الطريف فى فيلم "أسوأ مديرين"
Horrible Bosses أن من
يقدمون الأدوار المساعدة أو الثانوية هم النجوم أصحاب الأسماء البراقة مثل
"كيفين سباسى"
الحاصل على أوسكار عن فيلم "الجمال
الأمريكى"، وكولين فاريل بطل فيلم "الإسكندر"، وجيمى فوكس الحاصل على أوسكار عن فيلم
"راى"، وجنيفر أنستون بطلة المسلسل الشهير"الأصدقاء".
أما أدوار البطولة الرئيسية
فهى لثلاثة ممثلين من أصحاب الشعبية المتوسطة! والفيلم من إخراج سيث جوردان
الذى شاهدنا له فى القاهرة فيلم "أربعة أعياد كريسماس".
حكاية الفيلم بالغة الطرافة وتعتمد على التفاصيل الصغيرة، وعدد هائل
من المفاجآت بالاضافة لسخونة الحوار، الذى
يتسق مع طبيعة كل شخصية، والأهم من كل ذلك أن أبطال الفيلم يقدمون أدوارهم
بمنتهى الجدية، ولم تفلت من أى منهم محاولة للاستظراف، إننا أمام ثلاثة
اصدقاء يعملون فى مجالات مختلفة ويعانى كل منهم من بشاعة مديره فى العمل،
للدرجة التى تحول الحياة إلى جحيم، الأول جيسون باتمان
يعمل بجد واجتهاد فى شركهة
يديرها "كيفين سباسى" وهو مدير فى
غاية الصرامة ويعشق تعذيب مرءوسيه، وهو العقبة الوحيدة أمام فرصة ترقى
جيسون باتمان، أما جيسون سوديكيز فهو على وفاق شديد مع صاحب العمل الذى كان
يعتبره بمثابة ابنه ويعده لموقع متميز، ولكن لسوء الحظ يتوفى الرجل فجأة
ويتولى ابنه المستهتر "كولين فاريل" أمور الشركة وينكل بجيسون سوديكيز،
ويحول حياته الى جحيم لا يطاق.
أما مشكلة تشارلى داى فهى تختلف تماما عن مشاكل صديقيه، فهو
يعمل طبيب أسنان فى عيادة تمتلكها جينيفر انستون وهى دائمة التحرش به،
وتهدده بمجموعة من الصور التقطتها له أثناء تخديره وخوفا من ان تصل تلك
الصور الى خطيبته التى يستعد للزواج منها.
ويقع تشارلى فى أزمة لا يعرف لها مخرجا، ويجتمع الاصدقاء الثلاثة
ليشكو كل منهم همومه لصديقيه، ثم تقفز فكرة مجنونة إلى خيال أحدهم تلقى
ترحيبا،
وهى ضرورة التخلص من مديريهم وقتلهم جميعا، لكن لأن الاصدقاء الثلاثة أخيب من بعض، فهم
يضطرون للجوء الى قاتل محترف "جيمى فوكس"
يطلب منهم مبلغا ضخما؛ وبعد أن
يتمكنوا من جمع المبلغ المطلوب
يخبرهم أنه لم
يقتل أحدا فى حياته، ولكنه على استعداد لأن يمنحهم بعض النصائح فى تنفيذ خطة القتل، وهى أن
يقتل كل منهم مدير صديقه، حتى
يبعد الشبهات عن نفسه! وتتأزم الأمور وتتعقد وتحدث
عشرات التفاصيل التى لم تكن فى الحسبان، وتؤدى المفارقات والأحداث
غير المتوقعة الى انطلاق الضحكات.
وبين شخصيات الفيلم المتعددة لابد ان
يستوقفك دور كيفين سباسى صاحب الوجه الجاد، فهو أكثر الجميع قدرة على إثارة
الضحك، ونفسى ان يحرص نجوم الكوميديا عندنا على مشاهدة هذا الفيلم وغيره
لتعلم فن الأداء، وكيف يمكن أن تقدم الكوميديا من خلال أداء بالغ الجدية، والصرامة أيضا، بلفتة بسيطة أو رد فعل
غير متوقع يمكن ان ينتج الضحك.
وخذ عندك هذا الموقف البسيط الذى اضحكنى كثيرا،
كيفين سباسى الذى يقدمه السيناريو كرجل فظ متبلد الإحساس
يمكن ان يقتل بسهولة دون ان يفكر يعود الى منزله ذات مساء حيث تعد له زوجته مفاجأة عيد ميلاده
وتدعو مجموعة من الاصدقاء يجلسون فى الظلام وبمجرد ان
يدخل المنزل ويضىء الانوار يقفزون من أماكنهم مرحبين به، ويهنئونه بعيد
ميلاده مرددين مفاجأه مفاجأة، ولكن الرجل بمجرد ان يضع
يده على زر النور ويظهر له الاصدقاء يصاب بحالة من الهلع لا تتفق أبدا مع قسوته وبأسه ويبدو كطفل مرعوب،
ثم يصرخ فى زوجته:
"
قلتلك ميت مرة قبل كده بلاش تعملى فيا الفصل ده"، وخذ عندك لا يمر موقف إلا ويفاجئك السيناريو
بموقف لم
يخطر على بالك، هذا
غير الحوار شديد الطرافة، وخاصة مايصدر من القاتل المحترف أو من يظنونه
قاتلا محترفا "جيمى فوكس"؛
وفى واقع الأمر هو نصاب لايعرف شيئا عن فنون القتل ومع ذلك يكسب رزقه من ادعاء قدرته على القتل!
وتقدم جينيفر أنستون دوراً
غريباً لامرأة شرهة جنسيا تطارد الرجال وتتحرش بهم، وخاصة هذا الطبيب الشاب
الذى أوقعه قدره فى براثنها.
فيلم أسوأ المديرين حقق فى أسبوع عرضه الأول أرباحا تزيد كثيرا على
ميزانية إنتاجه، لا يسبقه فى قائمة شباك التذاكر إلا فيلم "هارى بوتر
والمقدسات المميتة" وهو من أفلام السلسلة الشهيرة التى بدأت منذ عشر سنوات
تقريبا، وتعتمد على الخيال الجامح والمغامرات الاسطورية!
الوفد المصرية في
21/07/2011
نزيف للإيرادات فى دور العرض
كتب
نجلاء أبوالنجا
لم تكن مفاجأة أن يكون الموسم السينمائى الصيفى هذا العام هزيلا
وضعيفا.. لكن المفاجأة أنه جاء مخيبا للآمال لدرجة لم يتخيلها أكثر
المتشائمين.. فلم يتخيل أحد أن يكون إجمالى إيرادات حوالى ثمانية أفلام
بدأت عرضها أوائل شهر مايو بفيلم «سفارى»، واختتمت بفيلمى «إذاعة حب» و«فكك
منى»- يصل حوالى ١٦ مليون جنيه وسبعمائة ألف جنيه فقط، حسب آخر إيرادات
وصلت إلينا أواخر هذا الأسبوع.
فقد وصلت إيرادات فيلم «سفارى» إلى ٣٠٠ ألف جنيه فقط، رغم أنه يعرض،
منذ ما يقرب من عشرة أسابيع، وهو من بطولة حسام داغر وإيهاب فهمى ورامز
أمير وعدد من الوجوه الجديدة، وإخراج مازن الجبلى.
وفى أول يونيو، تم عرض فيلم «صرخة نملة»، ورغم عرضه لمدة ٧ أسابيع أو
ربما تتجاوز هذه المدة. إلا أنه لم يستطع وسط الأحداث السياسية والأمنية
المتلاحقة أن يصمد، ووصلت إيراداته فقط إلى ٣ ملايين و٣٠٠ ألف حتى الأسبوع
الماضى.. والفيلم بطولة عمرو عبدالجليل ورانيا يوسف، وإخراج سامح عبدالعزيز..
وتم انتقاده بشدة، بسبب إقحام بعض مشاهد الثورة وميدان التحرير فى أحداثه.
وفى توقيت عرض «صرخة نملة» عرض فيلم «الفاجومى» بعد أكثر من تأجيل،
ولكن ربما استطاع الأول تجاوز حاجز الملايين الثلاثة، لكن «الفاجومى» أذهلت
خسائره الجميع، حيث توقفت إيراداته عند ٦٠٠ ألف جنيه فقط فى حوالى ٧ أسابيع
عرض، والفيلم بطولة خالد الصاوى وكندة علوش، وإخراج عصام الشماع.
ورغم مستوى الإيرادات الهزيلة فإن هانى رمزى بفيلمه الكوميدى «سامى
أكسيد الكربون»، الذى ابتعد تماما به عن السياسة أو الثورة- استطاع التربع
على عرش الإيرادات الهزيلة، وانفرد برقم ٧ ملايين جنيه و٣٣٥ ألفاً و٦٩٤
جنيهاً فى ستة أسابيع، رغم تعرض الفيلم للظروف السياسية والتقلبات الأمنية
نفسها التى تعرض لها باقى الأفلام ظل محمد السبكى منتج فيلم «الفيل فى
المنديل» لطلعت زكريا متردداً فى عرضه، بسبب موقف الثوار من طلعت زكريا
وتصريحاته التى لوحت بخسارة الفيلم تجاريا عند عرضه. لكن السبكى أصر على
عرض الفيلم فكانت الخسائر هى المصير الوحيد له، حيث لم يتجاوز حاجز نصف
المليون جنيه، رغم عرضه فى سبعة أسابيع تقريبا.. وتوالت الاتهامات بين
زكريا والسبكى، حيث أكد طلعت أن الفيلم ظلم فى العرض ووضع فى دور عرض
قليلة.. بينما أكد السبكى أن موقف طلعت من الثورة هو السبب الأول فى
الخسائر، والتى اعترف بها بشجاعة نادرة.
أما فيلم «المركب» للمخرج عثمان أبولبن، وبطولة يسرا اللوزى ورغدة
وأحمد حاتم، فقد كسر حاجز المليون جنيه واقترب من المليونين فى عدد أسابيع
عرضه التى تجاوزت الأربعة.
وأخيراً، جاء فيلم «إذاعة حب»، الذى عرض يوم ٢٨ يونيو، ليعيد بعض
الانتعاش لشباك التذاكر وسوق السينما، حيث حقق فى ثلاثة أسابيع حوالى ٣
ملايين و١٩٨ ألف جنيه، وهو معدل يقترب من تحقيق المليون جنيه أسبوعياً.
وفى تعليق لبعض صناع السينما ومنتجى الأفلام على الموسم الصيفى الهزيل
قال المنتج هشام عبدالخالق: إن السينما ما هى إلا انعكاس لحالة الاستقرار
والثبات فى المجتمع، فهى وسيلة ترفيهية للأسرة، وحتى تشهد السينما انتعاشا
لابد من تأمين الأسر التى تخرج لمشاهدة الأفلام لذلك، فمن الطبيعى جداً أن
تتأثر الإيرادات بحالة عدم الاستقرار الأمنى، وكذلك حظر التجوال الذى كان
مفروضا ولم يرفع إلا منذ حوالى شهر أو أكثر قليلا. لذلك فقد كنا نعلم أننا
لن نحقق أرباحا على الإطلاق فى هذا الموسم، لكن هناك حقاً أدبياً واجباً
علينا تجاه صناعة السينما، وهو ألا نتركها تموت ونجمد أفلامنا ونجلس مكتوفى
الأيدى بلا إنتاج أو عرض للأفلام. لذلك اتخذنا قرار العرض، ولم نفكر فى
الأرباح فطالما كسبنا من هذه الصناعة العريقة.. ونحن لا نتعامل معها بمنطق
التجار الذى يدخلون الإنتاج ليصنعوا ملايين الجنيهات. نحن نحب الصناعة
وسنظل ندعمها لتتحرك العجلة شيئا فشيئا، خاصة أن الأمور غير واضحة حتى الآن
من الناحية السياسية، وهناك بعض الوقت حتى يتم الاستقرار من الناحية
الرئاسية والبرلمانية، ولا يجب أن نتوقف خوفا على أموالنا حتى إذا طالت
الفترة الانتقالية التى نعيشها.
المنتج محمد العدل اتفق مع الرأى السابق، وأكد أن أى خسائر حدثت لم
تكن مفاجأة على الإطلاق، ولكن قد تكون الأمور صادمة بعض الشىء. لأن الآمال
خابت أكثر من المتوقع.. وعموما، فلا بأس من التجربة ويكفى السينما المصرية
شرف المحاولة وسط كل الأحداث الراهنة. فهى أعرق صناعة فى الشرق الأوسط،
ولذلك يجب أن تظل على ريادتها وسط كل الظروف.
عبدالجليل حسن، المستشار الإعلامى لواحدة من شركات الإنتاج، أكد أن
هناك محاولات جدية بذلت لإنقاذ موسم الصيف من الانتحار أو الإلغاء. فقد
كانت هناك تخوفات من عرض أى أفلام فى هذا الموسم واتجهت نية البعض لإلغائه
لكن بعض السينمائيين رفضوا ذلك وتحدوا الظروف.. ولن ننكر أن الإيرادات
مخيبة للآمال، لكنها مبررة بسبب ظروف الثورة وحظر التجول السابق وانهيار
الدخل، وكل هذا يجب أن يوضع فى الاعتبار.. كما تجنبت الشركات عرض الأفلام
ذات الميزانيات الضخمة، لأن السعة الشرائية للسوق السينمائية وللاقتصاد
المصرى لن تتقبل هذه الأفلام أو تغطى أى تكلفة.
لذلك تم عرض أفلام شبابية محدودة التكلفة أو أفلام مجهزة منذ فترة..
وما أدى أيضا إلى تدهور الإيرادات، بالإضافة للأسباب السابقة، تفشى ظاهرة
القرصنة وسرقة الأفلام، وهذا سبب أخطر كثيراً من الأوضاع الأمنية. حيث تتم
سرقة الفيلم فى نفس يوم عرضه ويحمل على الإنترنت، وبالتالى يشاهد الناس
الأفلام الجديدة فى بيوتهم والابتعاد عن أى أخطار خارجية مترتبة على النزول
لقاعات العرض بالسينمات بكل أسف.
المصري اليوم في
21/07/2011
الحقيقة والخيال حول مستقبل مهرجان القاهرة السينمائي
مجدي الشاذلي
هل تغيرت مصر حقا؟ وإلى أي اتجاه تغيرت؟
ربما تكون إجابة هذا السؤال "المزدوج" هي المحك الحقيقي الذي يمكن من
خلاله فهم أيدلوجية عمل المؤسسات الثقافية في مصر بعد ثورة 25 يناير التي
كان شعارها الأول هو "التغيير"، ومن المؤكد أن التغيير الذي كان يقصده ثوار
يناير هو تغيير "للأفضل"، ولم يكن هدفه مطلقا توقيف محركات الحياة، وفي
مقدمتها المحركات الثقافية التي يبدو أنها اتخذت لنفسها في الوقت الحاضر
شعارا آخر تماما هو "الدوران للخلف".
فالقرار الذي اتخذته وزارة الثقافة المصرية بإلغاء الدورة المقبلة
لمهرجان القاهرة السينمائي الذي يصنف ضمن أهم عشرة مهرجانات للسينما في
العالم وأحد أقدم مهرجانات السينما في الشرق الأوسط (تأسس 1976)، أثار
حفيظة الكثير من المثقفين والنقاد الذين رأوا في قرار كهذا انتكاسة ثقافية
لا تتناسب أبدا وروح الثورة الوثابة التي قادها شباب مصر قبل حوالى أربعة
شهور. ولم تشفع الأسباب التي ساقتها المؤسسة الرسمية الأولى المسؤولة عن
الثقافة في مصر لتبرير هذا الإلغاء، الذي اعتبره كثيرون يصب في خانة الفوضى
واليأس، وينتقص كثيرا من هيبة الدولة وقدرة الحكومة على إدارة شؤون البلاد.
وزارة الثقافة المصرية بررت إلغاء مهرجان القاهرة السينمائي الدولي
ومعه مهرجان الإسماعيلية للأفلام التسجيلية لهذا العام، بالأوضاع
الاقتصادية والسياسية التي تسود البلاد، على أن يعقد في موعده خلال العام
المقبل. وقد صرّح وزير الثقافة المصري عماد أبو غازي أنّ إقامة المهرجان في
موعده أصبح أمر مستحيلاً لأن موعده يتزامن مع إنتخابات البرلمان والرئاسة
ومرحلة صياغة الدستور الجديد فضلاً عن حالة الإضطرابات التي تحصل في البلاد
موضحا أنّه طالب إدارة المركز القومي للسينما بوضع تصوّر جديد للمهرجانات
السينمائية وتنظيمها وتوفير الدعم المالي الكافي لها.
مع الالغاء وضده
أما الفنان عزت أبو عوف - وهو رئيس مهرجان القاهرة السينمائي منذ
العام 2007 - فقد أيد قرار وزير الثقافة بإلغاء المهرجان هذا العام، وقال:
" إقامة المهرجان في ظل هذه الظروف الأمنية قد يعرض الضيوف لخطر البلطجية
أو فلول النظام السابق". وأضاف أنه من الصعب أن يحضر 560 ضيفا من الأجانب
من جميع دول العالم في ظل الظروف الأمنية الحالية لأن أي مشكلة ستحدث قد
تتسبب في أزمة كبيرة.
يقول الناقد كمال رمزي ان وزارة الثقافة فضلت الاستسلام للموقف
الراهن، والانسحاب من مواجهة المشكلة المزدوجة، مشيرا إلى ما جرى فى أواخر
التسعينيات من القرن الماضى، عندما وقعت مذبحة الدير البحرى بالأقصر. والتي
راح ضحيتها أكثر من خمسين سائحا أجنبيا. حينها اتجهت العواطف نحو إلغاء
مهرجان القاهرة السينمائى، عندئذ، واجه رئيس المهرجان في ذلك الوقت ، سعد
الدين وهبة، الأمر بشجاعة تحسب له، ورأى أن إلغاء الدورة سيصب فى طاحونة
الخارجين عن القانون، وبالتالى فثمة ضرورة موضوعية لإقامة المهرجان، واتخاذ
إجراءات الجدية، والحيطة والحذر، وأكد رئيس المهرجان أنه ربما فعلا، سيعتذر
الكثير من الضيوف. ولكن المؤكد أن آخرين سيلبون الدعوة.. أقيم المهرجان،
وكان من أنجح الدورات.
ويرى الناقد د. أحمد يوسف ان الوزارة الحالية - التى يفترض أنها تختلف
جذريا عن سابقتها - لا تزال فيما يبدو تفكر بعقلية إما أن تكون هناك "صهللة"
ثقافية، أو ألا تكون هناك ثقافة على الإطلاق!
مطلوب اعادة النظر
وأضاف: المطلوب إذن ليس إلغاء المهرجان، وإنما إعادة النظر فى تلك
الميزانيات الباهظة التى تضيع هباء، وإذا كانت هناك ظروف اقتصادية ضاغطة
فإننى أؤكد أنه لو فكرت وزارة الثقافة فى الاستعانة لإقامة المهرجان
بمثقفين سينمائيين جادين متطوعين من غير ولا مليم فسوف تجد جيوشا منهم،
والمهم فى أى مهرجان حقيقى هو الأفلام، وليس الألعاب النارية أو ملابس
السهرة للنجمات فى حفلات الافتتاح والختام.
من جانبه، قال الناقد نادر عدلي - وهو أيضا رئيس مهرجان الاسكندرية
السينمائي - ان إلغاء المهرجانات السينمائية في مصر هذا العام بحجة الظروف
المالية والأمنية قرار غير صائب، مؤكدا ان هذا القرار يضر بسمعة مصر ثقافيا
ولا يفيدها، وقال ان جمعية كتاب ونقاد السينما لديها إصرار وعزم على اقامة
الدورة المقبلة من مهرجان الاسكندرية السينمائي حتى لو امتنعت الدولة عن
توفير الدعم اللازم للمهرجان.
ويشير الناقد يوسف شريف رزق الله الى أن الأفلام التي يتم الاتفاق على
عرضها في مهرجان القاهرة يتم التأمين عليها في حال تعرضها لأي ضرر، وفي هذه
الظروف يوجد تخوف من أن يتم مهاجمة دور العرض إذا كانت الأفلام المعروضة
تتضمن مشاهد جريئة أو ما شابه، كما أن هناك شكوكا حول موافقة نجوم وأعضاء
لجان التحكيم على الحضور لمصر في تلك الظروف.
يذكر أن ميزانية مهرجان القاهرة السينمائي تبلغ 8 ملايين جنيه مصري
(مليون و300 ألف دولار أمريكي)، وهي ميزانية متواضعة كثيرا مقارنة
بمهرجانات أخرى ناشئة في المنطقة مثل مهرجان دبي السينمائي الذي تبلغ
ميزانيته 100 مليون جنيه مصري ( 17 مليون دولار أمريكي) وكذلك مهرجاني
أبوظبي والدوحة.
ومن الجدير بالذكر أيضا أن دورة مهرجان القاهرة الدولي للمسرح
التجريبي الذي يُقام في سبتمبر من كل عام قد تم إرجاؤها أيضا بسبب تزامنه
مع الانتخابات البرلمانية، ويواجه مهرجان القاهرة للإعلام العربي مصيرا
مشابها حيث صرح رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون المصري د.سامي الشريف بأنه
يفكر بشكل جدي في إلغاء المهرجان الذي من المقرر ان يقام في نهاية شهر
نوفمبر القادم. مبررا ذلك بأن "المهرجان من أفكار النظام الإعلامي السابق".
فارييتيي العربية في
21/07/2011
طــريــــق الـمـجـــد يـمــر عـبـــر
الـعـائـلــــة
فراس الشاروط
المخرج ديفيد .أو .راسل حاول جاهدا
–ونجح
إلى حد ما- أن يصنع فيلما على غرار فيلم المخرج الكبير (مارتن سكورسيزي)
المهم والذي يعد واحدا من أفضل (100) فيلم
في تاريخ السينما ، وأهم فيلم لعقد
الثمانينيات من القرن المنصرم على الرغم من عدم حصوله على
جائزة الأوسكار لعام
1981وأقصد فيلم (الثور الهائج)، والذي كان يدور ليس حول عالم الملاكمة بل
حول
الإنسان خلف ذلك الجسم الممتلئ وقفازات الضرب ،الانسان الذي يتحطم شيئا
فشيئا ويحطم
كل من يحبه لينتهي وحيدا، مكسورا، ضائعا.
هكذا أراد (راسل) لفيلمه
أن يكون صدى لفيلم سكورسيزي الناجح ،فكان فيلما عن العائلة
والتضامن والوحدة خلف
قناع الملاكمة ،فيلم عن الرجولة وعن استعادة التوازن والذهاب بعيدا نحو
القمة ،عن
الأخوة ،عن المدينة والناس حين تتنكر لأبنائها في لحظة ضعفهم ،فأدخلنا منذ
البداية
بقوة أداء شخصياته في الحدث حين نرى فريق عمل تلفزيوني يوثق بكاميرته
يوميات حياة
الشقيقين الملاكمين (مايكي وديكي) لإعداد فيلم عن مسيرتهما
بصفتهما بطلين من منطقة
شعبية ويحظيان بكثير من الشهرة في مدينتهما الصغيرة.
وبما أن فيلم (المقاتل)
يستند في مرجعياته الى حكاية حقيقية ،فان مشهد البداية يشي بسرد الحكاية
روائيا
بمرجعية وثائقية ،من هذا المنطلق حاول المخرج أن يوحي للمتلقي ويقربه من
مصداقية
الحدث /الحكاية التي بنيت بسيناريو محكم ،وبناء درامي مكثف
وحيوي جعلته ليس مرشحا
ومنافسا قويا على جوائز الأوسكار (2010) بل واحدا من أفضل أفلام السنة.
الممثل
مارك ويلبيرغ أنتج الفيلم عن سيناريو معبر كتبه ( سكوت سلفر وباول توماسي)
،واضعين
فيه حبكة تراجيدية متجسدة إخراجيا بالانتقالات الدرامية من حدث لآخر دون
الإشعار
بحدة هذه الانتقالات ،ورغم أن حكاية الفيلم عن العائلة ووحدتها ودورها في
صنع
مستقبل أبنائها والإيمان بموهبتهم ،ألا أن التركيز جاء على
شخصية ديكي (كرستيان
بيل) رغم ثانويتها على حساب الشخصية الرئيسة مايكي (مارك ويلبيرغ)
،مستعرضين تفاصيل
حياته كملاكم سابق مدمن على المخدرات يحاول جاهدا أن ينظم حياته وأن يعود
ثانية
لسابق ايام مجده ولكن هذه المرة بشكل آخر محاولا أن يؤدي دور
المدرب لأخيه
الأصغر.
مايكي هو الآخر بدا حائرا بين أخيه الغارق بالمخدرات عند عائلة آسيوية
مهاجرة يعاشر ابنتهم متخذا منها خليلة، هاملا طموحات أخيه وتدريباته الجدية
وطموحه
بالمجد ،وبين سعيه لايجاد مدرب حقيقي يأخذ بيديه لتحقيق الحلم وحصد ألقاب
الملاكمة
العالمية ،عبر هذين الخطين /الأخوين ،ندخل أجواء العائلة وتتشابك العلاقات
وتتفرع
الخطوط ،نضوج الاخ الاصغر ليغدو ملاكما بحق تتزامن مع انتهاء حياة الأخ
الأكبر
مدمنا خلف زنزانات السجن.
(المقاتل) فيلم استثنائي يتجاوز حدود عالم الملاكمة
ليغوص عميقا في حيوات عائلة أرتبط مصيرها برياضة العنف ،حيث وصل الأمر
بالأم
(ميليسيا
ليو) لان تدير عالم الأخوين وتنسق للأصغر نزالاته متخذة من نفسها مديرة
لأعمالهم فيما بناتها يقمن بدور المشجعات ،لقد سكنت هذه الرياضة عالم البيت
وأصبحت
مصدر رزقهم وقوت حياتهم.
حين تظهر شارلين (آمي آدمز) عاملة الحانة في حياة مايكي
كان من اللازم أن تقف العائلة ضدها كونها خطرا يهدد مصالح البيت الاقتصادية
،خصوصا
أن شارلين بدأت ترسم لمايكي طريقا مختلفا عن طريق العائلة الذي
لم يثمر سوى
الانكسارات المتعددة مادامت مصلحة وكينونة وجود هذه العائلة فوق هدف الفوز .
(المقاتل) قراءة في مصير أناس يضاربون بحيوات الملاكمين وقدراتهم
،وتجربة ديكي
هي صورة لبطل أسطوري في عيون أهالي مدينته الصغيرة ،وكيف تتحول هذه
الأسطورة الى
دمية تافهة ،مجرد ذكرى طيبة ،حين تتحول الى كائن عادي ممسوخ ،لا يجد إزاءها
–ديكي-
سوى الصراخ رافضا حتى ذلك الفيلم الوثائقي الذي صور عن مسيرته ،وليقف
متأنيا أمام
صورته الممزقة خجلا محاسبا وواعدا إياها بالعودة الى لحظة الحقيقة ،هذه
المواجهة
بين الذات الحقيقية/ النفس وبين الذات المصنوعة/ الفيلم ،هي
التي قررت لحظة الصحو
والعودة ليأخذ بيد أخيه نحو بطولة العالم.
الجميع بلا استثناء قدموا أدوارا
أخاذة وبشكل رائع ،مارك ويلبيرغ ،ميليسيا ليو ،آمي أدمز، ولكن
مثلما أبهرنا روبرت
دي نيرو في تحفة سكورسيزي الثور الهائج متوجا مسيرته بجائزة الأوسكار
،يبهرنا حقا
هنا في فيلم المقاتل الممثل كرستيان بيل في دور الأخ الأكبر الملاكم السابق
والمدمن
على المخدرات ،الذي حمل ليس هم العائلة وكيفية تدبير شؤون حياتها بل حمل
كاهل
الفيلم على كتفيه مؤديا دورا لن يمحى بسهولة من ذاكرة عشاق
السينما بسهولة ليتوج
مسيرته هو الآخر بجائزة الأوسكار لأفضل ممثل مساعد (ثانوي)
ويحسب للمخرج راسل أن
فيلمه مثل فيلم سكورسيزي ترشح لجوائز الأوسكار ولكنه كان اسعد حظا منه ولم
يخرج
خالي الوفاض فقد كسب جوائز التمثيل للأدوار الثانوية (ميليسيا ليو وكرستيان
بيل)
إضافة لجوائز أخرى.
المدى العراقية في
21/07/2011
الرجل الذي يحب..الـجـنـــوح إلـــى
الـرذيـلـــــة
ليث عبد الكريم الربيعي
السينما كوسيط تعبيري
تتيح الحرية لتداول الأفكار كافة، بما فيها الغثة والسمينة، والطالحة
والصالحة،
والهابطة والصاعدة، وقد تستغل من بعض المتشدقين لزرع أفكارهم المتطرفة في
أذهان
البسطاء والاعتياديين، وخير دليل على ذلك كثرة الدماء والجنس... وغيرها
مما تحتويه
الكثير من الأفلام، وعلى الرغم من نباهة البعض والتفاتهم لمثل هكذا
ممارسات تجنح نحو الانغماس في الرذيلة والسادية
والشذوذ، إلا إن الكثير من صناع الأفلام ملتاعون في خرق الطبيعي لاستكشاف
واستكناه
ما وراءه، مرة لغاية ومرات كثيرة بلا غاية او هدف مقصود.
والسينما كرسالة لا يجب
أن تختص بخرق القواعد والمبادئ البشرية بل لابد من تجسير الجيد
منها ليقضي على
الرديء والمبتذل، وهذا ما يجب ان يكمن في مضامين الأفلام السينمائية.
فكثيرا ما
قُدمت قضية المثلية باعتبارها سمة من سمات العالم المتحضر وأحيطت بهالة من
الإنسانية وأطرت بأطر الحرية والمساواة وغيرها من المفاهيم
التي لا تمت للقضية أصلا
باية صلة، واكثر من ذلك اذ شيئا فشيئا يتم تناسي الموضوع الرئيس للعمل على
حساب
الاجندة المعمول من اجلها، وهو ما نلاحظه واضحا في الفيلم الايطالي (الرجل
الذي
يحب: 2008)، اذ تبّرز العلاقة المثلية على مجمل القضايا
المجاورة والمتنامية مع
القصة الرئيسة، وهو ما يعكس ذلك الجنوح نحو الرذيلة.
فـالصيدلاني (روبيرتو:
بييرفرانسيسكو فافينو) يعاني الأرق، على الرغم من توفر كل سبل الراحة له،
وتبدو
حياته انعكاسا للبؤس الذي يعانيه بعدما هجرته حبيبته (سارا: اكسينيا
رابوبوت) موظفة
الاستقبال في احد الفنادق الراقية على اثر عودتها الى زوجها واعترافها
لروبيرتو
بانها غير معجبة به.
لذلك يمر روبيرتو بحالة من الضياع والشتات ويحاول جاهدا
أكثر من مرة العودة الى سارا الا انها ترفض ذلك، ويمر بتجارب حب كثيرة الا
ان ظلال
علاقته بسارا تظل ترافقه، الى ان تظهر في حياته ( البا: مونيكا
بيلوتشي) التي تنسيه
لفترة ما الماضي، الا انه يظل شاحبا ولا يعلم ماذا يريد..!
في مقابل ذلك،
العلاقة الهامشية لاخ روبيرتو المثلي بصديقه الذي يهجره لفترة وسرعان ما
يعود اليه
في محاولة لعكس ما للمثلية من معان في نظر صانعي الفيلم، ويُفرد لها الكثير
من وقت
الفيلم، الذي لو استغل دراميا لأعطى المبررات الكافية لشخصياته وأضفى
الكثير من
الحسنات، بدل محاولاته الفاشلة في خلق الإحساس لدى المشاهد بان
المثلي محظوظ في
الحياة، ولا يمكن مفارقته او تركه.
أخرجت الفيلم (ماريا سولي توغنازي) في أول
أعمالها السينمائية، ما يعلل أسباب بساطته وإيقاعه البطيء
والمنفر، والتكرار
والتلكؤ في الكثير من المشاهد، دون بيان أسباب درامية منطقية لذلك،
فالمخرجة تحاول
باي صورة من الصور عكس شيء من الوحدة والعزلة التي يعانيها البطل، على
الرغم من
الحياة شبه المثالية التي يعيشها وتوفر سبل الراحة. ولم تجهد
نفسها في البحث عن
معادلات صورية للثرثرة الفارغة للشخصيات الكثيرة والتي لا حاجة اصلا لوجود
البعض
منها.
وكان الأجدر ان تتكاتف عناصر الفيلم كافة وتتلاقى بصريا في تعضيد
القصة
الفقيرة، إلا إننا نجد ان كل عنصر يغرد لوحده خارج السرب، وسرعان ما يخبو
وينطفئ
داخل منظومة الفيلم، وذلك بسبب اعتماد الإيقاع البطيء والمترهل للأحداث
وليس هناك
أي تنامٍ في صيرورتها، فضلا عن اجتراره التعابير والتراكيب
الصورية من الكثير من
الأعمال السينمائية المعروفة.
كذلك فان وجود نجمة مثل (مونيكا بيلوتشي) في هذا
الدور المساند السلبي لم يخدم الفيلم، بل لو أتيح لبيلوتشي المجال الكافي
لتكون
الشخصية الرئيسة لأعطت شحنات من الإثارة، خصوصا وان شخصية
روبيرتو التي أداها (بييرفرانسيسكو
فافينو) غارقة في البؤس والعتمة، وقد أهدرت مخرجته الكثير من
العناصر الايجابية التي تسعفها في النهوض بالفيلم وترتقي به.
المدى العراقية في
21/07/2011 |