يحتل الكاتب الأميركي جيمس م. كين مكانة متقدمة بين أبرز كتّاب ادب الرواية
البوليسية في الولايات المتحدة ولا سيما عند أواسط القرن
العشرين، كذلك يحتل مكانة
مرموقة بين الكتّاب الذين اجتذبهم المال المربح كتّاباً للسيناريو خلال عصر
هوليوودي ذهبي، الى جانب زملاء كبار له من طينة ويليام فوكنر ورايموند
شندلر وداشيل
هاميت وصولاً الى برتولد بريخت (خلال منفاه الأميركي)، وشيروود
اندرسون. ومع هذا
وعلى رغم ان كين خصّ الفن السينمائي بما لا يقل عن ثلاثة افلام «بوليسية»
الطابع،
فإنه ابداً لم يحب العمل في هوليوود، ناهيك بأنه من الصعب ان ننظر الى
اعماله
بوصفها أعمالاً تسير على هدي قوانين النوع البوليسي. كان كين
بالأحرى كاتباً
اجتماعياً استخدم - أحياناً وليس دائماً - الحبكات البوليسية، لإيصال
افكاره. ومن
هنا لم يكن صدفة ان يجتذب نصّه الروائي الأكثر شهرة «ساعي البريد يدق الباب
دائماً
مرتين» ما لا يقلّ عن ثلاثة من مبدعي السينما في اوروبا وأميركا، وفي ازمان
مختلفة
ليحوّلوه أفلاماً سينمائية نجحت في اجتذاب جمهور كان يتطلب من
الفيلم البوليسي ان
يكون اكثر من مجرد عمل اثارة وتشويق، كذلك لم يكن صدفة ان يكون جان رينوار،
شاعر
السينما الفرنسية هو من نصح صديقه - المبتدئ في ذلك الحين - لوكينو
فيسكونتي بأن
يجعل من تلك الرواية بدايته السينمائية فحقق اقتباساً منها
فيلمه «وسواس» خلال
الربع الأول من اربعينات القرن الفائت بعدما كان الفرنسي، الملتزم سياسياً
واجتماعياً، بيار شينال اقدم على تحقيق فيلم عن الرواية نفسها. وبعد ذلك
بسنوات
يأتي المخرج الطليعي والمشاكس بوب ريفلسون ليحقق فيلماً جديداً
(أميركياً هذه المرة
ومن تمثيل جاك نيكلسون وجيسيكا لانغر) عن هذه الرواية. ان اجتذاب هذه
الرواية لهذا
النمط من المخرجين له اكثر من دلالة. وكذلك الحال بالنسبة الى اختيار مايكل
كورتز
الذي اشتهر بعدد لا بأس به من الأفلام المميزة ومنها الفيلم
الذي اضحى مع مرور
الزمن، اسطورياً «كازابلانكا»، رواية أخرى لكين هي «ملدريد بيرس» – التي
نحن في
صددها هنا - ليحولها فيلماً بات من الكلاسيكيات. ويندرج طبعاً في هذا
الإطار نفسه
تحويل بيلي وايلدر رواية ثالثة لكين الى فيلم حمل بدوره عنوان
الرواية نفسه «تعويض
مزدوج»... ويقودنا هذا كله، طبعاً الى التساؤل عما في اعمال كين في شكل عام
من
جاذبية اضافية اجتذبت ذلك النمط الأرقى من مبدعي السينما...
>
في الحقيقة ان الإجابة عن هذا السؤال يمكن ان تأتي متضمنة داخل اي حديث عن
اي عمل لكين، وتحديداً من خلال إمعان هذا الكاتب في ربط مواضيعه «البوليسية»
بالواقع والإطار الاجتماعيين للزمن والمكان اللذين تدور فيهما أحداث
الرواية. ذلك
ان كين وعى ذاته المبدعة والراصدة في الوقت نفسه لما يدور حوله في المجتمع
والبيئة
الأميركيين، خلال تلك المرحلة التي كشفت فيها الأوضاع
الاقتصادية في الولايات
المتحدة هشاشة «الحلم ألاميركي» خلال ثلاثينات القرن العشرين حين حلّت
الكارثة
الاقتصادية رامية ملايين الأميركيين في وهدة الجوع ومُنزلة طبقات بأسرها
الى
الحضيض. طبعاً لم يكن كين الوحيد بين الكتّاب الأميركيين الذي
تعامل في ادبه مع ذلك
الواقع. لكنه كان واحداً من قلة غاصت عميقاً في التأثير السلوكي
والسيكولوجي لذلك
الحدث المريع في تاريخ أمة بنت واقعها وتصوّرها وعلاقاتها اليومية العائلية
والفردية على ذلك الحلم، فإذا بكل شيء ينهار ما إن انقلب الحلم
كابوساً. وفي روايته
«ملدريد
بيرس» عرف كين كيف يصور ذلك التأثر انطلاقاً من اصغر خلية في المجتمع
وصولاً الى تعميم متضمّن... بل قد نقول أيضاً انطلاقاً من الصراع الداخلي
بين الفرد
وذاته. وطبعاً هذا الفرد هو هنا السيدة ملدريد بيرس نفسها التي تكاد
حكايتها ان
تكون حكاية الحلم الأميركي في ظهوره ثم تألقه وصولاً الى
انهياره، انما من دون ان
يزعم الكاتب أن هذا البعد «الأيديولوجي» كان التعبير عنه غايته من كتابة
هذه
الرواية في عام1941، اي تحديداً بعدما كانت الكارثة الاقتصادية/الاجتماعية
قد ولت
بفضل سياسة خلاقة حققها الرئيس روزفلت. والحال ان كين لم يشأ
الوصول في «تاريخه»
الى نقطة الأمل واستعادة الحلم بفضل روزفلت، فهو لم يكن مؤرخاً بل كان
مبدعاً همّه
تصوير شخصياته في علاقة حياتهم وما يحدث لهم مع بيئتهم. وهذا ما نجح فيه.
>
لقد قلنا ان الرواية تدور من حول شخصية السيدة ملدريد بيرس التي تحمل
اسمها. غير اننا اذا تحرينا الأمور في شكل اعمق فسنجد امامنا
شخصية اساسية في
الرواية لا تقل اهمية عن الأولى وإن كانت اقل حضوراً منها بكثير. ونعني هنا
شخصية
فيدا بيرس الإبنة المراهقة لملدريد التي تتبقى لها بعد الموت المؤسي
لابنتها الأخرى
راي.
>
وما حبكة الرواية سوى الصراع الخفي اولاً، والمحتدم بالتدريج بعد ذلك، بين
الأم والأبنة... وهو صراع سيخلقه الفراغ العائلي وغياب الأب ووحدة الأم
التي اذ
يتركها الطلاق وحيدة من دون معين حقيقي تجد لزاماً عليها بعد
الانهيار، ان تعيد
بناء حياتها من جديد وانطلاقاً مما يشبه الصفر. وفي الوقت الذي تبدأ احداث
الرواية
وشخصياتها والعلاقة بين هذه الشخصيات بالتبلور يكون ذلك البناء العصامي لا
يزال
ممكناً حيث ان الحلم الأميركي (بأقنوميه العصامية المبدعة
والنجاح السهل) لم يكن قد
انهار بعد امام هجمة الواقع الاقتصادي. وهكذا بمساعدة الأصدقاء تتمكن
ملدريد من بدء
سلوك درب النجاح خالقة مشروعها الخاص الذي يكبر ويكبر حتى تصبح السيدة
الطموح ملكة
الفطيرة غير المنازعة، اذ تتفنن في صنعها وتبيعها ولا سيما في
مطعم اول تفتتحه
وتلحقه بمطاعم أخرى قبل ان تخوض في بيع الخمور إثر رفع الحظر الحكومي
عنها... وهي
بعد ذلك تمعن في تطوير مشروعها ودائماً بدعم من الأصدقاء الذين يبرز من
بينهم في
حياتها الآن، زوجها السابق بيرت بيرس من ناحية، ومن ناحية أخرى
مونتي بيراغون،
الشاب الثري الذي سيصبح بعد حين عشيقها، ووالي شريكها السابق في العمل الذي
سيبقى
مخلصاً لها ومحباً... إزاء هذه الصحبة كان في امكان ملدريد ان تمضي بحياتها
من دون
عداوات حقيقية... ولكن ابنتها تكون لها دائماً بالمرصاد، حتى
وإن كنا سنلاحظ في
المقابل كم ان ملدريد ستجابه تمرد ابنتها بود وتفهّم وحب. والواقع ان هذه
المعادلة
كان يمكن ان تسلك طريقاً عادياً لتصل الى غاية منطقية لولا ان المراهقة تقع
في شباك
الفتى الثريّ عشيق امها مونتي، ما يعقد الأمور ويقلب حياة
ملدريد ونجاحها رأساً على
عقب... ومن الواضح هنا ان الغيرة والتنافس بين الإبنة والأم هو ما دفع
الأولى الى
الارتباط بمونتي... في علاقة لن تنتهي الا بمأساة، اذ ان فيدا ستقدم ذات
لحظة على
قتل مونتي... اما الأم فإنها هي التي تتحمل وزر ما حدث في وقت
يبدأ فيه مشروعها –
اي حلمها الأميركي – بالضمور حتى يختفي وتبقى هي وحيدة فقيرة عجوزاً أضاعت
كل
شيء.
>
لقد حققت الرواية، على سوداويتها، حين صدرت، نجاحاً كبيراً زاد من حجمه
تحقيق مايكل كورتيز فيلمه المقتبس عنها والذي نال يومها ست جوائز اوسكار من
بينها
اوسكار افضل فيلم لعام 1945. واليوم ها هي الرواية تعود الى الحياة من جديد
من خلال
اقتباس تلفزيوني في مسلسل من ست حلقات انتجته وعرضته اوائل هذا
العام 2011 شركة «اتش
بي او» من اخراج مميّز للسينمائي تود هاينز ومن بطولة كيت وينسلت وإيفان
ريتشل
وود. ولا يزال هذا المسلسل حديث المشاهدين، ما اعاد ذكر الفيلم القديم ولكن
ايضاً
ادب جيمس م. كين في شكل عام.
>
ولد كين في آنابوليس في ولاية ميريلاند الأميركية عام 1892 ورحل عام 1977
وهو عرف صحافياً ثم كاتباً روائياً ومبدعاً في القصة القصيرة. وكان ذلك
اضافة الى
عمله لفترة في هوليوود كاتب للسيناريو. وعلى رغم الطابع الاجتماعي
والإنساني
لرواياته، فإن تاريخ الرواية البوليسية يصنّفه واحداً من مبدعي
الأدب المفرط في
قسوته. ومن ابرز اعمال كين، الى ما ذكرنا، «سيرينادا» و «المعهد» و «زوجة
الساحر» و «الفراشة».
alariss@alhayat.com
الحياة اللندنية في
09/08/2011
الفيلم الاسترالي "عالم البراري" بنكهة هوليودية
حسن بنشليخة*
بشعر أشقر وعينين زرقاوين وابتسامة شرسة، تلعب امرأة باسم سمورف (جاكي ويفر
Jacki Weaver) دور اللبؤة التي تحتضن عصابة من المجرمين الاستراليين واللصوص
المسلحين وتجار المخدرات في فيلم
"عالم
البراري"Animal Kingdom.
ويعد هذا الفيلم أول إخراج لديفيد مكودDavid Michôd.
وعلى الرغم من أن الفيلم صور في ثاني اكبر المدن الاسترالية، ملبورن، وعلى
الرغم من جمالها وسحرها تحولت ناطحات السحاب فيها إلى أدغال يغلب فيها
القوي الضعيف ويسيطر عليها قانون الغاب ويتحول فيها الصياد إلى فريسة.
وبعينين تقذفان الشرر ووجه صلب مثل الحديد وقبضة سلطوية وقبلات ممزوجة
بالحنان والقسوة تتقمص هذه المرأة دور "العرابة" الاسترالية التي تدير شؤون
"فرقة الموت" العائلية المكونة من أبنائها الثلاث: دارن (Darren (العضو
في إحدى العصابات المجرمة والذي لا يطبق كثيرا أوامر أمه، وكريغ (Craig)المدمن
على المخدرات والذي يشبه الأفعى بتصاميم الوشم المطلي على كل جسده، وبوب
(Pope)
صاحب المزاج المخيف والسريع الانفعال والمتخصص في
السطو على البنوك والمهووس بالقتل.
وفي يوم من الأيام تتلقى العرابة مكالمة هاتفية من حفيدها جاشوا (Jashua)الذي
تقطعت به السبل بعد أن فقد أمه لجرعة زائدة من المخدرات وطلب منها الالتحاق
ببيت العنكبوت الذي لا يعرف عنه شيئا، وقبلت. مرحبا بك جاشوا في طاحونة
جدتك التي تصنع المجرمين والقتلة المحترفين وقطاع الطرق وعليك التأهب بدورك
لتتجاوز امتحان المشي على حبل الولاء والثقة والخيانة.
عالم الجريمة والشهرة
يفتتح الفيلم بدخول فرقةالإسعاف الطبية إلى منزل في ملبورن وعثورها على شاب
مراهق لم يدخل عقده الثاني بعد، يشاهد التليفزيون ويستريح على الأريكة
بالقرب من أمه التي أغمي عليها.
يخبرهم الشاب ببرودة دم "أنها" فقدت الوعي من شدة تناولها الهروين. وأثناء
معاينة الفرقة الطبية لها ومحاولة إحيائها ينظر إليهم دون أن يكترث لما
يصنعون وكأنهم يسعفون قطعة من الأثاث!
وحين يدرك الشاب أنها ماتت تتحول عيناه إلى التليفزيون لمتابعة اللعبة
التافهة التي كان يشاهدها على التليفزيون. إنها أجمل لقطة وأكبرها تعبيرا
في الفيلم على حد اعتقادنا.
وينتهي الفيلم برصاصة في رأس رجل في بيته. انه فيلم مليء بالعنفوسفك
الدماء، والتحالفات الدنيئة والرصاص المتطاير في كل جهة. انه فيلم عن
الجريمة المنظمة والمخدرات والقتل والسرقة وانحطاط الأخلاقيات والعراك من
اجل البقاء على قيد الحياة وليس عن الحيوانات المفترسة في البراري كما يوحي
عنوان الفيلم. ولن يغادر المتفرج القاعة منشرح الصدر أو بابتسامة على وجهه
بل برؤية مشؤومة ومقززة حيث يتخلل الفيلم الكثير من اللقطات التي يصعب
مشاهدتها أو نسيانها لعدة أيام والتي قد تتسبب له بكوابيس متكررة أثناء
النوم.
وبمجرد ما أن ينتقل جاشوا إلى بيت جدته، يتحول فجأة صاحب الصوت العذب
والطفل المراهق إلى شريك في الجريمة ويتم تلقينه القتل من طرف احد أعمامه
عندما يسلمه مسدسا ويأمره بإطلاق الرصاص على رجل يجلس في سيارة وصفه العم
بأنه مثير للشغب. وبيد مهتزة رغم جسمه المفتول يطيع جاشوا أوامر العم.
ومع تقدم الفيلم يعتقد الإنسان انه يشاهد فيلم
Goodfellas لمخرجه
الأمريكي الشهير مارتن سكورسيزي لولا اللهجة الانجليزية الاسترالية
المتميزة كثيرا عن اللهجة الأمريكية. لكن هوية جاشوا الحقيقية، كما هنري
هيل في
Goodfellasتبدأ
بالظهور عندما يلقي عليه شرطة ملبورن القبض وتقترح عليه برنامج حماية
الشهود ليدلي بما يعرف عن أعمامه وجدته تماما كالذي حصل مع هنري هيل.
البعد الفلسفي
والفرق بين الفيلمين هو أن
Goodfellas
يروي لنا قصة في حياة مجرم داخل المافيا، أما فيلم "عالم البراري" فيريد
أن يتفلسف شيئا ما ليقول لنا المخرج أن الإنسان يولد بخيارات قليلة. ويحاول
المخرج مرارا إضفاء الشرعية على أعمال هذه العائلة الخارجة عن القانون
والتقليل من المخاطر المحدقة بها.
وما يميز الفيلم هو تحكم المخرج في كل المشاهد بدقة وبخبرة مدروسة وسيعبد
له الطريق لا محالة إلى هوليود.
وتقدم لنا الكاميرا حركات رائعة ورشيقة وفي بعض الأحيان بطيئة غالبا ما
تتسلل من وراء الممثلين لتزرع المزيد من الخوف والشعور بالضعف في نفوس
المشاهدين. وتناغمت الموسيقى بالصورة بمقاطع فريدة لتساير جو الخطر المحدق
ترتعش معها مشاعر وروح المشاهد.
أما الممثلون فقد انتقاهم المخرج، على ما يبدو، بحكمة كبيرة حتى انه غامر
بتوظيف جاشواJames
Frecheville كبطل رئيسي للفيلم وهو ممثل صغير في السن (17 سنة) وغير معروف في
أوساط الفن السابع الاسترالي لكنه في الحقيقة قام بدور لامع وعلى أحسن ما
يرام وينتظره هو كذلك مستقبل زاهر في هوليود.
عالم البراري أحسن فيلم تخرجه استراليا بميزانية ضخمة وسيرغم هوليود أن
تفكر على محمل الجد في مستقبل هذه السينما. والمدهش في هذه التجربة أنها
أول عمل مطول للمخرج فجر فيه مكامن الإبداع السينمائي عن الجريمة المنظمة
ومع ذلك لا نظن انه يصلح للمشاهدة من طرف الجميع نظرا لعنفه المبالغ فيه
وتمجيده للحياة الموحشة والإعلاء من الجريمة المثيرة ومحاولته إقناع
الجمهور فهم السلوكيات النفسية المريضة للمجرمين.
*مخرج
وناقد سينمائي مغربي
عين على السينما في
09/08/2011
أفلام طلبة الجامعة الألمانية الأردنية القصيرة .. مغامرة
الصورة
عمان – ناجح حسن
عرضت في دارة عثمان بدير بوسط العاصمة مساء أول أمس السبت تسعة أفلام
قصيرة، تنوعت بين الروائي والتسجيلي، هي نتاج لطلبة كلية الميديا والتصميم
في الجامعة الألمانية الأردنية.
جاءت الأفلام تحت عناوين: حائط الصدى، غير متوقع، على اللوح، ظل الأحلام ،
إغراء، ما بعد الرؤية، خلف المشهد، سينما مافي، كش حمام، جميعها صورت
اهتمامات جيل شاب بألوان من المعرفة والتعبير السمعي البصري، بأسلوبية
كاميرا الفيديو الرقمية .
بدت في تلك الأفلام، التي جرى إخضاعها إلى تقييم لجنة تحكيمية مكونة من
الدكتور مازن عصفور، والمخرجة ماجدة الكباريتي، وكاتب هذه السطور، اشتغالات
الطلبة على صياغة عناصر ومفردات درامية وجمالية مستمدة من الواقع .
شارك في إنجاز تلك الأفلام الطلبة: سارا ديربي وليان بدور وعبد العزيز ضبان
ولين عبد الجواد ومرح رجال وسيرينا دباح وزين عكاشة وريم هاكوز وعايشة
البني ودعاء رجب وسيرين أبو سعد وغيث العدوان وريم سميرات وفرح الشناق
ومراد أبو عايشة ومحمود بطاح وديمتري زرزر وياسمين مروم ويحيى القطش ومياس
سكجها.
وفي العرض الذي تابعه وزير الطاقة والثروة المعدنية الدكتور خالد طوقان،
ورئيس وأساتذة وطلبة الجامعة، احتفل بتسليم الشهادات على الطلبة المشاركين
في صناعة الأفلام التسعة، والتي استقبلت بحفاوة واهتمام وبهجة.
بات إقامة مثل هذه الاحتفالية من قبل الجهة المنظمة وهي إدارة الجامعة،
بمثابة طقس ثقافي مميز يجري فيها الاحتفاء بجهود شباب جدد جذبتهم لغة
الصورة، وما أخذت تشكله من ظاهرة تعنى بصناعة وتقنيات الفيلم القصير
وعوالمه الخلاقة، فاسحة المجال لعرضها أمام حضور واسع من المهتمين بمصاحبة
تعليق نقدي لمتخصصين في مسعى لتطوير وإنعاش تلك التجارب.
ركزت الأفلام الثلاثة من العروض على قضايا إنسانية وأفكار بسيطة، صورت
بأماكن محدودة من فضاءات متباينة من العاصمة، تحاكي رغبات النشء الجديد في
لحظات لهو بريء تفضي إلى دعابة حول مفهوم العلاقة بين الأفراد والتواصل في
المحيط الاجتماعي.
تدرجت العروض الثلاثة التالية، إلى مستوى انضج من التجارب الثلاث السابقة،
رغم إن صناعها هم ذات الأشخاص المشاركين، فقد اشتغلوا بانغماس ودراية في
الاعتناء بعنصر الصورة ودقة الاختيار للمواضيع والتحكم في زوايا التقاط
وتكوينات بصرية لافتة.
اكتملت بهجة العرض، بالأفلام الثلاثة الأخيرة وهي تؤكد على براعة صانعيها
في الهام والتقاط صور ومناظر لأحداث وشخصيات واقعية، تمت معالجتها بأساليب
فنية وفكرية، تشيع أجواء مليئة بالأحاسيس والانفعالات والمفاجآت المستمدة
من عوالم صناعة الفيلم القصير، طارحين بشوق واندفاع مشكلات غياب الصالات
السينمائية الشعبية في وسط المدينة، وباحثين عن ركائز وبنى مستقبل السينما
الأردنية وآفاق تطورها المنشود.
الرأي الأردنية في
09/08/2011
انقسام هوليود حول منح اوبرا وينفري اوسكارا فخريا
إعداد عبدالاله مجيد:
تشهد هوليود سجالا محتدما بعد قرار اكاديمية الفنون والعلوم السينمائية منح
اوبرا وينفري اوسكارا فخريا رغم انها امضت الشطر الأعظم من حياتها المهنية
في التلفزيون وليس في السينما.
وقررت الأكاديمية تقديم تمثال الاوسكار الفخري الى ملكة البرامج الحوارية
والاجتماعية لفوزها بجائزة جين هرشولت للأعمال الانسانية. وينص نظام
الجائزة على منحها الى "شخص في صناعة السينمائية أسهمت جهوده الانسانية في
خدمة الصناعة".
ومن بين الفائزين بالجائزة بوب هوب وفرانك سيناترا وبول نيومان واليزابيث
تايلور واودري هيبورن. وقال منتقدون لأكاديمية الفنون والعلوم السينمائية
ان منح الجائزة الى وينفري محاولة أخرى تقوم بها الأكاديمية لزيادة مشاهدي
حفل تقديم جوائز الاوسكار بادراج اسم وينفري بين الفائزين حين يُقام الحفل
في شباط/فبراير المقبل.
وقال المعلق باتريك غولدشتاين الذي يكتب عمودا في صحيفة لوس انجيليس تايمز
ان قرار الأكاديمية "خطوة غبية" مشيرا الى ان وينفري قامت بأعمال حسنة في
العالم لكن ذلك ليس كافيا لمنحها الاوسكار. وقال رئيس جمعية النقاد
السينمائيين في نيويورك جون اندرسن ان قرار الأكاديمية "يبدو محاولة بلا
حياء لزيادة جمهور مشاهدي حفل الاوسكار". ووصفت نكي فنك مؤسسة موقع ديدلاين
الاخباري واسع النفوذ قرار الأكاديمية منح وينفري اوسكارا فخريا بأنه "خيار
بائس" لأن وينفري امضت "99 في المئة" من حياتها المهنية على الشاشة
الصغيرة. وتساءلت فنك هل تريد الأكاديمية ان تقول ان لا احد من نجوم هوليود
يستحق هذه الجائزة أكثر من وينفري هذا العام؟
رئيس الأكاديمية توم شيراك دافع عن القرار قائلا ان اوبرا وينفري تستحق
الجائزة لأنها من أكثر الفنانين انغمارا في الأعمال الانسانية وتبرعت بأكثر
من 500 مليون دولار من ثروتها لقضايا خيرية. ونقلت صحيفة الديلي تلغراف عن
شيراك ان وينفري عضو في الأكاديمية ورُشحت لجوائزها وأنتجت اعمالا سينمائية
مؤكدا ان المسألة لا تتعلق بشخصيتها.
ونوه شيراك بأن وينفري جاءت من اعماق المجتمع وصعدت الى الذرى واعترفت
بجميل المجتمع عليها. وقال ان هذا هخر مثال على سبب استحداث الاوسكار
الفخري.
واشار رئيس اكاديمية الاوسكار الى هناك العديد من نجوم التلفزيون الذين
انتجوا افلاما سينمائية وان ما يهم هو مساهمة وينفري الانسانية.
منح الاوسكار الفخري هذا العام ايضا الى الممثل جيمس ايرل جونز وفنان
المكياج دك سمث. وظهر جونز في اكثر من 50 فيلما في حين ان سمث معروف بلقب "عراب
المكياج" الذي تدرب على يده العديد من كبار فناني المكياج اليوم.
وكانت وينفري ترشحت لاوسكار أحسن ممثلة مساعدة على دورها في فيلم اللون
الارجواني قبل 25 عاما لكنها لم تنل الجائزة. كما انتجت وظهرت في فيلم
المحبوب في عام 1998.
إيلاف في
09/08/2011 |