أقام المخرج وليد العوضي غبقة رمضانية بمناسبة حصول فيلمه “تورا بورا” على
درجة امتياز من قبل لجنة رقابة السينما، وسيطرح العمل بدور العرض الكويتية
في أول أيام العيد، وتخلل المناسبة مؤتمر صحافي.
عقد المخرج وليد العوضي مؤتمرا صحافيا في الخيمة الرمضانية بفندق شيراتون،
عقب احتفاله بقرب عرض فيلمه “تورا بورا” أول أيام عيد الفطر السعيد بصالات
السينما الكويتية، ونيله درجة الامتياز من رقابة السينما، وشارك في
المؤتمر، الذي أداره الزميل عبدالستار ناجي راعي الحفل الشيخ دعيج الخليفة
والفنان القدير سعد الفرج.
واستهل الشيخ دعيج الخليفة الحديث بالقول: “لقد حظي الفيلم من لجنة الرقابة
بتقييم عال هو امتياز، ولم يخضع لأي تدخل أو ملاحظات أو حذف مشاهد، وهي
سابقة تحسب له كأول فيلم سينمائي يتجاوز ذلك بإجماع كل اعضاء اللجنة”.
أما بطل الفيلم الفنان القدير سعد الفرج فقد عبر عن سعادته البالغة لإجازة
الفيلم بهذا التقدير الكبير، مضيفاً أن الجهد الكبير في تنفيذ العمل، الذي
استغرق ثلاث سنوات، لم يذهب سدى، موضحاً أن تصوير مشهد لم يتجاوز دقيقة
واحدة استغرق ما يقارب 12 ساعة، لكنها أتت ثمارها بكاميرا مخرج يعمل
بإخلاص.
وأكد الفرج أن الأعوام الثلاثة التي قضاها في التصوير “توجت مسيرتي الفنية
بفيلم مستحق مع مخرج لو أعطي الفرصة والدعم المطلوبين فسيكون في مصاف
المخرجين العالميين”.
من جهته، قال المخرج وليد العوضي: “عندما قدمت فيلمي في مهرجان (كان)
استغربوا كوني مسلما جاء ليقدم نظرته السينمائية من احداث 11 سبتمبر
بمفهومه الشخصي، وكاد الفيلم يتوقف، وقررت أن ألغي مواصلة الانتاج بعدما
وصلت التهديدات إلى قتلي، لكني استذكرت كلمات التشجيع التي شرفني بها أمير
القلوب الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح على المضي في هذا المشوار”.
أثر معنوي
وأضاف العوضي: “كما كان لصاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الاحمد الأثر
المعنوي الكبير عندما سأله يوما: كيف استطعت ان تدفع 1200 مواطن غربي في
نيويورك لمشاهدة فيلمك الكويتي (أحلام بلا نوم)”، وكذلك “تشجيع اصدقائي
واسرتي الذي كان الوقود الذي يحركني دوما حتى أبصر فيلمي تورا بورا النور
بعد ثلاث سنوات من الاستنزاف الذهني والبدني والمادي”.
وذكر: “لقد حملت الأعوام الثلاثة في انتاج وتنفيذ فيلم تورا بورا الكثير من
التعب والسعادة وروح المغامرة، إلى جانب ما خلقته في نفسي من رغبة عارمة
بإنجاز هذا العمل السينمائي الأضخم في العالم العربي، على الصعيد الإنساني
والسياسي والاجتماعي، رغم علمي بملامسته بعض الجوانب الدينية التي يتجنبها
المخرجون في أيامنا هذه”.
وتابع: “قصة الفيلم روائية أسست حبكتها ورتبت تفاصيلها وكتبتها بنفسي مع
الكاتب رياض السيف، لتحكي رحلة أب وأم كويتيين في أفغانستان بحثاً عن
ابنهما الذي غرّر به فالتحق بخلية متطرفة هناك، لتدور الأحداث في مخيم
للاجئين وجبال تورا بورا”، مشيرا إلى اختياره لصحراء وجبال بلدة ورزازات
المغربية التي أصبحت لاحقا أرضاً خصبة لأفلام هوليوودية كثيرة حققت نجاحات
كبيرة.
وتطرق الى رقابة الأفلام السينمائية بوزارة الإعلام التي تعاملت مع الفيلم
بنظرة ابداعية، لأن تقطيع الفيلم يعني تقطيع جسد المبدع.
أبطال العمل
وعدد العوضي من أسهموا في انجاح الفيلم، من الكويت وفلسطين والمغرب العربي،
إذ مثل دور البطولة “الأب” الممثل الكويتي سعد الفرج، وأسمهان توفيق، وخالد
أمين، وعبدالله الزيد، وعبدالله الطراروة، ومن المغرب العربي الساسي،
وعبداللطيف أبوشقرا، وياسين إحجام، والنجم الفلسطيني قيس ناشف.
وقال إن العمل ضم أيضا أكثر من 80 شخصاً خلف كاميراتهم على مدى أربعة أشهر
كاملة، إضافة إلى ما يزيد على خمسمئة شخص من الكومبارس، وهؤلاء من شركات
إنتاج وإخراج سينمائية عالمية من إسبانيا وإيطاليا والمغرب وألمانيا، وتمت
مراحل المونتاج في إسبانيا وزيوريخ ومعامل التحميض في برلين.
وفي ختام المؤتمر كشف العوضي عن استعداده لانتاج المسلسل التلفزيوني
الدرامي “تورا بورا” الذي سيقوم ببطولته سليمان البسام وفيصل العميري وفهد
العبدالمحسن وعدد آخر من الممثلين.
الجريدة الكويتية في
22/08/2011
"امتياز"
رقابة الأفلام جعلته "عيدية" جمهور
السينما
العوضي والفرج: "تورا بورا"... السياسة والدين وتهديد
الحياة
كتب - فالح العنزي:
عقد المخرج وليد العوضي وفريق فيلمه السينمائي الجديد »تورا بورا«
مؤتمراً صحافيا بمناسبة طرحه في دور العرض المحلية اعتبارا من اول ايام عيد
الفطر, واقيم المؤتمر الذي اقتصر على الاعلاميين فقط برعاية وحضور مسؤول
اللجنة الاعلامية في الشركة الكويتية للسينما الشيخ دعيج الخليفة الصباح
وادارة الزميل عبدالستار ناجي الذي تحدث بايجاز عن الاصداء التي حققها
الفيلم خلال عرضه في اكبر تظاهرة سينمائية للافلام »كان« وكيف ان بوستر
الفيلم تصدر غلاف المجلة الرسمية للمهرجان.
في البداية قال الشيخ دعيج الخليفة بأنه كان يتوق لطرح الفيلم في السينما
الكويتية لما يحمله من قيمة انسانية وسياسية اكدها تقييم لجنة رقابة
الافلام في وزارة الاعلام التي منحته درجة امتياز من دون تدخل او ملاحظات
او حذف مشاهد وهي سابقة تحسب ل¯ »تورا بورا« كأول فيلم سينمائي يتجاوز ذلك
باجماع كافة اعضاء اللجنة ليكون »عيدية« للجمهور. ثم عبر بطل الفيلم
الفنان القدير سعد الفرج عن سعادته البالغة لاجازة الفيلم من قبل لجنة
الرقابة دون حذف مشهد او جملة, واشار الى ان تنفيذ العمل على مدار ثلاث
سنوات لم يذهب هباء, وقال: ان الساعات التي كانت تتجاوز الاثنتي عشرة ساعة
من اجل تصوير مشهد لم يتجاوز دقيقة فقط لم تكن ساعات ضائعة لأنها اتت
ثمارها بكاميرا مخرج يعمل باخلاص من اجل فيلمه.
واضاف: ان طرح الفيلم في دور العرض السينمائية في العيد هي الجائزة
الحقيقية التي انتظرها ولن اتحدث عن المشاق والمعوقات فالثلاثة اعوام التي
قضيناها في التصوير توجت مسيرتي الفنية بفيلم مستحق مع مخرج لو اعطى الفرصة
والدعم المطلوبين سيكون في مصاف المخرجين العالميين.
من جهته قال المخرج وليد العوضي: عندما قدمت فيلمي في مهرجان »كان«
استغربوا كوني مسلماً جاء لعرض نظرته السينمائية عن احداث 11 سبتمبر
بمفهومه الشخصي, كاد الفيلم ان يتوقف وقررت الغاء مواصلة الانتاج بعدما
بلغت التهديدات فقدان حياتي لكنني استذكرت كلمات التشجيع التي شرفني بها
المغفور له بإذن الله الشيخ جابر الاحمد الصباح عندما قال: امض في هذا
المشوار انه طريقك, كما كان لصاحب السمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد
الاثر المعنوي الكبير عندما سألني يوماً: كيف استطعت ان تدفع 1200 مواطن
غربي في نيويورك لمشاهدة فيلمك الكويتي »احلام بلا نوم« وايضا تشجيع
اصدقائي واسرتي كان الوقود الذي يحركني دوما حتى ابصر فيلمي »تورا بورا«
النور بعد ثلاث سنوات من الاستنزاف الذهبي والبدني والمادي.
وأضاف: ان الثلاث سنوات في انتاج »تورا بورا« حملت الكثير من التعب
والسعادة وروح المغامرة, الى جانب ما تركته في نفسي من رغبة عارمة بانجاز
العمل السينمائي الاضخم في العالم العربي, على الصعيد الانساني والسياسي
والاجتماعي, رغم علمي بملامسته بعض الجوانب الدينية التي يتجنبها المخرجون
في ايامنا, فقصة الفيلم روائية اسست حبكتها ورتبت تفاصيلها وكتبتها بنفسي
مع الكاتب رياض السيف, لتحكي رحلة اب وام كويتيين في افغانستان بحثا عن
ابنهما الذي ضل الهدى وغرر به فالتحق بخلية متطرفة هناك, وتدور الاحداث في
مخيم للاجئين وجبال »تورا بورا«.
واشار الى ان رقابة الافلام تعاملت مع الفيلم بنظرة ابداعية لأن تقطيع
الفيلم يعني تقطيع جسد المبدع.
واوضح: اخترت صحراء وجبال بلدة ورزازات المغربية التي اصبحت لاحقا
ارضا خصبة لأفلام هوليوودية كثيرة حققت نجاحات كبيرة.
ولفت العوضي الى ان الكثيرين اسهموا في انجاح هذا العمل, من الكويت
وفلسطين والمغرب العربي, اذ مثل دور البطولة »الاب« الفنان القدير سعد
الفرج, اسمهان توفيق, خالد امين, عبدالله الزيد, عبدالله الطراروة.
ومن خارج الكويت العربي الساسي, عبداللطيف ابو شقرا, ياسين احجام, من
المغرب وغيرهم, والنجم الفلسطيني قيس ناشف, واكثر من 80 شخصاً خلف
كاميراتهم على مدى 4 شهور كاملة, اضافة الى نحو 500 شخص من الكومبارس,
وهؤلاء من شركات انتاج واخراج سينمائية عالمية من اسبانيا وايطاليا والمغرب
والمانيا, وتمت مراحل المونتاج في اسبانيا وزيورخ ومعامل التحميض في برلين.
واخيرا كشف عن تحضيره لانتاج مسلسل »تورا بورا« من بطولة سليمان
البسام, فيصل العميري وفهد العبدالمحسن وغيرهم.
السياسة الكويتية في
23/08/2011
لجنة الرقابة في «الإعلام» أجازته كاملاً
فيلم «تورا بورا» أول أيام العيد بطولة سعد الفرج
عبدالستار ناجي
اكد الشيخ دعيج الخليفة الصباح ان فيلم تورا بورا سيكون العيدية
بالنسبة للجمهور في الكويت حيث سيبدأ عرض الفيلم في صالات شركة السينما
الكويتية الوطنية سينسكيب اعتبارا من اول ايام عيد الفطر المبارك. في الوقت
الذي عبر به الفنان القدير سعد الفرج لتكرار تجربة العمل مع المخرج الكويتي
وليد العوضي مشيرا الى الحفاوة الكبيرة التي استقبل بها الفيلم اثناء عرضة
في السوق الدولية لمهرجان كان السينمائي الدولي في مايو الماضي. بينما
استهل المخرج وليد العوضي تصريحه خلال الغبقة الرمضانية التي ادراها الزميل
الناقد عبدالستار ناجي في خيمه فندق شيراتون الكويت بتقديم الشكر لكل من
ساهم في دعم هذا التجربة السينمائية الكويتية الروائية مشيرا الى نجوم
العمل وفريقة والدعم الكبير والمتواصل من القيادة السياسية منذ ايام
المغفور له الشيخ جابر الاحمد الجابر الصباح حتى عهد سمو الامير الشيخ صباح
الاحمد الجابر الصباح.
وكانت لجنة الرقابة في وزارة الاعلام الكويتية قد اجازت الفيلم وهو
لمخرج كويتي، ببطولة كويتية، يحاكي واقعاً خاضته أسرٌ عدة، كويتية وغير
كويتية، الا أن الأمر هذه المرة مختلف تماماً، فالمميز في الأمر أن اللجنة
الرقابية أجازت عرض «تورا بورا» من دون حذف أي جزء من بنائه السينمائي، ومن
دون رفض لأي من مقاطعه، قائلة: «رغم أن الفيلم حساس بعض الشيء.. لكن من
المهم عرضه كاملاً»، رغم أن جدلاً طويلاً وأقاويل كثيرة انتشرت في الكويت
منذ بداية تصويره عن احتمال منعه رقابياً، أو قص أجزاء كبيرة منه.
وصرح وليد العوضي المخرج والمنتج وشركة «C
Sky Pictures» لعرض الفيلم بالكويت، أشاد بقرار اللجنة لافتاً الى أن الفيلم يعتمد
على قصة روائية أسس حبكتها ورتب تفاصيلها وكتبها بنفسه مع الكاتب رياض
السيف، لتحكي رحلة أب وأم كويتيين في أفغانستان بحثاً عن ابنهما الذي ضل
الهدى وغرّر به فالتحق بخلية متطرفة، هناك، وتدور الأحداث في مخيم للاجئين
و جبال تورا بورا.
المخرج العوضي أشار الى ان الثلاث سنوات لانتاج «تورا بورا» حملت بين
طياتها الكثير من التعب والسعادة وروح المغامرة، الى جانب ما خلقته في نفسه
من رغبة عارمة بانجاز هذا العمل السينمائي الأضخم، في العالم العربي، على
الصعيد الانساني والسياسي والاجتماعي، رغم علمه بملامسته بعض الجوانب
الدينية التي يتجنبها المخرجون في أيامنا هذه.
لم يكن «تورا بورا» كغيره من الأفلام التي تحاكي الدين والسياسة،
والارهاب في الوقت ذاته، اذ احتاج تحديد مواقع التصوير واختيارها وقتاً
طويلاً، حسب العوضي، ووقع الاختيار، أخيراً، على أرض المغرب العربي، في
هوليوود المغرب، بلدة ورزازات، التي كانت أرضاً خصبة لأفلام هوليوودية
كثيرة حققت نجاحات كبيرة، وفي حديثه عن المواقع أسهب العوضي بوصف الجبال
والصحراء التي احتضنت أحداث «تورا بورا»
أما عن الكوادر التي عملت على ادارة تفاصيل التمثيل، التصوير والانتاج،
وما الى ذلك من عمليات أخرى أسهمت في انجاح العمل السينمائي الضخم، لفت
العوضي الى أن عدداً ليس بقليل من الممثلين أسهم في انجاح هذا العمل، من
الكويت وفلسطين والمغرب العربي، اذ مثل دور البطولة (الأب) الممثل الكويتي
العملاق، سعد الفرج، وكان الى جانبه من الكويت بدور الأم، الممثلة أسمهان
توفيق، ومعهما تألق من الكويت، نجم الشباب، الممثل القدير خالد أمين.
أما من خارج الكويت فقد برزت أسماءونجوم من المغرب مثل العربي الساسي،
عبداللطيف أبو شقرا، ياسين احجام، وغيرهم، الى جانب عبدالله الطراروة
وعبدالله الزيدمن الكويت والنجم الفلسطيني قيس ناشف، وكلهم خاضوا تجارب
سينمائية حققت نجاحات باهرة.
مع الممثلين، جنباً الى جنب، عمل أكثر من 80 شخصاً خلف كاميراتهم على
مدى 4 شهور كاملة، اضافة الى ما يزيد على 500 شخص من الكومبارس، وكان هؤلاء
من شركات انتاج واخراج سينمائية عالمية من أسبانيا وايطاليا والمغرب
وألمانيا، وتمت مراحل المونتاج في أسبانيا وزيورخ ومعامل التحميض في برلين.
وختم العوضي قائلاً: «اشكر كل من عمل خلف هذا العمل السينمائي لمدة 3
اعوام متواصلة، نجحنا في عرضه في سوق الأفلام الدولية في مهرجان كان 2011،
والنجاح الأكبر هو اجازة الرقابة لعرضه بالكويت كاملاً في عيد الفطر
السعيد» هذا وقد اقيم عرض الافتتاح الاعلامي لفيلم تورا بورا مساء امس
الاثنين في صالة سينما ليلى في مجمع ليلى في السالمية.
anaji_kuwait@hotmail.com
النهار الكويتية في
23/08/2011
الحب والحب... وأيضاً الحب [20]
«المريض الإنجليزي» حكاية الحب والخسارة
عبدالستار ناجي
يذهب فيلم «المريض الانجليزي» الى حيث موضوع «الحب والخسارة» بكل
دلالاتهما وابعادهما، معتمدا على نص رواني اكثر من رائع، ليتحول الى تحفة
سينمائية سيظل العالم يذكرها ويذكر مبدعها «انتوني منغيلا» ولعل الذهاب الى
هذا الفيلم «وضمن هذه السلسلة» حيث الافلام الرومانسية يعني بالضرورة
الوقوف على حافة الالم.. والتعب.. والخسارة والتشوية، من اجل حب اكبر، يذهب
الى خلايانا ونبضنا ولايكاد يفارقنا، حتى حينما نفترق فما اروعه من نبض
وحب.. وروايه.. وفيلم.
الفيلم صدر عام 1996، ومدته (162) دقيقة، وهذا يعني قرابة الساعات
الثلاث، المليئة بالاحداث والشخصيات والدمار، وايضا لحظات الحب الخالدة.
وقيل الذهاب الى الفيلم، نذهب الى الروائي مايكل اونداتي، الذي ولد في
سيرلانكا، ليحقق عدداً من الاعمال الروائية، من بينها «المريض الانجليزي
1996 وعدد اخر من الاعمال التي تحولت الى اعمال تلفزيونية وسينمائية.
اما المخرج انتوني منغيلا، فهو من اقطاب واعمدة السينما البريطانية،
وحينما نتذكره، نتذكر الكثير من الاعمال الهامة «دله» السيد ريبلي «و»
والجبل البارد «و» نيويورك انا احبك «وناين» وفي كل مرة، ذلك البعد الروائي
السخي بالشخيصات والاحداث والحب هو القضية والمحور الاساسي في تجاربة.
تجري الاحداث ابان الحرب العالمية الثانية، حيث رحلة يقوم به الكونت
لارلو دي الماسي (رالف فينس) مع الجمعية الجغرافية الملكية للقيام بعملية
مسح في مصر وليبيا، وبرفقته ما دوكس (جوليان ويدهام) وخلال رحلتهما،
يلتقيان مع زوجين بريطانيين، جيفري وكاثرين كليفتون (كولين فيرث وكرستين
سكوت توماس) الذين يلتحقان بهما، حيث تأخذ الرواية، بعدا جديدا، وتقترب
كاثرين من (الماسى)، بينما يظل جيفري مشغولا.
وقبيل اندلاع الحرب بلحظات، تقوم المجموعة بتحقيق مجموعة من
الاكتشافات الاثرية مزينة برسومات يرجع تاريخها الى عصور ما قبل التاريخ.
ومع تصاعد الحس العاطفي بين الماسى وكاثرين، الا ان الموعد يحين
للفراق.
وننتقل الى حيث عام 1939، اي بعد تسعة اعوام تلك اللقاءات الحميمة،
حينما تتحطم طائرة كانت على متنها كاترين وزوجها جيفري، الذي يلقى حتفه،
بينما تتعرض كاثرين الى كم من الاصابات.
هنا يتحرك (الماسي) لانقاذها، في رحلة تتواصل على مدى ثلاثة ايام سيرا
على الاقدام للوصول الى القاهرة، حيث نكون هنا امام رحلة درامية جديدة، مع
اجواء وليالي القاهرة في تلك المرحلة من الاربعينيات.
وحينما يتم التحقيق مع الماسي، عن اسباب ملابسات ذلك الحادث، المتعلق
بسقوط الطائرة، يتم اخذه الى السجن العسكري، ليتمكن لاحقا من الفرار،
والعودة الى الكهف، وهذه المرة بمساعدة المانية.
ثم تأتي المرحلة الثانية، حيث تحولات الفيلم الى ايطاليا والاشهر
الاخيرة من الحرب.
حيث المريض الانجليزي، برعاية الممرضة الفرنسية (حنا) تجسد الشخصية
«جولييت بيوش» وهي قادمة من علاقة انتهت بفاجعة، لتلتقي مع شاب هندي (سنجي)
افضل تقديم لشخصية السخي في تاريخ السينما العالمية، حيث تنشأ فيها علاقة
حب.
وتتداخل الاحداث، خصوصا بعد ان يرهق التعب والمرض (الماسي) الذي يظل
يعيش على الابر المهدئة والمورفين.
وتزداد الامور والشخصيات تعقيدا، حينما تطل علينا شخصية كاراماجيو
(ولم داقو) الذي يعتقد بان (الماسي) جاسوس وتبدا مطاردة بين المرض والردع
والحقيقة والحب الذي اوصله كل منهم الى هذه المحطة.
كم من الشخصيات، تأتي وهي مدمرة عاطفيا، وجسديا، وعلى خلفية الدمار
الذي لحق باوروبا ومن قبلها العالم ابان الحرب العالمية الثانية.
- المريض الانجليزي «حكاية الحب والخسارة» تأتي على خلفية المسرح
الافريقي ابان الحرب العالمية الثانية، وحينما نشير الى افريقيا، فاننا
نعني وبالتحديد مصر وليبيا على وجه الخصوص.
الكونت (الماسى) يسقط من طائرة، يحترق، يشوه ويجد نفسه في رعاية
الممرضة حنا الكندية (الفرنسية جولييت بينوش).. ومن هناك تذهب الى عوالم
تلك الشخصية المليئة بالاسرار والغموض ونقصد شخصية (الماسي).
شخصية لغز.. مذهلة وعلاقته مع كاثرين وكم اخر من الشخصيات، وهنالك
ايضا النجم القدير وليم دافو في شخصية كاراماجيو، في افضل ما قدم، منذ فيلم
بلاتون (الفيلق) مع اوليفرستون.
ومنذ اللحظة الاولى، نعرف بأننا امام مرحلتين في هذا الفيلم بل ان كل
منهما تصلح لان تكون فيلما مستقلا، الاولى مرحلة افريقيا، والثانية
ايطاليا، وفي كل مرة، يكون الحب هو المحرك، ولكن على خلفية الخسارة..
والحرب. والدمار.. والنشوة.. والمرض.. وعدد اخر من الحكايات، التي يحاول
كاراماجيو ان يربط بين خيوطها، ليكتشف الكثير، بالذات، تلك العلاقة التي
تربط (الماسي) المشوه والمريض، وايضا حادث الطائرة، وكاثرين، وجيفري، تلك
الحكاية التي دارت احداثها في مرحلة سبقت الحرب العالمية الثانية.
حتى المرحلة الثانية من عام 1940 وحتى 1942. وعلى خلفية اعتقاد
كاراماجيو (وليم دافو) بان الماسي (رالف فننس) كان جاسوسا في الصحراء وقام
بالتأمر، تبدا عملية البحث ليكتشف ان الحب كان وراء ما وصل اليه من خسارة،
شوهته بالكامل ولكنه يظل يمتلك الامل بلقاء من يحب... كاترين.
بدور «الماسي» هنالك النجم البريطاني رالف فنيسي، الذي نعتقد (شخصيا)
بانه احد اهم نجوم التمثيل في بريطانيا والعالم، وفي رصيد هذا المبدع، كم
من الاعمال السينمائية المهمة، ومنها لائحة شيلندر مع ستيفن سبيلرغ،
والقارئ (عرفناه ضمن هذه السلسلة).
و«عقد البستاني» و«استعراض الاسئلة» وخادمة في مانهاتن «عرضناه ضمن
هذه السلسلة». بالاضافة الى مشاركته في عدد من اجزاء سلسلة افلام «هاري
بوتر» ممثل ذو امكانات فنية عالية المستوى يمتلك حضوراً سينمائياً عالي
المستوى، ويمتلك ايضا اختيارات عالية الجودة.
ومعه في الفيلم، بدور كاثرين، النجمة البريطانية الاكثر اقتداراً،
كرستين سكوت توماس، وهي واحدة من النجمات القليلات في العالم، التي تمثل
بعدة لغات من بينها الانكليزية والفرنسية والايطالية والاسبانية والالمانية،
في رصيدها عدد بارز من الافلام، ومنها «مهمة مستحيلة» مع توم كروز و«هامس
الحصان» مع روبرت ردفورد وكم آخر من الاعمال، التي راحت من خلالها ترسخ لغة
الاختيار المركبة.
بدور «حنا» كانت جولييت بينوش، هي اليوم واحدة من سيدات السينما
الفرنسية، حققت كماً من الانجازات السينمائية، سواء مع السينما الاوروبية
او العالمية، ومن ابرز ما قدمت في السينما الفرنسية فيلم سلسلة افلام «الالوان
الثلاثة»: الأزرق والابيض والاحمر، ثم في السينما العالمية المريض
الانكليزي و«شكولا» و«احبك باريس، وغيرها وهي في كل مرة، تمثل ذلك الاقتدار
الحقيقي، ويكفي ان تشير الى انها فازت بالاوسكار عن دور «حنا» في المريض
الانكليزي، كأفضل ممثلة مساعدة.
كما قدمت مع المخرج الايراني عباس كياروستامي فيلمه «الجميلة نسخة
اصلية» الذي فازت عنه بجائزة احسن ممثلة في مهرجان كان السينمائي 2010.
ونذهب الى النجم الاميركي النزق وليم دافو، الذي عرف عالميا بعد دوره
في فيلم «بوابة الجنة» مع مايكل كيمنيو ومن ابرز اعماله فيلم بلاتون»
و«الرغبة الاخيرة» للسيد المسيح، و«سبيد 2» و«سبايدر مان» و «الطيار»
وغيرها وهو هنا يقدم شخصية مركبة شديدة الحساسية، تجعلنا نتخذ منها موقفاً
لنكتشف لاحقا جدية في البحث والتحليل، والتي توصلنا الى ملف رموز الفيلم
والاحداث والشخصيات.
وايضا نتوقف عند النجم البريطاني كولن فيرث «الحاصل هذا العام على
اوسكار افضل ممثل عن دوره في فيلم «خطاب الملك»، وهو من تلك النوعية من
النجوم التي تختار بعناية، وتحلل الشخصية التي تقدمها، قدم في الفيلم شخصية
«جيزي كلينتون» زوج كاترين ومن اعماله «شكسبير عاشق، و«ما ميا» وغيرها من
الاعمال التي رسخت حضوره كمبدع من الطراز الاول.
ونعود لبيت القصيد..
فيلم المريض الانكليزي، يحملك الى تلك العوالم، حيث يعيش الحب ولكن
على ناصية الالم، والتشوه والخسارة، رغم ذلك يظل الحب بداخل تلك الشخصيات
يحميها من خسارة الذات والوطن.
anaji_kuwait@hotmail.com
النهار الكويتية في
23/08/2011 |