاصة، نكهة تغلب عليها الموضوعية التي
تجلت في إخضاع الناقد
مدانات لتجريته الخاصة في مجال إخراج الأفلام التسجيلية إلى الدراسة
والتحليل
والتقييم، وهي مهمة غير سهلة على الإطلاق، إذ تستلزم صدقا كبيرا مع الذات،
هو ما لا
ينقص عدنان مدانات، كما أنه يجيد الوقوف على مسافة كافية تمكنه
من رؤية ما ينبغي
رؤيته، أين أصاب في تجربته الإخراجية وأين أخطأ، وما هي الحالة العاطفة
والنفسية
والخلفية السياسية والاجتماعية وغيرها من الأمور التي ساهمت في تشكيل
وصياغة هذه
الأعمال في صورتها النهائية.
تعميق الوعي
السينمائي
في "السينما التسجيلية..." يستكمل الناقد عدنان
مدانات مشروعه الذي بدأ مع كتابه الأول "بحثا عن السينما"، مرورا بـ
"أسئلة
السينما العربية"، "أزمة السينما العربية"، "عدسات الخيال"، "وعي السينما"،
وهو
مشروع معني أولا وأخيرا بتعميق الوعي بفن السينما، من خلال بناء ثقافة
سينمائية
تساهم في صياغة ذائقة الجمهور، وهي مهمة حملها الناقد مدانات على عاتقه منذ
أمد
بعيد، لذا لم يحصر اهتمامه بنقد الأفلام، إنما مَنَحَ جُل
عنايته لبحث مختلف
المجالات والقضايا المرتبطة بالسينما، إيمانا منه بأن هذه المعرفة قادرة
على خلق
وعي كاف لدى المتلقي، سيمكنه لاحقا من قراءة وتقييم الأفلام التي يشاهدها
بذاته،
دون الحاجة للاعتماد على الناقد.
الجزيرة الوثائقية في
18/10/2011
قرى، ومدن الصيف الهنديّ في باريس
صلاح سرميني ـ باريس
بمُغادرة
"كالكوتا" مع "ساتياجيت راي"، و"ريتوبارنو غوش"، نغوص في ريف البنغال
لـ"سانديب
راي" ثمّ نعبر "بيهار" مع "غوتام غوس"، قبل أن نكتشف مناطق غير
معروفة كثيراً في
"أسام"، و"مانيبور" من خلال أفلام "جاهنو باروا"، و"شيام شارما"، ونكمل
الطريق نحو
"أوريسا" مع فيلم نادر لـ"سوسات ميسرا"، ومن ثمّ "تاميل نادو" مع
الفيلم العلامة لـ
"ك. بلاشاندرا"، ونتوقف في إحدى قرى "كارناكاتا"، ومن ثم تجمع سكانيّ
من الصيادين
مع "جيريش كاسارافالي" قبل أن نستمر إلى "كيرالا" مع "شاجي كارون"، وأدور
غوبالاكريشنان" كي نصعد بعد ذلك إلى "ماهاراسترا"، ونقطع "مومبي"،
ودارافي".
نترك "كوجيرات" من وجهة نظر "محبوب خان"، ونرحل إلى "دلهي" بصحبة
"جاهار كانونغو" قبل أن نعود إلى الغابات الشعرية، والرمزية للبنغال في
فيلم "بواديب
داس غوبتا".
هذه باختصار لمحةٌ قصيرةٌ عن تيمة الدورة الثامنة للصيف
الهنديّ التي يحتفي بها "المتحف الوطني للفنون الأسيوية" بباريس خلال
الفترة من 7
سبتمبر وحتى 28 أكتوبر 2011.
تظاهرةٌ سينمائيةٌ فريدةٌ من نوعها، تشرف على
تنظيمها، واختياراتها الخبيرة الفرنسية "مارتين أرمان"، تنقبُ
في تاريخ السينمات
الهندية، وكنوزها ماضياً، وحاضراً، وتقدم في كلّ دورة مجموعةً
كبيرةً من الأفلام
تتمحور حول تيمة محددة :
ـ مختارات من الأفلام الهندية (2004).
ـ السينما
البنغالية (2005).
ـ هنديّ القلب (2006).
ـ الهند نحو استقلالها (2007).
ـ
نجوم السينما الجماهيرية الهندية (2008).
ـ السينما الهندية الناطقة بلغة
الماراتي، والمالايالام (2009).
ـ عوالم ساتياجيت راي (2010).
وعلى الرغم من
العروض النهارية خلال أيام الأسبوع (في الثانية، والربع ظهراً)، لا يحتاج
المُنظمّون إلى جهودٍ إضافية كي تمتلئ الصالة بالجمهور الفرنسيّ العاشق
للثقافات
الأسيوية، الهندية منها بالتحديد، ومع متابعة دوراتها السابقة،
تعودتُ الوصول إلى
"المتحف" قبل نصف ساعةٍ على الأقلّ من بداية العروض، وأيضاً، لم أعدّ
أستغرب اندماج
بعض المتفرجات الخمسينيّات العمر، وتأثرهنّ الملحوظ حدّ البكاء بأحداث
أفلام
بوليوودية قدمتها التظاهرة في دوراتها السابقة.
تتمحور دورة هذا العام حول تيمةٍ
بعنوان "مدن، وقرى" في السينمات الهندية من خلال اختياراتٍ
حاذقة جداً تجمع أفلام
مخرجين تخيروا إنجاز سينما مغايرة عن الأفلام الجماهيرية التي تُنتج
بغزارةٍ في
عموم شبه القارة الهندية، وخاصة تلك الناطقة باللغة الهندية، والتامولية.
تقترحُ التظاهرة 17 فيلماً (منها 11 تُعرض للمرة الأولى في فرنسا)
تعكس ثراء
السينمات المحلية الناطقة بلغاتٍ مختلفة، ومنها البنغالية، الهندية،
الآسامية،
المانيبورية، الأوريا، التامولية، الكانادا،، المالايالام، الماراتي،...
في "المدينة
الكبيرة" Mahanagar))
من إنتاج عام 1963 يظلّ المخرج "ساتياجيت راي"
مخلصاً لأفكاره التقدمية، والتحررية، ومُدافعاً عن قضايا المرأة، وحقها في
العمل،
من خلال قصة "آراتي" زوجة موظف مصرف تحاول البحث عن عملٍ في "كالكوتا"
العزيزة على
قلب "راي"، فيلمٌ مأخوذٌ عن رواية لـ"ناريندرانات ميترا"، وكالعادة، كتب "ساتياجيت
راي" السيناريو، وألف موسيقاه
.
"الرحلة
المُنقطعة" (Uttoran)
للمخرج "سانديب
راي" من إنتاج عام 1993، بدوره، تدور أحداثه في قريةٍ بنغالية صغيرة، كتب
السيناريو "ساتياجيت
راي"، وقبل تصوير الفيلم "الوصية" تعرض لأزمةٍ قلبية، وفيما بعد أخرجه
ابنه "سانديب" محافظاً بدقةٍ على كلّ التوجيهات التحضيرية، والإخراجية،
والأدوار
التي حددها الأب قبل التصوير.
"ومن
ثمّ"(Subho Muharat)
للمخرج "ريتوبارنو غوش"
من إنتاج عام 2003 هو أيضاً حول المرأة "باديميني" الممثلة السابقة التي
تعود إلى "كالكوتا"
بعد عشرين عاماً من غيابها عنها كي تساعد زوجها الثاني في إخراج
فيلمه.
هذا الفيلم الذي تقاسمت بطولته "شارميلا طاغور"، و"نانديتا داس"
مأخوذٌ
عن روايةٍ لـ"آغاثا كرسيتي".
"العبور" Paar))
للمخرج "غوتام غوس" من إنتاج 1984 تدور أحداثه في ولاية "بيهار"، وتتمحور
حول العلاقة بين ثريّ، وفلاحين يعملون في أراضيه، فيلمٌ مؤلفٌ بواقعيةٍ
كبيرة.
(Konikar Ramdhenu)
للمخرج "جاهنو باروا" من إنتاج عام 2002، فكرة تتكرر
دائماً في السينما الهندية، الانتقال من القرية إلى المدينة،
الصبي "كوكوا" يترك
قريته في ولاية "آسام"، ويذهب إلى المدينة للعمل فيها، يحاول صاحب الكراج
الاعتداء
عليه جنسياً، يدافع الصبيّ عن نفسه، ويقتله، وفي سجن الأحداث يغرق في
الصمت، وتكتشف
مشرفة المركز الحقيقة، ويحصل على البراءة.
(Ishanou)
للمخرج "أريبهام شيام
شارما" من إنتاج عام 1990 تدور أحداثه في "مانيبور"، ويعتبر مخرجه في قائمة
أفضل
مخرجي تلك الولاية، وقد تمّ اختيار فيلمه عام 1991 في مهرجان كان قسم "نظرة
خاصة".
"ظلال
قوس قزح" (Indradhanura chhai)
للمخرج "سوسانت ميسرا" من إنتاج عام
1993
حول ثلاثة نساءٍ يواجهن تحديات التقاليد، والمُعاصرة، بدوره حصل
الفيلم على
جائزة "الكاميرا الذهبية" في مهرجان كان عام 1994.
"Thanneer Thanneer"
للمخرج
"ك.بلاشاندر" من إنتاج عام 1981 تدور أحداثه في قرية جنوب ولاية "تاميل
نادو" تعاني
أراضيها من الجفاف، ويتوّجب على الفلاحين الذهاب إلى منطقةٍ أخرى تبعد 30
كم للبحث
عن الماء، ويحاولون بكلّ الطرق إيصاله إلى قريتهم، ولكنهم يصطدمون بفساد
السياسيين،
ويقررون مقاطعة الانتخابات.
"ركوب
الحلم" (Kanasembo Kudereyaneri)
للمخرج "غيريش
كاسارافالي" من إنتاج عام 2010، تدور أحداثه في إحدى قرى "كارناتاكا" في
أيامنا هذه، حيث يعيش العجوز "غودا" في بيتٍ تقليديّ كبير مع خادمه المخلص،
ابنه
الذي يعيش في المدينة يعود لزيارته بصحبة زوجته، وابنتهما.
يمتلك حفار القبور في
القرية، وزوجته معتقداتٍ خاصة، وأحلاماً تنبؤية تُعلن موتاً قادماً لأحد
سكان
القرية إذا تراءى لهما الرجل القديس الذي يعبدانه، ولكنّ خادم البيت الكبير
لا يأخذ
بعين الاعتبار أحلامهما.
"سينما
غولابي" (Gulabi Talkies)
لنفس المخرج، وإنتاج
عام 2008 يحكي قصة "غولابي" التي تعيش في جزيرة يسكنها الصيادون، تعشق
السينما، ولا
تترك فيلماً بدون أن تشاهده في المدينة القريبة، تشتري جهاز تلفزيون،
ويتحول بيتها
الصغير إلى صالة سينما(Talkies)
يتجمّع فيه كلّ سكان القرية.
فيلمٌ يجمع بين
الجدية، والطرافة، ويتطرّق إلى تأثير التلفزيون في تجمع سكانيّ من الصيادين
يعيشون
بالقرب من ساحل "كاناتاكا" مع خلفية قضايا التجارة العالمية، والتوترات
المجتمعية
في مطلع القرن الحادي، والعشرين.
"خادم
كالي" (Nizhalkkuthu)
للمخرج "آدور
غوبالاكريشنان" من إنتاج عام 2002 تدور أحداثه في الأربعينيّات في إمارة
"ترافانكور" جنوب الهند (كيرالا حالياً).
ويعتبر المخرج واحداً من كبار
السينمائيين في "كيرالا" منحته الدولة الهندية تكريماً في عام
2009.
"الولادة" (Piravi)
للمخرج" شاجي كارون" من إنتاج عام 1988، حكاية العجوز "شاكيار" الذي ينتظر
عودة ابنه "راغو" الذي ذهب إلى"تريفاندروم" لإجراء مقابلة، زوجته، وابنتها
تعيشا
معه في منزل تقليديّ في "كيرالا" بعيداً عن العالم الحديث، يغامر "شاكيار"
يوماً،
ويذهب إلى المدينة للبحث عن ابنه.
"الروح
حارسة البيت" (Vaastupurush)
للمخرجيّن "سوميترا
بافي"، و"سونيل سوكتانكار"، وإنتاج عام 1990، يعود الطبيب "ديشباندي" إلى
قريته في ولاية "ماهاراسترا، فيجد منزله وقد تحول إلى أنقاض، يسترجع
الذكريات
القديمة، ويتذكر الأحداث التي جعلته يرحل إلى "مومبي" للدراسة فيها.
يقدم الفيلم
وقائع عائلةٍ من أربعة أجيال، ويطرح أسئلةً مهمةً حول قيمة الأفكار
الغاندية بعد
الاستقلال، ومكانة النساء في نهاية حقبة اجتماعية، وأخرى جديدة.
(Dharavi)
للمخرج "سودير ميشرا" وإنتاج عام 1991، هي اسم منطقة سكانية عشوائية تقع
على أطراف "بومباي"،
يصل "راج كاران" للسكن فيها مع زوجته "كوسوم"، وأمها، ويعمل سائق تاكسي،
وكي ينسى قسوة الحياة اليومية، يستغرق في أحلام يقظة مع الممثلة الهندية
النجمة "مادوري
ديكسيت"، يتأرجح البطل بين الحلم، والواقع، ويتخير المخرج أسلوباً حكائياً
شخصياً متحرراً من التقاليد السينمائية للواقعية.
"الأم
الهند" (Mother India)
للمخرج "محبوب خان"، وإنتاج عام 1957 هو واحدٌ من الأفلام الأشهر، والأكثر
عظمةً في
السينما الهندية، وما يزال يُعرض في تظاهراتٍ سينمائية متخصصة.
تتذكر"رادا"
ماضيها، زواجها من "رامو"، وصولها إلى القرية، ولادة ابنيّها، تربيتها لهما
وحدها،
والصراع العنيف مع المالك الذي يستحوذ على أراضيها، امرأةٌ شجاعةٌ تجسّد
القيم
الأخلاقية، والشرف، ويعتبر الفيلم واحداً من العلامات المضيئة في العصر
الذهبي
للسينما الشعبية كان له تأثيره المُعتبر على عددٍ كبير من
الأفلام الهندية، وما
تزال أغانيه تتردد على الأفواه، ويتذكر الجمهور أبطاله نرجس، سونيل دوت،
وراج
كومار.
"لمس الصمت"
(Nisshabd)
للمخرج "جاهار كانونغو"، وإنتاج عام 2005، يقدم حكاية "ساريت"
الثلاثينيّ الذي يعمل مندوباً تجارياً في مدينة "نيودلهي"، ويمتلك حساسيةً
غريبة،
وغير مفهومة من أيّ ضجةٍ يسمعها حوله، مكبرات الصوت، أصوات الجيران، زحام
السيارات،
وحتى الطقوس الدينية،.. تجعل حياته مستحيلة، وتدفعه حاجته
للصمت للعودة إلى القرية
التي وُلد فيها في البنغال.
"ملجأ
أجنحتها" (Charachar)
للمخرج "بوداديب داس
غوبتا"، وإنتاج عام 1993، حكايةٌ ناعمةٌ عن "لاخا" صياد العصافير في غابات
البنغال
لصالح بائعين يدفعون له مبالغ زهيدة، ولكنه أيضاً حالمٌ يحب أن يطلقها،
ويشاهدها
تطير بحرية، يذهب يوماً لبيعها في "كالكوتا"، وهناك يتبيّن له
مصيرها
الحزين.
حكايةٌ شعريةٌ تثير في أذهاننا أسئلةً عن علاقتنا مع الواقع،
والانسجام
بين الفعل، والتفكير، الظاهر، والباطن.
كان الفيلم واحداً من اختيارات مهرجان
برلين في عام 1995 كما حصل على جائزة الجمهور في مهرجان
فريبورغ (سويسرا)، والجائزة
الكبرى في مهرجان فوكوكا (اليابان) من نفس العام.
الجزيرة الوثائقية في
18/10/2011
نهاد قلعي.. العراب قليل الحظ الذي غاب باكرا
دمشق-نبيل محمد:
حسني البورزان.. شخصية رافقت حياة وذاكرة عدة أجيال عربية بما تحمله
من بساطة وحب وطيبة ووقوع في شرك احتيال غوار الطوشة وهاتان الشخصيتان غوار
وحسني أو دريد ونهاد اللتان رسمتا تاريخ الكوميديا في التلفزيون العربي
السوري منذ بداياته كانتا أكثر من مجرد عمل تلفزيوني أو قصة فكاهية دخلت كل
منزل في سورية وربما في الوطن العربي فقد لخصا الذاكرة الإبداعية الفنية
وكانتا عنوان تاريخ الفن التلفزيوني والسينمائي والمسرحي السوري حتى أن
البعض أطلق على هذا الثنائي بأنه المقابل العربي للوريل وهاردي الثنائي
الكوميدي الغربي.
نهاد قلعي الخربطلي مواليد دمشق 1928 صاحب الحظ العاثر في الفن وفي
الحياة برزت موهبته باكراً ولفتت الأنظار إليه وجعلته يحلم بالفن ويتجه إلى
دراسته في مصر إلا أنه عندما قرر الالتحاق بمعهد التمثيل في القاهرة قبل
سفره بأيام تعرض للمقلب الأول من الحياة بسرقة نقود سفره مما أجبره على ترك
السفر والعمل في دمشق.
عمل في بداية حياته المهنية مراقباً في معمل للمعكرونة ثم ضارباً
للآلة الكاتبة في الجامعة ونقل بعد ست سنوات من العمل إلى وزارة الدفاع
واستقال بعدها ليعمل مساعداً لمخلص جمركي طوال خمس سنوات إلى أن عمل لحسابه
الخاص.
انتسب نهاد إلى استديو البرق سنة 1946 وشارك بتقديم مسرحية "جيشنا
السوري" وفي عام 1954 أسس النادي الشرقي مع سامي جانو والمخرج خلدون المالح
وراح يقدم في المسرحيات أدوارا كوميدية مثل "لولا النساء" و"ثمن الحرية"
على مسارح دمشق والقاهرة حيث حاز النجم على إعجاب المسرحيين المصريين وبدأت
نجوميته بالتصاعد.
لم يستقر نهاد في العمل الفني إلا مع إنشاء التلفزيون العربي السوري
عام 1960 حيث عمل مع دريد لحام ومحمود جبر بمجموعة من البرامج الخفيفة كان
أولها "سهرة دمشق" ثم الأوبريت المسرحي "عقد اللولو" الذي حوله المنتج نادر
الأتاسي إلى فيلم سينمائي ثم شارك قلعي في مسلسل "رابعة العدوية" مع المخرج
نزار شرابي كانت البداية التلفزيونية الأهم للنجم في مسلسل "حمام الهنا" مع
دريد لحام ورفيق سبيعي وإخراج فيصل الياسري حيث تكرست فيها شخصية حسني
وغوار ثم تكررت بعده الأعمال التلفزيونية والسينمائية مثل أفلام.. غرام في
إسطنبول، الصعاليك، النصابين الثلاثة، اللص الظريف، خياط السيدات،
الصديقان، ومسلسلات مقالب غوار وصح النوم وكانت هذه الأعمال بمثابة أيقونة
فنية دخل فيها قلعي ولحام كل بيت وعملا مع كبار النجوم العرب مثل نجلاء
فتحي وشادية وناديا لطيف وغيرهن.
وعلى صعيد المسرح يعتبر نهاد قلعي المؤسس الحقيقي للمسرح القومي في
سورية وذلك عندما عهدت إليه وزارة الثقافة والإرشاد القومي مهمة تأسيس
المسرح القومي وإدارته عام 1959 فقد قدم عدة مسرحيات منها مسرحية
"المزيفون" عام 1960عن نص لمحمود تيمور وإخراج نهاد قلعي ثم تتالت
المسرحيات مثل "البرجوازي النبيل" و"مدرسة الفضائح" وهي أيضاً من إخراجه.
كانت الأعمال المسرحية الأهم في تاريخ قلعي هي ضيعة تشرين، مسرح
الشوك، غربة التي قدمت على كبرى مسارح الوطن العربي وكانت غربة آخر أعماله
والتي تعرض فيها لحادث أليم أقعده وأبعده عن العمل الفني ليلجأ إلى كتابة
مسرحيات وقصص الأطفال إلى أن توفي في السابع عشر من تشرين الأول عام 1993
بعد عزلة لم يخترها وابتعاد من قبل رفاق الدرب الذين مهد لهم الطريق ليلقوا
التصفيق الذي يلقوه الآن.
كان قلعي بجدارة العقل المفكر الأساسي الذي مهد لنهضة التلفزيون
والمسرح والسينما في سورية فإبداعه في مجال الإخراج والتمثيل والكتابة
وإدارة المؤسسات الفنية جعلته عراباً حقيقياً لهذه المجالات التي استطاع من
خلالها بجهده الذاتي وجهد بعض الرفاق تشييد الخطوات الأولى للفن في سورية
تلك الخطوات التي ما زالت هي الأهم رغم تطور الفنون جميعاً والتي ما زالت
ماثلة حتى يومنا هذا في الإنتاجات المعاصرة. –سانا-
العرب أنلاين في
18/10/2011
“العدوى” و”ساعة الحسم” و”في الوقت المحدد”..
3 أفلام خيال علمي تعرض لأول مرة في مصر
كتبت – رانيا يوسف :
الأفلام التي تدور في عالم المستقبل وفكرة زوال الجنس البشري لها سحر
خاص في صناعة السينما في هوليوود، وخلال السنوات القليلة الماضية عدد
الأفلام التي تنتج وتتناول مستقبل البشرية سواء كانت جيدة أو سيئة في تزايد
مستمر بسبب التطور في التكنولوجيا التي تشهده صناعة السينما.
في موسم الخريف والشتاء الحالي تطرح ثلاثة من هذه الأفلام في دور
العرض المصرية وهي “العدوى” و”ساعة الحسم” و “في الوقت المحدد”.
أندرو نيكول مخرج وكاتب فيلم “في الوقت المحدد”، يتخيل المستقبل عندما
يتم التلاعب في جين الشيخوخة فيتوقف البشر عن الكبر في السن بعد أن يبلغوا
25 عاماً، ولكن مع محاولات تفادي الإنفجار السكاني يصير الوقت هو العملة
الرابحة في العالم، حيث يعيش الأغنياء للأبد بينما يستمر الفقراء في
المكافحة للاستمرار في الحياة.
تدور أحداث الفيلم حول ويل سلاس ( جاستين تيمبرليك ) وهو رجل فقير
يتهم بسرقة رجل غني من الطبقة العليا مما يضطره إلى الهروب.
الفيلم يشارك في بطولته أيضاً أمانديا سيفيرد، أليكس بيتيفير، كيليان
ميرفي وأوليفيا وايلد.
أما فيلم “العدوى” فهناك نتيجة قاتمة تنتظر البشرية عندما ينتشر
الفيروس الذي يقتل ضحاياه في غضون أيام بعد الإصابة في جميع أنحاء العالم
من طوكيو إلى شيكاغو، ومع انتشار الوباء في جميع أنحاء العالم يحاول
المجتمع الطبي إيجاد العلاج لاحتواء هذا الانتشار والسيطرة على الهلع الذي
أصاب العالم، في نفس الوقت يحاول الناس العاديون البقاء على قيد الحياة في
المجتمع الذي ينهار ويتفكك.
يذكر ان فيلم العدوى بطولة النجوم كيت وينسيلت، جود لو، مات ديمون،
ماريون كوتيلارد، لورانس فيشبورن وجوانيث بالترو وإخراج ستيفن سودربيرج.
من ناحيته فيلم “ساعة الحسم” يرى نهاية مختلفة للعالم مع محاولة
الكائنات الفضائية الاستيلاء على الأرض، ما يجعل هذا السباق مختلف هو عدم
ظهور هذه الكائنات الفضائية حيث أنها غير مرئية وتفتقر إلى التواجد الجسدي،
فهي تظهر في شكل طاقة ضوئية، يتتبع الفيلم عدد من الأصدقاء في إجازة في
موسكو عندما يبدأ الغزو الفضائي على الأرض ومحاولتهم البقاء على قيد الحياة
ومحاربة عدو غير مرئي.
ونشير إلى أن فيلم “ساعة حسم” من إنتاج الروسي تيمور بيكمامتيبوف
وبطولة إميلي هيرش، راشيل تايلور، أوليفيا ثيرلبي، ماكس مينغيلا، وإخراج
كريس جوراك.
جدير بالذكر أن الأفلام الثلاثة سيتم عرضها في الشهرين المقبلين في
دور السينما المصرية .. وهي من توزيع شركة يونايتد موشن بيكتشرز كبرى
شركات توزيع الأفلام في العالم العربي، والوكيل الرسمي سينمائياً لشركتي
وارنر بروس وفوكس في مصر.
البديل المصرية في
18/10/2011 |