إذا كان «الخطاب الأخير» للرئيس السابق «حسنى مبارك» هو آخر ما
يربطه بالشعب المصرى قبل تنحيه عن الحكم، فإن «الخطاب الأخير»
هو أول ما سيربط «محسن
محيى الدين» بالشاشة بعد عودته من فترة غياب طويلة امتدت 21 عاماَ، هذه
المدة
لم تزده إلا نضوجاً وشوقاً لحضن السينما التى وإن كان قد غاب عنها بكيانه
إلا أنه
لم يغب عنها بروحه، «محيى الدين» عاد بـ«الخطاب الأخير» ليضيف فناً يلامس
بأجنحته
رياح التغيير التى جعلت وجه مصر أكثر إشراقاً.
يقول «محسن محيى الدين»:
مفهوم العودة عند الناس أننى ابتعدت عن
الساحة لرفضى السينما باعتبار أنها خطيئة
وهو ما أرفضه وإن كنت غبت عن السينما كشاشة إلا أننى لم أغب
عنها كفكر ومتابعة.
·
ولم كانت الغيبة ولم كانت
العودة؟
-
طول عمرى صاحب فكر معين ولكن أن تجد الآخرين يحاربون أفكارك لمجرد أنك
مختلف معهم
فهو أمر مشوب بالإحباط..وهذا سبب الغيبة حتى كانت العودة بالخطاب الأخير،
وعلى فكرة
لم تكن الأولى ، فقد سبق أن قدمت سيناريوهات كثيرة مثل «الانتفاضة»، ولكن
الرقابة
رفضته لأسباب سياسية! رغم أن طرحى للقضية كان بدافع وطنى
والكشف عن أسباب سفر
شبابنا إلى إسرائيل للعمل والزواج بهم والنتيجة أطفال من نسلهم هم أعداء
لنا.
وسيناريو فيلمى «الخطاب الأخير» الذى وافقت عليه الرقابة مؤخراً، يحمل
العديد من الأفكار التى أريد أن أنبه المجتمع إليها، وأستطيع
أن ألخصها فى نقاط..
فمثلاً نحن نطالب بالوحدة العربية، واكتشفنا أنه لدينا وحدة عربية بالفعل،
لكنها
على مستوى الحكام العرب فقط، فهم لا يختلفون فى طرق حكمهم لشعوبهم من خلال
استخدام
أساليب الظلم والقهر وتعاملهم مع الثورات.. كرسى الحكم يفرض
على الحكام إغراءات،
ونحن نصنع منهم أصناماً، وكلهم خائفون من أن تحاسبهم شعوبهم وغير خائفين من
أن
يحاسبهم الله سبحانه وتعالى، رغم أن هناك رغبة من الشعوب العربية فى
التوحد، لكن
الوحدة العربية تتحقق فقط فى «ستار أكاديمى»!.
·
قلت فى إحدى
تصريحاتك: «ندمت لأننى تأخرت فى الاعتزال، فالأضواء ليست غالية
حتى أحن إليها مرة
أخرى، فالشهرة والمال والأضواء لا تساوى ركعتين لله»... ألم تخش أن تفسر أن
عودتك
بفيلم «الخطاب الأخير» على أنه حنين للأضواء والشهرة والمال؟
-
أولا لو المال، فها أنا قد عدت لكن «مش فى الوقت اللى فيه فلوس»، فلو كنت
أسعى
للمال كنت عدت فى الفترة الماضية خاصة أن الوضع الآن أسوأ بالنسبة للمنتجين..
والشهرة والمال هى أن تبيع النفس وأنا أنأى بنفسى عن هذا، لكنك لو علمت أنك
ملك لله
سبحانه وتعالى، فلن تنظر لهذه الأشياء لأنها كلها لا تدوم ولا تحقق السعادة.
وأحب أن أشير إلى أننى لست نادما على ما قدمت، كان على أن أمر بمختلف
التناقضات الفكرية، حتى وصلت إلى الفكر الشامل.
·
هل «الخطاب الأخير»
يعيدك إلى السينما كمخرج ومنتج فقط أم
كممثل أيضاً؟
-
أعود بفيلم «الخطاب
الأخير» يبدو أننى لن أقوم فيه بالإخراج والإنتاج فقط، بل ربما بالتمثيل
أيضاً، فمعظم الممثلين خائفون من الدور الرئيسى لشخصية الحاكم
الذى قررت أن ألعبه
بنفسى وبالمناسبة هو ليس «مبارك» بل فى رأيى كل الحكام العرب لا يختلفون عن
«مبارك»
و«الخطاب الأخير» هو فيلم فانتازيا وينتمى
أيضاً للكوميديا السوداء.
·
لكننا علمنا أن قصة فيلمك هى عن
اجتماع الرئيس السابق «مبارك»
برموز الفساد قبل موقعة الجمل وهو يصدر أوامره بضرب المتظاهرين والقضاء
عليهم
وإخلاء الميدان تماما ثم دخول رموز الفساد لسجن طرة، ثم دخول الرئيس السابق
لمستشفى
شرم الشيخ وصراعه مع نفسه لحظة دخوله غرفة العمليات وظهور ملاك
الموت «عزرائيل»
ليقبض روحه؟
-
ليست هذه هى الفكرة بالضبط.. الفيلم «فانتازيا» ولا
أذكر فيه شخص «مبارك»، إنما أتحدث عن رمز الحاكم العربى بشكل
عام خاصة الذى ثار
شعبه عليه، ورغم ذلك يرد الرئيس بالتعنت وقتل الشباب، وكأن هذا الحاكم يرى
فى نفسه
أنه يملك السلطة المطلقة، ونسى أن السلطة المطلقة لله وحده.
·
هل يحمل الفيلم مسحة دينية؟
-
ماذا
تقصدان بمسحة دينية؟!.. الصلاة والصوم؟!.. أهذا هو الفكر الذى تحدداه؟!..
فالموت من
الحقائق ويعتبر أيضاً مسحة دينية.. علينا ألا نفصل الدين عن
الحياة ولا الحياة عن
الدين.. وأنا دائما أتذكر أن الله هو أول من يشاهد عملى.. «مافيش حاجة فى
الدنيا
حرام مطلق» إلا الأشياء التى وضعها الله فى قرآنه، وكل مهنة فيها الحلال
والحرام،
إنما التناول هو الذى يحدد ما هو الحرام والحلال.
·
هل ستظهر زوجتك
الفنانة المعتزلة «نسرين» فى فيلمك؟
- «نسرين»
اعتزلت نهائياً..
وإن كان هذا لا يمنع أن فيلمى به ممثلات وجار اختيارهن.
·
هل تقبل أن
يعمل ابنك «أحمد» فى الفن؟
- «أحمد»
يعمل الآن فى «الجرافيك»
وابنتى متزوجة، والاثنان كان لهما تجربة فى الفن أثناء طفولتهما لكنهما
رفضا
الاستمرار فى هذا المجال .
·
هناك من يحسبك على الإخوان
المسلمين أو
التيار الإسلامى بشكل ما على اعتبار أنك تخوض فكرة الإنتاج كما بدأ الإخوان
المسلمون من خلال مشاريعهم.. ما تعليقك؟
-
ليس لى انتماء حزبى أو
سياسى، ولا أتبع أى تيار، لست سلفياً ولا إخوانياً ولا غيره، وفى رأيى يجب
ألا يكون
للفنان انتماء سياسى معين، فلا يمكن أن أنتخب حزباً إلا ويكون له فعل حقيقى
فى
الشارع وليس مجرد برامج على الورق، واليوم نجد أحزاباً كثيرة
بدون فعل.. «كل اللى
شايفه كلام وبروباجندا».. ونلاحظ أن الشباب الذى ليس له أى انتماء سياسى هو
من قام
بالتغيير، نزلوا ينظفوا الشوارع، ويلونوا الجدران،كما أن الدين ليس كما
يتصوره
الناس، الدين لا يعنى التزمت، فإذا عدنا لـ«عمر بن الخطاب» وفى
زمن القحط لم يقم حد
السرقة، فإذا كنت متديناً على العكس ستطالب بحقوقك لأنك سترفض الظلم أو
الاحتكار
وكل أشكال الفساد، لهذا كان غياب دور الدين فى المجتمع حتى لا يتم تعليم
الناس
الدين الصحيح.
·
بصراحة.. ما رأيك فى السلفيين
والإخوان؟
-
نحن كجيل تم إلهاؤنا بـ«لقمة العيش»، وأنتم كشباب الثورة
تربيتهم «على باب الله»، وهذا هو الشىء الجميل لأننا لم نزرع
فيكم كما فعل آباؤنا،
الخوف من السلطة.. فكانت النتيجة أننا عشنا لنرى الشباب الذى وقف فى وجه
الحاكم
وبطشه.
·
قلت إن ثورة 25 يناير فعل إلهى
والشباب سبب.. هل هذا يعنى
التقليل من دور شباب الثورة؟
-
هذا ليس معناه التقليل من دور
الشباب، البداية من الناس، لكن النصر من عند الله، والمعنى واضح... فأنت
كأنك تعمل
وتقول بعدها «تكالى على الله»، فأنت تصنع ما عليك، وتترك الباقى لله، ولو
نلاحظ
ستجد أن الله كتب النصر لنا رغم أن «مبارك» كان لديه الجنود
والحرس والحاشية وسلطة
المال والقوة ونفوذ العرب والأجانب، وقد حاول الكثيرون أن يجهضوا هذه
الثورة
وفشلوا.
·
بما أننا فى ظل مجتمع فوضوى كيف
يمكننا أن نصل بفهم حقيقى
للدين؟
-
على فكرة الدين هو الأخلاق.. هذه الفكرة غائبة عن
الكثيرين.. من يبيع لك الآن يقوم بغشك، واكتشفنا أن الغش بدءاً
من الرئيس السابق
إلى أصغر بائع!.. الذمة والأخلاق والضمير موجودة فى المجتمعين الدينى أو
المدنى،
وبالتالى لا ينفصل هذا عن ذاك، بل إن الله يطالبنا بأن نصنع الخير لأنه هو
الذى
يجازينا عليه لا البشر، فى الماضى كان يوجد ترابط اجتماعى قوى
وعلاقات بين الناس،
اليوم الجيران أصبحوا لا يعرفون بعضهم البعض، هذا يذكرنى عندما كنت أعيش فى
باريس،
وألقى التحية على جارى، فيردها بنظرة اندهاش، هذا ما وصلنا إليه الآن،
أخذنا من
الغرب مساوئهم وهم أخذوا أفضل ما فينا.
·
هل ترى فى أى من المرشحين
للرئاسة حالياً أحداً يصلح للمنصب ولو حتى بنسبة 1%؟
-
لا..
وأتمنى الماليزى «مهاتير محمد»!.. لأنه
سيستطيع التقدم بالمجتمع.. عندما أسافر للحج
أشاهد الماليزيين فى أحسن حال وعلى خلق ويحترمون الآخرين، على
عكس المصريين.. أسأل
الله أن يستمر الشعب المصرى على نفس قوته وإصراره على التغيير حتى لا يأتى
حاكم مثل
السابق.
·
أيهما تفضل أن يكون رئيس
البلاد.. مدنياً أم عسكرياً؟
-
أريد دولة مدنية بأخلاق دينية، وأيضاً حاكماً مدنياً، لكن يجب
أن يكون مثقفا لديه خلفية عن الاقتصاد والاجتماعيات والنواحى
العسكرية، ويكون على
دراية بكل شىء، وأن يكون متديناً، وألا يكون منفصلاً عن الشعب ولا الشعب
منفصلاً
عنه.
·
كنت تتابع السينما كما علمنا..
هل هناك أفلام أعجبتك؟
-
السينما
تعبر عن المرحلة التى توجد فيها.. و«بحب السيما» من الأفلام التى أعجبتنى
لفكرته
المختلفة التى تؤكد على أن حب الله شىء فطرى لأى إنسان على
اختلاف ديانته.. «هى
فوضى؟» أيضاً أعجبنى كثيراً، وكذلك بعض أفلام «خالد يوسف».
·
ألم
تتصل بـ«يوسف شاهين» لتقول له رأيك فى فيلمه أو تبارك له على
الأقل؟
-
لا لم أفعل.. كيف أقول رأيى فى فيلم لـ«يوسف شاهين»!.
·
لو عاد الزمن بك للوراء.. هل كنت
ستعود للعمل مع «يوسف شاهين»؟
- «يوسف
شاهين» له فكره وأنا لى فكر مختلف، وعندما كنت أعمل معه
بالتأكيد كان فكرى مختلفاً عن فكرى الآن.. ولا أندم على أى عمل
قمت به.
·
ما رأيك فى وضع السينما اليوم؟
- «السينما
طول
عمرها يتحكم فيها 3 أو 4 منتجين» وستستمر هكذا.. وأتذكر فيلمى «شباب على كف
عفريت»
الذى عرضته وكيف كان الناس يقولون لى وقتها أننى سأخسر فيه، لكن الله خذلهم
ونجح
الفيلم، والأمل فى السينما المستقلة.
·
وماذا عن التليفزيون؟
-
التليفزيون يحاول إصلاح نفسه، لكن الإصلاح لا يأتى بشكل فورى،
وهناك مماطلة وبطء فى التغيير بسبب انعدام الاستقلال داخل
منظومة الإعلام بشكل
عام.. وهذا خطأ كبير لأن مهمة الإعلام خطيرة جداً فقد جاء الوقت لأن يخاطب
العقول..
لا يسطحها العقل ولا تسطحه.
مجلة روز اليوسف في
23/07/2011
إلا خمسة
كتب
هناء فتحى
1 )
فى لحظة ابتكار عبثية انفردت قناة «النهار».. ببرومو حصرى لمسلسل
«كيدالنسا»
لفيفى عبده وسمية الخشاب ليس لأن القناة ستبث المسلسل حصريا.. ولكن
لأنها المرة الأولى التى يقوم فيها صانعو العمل بتصوير أغنية «راقصة ورقصة»
مغناة
خصيصا للمسلسل.. وتتبادل فى البرومو الراقص كل من سمية الخشاب
وفيفى عبده الردح
الغنائى وقد ارتدتا فستانى رقص «شفتشى خالص» أمام الكورنيش.
ليس هذا فقط، بل أيضا: «ده ياما هشتكنى وياما
هشتكته»، تقول فيفى لسمية- سمية التى زاد وزنها ربما أكثـر من خمسين
كيلوجراما، وقد
انتفخ صدرها ووجنتاها وشفتاها.
2 )
كيف لى أن أفهم أن الرئيس السابق
حسنى مبارك ظل حتى آخر نفس، وآخر لحظة له فى السلطة «زى الفل» يحكم ويخطب
ويغير
حكومات ويعيش فى العروبة وليس فى مستشفى؟.. فقط وبعد خلعه صار مريضا ولا
يعيش إلا
فى مستشفى «شرم الشيخ»؟
أجب من فضلك عن السؤال.
3 )
بنفس اللهجة واللغة والخطاب كان
يتحدث حلمى بكر لأعضاء نقابته لأخبار روتانا متسائلا عن هذا الكم الهائل من
المرشحين لمنصب نقيب الموسيقيين، هما ح يوزعوا فراخ عشان كل دول عايزين
يبقوا
نقباء؟ مين «على إبرة» ده؟ ومين «إبراهيم مفك»؟ وما كل هذه
الإعانات قبل الانتخابات
ده عايز يغير عينه وده عايز يغير شعره وده غير سبعين مليون مطرب عشوائى فى
مصر مش
لاقيين حد يسمعهم؟ أنا من مؤيدى يناير، عملت أغانى للثورة ولسه ماذيعتهاش -
لما
تتضح الرؤية ح أذيعها!
أول خطاب بعد الثورة لحلمى بكر.
4 )
ربما كانت القيود أقوى مما تصورنا،
ربما كان الفنانون السوريون أصحاب الموقف أكثر مما تخيلنا، فمجموعة
الفنانين
والمثقفين التى تم القبض عليها فى سوريا وهى تنادى بالحرية وإسقاط النظام
تجعلنا
نتريق ونتريث، بل نرفع الكف الأيمن تجاه الجبهة تحية لمن
يحاولون الخروج من سجن
أربعين عاما، تحية لفنانين لم نكن نعرفهم من قبل مثل «مى سكاف» وكل رفقائها.
والكبار مازالوا يمتنعون.
5 )
كان الإعلامى حسين عبدالغنى يتحدث
السبت الماضى لمنى الشاذلى عن الشعب الذى منح الجيش توكيلا لحظة أن تدخل
اللواء حسن
الروينى لينفى توكيل الشعب للجيش مؤكدا أن الجيش شريك فى ثورة الشعب..
وأضاف: بل
أكثر من شريك.. ولسوف يكتب التاريخ تلك الحقيقة، حقيقة دور
الجيش فى الثورة، منى
الشاذلى ولا حسين عبدالغنى ولا عبدالحليم قنديل - ضيوف الحلقة - سألوا: كيف
للشريك
أن يترك شركاءه يضربون ويقتلون دون تدخل مكتفيا بالحيادية؟
سؤال.. كمان.
مجلة روز اليوسف في
23/07/2011
سوسن بدر:
من المبكر تقديم أعمال فنية عن الثورة
المصرية
ميدل ايست أونلاين
الفنانة المصرية تقول إنها لا تهتم بأدوار البطولة، وترى أن التطرق
للمشكلات المعاصرة في الدراما أفضل من إعادة تقديم أعمال فنية قديمة.
القاهرة - قالت الفنانة سوسن بدر أنه من المبكر تقديم أعمال حول الثورة
المصرية، مشيرة إلى أن "القوائم السوداء" لبعض الفنان لا تهدف إلى
الانتقام.
ونفت مشاركتها في مسلسل يعيد فيلم "شيء من العذاب" الذي كانت بطلته سعاد
حسني، وتمنت أن يحظى "الدالي 3" بمشاهدة واسعة، مؤكدة عدم بحثها عن أدوار
البطولة.
وقالت بدر لصحيفة "الخليج" الإماراتية "لم أتلق عرضاً يتعلق بمشاركتي في
مسلسل 'شيء من العذاب' كما نشرت وسائل إعلامية مختلفة، وإجمالاً لست مع
إعادة أعمال قديمة نجحت لأن المقارنة خطرة وهناك قضايا ومشكلات معاصرة
بحاجة إلى طرح وفق رؤى وأفكار جديدة ومهما حاولنا تقديم تجارب سابقة رائعة
في شكل حديث لن نستطيع الوصول إلى معالجة أفضل".
واستدركت "يمكننا الاستفادة من 'الكلاسيكيات' عبر تواصل عرضها، وفي حال
وجدت ضرورة في إنجاز عمل يقترب منها يجب أن يحمل تناولاً ومضموناً وشكلاً
مغايراً بحيث لا يمس ما مضى ويأتي بشيء جديد، وإلا فإنه لا يحمل بصمة وقد
يقل جودة وقيمة عما خلد في ذاكرتنا طويلاً".
وقالت إنها تتمنى أن تجد إطلالتها الرمضانية في الجزء الثالث من مسلسل
"الدالي" قبولاً عند الجمهور، مشيرا إلى أن "المسلسل من النوع الذي لا ينسى
بسهولة، خصوصاً مع استمرار عرض الجزأين الأول والثاني تباعاً وحصدهما نسبة
مشاهدة عالية في ظل تقديمهما أسلوباً جديداً في سرد الأحداث وتفاصيل
الشخصيات والمغامرة والمفاجآت والتشويق، وبالتالي فإن غيابه عن موسم البث
السنة الماضية لا يعني افتقاده حلقة التواصل مع المتابعين الذين يترقبون
العمل حسبما وصلتني الأصداء وردود الفعل".
وأكدت اهتمامها بآراء النقاد و"تسعدني لأنها تشيد بجهود مبذولة وتحرص على
عدم تكرار خطأ ما، وأنا فعلاً لا أبحث عن أدوار البطولة وإنما عن أخرى فيها
تمثيل وأصاب برعب شديد مع كل تجربة جديدة، حيث تحيطني الأسئلة مع ذاتي عن
مدى إتقاني من عدمه أما تركي بصمات حقيقية فليس من حقي تأكيده ويبقى الرأي
للآخرين".
وعن تقديم أعمال حول الثورة وتغيير مشاهد في أفلام أنجزت سلفا بقصد إضافة
ما يرصد الأحداث عقبت "من المبكر حصد ثمار كثيرة في هذا الشأن فهناك حقائق
لم تكشف بعد، وقصص لم تكتمل حتى الآن، وتداعيات عدة متتالية مازلنا نعيشها
تتطلب التفكير بعمق والحصول على نظرة أوسع وأشمل ووقت أطول قبل صياغتها على
الورق وتنفيذها في السينما والدراما التلفزيونية، لأننا لا نريد أشياء
سريعة وبسيطة لا تفي الأمور حقها".
وأكدت أنها انسحبت من المنافسة على رئاسة نقابة الفنانين بسبب وعكة صحية
مفاجئة.
وأضافت "انسحبت من المنافسة لأنني قبلها بفترة وجيزة سقطت وأصبت في ساقي
وشعرت بعدم قدرتي على الإكمال وطلب مني الأطباء أخذ راحة كافية فيما العمل
النقابي يحتاج إلى مجهود، وإذا لم أستطع خدمة زملائي يجب ألا أخوض زمامه،
ومهما اختلفنا أو اتفقنا مع أشرف زكي فعلينا عدم إنكار ما قدمه للنقابة،
وشخصياً أثق بقدرة أشرف عبدالغفور على تحمل المسؤولية بكفاءة عالية".
وحول رأيها في اعتبار البعض "القوائم السوداء" تهدف إلى الانتقام من
الفنانين، قالت بدر "لا أعتقد ذلك، ويجب أن نتقبل الآخرين دائماً وربما
قادت الحماسة والفرحة بالتغيير، الذي احتجنا إليه وتقنا إليه، إلى تعبير
البعض تلقائياً غالباً، لاسيما أن بعض من وقف ضد المسار الجديد خشي على
نفسه، وفي النهاية نحن جميعاً مصريون وعلينا أن نعيش معاً ونحافظ على
الارتقاء بالوطن".
ميدل إيست أنلاين في
23/07/2011
السينما المغاربية تتذكر مبدعيها
خريبكة (المغرب) – من
عبد الله البشواري
مهرجان السينما الافريقية بخريبكة يسلط الضوء على تجارب الطاهر شريعة وأحمد
البوعناني وشارل مينسا.
"يحز في النفس أن نتحدث عن مخرجين رحلوا عن هذا العالم بضمير الغائب"، جملة
هي مفتاح ندوة نظمتها مؤسسة مهرجان السينما الافريقية بخريبكة، مساء
الخميس، وفاء لذكرى الطاهر شريعة (تونس) وأحمد البوعناني (المغرب) وشارل
مينسا(الكونغو).
هو "شاعر مستنير" و"مفكر سينمائي"، استهواه الجانب النظري أكثر، امتلك رؤية
جمالية ، هكذا قدم رئيس المركز السنيمائي المغربي نور الدين الصايل، الراحل
البوعناني.
تعرف الصايل على البوعناني في سبعينيات القرن الماضي، خاصة في فيلم "ذاكرة
14" ، "الفيلم المؤسس للأفلام القصيرة بالمغرب"، وقد كتب البوعناني "شخصيته
المركبة " في سينماه.
"تعمق" نور الدين الصايل ، كما يقول، في سينما البوعناني، الذي جمعته به
صداقة متينة خاصة في الأندية السينمائية "التي كان محط نقاشاتها" بعد غوصه
في كتابات رولان بارت، ليبقى الراحل "معادلة صعبة" في السينما المغربية،
تفك رموزها باستمرار في فيلم "السراب".
أما الكاتب المغربي ادريس الخوري، فتذكر "العصر الذهبي للرباط" ، التي كان
البوعناني أحد وجوهها التي لا يمكن أن تنسى، فالراحل " حمل قضيته في قلبه
دون أن يفصح عنها ... السينما والكتابة".
هو حاضر بقوة في خريبكة، رغم الغياب الجسدي، المخرج الطاهر شريعة الذي لا
يقبل، حيث هو، "بأن نتحدث عن الموت بل عن الحياة التي تمنحها السينما
باستمرار" ، يقول الناقد المغربي أحمد بوغابة.
شريعة حاضر "ببعده الرمزي وبسيادة أفكاره السينمائية " ، ولا يمكن القول
بموت شريعة، "ونحن نقف على ما أسسه وناضل من أجله ، ليس في تونس فقط بل في
القارة الافريقية التي دافع عن إنتاجها السينمائي وحقها في الوجود كصور
وأصوات وحق الإنسان الافريقي في مشاهدتها".
كانت أفكاره واضحة ، مثل شخصيته ، ويكفي القارىء تصفح كتاب من كتبه ليكتشف
الآفاق الرحبة للسينما، وهو شأن أحمد بوغابة الذي تعرف في زنزانته في
الثمانينات على شريعة، " الحر في أفكاره وممارساته".
وخلص إلى ان شريعة "الإفريقي حتى النخاع"، كان قوة تحليلية مبنية على
مرجعية فكرية أدبية وفلسفية وسياسية.
أما مع المخرج شارل مينسا ، يقول مواطنه المخرج بلوفو بكوبا كانيندا،
ف`"نتقاسم المخيال الافريقي" ، لا تداخل بين عمله كسياسي ( كان مديرا
للمركز الوطني للسينما بالغابون و رئيسا للفدرالية الافريقية للسينمائيين)
وبين عمله كمبدع ، لتتجاوز سينماه الحدود.
ويبقى شريعة والبوعناني ومينسا من طينة العباقرة الذين يقضون حياتهم وراء
الكاميرا ليرحلوا، ويخلدوا بأعمال تمجد الحياة.(ماب)
ميدل إيست أنلاين في
23/07/2011 |