يمتلك جان لوك غودار حلاً لأزمة
أوربا المالية. إنه حل بسيط وبارع كما يتوقع المرء من الرجل الذي حرر، مع
البنادق
الشابة للموجة الجديدة، السينما من قيود الأستوديو في الستينيات. "الإغريق
منحونا
المنطق. نحن ندين لهم بذلك. كان أرسطو هو الذي جاء بكلمة
"لذا" وكما في
عبارة" إنك
لم تعد تحبني، لذا..." أو "وجدتك في الفراش مع
رجل آخر لذا..." نحن نستخدم هذه الكلمة ملايين المرات كي نتخذ قراراتنا
المهمة.
إنها تدور عن الزمن الذي بدأنا ندفع ثمنه".
"إذا في كل مرة نستعمل الكلمة "لذا"
فعلينا أن ندفع عشرة يورو إلى الإغريق و ستحل الأزمة في يوم ما ولا يتطلب
من
الإغريق أن يبيعوا البارثينون إلى الألمان. لدينا التكنولوجيا كي نتتبع كل
كلمة "لذا" على محرك الغوغل. نستطيع أيضاً أن نعطي فاتورة للناس بواسطة آلاي
فون. في كل
مرة تقول أنجيلا مركيل للأغريق: نحن
زودناكم بكل هذا المال لذا يجب أن ترجعوا الدين
مع فائدة، يتوجب عليها لهذا السبب أن تدفع لهم أولاً حقوقهم".
يضحك وأضحك أنا
ويضحك شخص آخر كان يصغي في الغرفة
المجاورة. إن غودار بطبيعة الحال ضد المفهوم
الرأسمالي البرجوازي المتعلق بحقوق الطبع: فهو يعطيه إشارة فاحشة على شكل
أصبع في
نهاية فيلم " اشتراكية" وهو الهجوم الأخير في حربه التي استمرت 40 سنة على
هوليوود.
إن "طفل السينما الفظيع" ربما بلغ الثمانين لكنه لم يفقد شيئاً
من موهبته.
إن
فيلم "اشتراكية فيلم" هو نتاج غودار
المتأخر بكل مجده المربك: فهو هجوم مخدّر على
العيون والدماغ والأرداف الذي يتصرف بحرية بصبرك وتحملك العقلي لكن له
أصالة لا
ينكرها أحد. لا توجد قصة بالطبع. بدلاَ من ذلك نحن في البحر المتوسط على
متن سفينة
نزهة، كأنها لاس فيغاس عائمة تغرق كلياً إذ الكورس الإغريقي من الممثلين
والفلاسفة
يجولون بين المسافرين ذوي الأعمار المتوسطة وهم يستشهدون ببسمارك وبيكيت
وديريدا
وكونراد وغوته بالفرنسية والألمانية والروسية والعربية.
فيلم ليس من السهل
مشاهدته. إن إرادة العيش تنزلق بعيداً بشكل
متكرر كصور للقرن المعذب وهو يمر أمام
أعيننا- فقط ليتم إحياؤه بلقطات غودار السامية للسفينة والبحر أو بعض
المقتطفات
العشوائية التي تلائم علامتها. نسمع بينما باتي سميث تتجول على الرصيف مع
غيتارها
مثل مراهقة عنيدة:" كي تكون على حق كي تكون في العشرين ، كي تحتفظ بالأمل".
هل هكذا
هو مستقبل الفيلم كما يدعي مؤيدو غودار؟ كل ما أعرفه هو لا أحد
يجعل من الأفلام
هكذا. وأي مخرج مهم سيضع الفيلم كله على
اليوتيوب، وإن يكن يعرض بسرعة البرق، قبل
يوم من إطلاقه؟
رجل تأكله الأسطورة
إن أتباع غودار صعبو المراس يرون الفيلم
لا مجرد مجاز عن أوربا – سفينة من الساخطين الكبار السن ينجرفون في تاريخهم
الخاص-
لكنه أيضاً مانفستو لجمهورية جديدة من الصور" خالية من اليد الميتة للملكية
المشتركة وقوانين الملكية الفكرية. هذه السينما الجديدة سوف تقطع وتلصق
معاً في
عالم ما وراء حقوق التأليف إذ ستبدو حقوق المؤلف قروسطية مثل حقوق الإله.
حتى الآن
فإن غودار ألقى ضوءاً قليلاً على خلقه وقد ذهب غائباً عن مركزه تماماً
بينما الفيلم
يعرض لأول مرة في كان هذه السنة تاركاً الرسالة الآتية:" بسبب مشاكل
الأسلوب
الإغريقي لا أستطيع أن ألزمكم في كان. سأذهب إلى الموت من أجل المهرجان لكن
لا خطوة
أخرى".
هذا نوع من كارتون غوداري معتادين عليه، غودار ذو الإيماءة الكبرى،
غودار الذي كان شخصية نمطية للنكت الفكرية منذ أن انجرف في الغموض الماوي
بعد أن
أعاد كتابة قوانين السينما في بدايات الستينات مع أفلام مثل " على آخر
نفس". شجعه
"راؤول كوتار" مدير تصويره الذكي إذ صور بشكل سريع
بكاميرات محمولة يدوياً ولا يوجد
سيناريو للحديث عنه فاتحا الطريق لا للموجة
الفرنسية الجديدة بل لجيل كامل من
المخرجين المستقلين حول العالم. سكورسيزي، تارانتينو، ألتمان، فاسبندر، دي
بالما،
سودبرغ، جارموش، بول توماس أندرسون- بطريقة أو بأخرى هم وعدد لا يحصى غيرهم
نمذجوا
أنفسهم حسب المخرج السويسري الملغز مع سلسلة لا ينضب من أمثولات سريعة تجعل
من
منظري الفيلم في حالة عمل لعدة قرون:" الصورة الفوتوغرافية هي الحقيقة.
السينما
حقيقة 24 مرة بالثانية" " يجب أن تحتوي القصة على بداية ووسط ونهاية لكن لا
بالضرورة بهذا الترتيب".
في مكان ما يبدو أن الرجل قد أكلته الأسطورة. إن جلسة
غودار أمامي في شقة بباريس مرتدياً تي شيرت كان من الضيق إذ أعطاه سيماء
بوذا خشن
مرتدياً نظارات مستيقظا من قيلولة الظهر تبدو أكثر إنسانية وطفولية من
الأسطورة.
كان يمتلك لثغة خفيفة. إنه لعوب وصبور. يحاول أن يجيب عن الأسئلة التي
يتخذها
الآخرون كونها هجوماً. وهو في غالب الأحيان قابل للفهم. ومن الصعب رؤيته
كرفيق "تافه" لمخرج الموجة الجديدة فرانسوا تريفو الذي تنازع معه في
السبعينات.
وهو
لطيف مع هوليو ود أو في الأقل هوليوود في
الثلاثينات والأربعينات." ذلك يمكن أن
يجعل الأفلام لا تشبه مثيلاتها. الآن حتى النرويجيون يمكن أن يصنعوا
الأفلام بشكل
أسوأ من الأمريكان". يتكلم بحماس عن الشكل غير السردي لأفلام الوسترن. " كل
ما
تعرفه أن غريباً دخل البلدة راكباً الحصان" أسأل عن الإلحاح في
النظر إليه كمؤلف
للمؤلف، وحالم دائم. " أنا لست مؤلفاً الآن
على آية حال" يقول وكأنه أقلع عن
التدخين صدفة :" كنا نعتقد بأننا مخرجون لكننا لسنا كذلك. ليس لدينا فكرة
حقاً.
الفيلم انتهى. من المحزن ألا أحد يتحراه حقاً. لكن ماذا نفعل؟ وعلى آية
حال مع
وجود الموبايل وكل شيء فإن كل إنسان باستطاعته أن يكون مخرجاً".
من النادر
لغودار أن يجري المقابلات وفي غالب الأحيان
يلغيها. لأكثر من 30 سنة حاول أن يجد
لغة جديدة للفيلم غالقاً نفسه بعيداً عن المرآب في بلدة سويسرية خاملة "رول".
أخبرني فيلسوف فرنسي بأنه قضى مرة أسبوعا ينتظر بلا فائدة خارج بيته
للمقابلة.
اسأله عن مغزى حيواني اللاما والحمار في فيلم "اشتراكية فيلم" الذي خلق
جدلاً بين
النقاد:" الحقيقة أنهما كانا في الحقل المجاور لمحطة البنزين في سويسرا حيث
صورنا
المشهد. ها أنت ترى أنه لا يوجد غموض. إني استعمل ما أجده". يقول أن الناس
أحياناً
يجدون معنى في أفلامه هو غير موجود. وبدأت أتساءل إن كان غودار قد أسيء
فهمه على
نحو كبير: هو في الواقع أكثر بساطة مما يبدو!
يقول:" الناس لا يطرحون الأسئلة
الصحيحة. إن جوابي للشخص الذي لن يسألني أبداً السؤال الصحيح حول هذا
الفيلم هو أن
الفيلم الذي حقاً يروق لي هو الذي يدور حول فلسطين وفناني الأكروبات". وهذا
هو مجاز
عن الجمال الذي سوف يولد في اليوم الذي يتعلم اليهود والعرب أن يتعايشا
معاً.
وانحدرنا نحو الموضوع الشائك حول العداء المزعوم للسامية لدى غودار
وهو
الموضوع الذي عاد مرة أخرى السنة الماضية حين حصل على الأوسكار
الفخري.إن عداءه
لإسرائيل ودعمه القوي للقضية الفلسطينية
كان في غالب الأحيان مثار حقد اليهود وهو
الزعم الذي يقول إنه " أحمق". في إحدى المرات أطلق عليه الفيلسوف الفرنسي
برنارد
هنري ليفي الذي عمل معه في عدد من المشاريع الملغاة حول "الكائن اليهودي"
بأنه رجل
"
يحاول أن يعالج نفسه من معاداة السامية". وهذا
الأمر ربما أتى أو لم يأت من
عائلته السويسرية الفرنسية من الطبقة
الوسطى والذي كان عدد من أفرادها مؤيدين لنظام
فيشي. في فيلم "اشتراكية فيلم" يضع مرة أخرى يده في عش النحل بأقوال مثل "
كم غريب
أن هوليوود يجب أن تخترع من قبل اليهود".
كتاب آخر اتهمه بمعاداة السامية ظهر
قبل بضعة أسابيع من قبل المفكر آلان فليتشر. يعرف فليشر معادي السامية كأي
شخص
يعارض وجود إسرائيل. حاولت أن أحصل منه على جواب لكنه لم يعط أي جواب. "
هذا الأمر
يجعلني حزينا. يقول بأن الرجل قال هذا لكن الرجل وعمله أمران مختلفان".
وأسال إن
كان ذلك يعني أن الرجل ربما يكون معادياَ للسامية لكن عمله ليس كذلك لكن
غودار ينفي
بإشارة من يديه:" كلا كلا! الأمر برمته سخيف".
هممت أن أغادر وسألته ما هو
الجديد لديه فقفز مثل مراهق وراح يبحث في الغرفة المجاورة ورجع بمخطوطة
فيلم وقال"
هاك" وقد أهداه إلى "حارس السينماتوغرافيا" معتقداً لسبب ما بأني قادر على
المساعدة
في صناعته. تأثرت لكني حزنت عميقاً لأن رائداً كبيراً للسينما
عليه أن يساوم لترويج
فيلمه.
هل هو كذلك؟ هل يخرجه وهو في الثمانين – كأنه يضع فيلمه على اليوتيوب؟
وبينما كنت أسير في "البولفار ماغنيتا "تساءلت إن كان يتوجب
علي أن أصنعه بنفسي بما
أن حقوق وفكرة المؤلف لم تعد تعني شيئاً
لغودار. عنوان الفيلم "وداعاً للغة". ويدور
حول زوجين وكلب والحياة والموت وكل شيء آخر على الرغم من أن الكلب هو نجم
حقيقي.
بلى ربما يتوجب علي أن أصنعه. لكن هل العالم جاهز الآن لـ"لاسي": رحلة كلب
لغرض ما
في العالم الوجودي؟ أو أكثر جنوناً، فيلم لغودار بنهاية سعيدة؟.
عن صحيفة الغادريان
المدى العراقية في
29/09/2011
(الرحم)..
نظرة إلى الاستنساخ
البشري
ليث عبد الكريم الربيعي
تهتم السينما كثيرا
باستكشاف واستشراف العلوم الأخرى ومستحدثاتها، في مسعى منها لفتح الآفاق
نحو كل
جديد ومستغرب، فضلا عما تقدمه للبشرية من خدمات جليلة في معرفة الغرائب
وإلقاء
الضوء عليها، وقد أخذت ظاهرة الاستنساخ البشري حيزا لا باس به
من الاهتمام كونها
تعد طفرة كبيرة في التقدم العلمي والتقني لبني البشر، على الرغم من غموض
هذه
الظاهرة وقصور المعلومات عنها، إلا أن السينما حاولت إلقاء بعض التصورات
عليها،
فضلا عن المشاكل المستقبلية التي يمكن أن تنجم عنها.
وهذا ما نلاحظه واضحا في الفيلم (الهنغاري، الألماني، الفرنسي)
المشترك (الرحم Womb: 2010)
والذي يبدأ بمشهد لامرأة حبلى (إيفا غرين) وهي تتحدث إلى جنينها وتخبره
بأنّ أبَّاه غادرَ للأبد، لكنها سَتبْدأ حياة جديدة معه. ثم
ينطلق الفيلم ليقدم لنا
قصّة حبِّ بين طفلين (ريبيكا وتومي) اللذين يُقسمانِ لبعضهما بالحبّ
الأبدي. إلا
أنهما ينفصلان عندما تغادرُ (ريبيكا) فجأة إلى اليابان مَع والدتها. وبعد
اثني عشر
عاماً تعود (ريبيكا) كشابّة للبحث عن تومي (مات سميث)، إلا انه لا
يَتذكّرَها في
البداية. ويبدأ الاثنان علاقة جديدة.
(تومي) ناشط ضدّ شركاتِ التكنولوجيا
الحيويةَ، التي تخطّطُ لفَتْح حديقة طبيعية للحيواناتِ
الصناعية التي خَلقتْ
بالاستنساخ. ويخطط (تومي) لإفساد حفل الافتتاح عن طريق نشر كمية من الصراصر،
وتصر (ريبيكا) على مرافقته لمواقعِ الشركاتِ
الجديدةِ للموارد الطبيعيةِ.
أثناء
قيادته السيارة إلى موقعِ الحديقة الطبيعيِة الجديدِ، تطلب (ريبيكا) مِنْه
إيقاْف
السيارةِ كي تقضي حاجتها، وبينما (ريبيكا) تَبْحثُ عن مكان لذلك، تصدم
شاحنة سيارة (تومي) وترديه قْتَيلا.
تحاول (ريبيكا) استثمار التطور العلميِ الجديدِ لجلب
نسخَة من (تومي) ،وبذلك تعيدُه إلى الحياةِ. وتوافق عائلة (تومي) على
إعطائها سائل
(تومي)
لتلقح به، وتحبل وتَلِدُ بعملية قيصرية طفلا شبيها بـ (تومي) الأب وتطلق
عليه اسم (تومي).
(تومي) الجديد وأصدقاؤه لا يُريدونَ اللِعْب مَع إحدى البنات
المعروفة أنها "منُسوخة". وتبلغ الأمهات في الحيَّ (ريبيكا) أَنْ لا
تَتْركَ ابنها
يَرتبطُ بالفتاة. ويدب الذعر إلى قلب (ريبيكا) ،لكي لا يعْزل ابنها. في
نهاية
المطاف تنتشر الشائعات عن (تومي)، ويضطر للاحتفال بعيدِ ميلاده
وحده مَع والدته،
بعدما تمنع العائلات ابناءها من الاختلاط به.
تَنتقلُ (ريبيكا) إلى مكان آخر
بعيدا عن القرية. الأمر الذي يثير (تومي) ويكثر أسئلته عن نفسه
وأبيه.
بعد
سنوات، يكبر (تومي) ويأخذ شكل وأسلوب والده و(ريبيكا) لا تزالَ شابّة.
وعندما يجلب (تومي) صديقته إلى البيت للبَقاء مَعه تتصرف
(ريبيكا) بغيرة، ما يحير (تومي)
وصديقته. ويبرز تَوَتّراً جنسياً بينه وبينها. في هذه الأثناء تصل أمّ (تومي)
الحقيقية بشكل مفاجئ ويُحدّقَ بها ويَشْعرُ
بأنّه يَعْرفُها، وتمنعه (ريبيكا) من
التعرف إليها فيُهاجمُ (تومي) (ريبيكا) ويَطْلبُ منها الإجابة
عن أسئلته بغضب،
فتضطر إلى إعطائه حاسوبا قديمَا يعثر فيه على صورَه مَع المرأة العجوزِ
ومَع أبيه.
ويمارس مع (ريبيكا) الحب للمرة الأولى. في
الصباح يَحْزمُ (تومي) أشياءه وأوراقَه
ويغادر- (ريبيكا) الحبلى في المشهدِ الأولَ تَحْملُ طفلَ (تومي).
أخرج الفيلم
الهنغاري (بنيديك فليجاوف) مقدم سابقا (التاجر: 2003) و(طريق الحليب: 2007)
والحائز
عنه جائزة النمر الذهبي في مهرجان لوكارنو، ويعتمد فليجاوف في فيلمه
(الرحم) على
آلية سردية تزاوج بين السرد الدائري والتتابع، فضلا عن إيقاعه
المتوازن في تقديم
أحداثه المختزلة والمتراصة ،وهذا ناجم عن السيناريو المحبوك جيدا والذي
اشترك في
كتابته مع (إليزابيث زاز) وينم عن اهتمام بالغ في عملية خلق الحدث وتطوره
مع إضفاء
شيء من الغرائبية في طبيعة القصة وفتح الباب مشرعا أمام التأويل، إذ يأخذ
الفيلم
بالتنامي تدريجيا والعلاقات تتضح كلما مر وقت الفيلم، وفضلا عن
كل ذلك فقد قدمت
النجمة (ايفا غرين) أداء رائعا يرقى إلى ما قدمته في فيلم بيرناردو
بيرتولوتشي
البارز (الحالمون:1998)، وقد أضفت بهدوئها واتزانها أبعادا كبيرة على شخصية
(ريبيكا)..
وعلى الرغم من موضوعة الفيلم المهمة إلا انه لم ينل حظه في النقد
والتقييم، وقد عرض بانزواء في مهرجان لندن السينمائي العام المنصرم.
المدى العراقية في
29/09/2011
مهرجان الدوحة ترايبكا السينمائي يعلن عن قائمة
الأفلام العالمية المعاصرة
إيلاف / الدوحة
أعلنت مؤسسة الدوحة للأفلام اليوم عن قائمة الأفلام التي ستتنافس في
برنامج الأفلام العالمية المعاصرة ضمن مهرجان الدوحة ترايبكا السينمائي
2011 والذى سيقام من 25-29 أكتوبر، كما أعلنت المؤسسة أن فيلم "ذا لايدي"
للمخرج الفرنسي لوك بيسون سيكون فيلم الليلة الختامية في المهرجان الممتد
على مدار خمسة أيام
فيلم "ذا لايدي" من بطولة ميشيل يوه ودافيد ثويليز ووليام هوب وشاجاك
بونثانكيت، وهو يعد ملحمة شخصية تروي قصة حياة وحب الناشطة السياسية
البورمية أونغ سان سوكي وزواجها مع الكاتب الأكاديمي مايكل آريس متزامناٌ
مع نضالها ضد اضطهاد الحكومة بهدف تثبيت الديمقراطية في نظام بورما
السياسي. حاز الفيلم حاز على تقدير النقاد والمشاهدين على حد سواء بعد عرضه
الأول في مهرجان تورونتو السينمائي الدولي. وسيعرض الفيلم للمرة الأولى في
منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقا خلال مهرجان الدوحة ترايبكا السينمائي.
وفي تعليق للمخرج لوك بيسون حول عرض الفيلم في مهرجان الدوحة "
ترايبيكا " السينمائي قال : "أنا سعيد وفخور لاختيار فيلم "ذا لايدي" ليكون
فيلم الليلة الختامية في مهرجان الدوحة ترايبكا السينمائي، وبذلك سيكون هذا
العرض هو الأول على مستوى منطقة اشرق الأوسط. لقد ألهمتني قصة أونغ سان
سوكي ومعركتها المستمرة من أجل الديمقراطية. أتمنى أن يساعد هذا الفيلم فى
التعرف على قضيتها ونشر صوتها بين المشاهدين في جميع أنحاء العالم".
ويتضمن برنامج الأفلام العالمية المعاصرة في مهرجان الدوحة ترايبكا
السينمائي 2011 أفلاماٌ وثائقية وروائية ، وسيقدم للمشاهدين مجموعة متنوعة
من التجارب السينمائية تتضمن مختلف الأنماط من الدراما والرومانسية
والكوميديا والتشويق والرعب والأفلام الوثائقية المبتكرة. وتطرح هذه
الأفلام القضايا المعاصرة من خلال مناهج سينمائية فريدة.
كما يضم البرنامج فيلم "وهلأ لوين؟" للمخرجة اللبنانية نادين لبكي
الذي حاز على جائزة فرنسوا شاليه في مهرجان كان السينمائي وجائزة اختيار
الجمهور ضمن مهرجان تورنتو السينمائي. كما يضم أفلام جديدة لمخرجين مخضرمين
مثل ميكا كوريسماكي "ماما أفريقيا"، وتاكاشي شيميزو "مضطهد"، وبافيل
بافليكوفسكي "المرأة في الخامس"، بالإضافة إلى أعمال مخرجين ناشئين يقدمون
فيلمهم الأول مثل هرنان بيلون "في العراء" وتولغا كاراشيليك " تُل بوث ".
وتغطي هذه الأفلام مواضيع مختلفة كالحب والفراق، وظاهرة الثقافة الشعبية،
والنزاع السياسي، والهجرة والتعددية الثقافية، ورموز الموسيقا، ومفاهيم
الهوية، والتطور والصناعات المبتكرة.
ومن بين الأفلام المشاركة في البرنامج فيلم بصري صامت بالأسود والأبيض
لميشال هازانافيشيوس، والذي حاز الممثل جان دوجاردين عن دوره على جائزة
"أفضل ممثل" في مهرجان كان السينمائي. وفيلم "ألمانيا" لياسمين سامدريلي
الذي تلقى نقداً إيجابياً بعد عرضه في مهرجان برلين السينمائي 2011.
والفيلم الياباني (مضطهد) للمخرج تاكاشي شيميزو وهو فيلم رعب – كوميدي مصور
بتقنية ثلاثي الأبعاد. والذى تم انتاجه بميزانية قاربت المليون جنيه
استرليني.
وللإشارة فإن المهرجان في العام يسلط الضوء أيضاً على مجموعة من
الأعمال لصانعي الأفلام الوثائقية من مختلف أنحاء العالم. ومنها فيلم "لونغ
ليف ذا أنتيبودس" لفيكتور كوساكوفسكي. وفيلم " كوميك كون الحلقة الرابعة:
أمل معجب " لمورغان سبورلوك والذي يكشف أسرار ثقافة البوب وأحلام المعجبين،
وفيلم "ماما أفريقيا" لميكا كوريسماكي و هو تكريم للمغنية الجنوب أفريقية
الشهيرة ميريم ماكيبا الحائزة على جائزة غرامي.
كما تم ترشيح عدد من الأفلام المتنافسة لتكون الأعمال الرسمية الممثلة
لبلادها في فئة "الأفلام الناطقة باللغة الأجنبية" ضمن جوائز الأوسكار
الثامن والأربعين. وتتضمن هذه الأفلام: "بُل هَد" من بلجيكا، للمخرج مايكل
روكسام الذي حقق نجاح كبير في شباك التذاكر في بلجيكا. و"إعلان حرب" وهو
فيلم درامي اكتسب شهرة كبيرة وهو فيلم درامي يسرد التجربة الشخصية للمخرجة
فالير دوزيلي، بالإضافة إلى فيلم "وهلأ لوين؟" للمخرجة اللبنانية نادين
لبكي.
وفي تعليق لها على قائمة الأفلام المشاركة، قالت المديرة التنفيذية
لمؤسسة الدوحة للأفلام أماندا بالمر والتي تترأس فريق البرمجة: "يهدف كل
مهرجان لاكتشاف المواهب الجديدة والمساهمة في التواصل مابين المشاهدين
وأفكار جديدة لم يروها من قبل. جميع الأفلام تقريباً في هذا البرنامج و هى
عرض أول في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقياو لقد سافر مبرمجو المهرجان
حول العالم بهدف جمع باقة من الأفلام التى تناسب المجتمع المحلي وزوار
المهرجان من الخارج كما أنها تجلب نظرة مختلفة للعالم. لدينا أعمال من
مخرجين مخضرمين ومعروفين، وبالوقت نفسه لدينا تمثيل قوي للجيل القادم من
صناع الأفلام و خاصة النساء مثل نادين لبكي وفاليري دونزيلي وياسمين
سامدريلي. هؤلاء المخرجون الذين يقومون بعرض قضايا هامة كالثقافة والهجرة
والعائلة، بطرق مؤثرة وجديدة".
وأضافت: “نحن سعداء وفخورون باستضافة المخرج العالمي لوك بيسون في قطر
هذا العام، وعرض عمله الأخير "ذا لايدي" الذي يروى بأسلوب رائع حياة
الناشطة السياسية أونغ سان سوكي الحائزة على جائزة نوبل للسلام. هذه المرأة
الملهمة التي استمرت في نضالها بهدف نشر الحرية، تماماً كما تشهده منطقة
الشرق الأوسط التي انطلقت فيها التغييرات السياسية الهائلة بناء على رغبات
شعوبها".
وعلقت لودميلا تشوفيكوفا، رئيسة قسم برمجة الأفلام الدولية بمؤسسة
الدوحة للأفلام قائلة: "الأفلام المتنافسة في برنامج الأفلام العالمية
المعاصرة تشكل فسيفساء ملونة من الأعمال التي تخاطب القضايا المعاصرة،
وتبحث عن تعبير سينمائي فريد. نحن سعداء جداً لأننا تمكنا من جلب هذا الكم
المتنوع من الأفلام الاستثنائية إلى قطر، لتجمع ما بين أفلام التشويق
المليئة بالإثارة مع أفلام الدراما المؤثرة والأفلام الوثائقية المبدعة.
وتناقش هذه الأفلام التي ساهم بصناعتها مجموعة متنوعة من المخرجين، مثل
تاكاشي شيميزو، وبافيل بافليكوفسكي إلى أعمال الجيل الجديد من المخرجين
كنادين لبكي وفاليري دونزيلي، وانتهاءً بمخرج الأفلام الوثائقية العظيم
فيكتور كوساكوفسكي، قضايا غاية في الأهمية كالهجرة والتوترات بين الأديان
وشجاعة الإنسان في وجه الاضطرابات العائلية وطبيعة الحب والفراق في أيام
الاضطرابات السياسية والتغييرات الاجتماعية".
ستتنافس الأفلام المشاركة في برنامج الأفلام العالمية المعاصرة على
أحد جوائز اختيار الجمهور التي تنقسم إلى جائزة أفضل فيلم روائي وأفضل فيلم
وثائقي. سيتسلم الرابحون جائزة نقدية تبلغ 100,000 دولار أمريكي نقداً
إيلاف في
29/09/2011
في دورة تحتفي بالمخرجات العربيات وحقوق الإنسان
الجزائر تتصدر المشاركة المغاربية في مهرجان بغداد
السينمائي
ساسية مسادي
تدخل الجزائر المنافسة الرسمية لمهرجان بغداد السينمائي الدولي بثلاث
أفلام قصيرة في فئة الفيلم القصير للمخرجين الشباب و هي فيلم لن نموت
للمخرجة أمل كتيب، قرقوز لعبد النور زحزاح، و الجزائر غدا لامين سيدي
بومدين و فيلم رحلة إلى الجزائر في منافسة الفيلم الطويل بالمهرجان.
تتسع مساحة المشاركة الجزائرية في مهرجان بغداد السينمائي الذي سيضرب
موعده في الثالث من شهر أكتوبر القادم إلى غاية الـ سادس من نفس الشهر
بمشاركة أكثر من 140 فيلما من 30 دولة أجنبية و عربية .
وإلى جانب الأفلام القصيرة المسجلة في قائمة المنافسة الرسمية للفيلم
القصير، استطاع أربع مخرجين آخرين من الجزائر المشاركة في هذا الحدث
السينمائي، ويتعلق الأمر بـفيلم رجل أمام المرآة للمخرج زكريا سعيداني، يوم
ما في الجزائر لـ رؤوف بينيا، رسالة الجدار من إخراج حيمر مراد، والفيلم
مماطلة وهو من إنتاج جزائري وإخراج الفرنسي اتيان كاليب.
تضاف الأفلام القصيرة السبعة إلى الفيلم الروائي رحلة إلى الجزائر
للمخرج عبد الكريم بهلول الذي يمثل الجزائر في المسابقة الرسمية في فئة
الفيلم الروائي الطويل، والذي سيتنافس أمام الكثير من الأعمال الغربية
المميزة على غرار الفيلم البلجيكي "22 ماي" للمخرج كوين مورتييه الذي يتحدث
عن العمليات الإرهابية، حيث يحتضن مهرجان بغداد العرض الأول للفيلم في
العالم العربي والذي يتزامن مع عرضه في دور السينما الأوربية بعد مشاركته
مباشرة في مهرجان تورنتو . الى جانب الفليم الاماني التركي "مطبخ الروح "
للمخرج فاتح آكين .
كما سيحتضن المهرجان العرض الأول للفيلم المصري "18 يوم" والذي ساهم
في إخراجه عشرة مخرجين عن أحداث الثورة المصرية من خلال عشرة أفلام قصيرة
عبرت عن عشرة وجهات نظر من أحداث الثورة المصرية.
وتسجل الجزائر حضورا مهما في هذه الفعالية السينمائية مقارنة بمساحة
الدول المغاربية الأخرى، حيث اقتصرت دولة المغرب على ثلاثة أفلام قصيرة، هي
فيلم نحو حياة جديدة للمخرج عبد اللطيف امجكاك، وفيلم الرصاصة الأخيرة
لأسماء المدير وفيلم "زهرة الكرستال" لمريم لوسان. وتشارك تونس بفيلم قصير
يحمل عنوان "الحيرة" للمخرجة نجوى ليمام سلامة، والفيلم الوثائقي "الحب
والموت " من إنتاج بريطاني وإخراج التونسي جمال دلالي.
وتمت برمجة ثلاثة أفلام وثائقية في مسابقة الأعمال الوثائقية، تحمل
هذه الاعمال هم القضية وتسلط الضوء عن معاناة الشعب الفلسطيني، ويتعلق
الأمر بفيلم غزستروف فلسطين للمخرجين سمير عبد الله وخير الدين مبروك،
وفيلم غزة للمخرج المكسيكي ايرفينغ اوريبي نارس وفيلم فتافيت ركام للمخرج
الفلسطيني عبد الرحمن الحمران.
هذا وتحتل السينما الخليجية حصة الأسد في المهرجان من خلال تسجيل
مشاركة 21 فيلماً من الإمارات العربية المتّحدة، المملكة العربية
السعودية،البحرين، عُمان، قطر، الكويت، اليمن والعراق. حيث ستتنافس سبعة من
هذه الأفلام في المسابقة الرسمية لمهرجان بغداد السينمائي الدولي، إضافة
إلى ثلاثة أعمال تتنافس ضمن مسابقة مخرجات من العالم العربي. إلى جانب ذلك
تحضر دولة لبنان بأعمال سينمائية تتحدث عن الحرب الأهلية منها فيلم "ملاكي"
للمخرج خليل زعرور، وفيلم بالروح بالدم للمخرجة كاتيا جرجورة.
واستحدثت إدارة المهرجان فقرات جديدة ضمن البرنامج العام للقاء
السينمائي، منها محطة "سينمائيات عربيات"، حيث يحتفي المهرجان بأعمال 24
مخرجة سينمائية عربية من ست دول عربية هي الجزائر، مصر، لبنان، العراق،
تونس، المغرب. وتنطلق المبادرة ابتداء من دورة هذا العام وتستمر في باقي
دورات المهرجان على حد قول محافظ المهرجان الدكتور طاهر علوان الذي اعتبر
في بيان للمهرجان "أن المبادرة تهدف إلى دعم المرأة المخرجة السينمائية من
المحيط إلى الخليج بكل الطرق والوسائل المتاحة". إضافة إلى القسم الخاص
بأفلام حقوق الإنسان. والذي يهدف إلى تحقيق فهم أفضل فيما يخص مفاهيم
العدالة والأمن والحرية للمجتمعات والأفراد سواء في العراق أو العالم
العربي وخارجه.
أدب فن في
29/09/2011 |