كل الحكام العرب وعند لحظة فارقة وقفوا فيها بين الحياة والموت اضطروا
بعدها أن يقولوا نعم للديمقراطية وانصاعوا لإرادة الشعب.. أعلنها مبارك «لم
أكن أنتوى الترشح مرة أخرى»، قالها بن على «الآن فهمتكم» والقذافى «لست
رئيسا حتى ألقى الاستقالة فى وجوهكم يا جرذان»، ولا يزال يلعب بنفس السلاح
بشار وهو يلغى قانون الطوارئ ويعد بحياة ديمقراطية قادمة، وصالح وهو يؤكد «فاتكم
القطار» ثم يؤكد الرغبة فى التسامح مع معارضيه، ولم تنطلِ تلك الأكاذيب على
الشعوب التى كان لسان حالها قد فاض به الكيل مثل هذا المواطن التونسى الذى
صارت كلمته دستورا «لقد هرِمنا.. هرمنا». الكل.. كان يدرك أن الغرض الحقيقى
الذى أضمره الديكتاتور هو أنه سوف يخفض رأسه قليلا حتى تهدأ العاصفة ليطل
مرة أخرى بقبضة أشد قسوة.. الشعوب العربية على أرض الواقع أدركت حيلة
الديكتاتور!
إلا أن الديكتاتور خالد صالح الذى قدمه خالد يوسف فى «كف القمر» منحه
المخرج فرصة أخرى.. لقد صنعه خضوع شعبه ثم تمردوا عليه وكادوا يطيحون به،
إلا أنه فى نهاية الأمر استطاع أن يحتوى غضبهم وشاهدناه وهو يبنى معهم
البيت مرة أخرى ليعيد بناء الجدران بالطوب الأحمر مثلما كانت تلك هى وصية
أبيه الراحل، بل ويقود أشقاءه الأربعة. ولم يكتفِ المخرج بهذا القدر، بل
ويمنح الديكتاتور مكافأة فى نهاية الفيلم بأن تعود إليه زوجته الحسناء
(غادة عبد الرازق) وطفلته الوليدة التى أبعدوها عنوة عنه!
هل الزعيم الذى يأخذ صفات المستبد العادل ثم يغتال العدالة كلما
ازدادت مساحات الخضوع له ليصبح هو القائد الملهم وله السمع والطاعة من
الممكن فى لحظة أن يتطهر ويتوب؟ تلك هى المعضلة التى عاشها بطل الفيلم خالد
صالح عندما مات والده فصار هو بديل الأب، منحوه طواعية مصائر حياتهم، أصبح
هو الراعى على أشقائه يتابعهم ويعاقبهم لو أخطؤوا بينما هو لا يطاله
القانون لأنه أصبح هو القانون، وليس فقط فوق القانون!
ثار الشعب فى الشريط السينمائى مثلما شاهدناه ثائرا فى أكثر من بلد
عربى.. الأشقاء الأربعة قرروا التمرد، حطموا صورة الزعيم الذى كانوا قد
أقاموا له تمثالا فى قلوبهم بينما هو استباح أموالهم وشرفهم وأعراضهم حتى
لو لم يتعمد ذلك، إلا أنه كان موقنا بأنه امتلك بين يديه حياة الأشقاء.. كل
منهم من أجل تأكيد الخضوع المطلق تنازل له عن شىء عزيز، حتى جاءت اللحظة
الفارقة واشتعلت ثورة الغضب بين الأشقاء ضد الكبير مثلما شاهدناها فى
الشارع العربى على أرض الواقع.. كان ينبغى على الشاشة التخلص من الطاغية
مهما قدم من وعود، إلا أنه فى فيلم خالد يوسف لم ينتهِ الأمر على هذا
النحو، حيث إن الشعب كتم غيظه وصدّق الطاغية، بل نصبوه زعيما مرة أخرى
لإعادة بناء بيت العائلة الذى هو رمز للوطن.
لا أدرى على وجه الدقة ما العلاقة الواقعية بين فيلم «كف القمر»
وثورات الربيع العربى.. المؤكد أن الفيلم تمت كتابته قبل الثورة وصُور أغلب
مشاهده قبل اندلاع الغضب، ولكن ألم تضف الثورة شيئا إلى العمل الفنى؟ أم أن
هذه كانت مجرد رؤية الكاتب قبل الثورة؟ أشعر من خلال الشريط السينمائى أنه
قد أضيفت رتوش وظلال وأن المتلقى لا شعوريا سوف يتأثر فى أثناء تعاطيه
للفيلم بالثورة، ومن الممكن أن تضع مشهدا فى بداية الأحداث أو تعيد أداء
مشهد أو تغير لقطة فى التتابع، ويؤدى ذلك إلى انقلاب، ليس فقط تغيير فى
استقبال العمل الفنى الذى تتم إعادة تشكيله فى أثناء المونتاج فتعيد قراءة
الفيلم مرة أخرى.
فيلم «كف القمر» خطه الدرامى ينتقد بضراوة الديكتاتور ويدين فى نفس
الوقت الشعب الذى صنعه، إلا أنه فى اللقطات الأخيرة يصالح عليه الشعب.
على أرض الواقع لم تصدق الشعوب دموع أى ديكتاتور عربى، ولكن خالد يوسف
صدق توبته وتطهره.. الشعوب سبقت الشاشة فى التخلص من الديكتاتور وكانت مثل
السيف كما قال الشاعر أبو تمام «أصدق إنباءً من الكتبِ» وتستطيع أن تضيف،
ومن الأفلام!
التحرير المصرية في
09/10/2011
مهرجان
ينقصه مهرجان!
طارق الشناوي
كلنا تحت المراقبة.. هذه حقيقة، عين الآخرين قد تترصد لك وأنت تأكل
مثلا، فتشعر بقدر من الانزعاج بسبب تلك النظرات، فلا تستطيع أن تبتلع
اللقمة.. مهرجان الإسكندرية أراه هذه الدورة وقد وقفت اللقمة فى زوره!
وزارة الثقافة من خلال المركز القومى للسينما الذى أصبح هو المهيمن
على كل أنشطة الدولة السينمائية تتولى المراقبة.. فى البداية لم أصدق تلك
الحكاية واعتبرتها مجرد تشنيعة وأن الخيال شطح بعيدا لنشاهد هذا المخبر
التقليدى بجلبابه المخطط وشنبه الذى يترعرع على شفتيه ممسكا بجريدته
المخرومة، وهو يتابع من خلال الثقب الذى أحدثه بها ما يجرى أمامه.. أكد لى
خالد عبد الجليل، رئيس المركز القومى للسينما، أن الأمر ليس على هذا النحو،
ولكنه مع أعضاء المركز الذين اختاروا المخرج مجدى أحمد على لمتابعة
الفعاليات وأنه -أقصد مجدى- لم يتلق دعوة من المهرجان، ولكنه يقيم على نفقة
المركز، والكل يعلم أنه يراقب المهرجان، فهو ليس مراقبا سريا كما أن هناك
مع المراقب الفنى مراقبا ماليا ليحدد أوجه الإنفاق ليعرف على وجه الدقة كل
التفاصيل التى كانت فى العادة تبدو فقط من صلاحيات منظمى المهرجان، حيث
يتبدد الكثير من الميزانية فى ما لا طائل من ورائه ونشاهدها بعد نهاية
المهرجان، فضائح على صفحات الجرائد وشاشات الفضائيات!
ارتبط مهرجان الإسكندرية طوال تاريخه، الذى بدأ عام 1978، بأنه مهرجان
الفضائح والخواطر والكوسة وكان فى أحيان عديدة يبدو أن الهدف منه هو تصييف
مجانى للعائلة.. وأتصور أن المراقب المالى سوف يحد كثيرا من ذلك، إلا أننى
أتخيل أيضا إحساس القائمين على المهرجان بأنهم مراقبون فنيا وماليا بقدر ما
يشعرنا باطمئنان على أن أبواب الفساد موصدة أو على أقل تقدير مواربة بقدر
ما يجعل صناع المهرجان على الجانب الآخر مثل تلميذ بليد فى امتحان راسب فيه
لا محالة، لأنه لم يذاكر ولن يسمح له المراقب بالغش من ورقة اللى جنبه!
الانطباع المبدئى عن المهرجان هو أن البعض يعتقد عن يقين لا يقبل الشك
أن مجرد إقامته فى ظل هذه الظروف الاقتصادية والأمنية بطولة ما بعدها
بطولة، وأنا أرى أنه ينبغى أن نقيم مهرجانا عفيا وقويا أو لا نقيمه، وليست
بطولة أن تصنع مهرجانا لتملأ خانة، ولكن أن تقدم مهرجانا يضيف شيئا للحياة
الثقافية فى بلادنا، هذا هو المطلوب أما أن تعرض أفلاما ولا يشاهدها أحد أو
تقيم ندوات يعوزها الإعداد الجيد فهذا لا يمكن أن يصنع حدثا ثقافيا!
مثلا عدد الضيوف العرب والأجانب محدود جدا والأفلام المشاركة قليلة،
ورغم ذلك فإن المخرج التونسى عبد اللطيف بن عمار يقاتل حتى كتابة هذه
السطور من أجل أن يقيم الندوة لفيلمه المشارك فى المسابقة الرسمية «النخيل
الجريح» بعد عرض الفيلم.. بينما إدارة المهرجان برمجت العرض لاحقا للندوة،
فكيف يناقش الصحفيون والجمهور فيلما لم يشاهدوه؟ وكيف يتم برمجة فيلم بعد
إقامة ندوته؟!
لماذا لا يُقبل الجمهور السكندرى على المهرجان؟ ربما كان السؤال الأهم
هل يشعر جمهور الإسكندرية بأن هناك بالفعل مهرجانا؟ إجابتى هى أن الناس لم
تدرك أصلا أن بالإسكندرية مهرجانا، فهو بالنسبة لهم حدث لم يحدث!
من المؤكد أن ندوة السينما والثورة والعلاقة بينهما كانت تستحق أن
تحظى باهتمام ومتابعة ودراسة عميقة تتناسب مع قيمة الفكرة، خصوصا أن «بوستر»
المهرجان رغم رداءته الفنية فإنه كان يجمع بين السينما والثورة.
لماذا لم تتم إقامة ندوة علمية تتناسب مع ثورات الربيع العربى ولم
يعرض فى الافتتاح فيلم أو أكثر عن ثورة 25 يناير.. صحيح أن منتجى فيلمى
«الطيب والشرس والسياسى» الذى عرض فى فينسيا و«18يوما» الذى عرض فى مهرجان
«كان» رفضا العرض بالإسكندرية لارتباطهما بمهرجان أبو ظبى الذى يفتتح بعد
بضعة أيام، إلا أن الدنيا لم تتوقف عند هذين الفيلمين، بل إن المهرجان كان
ينبغى أن يتحول إلى قوة جاذبة لعرض أفلام أخرى تناولت ثورة يناير ليحسب
للمهرجان اكتشافها.
المهرجان حتى كتابة هذه السطور مجرد تجميع لعدد من الأصدقاء والوجوه
التى نسعد بأن نراها ولكن ينقصه شىء واحد، وهو أن يشعرك بأنه مهرجان!
التحرير المصرية في
08/10/2011
شكل
الأستاذ بقى منسجم!
طارق الشناوي
عندما كانت مصر تغنى فى نهاية الأربعينيات مع ليلى مراد «أبجد هوز حطى
كلمن شكل الأستاذ بقى منسجمٌ»، هذه الكلمات الخفيفة المرحة التى كتبها حسين
السيد ولحنها محمد عبد الوهاب واصفا حالة أستاذ اللغة العربية حمام (نجيب
الريحانى) العاشق العجوز الولهان المتيم بحب السندريلا ليلى مراد.. لم يمر
الأمر بهذه البساطة على طه حسين أستاذ وعميد الأدب العربى، فلقد جرحت أذنه
هذه الكلمة «منسجمٌ» وقال «كان ينبغى أن تقول ليلى مراد شكل الأستاذ بقى
منسجمًا» لأنه لغويا ينبغى أن يُستبدل بالتنوين بالضمة التنوين بالفتحة..
كلٌّ يغنّى على ليلاه، وكلنا نحب القمر، والقمر بيحب مين؟ كل منا ينظر
ويتابع ما يجرى من شرفته الخاصة وبزاوية رؤيته، وهكذا لم يستطع عميد الأدب
العربى أن يتجاوز عن هذا الخطأ اللغوى الذى رآه فادحا وفاضحا!
عندما يشاهد طبيب جراح غرفة العمليات فى فيلم سينمائى فإن أول ما
يستوقفه هو مضاهاة ما يراه بالواقع، ولن يتابع حالة البطل العاطفية الذى
ربما كان مغرم صبابة بالبطلة التى يُجرى لها عملية جراحية خطيرة أو
بالممرضة التى تساعده على إتمام الجراحة، ولكن تفاصيل غرفة العمليات هى
التى سوف تسرق اهتمامه، سيتابع قبضة أصابع مقص الجراح أكثر من نظراته
العاطفية!
قبل نحو ربع قرن اعترضت أجهزة الدولة على فيلم «البرىء» واعتبروه
فيلما تحريضيا، وشُكلت لجنة من أربعة وزراء كان من بينهم وزير الدفاع
المشير أبو غزالة. لم يعترض المشير على شىء سوى أن رتب الضباط وترتيب وضع
النجوم والنسر على الكتف تغاير الواقع. صحيح أن الأجهزة الرقابية تدخلت
وحذفت قرابة 15 دقيقة اعتبرتها تمس أمن الوطن، ولكن المشير لم يرها لأنها
لم تكن تعنيه.
من المؤكد أن هذا ليس هو تحديدا ما أودّ قوله ولكن ما نراه فى حياتنا
من تباين فى الرؤية بين الشعب والمجلس الأعلى للقوات المسلحة، ولا أقول
الجيش المصرى، أتحدث عن المجلس وعدد أفراده 19 من كبار الرتب العسكرية،
هؤلاء لديهم زاوية رؤية بينما أغلب أفراد الشعب لديه زاوية أخرى.. الناس
ترى أن مبارك عاث فى الوطن فسادا، ولو لم يكن ذلك صحيحا فلماذا قامت
الثورة؟ الشعب يرى أن شهداء الثورة تم اغتيالهم بتعليمات من مبارك وأن حبيب
العادلى لا يملك إصدار قرار بإطلاق الرصاص الحى دون اللجوء إلى القائد
الأعلى.. مبارك هو الذى منح الضوء الأخضر لاغتيال شعبه.
الجيش اتخذ موقفا ضد مبارك عندما رفض توجيه النيران ضد أفراد الشعب..
المجلس العسكرى أعلن أكثر من مرة فى البيانات واللقاءات أنهم حموا الثورة
وأنهم اتخذوا قرارا بعدم إطلاق النيران، وشاهدنا أكثر من دبابة ومصفحة قبل
خلع مبارك مكتوب عليها «يسقط مبارك».. عقيدة الجيش تحترم الرتبة الأعلى
وتؤمر بها فكيف -وكان مبارك من الناحية الشرعية القائد الأعلى- تسمح بهذه
الشعارات التى تتناقض مع الحياد الذى يحاول البعض الآن أن يصف به موقف
القوات المسلحة؟ صحيح أنهم فى مواقف أخرى كانوا أكثر من حياديين سمحوا
بالجمال والأحصنة أن تخترق شوارع الجيزة والقاهرة وهى تتحرك من نزلة السمان
بالهرم إلى ميدان التحرير ولم يعترضها أحد من أفراد القوات المسلحة.. زاوية
رؤية متناقضة، هل كان الجيش له مواقف متعددة فى درجة الرفض لمبارك وكان هدف
المجلس الأعلى هو الوصول إلى قرار توافقى تجمع عليه كل القيادات العسكرية؟!
ما يتم تناقله عبر النت متناولا شهادة المشير طنطاوى التى تصب فى صالح
مبارك، فهو لم يطلب ضرب الشعب بالرصاص، ولكن ألم يوحِ بذلك؟ ألم يقل مثلا
كلمة تحتمل أكثر من معنى مثل «تدخلوا أنتم» أو «ابحثوا عن حل»، وعندما
أُلقيت الكرة اجتمع المجلس وقال «لا لن نطلق النيران على الشعب»؟ الشعب يرى
أن مبارك كان من الممكن أن يستخدم كل الأسلحة للدفاع عن بقائه على سدة
الحكم، وهذا الطرح يتوافق مع أسلوبه وتعاطيه مع الثورة منذ 25 يناير..
الجيش لم يتلق أمرا مباشرا بضرب المتظاهرين، إنه يبدو تمسكا شكليا بطبيعة
ومنطوق الأمر العسكرى.. هل تفرق كثيرا فى السياق العام أن شكل الأستاذ بقى
«منسجمٌ» أو «منسجمًا»؟!
التحرير المصرية في
07/10/2011
نور
ونفاق مبارك
طارق الشناوي
أخيرا استمعنا إلى صوت نور الشريف، آتيا هذه المرة من بيروت وذلك عبر
موجات إذاعة «ميلودى إف إم».. المؤكد أن نور كانت تلاحقه فى الأشهر الأخيرة
كل وسائل الإعلام، مصرية وعربية وكان يرفض الاستجابة.. صنع نور سورا حديديا
ورفع يافطة ممنوع الاقتراب.
القرار الذى اتخذه نور الشريف بالابتعاد عن وسائل الإعلام كان قد شرع
فى تنفيذه قبل الثورة، بعد أن تكالبت عليه عديد من المواقف الصعبة
والعصيبة، مثل مرض ابنته وتلك الشائعة السخيفة التى لاحقته ولعب بعض الصحف
الصفراء دورا فى ترويجها وحكم القضاء لصالحه، إلا أن نور ظل مبتعدا.. لا
أتصوره غاضبا من كل أطياف الإعلام، لكن حالة من البرودة تملكته ودفعته إلى
الابتعاد!
قامت الثورة فكان ينبغى أن يخرج نور الشريف عن صمته معلنا رأيه للناس،
لكنه واصل الهجرة خارج البث الإعلامى.. بالمناسبة ليس مطلوبا من الفنان أن
يسارع بإعلان موقفه، لكن عليه أن يكون له موقف، وما نعيبه على قطاع كبير من
النجوم ليس تأخر إعلان الموقف لكن اللعب على الحبلين.. كانوا يضعون عينا
على الشباب الثائر وعينا على مبارك، قدما فى ميدان التحرير، وأخرى فى ميدان
مصطفى محمود، وبعضهم لجأ إلى خطة أكثر خبثا أن يتم الاتفاق بين الفنان
وزوجته الفنانة على تقسيم الوطن إلى فريقين، الزوجة تذهب إلى مصطفى محمود
والزوج إلى التحرير، منتظرا الجبهة الرابحة ليعلن ولاءه لها، وكل زوج أو
زوجة سوف ينقذ الطرف الآخر.
نور لم يشارك فى أى من الفريقين وظل غموضه محيرا، لأنه أحد الفنانين
القلائل الذين ينتظر الناس رأيهم، فهو ليس مجرد نجم، إنه أحد القلة الذين
تشكل الثقافة جانبا رئيسيا فى اختياراتهم.
نور مثل أغلب نجومنا كان يعلم أن هناك خطا أحمر لا يمكن اختراقه، وهو
الرئيس والعائلة، فلم يعارض التوريث حيث كان يتم تسريب سيناريو التوريث
للشعب، من خلال البرامج التى كان منوطا بها أن تسأل النجوم هذا السؤال، ما
رأيك فى جمال؟ والإجابة النموذجية أنه مواطن مصرى من حقه أن يرشح نفسه
للحكم، كما أنه مدنى ونحن نبحث لمصر عن رئيس بعيدا عن الكاكى، وبعد ذلك من
حق صندوق الانتخابات أن يحكم، وهذا لا يعد توريثا. إجابات نور لم تبتعد
أبدا عن تلك المفردات التى كانت تُرضى بالتأكيد النظام. نور لم يكن مثل
عادل إمام متخصصا فى الدعاية الفجة لمبارك وجمال، إلا أن نور منح شيئا
عزيزا للنظام السابق لم يقدمه عادل إمام، حيث لعب دور حسنى مبارك فى مسلسل
إذاعى «سيرة ومسيرة»، وذلك قبل فقط ثلاث سنوات. كان الغرض من المسلسل تسويق
مبارك جماهيريا للجمهور، والدعوة لتقبل التوريث والعمل على تقديم صورة
دافئة للعائلة التى كانت تحكم مصر. وافق نور دون تردد على أن يؤدى هذا
الدور الشرير!
هل كان نور يملك الرفض؟ أقول نعم كان يستطيع، لكن فى هذه الحالة هناك
ثمن مدفوع وفاتورة واجبة السداد.. لن يزج به بالمناسبة فى السجن، ربما سيتم
التعتيم الإعلامى عليه، مثلا لن يرحب بعرض مسلسلاته فى التليفزيون الذى
تملكه الدولة.. هناك ثمن كان سيدفعه الفنان مهما حاول أن يتجنب حتى بأسلوب
غير مباشر التورط فى تأييد النظام، خصوصا عندما يكون هذا التورط يصل إلى حد
رفض المشاركة فى عمل فنى. المفروض أن الفنان يضع شعبيته لتسويق النظام، مثل
المطرب الذى يغنى لحسنى مبارك يظل داخل بلاط السلطان صوتا مثل الآلة تعزف
النغمة المطلوبة، ونور ارتضى أن يتحول إلى آلة!
ولهذا لم أرتح إلى تصريحه للقناة الإذاعية اللبنانية فى حديثه الأخير
بأنه سوف يرحب بأداء دور مبارك فى أى عمل فنى تليفزيونى أو سينمائى قادم،
يفضح خلاله كل خبايا النظام.. كيف يواجه الكاميرا بعمل فنى يكشف فساد مبارك
والعائلة وكان قبلها بثلاث سنوات فقط يقدم مسلسلا عبر الميكروفون يشيد
بمبارك ويمهد لتوريث الحكم؟! الصوت الذى استمعنا له مؤيدا لمبارك هل نصدقه
هذه المرة صوتا وصورة وهو يقول لا لمبارك.. الفنان الذى تورط فى نفاق مبارك
وحصل على الثمن، ليس من حقه الآن أن يرتدى ثوب الثائر الرافض الفساد!
التحرير المصرية في
06/10/2011
والنبى
تيجى.. حلفتك تيجى!
طارق الشناوي
مع كل مهرجان مصرى تتجدد حالة الذل والمهانة التى تعيشها تلك
المهرجانات، وهى تحايل وتتحايل على منتجى ومخرجى هذه الأفلام من أجل أن
يوافقوا على عرض أفلامهم فى المهرجان المصرى، بينما صناع الأفلام أعينهم
دائما على المهرجانات الأخرى خصوصا الخليجية، والسبب معروف، إنه الجاذبية
المادية التى تحققها هذه المهرجانات من خلال جوائزها. والمأساة ليست مصرية
فقط ولكن الأفلام العربية أيضا تشد الرحال إلى مهرجانات الخليج، بينما نحن
نكتفى بالحديث عن الوطنية المفقودة لدى صناع الأفلام المصرية، ونترحم على
مصر قلب العروبة النابض، وكيف أن صناع السينما العربية لا يمنحونها
أفلامهم، ولم نفكر أن الزمن تغير، وعلينا أيضا أن نرصد أموالا لجوائز
الأفلام العربية حتى يأتى صناع الأفلام إلينا.
يجب أن نعترف أن جائزة «عروس البحر» فى مهرجان الإسكندرية أو «الهرم»
فى مهرجان القاهرة لا تشكل عامل جذب أدبيا.
بالتأكيد المعاناة تبدو أكبر فى مهرجان الإسكندرية الذى ارتبط بعدد من
الفضائح التى تتجدد فى كل دورة، تجعل أغلب صناع الأفلام يبتعدون عن
المشاركة فى فاعلياته.. مثلا صناع أفلام الثورة المصرية الذين شاركوا فى
مهرجان «كان» بفيلم «18 يوم» ومهرجان فينيسيا بفيلم «الطيب والشرس والسياسى»،
فضلا عن أن تصبح المحطة التالية لهما مهرجان «أبو ظبى» الذى يفتتح بعد
يومين بعد نهاية فاعليات مهرجان الإسكندرية. وبدلا من أن تبحث إدارة
المهرجان عن أفلام تسجيلية أو روائية قصيرة قدمت عن الثورة، وهى بالمناسبة
كثيرة ومن الممكن أن نكتشف أن بعضها يفوق فى مستواه هذين الفيلمين، يهاجم
المهرجان منتجى هذه الأفلام!
وتبقى مسابقة أفلام «الديجيتال» ولا يجدون إلا فيلم «الحاوى»، ويتم
تغيير اللائحة التى كانت تمنع مشاركة فيلم سينمائى مصرى داخل المسابقة
الرسمية للمهرجان سبق عرضه تجاريا، وهى قاعدة عامة مطبقة فى كل مهرجانات
الدنيا، لكن مهرجان الإسكندرية يبدو أنه يعيش فى دنيا غير الدنيا.. فعلها
مهرجان الإسكندرية أكثر من مرة أيضا بسبب عدم توافر الفيلم المصرى، مثلا فى
عام 2004 من أجل أن يعرض فيلم «خريف آدم» كانت لائحة المهرجان تمنع ذلك،
لأنها كانت تقضى فى السابق بأن الفيلم الذى شارك فى مهرجان مصرى لا يجوز
عرضه فى مهرجان الإسكندرية، وعلى الفور تم إلغاء هذا البند ليتاح لـ«خريف
آدم» الاشتراك.. ثم حدثت المشكلة الكبرى التى لم يتنبهوا لها أن الفيلم من
إنتاج 2002، واللائحة تقضى بأن المهرجان يعرض الأفلام داخل المسابقة فقط من
إنتاج نفس عام إقامة المهرجان، أو العام الذى يسبقه ورغم ذلك اخترقوا
اللائحة!
لماذا العبث فى قاعدة عامة تبدو مستقرة فى كل المهرجانات؟ وهى أنه لا
يجوز عرض فيلم رسميا سبق عرضه تجاريا؟ كان من الممكن مثلا أن يعلن المهرجان
عن ندوة موسعة تتناول ما دأبنا على أن نصفه بالسينما المستقلة، والتعبير
ليس دقيقا لكنه أصبح دالا على هذا النوع من الأفلام، وتعرض أفلاما تحت هذا
الإطار على هامش المهرجان مثل «ميكروفون» و«بصرة» و«عين شمس» و«هيليوبوليس»
و«الحاوى» وغيرها.. وفى هذا الإطار يلعب المهرجان دورا فى إلقاء الضوء على
النمط الإنتاجى المغاير الذى سيشكل فى السنوات القادمة نسبة تصل إلى 50% من
الإنتاج السينمائى المصرى، فهو التيار القادم ولا شك.. كان الممكن للمهرجان
أن يحمى اللائحة من الاختراق وفى نفس الوقت يضع خارطة الطريق لنمط إنتاجى
قادم، ولكنه الاستسهال فى العثور على حل رغم أن المهرجان غير مسؤول عن عدم
توافر إنتاج سينمائى مصرى لائق بتمثيلنا، إلا أن الخوف من أن يعتبر ذلك
فضيحة لو أنه لم يُعثر على فيلم مصرى هو الذى دفعه إلى اتخاذ هذا القرار
العشوائى!
لقد حرصت إدارة المهرجان على أن تمارس ضغوطا لعرض فيلم «كف القمر» فى
الافتتاح، بينما مخرج الفيلم خالد يوسف وحتى اللحظات الأخيرة يتدلل،
والمهرجان يرجوه ويوسط طوب الأرض، السر أن المهرجان لا يُشعر السينمائى
المصرى أنه يضيف إليه شيئا لو شارك أو لم يشارك فى فاعلياته، وتلك هى مأساة
مهرجان الإسكندرية الذى أراه يحاول أن يتجنب فضيحة فيهوى إلى فضيحة أكبر!
التحرير المصرية في
02/10/2011
الخيال
الأسود!!
طارق الشناوي
ما هذا الهراء الذى نقرؤه فى العديد من المواقع الإلكترونية وعلى
صفحات بعض الجرائد، يشير إلى أفلام جنسية صورتها سعاد حسنى، عددها 18، كان
معمر القذافى يساوم صفوت الشريف على شرائها بمقابل 100 مليون دولار!
الحكاية المختلقة تشعرك بأنها صُنعت فى خلاط يمزج بين مطاردة
المخابرات لسعاد مع تصويرها لأفلام إباحية وكتابتها لمذكرات تفضح فيها كل
ذلك، وعلاقة الحب مع عبد الحليم حافظ. الغريب فى الأمر أن هذه الوقائع
أسندوها إلى سعاد حسنى، فهى التى روت فى مذكراتها تلك القصص، وهى التى فضحت
نفسها بنفسها انتقاما من صفوت الشريف، فهو الضابط الذى كان منوطا به
تجنيدها لتصبح عينا على زملائها، ويضعون عددا من التفاصيل الساخنة، مثل أن
معركة نشبت بينها وبين صفوت الشريف فى لندن قبل رحيلها بأيام، عندما أصرت
سعاد أن تروى مذكراتها، وكادت أن تنتهى بمأساة دموية، لولا أن صفوت أخذها
من قصيرها وعاد إلى القاهرة. والغريب أن من يروج لهذه الحكايات الوهمية لا
يكره سعاد، ولا يريد مطلقا تشويهها، لكن الغرض منها ضرب عصفورين، أو فى هذه
الحالة نطلق عليهما غرابين بحجر واحد، معمر القذافى وصفوت الشريف. إدانة
صفوت بأنه سجل الأشرطة الإباحية لسعاد، وإدانة معمر لأنه رصد هذه الملايين
لشراء تلك الأفلام، وهناك غراب ثالث لاح فى الأفق وأراه هو الأساس فى ترويج
هذه البضاعة الفاسدة، إنه الترويج لفيلم عنوانه «الثعبان الأسود»، والمقصود
بهذا التشبيه صفوت الشريف، كما تم الدفع بوجه جديد يتصدر المشهد باعتبار
أنه الذى سوف يؤدى دور سعاد، ومن أجل تحلية البضاعة ذكروا واقعة قديمة لا
علاقة لها بسعاد أو صفوت، وهى حفل قارئة الفنجان 1976، عندما تهور عبد
الحليم على جمهوره عندما اعتقد أن هناك بعض منافسيه يحاولون إفساد الأغنية
عندما تم الدفع بشخص لاقتحام الحفل، وارتداء تلك البدلة المرسوم عليها
الفنجان، وغضب عبد الحليم، والتسجيل لا تزال تحتفظ به الإذاعة المصرية،
ولكن لا يمكن أن تعثر على علاقة من قريب أو بعيد تجمع صفوت أو سعاد بقارئة
الفنجان!!
العلاقة الملتبسة بين سعاد وصفوت الشريف، لم تتجاوز محاولة تجنيدها فى
منتصف الستينيات، ورفضت سعاد أن تتحول إلى عين على زملائها. حكاية الأشرطة
الجنسية تظل مجرد خيال شرير لاختلاق أشياء لا أساس لها من الصحة من أجل
إضفاء أكبر قدر من الغموض والجاذبية والنهم والإثارة على تلك الوقائع. ما
فعله صفوت الشريف بعيدا عن تلك النميمة، أنه أفسد الإعلام المصرى عندما رسخ
فى ذهن كل العاملين فى «ماسبيرو» صورة الإعلامى خادم السلطة والمعبر عنها،
ومع الأسف لا يزال هذا هو المفهوم السائد. المذيع لا يتحرك إلا بأمر مباشر
من القيادة وهو فى أعماقه لا يزال قابعا فيه إحساسه بأنه صوت للسلطة
الحاكمة التى أتت به مذيعا. كان ابن صفوت يملك شركة للإنتاج الدرامى
والمنوعات، وكان التليفزيون يفضل بالطبع شراء ما تنتجه الشركة بأسعار مبالغ
فيها مجاملة للأب. أفسد صفوت أيضا الحياة الصحفية عندما انتقل إلى مجلس
الشورى، وظل هو اللاعب الأساسى الذى يسيطر على الجرائد، وبالمناسبة سطوة
صفوت الشريف، كانت تمتد إلى الصحف الحزبية والمستقلة، فهو لديه خطوط
للتواصل مع كل الأطياف.
صفوت يحاكم فى العديد من قضايا الفساد، وعلى رأسها تدبير قتل
المتظاهرين فى موقعة الجمل، وهو أكثر الشخصيات التى دفعت للتوريث فى عهد
مبارك، لكن هذا شىء وتلك الحكايات المختلقة شىء آخر!!
مثلا عندما انتحرت سعاد حسنى، قالوا إنها اختارت يوم ميلاد عبد الحليم
21 يونيو للانتحار، فكيف إذا لم يكن انتحارا بل جريمة مدبرة أن يختار
قاتلوها أيضا موعد ميلاد عبد الحليم لتنفيذ جريمتهم. كلها محاولات مستحيلة
للربط بين أشياء متنافرة بخطوط واهية ثم محاولة الزج بسعاد بتصوير أشرطة
جنسية، هو امتهان لفنانة أعطت الكثير ولا يمكن أن نقابل عطاءها الفنى
بالتشهير بسمعتها من أجل النيل من «ثعبان أسود»!!
إنه الخيال المريض الذى مع الأسف وجد من يصدقه ويدافع عنه. إنه أيضا
الخيال الأسود وليس فقط الثعبان!!
التحرير المصرية في
01/10/2011
مليارات
«طرة» تغزو الدراما!
طارق الشناوي
رصد جمال مروان 30 مليون جنيه لتقديم حياة والده أشرف مروان فى مسلسل
تليفزيونى، ورشح لأداء دوره أحمد عز.. وعلى الجانب الآخر فإن أيمن الذهبى
على مدى أكثر من عامين يعد حياة طليقته أصالة لتقديمها فى مسلسل يروى فيه
كثيرا مما يعتبره هو حقائق وتعتبره أصالة تشنيعات، فهو لم يترك فضائية منذ
طلاقهما إلا أخذ يعدد مثالب أصالة، وعلى الجانب الآخر يذكر أياديه البيضاء
عليها!
إننا بصدد حالة جديدة فى كتابة الأعمال الدرامية، من يملك فيها رأس
المال هو الذى يملى إرادته، تذكرنا بما نشاهده فى عديد من الجرائد
والفضائيات التى تعمل لحساب مموليها فى الدعاية لهم والنيل من خصومهم..
شاهدنا فى السنوات الأخيرة مسلسلات سيرة ذاتية تتناول حياة جمال عبد الناصر
والسادات وعبد الحليم وسعاد وأم كلثوم وإسماعيل يس وليلى مراد وصباح
وغيرهم، وبعيدا عن المستوى الفنى للمسلسلات وتباينه فلم يكن هناك رأسمال
يحرك الأحداث وفقا لمصالحه، ولكن ما يجرى الآن هو شىء آخر تماما.. تصوروا
-وليس هذا بالتأكيد مستبعدا- أن أسرة حسنى مبارك قررت تقديم مسلسل عن
تاريخه وحشدت رؤوس الأموال لتجميل وجه مبارك والعائلة. جمال وعلاء وسوزان
هم الآن ومن معهم يملكون المليارات، وكلنا نتذكر أن أغلب النجمات مباشرة
بعد خلع مبارك صرن يهربن من أداء شخصية سوزان، وهو ما أدى إلى أن يرشح
الجمهور نادية الجندى، وبالطبع فإن السبب هو أن نادية ارتبطت بأداء
الشخصيات المرفوضة اجتماعيا، ولهذا فإن الترشيح هنا يحمل معنى استهجان
للشخصية، إلا أن رأس المال إذا دخل -وأظنه سوف يفعلها- سيجعل أكثر من نجمة
أمام الإغراء المادى تسعى لأداء دور سوزان، ويطلقون عليها فى هذه الحالة
«ماما سوزان»، ولا أستبعد أن شخصيات زكريا وصفوت وعز سوف تجد من يضعها
دراميا فى مصاف أولياء الله الصالحين!
أشرف مروان شخصية ملتبسة، البعض اعتبره -استنادا إلى وثائق- جاسوسا
يعمل لحساب الموساد، والبعض رآه فى وثائق أخرى على العكس تماما بطلا قوميا
أسهم فى تحقيق انتصار 73 ويستحق أن نقيم له تمثالا فى قلوبنا.. أشرف جاءت
نهايته أيضا تحمل لغزا، هل انتحر أم قُتل ومن قتله ألقاه من الشرفة فى
لندن؟ ما الذى من الممكن أن يفعله ابنه جمال مروان سوى أن يتبنى الوجه
الوطنى لوالده، ولن نرى أى ظلال من الشك تحيط به رغم أنه فى الواقع هناك
كثير من الاتهامات كانت ولا تزال تلاحق أشرف مروان؟!
أما أصالة فلا أستبعد أن يستغل أيمن الذهبى كل الظروف السياسية التى
تتعقبها حاليا بعد أن أصبحت هدفا للنظام السورى لأنها صاحبة الصوت الرافض
بعد أن خرجت عن الصف وأعلنت موقفها ضد الأسد ووصفت تأييد زملائها لبشار
بأنه نوع من النفاق فى إطار تمثيليات متفق عليها بين النجوم وأجهزة الإعلام
لتجميل صورته!
أصالة هدف استراتيجى للنظام السورى مطلوب اغتياله ماديا ومعنويا، وهى
فى نفس الوقت هدف خاص لطليقها رغم أنه والد أبنائها، إلا أنه سوف يجدها
فرصة لكى يفتح نيران مدفعيته الثقيلة ضدها وهو واثق أن النظام السورى
يؤازره. الحقيقة أن مشروع المسلسل أعده أيمن قبل الثورة السورية، وربما
لأسباب قانونية قد يلجأ إلى تغيير الأسماء، ولكن الكل سوف يوقن أنه يتناول
سيرة حياة أصالة، ومن الممكن ببساطة أن تلمح أصابع الأسد وهى تبارك هذا
المشروع ماديا، الذى سيعد واحدا من أمضى الأسلحة لتشويه المطربة التى واجهت
بشار!
أعتقد أن الأيام القادمة سوف تشهد معارك درامية طاحنة أشد ضراوة من
برامج «التوك شو».. كل الشخصيات التى نراها داخل القفص متهمة بقتل
المتظاهرين وإشاعة الفساد فى البلاد تستطيع أن ترصد مليارات لتقديم وجه آخر
لها.. مسلسلا أشرف مروان وأصالة هما فقط البداية لدخول سلاح الدراما المدعم
برأس المال إلى ساحة الفضائيات.
ولا أستبعد فى هذه الحالة أن جماعة «آسفين يا ريس» من الممكن أن تنتقل
من «الفيسبوك» إلى الدراما لتقدم مسلسل «مبارك قاهر ثورة 25 يناير»!
التحرير المصرية في
29/09/2011 |