كان عمر أشتون كوتشر 19 سنة عندما لاحظه أحد شركاء مصمم الأزياء الأميركي
المعروف كالفين كلاين وعرض عليه العمل كعارض أزياء (توب موديل)
رجالي بفضل وسامته
خصوصاً طوله الفارع البالغ 189 سنتيمتراً. ومن عرض الأزياء انتقل إلى
التلفزيون
محققاً نجاحاً باهراً في مسلسل «استعراض السبعينات» الأمر الذي فتح أمامه
أبواب
السينما الهوليوودية
.
تخصص كوتشر منذ ذلك الحين في الأدوار الرومانسية الخفيفة والفكاهية إلى حد
ما
غير أنه وبفضل جاذبيته استحق لقب «قنبلة رجالية» وهي صفة لا
يعارضها أبداً جمهوره
المكون أساساً من النساء.
وعلى الصعيد الشخصي أثار كوتشر وعمره الآن 33 سنة، ضجة في عام 2005 حينما
تزوج
من النجمة ديمي مور التي تكبره بـ16 سنة.
آخر أفلام كوتشر عنوانه «بلا قيود» ويتقاسم بطولته مع النجمة ناتالي
بورتمان،
والفيلم من إخراج إيفان رايتمان.
زار كوتشر باريس ليحضر أحد أهم عروض الموضة الرجالية في العاصمة الفرنسية،
فالتقته «الحياة» وحاورته.
·
هل أتيت خصيصاً إلى باريس لتحضر
أحد عروض الموضة الرجالية لربيع وصيف
2012؟
-
نعم، فأنا تلقيت دعوة من دار ديور ولم أستطع رفضها بما أنني أحب ارتداء
أزياء
هذه العلامة غير أنني من أشد المعجبين بالمبتكر كريس فان أش الذي يشرف على
الإدارة
الفنية للدار منذ فترة وجيزة إضافة إلى عمله لحساب علامته
الشخصية من ناحية ثانية،
وأعرفه شخصياً. لقد حضرت من الولايات المتحدة إلى فرنسا لهذا الغرض فقط.
·
لا شك في أن فيلم «بلا قيود» أي
آخر أفلامك، هو من أهم أعمالك السينمائية
حتى الآن خصوصاً أنك تتقاسم بطولته مع ناتالي بورتمان التي
عادة ما تظهر في أفلام
درامية قوية، وأيضاً لأن الفيلم من إخراج إيفان رايتمان الذي نفذ «مطاردو
الأشباح»،
فكيف عشت تجربة تصوير هذا العمل؟
-
صحيح أنني محظوظ جداً كوني عملت إلى جوار ناتالي بورتمان التي تلمع حالياً
في
فيلم آخر هو «البجع الأسود» الذي قد يجلب لها جائزة أوسكار أفضل ممثلة هذا
العام.
لقد تمتعت كثيراً بالتمثيل في لقطات مشتركة معها ذلك أنها تتميز بروح مهنية
متفوقة
إلى أبعد حد وتسخّر طاقتها للكوميديا أو للدراما بلا تفرقة. إنني نادراً ما
رأيت
فنانة قادرة على الانتقال من لون إلى آخر بمثل هذه السرعة
وبموهبة متكافئة.
أما رايتمان فهو عملاق في الإخراج خصوصاً في الكوميديا الأمر الذي ضمن منذ
البداية نوعية الفيلم ومستواه الفني. أنا سعيد وفخور كوني
ساهمت في عمل من هذا
الطراز.
·
أي لون سينمائي تفضل شخصياً؟
-
من الصعب علي أن أحدد أي لون سينمائي يعجبني أكثر من غيره، فالحكاية تتعلق
أولاً وأخيراً بنوعية السيناريو وبموهبة المخرج، وأنا أفضل
المشاركة في عمل جيد
وحسب سواء انتمى إلى السينما المستقلة أو إلى النوع الهوليوودي ذي
الإمكانات
الجبارة وذلك في الكوميديا أو الدراما.
الطريقة المهنية
·
أديت في فيلم «بلا قيود» لقطات
جريئة مع شريكتك ناتالي بورتمان، فهل ضايقك
الأمر بطريقة ما؟
-
لا، بالمرة وذلك مثلما حدث أيضاً في أفلام أخرى من قبله مثل «توي بوي»،
فالمكياج فوق وجهي وجسدي كله على رغم كوني رجلاً، وثم الطريقة
المهنية الفعالة في
إدارة الفريق التقني، كلها عناصر جعلتني لا أبالي بما كنت أفعله وأنغمس في
الشخصية
كلياً ومن دون أدنى تفكير في الجانب الجريء من هذه المواقف. وأعترف لك بأن
ناتالي
بورتمان ساعدتني في حسن أداء المواقف الحساسة لأنها لم تعرها أي أهمية
إضافية أو
مختلفة بالنسبة إلى سائر اللقطات التي كنا نؤديها.
·
لكن مقص الرقيب حذف الجزء الأكبر
من هذه المشاهد في النسخة المخصصة
للولايات المتحدة الأميركية، والفيلم لن ينزل إلى دور العرض بأكمله إلا في
اليابان
وأوروبا، فما قولك في هذا الشأن؟
-
أقول خسارة لأن اللقطات المعنية جميلة وشاعرية أكثر مما توحي بأي شيء مخلّ
بالأدب أو بالذوق الرفيع.
·
غيرت مظهرك من أجل أن تؤدي شخصية
درامية في فيلم «حراس الساحل» إلى جوار
كيفين كوستنر، وهو أحد أفلامك المأسوية النادرة. وبديت في
الحقيقة قاسي الملامح إلى
درجة كبيرة، ألم يضايقك الظهور بمعالم شبه مشوهة والتضحية بصورتك الجذابة
جداً التي
عرفت كيف تفرضها على الجمهور وبخاصة النسائي عبر أفلامك السابقة؟
-
أنا، على عكس ذلك مسرور جداً لأنني ضحيت بهذه الصورة التي تتكلم أنت عنها،
فأنا ممثل وهذا في رأيي يعني أنني قادر على أداء كل أنواع
الشخصيات، جميلة كانت أم
بشعة، طيبة أم شريرة، عاقلة أم مجنونة. أنا حبيس اللون الرومانسي الفكاهي
منذ
بدايتي السينمائية، وذلك لمجرد أن عملي الأول في التلفزيون انتمى إلى هذا
النوع،
ولم يوجد قبل كوستنر من فكّر في منحي فرصة تمثيل شخصية متقلبة
مثل تلك التي أديتها
في «حراس الساحل»، الأمر الذي يجعل تجربتي في هذا العمل شيّقة ومن أفضل ما
حدث لي
في إطار حياتي المهنية حتى الآن.
·
لكن وسامتك عادة ما تخدمك في
مهنتك أليس كذلك؟
-
طبعاً، فالجمهور النسائي يحب أن يحلم بالممثلين حال ما يحلم الرجال
بالنجمات
الفاتنات، وأن يراهم مستحيلي المنال وفي قمة الجاذبية، ولا يجب أن يمنعهم
الأمر من
إثبات قدراتهم الفنية في أدوار متنوعة ليست دائماً مبنية على وسامتهم. إذا
نظرنا
إلى كاري غرانت وغاري كوبر وجيمس دين ومارلون براندو وجدناهم
أكثر رجال الكون وسامة
لكننا لا ننسى أنهم كانوا فنانين من الدرجة الأولى أيضاً.
نجاح في الامتحان
·
يقال إن أحد شركاء المصمم الكبير
كالفين كلاين اكتشفك وأنت أمام باب
الجامعة التي كنت تتعلم فيها في نيويورك، فما صحة هذا الخبر؟
-
الخبر صحيح وليس فيه أي مبالغة أو نوع من الأسطورة، فقد شاء القدر أن يمرّ
معاون كلاين بسيارته أمام الجامعة التي كنت أدرس فيها الفلسفة والآداب في
نيويورك،
فتوقف ونزل من سيارته ليوجه إلي الكلام ويخبرني عن هويته وعن قيام كلاين
باختيار
عارضي أزياء لتقديم عروض موديلاته الرجالية.
أخذت منه عنوان المكتب ووعدته بالحضور في اليوم المحدد من قبله ثم رويت
الحكاية
لأهلي طبعاً بما أن عمري لم يزد في حينه عن 19 سنة، فوجدتهم
يشجعونني وترددت إلى
الموعد كي أخضع لاختبار في طريقة السير فوق مسرح للموضة. ويبدو أنني نجحت
في
الامتحان بما أنني حصلت على عمل بسرعة وصرت من نجوم عرض الأزياء الرجالية
في
العالم. ومن الموضة انتقلت إلى التمثيل وإلى الإنتاج السينمائي
أيضاً لأنني لم
أتخيل نفسي أقضي وقتي في السفر من بلد إلى آخر لمجرد تقديم أحدث موديلات
الثياب
الرجالية. والموضة في النهاية كانت بالنسبة لي عبارة عن مرحلة انتقالية بين
الفلسفة
والآداب ثم التلفزيون والسينما.
·
لماذا غادرت الفلسفة والآداب؟
-
اكتشفت دنيا الأضواء من طريق الموضة واقتنعت بأن مستقبلي المهني كان لا بد
أن
يدور في مهنة فنية وإن لم تكن بالضرورة عرض الأزياء.
·
هل أنت مخلص في الحب؟
-
كلياً سواء كان الأمر يخص الحب أو الصداقة، فأنا من النوع العاطفي وبالتالي
أتعذب كثيراً لكنني عاجز عن تغيير طبيعتي حالي حال كل الناس بعامة.
·
زواجك من ديمي مور تسبب في فضيحة
إعلامية كبيرة بسبب الفارق الشاسع بينكما
في العمر. كيف عشت هذا الحدث؟
-
أولاً، دعني أصرح لك بسعادتنا الزوجية أنا وديمي مور وهذا هو الأهم بطبيعة
الحال. وثانياً أعتقد أنني مثل غيري من الرجال أتمتع بحرية شخصية ليس من
المفروض أن
يتدخل فيها الإعلام أو غيره. وأنا إذا أردت أن أتزوج بامرأة
تكبرني سناً فما هي
علاقة الناس بالموضوع؟ أعرف أنني بحكم مهنتي الفنية وشعبيتي أخضع لنوع من
الحكم على
تصرفاتي في كل صغيرة وكبيرة. وأنا أشعر دائماً أن غيري يتجسس علي بالمنظار
المكبر،
ولكنّ للفضول الإعلامي حدوداً أو على الأقل هذا ما هو من المفروض أن يكون.
وللرد على سؤالك أنا عشت الحدث ببرودة أعصاب تامة وديمي مور كذلك، ما لا
يعني
أننا لم نشعر بشيء من ضيق النفس من كثرة تدخل الإعلام في
حياتنا الخصوصية.
·
وما هو مشروعك الآني؟
-
العودة إلى هوليوود من أجل التمعن في دراسة مشروع سينمائي جديد قد أنتجه
وأمثل
فيه.
الحياة اللندنية في
19/05/2011
«كما
قال الشاعر» ... قيلولة بين
حلمين
دمشق – فجر يعقوب
في الذكرى الثالثة لرحيل الشاعر الفلسطيني محمود درويش، عُرض الإثنين
الماضي في
صالة المركز الثقافي العربي في مخيم اليرموك قرب دمشق، فيلم
«كما قال الشاعر»
للمخرج نصري حجاج. المبادرة قام بها مجموعة من الشباب الفلسطيني تطلق على
نفسها
«المجموعة
194»، وجاء العرض تحت اسم «قيلولة بين حلمين».
مع عرضه الجديد هذا، يعود الفيلم ليؤكد مسألة في غاية الأهمية، وفحواها انه
حين
يقرر مخرجٌ اقتفاء أثر شاعر من طراز محمود درويش يقيم داخل
اللغة، تبدو المسألة
خطرة ومكلفة، كما ان عرضه في هذا الوقت بالذات، بالتزامن مع عرض مسلسل
تلفزيوني عن
الشاعر نفسه، قد يخلق تشويشاً من نوع ما لدى الجمهور، الذي بدا متماسكاً
هنا،
وبالكاد يتذكر أنه في وقت العرض السينمائي ثمة حضور تلفزيوني
مراوغ للشاعر، لم يعد
يحتل الأولوية في المتابعة، بعد أن أخفق صنّاع المسلسل في الدخول إلى
العالم
الدرويشي والإمساك به، من اللحظات الداخلية الأكثر إشراقاً في تجربته
الشعرية. يشهد
على ذلك بالطبع حجم الحضور، الذي بدا مفاجئاً للجميع ويحمل
دلالة كبيرة في هذا
الاتجاه.
مهما يكن، فإن أيّاً من هذه الإشكالات لم يُطرح في سياق العرض. لم يجئ أحد
على
ذكر المسلسل، وكأن أحداً من الحاضرين لا يريد تذكر ما حلّ
بدرويش (تلفزيونياً) في
هذا الوقت بالذات، أي وقت ترافق عرضه مع مرور الذكرى الثالثة. وما فيلم
«كما قال
الشاعر» إلا نزوع تجريبي عاطفي في هذا السياق قام به حجاج، مفضلاً متابعة
الشاعر في
أمكنة كثيرة حلَّ بها شاعراً ومنفياً وزائراً، مثل مدرج جامعة
دمشق، والمسرح البلدي
في تونس، ومسرح الأوديون في فرنسا، ومقر مجلة دراسات فلسطينية في بيروت.
أضف إلى
ذلك تلك الأمكنة المحببة والأثيرة إلى قلب درويش، ومنها عجنت عوالمه
القلقة: غرفة
الليلة الأخيرة في اوتيل ماديسون الباريسي، وأروقة مستشفى
هيوستن الأميركي الموصلة
إلى الغرفة التي فارق فيها الحياة، والشقة التي عاش فيها ردحاً من الزمن في
العاصمة
الأردنية عمان، بما فيها أثر تلك القهوة المفوّرة التي كتب عنها درويش بعض
أفضل
نصوصه النثرية.
بالطبع، لم يُرِد الفلسطيني حجاج أن يكون في فيلمه صدى للأصدقاء أو
العارفين
بقدر ما كان يبحث عن قلق العالم الشعري المتوهج لدى محمود
درويش، ولهذا ربما آثر،
كنوع من الحل البصري، الذهاب في تجريبه إلى حده الأقصى، حين أوقف أمام
كاميراه
كتاباً وشعراء من أمثال وول سوينكا، خوسيه ساراماغو، دومينيك دوفيلبان،
مايكل
بالمر، إسحق لاؤور، شيركو بيكس، جمانة حداد، أحمد دحبور،
ليقرأوا نصوصاً من محمود
درويش بأصواتهم، ومترجمة إلى لغاتهم. وكأن حجاج يؤكد هنا على أن الشعر
أيضاً يمكن
أن يصبح فناً غارقاً في الزمن، والمتخيل فيه يفارق المكان، وتضيع ذبذبات
هذه
الأصوات في عالم قد يتكرر على المسامع وعبر صور موازية، أرادها
لها ان تكون معبراً
بصرياً في التأكيد على الاقتفاء الفيلمي حين يكون الأثر لا يزال طازجاً
وقريباً من
العين.
منذ بدت مشاهد فيلمه الأولى من صور في زمن ماطر على قرية البروة الفلسطينية
التي
«شق
فيها صراخ الطفل حين ولادته» زمنها المتكرر، يدرك حجاج أن صعوبة كبيرة
ستصادف
متابعة أثر الشاعر الكبير، مروراً بذاك الزمن الذي صنع منه فتوته وشبابه في
جديدة-فلسطين، وكل تلك الأمكنة التي قصدها في لغته، وعبر قوة
خياله الأدبي، وأن
المهمة ستكون شاقة، وفيها فيض من التجريب يفوق حدّه، وهنا تكمن خصوصية مثل
هذا
الفيلم، حين رأى مخرجه باللجوء إلى الصوت الدرويشي معبراً نحو تلك النصوص،
حين «يطل
الشاعر على ما يريد» في عالم لغوي يجري تفكيكه وتركيبه مئات
المرات في نصوص مكلفة،
أو عادة ما تجيء مكلفة، لأن التجريب في اللغة قد لايوازيه تجريب في قدرة
العين على
التقاط أدق المسميات البصرية. وفي حين ينجح الفيلم في تأكيد أثر هذا
الاقتفاء
المبكر نسبياً، تبدو المسألة الأخرى على الضفة الأخرى بحاجة
إلى اعادة قراءة،
فالمسلسل التلفزيوني الذي يعرض حالياً لا يقفل على عالم درويش الرحب والقصي
وحسب،
ولكنه يشوّش بقليل أو كثير على مسألة بغاية الأهمية، ونقصد هنا القدرة على
التجريب
والبحث عن حلول بصرية، نحسب أن نصري حجاج نجح فيها، فغياب
الشاعر عن نصوصه وعن
صورته لا يعود محض فكرة عن المجهول، حين يقرر الصوت أن يقول ما لا يقال.
الحياة اللندنية في
19/05/2011
حضور عربي لافت في مهرجان مونتريال
مونتريال - علي حويلي
يشهد مهرجان الافلام العالمي في مونتريال في دورته الخامسة والثلاثين بين
18 و28
آب (اغسطس) الجاري، تظاهرة سينمائية كبرى هي الاولى من نوعها
في الشمال الاميركي.
يشارك فيها نحو 400 فيلم تعكس ملامح اساسية من مخزون ثقافي وفني وإنساني
عائد لأكثر
من 70 بلداً في القارات الخمس.
عن هذه الجوانب يقول رئيس المهرجان سيرج لوزيك: «نحن نسعى من خلال هذه
المشاركة
الواسعة الى تشجيع التنوّع الثقافي والتفاهم والتواصل بين
الشعوب واكتشاف المواهب
الشابة وتوفير المناخات المثالية للقاء السينمائيين وتعزيز الفن السابع
وتطويره».
وتصنف الافلام المشاركة في ثلاث فئات:
الاولى عالمية تشمل الاميركتين وأوروبا وآسيا
وأفريقيا وأوقيانيا، بينها الاعمال الروائية من الدرجة الاولى.
والثانية مخصصة
للأفلام الوثائقية الطويلة والقصيرة، في حين تقتصر الفئة الثالثة على افلام
الطلاب
الكنديين القصيرة اجمالاً والتي تبقى خارج المنافسة، علماً ان الجمهور هو
من يختار
بنفسه الافلام الفائزة عن كل فئة.
للمرة الأولى يسجل العرب في مهرجان مونتريال الحالي حضوراً كثيفاً جلّه من
المخرجين الجزائريين والمغاربة والتونسيين والمصريين والسوريين
واللبنانيين
والكنديين من اصول عربية. وهؤلاء يشاركون بأكثر من عشرين فيلماً (معظمها
وثائقي)،
وهو رقم قياسي اذا ما قورن بالعام الماضي (خمسة افلام) وينطوي على اكثر من
دلالة من
حيث جرأة السينما العربية وتطورها وتصميمها على انتاج كمّي ونوعي مؤهل
للمنافسة
الدولية.
ويلاحظ ان مجمل الافلام العربية لهذا العام تتصدى لمعالجة بعض المظاهر
المرضية
السائدة في العالم العربي المقيم والمغترب وما تخلّفه من آثار
اجتماعية وسياسية
وأمنية مأسوية. ففيلم «قيل لي مرة» للمخرجة السورية عليا خاشوق (75 دقيقة –
باللغتين العربية والانكليزية)، يطرح قصة
حب فاشلة ثلاثية الأبعاد تتقاطع فيها هجرة
الضرورة والفراغ العاطفي ومحاولات التحرر من الاوهام
الاجتماعية العبثية. وفي سياق
متصل تتحدث المخرجة الجزائرية ليلى شابيه في فيلم «حرقة» (26 دقيقة – فرنسي
عربي)
عن هجرة الشباب غير الشرعية (بخلفياتها
الاجتماعية والامنية والمعيشية وغيرها)
السائدة في بلدان المغرب العربي عبر قوارب بدائية حيث تنتهي حياة الكثيرين
منهم
غرقاً وتخلّف حرقة دائمة في نفوس عائلاتهم .اما مآسي الحروب الناجمة عن
الاحتلال،
فيتطرق اليها المخرج العراقي عامر علوان في فيلم «وداعاً بابل»
(86 دقيقة - انكليزي
عربي). وفيه يكشف على لسان احد الجنود الاميركيين الذين انتهت مدة خدمتهم
في العراق
عن جوانب كارثية من أسرار الغزو. ونجد هذا الجندي يعتبر نفسه محظوظاً
لبقائه على
قيد الحياة وعودته الى زوجته وأبنائه سالماً. وفي وجه آخر من
مخلفات الحروب
والاستعمار، يطرح فيلم «حمادة» (انتاج اسباني جزائري مشترك - 85 دقيقة –
عربي
اسباني) معاناة سكان احدى مناطق الصحراء الغربية (دحالا) في الجزائر الذين
يعيشون
في شبه عزلة عن العالم في مخيم للاجئين يفتقر الى ادنى مقومات
الحياة. ومن الجزائر
ايضاً يعالج المخرج جمال العزيزي في فيلم «السفر الاخير» (80 دقيقة – فرنسي
عربي)
فكرة تعميم السينما الشعبية في الارياف.
وهي مبادرة فردية يقوم بها سائق متقاعد
ويجعل من شاحنته سينما متحركة تتجول في القرى الجزائرية.
وبالانتقال الى مصر، يقدم داود عبدالسيد مخرج وكاتب فيلم «رسايل البحر»
(134
دقيقة - ناطق بالعربية) قصة تقع احداثها في مدينة الاسكندرية
المعروفة تاريخياً
بملتقى للإثنيات والثقافات والاقليات وكنموذج للتعايش الحضاري بين المسلمين
والمسيحيين واليهود واليونان والايطاليين وغيرهم. وهذه الخصائص قد تغيرت
أخيراً إثر
صعود الحركات الراديكالية التي شوهت الوجه المشرق للمدينة.
وخلافاً لهذه الصورة القاتمة يحاول المخرج المصري اكرم
فريد في فيلم «عيلة ميكي» (9
دقائق) ان ينعش آمال عائلة متواضعة تعيش في منطقة مكتظة عبر مشاركتها في
مسابقة
تلفزيونية للفوز بلقب «الاسرة المثالية».
اما الهوية الثقافية الضائعة في عصر الحداثة، فيسلط المخرج علي مصطفى في
اول
تجربة لفيلم وثائقي طويل بعنوان «مدينة الحياة» (انتاج ستوديو
دبي في الامارات
العربية المتحدة ، عربي انكيزي اوردو، 97 دقيقة) بعض الاضواء على جانب من
الافرازات
السلبية للمدن الحديثة ونشوء طبقة اجتماعية عصبُها الجاه والمال والسلطة
وانغماسها
في الشهوات والملذات.
وخلافاً لهذه الافلام الوثائقية يبقى الفيلم اللبناني «رصاصة طايشة»،
الوحيد في
محور الافلام الروائية العالمية التي تشهد عادة منافسة قوية.
الفيلم من اخراج
وكتابة جورج الهاشم وهو باكورة افلامه الروائية. ونال جوائز عربية وأجنبية
عدة.
ويتحدث عن تحولات مفصلية في القيم
الاجتماعية اللبنانية، لا سيما في صفوف الطبقة
الوسطى في البدايات الاولى للحرب الاهلية عام 76، وعن نزعة
متنامية للتمرد على
التقاليد السائدة. وتدور احداثه في اطار عائلة مسيحية تعاني من تمرد ابنتها
الصغرى
عشية زواجها، ومن شقيقتها العانس وتسلط الاخ الاكبر عليهم جميعاً الذي اعد
عشاء
لتكريم اهل العريس. وتحدث المفاجأة بإعلان العروس تراجعها عن الزواج.
الى هذه التشكيلة الكبيرة من الافلام العالمية، يبقى الامل في ان يصل
الفيلم
العربي في هذا الاستحقاق الدولي الى مستويات ومواصفات فنية
وفكرية تؤهله على الاقل
لفوز مادي او معنوي في زمن رديء تشتد فيه محنة الثقافة والفكر والابداع.
الحياة اللندنية في
19/05/2011
أفلام جديدة
(19-08-2011)
}
«بلاكثورن»
إخراج : ماثيو جيل - تمثيل: سام شيبارد، إدواردو
نورييغا
>
في
هذا الفيلم ينطلق الإسباني جيل، المعروف بكونه كاتب سيناريو أفلام
صديقه ومواطنه آليخاندرو آمينابار، من سؤال افتراضي: لو لم
يختفِ باتش كاسيدي بداية
القرن العشرين من دون أن يخلّف أثراً، كيف كان سيصبح مصيره. في الفيلم يأتي
الجواب:
سيجد نفسه في بوليفيا في عام 1928 ويقرر
العودة إلى الولايات المتحدة، أولاً كيف
يعرف ما حل بأهله وثانياً كيف يلتقي ابن أخيه الذي لم يكن
التقاه أبداً، ومن ثم
يموت في وطنه. يقوم إذاً بالرحلة التي تكاد تشبه رحلة يوليس... لكن العودة
لن تكون
هادئة كما كان يتوقع، بل ستكون رحلة صاخبة تضجّ بالأحداث والمنغّصات.
}
«الحرب
أعلنت»
إخراج: فاليري دونزيللي- تمثيل: فاليري دونزيللي،
جيريمي آلكيّم
>
عنوان
هذا الفيلم يغشّ بالتأكيد إن نحن فهمناه في معناه الحرفي. بيد أن
هذا هو الغشّ الوحيد في هذا الفيلم الإنساني الذي يقدّم الآن
في عروضه العالمية
بعدما كان قد نال إعجاباً عاماً خلال مهرجان «كان» حيث عرض في الدورة
الأخيرة.
الفيلم إنساني لأنه يتحدث عن الشاب والشابة
روميو وجولييت اللذين تعارفا ثم اقترنا
ثم انجبا طفلاً فرحا به وظلا مطمئنين الى صحته حتى اللحظة التي
أدركا فيها أنه مصاب
بعاهة خلقية قاتلة. وهنا إذ توصّلا الى هذه النتيجة، شمرا عن أكمامهما
متجاوزين
الحزن واللوعة وقد قررا معاً أن يعلنا الحرب على عاهة الطفل وعلى موته
المحتّم. في
مثل هذه الحرب لا يعود مهماً كيف ستكون النهاية، المهم هو خوض
تلك الحرب التي
بمثلها فقط يكون الإنسان إنساناً.
}
«لا
بد ان هذا هو المكان»
إخراج: باولو سورينتينو- تمثيل: شون بن، جاد هاريس
>
من
المؤكد ان الدور المدهش في هذا الفيلم الإيطالي المصوّر في اميركا،
والذي يلعبه شون بن مرتدياً ثياب امرأة مكتهلة وزينتها، ليس
الشيء الوحيد الغريب
والرائع في هذا الفيلم، الذي يتابع حياة ومصير مغني روك سابق زال مجده بفعل
الزمن.
والفيلم يدور من حول قرار اتخذه المغني منذ
زمن بعيد بمطاردة مسؤول نازيّ سابق نمي
اليه انه يعيش الآن متخفياً في اميركا. اذاً، يكرس المغني ماله
وجهده للعثور على
النازي كي ينتقم منه لأبيه. لن نقول ما اذا كان سيفعل، نقول فقط ان الرحلة
وأداء بن
والموسيقى ومشاهد الطبيعة في هذا الفيلم، كل هذا يجعله يستحق ان يشاهد
و... بحماسة.
}
«سوف
تصبح ولدي»
إخراج: جيل ليغران - تمثيل: نيلس آرستراب، لوران
ديتش
>
نعرف
ان للأفلام التي تدور أحداثها من حول عالم كروم العنب، ولا سيما في
مناطق الجنوب الفرنسي، سحراً خاصاً. وهذا السحر يشتغل هنا في
هذا الفيلم حتى وإن
كان الفيلم نفسه غير جذّاب لا في موضوعه ولا في حبكته، فالفيلم يتناول
حكاية
تبسيطية عن مالك كروم عنب لا يشعر بأي طمأنينة، اذ يدرك ان ورثته الشرعيين
سيهملون
أملاكه من بعده. وهكذا يجد الخلاص من خلال عودة وكيل اعماله
الشاب من كاليفورنيا
حيث كان يدرس أحدث السبل للعناية بالكروم، ويقرر ان يجعل من هذا الشاب
وريثه...
ولكن هل يفي الشاب بما كان وعد به؟
الحياة اللندنية في
19/05/2011 |