كرست السينما العربية منذ بداياتها الاولى مواصفات فتيان الشاشة الاوائل,
تتكئ على معايير شكلية وجسدية للفنان »الدونجوان«, فهو معبود النساء, لديه
قدر كبير من الجاذبية والوسامة وبارع في صيد قلوب العذارى. »الجان بريميير«
يجسد حلم الصبايا, فضلا عن انه زير نساء لا يكتفي بواحدة في حياته. بعض
دونجوانات السينما ألقت ادوارهم السينمائية بظلالها على حياتهم الخاصة,
فعرفوا عشرات النساء, والبعض الآخر عاش حياة طبيعية وترك »الدونجوانية« خلف
ظهره. اما البعض الثالث فنجح في قطف ثمار النجومية بموهبة فذة محطما
مواصفات فتى الشاشة الشكلية, ورسخ مفاهيم جديدة تعتمد على الجاذبية
الداخلية ونجومية الاداء بعيدا عن معايير »زير النساء«. نجوم تركوا تراثاً
سينمائياً وسمات حياتية نرصدها عبر مسيرة عشرات من »دونجوانات« السينما
العربية.
·
تفرغ لابنه طارق ولم يلوث مشاعره بزيجات متعددة
·
اسألوا عني صوفيا لورين وباربرا سترايسند وآفا غاردنر
·
عشت حلماً جميلاً مع أنوك إيميه.. وفرّقنا القدر
·
لست "زير نساء"... والمصرية أفضل من الأجنبية
·
أغلقت باب الحب بعد انفصالي عن فاتن حمامة
مرت على حياته عشرات النساء, لكنه يعترف بأن فاتن حمامة هي حبه الوحيد,
والمرأة الوحيدة التي دخلت حياته رغماً عنه.
رفض أن يتزوج بعدها وقال إن مشاعره لم تتحول نحو أي امرأة, لامصرية ولا
عربية ولا أجنبية.. وقال إن أول امرأة أثرت في حياته هي والدته التي علمته
أن يكون واثقا من نفسه وأن يصبح دائما الأول..
النجم العالمي عمر الشريف يتحدث عن المرأة في حياته.. وهل ارتبط بقصص حب مع
نجمات أفلامه.
·
لماذا تكرر أن أهم امرأة عرفتها
هي والدتك?
هناك حكاية دائما أحكيها لمن يعرفونني عن قرب, وأنني اكتشفت سبب ارتباطي
بالحب الأول وعدم تلويثي لمشاعري بزيجات متعددة بل فضلت أن أعيش لابني طارق
وفني, وهذا لأنني تربيت في أسرة سعيدة وبين أحضان أب وأم جمعهما الود والحب
والتسامح مع أخطاء الغير..
فأبي وأمي جمعتهما قصة حب كبيرة, لذلك علمتني أمي الحب وأنا صغير.. وعندما
بدأت أخطو في التمثيل كانت أول من شجعني ولم تعارض بشرط أن أكون الأول.
ولذلك أقول دائما إذا اصبحت شيئا فالسبب الأول هو والدتي, فقد كانت تهتم
بكل تفاصيل حياتي وترسمها لي..ومع ذلك كانت قاسية جدا عليَ وتعاقب قبل أن
تمنح جائزة عن عمل جيد.. فهي تعاقبني بشكل صعب لدرجة أنها تتابع درجاتي ولو
كانت على غير هواها تسارع بضربي بعصا صغيرة.
·
هناك قصص حب في حياتك لم تذكرها
في حواراتك ?
يصمت.. كما قلت لم أحب امرأة حبا كما نراه في الأفلام والقصص الرومانسية
... حبي لفاتن كان جارفاً وأغلق الباب.
·
لكن هناك حكاية عن فتاة
فرنسية...?
يقاطع.. لا الحب الحقيقي هو ما تدركه مشاعرك بصدق وتتعلم منه ويؤثر فيك
وتظل تتذكره كلما شاهدت مشهدا رومانسيا أو قبلة على الشاشة أو حدثك أحد
عنه, أما حكاية هذه الفتاة فقد حدثت وعمري 15عاما عندما سافرت أنا ووالدتي
إلى باريس, وهناك التقيت يان لي مولر وأنا لم أنس اسمها مع أنني نسيت أسماء
كثيرات ممن قابلتهن..وعند لقائي بها اكتشفت أنها كانت تعيش في الاسكندرية,
وتوطدت علاقتنا وكانت المفاجأة أن أمي قالت أنها ستزوجها لي, ولكن والدي
ثار وغضب عندما علم بأن أمي تريد ذلك لأن أمي كانت متسامحة ومحبة للحياة
ولكل الأديان ولكن والدي كما هو معروف كان يدين باليهودية ورفض لأنها
مسيحية بروتستانتية , وحاولت التقرب منها بعد ذلك وعندما شك والدي في لقائي
بها انتقل إلى القاهرة واصطحبني معه ويمكن القول إن يان كانت أول امرأة
عرفتها بعد أمي.
هاملت
·
قبل أن أسألك عن معارضة أو
موافقة أسرتك لزواجك من فاتن حمامة.. كيف تعرفت عليها ?
قصتي مع فاتن أشبه بفيلم سينمائي.. فأنا لم أكن معروفا لأحد سوى صديقي
وزميل دراستي يوسف شاهين, حيث درسنا معا في كلية فيكتوريا بالاسكندرية,
وفاتن كانت نجمة مشهورة ومتزوجة من المخرج عز الدين ذوالفقار..ولم تكن
السينما في اهتماماتي لأنني كنت أحب المسرح أكثر من السينما ومثلت أعمالا
مسرحية في الكلية وكان دائما يوسف شاهين يثني على ادائي رغم أنني كنت
أمثلها بالانكليزية ومنها دور "هاملت" وكانت فاتن قد رفضت التمثيل أمام أحد
الفنانين أو تقبيله في مشهد مكتوب في الفيلم وكاد الفيلم يتوقف حتى تذكر
يوسف شاهين أنني قد أصلح للدور, وسافر إلى الاسكندرية وبحث عني والتقينا
فلم أتردد وعدت معه إلى القاهرة والتقيت برمسيس نجيب, وكنت أعمل في ذلك
الوقت مع والدي في تجارة الأخشاب.. وحتى هذه الساعة لم أكن قد التقيت
بفاتن.
·
كنت يهوديا.. فهل واجهت مشكلة
معها?
زمان لم تكن هذه الحساسيات موجودة وهي من وجهة نظري غير موجودة بل تفتعل
لمصالح أخرى, المصري مسلم ومسيحي, يعيش في نسيج واحد.
·
هل فيلم "صراع في الوادي " سبب
طلاقها من عز الدين ذو الفقار وزواجكما ?
هذا الكلام غير حقيقي, فبعد الفيلم ظلت علاقتنا جيدة وكنت التقي بعز الدين
ذو الفقار وأيام تصوير الفيلم مع يوسف شاهين, ولكن لا أنكر أن فاتن كانت
على خلاف معه لعصبيته معها..وحدث نوع من الاستلطاف أثناء تصوير الفيلم,
واستغلت الصحف مشاهد من الفيلم لنشر الشائعات بأن هناك قصة حب بيننا خصوصا
وأن بالفيلم قبلة معروفة في مشهد إطلاق الرصاص عليَ, ومن هنا زاد التوتر
والمشكلات بينها وبين عز الدين ذو الفقار, ومرت الأيام وإذا بي أسمع من
شاهين خبر انفصال فاتن عن عز الدين ولم أكن بعد قد فكرت في الزواج.
التقينا في مدينة الاسكندرية وتبادلنا الزيارات وكنت ما زلت على ديانتي
اليهودية وفكرت كثيرا فيما إذا تزوجت فاتن ما الوضع فلا أنكر أنني شعرت
بالحب من ناحيتها وبدأت أتعلق بها وكأنني طفل يبحث عن أمه. تحدثنا معا
وتطرق الكلام إلى الزواج فضحكت ولم تعلق وفي اليوم الثاني سألتني عن
الديانة وأشياء من هذا القبيل فقلت لها أن كل الأمور سهل التعامل معها
وأنني افكر في الإسلام منذ فترة..ولا داعي لطرح الأسباب, أشهرت إسلامي
وتزوجنا وكان زواجا رومانسيا حدث عن حب حقيقي , وباركه كل نجوم الفن..وأغضب
بعض الفنانين والمخرجين بل ومعجبين لفاتن.
طماع
·
لم يستمر الزواج طويلا ?
الزواج والفن دائما في خصام مستمر والشهرة لها ضريبة ولولا العالمية لاستمر
زواجي بفاتن طويلا , لكنها لم تقدرها وأنا كنت طماعا أيضا في العالمية وأي
فنان غيري كان سيفعل ما فعلته, لأنها رفضت أن تعيش معي في الخارج.
·
هل واجهت حروبا بسبب زواجك من
فاتن ?
فاتن كانت نجمة السينما الأولى وسيدة الشاشة ولها تأثيرها على كل المخرجين,
ولذلك واجهت حروبا من بعض المخرجين خصوصا وأن عزالدين ذو الفقار كان من أهم
المخرجين وأراد أن يقدم نجما للسينما ينافسني فقدم رشدي أباظة, وكنت كل يوم
أكتشف من يحاربني بسبب زواجي من فاتن.
·
كيف حدث الانفصال ?
الحكاية بدأت من القاهرة وقبل سفري للخارج عندما حضر المخرج البريطاني
ديفيد لين لاختيار ممثل مصري لفيلم "لورنس العرب " وشاهد نجوما كثيرين اذكر
منهم رشدي أباظة ومنهم من رفض أن يختبره ديفيد لين, ولكنني ذهبت عن حب
للفرصة وفور مشاهدته لي قال أنت عمر... ممكن تمثل مشهدا ومثلت ولم تمر
دقائق حتى وقعت عقد فيلم "لورانس العرب", وكان لنجاح الفيلم دور مهم في
نجاحي عالميا خصوصا أنني أشارك نجوما عالميين مثل بيتر أوتول.. ومثلت بلغات
كثيرة منها الإيطالية والفرنسية.. وكانت فاتن قد أصبحت هي الأكثر شهرة في
مصر ولا يمكنها أن تتركها لتعيش معي في الخارج وأنا بعد كل هذا النجاح كان
من الصعب أن اترك هوليوود وأعود إلى مصر.
اتفقنا على أن نظل أصدقاء خصوصا بعد النكسة وعدم قدرتي على العودة إلى مصر,
وأن يظل طارق معها وكانت تعيش معها ابنتها نادية التي اعتبرها مثل ابنتي
أيضا فهي ابنة عز الدين ذو الفقار.
·
تقول إن فاتن هي الحب الأول
والأخير..صحيح ?
وما زالت وستظل وهو ليس عيبا فأنا أحببتها وتزوجتها وأنجبت منها أغلى شيء
في حياتي ابني طارق.. وظلت علاقتها بي جيدة وما زالت لأن بيننا أبناء
وأحفاد وتربطنا علاقة أسرية مهمة.. ونحن كبيران وناضجان ويجب أن نتعامل
بشكل متحضر ونلتقي دائما عند لقاء الاحفاد.
·
بعد كل هذا العمر ألم تحب امرأة
في الخارج ?
لم تدخل حياتي امرأة أجنبية بمعنى الحب أو أتعلق بها فدائما ماكنت أقارنها
بالمرأة المصرية, فأجد أن الفرق كبير, أنا الذي اعتدت على دفء المرأة
المصرية وحنانها وتفانيها وشخصيتها التي تحمل القوة والضعف معاً, لذلك لم
أستطع الارتباط بعلاقة حب حقيقية في الخارج رغم الحكايات التي كتبت عني
وكلها غير صحيحة ومفبركة, فعقليتي لا تتفق معهن, وأسلوب كلامهن وتصرفاتهن
فوق قدرة احتمالي.. الأجنبيات شكلهن حلو ولطيف, لكن عاداتهن مختلفة عنا
تماماً.
·
قيل أنك ارتبطت بقصة حب مع
الممثلة الفرنسية أنوك إيميه?
أنوك إيميه من أجمل ممثلات فرنسا, وبطبيعتي أحب المرأة الفرنسية, ولا أنكر
أنني أعجبت بنساء فرنسيات كثيرات..ولكن أنوك ايميه كانت أكثر من أعجبت بهن
وهناك فرق بين الإعجاب وبين الحب والزواج.. وما حدث أنني أثناء تصوير فيلم
"الموعد" كنت أعيش حلما جميلا لأنني كنت من معجبيها, واعتبرت الفيلم فرصة
لأن أقابل من أعتبرها أكثر النساء غرابة وهي أنوك إيميه فقد كانت رائعة
الجمال ذات صفات لم أجدها في امرأة أخرى, وليس صحيحا أنني تزوجتها في السر
أو ارتبطت بها ولكن ماعرفته عنها يدفع أي رجل لأن يحبها وأنوك رقيقة
ومثالية, ولا أنكر أنني فكرت في الارتباط بها, ولكن القدر فرق بيننا, لا
أعرف كيف حدث هذا. هل كانت غلطتي أم غلطتها, وكل ما أعرفه أنني تعلمت من
هذا الفيلم ومن لقائي بها أن الفنان لا يجب أن يعيش قصص حب مع نجمات
أفلامه.
الحرية
·
لك صديقات كثيرات من الممثلات
ومن غير الممثلات ?
بالطبع ومازلت لكنني لن أتزوج ولم أفكر في الزواج بسبب حبي لفاتن ولوالدتي
التي علمتني الصدق في كل شيء ومن الضروري أن أكون صادقا مع نفسي, فأنا أحب
الحرية, وأحب أن تكون لدي صديقة, ولاأطيق أن تنام امرأة معي في نفس السرير
كل يوم, كل صديقاتي يعرفن أنني أحب أن أكون حرا ومنهن باربرا سترايسند,
أفا غاردنر, صوفيا لورين, وغيرهن.. وأنا كرجل شرقي لا يرضيه أن يتزوج من
ممثلة أجنبية لظروف عملها وعلاقاتها.. ودائما اسمع عبارة سيئة يقول فيها
الرجل أحيانا إنه زير نساء لتعدد علاقاته, وهي عيب.
·
بعد هذا العمر كيف ترى المرأة ?
بكل صراحة المرأة العربية أفضل بكثير من أي امرأة في العالم لأنها تتعامل
بمشاعرها وتربي الأولاد وتحب زوجها.. وأنا في مصر, برغم أنني أعيش في فندق,
عندما أمشي في شوارع مصر أحب أن أتنفس رائحة الحرية وأشاهد وجوه النساء
المصريات ففيهن طعم الشرق , والمرأة المصرية دافئة عكس الأجنبية باردة.
السياسة الكويتية في
07/08/2011
الدونجوانات..
أحمد سالم... حياة قصيرة حافلة بالغرام والانتقام انتهت
بمأساة
القاهرة - سامي كمال الدين:
كرست السينما العربية منذ بداياتها الاولى مواصفات فتيان الشاشة الاوائل,
تتكئ على معايير شكلية وجسدية للفنان »الدونجوان«, فهو معبود النساء, لديه
قدر كبير من الجاذبية والوسامة وبارع في صيد قلوب العذارى. »الجان بريميير«
يجسد حلم الصبايا, فضلا عن انه زير نساء لا يكتفي بواحدة في حياته. بعض
دونجوانات السينما ألقت ادوارهم السينمائية بظلالها على حياتهم الخاصة,
فعرفوا عشرات النساء, والبعض الآخر عاش حياة طبيعية وترك »الدونجوانية« خلف
ظهره. اما البعض الثالث فنجح في قطف ثمار النجومية بموهبة فذة محطما
مواصفات فتى الشاشة الشكلية, ورسخ مفاهيم جديدة تعتمد على الجاذبية
الداخلية ونجومية الاداء بعيدا عن معايير »زير النساء«. نجوم تركوا تراثاً
سينمائياً وسمات حياتية نرصدها عبر مسيرة عشرات من »دونجوانات« السينما
العربية.
·
أول مصري يقود طائرة خاصة وأول مذيع ومدير لاستديو السينما
·
استقر في كنف قريبته وضعفه أمام النساء أنهى الارتباط
·
قبلة مدتها 3 ساعات مهدت لزواجه من مديحة يسري
·
انبهر بجمال كاميليا فأغواها بالشهرة والثراء والأضواء
عاش قليلاً وفعل الكثير.. انه الدونجوان أحمد سالم الذي عاش 39 سنة فقط
ولكنها كانت كافية لأن يشغل الدنيا بمغامراته وأخباره وقصص حبه وعشقه..
وانتحاره.
ولد أحمد سالم في 20 فبراير عام 1910 ورحل في 10 سبتمبر عام ,1949 وهو
ينتمي الى واحدة من الأسر الثرية في محافظة الشرقية, درس في جامعة كمبردج
البريطانية وحصل فيها على بكالوريوس الهندسة وهو في العشرين من عمره.
وفي بريطانيا عاش سالم حياته في ثراء فاحش اثناء الدراسة الجامعية, فلأسرته
أموال مكدسة في البنوك واراض زراعية لا حصر لها, ما جعله يشتري طائرة خاصة
به, وتعلم هناك الطيران وعاد بها من بريطانيا كأول مصري يخوض مغامرة قيادة
طائرة خاصة, وفي طريق عودته تعرض لأكثر من حادث كاد يودي بحياته.
بعد أن استقر به المقام في مصر عمل سالم مهندساً في شركات أحمد عبود باشا,
وحقق نجاحاً لافتًا, لكنه سرعان ما ترك عمله وانطلق يبحث عن مغامرة جديدة
وكانت المغامرة في عمل جديد تمامًا على أي مصري في ذلك الوقت. كانت
المغامرة في الإذاعة, مع بداية البث في 31 مايو 1934 كان أحمد سالم هو أول
مذيع مصري يقول عبر ميكروفون الإذاعة "هنا القاهرة" وقدم أحمد سالم خلال
مشواره الإذاعي عددًا من البرامج الناجحة, وإذا به يحقق حلمه فيصبو من جديد
للمغامرة ويقرر الاتجاه الى فن جديد أيضًا هو السينما, وسرعان ما وجد سالم
ضالته في طلعت حرب باشا الذي كان يفكر في إنشاء شركة مصرية للتمثيل
والسينما فأظهر له حماسة للمشاركة, وهكذا ظهر "ستوديو مصر" على أحدث وأرقى
ما يكون, وقام سالم باختيار الفنيين المصريين والأجانب للعمل فيه, ليبدأ
أول أفلام ستديو مصر بعنوان "وداد " لأم كلثوم .
أجنحة الصحراء
حاول طلعت حرب باشا استثمار نجاح سالم فأسند إليه الى جوار إشرافه على
"ستديو مصر" مهمة المدير العام للقسم الهندسي لشركات بنك مصر, بل وعينه
مديرًا عامًا لمطبعة مصر .
لكن تطلع سالم الدائم الى النجاح وطموحه الى تحقيق المجد زج به في أتون
السياسة دون أن ينتبه لخطورة اتخاذ موقف سياسي, ففي عام 1938 انتج " ستديو
مصر "فيلم "لاشين" وهو فكرة اقتبسها سالم من هنريش فومامين, سيناريو أحمد
بدرخان وفريتز كرامب وحوار أحمد رامي وإخراج فريتز كرامب ومونتاج نيازي
مصطفى.
ولعب بطولة الفيلم حسن عزت ¯ في أول وآخر دور له ¯ ونادية ناجي وعبد العزيز
خليل وحسين رياض, لكن القصر اعترض على الفيلم وطالب بتغيير النهاية حيث
كان يهدف الفيلم الى أن يتحرك الشعب المصري ضد جلاديه, ويحث على حركة
ثورية ضد الحاكم لأنه غارق في شهواته وملذاته, لذا طلب القصر الملكي من
سالم تغيير نهاية الفيلم لتكون في صالح الحاكم هنا اتخذ سالم موقفا برجولة
ورفض, وقدم استقالته من كل مناصبه في "ستوديو مصر", في وقت كان من الصعب
على فنان أو إنسان أن يتخلى عن المجد الذاهب إليه, لكنه أبداً لا يهدأ, إذ
تظل روحه الثورية متأججة ترفض الكمون ومن هنا اسس شركة إنتاج أفلام خاصة,
لينتج أول أفلامه " أجنحة الصحراء " من تأليفه وبطولة راقية ابراهيم, أنور
وجدي, حسين صدقي, عباس فارس وروحية خالد, وكان بطل الفيلم طيارا .
ويبدو أن سالم شعر بأنه حقق أحلامه في السينما فتركها ليعمل في تجارة
الخوذات وتوريدها للجيش الإنكليزى, ورغم تحقيقه مكاسب كبيرة من تلك التجارة
إلا أنه عاد الى السينما ولكن هذه المرة ممثلاً وبطلاً أمام راقية ابراهيم
في فيلم من إنتاجها بعنوان " دينا ", وقد عرض الفيلم في مهرجان "كان",
وشارك في بطولته سليمان نجيب, دولت أبيض, فاتن حمامة, ليقرر أن يعيد شركة
الإنتاج الخاصة به ولكن باسم " نفرتيتي " وينتج فيلم " الماضي المجهول "
عام 1946 وهو من تأليفه وإخراجه وبطولته مع ليلى مراد ثم فيلم " المنتقم "
إخراج صلاح أبوسيف وسيناريو نجيب محفوظ بطولة نور الهدى مع أحمد سالم,
محمود المليجي, لولا صدقي, بشارة واكيم, وفيلم " ابن عنتر " إخراجه وقصة
وحوار أحمد رامي بطولة مديحة يسري, ثم " حياة حائرة " مع نور الهدى وفاتن
حمامة, ثم ختم أفلامه ب¯ " دموع الفرح ", الذي عرض بعد رحيله في 23 يناير
1950 كتب له السيناريو وأخرجه, وحوار الكاتب الصحافي علي أمين, بطولة مديحة
يسري واسماعيل يس وثريا حلمي .
رجل المستقبل
وللنساء في حياة سالم قصة طويلة بدأت بقصة حب جمعته مع مديحة يسري عام 1946
حيث كانت انفصلت للتو عن زوجها محمد أمين صاحب الأغنية الشهيرة " نور
العيون يا شاغلني ", والتقت مديحة وسالم في فيلم "رجل المستقبل " الذي
أخرجه ولعب بطولته وحدث ان اندمجا معاً في مشهد غرامي أمام الكاميرا, ليدق
قلباهما بالحب, ولينتهي الفيلم بقبلة استمرت ثلاث ساعات إذ لم يستطع أي
منهما أن يؤدي المشهد وكأنه مشهد تمثيلى, فقد وقعا في الغرام حقيقة, وهنا
قررا الزواج الذي لم يستمر اكثر من عامين. وشبت الغيرة بين أحمد ومديحة
حاولت أن تهدئ من روعه, لكن عصبيته معها فاقت كل حد, ولم يستطع أن يكبح
جموح غيرته, وزادت الخلافات عن حدها فقررا الطلاق, رغم الحب الكبير بينهما.
تصف مديحة يسري زواجها من سالم بقولها : "لا أستطيع أن أنسى أحمد سالم, كان
زوجاً غيوراً, وعاشقاً جيداً وإنساناً طموحاً, عشت معه أجمل أيام عمري
وقدمت معه عددًا من الأفلام مثل "رجل المستقبل " و"ابن عنتر", وآخر أفلامه
" دموع الفرح ", لقد كان مخرجاً ومؤلفاً وممثلاً ناجحاً وموهوباً, يحمل
روحه العذبة الباحثة عن الخلود لقد أحببت قوة شخصيته وطموحه وعشقه للنجاح
الدائم, ولن أنساه ما حييت.
كان أحمد سالم باحثا في كل مكان يذهب إليه, تعرف غريزته الأنثى أينما
ارتحل, لذا تعرف على كاميليا - صاحبة أجمل شفاه في تاريخ السينما المصرية-
في فندق وندسور وقدمها الى السينما, اسمها الحقيقي ليليان ليفي كوهين
فيكتور ولدت بمدينة الإسكندرية عام 1919 كانت تعرف قيمة جمالها, ولم يرد
أحمد سالم حين التقاها أن تفلت الفرصة من يده ويضيع امرأة بهذا الجمال
فأغواها بالعمل في السينما, فلم تتردد كاميليا -ووافقت بسرعة فهي تحلم
بالثراء, وحين يأتي من خلال المجد والأضواء فلما لا ?! ونشأت بينها وأحمد
سالم قصة حب عنيفة واستمر الحب بينهما وعهد سالم الى الفنان محمد توفيق
ليعلمها فن الإلقاء ويدربها على التمثيل, لكن محمد توفيق لم يستطع اكمال
تدريبها وأحس أنه سوف يقع في حبها ويكتوي بنارها فانسحب من تدريبها, بعد
ذلك قام أحمد بشراء ملابس ومجوهرات لكاميليا واحاطها بدعاية اعلامية كبيرة
عبر صداقاته, وعاش معها في حب وحقق لها كل شيء ما عدا شيئا واحدا كانت
تتمناه وتعرفت على أحمد سالم لأجله, وهو حلمها بالنجومية وتقديمها في فيلم
سينمائي إلا أن أحمد لم ينجز وعده لها فقام يوسف وهبي بالاتصال بها وطلب
لقاءها وأقام علاقة معها, وهنا بدأ التنافس بينه وسالم, فلم يتوانى الاخير
عن التنازل عنها سينمائيا حسب العقد المبرم وحصل على ثلاثة آلاف جنيه من
يوسف وهبي مقابلا لذلك, لتبدأ مع وهبي أولى خطوات النجومية في فيلم "القناع
الأحمر"عام 1946 مع فاتن حمامة وبشارة واكيم ومن إخراج يوسف وهبي, وفي عز
نجوميتها شاهدها الملك فاروق وأقام علاقة معها استمرت فترة وانتهت وطاردتها
الشائعات بأنها يهودية وجاسوسة, وقيل ان الملك فاروق هو الذي أطلق عليها
الشائعة ليتخلص منها .
لكنها رحلت بعد ذلك بفترة قصيرة حيث سقطت بها الطائرة وماتت حين كانت
مسافرة للعلاج في سويسرا عن 31 عاما .
مغامرات طائشة
لم ينجب سالم من أي من زوجاته إلا حين تزوج من إحدى قريباته من محافظة
الشرقية حيث أنجب ابنته الوحيدة.. وهو زواج تقليدي, كانت امرأة تحمل
الجمال الريفي الذي يهفو إليه القلب وترتاح إليه العين, وأراد بناء بيت
والاستقرار والبحث عن حياة أسرية دافئة, لكنه لم يتوقف عن صولاته النسائية
وعرفت الزوجة بجولات زوجها وصولاته مع النساء وتحملت تلك الحياة, وسرعان
ما أودت الغيرة وتصرفات سالم الطائشة وضعفه أمام المرأة الجميلة الى انتهاء
هذا الزواج, حيث التقى تحية كاريوكا التي أحبته بجنون وأحبها وقرر الزواج
فطلبت تحية أن يطلق زوجته ام حبيبة فطلقها, وسافر وتحية في رحلة الى فلسطين
وعرضت عليها اقامة حفلات في بيروت وحلب, فتركت سالم في القدس وسافرت الى
بيروت لتعود الى القدس وتجده قد تزوج من أسمهان التي كانت في رحلة الى
القدس, فحزمت تحية حقائبها عائدة الى القاهرة بعد حصولها على الطلاق, ولم
يكن زواج أسمهان من أحمد سالم حبا فيه, ولكن لكي تستطيع دخول مصر, وكانت
ممنوعة من دخولها بأمر من الملكة نازلي.
لقد أصبحت أسمهان بموجب عقد شرعي زوجة مصري وهنا يحق لها دخول مصر بعد أن
كانت ممنوعة, عادت أسمهان الى مصر وعادت معها نجوميتها وشهرتها, لكن سالم
كان لها بالمرصاد, بدأ طبعه في الغيرة يظهر, وحاول أن يرافق أسمهان في أي
مكان تكون فيه حيث تسرب اليه الشك في سلوك أسمهان فبدأ في مراقبتها, وصعق
حين رآها خارجة من بيت أحمد حسنين باشا رئيس الديوان الملكي , انهار سالم
وحاول الانتحار وأنقذوه. وبدأ يسرف في الشراب لتخدير أعصابه الثائرة. وكانت
أسمهان كذلك تدمن الشراب ..وهكذا مضت الحياة بينهما في شراب وعراك.وذات
مساء انتصف الليل ولم تعد أسمهان . وجلس أحمد ينتظر, وحين عودتها تعاركا
ووثب واقفا .. ولكنها كانت أسرع منه الى الباب ! وكان ¯ رحمه الله قد أخرج
من جيبه مسدسا.. صوبه إليها وهي تجري وأطلق النار. ولكنه لم يصبها .. وهربت
أسمهان ولجأت الى دار أحد جيرانها حيث أمضت ما بقي من الليل .
واتصلت باللواء سليم زكي حكمدار بوليس القاهرة يومئذ وكانت صديقة له
ولأسرته وأبلغته أن زوجها سالم أطلق عليها الرصاص يريد قتلها وطلبت منه أن
يحميها فأوفد الاميرالاي امام ابراهيم الى فيلا سالم لحل المشكلة.
وفي لحظة ما أعتقد إمام إبراهيم أنه أصبح على قرب كاف من الفراش . فوثب
على أحمد سالم محاولا الإمساك بيده التي تحمل المسدس وانتبه احمد واطلق
رصاصة أصابت الأميرالاي إبراهيم وأعقبتها رصاصة أخري دخلت في صدر سالم
نفسه أثناء مقاومته الاميرلاي وكانت الضجة الكبرى .. وخرجت الصحف لتروي
مأساة أحمد سالم وأسمهان !
ونقل الجريح سالم تحت الحراسة ¯ أي مقبوضا عليه ¯ الى المستشفى وقد بقي
أياما عديدة في خطر الموت كما وجهت إليه تهمة الشروع في قتل زوجته أسمهان
.. وتهمة مقاومة وإطلاق الرصاص على الأميرالاي إمام إبراهيم أثناء القيام
بواجبه. وكانت أسمهان تعمل وقتئذ في "ستديو مصر" لتصوير فيلم " غرام
وانتقام " أمام يوسف وهبي.
وكان طبيعيا أن تشعر أسمهان بالتعب والإرهاق .. وخصوصا بعد حادث إطلاق
الرصاص عليها لذا قررت السفر للراحة في رأس البر وفي الطريق ماتت غرقا في
الحادث الشهير, وتردد أن الذي قتلها أحمد حسنين باشا بعد ذياع قصتها معه
وكلام سالم عن أن زوجته تخونه مع حسنين باشا, وقيل ان المخابرات البريطانية
قتلتها, وحفظت القضية ولم يتوصل أحد للحقيقة خاصة أن سالم فارق الحياة
متأثرا بجراحه.
السياسة الكويتية في
08/08/2011 |