هي واحدة من أقوى فنانات جيلها بحكم موهبتها وحضورها على الساحة
الفنية والسينمائية تحديدا، حيث عرض لها في الموسم الصيفي فيلم “إذاعة حب”،
وفي عيد الفطر فيلم “بيبو وبشير” الذي وضعت خلاله نفسها في قالب الفنانات
القادرات على الأداء الكوميدي . إنها الفنانة الشابة منة شلبي التي تخوض
تجربة سينمائية جديدة مع المخرج يسري نصر الله في فيلم “ريم ومحمود
وفاطمة”، وفي هذا الحوار معها تتحدث عن آخر أفلامها ومشاريعها المقبلة .
·
ماذا جذبك في شخصية “بيبو” خلال
فيلمك الأخير “بيبو وبشير”؟
الشخصية تشبهني إلى حد كبير وأنا أعيش هذه الحالة في حياتي الخاصة
وبعض زملائي وأصدقائي من الأولاد يعتبرونني مثلهم “فتاة مسترجلة” كما
يقولون، وقد أردت أن أغير في شكل أدواري لأن “بيبو” مختلفة عن دوري في فيلم
“إذاعة حب” .
·
هل أردت أن تثبتي أنك فنانة
كوميدية؟
لا يمكن أن أدعي ذلك فأنا لست كوميديانة لكنه فيلم خفيف وحالة تنبع
الكوميديا فيها من المواقف وليس من الإيفيهات فأنا أكره الكوميديا التي
تستفز المشاعر والفنان الذي يستظرف نفسه ويظل طوال العمل يلقي إيفيهات
وكأنه مونولوجست .
·
بصراحة هل قبلت العمل كونك الاسم
الأول فيه ليضعك في منطقة البطولات المختلفة؟
لا أفكر من هذا المنطلق ولا أخطط لأكون بطلة أو نجمة، بل أجتهد لتقديم
أعمال تصل إلى الجمهور الذي يحبني، ومعياري في الاختيار هو السيناريو الجيد
والجديد الذي يقدمني في صورة جديدة .
·
لم يحقق فيلم “إذاعة حب” إيرادات
جديدة في الموسم الصيفي وكذلك فيلم “بيبو وبشير” في عيد الفطر، هل يضايقك
هذا؟
على الإطلاق فأنا لا تعنيني مسألة الإيرادات أبداً ولا أراها معيار
جودة الأفلام، فبقاء أي عمل سينمائي مرهون بجودته وقيمته ورسالته، ودائماً
أشفق على زملائي الذين يضعون مسألة الإيرادات في حساباتهم بشكل مُرض .
·
لكنها معيار نجاح الفيلم لدى
الجمهور؟
ربما في المدى القصير ولكن الأفلام التي تحقق النجاح الفني ويحترمها
النقاد والجمهور الواعي قد لا تحقق إيرادات كثيرة في وقت ضيق، وهناك أفلام
تنجح بعد العرض التلفزيوني أكثر .
·
بعد تجربة مسلسل “حرب الجواسيس”
هل قررت الابتعاد عن الدراما التلفزيونية؟
أبدا، لأن نجاح “حرب الجواسيس” شجعني على البحث عن نجاح جديد في
التلفزيون، وكان هناك مشروع مسلسل جديد لرمضان الفائت لكنه تأجل بسبب
الظروف السياسية في مصر والوطن العربي، وإن شاء الله أقدمه في العام المقبل
وربما هذا التأجيل جاء في صالحي حتى يشتاق إليّ الجمهور .
·
ماذا أغراك في العمل في فيلم
“ريم ومحمود وفاطمة” الذي يصور حالياً؟
لأنه عمل مختلف ومع فنان موهوب هو باسم سمرة ومخرج كنت أحلم بالعمل
معه هو يسري نصر الله الذي أستفيد منه كل يوم شيئاً جديداً .
·
هل هو اشتياق لمدرسة يوسف شاهين
الذي قدمت معه فيلم “هي فوضى”؟
يسري نصر الله ينتمي إلى مدرسة يوسف شاهين لكنه مختلف عنه تماماً، وقد
استقل بفكره السينمائي، وهو يقدم سينما مختلفة عن السائد ويصدق ما يقدمه
ويتوحد معه ويعلم الممثل الذي يعمل معه أن يحب ما يفعله ويصدقه أيضاً .
·
أفلام يسري نصر الله قد لا تحقق
النجاح الجماهيري ويطلق عليها في الغالب أفلام مهرجانات، هل تغريك هذه
المدرسة؟
شرف لي أن أقدم فيلماً مع يسري نصر الله وأن يعرض في مهرجان دولي،
وأنا كفنانة أحتاج إلى كل المدارس السينمائية لأتعلم منها وطبيعي أن يكون
في رصيدي أفلام بهذه القيمة .
·
هل تتصورين أن السينما المصرية
سوف تتأثر إيجاباً بالثورة والتغييرات السينمائية بعد 25 يناير؟
أتمنى ذلك وأتصور أن الأوضاع سوف تصبح أفضل في المستقبل، لكن على
المدى القصير هناك فريق يستعجل الأمور ويريد استغلال الثورة في أفلام
وأعمال فنية وهذا قد يضر ولا ينتج فناً صادقاً ومدروساً، وهناك فريق يستسهل
الأمور ويبتعد عن السياسة والثورة ويقدم سينما خفيفة من منطلق أن الجمهور
يعاني الضغط والكبت ويريد أن يتسلى ويضحك، والنتيجة سينما ترفيهية خفيفة
منها الجيد ومنها السيئ.
الخليج الإماراتية في
28/09/2011
الجيل الجديد فرض سطوته على
الدراما
النجوم الشباب قادمون
القاهرة - حسام عباس:
وضح جلياً في دراما رمضان الفائت أن جيلاً جديداً يزحف بقوة للسيطرة
على مقاليد فن الدراما التلفزيونية في السنوات القليلة المقبلة، ليس فقط
على مستوى التمثيل ولكن أيضاً على مستوى التأليف والإخراج . حيث برز أكثر
من اسم جديد في ساحة التمثيل مبشرين بظهور جيل من نجوم الصف الأول ومع ذلك
برز جيل جديد من الكتاب كانت لهم بصماتهم المهمة في أعمال قوية، وقدم أكثر
من مخرج جديد أوراق اعتماده في أعمال مميزة، لنطمئن على ظهور نجوم يواصلون
مسيرة الأسماء القديمة التي سيطرت على مدى 3 عقود فائتة على ساحة الدراما
التلفزيونية، أمثال أسامة أنور عكاشة ومحفوظ عبد الرحمن ومصطفى محرم ومحمد
صفاء عامر وإسماعيل عبد الحافظ ومحمد فاضل ومجدي أبو عميرة وانعام محمد علي
وجمال عبد الحميد، وان ظلت بعض هذه الأسماء موجودة بخبرتها وإبداعها .
من أبرز الأعمال الرمضانية التي وضحت عليها بقوة بصمة الجيل الجديد من
المبدعين مسلسل “دوران شبرا”، وهو العمل الأول للمؤلف الشاب عمرو الدالي
وقد أشاد العديد من الكتاب والنقاد بمستوى الحرفية في طرح شخوص العمل
وتضمينه شكلاً من الإبداع في صياغة السيناريو البعيد عن الملل والتكرار،
وقد تصدى لإخراج المسلسل المخرج السينمائي خالد الحجر في أول تجربة
تلفزيونية له بعد سلسلة من التجارب السينمائية المميزة، وشارك في بطولة
العمل مجموعة مميزة من النجوم الشباب في مقدمتهم هيثم أحمد زكي ومحمد رمضان
وهاني عادل ونبيل عيسى وحورية فرغلي .
وقد غامرت النجمة حنان ترك بتقديم مسلسلها “نونة المأذونة” هذا العام
مع مجموعة من الوجوه الشابة أمثال وائل علي وعمرو عبد العزيز ورامي غيط،
واستعانت بالمخرجة منال الصيفي في أول تجربة تلفزيونية لها .
وإذا كان مسلسل “خاتم سليمان” للنجم خالد الصاوي ورانيا فريد شوقي قد
صنف كأحد أهم الأعمال الدرامية هذا العام، فهو للكاتب محمد الحناوي . وقد
قدم أيضاً المسلسل الذي أخرجه أحمد عبد الحميد الفنانة التونسية فريال يوسف
كوجه صاعد مؤهل للبطولات الأولى في السنوات القليلة المقبلة .
ومحمد الحناوي هو ايضا مؤلف مسلسل “وادي الملوك” الذي كتب له الحوار
الشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودي وكانت البطولة فيه لصابرين وسمية الخشاب
ومجدي كامل والإخراج لحسني صالح الذي ثبت قدميه كواحد من المخرجين الواعدين
في ساحة الدراما التلفزيونية بعدما قدم “الرحايا” لنور الشريف و”شيخ العرب
همام” ليحيى الفخراني في العامين الماضيين .
يعد مسلسل “المواطن اكس” الذي نال الاحترام من الجمهور والنقاد من
أبرز الأعمال التي تؤكد شعار “الشباب قادمون”، حيث تصدى لبطولته فريق من
الأسماء الجديد الشابة منهم محمود عبد المغني واروى جودة ويوسف الشريف
وعمرو يوسف وإياد نصار والتأليف لمحمد ناير في أبرز تجاربه في الكتابة
التلفزيونية بعد تجارب سينمائية محدودة، والإخراج لكل من عثمان أبو لبن
القادم من ساحة السينما، وكذلك محمد بكير الذي شاركه إخراج العمل وهو قادم
من ساحة أغاني الفيديو كليب .
ينطبق الحال على مسلسل “إحنا الطلبة” الذي يعد بطولة شبابية “خالصة”،
وقد ضم كلا من محمد نجاتي وأحمد فلوكس ومحمود رمضان وريم البارودي وأحمد
سعد ودينا عبد العزيز، والتأليف لأحمد عيسى، وخلاله خاض المخرج أيمن مكرم
أولى تجاربه التلفزيونية .
وقد تصدت لتقديم قصة حياة الفنانة الكبيرة صباح في حياتها المطربة
اللبنانية كارول سماحة في أول تجربة تلفزيونية لها بمشاركة المخرج الشاب
أحمد شفيق الذي يتحسس طريقه في ساحة الدراما التلفزيونية هو الآخر .
كعادته غامر النجم تامر حسني بتقديم تجربته التلفزيونية الأولى مع
وجوه شابة على مستويات عدة ليس فقط في التمثيل حيث استعان بتوأمه الفني مي
عز الدين ومعها درة وأحمد زاهر بل في الكتابة أيضاً حيث يعد مسلسل “آدم”
التجربة الأولى في الإخراج لمحمد سامي مخرج أغاني الفيديو كليب، والتجربة
الثانية في الكتابة التلفزيونية لأحمد محمود أبو زيد بعد تجربة “العار” في
العام الماضي .
كذلك غامر النجم محمد هنيدي في تجربته الأولى في التلفزيون كبطل أول
خلال مسلسل “مسيو رمضان مبروك” واستعان بالفنانة الشابة نسرين إمام لتكون
البطلة الأولى أمامه، وكذلك استعان بالمخرج سامح عبد العزيز الذي قدم
مسلسله الثاني في ساحة الدراما بعد تجربة “الحارة” في العام الماضي .
وإذا كان مسلسل “الريان” قد أكد نجومية الفنان باسم سمرة في دور شقيق
أحمد الريان الأكبر “خالد صالح”، فإنه ثبت قدمي المؤلف حازم الحديدي الذي
قدم قبل ذلك مسلسل “حكايات بنعيشها” للنجمة ليلى علوي .
وقد واصل النجم أحمد مكي نجاحه خلال الجزء الثاني من مسلسل “الكبير
قوي” هذا العام بمساعدة الشباب من الجيل الجديد على مستوى الكتابة ومع
المخرج الشاب أحمد الجندي .
مسلسل “كيد النسا” لكل من فيفي عبده وسمية الخشاب وأحمد بدير حقق نسبة
مشاهدة عالية وقدم للدراما كاتباً جديداً هو حسين مصطفى محرم ابن الكاتب
الكبير مصطفى محرم .
وفي مسلسل “شارع عبد العزيز” تأكدت نجومية الفنان عمرو سعد في ساحة
الدراما التلفزيونية ولفت الأنظار لكاتبه أسامة نور الدين والمخرج أحمد
يسري الذي يخطو في بداية مشواره في ساحة الدراما بعد مشوار مع أغاني
الفيديو كليب وتجارب سينمائية محدودة .
الخليج الإماراتية في
28/09/2011
يستعد للمنافسة في مهرجان أبوظبي
السينمائي
"أحلام
بالأرز" المذاق واحد والأهداف
متعددة
العين - عزة سند:
انتهى فريق عمل فيلم “أحلام بالأرز” من تصوير جميع مشاهده تمهيداً
للدخول في المنافسة ضمن عروض مهرجان أبوظبي السينمائي ،2011 وهو من بطولة
هدى الغانم ومنصور الفيلي وسلامة المزروعي وخالد النعيمي ومجموعة من
الممثلين، وكتبه ياسر النيادي فيما تتولى هناء الشاطري مهمة الإخراج .
العمل درامي اجتماعي تصل مدة عرضه إلى 31 دقيقة، ويتعرض في نظرة فلسفية
عميقة لدور الأرز كأهم غذاء على مائدة الأسرة الإماراتية، في تشكيل واقع
وأحلام كل فرد من أفراد عائلة يعيش كل منها في عالم مختلف وإن التقوا
جميعاً تحت سقف واحد حول مائدة طعام واحدة .
الفيلم بتمويل ذاتي من المشاركين به، إلا أن ثمة من ساهم في إنتاجه
بشكل تطوعي دعماً للإبداع الفني الذي يقدمه جيل سينمائي يحمل أفكاراً
وتكنيكاً مختلفاً وجديداً، وهما شركتا “ظبي” للأفلام و”الصوت النقي”
للإنتاج الفني .
تدور أحداث الفيلم حول مجموعة من الأفراد الذين ينتمون لأسرة واحدة
إلا أن كلاً منهم يعيش في واقع وحلم مختلف، ولا يوجد رابط بينهم سوى الأرز،
الذي يمثل لكل منهم شيئاً مختلفاً في دلالة عميقة على أهمية هذا العنصر
الغذائي وتعدد استخداماته ونظرة أفراد المجتمع الإماراتي له .
وفي جولتنا هذه التقينا طاقم العمل أثناء التصوير تقول الفنانة هدى
الغانم، سعدت كثيراً لمشاركتي هذا الكادر الشاب من الممثلين والمنتجين، ولا
يوجد لدي أدنى مانع في التعاون مع شباب لا يزال يشق طريقه ويحمل فكراً
مختلفاً، فقد تعلمت منهم وتعلموا مني لاسيما مع المؤلف والمخرج ياسر
النيادي، وهم يتمتعون بفكر منفتح، ولا أنكر أن ثمة أموراً كثيرة كان من
الممكن ألا أنتبه إليها بينما هم لا يفوتونها بما يحملونه من حماس وحب
للعمل وإتقان للأداء .
تضيف هدى: لقد أعجبتني قصة الفيلم وتحمست لمشاركتهم العمل وأداء شخصية
الأم التي تحمل الكثير من الصراعات، وتتبعها نفسياً خيانة ابنتها لها
وكذبها وإيهامها بأنها جنين في أحشائها، في الوقت الذي كانت تربط فيه حول
بطنها كيساً من الأرز، إضافة إلى مجموعة أخرى متوالية من الصراعات والأحداث
التي تجسدها الشخصية طوال الفيلم، وتربط بين أحداثه .
الفنان منصور الفيلي يقول: جذبتني شخصية المخرج الذي يتعامل مع الفنان
الشاب “ عبدالله” بأسلوب جاف خلال اختبار الأداء ضمن أحداث الفيلم، ولكنه
في النهاية يعمل على دق ناقوس خطر بأسلوب فني فلسفي مملوء بالرموز ليحاول
أن يوقظ جيلاً، وتتلخص الفكرة في دور المخرج الذي يقوم يجري اختبار تمثيل
لشاب جديد وهاوٍ للتمثيل، إلا أن هذا الشاب يخفق مرات عدة ويرتبك أمامه
فيقول له المخرج عبارة عميقة في مغزاها “أنتم جيل لا تتعدى نظرتكم للأرز
ملء بطونكم”، في إشارة إلى ضرورة الانتقال من السلبية والاستهلاك إلى
الإنتاج والعمل وبذل الكثير من الجهد للوصول إلى تحقيق الأحلام .
يتابع الفيلي: أحمل تعاطفاً خاصاً مع جيل المبدعين من الشباب لذلك لم
أتردد في مشاركتهم هذا الفيلم الذي أتوقع أن يحصل على جائزة في المهرجان
بإذن الله، لاسيما أن فكرته جديدة وتمت معالجتها بشكل مختلف، وأتمنى أن يصل
مكنون الشخصية التي جسدتها للمشاهد بسهولة، وأحب أن أشيد بجهد المؤلف
والمخرج الشاب ياسر النيادي وحماسه وأتوقع له مستقبلاً جيداً .
يتحدث الممثل خالد النعيمي عن دوره في “أحلام الأرز” بقوله: أقوم
بأداء شخصية “نعيم” ذلك العامل الذي يكرهه المشاهد في البداية إلا أنه
يتعاطف معه نهاية الفيلم، فهو يقوم كل صباح بتوصيل الحليب من المزرعة
للأسرة كما يبيع السمن لحسابهم في السوق أيضاً، بينما يعمل في مزرعتهم
القريبة، ويستغل شغف طفلتين من أبناء الأسرة بتربية الحمام، فيبتزهم
مادياً، وحينما ترغبان في الحصول على الحمام الذي قامتا بتربيته في المزرعة
فإنه يطلب منهما مالاً وإذ لم يكفه المال يطلب منهما غزل عقد من حبات الأرز
مقابل تسليمهما الحمام، وبعد أن تنجح الفتاتان في ذلك بعد جهد كبير، فإنه
يقوم بمحاولة إهداء هذا العقد لفتاة حسناء تعمل في محل للحلوى معتقداً أنها
تبادله مشاعر الحب، إلا أنه يفاجأ في اليوم نفسه الذي يذهب لتقديمه إليها
بأنها، تتهيأ للقاء حبيبها الذي ينتمي إلى طبقتها، ويصدم وهنا يتعاطف معه
الجمهور .
يواصل النعيمي: لقد أحببت هذا الدور كثيراً وهو جديد عليّ ويحمل
الكثير من الصراعات النفسية والمشاعر المتضاربة والانفعالات النفسية، حيث
بينت أن العامل البسيط لا تقتصر حياته على العمل فقط بل إن له عالمه الخاص
وأحلامه ومشاعره أيضاً على قدم المساواة مع الآخرين، إلا أن رؤية المؤلف
أبت إلا أن تحقق حلمه في الارتباط بمن تتفوق عليه طبقياً في المجتمع .
أما شخصية “عبدالله” الشاب الحالم الذي يتطلع لعالم الفن والتمثيل
فقام بتجسيدها الوجه الجديد عبدالله الحميري عبر نظرة فلسفية عميقة للأمور
فيقول: تلك هي تجربتي الثانيه بعد فيلم “بين عالمين” مع المخرج ثابت
النعولي، وعبر هذه الشخصية أوضح الكثير من المفاهيم التي أسعى لتوصيلها
للمشاهد عبر تجسيد رؤية مؤلف الفيلم ومخرجيه، وهي شخصية الشاب عبدالله الذي
يقدم الكثير من التضحيات في سبيل وصوله إلى الفن وتحقيق أحلامه في الشهرة
والمجد، فينفصل عن عالمه ومحيطه الأسري، ولا يفكر إلا في مستقبله الفني إلا
أنه يصاب بخيبة الأمل حينما يواجه الواقع الذي يجده يختلف عن خياله ويتبخر
حلم التمثيل حيث يكتشف أن حلم السعادة في إسعاد الآخرين، وبالطبع للأرز دور
كبير في تلك الأحلام حيث يجد نفسه سبباً في إسعاد شقيقتيه التوأم اللتين
قدمتا الأرز للحمام فتسببتا في موته، فقام بتعويضهما عن هذا الحمام بغيره
في نهاية الفيلم .
يستطرد عبدالله: هذا الشاب يجسد واقع الكثير من الشباب الذين يسرعون
إلى الوسط الفني بهدف النجومية من دون التفكير في ضرورة بذل الجهد
والتضحيات من أجل الوصول، أديت الشخصية بعمق محاولاً كذلك تجسيد معاناة
الممثل وما يتعرض له من إهانات أحياناً في سبيل الوصول إلى حلمه .
وتتحدث الفنانة سلامة المزروعي عن دورها في الفيلم بكثير من الشغف
فتقول: قمت بدور الابنة التي تخدع والدتها وجميع المحيطين بها، فتدعي بأنها
حامل خوفاً من ضغوط المجتمع التي تطالبها بالانفصال عن زوجها الذي تحبه
طالما أنهما لم يزرقا بالأبناء، وفي سبيل ذلك لا تتردد في ادعاء كاذب بأنها
تسقط حملها في حيلة دفاعية عن زواجها، إلا أن أمرها ينكشف من جانب الأم
التي لا تعرضها للمواجهة في الوقت الذي تصاب فيه بالصدمة الشديدة لإخفاء
ابنتها عليها مثل هذا الخبر .
تضيف سلامة: أدائي في هذا العمل يتميز بطابع مختلف كونه مع طاقم شاب
يحمل فكراً متميزاً وطموحاً كبيراً رغم ضعف الإمكانيات والتمويل، لكنهم
يحملون إرادة جبارة لتقديم فن راق، لذا أعتبرها تجربة رائعة، وفكرة الفيلم
تبدو في البداية بسيطة إلا أنها فعلياً يمكن أن توصف بالسهل الممتنع،
لعمقها ونظرتها الفلسفية نوعاً ما .
من جانبه يتحدث الفنان سيف البلوشي عن دوره في الفيلم قائلاً: جسدت في
هذا الفيلم دور زوج الابنة، حيث قمنا بالتحايل على أفراد الأسرة بإيهامهم
بأنها حامل، وأعتبرها فرصتي الأولى في السينما حيث كانت لي تجارب سابقة في
المسرح والتلفزيون والإذاعة، ولم يقصر المخرج ياسر النيادي والمخرجة هناء
الشاطري في إمدادي بالإردشادات التي تؤهلني للعمل السينمائي، وقد كانت
تجربة ثرية وهادئة وكونت من خلالها خبرة جديدة أعتز بها .
والتوأمتان صفا ومروة الريامي، أثبتتا وجودهما في الساحة الفنية عبر
العديد من المشاركات المجتمعية والفنية، إلا أنهما في هذا الفيلم أظهرتا
قدرات خاصة . تقول صفا: لقد كان دورنا في الفيلم مملوءاً بالمغامرات
والتحديات وتطلب المزيد من الجهد عما كنا نقدمه في الماضي، وأدينا دورين
مختلفين رغم أننا توأمتان .
بدورها تتحدث مروة: لقد قمنا بدور طفلتين ضمن نطاق الأسرة، إلا أنهما
تحملان سمات مختلفة فإحداهما جريئة والأخرى خجول وناعمة، وقد تبنتا حلماً
وأصرتا على تحقيقه إلا أن الأرز يلعب معهما دورين مختلفين فهو في البداية
كان وسيلتهما للوصول إلى الحمام الذي يربيانه من دون علم والدتهما، وكان
سبباً في موت الحمام الذي تعبتا في تربيته واستعادته من عامل المزرعة، ونحن
سعيدتان لأننا قدمنا شكلاً جديداً نطل من خلاله على الجمهور ونتمنى أن يحظى
الفيلم بإعجاب مشاهديه .
إبراهيم المرزوقي مدير مجموعة “ظبي للأفلام” وأحد المشاركين في إنتاج
ودعم الفيلم بشكل تطوعي يقول: نحن مجموعة إنتاجية هاوية نتكون من سبعة شباب
من خريجي جامعة الإمارات أنشأنا شركة للإنتاج ولا تزال في طور التسجيل
الرسمي، وعلى ذلك قررنا مساعدة فريق العمل في هذا الفيلم بما نملكه من
أدوات فنية وتقنية وتسخيرها لإتمام العمل من دون مقابل، وذلك لعدة أهداف،
أحدها الرغبة الحقيقية في مساعدة طاقم العمل والمضي قدماً في سبيل إنهاء
الفيلم والتقدم به للمهرجان، والأمر الثاني رغبتنا في تدريب طاقم المجموعة
وتطوير مستوى مصوريه وفنييه، ولابد من خوض تجارب لتحسين أداء المجموعة، ومن
هنا فإننا نتيح إمكانياتنا للمبتدئين شرط جودة السيناريو ومهنية العاملين
فيه وطاقمه الفني والإخراجي .
المخرجة هناء الشاطري تتحدث عن كيمياء فنية تربطها بالمخرج ياسر
النيادي، تجعلهما يتحدان في الرؤية الإخراجية للعمل وتخطي الكثير من الصعاب
في سبيل إخراجه بالشكل المطلوب، وتقول: تلك هي التجربة الثانية لي في
الإخراج المشترك مع ياسر النيادي، ولا أنكر أنني تخوفت من هذه التجربة خاصة
حينما يأتي النص من عند المخرج، فذلك يعني أنه قدم العمل مكتملاً برؤيته
ونصه، ولكن اختلف الأمر هنا حيث يتمتع ياسر بمرونة كبيرة وكنا نبحث معاً عن
أفضل وسيلة للتعبير عن رؤية المؤلف، وكانت لي إضافات ووجهات نظر كثيرة وافق
عليها وتحمس لها ياسر ولم يتمسك برؤيته طالما أن التشاور يدعم العمل
ويقويه، لذا كان الفيلم سفينة بربانين ولكنها لم تغرق بل وصلت إلى بر
الأمان .
تتابع هناء: في ما يخص الرؤية الإخراجية التي سعينا لتوصيلها في
الفيلم: العيش عندنا هو رمز الحياة ويختلف بين مجتمع وآخر، علماً أننا في
مجتمعنا نطلق على الأرز “العيش”، لذلك سعينا لتوضيح رؤية كل شخصيات الفيلم
وشخوصه لهذا الأرز، كل يفكر فيه بطريقته الخاصة ووفق أحلامه، وفي الوقت
نفسه فإن هذا الرمز، أو الأرز بمعنى أوضح، يعمل على تحقيق أمنيات أناس
ويخيب أمنيات آخرين، وهو مفتاح السر لكل واحد داخل الأسرة الواحدة، وأخذنا
تلك الفكرة وأبرزناها من ناحية فنية جمالية مثل الإضاءة والحركة والظلال
وغيرها، ورغم إمكانياتنا القليلة إلا أن أصحاب الخبرة مشكورين لم يترددوا
في دعمنا بالمشاركة في التمثيل .
وعن أهم الصعوبات التي واجهتهم أثناء التصوير تقول هناء: لعله القيظ
الشديد خاصة أننا كنا نصور في أوقات الظهيرة في مواقع خارجية صحراوية
ونسابق الزمن للانتهاء من الفيلم . أما التحدي الآخر فيتمثل في الدعم
المحدود الذي حظي به الفيلم إلا من شركتين هما “ظبي للأفلام” التي أمدتنا
بالمعدات كافة والدعم الفني بلا مقابل، أما شركة “الصوت النقي” للانتاج
الفني فقد قدمت لنا الاستديوهات وبقية المعدات اللازمة للانتهاء من العمل،
ولابد من توجيه الشكر لكل من دعمنا من طاقم تمثيلي وفني وإنتاجي وإخراجي .
مؤلف الفيلم ومخرجه ياسر النيادي يشرح أبعاد قصته ومغزاها فيقول: تدور
الأحداث داخل أسرة واحدة وعلى مدى يوم واحد، وتتكون من أم وابنها المتزوجة
التي تأتي في هذا اليوم لزيارتها، إضافة إلى الطفلتين التوأم، وعبر أحداث
الفيلم تستيقظ الأم للتحضير لوليمة تعدها لأبنائها وتدعو ابنتها المتزوجة،
وتتوالى تفاصيل اليوم وحكايات الشخصيات .
يضيف: الفيلم دراما اجتماعية تسلط الضوء على الأرز في حياتنا كقيمة
ولكن بنظرة أعمق من مجرد وجوده في وعاء للطعام، حاولت إبراز دوره في حياتنا
ومجتمعنا من خلال أدوار عدة يقوم بتقديمها لأفراد المجتمع مجسدين بتلك
الأسرة، حيث تجمعهم مائدة الطعام إلا أنهم يختلفون تماماً في أحلامهم ولكن
ثمة خيطاً واحداً يربط بينهم هو الأرز، فالأم تقوم بإعداده للطعام، والابنة
تستخدمه لتخدع به أمها وتوهمها بأنها حامل حماية لزواجها من ضغوط الأسرة،
والابن يتعرض للأرز في أحد المشاهد التمثيلية باعتباره رمزاً للمطر والخير،
إلا أنه يفشل في إشارة لتحطم أحلامه، والطفلتان كان الأرز وسيلتهما
لاستعادة الحمام من عامل المزرعة الذي يبتزهما والذي قامتا بتربيته في
المزرعة من دون علم والدتهما، كما كان الأرز أيضاً سبباً في موت حمامهما،
كما كان سبباً آخر في تقرب أخيهما لأول مرة ليشعر بهموم من حوله ويحاول
إسعادهما، الأرز أيضاً قام بدور في حياة عامل المزرعة الذي أحب فتاة أجنبية
وحاول تقديم هدية عبارة عن عقد من الأرز لها .
وعن المشاركة في إخراج عمل واحد مع مخرج آخر يعلق النيادي: للمرة
الثانية أتعاون مع هناء الشاطري، بعد فيلم “لال” الذي شارك في مهرجانات
عدة، وقد حققت هناء تفاهماً كبيراً شجعني على تكرار التجربة حيث تتحدد
أساليبنا لإبراز الرؤية الإخراجية ولم أمانع في تعديل ما يمكن تعديله
فالمهم هو أن يخرج العمل بأكمل صورة ممكنة .
يتابع ياسر النيادي: ضم الفيلم العديد من الوجوه الجديدة وأشيد
بالطفلتين صفا ومروة الريامي لتجسيدهما دورين مختلفين عن مشاركاتهما
السابقة، تحمل الكثير من المشاعر المعقدة والجرأة وأتمنى أن يتقبل الجمهور
الوجه الجديد عبدالله الحميري .
أما عن الصعوبات فيعلق: “بالتأكيد تمثلت في عدم وجود تمويل للفيلم،
باستثناء ما قدمته شركتا “ظبي للأفلام” و”الصوت النقي” للإنتاج، نحن نعاني
مشكلة عدم وجود منتج فيلم درامي فالنظرة الربحية طغت على الأمور بشكل كبير
خاصة في ما يتعلق بفيلم قصير، وهو ما دفعنا لأن نلجأ لشباب الفنانين
والإنفاق من ميزانياتنا الخاصة، إضافة إلى الدعم الفني وأشكر هنا إبراهيم
المرزوقي بشكل خاص كونه كرّس وقته وأدواته ولم يقصر تجاهنا إيماناً
بموهبتنا، وكذلك المصور عبدالله الهورة، والمونتير علي المرزوقي.
الخليج الإماراتية في
28/09/2011 |