من لا يعرف بشير الديك يعرف جيدا مواقفه الواضحة ضد الفساد
والتلون التى ظهرت من خلال جميع أعماله التى تكاد تكون تنبأت بالأحداث التى
نعيشها
الآن مثل ناجى العلى وضد الحكومة، وأخيرا الكبار وغيرها من
أعمال عبر بها بشير
الديك عن الرغبة فى الثورة على الفساد وكيف نكون فاسدين بمجرد الصمت عليه
وعدم
المحاولة فى التغيير، وعبر عن سعادته بالثورة المجيدة وسعادته بأن يعيش هذا
الإحساس
مرتين وأكد لنا تفاؤله بالمرحلة التى نعيشها وأن مصر ستشهد أزهى عصورها بعد
التخلص
من الطاغية وسطوة جهازه الأمنى المنحل.
وقال لنا إن رجال أمن الدولة مازالوا بيننا ومازال لديهم السلطة
والنفوذ وما حدث هو مجرد تغيير فى الاسم فقط وبعضهم يحاكم صباحا ويعود إلى
مكتبه فى
نفس اليوم وبعضهم مازال يدافع عن مكانه بضراوة وأمن الدولة كان
موجودا فى عهد
المخلوع ، وكان يلون حياتنا كلها من الألف إلى الياء، فحتى أساتذة الجامعات
كان يتم
اختيارهم من قبلهم ويتدخلون فى كل شىء فى حياتنا وفيلمى الجديد «تحت
السيطرة»
يتناول حادثة واقعية حدثت فى التسعينيات أثناء محاولات للجماعات الإرهابية
لاغتيال
أحد الوزراء ومحاولات عديدة لشخصيات عامة مثل حسن الألفى، والنبوى إسماعيل
ومكرم
محمد أحمد وكان هناك وقتها هلع أمنى، وفيلمى الجديد تحت
السيطرة يتناول هذه الفترة
والسؤال الذى أطرحه من خلاله هو إلى أى مدى مسموح للأمن أن يتعامل مع
المدنيين
الأبرياء؟
·
ما هى مشاكل هذا الجهاز التى أدت
إلى انهياره، وهل ما
حدث الآن هو مجرد تغيير فى الاسم فقط ؟
هذا الجهاز أفسد الحياة
بسبب ممارسته البشعة بسبب سطوته وسلطته المطلقة وهذه السطوة
يجب أن تحكم، وهذا لا
ينطبق على أمن الدولة فقط، بل أن أى جهاز أمنى يجب أن يكون لديه ما يسمى
بالعقيدة
كما كان الشعار ( الشرطة فى خدمة الشعب بمعنى أن الشرطة خادمة للشعب وأن
تكون هذه
هى العقيدة الداخلية لهذا الجهاز ويؤمن بها كل من يلتحق به
والواقع أن ما كان يحدث
هو العكس تماما، فتحولت أجهزة الأمن إلى الكرباج على الشعب لخدمة النظام
الديكتاتورى لهذا يجب أن تتغير هذه العقيدة وأن تصبح العقيدة الجدية التى
تنص على
أن الأجهزة الأمنية هى التى فى خدمة الشعب وأن يتم التدريب
عليها للأجيال الجديدة
من الأجهزة الأمنية، فتصبح هناك حلول غير القنابل المسيلة للدموع ويكون
الدفاع
والهجوم ضد العدوان الخارجى الذى يمثل تهديدا حقيقيا وليس ضد أبناء الوطن
وهذا
الانحراف فى الأجهزة الأمنية حدث فى السنوات العشر الأخيرة
وبدأ منذ طرح فكرة
التوريث وواجهنا سلسلة من «تظبيط» وتغيير فى القوانين والدساتير تتوازى
معها سطوة
وقسوة من الأجهزة الأمنية لتضمن سير هذه الخطة، فالطاغية كان يعمل على
«تظبيط»
الدساتير وتعديلها وكل الملفات فى الدولة يحيلها إلى جهاز أمن الدولة ليضمن
بذلك
استقرار نظامه واستمراريته ولكن إرادة الشعب هى الأقوى.
·
فى ظل
هذا الاحتقان فى الشارع هل ستعود علاقة المواطن بجهاز الشرطة
بشكل أكثر انضباطا؟
وزير الداخلية قال إن عقيدة الجهاز تغيرت وبكل الأحوال،فإن
الثورة المجيدة فرضت على المجتمع أن الإنسان المصرى لن يهان بعد الآن بعد
أن خرج
المارد من القمقم، ولكن العلاقة يجب أن تعود وبشكل منضبط ولكن
لا ننكر
أنه من
المتوقع حدوث مشاكل فى البداية، خاصة أن عدد المتضررين كبير وسيدافعون حتى
آخر لحظة
ورجال الأعمال الذين خسروا المليارات وأرقاما نسمع عنها لأول
مرة وهناك بلطجية
الدوائر الانتخابية الذين كانوا مسخرين لخدمتهم، وكان هناك خلل فى جهاز
الأمن الذى
كان لديه احتياطى من الأولاد الذين من الممكن أن يضغط عليهم بشتى الطرق
للاعتراف
باقتراف جرائم ليس لهم يد فيها من الأساس فعندما يكون هذا
منهجهم فى التعامل،
فأعتقد أن المسألة ستأخذ وقتا طويلا لتنضبط، فالعلاقة بين الاثنين المواطن
وجهاز
الشرطة كانت علاقة مريضة غير شرعية يجب أن تعالج وتتم إعادة
هيكلتها.
·
من وجهة نظرك إلى أين تتجه مصر
فى ظل التوتر وهذه
الحالة من عدم التنظيم؟
مصر تتجه نحو أزهى عصورها فى التاريخ
بفضل شعبها العبقرى الذى أثق فيه والترتيب والتنظيم لن يحدث فى
يوم وليلة فهذه ثورة
تلملم النفايات وتنظفها وهناك ناس تبنى وتكون أحزابا وائتلافات ويجب أن
يكون لدينا
الوعى والصبر لننتظر تحسن الأوضاع، والأشرار والفاسدون الذين يحاولون هدم
فرحتنا بم
يحدث هم مجرد إفراز لمجتمع شديد المرض والموضوع كله مسألة وقت حتى تتم
السيطرة على
كل شىء ومن قاموا بالثورة هم الذين يحكمون ويراقبون سير الأمور وعندما
تتعثر الأمور
سيعودون ليحاسبوا، فكما قال أحمد زكى فى فيلم ( ضد الحكومة ) ( كلنا فاسدون
) فحتى
بالصمت على الفساد نحن نعد فاسدين وليس من الضرورة أن نشارك
بالفعل لنكون فاسدين
فحتى لو كنا متضررين فمجرد صمتنا عليه نحن فاسدون أيضا.
·
«عابد
كرمان» عرض أخيرا فى رمضان بعد المشاكل التى واجهها العام الماضى، هل كنت
تتوقع أن
يتغير مصيره لولا الثورة ؟
العمل كان قد حصل على الموافقة مقابل
بعض التغييرات البسيطة، بعد الثورة تصورنا أنه سيكون هناك
تسامح ما ونعيد بعض
المشاهد التى تم حذفها، ولكن بما إنها كانت من الناحية الفنية فقط فلم يتم
العدول
عن القرار ومادامت لن تؤثر على السياق العام للعمل فليست هناك
مشاكل..
·
ناقشت فى العديد من أعمالك قضايا
فساد رجال الأعمال هل
هذا الفساد كان سببا أساسيا فى احتقان الشعب وانفجاره ؟
رغم
وجود رجال أعمال محترمين فإن الزواج غير الشرعى بين السلطة ورأس المال هو
السبب فى
كل مظاهر الفساد التى شاهدناها وهذا يؤكد أنه لم تكن هناك دولة بل كانت
عزبة لناس
يعملون بها ويستفيدون منها دون محاسبة أو مساءلة فالديمقراطية
تعنى السؤال
والمحاسبة وتداول السلطة وهذا ما يجب أن نراه فى السنوات
القادمة.
·
كيف سيتعامل الجمهور مع نجوم
القوائم السوداء خاصة أن
بعضهم كانوا نجوم رمضان هذا العام ؟
من أساء للثورة لابد أن
يعاقب فى حالة عدم اعتذاره فهم أخطأوا فى حق هذا الشعب الذى
جعل منهم (بنى آدمين)
فقد يخطئ البعض ويعود ليعتذر ولكن من لا يعترف بخطأه وكأن شيئا لم يكن
فبألف سلامة
لأنه تحدى إرادة الشعب، فالشعب لن يعد ليقبل ما كان يتقبله من قبل وكل
المعايير
ستختلف ومن أساء للشعب لا يجب أن يغفر له خاصة ما يتعلق
بالثورة وهى أفضل ما حدث فى
حياتنا.
·
عشت تفاصيل الثورتين 23 يوليو
و25 يناير كيف وجدت الفرق
؟
صور جمال عبد الناصر كانت فى التحرير دائما وكأنه يرمز لما
يحدث وما شعرت به هو أن الثورتين التحمتا وسقطت الأعوام التى بينهما بكل ما
فيها
وأنا عشت هذا الإحساس للمرة الثانية، فمصر التى قامت بالثورتين
بلد عظيم وستظل هكذا
للأبد.
صباح الخير المصرية في
20/09/2011
فيلم «بيبو وبشير»يشهد تمرد آسر وعودة منة
لتألقها الفيلم الذى ظلمه جمـهــور
العيــد
كتب
جيهان الجوهري
لم أكن مُتحمسة كثيراً لمشاهدة فيلم «بيبو وبشير» لعدة
أسباب أولها أن الفيلم لم يحقق إيرادات فى موسم أفلام العيد وثانيا أن
بطلته «منة
شلبى» تُعانى منذ فترة من حالة إخفاق فى اختيار أدوارها
السينمائية وقد ظهر ذلك فى
فيلم «إذاعة حب» لشريف سلامة الذى عُرِضَ قبل شهر رمضان وقبله فيلم «نور
عينى»
لتامر حُسنى لكن فى ذات الوقت كانت هناك
أسباب أخرى تدفعنى لمشاهدته أولها أن طبيعة
عملى تفرض علىَّ مشاهدة كل الأفلام المعروضة.
ثانياً الإيرادات لم
تكن يوماً هى المؤشر الحقيقى لجودة الأفلام وثالثاً لشغفى فى معرفة مدى
تألق آسر
ياسين فى تقديم اللون الكوميدى خاصة أنه تميز ونجح فى تقديم أدوار درامية
مُركبة فى
العديد من الأفلام من قبل منها «رسايل البحر» للمخُرج داوود عبد السيد
و«الوعد»
للسيناريست وحيد حامد وأخيراً لشغفى بمشاهدة مريم ابوعوف كمُخرجة تقدم
تجربتها
السينمائية الاولى بعد نجاحها كمخرجة دراما مع نجمة بحجم ليلى علوى فى
مسلسل «هالة
والمستخبى»، وهى بالمناسبة عملت كمساعد مخرج لأكثر من خمس
سنوات بجانب عملها فى
مجال الإعلانات ولها تجارب مع الأفلام التسجيلية وقد شاركت فى إخراج فيلم
«18 يوم»
الذى عُرِضَ فى مهرجان «كان».
نعود لفيلم بيبو وبشير الذى شاهدته فى حفلة
الواحدة ظهرا بسينما سيتى ستارز وموعد هذه الحفلة عادة لا يكون
عليه إقبال جماهيرى
وبلغة أصحاب السينمات يسمونها موعد «ميت» لكن ما شاهدته أن قاعة العرض كانت
تقريبا
كاملة العدد ولم يكن بها إلا الصفان الأماميان فقط هما اللذان بلا جمهور
وكانت هذه
بداية طيبة لى وقلت لنفسى قبل مشاهدة الفيلم ربما تكون الدعاية
السماعية الجيدة
للفيلم هى التى جعلت الجمهور يقبل عليه على عكس ماحدث معه فى موسم العيد.
أما الفيلم نفسه فأنت عندما تشاهده ستشعر أنك أمام فكرة فيلم قريبة
الشبه
من فكرة أفلام أخرى سبق تنفيذها بأبطال آخرين ومواقف درامية مختلفة. هنا
الفيلم
يعتمد على كوميديا الموقف نفسه لذلك لابد أن تجد نفسك متورطا فى الضحك ورغم
أن
حالتى المزاجية لم تكن مهيأة لاستقبال هذه النوعية إلا أن
مُخرجة الفيلم نجحت فى
إطلاق خيالها مع ما كتبه مؤلفا الفيلم هشام ماجد وكريم فهمى لتسحب المتفرج
لعالم
بطلى فيلمها اللذين يضطران للإقامة فى شقة واحدة لكن فى مواعيد مختلفة
ولايعرف أى
منهما أن الآخر يقتسم معه الشقة ولابد طبعا من وجود طرف ثالث ليلعب دور
العقل
المدبر لهذه الحيلة وهو صديق البطل الذى لجأ لهذه الحيلة حتى
يرضى قريبه صاحب الشقة
الذى لايتنازل عن مبلغ 4000
جنيه كإيجار لشقته، لذلك يقرر تأجيرها لصديقه آسر ياسين
«بشير»
بمبلغ ألفى جنيه وفى ذات الوقت يؤجرها لمنة شلبى «بيبو» بألفى جنيه أخرى
ومثل هذه الفكرة لابد أن يتفجر منها مواقف كوميدية - وطبعا رؤية المخرج
وكاتب
السيناريو يكون لهما دور فى نجاح مثل هذه النوعية. ـ وبصراحة
تعجبت كثيرا من هجوم
البعض على الفيلم بحجة أنه مقتبس من فيلم «غريب فــــى بيــتى» ..
فــفــيلــم «بيــبو وبشــــير» فكرته قامت على شخصين
يقيمان فى شقة واحدة دون أن يعرف الآخر أن
هناك من يشاركه الشقة، وقد تتشابه فكرته من فكرة فيلم «غريب فى
بيتى» لوحيد حامد
والمُخرج سمير سيف لكن التناول فى الفيلمين مختلفان تماما، ففى فيلم وحيد
حامد
شاهدنا نور الشريف يجسد شخصية شحاته أبوكف لاعب كرة القدم الذى يدخل فى
صراع
ومشاجرات مع سعاد حسنى «عفاف» الأرملة منذ بداية أحداث الفيلم
ليثبت أنه الأحق
بالشقة نظراً لتعرضهما لعملية نصب من شخص أجر الشقة لكليهما وطبعاًالفرق
واضح بين
الفيلمين فيلم «بيبو وبشير» أكد أن هناك مُخرجة لديها رؤية فنية خاصة
ومهارة فى
توجيه أبطال فيلمها وضبط إيقاعه ويُحسب لها أنها قدمت نفسها
كمخرجة سينمائية من
خلال عمل كوميدى يعتمد على كوميديا الموقف وهو أصعب الأنواع ومن النادر
تقبل
الجمهور لهذه النوعية إلا إذا كانت مصنوعة بحرفية وبذلك سينضم «بيبو وبشير»
لقائمة
الأفلام الناجحة التى اعتمدت على كوميديا الموقف. سواء من
الأفلام القديمة أو
الحديثة.
أبطال الفيلم
نجحت «منة شلبى» فى
تجسيد شخصية عبير «بيبو» الفتاة البورسعيدية الجدعة التى تأخذ حقها بذراعها
ولايخشى
عليها والداها من إقامتها بمفردها فى القاهرة فهى تعمل ضمن فرقة موسيقية
وبالتحديد
تعزف على ألة «الدرامز» وزُملاؤها يعاملونها كرجل مثلهم. والطريف أن «منة»
صرحت فى
أحد حواراتها أن شخصيتها فى الفيلم تتشابه كثيراً مع شخصيتها
الحقيقية وأصدقاءها
الرجال يتعاملون معها على أنها رجل مثلهم. وفى هذا الفيلم عادت «منة»
لتألقها الذى
اعتدنا عليه فى معظم أفلامها وسينضم فيلمها «بيبو وبشير» لقائمة أدوارها
الناجحة فى
العديد من الأفلام منها «أحلى الأوقات»، و«أنت عمرى»، و«بنات وسط البلد»، «ويجا»،
و«العشق والهوى» وغيرها، أما «آسر ياسين» فهو أهم مُفاجآت
الفيلم فهو مُمثل حتى
النخاع، قادر على التلون فى نوعيات مُختلفة من الأدوار بنفس درجة التألق
وعندما
شاهدناه فى أدوار جادة توقعنا أنه سيتميز فى تلك المنطقة فقط لكنه فى فيلم
«بيبو
وبشير» أثبت العكس وأكد أن كفة «المُمثل» لديه أرجح من كفة
«النجم» فهو فى هذا
الفيلم يجسد شخصية بشير الذى يعمل كمترجم لغة لمدرب منتخب كرة السلة
التنزانى الذى
يتورط فى مشاركة منة شلبى «بيبو» فى نفس الشقة دون أن يعرف أنها حبيبته
التى
يقابلها بالخارج وقد نجح آسر ياسين فى اختيار لوك الشخصية التى
يجسدها ـ وظهر ذلك
فى شكل الشعر المفروض أن والدته من تنزانيا ووالده مصرى ـ، أما الممثل محمد
ممدوح
فنستطيع القول أنه أخذ فرصة لابأس بها فى هذا الفيلم ليكون دوره فيه بمثابة
نقطة
الإنطلاق لأدوار متنوعة نحن لانزال نعانى من قلة الممثلين
الموهوبين فى لعب الأدوار
الثانية لأن الكثيرين منهم بمجرد تحقيقهم لبعض النجاحات نجدهم يتطلعون للعب
أدوار
البطولة المطلقة وللأسف يحققون فشلا ذريعا وتظل الأدوار الثانية التى
جسدوها مع
النجوم هى أجمل أدوارهم التى لاينساها الجمهور ونتمنى أن يعى
محمد ممدوح الدرس ممن
سبقوه. وفى الفيلم لعب دور صديق البطل الذى يورطه فى تأجير الشقة من
الثامنة مساء
وحتى الثامنة صباحا أما الفترة المتبقية فتكون من نصيب منة شلبى «بيبو»
وطبعا استغل
صديق البطل اختلاف طبيعة عمل كلا من «بيبو» و«بشير» ليلعب
لعبته الدرامية معهما
التى تحتدم عند تواجد «بيبو وبشير» فى توقيت واحد بالشقة.تحية للنجوم
الكبار الذين
ساندوا هذه التجربة وعلى رأسهم صفية العمرى وعزت أبوعوف الذى تعتبر مشاركته
فى هذا
الفيلم لها مذاق خاص لأن الفيلم يحمل توقيع ابنته. أيضا
لايستطيع المتفرج نسيان
المشهد الوحيد لباسم سمرة فى الطائرة وهو يلتهم برطمان العسل بأصابعه
ويحاول إغراء
كل من «بيبو وبشير» بالتهام العسل من يديه طبعاً طريقة أداء باسم أعطت
للمشهد مذاقا
خاصا فهو ممثل من العيار الثقيل ويحسب له موافقته على أدائه عندما انتهى
عرض الفيلم
اكتشفت أن مدته أكثر من المعتاد وعلمت أن مخرجته اضطرت لحذف
بعض المشاهد لأنها
فوجئت أن مدته ساعتان ونصف وللحق يحسب لها أنها حذفت بعض المشاهد بالشكل
الذى
لايؤثر على الفيلم بالسلب.
صباح الخير المصرية في
20/09/2011
الشناوي: إزاي تبقى (رقاصة) ورأس مالها مش الإغراء الجنسي..
دينا: (أنا ست محترمة وبعرف احترم نفسي)
السبكي: دينا عمرها ما عملت (إغراء)..
الشناوي: لا توجد راقصة تحض على الفضيلة وأفلام العيد
امتداد لـ(بمب العيد)
مصطفى الأسواني
صرح المنتج السينمائي- أحمد السبكي، بأن فيلمه الجديد "شارع الهرم"
حقق أعلى إيراد يومي في تاريخ السينما المصرية، مشيرًا إلى أنه كان يتوقع
نجاح الفيلم، مبررًا ذلك بأن الشعب المصري بطبيعته يحب الموضوعات التي تبعث
السعادة إلى قلوبهم، قائلاً: "الناس بعد الثورة نفسها تفرح وعايزة تفك عن
نفسها شوية من جو الكبت اللي موجود في البلد الأيام دي"، كما اعتبر أن
"شارع الهرم" تفوق على باقي أفلام العيد بالقصة وليس بالإيرادات فقط،
موضحًا أن الإيرادات لا تدخل جميعها في جيبه وإنما 50% يذهب لدور العرض،
و8% للشركة الموزعة.
وشدد السبكي على اعتراضه بما قاله بعض النقاد من أن فيلم "شارع الهرم"
به ألفاظ ومشاهد خارجة، مشيرًا إلى أن أبطال فيلمه هم "بدرية طلبة، ومها
أحمد، وحسن عبد الفتاح، ودينا، وسعد الصغير". وأضاف: "دينا ممثلة رائعة
ومحترمة وعمرها ما عملت حاجة فيها إغراء.. وأي أسرة في مصر تتمنى تجيب دينا
ترقص في أفراحهم".
غير أن الناقد السينمائي- طارق الشناوي، قد اعترض على معظم ما ذكره
السبكي، وقال خلال لقائه مع السبكي في برنامج "الحياة اليوم" مع الإعلامي
شريف عامر، على تلفزيون الحياة، "أفلام العيد ما هي إلا امتداد لـ (بمب
العيد)، ولكنها بداخل دور العرض"، مشيرًا إلى أن "جمهور العيد حالة
استثنائية، وهو ليس الجمهور الدائم للسينما، حيث يذهب الناس إلى السينما في
أيام العيد من أجل الضحك والفرفشة فقط بغض النظر عن قصة الفيلم ومضمونة".
ووصف الشناوي حال السينما المصرية بعد ثورة يناير المجيدة بـ"الضبابية"،
مدللاً على ذلك بأن فيلم مثل "شارع الهرم"، رغم ضعف الإمكانيات الهندسية
والصوتية له، إلا أنه حقق إيرادات كبيرة، وأن تفوقه جاء لرداءة باقي أفلام
العيد المنافسة.
ووجه الشناوي حديثه للسبكي قائلاً: "أنت جايب دينا لتعلمنا الفضيلة"،
مؤكدًا أنه لا توجد راقصة تحض على الفضيلة، وردت الراقصة دينا مدافعة عن
نفسها في مداخلة هاتفية أثناء إذاعة حلقة البرنامج، قائلةً: "الرقص الشرقي
يعتبر فن من الفنون يجب احترامه"، ووجهت اعتراضا شديد اللهجة للشناوي،
قائلة: "من فضلك وأنت بتتكلم عليا بعد كده متجبش أي حاجة عن الإغراء الجنسي
أو الفضيلة، لأني ست محترمة أوي وبعرف أحترم نفسي كويس".
الشروق المصرية في
20/09/2011
جيم جارموش وقطار الغموض
كتب: زاهر الغافري
استطاع المخرج الأميركي جيم جارموش في ظرف سنوات وجيزة خلق تعبيره
السينمائي المميز، وهو من أولئك السينمائيين القلة في أميركا، الذين
يتشبثون بمنظورهم التعبيري الخاص، الذي يؤكد على اغتراب الإنسان في المجتمع
الحديث، اقتلاع الإنسان من جذوره، خيبة علاقاته العاطفية، وحتمية الفراق،
إنه شاهد على هذه الأمواج البشرية المتلاطمة في المدن الكبيرة، وبالأخص
مدينة نيويورك، خليط من البشر بألوان ولغات عديدة، يحملهم قطار المنفى
التائه بينما تنضح وجوههم بالحرمان وفوق جباههم تبرق نجمة اليتم. لقد أنجز
جيم جارموش مجموعة من الأفلام، منها فليم «غريب في الجنة» الذي يرصد
بحساسية شديدة حياة عبثية يعيشها شابان في نيويورك، وهو فيلم يتحدث بروح
السخرية والنقد عن حياة فقدت معناها في ظل التكنولوجيا والأجواء
الاستهلاكية التي لا ترحم، الفيلم سلسلة من المواقف الساخرة لشخصيات مهمشة
وينتهي الفيلم عندما تحين حتمية الفراق. الفيلم الثاني لجارموش «تحت الأرض
بحكم القانون» يتحدث فيه عن ثلاث شخصيات تدخل في مغامرات غامضة، في مدينة «نيوأورلينز»
عوالم تحت الأرض، عاهرات، مخدرات، سكارى، منسيون، وبلا ملامح، وبأسلوب
مونتاج طليعي وطريقة سرد مميزة أنجز جارموش «تحت الأرض بحكم القانون» بهدوء
وبعيداً عن الإثارة التي عودتنا إياها سينما هوليوود. قدم جارموش «قطار
الغموض» فيلمه الثالث في مسيرته السينمائية، وفي هذا الفيلم يبلغ هاجس
الترحال ذروته الكبيرة، حيث تدور أحداث الفيلم في مدينة «ممفيس» من ولاية
تنيسي الأميركية، وهو يطرح ثلاث قصص، كل أحداثها الرئيسة تدور في أحد فنادق
المدينة على مدار 24 ساعة. يبدأ الفيلم بلقطة عامة لقطار قادم من بعيد،
يهبط منه سائحان يابانيان، جاءا إلى «ممفيس» للحج إلى ملك الروك، يتجولان
في شوارع المدينة وبدقة يختار جارموش الأماكن المنسية المهجورة كمسرح
لتحريك شخصياته، وفي الفندق المطل على محطة القطار يسكن العاشقان
اليابانيان، ولكنهما يشعران باستحالة الحب في هذه المدينة الباردة كالجثة،
وعندما تسمع المرأة طلقات الرصاص الصباحية تتساءل خائفة مذعورة: «يا إلهي
ما هذا؟» لكن صديقها يرد عليها ببرود «إنها أميركا» وعندما تصل «لويسا»
المرأة الإيطالية للتعرف على جثة زوجها المقتول في ممفيس تختار غرفة في نفس
الفندق مع فتاة أميركية مطلقة تبحث عمن تحكي له قصة طلاقها وبؤسها، وفي
الصباح تستيقظان على أصوات طلقات الرصاص كما لو أنها سيمفونية الصباح
الأميركي، هكذا يحشر جارموش شخوصه في مكان واحد تجمعهم علاقات عابرة
ومبهمة، ويدفع مشهد القطار المتكرر في الفيلم هذه الموضوعة إلى أقصاها
فكأنما الحياة ذاتها ليست أكثر من محطة قطار لأفراد يلتقون مصادفة، ثم
يفترقون بالضرورة. الشخصية الأخرى التي يقدمها «قطار الغموض» هي جوني الزوج
السابق للفتاة الأميركية «ديدي» جوني هذا الذي هجرته زوجته وطرد من عمله
ووجد نفسه مفلساً، يلجأ إلى حانات العالم السفلي ليحتسي بؤسه بصمت، وفي
عالم لا لغة له سوى العنف يضطر «جوني» إلى استخدام لغة العنف أيضاً في لحظة
يصعب فيها التفريق بين الجلاد والضحية، هكذا تلتقي في فندق «الاركاد» شخوص
الفيلم وكل منها يحمل جرحه الخاص، فتبدأ مغامرة الهرب من مدينة الجحيم هذه،
كل بطريقته الخاصة، التي لا تخلو من عبثية مبهمة. استعان جارموش بمدير
التصوير المعروف «روبي مولر» الذي عُرف باشتغاله مع السينمائي الألماني فيم
فندرز، فقدم مشاهد قلقة بأسلوب ينسجم مع رؤى جارموش السينمائية، وما يلاحظ
في كل أفلام جيم جارموش هو وجود شخصية الغريب أو الأجنبي، هذه الشخصية التي
غالباً ما تحمل رؤية جارموش النقدية والساخرة تجاه المجتمع الأميركي، ففي
فيلم «غريب في الجنة» هناك ايفا الهنغارية ثم شخصية المهاجر الإيطالي في
فيلم «تحت الأرض بحكم القانون» وأخيراً السائحان اليابانيان اللذان كانا
يحملان فكرة مثالية عن أميركا ثم لم يجدا سوى «الأرض الخراب». وربما تكمن
قوة إخراج جارموش في هذا العمل المكثف والحميمي مع الممثلين ودفعهم
للابتكار في الأدوار التي يمثلونها، وهي تجربة متميزة للعمل الجماعي تأتي
عكس سينما هوليوود وسينما المؤلف الأوروبية ويبدو أن جارموش قد تعلم هذا
الأمر من أستاذه «نيكولاس راي» السينمائي المعروف الذي توفي بداية
الثمانينيات.
الجريدة الكويتية في
21/09/2011 |