في الوقت الذي التزمت فيه العديد من الفنانات السوريات المقيمات في
مصر الصمت حيال الأحداث الأخيرة في سوريا، خرجت الفنانة السورية رغدة لتكسر
حاجز الصمت، وتعلن عن تأييدها لنظام الرئيس السوري بشار الأسد.
وعلى الرغم من نزول الفنانة رغدة إلى ميدان التحرير وقت أحداث ثورة 25
يناير وإعلانها عن تأييدها للثورات العربية، فإنها أعلنت عن تضامنها مع
الرئيس السوري بشار الأسد، معتبرة أن قرارها رأي شخصي وأن الديمقراطية تلزم
الجميع باحترام الآراء الأخرى.
وعلى غرار القوائم السوداء التي أطلقها الثوار في مصر بعد أحداث
الثورة المصرية على الفنانين والممثلين والإعلاميين الذين أيدوا النظام
السابق ولم يقفوا بجانب الثورة، أطلق الثوار السوريون عبر صفحاتهم على موقع
التواصل «فيس بوك» قائمة أطلقوا عليها «قائمة العار السورية»، والتي ضمت
اسم الفنانة رغدة.. إلا أن الفنانة السورية لم تنظر إلى حجم الخسائر التي
يمكن أن تصيبها جراء قرار تأييدها للرئيس السوري.
وخلال الثورة المصرية رأينا العديد من حالات المقاطعة والرفض التام
لمؤيدي الثوار من الفنانين، حيث لم يقبل المصريون على مشاهده أفلام هؤلاء
الفنانين، وحتى لم يقبلوا على شراء أو سماع أغاني بعض الفنانين الذين أدرجت
أسماؤهم في القوائم السوداء.
إلى ذلك ذكرت بعض المواقع الإلكترونية والتقارير الصحافية أن نقابه
المهن التمثيلية توعدتها بعقوبات قاسية نتيجة لإساءتها للثورات العربية
وخاصة الثورة المصرية.
وفي محاولة لـ«الشرق الأوسط» الاتصال بالفنانة رغدة للاستفسار عما ذكر
عبر المواقع الإلكترونية علقت قائلة: «هذا الكلام عار من الصحة ولم يحدث
على الإطلاق، ومن العيب أن تتردد مثل هذه العبارات، وأرفض أن أدافع عن نفسي
في مثل هذه التهمة، ولكن ردي الوحيد عليها أن أطالب من يصدق هذه الكلمات
بالرجوع إلى تاريخي السياسي ليتأكدوا بأنفسهم أنني بعيده تماما عن الإساءة
إلى الثورات العربية».
وفيما يتعلق بالإساءة للثورة المصرية، قالت رغدة: «كيف أهاجم الثورة
المصرية وكنت موجودة في ميدان التحرير؟ ولولا مرضي لاعتصمت معهم حتى آخر
يوم»، مشيرة إلى أنها مع الرؤساء العرب ضد أي استعمار أجنبي.
وأنهت حديثها قائلة: «أنا في سوريا حاليا، وكل شيء على ما يرام..
الأوضاع هادئة ومستقرة ولا يوجد أي مشاكل كما يتردد».
من جهة أخرى، قال الفنان سامح الصريطي، وكيل مجلس نقابة المهن
التمثيلية، لـ«الشرق الأوسط»: «أنا على المستوى الشخصي لم تصلني تصريحات
على لسان الفنانة رغدة». نافيا تلقي النقابة أي شكوى رسمية من أي عضو ضد
رغدة، ومؤكدا على أن النقابة لا تتعامل مع أي عضو بشكل ديكتاتوري وتحترم كل
وجهات النظر، ما دام الأمر لا يتعدى حدود القانون والقواعد واللوائح
والأعراف.
وأعلن الصريطي أنه مؤيد لهذا الرأي بصفة شخصية، وفي حالة وجود شكوى
رسمية تصل للنقابة سيتم التحقيق فيها، وعمل بحث عن كل تصريحات رغدة المرئية
وغير المرئية.. ولو ثبت أنها أساءت للثورات العربية، وخاصة الثورة المصرية،
سيكون للنقابة موقف وقرار حاسم تجاهها.
يذكر أن رغدة أعلنت، في إحدى المقابلات التلفزيونية مؤخرا، عن تأييدها
الكامل للحكام العرب، وفي مقدمتهم الرئيس السوري بشار الأسد.. واتهمت
الثوار بأنهم لديهم أجندات خارجية.
وقد قامت بمهاجمة العديد من زملائها من مؤيدي الثورات، وعلى رأسهم
مواطنتها المطربة السورية أصالة نصري، واتهمتها بأنها تبيع وطنها. كما
هاجمت الفنان المصري عمرو واكد وحمدين صباحي، المرشح المحتمل لمنصب رئاسة
الجمهورية المصرية، قائلة عنه إنه «لا يصلح أن يكون رئيسا لمصر»، مشيرة إلى
أنه «لو نجح، فستترك مصر على الفور».
الشرق الأوسط في
16/09/2011
الفنان المصري: أردت تقديم ما خفي على الناس أثناء الثورة
محمد سعد لـ «الشرق الأوسط»: خرجت من عباءة «اللمبي»
ولن أعود إليها
سها الشرقاوي
سواء اتفقنا أو اختلفنا معه، فإنه استطاع أن يجد له مكانا وسط قلوب
الجماهير المصرية، وتحقيق نجاحات مدوية منذ أن ظهر على الساحة الفنية.. «اللمبي»؛
هكذا يعرف المصريون الممثل الذي استطاع تحقيق أعلى إيرادات في السينما
المصرية عندما ظهر في أول بطولة له في فيلم «اللمبي» عام 2002، ومنذ ذلك
الحين يستحوذ محمد سعد على شعبية كبيرة، خاصة في الأوساط الشعبية التي
يعتبر نفسه واحدا منها ومعبرا عنها، وبعد «اللمبي» تعددت أعمال سعد الفنية
وتكررت شخصية «اللمبي» في بعض الأعمال، ونال كثيرا من النقد في بعض
الأحيان، ونال كثيرا من استحسان الجمهور في أحيان أخرى.
آخر أعمال سعد الفنية كان فيلم «تك تك بوم» الذي يعرض حاليا في دور
العرض السينمائي، وتحدثت «الشرق الأوسط» مع سعد عن فيلمه الأخير وسعادته
بردود فعل الجمهور عليه، وعن أهم التحديات التي واجهها أثناء تصوير الفيلم
الذي تولى فيه سعد أيضا بجانب دور البطولة دوره كمؤلف للفيلم، وآرائه في
النقد الموجه للفيلم. وإلى نص الحوار:
·
لماذا قدمت فيلما يلعب على نغمة
الثورة المصرية ولكن بشكل غير مباشر؟
- قُدمت إلي العديد من الأفكار والعروض من بعض المؤلفين، ولكن لم ينل
أي من هذه الأفكار إعجابي، وكانت في الغالب أفكارا متشابهة، ولكني وافقت
على فكرة فيلم «تك تك بوم» عندما عرضتها علي المنتجة إسعاد يونس، لأن
الفكرة كانت ضمن الأشياء التي كنت أفكر فيها وأعشقها، حيث إنها تشبهني،
وأردت أيضا أن أظهر ما كان يدور أثناء الثورة في الحارات والأماكن البسيطة
وما خفي عن الناس أو لم يروه جيدا، وقدمت الموضوع بشكل كوميدي وكنت حريصا
على أن تكون الكوميديا موقفا كما حدث في العديد من المشاهد التي كانت بيني
وبين الفنان محمد لطفي، بالإضافة إلى الكوميديا الصرفة لأني كنت أريد إخراج
الناس من حالة الخوف والفزع الذي مررنا بها طوال الفترة الماضية.
·
لماذا لم تقدم فيلما عن الثورة
بشكل مباشر؟
- بصراحة أنا أرفض أن أقدم فيلما يتحدث عن الثورة بشكل صريح، على
الرغم من أن بعض الزملاء قاموا بإنتاج مثل هذه الأعمال التي تتحدث عن
الثورة بشكل مباشر، وأنا أقدر هذه الأعمال المميزة، ولكني كنت أود دخول
تجربة مختلفة أعبر فيها عما كان يدور داخل الحارة أثناء الثورة، ولذلك حرصت
على أن يدور الموضوع بالكامل داخل الحارة المصرية الشعبية، وهذا ما كان
يميز العمل، وكنت أريد أن أقدم شيئا مختلفا، وبالفعل نجحت في ذلك، وهذا هو
السبب الرئيسي في رفضي لكل الأعمال التي عرضت علي والتي كانت تتحدث عن
الثورة وبداياتها وعما كان يدور في ميدان التحرير.
·
ما رأيك في الأعمال التي تناولت
الثورة بشكل مباشر؟
- بعض المنتجين عملوا أفلاما تتحدث مباشرة عن الثورة حتى لو كانت
وثائقية، ولكن أنا ليس لدي علم كاف بكل الحقائق التي حدثت أثناء الثورة حيث
ما زالت الأمور تتكشف يوما بعد يوم وهناك أشياء ما زالت غامضة، وإذا أردت
أن أجعل موضوع فيلمي يتحدث عن الثورة، فلا بد من بداية ونهاية، فمن الممكن
أن يكون في التناول مغالطات تظهر بعد ذلك، وهذا يجعل من الفيلم سقطة لي مع
الزمن بعد أن تنكشف الحقائق الموضوعية سواء عند قيام الثورة أو أثناءها.
·
في فيلم «تيك تاك بوم» قدمت صورة
للحارة أو الحي الشعبي المليء بالطلقات النارية، لماذا؟
- هذا ما لمسته بنفسي، فالحارة كانت مليئة بالطلقات النارية. وما
قدمته في الفيلم أقل بكثير مما في الواقع، ولدي الكثير من الأشياء التي
تؤكد أن هذه الظاهرة كانت موجودة، حيث كانت الناس خائفة ومرعوبة وكانوا في
الحارة يشكلون لجانا شعبية في كل المناطق كانت منتشرة في الحارة بشكل كبير
تحسبا للبلطجية نتيجة الغياب الأمني في تلك الفترة.
·
لماذا كان التركيز الأكبر في
الفيلم على الانفلات الأمني؟
- لا.. لم أركز فقط على الانفلات الأمني؛ بل كان تركيزي على موضوعات
كثيرة، مثل الوحدة الوطنية والعلاقة بين المسلمين والمسيحيين وكيف قربت هذه
الثورة بينهما، وفكرة تكوين اللجان الشعبية وتلاحم المصريين بعضهم مع بعض
حيث كانوا يوجدون معا في ملحمة ممتازة تعبر عن هذا الشعب العاطفي الذي
تجمعه المحنة بشكل كبير ويظهرون الوجه الجميل ويحب بعضهم بعضا، وهي إحدى
الظواهر الجميلة التي أظهرتها لنا ثورة 25 يناير.
·
في أحد مشاهد الفيلم غطت
الموسيقى حديث أحد أئمة المساجد عن الثورة، لماذا لم تتركه يتحدث عن الثورة
أو يكون هناك مشهد يتحدث عنها؟
- نعم.. بصفتي مؤلفا لهذا لعمل، كنا أنا والمخرج نقصد ذلك، حتى لا
يتهمنا الناس بأننا نريد أن نركب موجة الثورة، وكنت قلقا جدا من هذا الأمر،
فكان البديل أن أخفي كلامه بالموسيقى، لأن كل الشعب يعلم ما كان يتحدث عنه
شيخ الجامع، فليس من الضروري أن نجعل مشهدا كمشهد الشيخ يكمل.
·
ولكن التوضيح كان لا بد منه؟
- الشيخ بدأ كلامه بأن العدل هو أساس الملك، وأعتقد أن المشهد كان
واضحا للغاية، وكل الناس فاهمة ما يتحدث عنه، فمثلا لو أن شخصا تشاجر مع
شخص آخر وجاء شخص إليهم فمن المنطق أن يأخذه ليحكي له تفاصيل المشاجرة
والآخر سيفهم أنه يحكي له المشكلة نفسها دون سماع أي صوت.
·
هل كنت تقصد الابتعاد عن الإساءة
للنظام السابق حتى في نطق شخصية «تيكا» لكلمة «فلول»؟
- بالطبع لا.. فشخصية «تيكا» تعبر عن شخص لا يعرف هذا الكلام أو حتى
يفكر فيه ولا يفهم في السياسة، فهو لا يستطيع أن يتخيل معنى كلمة «فلول»
وتكون غريبة على لسانه وكذلك كانت تستخدم كـ«إفّيه» للشخصية، وفي آخر مشهد
له وهو يتحدث لمدير السجن قال له: «طول عمرنا تحت أمر الحكومة»، وأنه لا
يفعل إلا ما يطلب منه، فهي كلمة اعتاد عليها، ولكنه لا يفهم معناها، وعبرت
عن وجه نظري هذه في الأغنية «لو كنت رئيس».
·
رفضت في أحد المشاهد أن تذهب
لميدان التحرير، هل تقصد بذلك أن تبرر للمشاهد عدم نزولك لميدان التحرير
أثناء الثورة؟
- بصراحة إخواتي وأهلي ذهبوا إلى ميدان التحرير، وكل منهم كانت له
وظيفة يؤديها أثناء الثورة، ولكن وظيفتي في هذه الأثناء كانت حماية بيتي،
وكنت وآخرون نعمل لجانا شعبية تحت منازلنا لحماية المنازل والشوارع،
بالإضافة إلى أنني عملت اتصالا مع إحدى القنوات الفضائية المصرية وطالبت أن
يذهب الشباب إلى بيته لكي يرى ما يحدث لأهله ويحميهم من البلطجية، والفيلم
عبارة عن رسالة مفادها أنه ليس فقط كل من ذهب إلى ميدان التحرير هو الوطني
أو صاحب الثورة، ولكن كل منا شارك في الثورة وكان يؤدي دوره بطريقته الخاصة
حتى لو لم يذهب إلى الميدان، فشخصية «تيكا» في الفيلم تتحدث في هذه النقطة
في أحد المشاهد حيث قلت: «أسيب مراتي لمين وأمشي؟» حتى إن الشاب رد عليه
وقال: «خلي بالك من أمي» وهذا قيمة كبيرة لهذا الدور، وأنا لا أنسى بعد
هدوء الأوضاع بعشرة أيام أن أرسل لي الإعلامي المصري محمود سعد جواب شكر
لسهري أنا ومن معي على حراسة المكان في اللجان الشعبية، لأنه يسكن قريبا
منه وكانا يرانا ويعرف جيدا ما كنا نفعله من أجل حماية أهالي المنطقة التي
يسكنها.
·
هل هذا هو السبب الذي جعلك تكتب
الفيلم بنفسك لأنك عايشت الموضوع بشكل مباشر؟
- نعم هذا أحد الأسباب، ولكن السبب الرئيسي هو أن أفكار المؤلفين كانت
في اتجاه آخر غير الذي كنت أفكر فيه، فرأيت أن أكتب هذه الفكرة التي كانت
تمتلك إحساسي في ذلك الوقت، كما أنني لم أكتب الفكرة وحدي، فكانت معي
السيدة إسعاد يونس وكانت تشاركني وتعطي رأيها وساعدتني كثيرا في كتابة
سيناريو الفيلم، حيث حذفت مشاهد أقنعتني أنها ليست جيدة، كما أنني كنت أقدم
ما شعرت به أثناء تلك الفترة كمحمد سعد الإنسان الذي قام بشخصية «تيكا»،
التي جاءت قريبة مني وعايشتها بشكل جيد، وأنا كتبت الموضوع بنفسي ليس لأنني
أتدخل في كل سيناريو يعرض علي كما يقال، بدليل أنني كان عندي الكثير من
المواضيع، ولكني أجلتها لأن توقيتها غير مناسب، كما أن الكتابة ما هي إلا
محاكاة للواقع بكل إيجابياته وسلبياته.
·
هل يمكن اعتبار شخصية «تيكا»
صورة معدلة من الشخصيات التي قدمتها من قبل؟
- لا.. فشخصية «تيكا» بعيدة عن الشخصيات التي قدمتها، فهي شخصيتي
الحقيقية ولغتي الحقيقية التي أنا عليها، بعيدة عن طريقة كلام شخصية
«اللمبي» في الحديث، وعن شخصيات «عوكل» و«بوحة» و«قطاطة»، فكل من هذه
الشخصيات لو قدمت شخصية «تيكا» سوف تقدمها بطريقتها التي يعرفها الناس عن
هذه الشخصيات من حيث طريقة الكلام وطريقة الحركات.
·
لكن طريقة «تيكا» في الكلام
وحركاته مثل شخصية «اللمبي» بعض الشيء؟
- ليس بالضبط.. ولكن لا أحد يستطيع أن يغير شكله أو خطواته، أكيد هناك
شيء في شخصيتي الحقيقية قدمتها في هذه الشخصيات، وبالتأكيد عندما أقدم
شخصيتي الحقيقية سيظهر بعض التشابه مع هذه الحركات التي قدمتها من قبل،
فهذا أمر طبيعي، ولكن الذي يختلف ويميز شخصية «تيكا» عما قبلها من شخصيات
جسدتها هو اختلاف موضوع الفيلم عن أي فيلم قدمته من قبل؛ وهذا هو الأهم،
وكذلك الكوميديان الكبير شارلي شابلن الذي أبدع الضحك وقع في هذا الخطأ
عندما لعب شخصية ثم شخصية أخرى كانت له الحركات نفسها، وكذلك جيم كاري الذي
استنفد كل الشخصيات التي قدمها، فهل من المفروض أن يجلس في البيت و«يبطل»
يعمل أعمالا جديدة. عموما أنا مبسوط بشخصية «تيكا» لأنها جديدة واستطاعت أن
تخرجني من الشخصيات التي أعتدت أن أقدمها من قبل والتي لا أنوي الرجوع
إليها مره أخرى.
·
لكنك عدت في الفيلم لشخصية رياض
المنفلوطي التي قدمتها من قبل في فيلم «اللي بالي بالك»..
- نعم أنا فعلا كنت أقصد الرجوع لشخصية رياض المنفلوطي لأنني كنت أود
أن أفكر الناس بهذه الشخصية التي أحبوها، والردود التي جاءتني عن شخصية
رياض كانت رائعة وقوية، ولكن الفرق الذي بيني وبين هذه الشخصية أنني كبّرته
نحو عشر سنين والناس لم تتضايق من هذه الشخصية، ولاقت إعجابا وقبولا من
المشاهدين، وليس حبا مني في الظهور بأكثر من شخصيه في عمل واحد، لكن
الموضوع فرض ذلك.
·
لماذا لم تكتف بشخصيه واحدة لكي
تختلف عن أعمالك السابقة؟
- الفيلم كان يتطلب وجود أكثر من شخصية، فالجزء الثاني من الأحداث كان
سيفقد الكوميديا عندما دخل «تيكا» السجن.. كان الفيلم سينتهي، والعقد الذي
بيني وبين الناس هو الضحك، وأنا فكرت أن أظهر شخصية مدير السجن «رياض
المنفلوطي» حتى تكون الفكاهة الأساسية في الفيلم، حيث إن شخصية «تيكا» لم
تكن فكاهية بشكل كبير كمسجون، لكن فضلت أن يكون مدير السجن هو المضحك
الوحيد، والحمد لله نال الكثير من إعجاب المشاهدين بدليل أنهم يتحدثون عنه
كثيرا ويقلدونه في الحقيقية بعد مشاهدة الفيلم، وكذلك حتى يحقق الفيلم
إيرادات عالية وينجح بشكل كبير، لأن هذه الشخصيات هي التي تعجب الناس
وتمتعهم وتضحكهم، فالناس تعبانه ومتضايقة ومش مبسوطين، وبعدين شخصية مدير
السجن اتعملت كتير من قبل بشكل جاد، ولكن قصدت أن أظهرها بهذا الأداء
الكوميدي.
·
هل تقصد بتقديم مشاهد الشرطة
والشعب أن تلعب دور المصالحة بينهما؟
- من الممكن أن يكون جزءا من الأهداف، لكن كان تركيزي الأكبر على
الشائعات الكثيرة التي كانت تقدم كل يوم بعد الثورة، فالشعب لا يكره الشرطة
بشكل مطلق، وأنا كنت أود أن أظهر للناس مدي تسامحنا وسلميتنا، وكذلك كنت
أود أن أظهر الدور الكبير للشرطة، وأنها شيء ضروري، فمستحيل أن نعيش بأمان
من غير شرطة تحمينا، فدور الشرطة كبير ولا ينتهي أبدا.
·
ألا ترى أن إفيهات الفيلم كانت
كثيرة ومبتذله بعض الشيء؟
- ليست مبتذلة؛ فهي كلمات اعتدنا عليها كثيرا، وكثرتها كنت أقصدها لأن
شخصية «تيكا» الرجل الشعبي البسيط لا بد أن تعطي الكثير من الإفيهات، حيث
إن طريقته وأسلوبه ونطقه للكلمات ومعايشته كابن الحارة أكيد تختلف عن رجل
مثقف يقول «الشعب والجيش إيد واحدة»، أكيد ستكون مختلفة تماما، والإفيهات
كانت في الثورة من صنع الشعب المصري، فأنا لا أبدعها، وهي تجذب المشاهد،
وأنا كنت أود أن يدخل الجمهور الفيلم مرة واثنتين وثلاث.
·
لماذا أقحمت مستشفى سرطان
الأطفال الخيرية في أحداث الفيلم؟
- لأن هذه المشاهد كانت حقيقية وحدثت بالفعل في مستشفي سرطان الأطفال
واقتحمها البلطجية فعلا، فهذه الأحداث حقيقية وواقعية وحدثت بالفعل، وكنت
أود أن أوصل للناس ما وصلنا إليه؛ حيث إننا أصبحنا نريد أن نجلب الفلوس
وخلاص، وكذلك وكنت أود أن أظهر للناس حاجة «مشافوهاش» ولا سمعوا عنها، لأن
الأحداث كانت كثيرة، وكثيرون لم يسمعوا عن بعض هذه الحوادث.
·
لماذا اختتمت الفيلم بهذه
النهاية غير المتوقعة؟
- في البداية كتبت نهايتين للعمل؛ إحداهما النهاية التي تم تصويرها
بالفعل، وكذلك نهاية أخرى كنت أتمناها، وهي أن يرجع البطل مرة أخرى لزوجته،
وبعد كده يوقع عليهم البيت فيشعر البطل أن زوجته هذه نحس فيقوم بتطليقها،
ولكن النهاية التي تم تصويرها بالفعل كانت رؤية المخرج، وهذا دليل على أنني
لست ديكتاتورا في العمل وأحترم وجه نظر المخرج.
·
بررت في أحد مشاهد الفيلم أعمال
البلطجة؟
- لا أنا كنت أدافع عن الناس اللي بتتظلم في هذا الموضوع، لأن هناك
أشخاصا «بيتاخدوا في الرجلين»، على الرغم من أنهم ليس لهم ذنب، فهم ليسوا
بلطجية، وإنما الظروف تضعهم في بؤرة البلطجة، فيأخذون مع البلطجية
الحقيقيين، وكنت أوجه رسالة بضرورة التدقيق والتريث حتى لا يظلم أحد
بالخطأ.
·
ما الخطأ الذي وقعت فيه الثورة؟
- أنا حتى الآن لا أعلم ما الخطأ الذي وقعت فيه الثورة، وأرى أننا ما
زلنا لم ننته بعد من تحقيق أهداف الثورة، فكل يوم يظهر الجديد، والحقائق
غير واضحة، فنحن شعب 83 مليون نسمة، ولو كل واحد راجع نفسه وأخذ وقتا لمدة
شهر فسنحتاج وقتا طويلا حتى نقيم أنفسنا ونستطيع أن نخرج أفضل مما كنا،
ونعالج سلبياتنا لنكون الأفضل في المستقبل وتكون هذه الثورة هي النواة التي
على أسسها يبدأ التغير بهدف الوصول إلى ما كنا نصبوا إليه، وأنا قدمت
رسالتي من خلال الفيلم الذي نال إعجاب الناس وجاءتني ردود فعل قوية جدا عن
الفيلم أسعدتني، وأكبر رد فعل جاءني على أغنية «لو كنت رئيس» التي أعجبت
الكثير من الناس.
·
أغلب النقاد المصريين هاجموا
الفيلم ولم ينل إعجابهم؟
- لم أتابع أو أقرأ شيئا عن الفيلم، لأن الفيلم قمت بتصويره في فترة
قصيرة جدا، بالإضافة إلى التحضير نفسيا للخروج من كل الشخصيات والقيام
بتصوير شخصية جديدة، فهذا الفيلم أخذ مني وقتا طويلا، فكان هناك صراع لكي
أخرج من هذه الشخصيات، والحمد لله نجحت في ذلك، ولكن المهم عندي هو رأي
الجمهور وتحقيق إيرادات، وبالفعل الفيلم حقق إيرادات كبيرة في دور العرض،
ورأي المشاهدين عندي أهم، ولكن رأي السيد الأستاذ الناقد سواء بالإيجاب أو
السلب فهو في النهاية وجهة نظر أحترمها، ولكنه ليس الحكم، ولم يكن الهدف
الوحيد «فلولا اختلاف الأذواق لبارت السلع».
·
هل تفكر في تقديم دراما
تلفزيونية في المستقبل؟
- نعم أقوم بتجهيز عمل سوف يعرض في رمضان 2012، من تأليف أحمد عبد
الله وإخراج أحمد إحسان، وحتى الآن لا أعلم ما قصة المسلسل، ولكني سوف أقوم
بعقد جلسات عمل في الوقت القريب.
الشرق الأوسط في
16/09/2011 |