كان مهرجان "وثائقيات في تونس" سباقاً بعرض الأفلام
التسجيلية التي أُنجزت عن الثورة التونسية، ثمّ جاءت المُبادرة من مهرجان
كان عندما
عرض في اختياراته الرسمية "18 يوما من مصر" الذي يتكوّن من
مجموعة أفلام مصرية
قصيرة، ونظمّ ندوةً مع مخرجيها، ثم تلاحقت المُبادرات الإحتفائية الصادقة،
أو
المُتملقة.
بشكلٍ عام، تستثمرُ المهرجانات السينمائية الأحداث الكبرى لغاياتٍ،
وأسبابٍ تختلف من واحدٍ إلى آخر، وهو أمرٌ طبيعيّ، ومنطقيّ، ولكنّ الخطورة
أن يصل
هذا الاستغلال أحياناً إلى درجة تُفقد الصورة قيمتها، وتصبح
مألوفة، ويتأقلم
المتفرج معها .
وهنا أتساءل بجديةٍ، هل هذا الحماس الشديد في المشهد المهرجانيّ
صحيحٌ، وصحيّ، ويساهم في دعم الأحداث، أو على الأقلّ يُواكبها، ألن تتحول
هذه
الأفلام إلى أشرطة مناسباتٍ سوف تبقى في حدود قيمتها الأرشيفية
؟
وفيما يتعلق
بالأشكال، والمضامين، فقد شاهدتُ، وأشاهدُ ما تمّ إنجازه من أفلامٍ عن
الثورات
العربية، أجدها متشابهة تقريباً، وأحياناً، أتخيل نفسي أمام محطةٍ
تلفزيونية كبرى،
وأتحول إلى مشاهدٍ صعب المراس، لقد فقدت هذه الصور تأثيراتها
بعد أن نقلتها كلّ
القنوات الأرضية، والفضائية، وشبكات التواصل الاجتماعي كما هي، ريبورتاجاتٍ
بدون
صياغة سينمائية، أو تخطتها الصور التي التقطتها كاميرات التلفزيون، وأجهزة
التلفون
المحمول، وأصبحت هذه الأفلام تكراراً لا ينقصها بعض الإضافات، واللمسات في
هذا
الفيلم، أو ذاك، ولم تبتعد عن المُشاركة اللحظية الانفعالية،
تماماً كما يفعل
مواطنون عاديون يصوّرون حالةً، لحظةً، أو موقفاً،..
هل
ما أنجزه هؤلاء السينمائيون من أفلام تتضمّن أفكاراً، وتحليلاً، أم مجرد
نشرات
أخبار مُنمّقة ؟
القراءة التالية هي خلاصة حوارٍ جمعني مع اثنيّن من
الهيئة الإدارية لـ "جمعية السينما العربية الأوروبية"، هما "ماري كلود
بهنا"،
و"جيوفاني ريزو" بهدف تسليط الأضواء على تظاهرة "ربيع السينما العربية" في
باريس
التي انعقدت خلال الفترة من 15 وحتى 18 سبتمبر 2011.
كانت دردشةٌ جماعيةٌ أكثر
منها حواراً، التقطتُ منها ما استطعتُ من شخصين حملا المشروع
على أكتافهما بإخلاصٍ
لا مثيل له.
بدأت "ماري كلود بهنا" حديثها من فيلم الافتتاح "حكاية ثورة"
لمخرجه" المصري "ناجي إسماعيل" عن أشعار "أحمد حداد"، وفيلم الختام "هلأ
لوين؟"
لمخرجته اللبنانية "نادين لبكي"، والذي تتمحور تيمته حول نساء قرية يمنعون
الرجال
من الحرب فيما بينهم.. ثم عادت إلى الشهور التي سبقت تنظيم التظاهرة.
·
استيقظت "جمعية السينما العربية
الأوروبية" من سباتها في الفترة التي تحركت فيها شعوب المنطقة، لم يكن
الأمر صدفةً
عابرة، لقد حركتنا الأحداث من جمودنا، وانطلقت نشاطاتنا في
اللحظة
المناسبة.
في البداية، كنا خيالييّن، وحالمين إلى أبعد حدّ،
اعتقدنا بأننا سوف نحصل على كلّ الأفلام التي تتحدث عن الثورات العربية،
تلك التي
عُرضت في كان، فينيسيا وغيرها من المهرجانات....أو كانت قيد
الانتهاء من عملياتها
الفنية، ولكن، صادفتنا عقبات مع مهرجاناتٍ عربية ترغب في عروض حصرية لهذه
الأفلام،
ونحن نفهم المُنافسة النزيهة بينها، ونحترمها، ولكننا، لاحظنا بأنها، في
بعض
الحالات، مشبوهة، وشرسة، وقادنا هذا الأمر إلى البحث عن بدائل
وجدناها في تجارب
جديدة، وطازجة لم تُعرض في أيّ مهرجان آخر، وهي أعمالٌ حقيقية تتضمّن
أفكاراً
أنجزها شبابٌ بفضل الثورات، والتقنيات الحديثة، وأقصد تلك التي تُعرض
مباشرةً عن
طريق الانترنت، صحيحٌ بأنها كانت تهدف إلى تسجيل الأحداث، ولكنها صُورت
بتفكير،
وتأن.
هناك، على سبيل المثال، سلسلة من 6 أفلام قصيرة بعنوان "تعليقاتٌ على
25
يناير" من إخراج "فيليب رزق"، و"ياسمينا متولي"، وأيضاً "حكاية ثورة"
لمخرجه "ناجي
إسماعيل" الذي هزّنا، وأبكانا.
ومن تونس فيلمٌ بعنوان "بعد 14 يناير" أخرجه
ثلاثة مخرجين بوجهات نظرٍ مختلفة.
في البداية، أردنا عرض الأفلام التي استشعرت،
أو تنبأت بالثورات، ولكن صادفتنا عقبات من بعض المخرجين،
المنتجين، والموزعين الذين
وجدوا فجأةً بأنّ أفلامهم أصبحت مطلوبة في الكثير من المهرجانات، فبدأت
المُماطلات،
والمُزايدات، وانكشف لنا الوجه الحقيقيّ لبعض السينمائيين الذين كانوا
يزعقون في
ميدان التحرير، واليوم يتاجرون بأفلام صوروها خلال الثورات،
بإمكاننا فهم تلك
المواقف، والرغبة باستعادة التكاليف لإنجاز أفلام أخرى، ولكن، أن يطلب منا
مخرجٌ
مبتدئٌ مبلغاً ضخماً لعمل الترجمة الفرنسية على الشريط مع أنها من مهامه،
وأن لا
يردّ مخرجٌ آخر على رسائلنا، فهي سلوكياتٌ تدعو إلى التساؤل ...
مع البدء بتنفيذ
"ربيع السينما العربية"، غمرنا الحماس، والانفعال، واعتقدنا بأنّ
السينما، بدورها،
سوف تتغير، وتنتقل إليها ثورة في الأفكار، والمفاهيم، والنظرة إلى الفيلم،
ولكن،
للأسف، وجدنا البعض يستغلّ الأحداث للحصول على الربح.
وفي الشبكة العنكبوتية
عثرنا على أشرطة أنجزها سوريون، ورغبنا بتسليط الأضواء عليها، وفي الكثير
من
الأفلام لاحظنا استثمار الحكاية في الموروث الشعبي، مثل "حكاية ثورة"،
وسلسلة أفلام "أبو
عبدو الحكواتي"، وفي فيلم "تحرير" لمخرجه "ستيفانو سافونا" تتقاطع الحكاية
مع
الشعر، والسينما .
خلال مرحلة الاختيار، وبمُشاهدة بعض الأفلام بعينٍ أخرى،
تأكدّ لنا بأنّ السينما، ومنذ وقتٍ طويل، كانت سباقة في التنبؤ
لهذه الأحداث، وهي
إحدى مهامها، تكشف، تُحلل، وتُعارض، بمعنى، السينما سبقت الثورات، وهي
تمتلك خصوصية
تواجدها في طليعة أيّ حدث، وترى أبعد مما نراه نحن المتفرجين.
·
في
بداية تأسيسها طرحت "جمعية السينما العربية الأوروبية" مشروع
تنظيم مهرجان في
باريس، ولم يتحقق حتى الآن ؟
لقد توقف المشروع لأسبابٍ تمويلية، كلّ المؤسّسات
الفرنسية التي طرقنا أبوابها اعترفت بغياب مثل هذه التظاهرة الجامعة لعموم
السينما
العربية، ولكن، عندما بدأنا في البحث عن مصادر تمويل، كنا نتحرك عن طريق
جمعية
صغيرة لا تمتلك أيّ إنجازاتٍ سابقة، وليست بأهمية "معهد العالم
العربي" الذي كان
يُسهل علينا تنظيم "بينالي السينما العربية"، بينما "جمعية السينما العربية
الأوروبية" ليست أكثر من مؤسّسة غير ربحية كانت تضمّ الفريق السابق
للبينالي، ولم
تكن خبراتهم وحدها كافية للحصول على تمويل، كما واجهتنا مصادر الدعم بتواجد
جمعياتٍ
أخرى في باريس، وضواحيها تنظم تظاهراتٍ، ومهرجاناتٍ متخصصة
بسينمات المغرب العربي،
وكانوا يتساءلون دائماً : لماذا لا نُوحد جهودنا، ونعمل معاً، وأحدثت تلك
النقطة
سوء فهم، وربما حالت دون الحصول على دعم مؤسّسات حكومية لا تريد أن تموّل
مهرجانات
متشابهة مع أنه لم يكن غرضنا تحديد نشاطنا بسينمات منطقة
جغرافية محددة، وكان
هدفنا، وما يزال هو "السينما العربية".
·
وما هي المشاريع المُستقبلية
للجمعية ؟
لن نتوقف عند تظاهرة "ربيع السينما العربية"، سوف نواصل نشاطنا
طوال العام،
ونطمح بأن نقدم فيلماً عربياً جديداً كلّ شهر، ونساهم في توزيع هذه
الأفلام، ونكون
جسراً بين العالم العربي، وأوروبا، من جهة أخرى، نفكر بإنجاز تظاهراتٍ
تتمحور حول
تيماتٍ جديدة، حالياً، أعتقد بأن التفكير بمهرجانٍ شامل للسينما العربية
كما هو حال
"البينالي" مشروعٌ سابقٌ لأوانه.
"جيوفاني ريزو" ناشطٌ سينمائيّ يرى بأنّ العالم العربي معقدٌ،
وجاذبٌ للانتباه،
ولهذا، فهو يهتمّ بالسينما العربية، ويساهم في نشرها، وترويجها، وتجذبه
فكرة "ربيع
السينما العربية" أملاً في جيلٍ جديد من السينمائيين يحملون الكاميرا لأول
مرة،
وربما تصبح وسيلتهم المُثلى في التعبير، ويتعاملون مع السينما بطريقة
مغايرة عن
الجيل السابق بعيداً عن تقليدية البُنى السردية، والسينمائية،
ويطمح بأن تصبح
الكاميرا وسيلة حرّة تواكب ما يحدث في البلدان العربية.
·
هل تعتقد بأنّ بعض المخرجين
ينجزون أفلاماً عن الثورات، ويحولونها إلى
سلعة تجارية ؟
لقد أنجز، وينجز هؤلاء أفلامهم في حالة انفعالٍ مع أحداث كبرى، وعند
الانتهاء
منها، يعودون إلى الواقع، وحقيقتهم، من المؤسف بأنّ البعض صور في لحظةٍ
تاريخية ما،
ونريد أفلامهم في تظاهرة عن "الربيع العربي"، ويقولون لنا بأننا حجزنا
الفيلم
لمهرجاناتٍ أخرى، هي غالباً تقدم لهم إغراءات مادية، ومعنوية، وهم يناقضون
خطوتهم
الثورية المُفترضة.
هذه الحقيقة التي تعرضنا لها، تبدو للوهلة الأولى نقطة ضعف
في التظاهرة، ولكنها أصبحت، بالنسبة لنا، مصدر قوة، لأننا عثرنا على أعمال
لا تقلّ
أهمية عن تلك التي رغبنا في الحصول عليها، ولم تصلنا، لم يستوعب
السينمائيون الذين
رضخوا لمغريات المهرجانات الكبرى بأننا نعمل متطوعين، وأنجزنا
هذه التظاهرة
بميزانية قليلة جداً.
بالنسبة لي، "ربيع السينما العربية" ليست تظاهرة حول
الثورات التي تحدث عملياً في البلدان العربية، ولكن، أيضاً عن تلك الروح
الثورية
السينمائية التي تتضمّنها بعض الأفلام كما حال "على الحافة" لمخرجته
المغربية "ليلى
كيلاني" الذي صورته بكاميرا محمولة على الكتف، هذه الأفلام الخارجة عن
الأطر
التقليدية، هي بالنسبة لي "ربيعٌ سينمائيّ عربي".
تعود "ماري كلود بهنا" إلى متابعة حديثها :
سلسلة أفلام "شنكبوت" تقدم لنا "زورو" عربي يؤمن بالديمقراطية،
والعدالة، هذه
الشخصية التي تجول لبنان على دراجة لتوصيل الطلبات، تكشف خبايا
المجتمع اللبناني،
وأسراره، ويعتبر هذا العمل أول "ويب دراما" عربي.
·
ولكنّ هذه الأفلام، والأشرطة
متوفرة للمُشاهد عن طريق الأنترنت، لماذا تريدون نقلها
إلى الشاشة الكبيرة ؟
يرد "جيوفاني ريزو"
:
حتى الآن لا أحد
يعرف عنها شيئاً، ونحن نقدمها هنا في فرنسا، ونترجمها، "حكاية ثورة" لا
يمتلك نفس
القيمة في الأنترنت، لقد أخرجناه من الكمبيوتر، ووضعناه على شاشةٍ كبيرة،
وهي خطوة
اعتراف، وتكريم لهذا الفيلم، وأعمال أخرى مشابهة.
من خلال التظاهرة نساهم بفتح
الحدود بين الوسائط المختلفة، وهي خطوةٌ خطرةٌ لا نعرف
نتائجها، والتظاهرة كلها
ترتكز على فكرة المُجازفة، وهي جوهر فكرة "ربيع السينما العربية".
هوامش:
الأفلام من اختيار هدى إبراهيم، ماري كلود
بهنا، جيوفاني ريزو
.
الجزيرة الوثائقية في
20/09/2011
مسابقة الأفلام العربية في مهرجان الدوحة ترايبكا
الوثائقية خاص
أعلنت اليوم "مؤسسة الدوحة للأفلام" قائمة الأفلام
الروائية والوثائقية الطويلة المشاركة ضمن مسابقة الأفلام العربية في
مهرجان الدوحة
ترايبكا السينمائي، وذلك رغبة منها بعرض أفلام ذات نوعية عالية أنتجت في
منطقة
الشرق الأوسط وشمال أفريقيا خلال العام الماضي. هذا ويرأس لجنة
التحكيم الخاصة
بالأفلام الروائية والمؤلفة من خمسة أعضاء، المخرج السوري محمد ملص المعروف
على
مستوى العالم العربي بأفلامه المميزة ذات التوجه الاجتماعي.
تضم المسابقة
التي تقام ضمن المهرجان للسنة الثانية، عروضاً عالمية أولى لثمانية أفلام،
وتوسعت
حالياً لتشمل فئتين، واحدة للأفلام الروائية وأخرى للوثائقية ولكل منهما
لجنة تحكيم
خاصة. وأضيف للمسابقة عدد من الجوائز الجديدة وهي أفضل فيلم عربي روائي
وأفضل مخرج
فيلم عربي روائي وأفضل أداء في فيلم عربي روائي وأفضل فيلم عربي وثائقي
وأفضل مخرج
فيلم عربي وثائقي. كما سيقدم المهرجان جائزتين من اختيار الجمهور لأفضل
فيلم روائي،
وأفضل فيلم وثائقي، وتبلغ قيمة الجائزة لكل منهما 100 ألف
دولار.
يعدّ المخرج محمد ملص، رئيس لجنة التحكيم، من أبرز
المخرجين العرب الحائزين على إشادة دولية لما قدمه من أفلام روائية
ووثائقية، كما
نال عدة جوائز ضمن مهرجانات سينمائية دولية وإقليمية. من أبرز
الأعمال الهامة التي
قدمها ملص فيلم "أحلام المدينة" عام 1983، وفيلم "الليل" المقتبس عن تجارب
ذاتية
عام 1992، بالإضافة إلى الفيلم الوثائقي "المنام" الذي قام بتصويره عام
1981 في
مخيمات صبرا وشاتيلا للاجئين في بيروت، قبيل وقوع المجزرة فيها عام 1982.
وحول أهمية
مسابقة الأفلام العربية بالنسبة للمخرجين في المنطقة، قال ملص: "إنه حقاً
لشرف كبير
أن يتم اختياري لرئاسة لجنة التحكيم، بالإضافة إلى المسؤولية الكبيرة لهذه
المهمة
التي سأؤديها بكل جدية، خاصة في ظل التغيرات التي يشهدها
العالم العربي. إن مسابقة
الأفلام العربية تشكل وسيلة هامة بالنسبة لصانعي الأفلام على مستوى
المنطقة، وتساهم
في دعم وإبراز قدرات المخرجين الموهوبين. فهذه المسابقة تمنح الأفلام التي
أنتجت في
المنطقة منصة عالمية لعرضها، كما ستفتح أمامها الأبواب لمزيد من الانتشار و
التوزيع
خارج نطاق العالم العربي، وهى القضية الأساسية لصناعة السينما فى المنطقة".
بدورها صرحت أماندا بالمر، المديرة التنفيذية
لمؤسسة الدوحة للأفلام: " إن مشاركة شخصية بارزة في عالم
الإخراج، مثل محمد ملص
الذي لعبت أفلامه دوراً هاماً في صياغة شكل وهوية السينما العربية، لتولي
مهمة
رئاسة لجنة تحكيم الأفلام الروائية، ستساهم دون أدنى شك في رفع مستوى
الإدراك
والمعرفة اللازمتين من أجل مساعدتنا في اكتشاف الجيل القادم من
صانعي السينما
والمخرجين في العالم العربي وتقديم الدعم لهم".
وأضافت: "اتخذنا في الدورة الثالثة للمهرجان قراراً
بتوسيع نطاق المسابقة، خاصة بعد إطلاعنا على أهمية الأفلام المرشحة، حيث
رأى
المبرمجون القائمون على إختيار الأفلام أنها تستحق قدراً أكبر
من الاهتمام. إنه
حقاً أمر رائع أن ترى هذه الزيادة في عدد الأفلام المرشحة بالإضافة إلى
المشاركة
الكبيرة للعنصر النسائي، فضلاً عن زيادة عدد الأفلام التي قدمتها منطقة
شمال
إفريقيا. إنه عام الربيع العربي، ونحن سعداء لرؤية الأفلام
العربية من مختلف الفئات
تصل إلى مرحلة النضوج، وتعبر عن الأصوات الحقيقية وتروي القصص من مختلف
أنحاء
العالم العربي".
تقدم مسابقة الأفلام العربية لعام 2011 مجموعة
متنوعة من الأفلام، وتتضمن سبعة أفلام روائية وأخرى وثائقية،
تتمحور مواضيعها على
الطفولة والحب وإضطرابات الثورات والحياة الخاصة في المنطقة العربية،
بالإضافة إلى
الأفلام التي تكشف عن الطبيعة الحقيقية لحياة المرأة العربية المعاصرة.
وسيتم ترجمة
جميع الأفلام المعروضة خلال المهرجان الى اللغتين الإنكليزية والعربية
لتلائم جميع
فئات الجمهور.
وفي تعليق لهانيا مروّه، رئيسة قسم البرمجة العربية
فى مؤسسة الدوحة للأفلام قالت: "تصور الأفلام المشاركة في مسابقة الأفلام
العربية
الحياة والحب والواقع المعاصر الذي يختبره أي شخص يعيش في المنطقة. كما
تعكس هذه
الأفلام أحلام وأفكار وتطلعات العرب سواء الذين يعيشون في
المنطقة العربية أو في
مناطق أخرى حول العالم. نأمل أن نقدم للعالم قصصاً متنوعة تعبر عن واقع
الحياة في
منطقتنا، وأن نظهرالمواهب العربية وفنون رواية القصص من خلال صانعي الأفلام
الناشئين وأصحاب الخبرة الطويلة في هذا المجال".
يحظى فريق برمجة أفلام المهرجان، بقيادة أماندا
بالمر والى جانبها رئيسة قسم البرمجة العربية هانيا مروّه،
ومديرة قسم برمجة
الأفلام العالمية لودميلا سفيكوفا، والمخرج المقيم والمبرمج شادي زين
الدين، بدعم
شركاء ثقافيين واستشاريين عدة.
مسابقة الأفلام العربية
الروائية
إنسان شريف (جان كلود
قدسي)
تجري أحداث فيلم "إنسان شريف" في كل من الأردن ولبنان، وتدور
قصته حول الحب والخيانة وغيرها من مظاهر الطبيعة الإنسانية. يحظى إبراهيم
بفرصة
مواجهة إمرأة غامضة عرفها قبل 20 عاماً، حين ارتكب بسببها جريمة قتل، فيما
يعود
الآن إلى وطنه لمواجهة ماضيه المضطرب.
قلب أحمر (هلكوت
مصطفى)
بعد وفاة والدتها، تكتشف شيرين، البالغة من العمر 19 عاماً، أن
والدها سيستبدلها بزوجة جديدة. يدفعها عدم قدرتها على قبول هذه الفكرة الى
الهروب
مع حبيبها السري إلى المدينة الكبيرة. وبعدما يلقى القبض عليه،
تضطر شيرين إلى
مواجهة مخاطر وتحديات حياتها الجديدة دون حماية أحدهم.
قديش تحبني
(فاطمة
زهرة زموم)
بعدما دب الخلاف بينهما، يقوم والدا عادل، بإرساله
الى جديه لقضاء عطلة نهاية الأسبوع. ويمتد اليومان ليصبحا أسبوعاً كاملاً،
ليدرك
عادل أنه سيقضي معهما فترة طويلة. وفي محاولة للإشراف على
تربيته، يسعى الجدان
لتعليمه وإشراكه في كل جزء من حياتهما. يروي هذا الفيلم قصة مؤثرة عن الحب
والطفولة
في مدينة الجزائر.
الشوق (خالد الحجر)
يصوّر الفيلم
الحائز على جائزة الهرم الذهبي - أفضل فيلم في مهرجان القاهرة السينمائي
لعام 2010،
حياة الفقراء في أحياء العشوائيات في مرحلة ما قبل الثورة، ويروي قصص عدد
من
الأشخاص القاطنين في شارع مهمش في مدينة الإسكندرية المصرية.
تنحصر كل شخصية في
الفيلم ضمن أحلامها الكبيرة والصعبة. تركز الحكاية على أم شوق، المرأة التي
يقودها
الشعور بالعار والضعف إلى التأثير في عائلتها والحي الذي تعيش فيه.
أغنية المهرّب (رباح عامور زايميشي)
قصة عن لويس
ماندران، الشخصية الشهيرة في فرنسا في منتصف القرن الثامن عشر، ومآثره مع
أصدقائه
الذين نفذوا حملات تهريب محفوفة بالمخاطر في المقاطعات الفرنسية، وكسبوا
ثرواتهم من
بيع المنتجات المهربة كالتبغ والمنسوجات والمنتجات الثمينة.
طبيعي
(مرزاق
علواش)
بعد أعمال الشغب التي شهدها شهر ديسمبر والمسيرات
السلمية مع انطلاق الربيع العربي في كل من تونس ومصر، يجمع فوزي الممثلين
ليعرض
عليهم الفيلم غير المكتمل الذي قام بصناعته قبل عامين، ويتحدث
عن خيبة أمل الشباب
الراغبين في التعبير عن أفكارهم وآرائهم.
عمر قتلني (رشدي زم)
يتابع هذا
الفيلم التحقيقات التي خضع لها البستاني عمر، المدان خطأً بقتل الوريثة
الغنية التي
عمل عندها. ويسلط الفيلم الضوء على المشكلة العالمية المتمثلة بالظلم
الاجتماعي،
والمعايير المختلفة التي يستخدمها نظام العدالة مع الشخصيات
ذات النفوذ من جهة،
وطبقة الفقراء من جهة أخرى.
مسابقة
الأفلام العربية الوثائقية
الكلمة الحمراء (الياس
بكار)
فيلم يلقي نظرة على الشعب التونسي الراغب في التعبير عن مشاعره
خلال أحداث الثورة التونسية التي شهدت خروج الرئيس زين العابدين بن علي من
السلطة.
هذه الثورة تمثل أولى خطوات التونسيين نحو
الديمقراطية والتعددية الثقافية.
اختفاءات سعاد حسني الثلاثة (رانية اسطفان)
يشكل فيلم
اختفاءات سعاد حسني الثلاثة تحية ومرثاة لزمن الأفلام والإنتاجات المتميزة
التي
قدمتهاالممثلة المصرية سعاد حسني، والتي لم يعد لها وجوداً. يروي الفيلم
قصة حياة
الفنانة حتى لحظة وفاتها التراجيدية من خلال مقاطع من الأفلام
التي مثلتها سندريلا
الشاشة العربية والمأخوذة من أشرطة فيديو "في إتش إس".
توق
(لينا
العابد)
يحكي فيلم توق الوثائقي عن الدور الذي تمارسه المرأة
وهامش حريتها الحقيقي في المجتمعات الذكورية، وكيف ينعكس ذلك على أنوثة
النساء
وعلاقاتهن بأنفسهن.
أقلام من عسقلان (ليلى حطيط سلاس)
يحكي الفيلم قصة الفنان الفلسطيني زهدي العدوي الذي سجن في الأراضي
المحتلة واستخدم فنه كوسيلة للتعبير بمساعدة من مجتمعه وعائلته من أجل
إتمام هذا
العمل.
العذراء، الأقباط وأنا (نمير عبد
المسيح)
نمير مخرج فرنسي من أصل مصري. شاهد مع والدته في أحد الأيام
شريط فيديو عن ظهور السيدة مريم العذراء في مصر. وشاهدت والدته مثل ملايين
المصريين
الأقباط هيئة السيدة العذراء على الشاشة، في حين أنه لم يتمكن من مشاهدة أي
شيء.
سافر نمير بعد ذلك إلى مصر ليشكك بهذه الرواية، ويقدم فيلماً حول هذه
الظهورات.
بنات البوكس (لطيفة ربانة دوغري وسالم
الطرابلسي)
نظرة على عالم ممارسات رياضة الملاكمة، وكيف تعامل الأنثى
الممارسة لهذه الرياضة التي لا تزال إحدى المحرمات في العالم العربي.
في الطريق لوسط البلد (شريف
البنداري)
تعد منطقة وسط البلد في مدينة القاهرة حياً مليئاً
بالتناقضات والشخصيات المتنوعة والمختلفة التي تقطن فيه. يلقي الفيلم نظرة
على هذا
المكان والتعقيدات التي يعانيها المقيمون فيه والصعوبات التي
يواجهونها خلال حياتهم
اليومية.
الجزيرة الوثائقية في
20/09/2011 |