انطلقت أول من أمس في بيروت تظاهرة "اسبوع النقاد" بنسختها السادسة (النسخة
الأولى أقيمت في العام 2005 في المركز الثقافي الفرنسي بالتعاون بين الأخير
وجمعية بيروت دي سي) المستمرة حتى الثامن من تموز/يوليو في سينما متروبوليس
أمبير- صوفيل. يتّسع الحدث للإحتفاء بأكثر من مناسبة؛ فإلى كونه يحتفل
بمرور نصف قرن على انطلاق التظاهرة التي تنعقد سنوياً بموازاة مهرجان كان
السينمائي، يتزامن مع العيد الخامس لسينما "متروبوليس" التي باتت تستحق
بجدارة صفة صالة "الفن والتجربة" الوحيدة في بيروت.
اختارت مديرة الصالة هانية مروّة أن تفتتح التظاهرة بكلمة عن "مشروع"
متروبوليس، الذي انطلق حلماً صغيراً في العام 2006، متّخذاً من الصالة
الصغرى في سينما "سارولا"، مقر مسرح المدينة، مساحة لاختبار مكانته وجدواه
في يوميات مدينة، استفاقت من سبات حرب أهلية طويلة على ثورة الصورة الرقمية
والفنون البصرية والوسائط المتعدّدة. انعقد المشروع الطموح على رهان مشفوع
بالكثير من التفاؤل، وإن راوح في خانة التساؤل المشروع حول إمكانية العثور
على جمهور دائم لسينما غير تجارية، تبنّتها في أحسن الأحوال المهرجانات
السينمائية المقامة محلياً. اختبر الحلم سنوات عجاف في مراحله الأولى،
مصطدماً تارةً بمظاهر الإضطراب الأمني المتفشي منذ العام 2005 (حرب تموز
2006، أحداث أيار 2008) وطوراً بمشكلات داخلية (الخلاف مع إدارة مسرح
المدينة عام 2008)، حالت مجتمعة دون تبلور هوية الصالة وتحقيق أهدافها خلال
السنوات الثلاث الأولى. مع دخول "متروبوليس" عامها الرابع، وتحديداً منذ
أيلول/سبتمبر 2008، بدا أن أوان الحصاد قد حان. انتقلت الصالة إلى أمبير-
صوفيل مع تظاهرة "أربعينية نصف شهر المخرجين" التي كانت فاتحة برمجة منظّمة
وثريّة، تقلّبت بين الإستعادات والمهرجانات والعروض الخاصة والممتدة لأفلام
لبنانية وعربية وأجنبية، نهلت من أشكال فيلمية متعددة. في كل ذلك، بدت "متروبوليس"
متنفساً ثقافياً حيوياً، تتعاقب على لعب دورين اساسيين: المُبادِرَة إلى
برمجة عروض وتظاهرات وتوزيع أفلام (من خلال مؤسة متروبوليس) والحاضِنة
لمهرجانات واحتفاليات سينمائية تنظّمها جهات سينمائية وثقافية محلية
وأجنبية. غدت العنوان شبه الوحيد في لبنان لمواكبة سينما أرحب وأوسع نطاقاً
على مدار العام، وملمحاً حضارياً لمدينة تفاخر بعصريتها وبانفتاحها من دون
أن تمتلك حقيقة مشروعاً ثقافياً مستداماً، خلا بعض المهرجانات.
الإستمرارية التي حققتها "متروبوليس"، خلال السنتين الأخيرتين تحديداً،
لجهة البرمجة من ناحية واستقطاب الجمهور من ناحية ثانية هي الضمانة الأكيدة
والدليل الساطع على أن ثمة جمهوراً للسينما في لبنان، خارج دور العرض
التجارية والمهرجانات الموسمية. وذلك رهان لم يتحقق بسهولة، بل بكثير من
الجهد والتخطيط وايضاً الإعتراف. فما يميز "متروبوليس" عن النوادي
السينمائية الصلات والشراكات التي تقيمها مع الموزعين والمنتجين
والمهرجانات، محلياً ودولياً، بما يسبغ على برمجتها صفة رسمية، إذ تمرّ عبر
مرشح اللوجستيات التقنية والعملية، في الوقت الذي يستسهل فيه كثيرون- من
بينهم مهرجانات سينمائية عربية- مسألة صيغة العرض، لاجئاً إلى نسخ الـ"دي.في.دي"
لعروضه الرسمية. ومما لا شك فيه أن تلك الإستمرارية ستتطلّب جهوداً إضافية
مغ تقدّم المشروع في السن والتجربة، فارضاً تحديات جديدة وبحثاً أدق عن
اشباهه في العالم العربي بهدف توسيع نطاق التجربة والتعاون. لذلك، استغلّت
مروة الإفتتاح لقول كلمة عن حادثة مهاجمة إسلاميين متشدّدين لصالة سينما "أفريكار"،
الصالة الوحيدة في تونس المتخصصة بالعروض الفنية والمغايرة للسائد،
احتجاجاً على عرض فيلم "لا ربي لا سيدي" الوثائقي للمخرجة التونسية نادية
الفاني (راجع عدد "المستقبل" في 29 حزيران/يونيو 2011).
أسبوع النقّاد
بين مرور خمسة أعوام على ولادة "متروبوليس" وخمسين عاماً على انطلاقة
"أسبوع النقّاد" فارق زمني كبير يؤشّر إلى جانب يسير من التخلّف الفادح
الذي يعانيه المشهد السينمائي العربي عن نظيره الأوروبي. قد لا تكون
المقارنة هنا، بين الاسبوع و"متروبوليس"، عادلة نظراً إلى اختلاف
طبيعتيهما، ولكن الجمع وارد على أرضية أن كليهما في جوهره مشروع ذو منطلقات
ترمي إلى فتح ثغرة في المشهد العام المهيمن. فاسبوع النقاد، اقدم التظاهرات
الموازية لمهرجان كان السينمائي، انطلق في العام 1960 في الوقت الذي كان
فيه مهرجان "كان" يقدم الافلام الكبيرة فقط ونجومها. كانت هناك حلقة مفقودة
وهي المتمثلة بالسينما الجديدة الشبابية. أطلق التظاهرة نقاد فرنسيون،
أرادوا تقديم مخرجين شباباً بأفلامهم الاولى والثانية. ومازالت التظاهرة
مستمرة حتى اليوم بنفس الشكل والمبادئ إنما بإضافة عنصري الإكتشاف والبحث
عن أشكال تعبيرية جديدة. لهذا يعتقد أن اختيارات أسبوع النقاد تقوم على
مخاطرات ورهانات، يعجز مهرجان كبير مثل كانّ عن خوضها. وهنا يكمن التماثل
بين اسبوع النقاد وبين متروبوليس الساعية بدورها إلى استكمال المشهد
السينمائي العام بالتفاصيل الغائبة أو الضائعة في حمأة الحسابات التجارية
للصالات والمساحة المحدودة للمهرجانات. صلة اخرى تربط بين الإثنين هي
اهتمام اسبوع النقاد النسبي بالسينما العربية، إذ انه على مر تاريخ مهرجان
كان، قدّم اسبوع النقاد العدد الأكبر من الأفلام العربية في برمجته. على أن
الدورة الحالية لم تحتوِ على أية أفلام عربية (الفيلمان العربيان اللذان
استضافهما مهرجان كان الأخير، "وهلأّ لوين؟" للبنانية ندين لبكي و"على
الحافة" للمغربية ليلى كيلاني، عُرضا تباعاً في قسم "نظرة ما" وتظاهرة "نصف
شهر المخرجين")، بل على تشكيلة سينمائية من فرنسا والأرجنتين وإسبانيا
والصين والمملكة المتحدة وبلغاريا.
يقدم أسبوع النقاد سنوياً في قسم الإختيار الرسمي سبعة افلام طويلة ومثلها
قصيرة، فضلاً عن ثلاثة قصيرة ومثلها متوسطة في قسم "العروض الخاصة"، يما
يتيح اكتشاف عشرين مخرجاً جديداً، يقدّمون افلامهم الأولى أو الثانية.
البرنامج المستعاد في بيروت، يشمل ستة افلام روائية طويلة وبرنامجين قصيرين
(البرنامج القصير الأول يقدم الثامنة والنصف مساء اليوم، فيما الثاني يوم
الجمعة المقبل 8 تموز)، يحتوي كل منهما على نحو خمسة أفلام قصيرة.
في برنامج الأفلام الروائية الطويلة، يعرض "لاس آكاسياس"
Las Acacias، الذي جلب لمخرجه الأرجنتيني بابلو جيورجيلي جائزة "الكاميرا الذهب"
لمهرجان "كان" الأخير، وفيه، يتوجب على سائق شاحنة أن يقلّ سيدة لا يعرفها،
برفقة طفلتها، على طريق سريع يربط عاصمتي الأوروغواي والأرجنتين. أمامهم
أكثر من ألف وخمسمئة كيلومتر ليعبروها.
افتتح الاستعادة البيروتية الشريط الفرنسي "أميرتي الصغيرة" للمخرجة إيفا
يونيسكو الذي حظي بعرض خاص لمناسبة خمسينية "أسبوع النقّاد". في فيلمها
الروائي الأول، تنهل المخرجة الفرنسية من يومياتها الخاصة وهي التي وقفت
خلال طفولتها أمام عدسة والدتها، المصورة الفوتوغرافية إيرينا يونيسكو،
لتكون أحد مواضيع صورها. في "أميرتي الصغيرة"، تطلب هانا (إيزابيل أوبير)
من ابنتها فيوليت أن تتموضع أمامها لتصوّرها، ومنذ تلك اللحظة، ينقلب عالم
الطفلة رأساً على عقب: من طفولةٍ عادية، إلى محطّ أنظار المجتمع الباريسي
الثقافي.
"ساونا على القمر" هو عنوان الشريط الصيني للمخرج زو بنغ الذي يدور حول
محاولات فريق العمل الصغير في منتجع "ساونا على القمر" لإنعاشه من خلال
تشييد مملكة ترفيه من حوله. "اختبئ"
Take Shelter
للمخرج جيف نيكولز (حائز الجائزة الكبرى لـ"أسبوع النقّاد" في العام 2011)،
هو دراما أميركية تروي قصة كورتيس (مايكل شانون) الذي يعيش حياة هادئة
برفقة زوجته (جيسيكا تشاستين)، إلى أن أصبح عرضةً لرؤى رهيبة عن عواصف
مناخية، وصار يعيش تحت تهديد الإعصار. يذكر أن تشاستين أدّت دور البطولة
إلى جانب براد بيت وشون بن في فيلم "شجرة الحياة"، وهو الفيلم الروائي
الطويل الأخير للمخرج تيرينس ماليك الذي حصد "السعفة الذهب" لمهرجان كان
الأخير. أما "إعلان الحرب"، فكان الشريط الذي حاز الترحيب الأكبر من بين
عروض "اسبوع النقاد"، حيث وقف الجمهور بعد العرض مصفقاً لنحو عشرين دقيقة
متواصلة. شريط الفرنسية فاليري دونزيللي يتناول حكاية زوجين شابين في
مواجهة مرض ولدهما.
في "آفيه" للمخرج البلغاري كونستانتين بوجانوف، يتعارف "كامن" و"آفيه" خلال
تنقّلهما بسيرات مع الغرباء، حيث تخترع الأخيرة في كل مرة قصة جديدة حول من
يكونان. وإذ تؤدي أكاذيبها بالشاب إلى التورط بمشكلات كبيرة، يجد نفسه يقع
في غرامها.
أميرتي الصغيرة
"أميرتي الصغيرة" فيلم متوقع وصادم في آنٍ معاً، ومخالف للتوقّعات من حيث
هو متوقّع وصادم. بكلام آخر، ينتمي هذا الشريط بامتياز إلى تجارب المخرجين
الأولى التي غالباً ما تقوم على عنصر أو عناصر ذاتية في المضمون. ولكنّها
من المرات النادرة التي نقع فيها على محاولة المخرج تخفيف وطأة العنصر
الذاتي مقارنة مع الواقع. فإيفا يونيسكو، الممثلة والعارضة الفرنسية،
اشتهرت في باريس في عمر مبكر عندما حوّلتها والدتها، المصورة الفوتوغرافية
إيرينا يونيسكو، ملهمة لصورها الفوتوغرافية في أواخر الستينيات من القرن
الماضي. لم تكن "إيفا" وقتذاك قد تجاوزت الرابعة، ومع ذلك قدّمتها والدتها
في صور ووضعيات صادمة، اقل ما يقال فيها انها إيروتيكية. تلك كانت الصدمة
الخارجية التي أخذ بها المشهد الثقافي الباريسي، ولكن الوالدة-المصوّرة
أرادت، كما يبيّن الفيلم، أن تجعل من ذلك التنافر بين طفولة الجسد الرازح
تحت محاولات "التشييء" الجنسي، تعبيراً عن الإلتباس وضياع الهوية، مثيرة في
الوقت عينه سؤال الحدود الفاصلة بين الفن والإستغلال، البورنوغرافيا
والإيروتيكية، أخلاقيات الفن وأخلاقيات المجتمع. يشكّل الموضوع بدون أدنى
شك مادة شديدة الثراء لفيلم أول: مخرجة تروي تجربة شديدة الخصوصية مفتوحة
على اسئلة العلاقة بالأم والجسد والصورة. ولكن يونيسكو اختارت الطريق
السهل، مؤثرة السرد التقليدي على احتمالات المقاربة الفنية غير التقليدية
التي يتيحها الموضوع والمنظور المنفصل عن الذات في تقديم حكايتها. فما نراه
على الشاشة أكثر تدجيناً من الصور التي تولّدها الحكاية الواقعية الشفوية
والصور الفوتوغرافية الحقيقية التي مازالت موجودة على الإنترنت. وما ننظر
إليه هو حكاية سينمائية عن التجربة وليس التجربة نفسها. فالأخيرة تفترض
شيئاً من الغوص على الأحاسيس والإلتباسات التي ولّدتها تلك التجربة عند
الطفلة، بما هي غائبة تماماً عن الفيلم لصالح الحكاية نفسها. صحيح أن الجزء
الأكبر من الفيلم يروى من وجهة نظر الطفلة- بما يفترض مساراً مسطحاً
للأحداث يترافق مع مسيرة الإكتشاف التي تخوضها- إلا أن الأسئلة العميقة
التي تثيرها الحالة لا تتجاوز السؤال المباشر، تسوقه الحوارات بين الأم
والطفلة. تؤدي دور الأم الممثلة الفرنسية إيزابيل أوبير، التي تمتلك تلك
القدرة النادرة على الجمع بين العمق والإختلال النفسي ("معلّمة البيانو"
لميكايل هانيكي مثال)، إنما بأداء براني لمعظم الوقت، مردّه على الأرجح إلى
السيناريو المسطّح. ذلك أن مشكلات الطفلة "فيوليتا" في الفيلم والحالات
النفسية والعصبية التي تختبرها وحتى علاقتها المتوتّرة بوالدتها، بالكاد
نشعر انها مرتبطة بما هو ابعد من اطوار المراهقة العادية. لا نلمس التاثير
النفسي المفترض الذي تتركه تلك التجربة على تجريدها من طفولتها إلا في
مشاهد قليلة هي تلك المصورة في المدرسة، حيث تنزوي وحيدة في الملعب عغير
قادرة على مجاراة رفاقها في اللعب الطفولي. أما كل ما عدا ذلك، فيقتصر على
التعبير البصري الخارجي البحت عن التحولات الداخلية التي تعيشها. هل هي
محاول المخرجة الإبتعاد من إطلاق الأحكام؟ هل هو تأثير الزمن الذي تكفّل
بالتئام جروح المخرجة وتالياً عودتها إلى طفولتها غير العادية برؤية شبه
عادية؟ هل هو تجنّب الإغراق في جعل الطفلة/المخرجة تبدو ضحية؟ أم هو انفتاح
على كل تلك الاسئلة حول الفن؟ لا شيء مؤكداً سوى أن "أميرتي الصغيرة" فيلم
يقوم على مادة غزيرة ومتشعّبة لم يرشح منها إلا القليل على الشاشة.
سكورسيزي يدخل عصر الأبعاد الثلاثة بـ "هيوغو كابري"
يخوض السينمائي مارتن سكورسيزي تجربته السينمائية الأولى في عالم الأبعاد
الثلاثة (3-D) من خلال مشروعه السينمائي الجديد "هيوغو كابري" (Hugo Cabret)
الذي انتهى من تصويره بين لندن وباريس ومن المقرر عرضه في أواخر العام
الحالي. استحوذ الموضوع على الأضواء والتغطية الإعلامية نظراً الى مكانة
المخرج وتاريخه السينمائي الحافل اللذين لم يمنعاه من خوض غمار تجربة جديدة
مازالت مدار بحث ونقاش في الأوساط السينمائية والفنية. وليس مبالغاً القول
ان تبني أمثال سكورسيزي لهذه التقنية يمنحها الكثير من الشرعية والأهمية
ويذهب في اتجاه تكريسها خياراً فنياً وجمالياً مكمّلاً للسينما وليس على
حسابها، كما هي حال التجارب السينمائية الكثيرة التي أفرغت السينما من
معناها عندما آثرت تقديم التقنيات والمؤثرات على كل ما عداها. وهو بذلك
ينضم إلى ثلة من السينمائيين الكبار الذين خاضوا التجربة قبله مثل فيرنر
هيرتزوغ _مغارة الأحلام المنسية) وفيم فندرز (بينا). ولكن مشروع سكورسيزي
تجربة جديدة للمخرج في مضمار آخر أيضاً هو التحريك الحي. فهل ينجح سكورسيزي
حيث فشل غيره في المزاوجة بين السينما كمضمون وفكر وبين ما تتيحه تقنية
الابعاد الثلاثة من تثوير بصري؟ هذا ما يجب ان ننتظره حتى نهاية العام
2011، الموعد الأولي لإنجاز الفيلم وعرضه في الصالات.
غني عن القول ان ليس كل المواضيع والأفكار ملائمة للإطار التقني الذي تقدمه
الأبعاد الثلاثة. لذلك لجأ سكورسيزي الى رواية تاريخية متخيّلة مفعمة
بالرسوم هي "اختراع هيوغو كابري" التي كتبها براين سلزنك وصدرت في العام
2007. لم يطل المقام كثيراً بشركة "جي كاي فيلمز" للحصول على حقوق أفلمة
الرواية الأكثر مبيعاً، ومن هناك تسلّم فريق فني، سبق للمخرج التعامل معه،
زمام الأمور. فاضطلع جون لوغن بالإقتباس السينمائي للرواية مجدداً التعاون
مع سكورسيزي بعد "الملاّح" (The
Aviator) عام 2004، واستعاد روبرت ريتشاردسن مهام مدير
التصوير التي أشرف عليها في فيلم سكورسيزي الأخير "جزيرة شاتر" (Shutter Island).
أما الممثلون فيشكّلون مجموعة مثيرة للإهتمام من بن كينغسلي الى جود لو
وراي وينستون وكريستوفر لي وساشا بارون كوهين وآزا باترفيلد وكلوي موريتز.
تدور أحداث الرواية المتخّيلة في باريس الثلاثينات حيث يعيش الفتى "هيوغو"
اليتيم في علية محطة "مونبارناس". يمتلك الصبي رجلاً آلياً هو كل ما أورثه
إياه والده الراحل، يقضي كل وقته في تصليحه. ولكن ليس ذلك ما أثار فضول
مخرجنا الذي شارف على السبعين، بل هي علاقة الحكاية العضوية بتاريخ
السينما. ذلك ان ملهم سلزنك هو أحد رواد الفن السينمائي جورج ميلييس الذي
اشتهر بشغفه بالآلات وبتوظيف المؤثرات في أفلامه لغايات الإدهاش وسحر
المشاهد بقدرات السينما العجائبية. في نهاية حياته، كان ميلييس مفلساً
وانتهى عاملاً في محل الألعاب في إحدى محطات القطار في باريس، وهو ما أوحى
لسلزنك بمكان أحداث الرواية. ومن ضمن الرسومات الكثيرة (نحو 284 صورة) في
الكتاب رسم لباب المتجر الصغير الذي اشتغل ميلييس فيه.
في السابعة والستين، لا يتوانى صاحب "سائق التاكسي" و"شوارع قذرة" و"أولاد
طيبون" عن التجريب والبحث عن التجديد، من دون أن يعلن اي تحول نهائي. فمن
بين مشاريعه المقبلة سيرة فرانك سيناترا وأخرى لرحلة كاهنين يسوعيين في
يابان القرن السابع عشر وثالث سيجمعه بممثله المفضل روبرت دينيرو للمرة
التاسعة.
المستقبل اللبنانية في
01/07/2011
سينمائيون يطالبون بعودة أصول السينما لوزارة الثقافة
كتب
نسرين علاء
الدين
يبدو أن أزمة عودة أصول السينما إلي وزارة الثقافة التي يطالب بها
السينمائيون تتفاقم من جديد حيث عزم السينمائيون علي إرسال
مذكرة لرئيس الوزراء
بشأن تفعيل القرار الصادر من 1993 بنقل الشركات المملوكة للوزارات إلي قطاع
الأعمال
وبالفعل تم نقل كل الشركات ماعدا السينما وبناء علي ذلك وقع د.عاطف عبيد
رئيس
الوزراء الأسبق بروتوكولا مع فاروق حسني بنقل ملكية الشركات
السينمائية لقطاع
الأعمال ولم يحدث أيضا إلي أن جاءت الطامة الكبري بتوقيع عبيد عقد مع شركة
الصوت
والضوء دون أن يكتمل بنوده بدأ في تنفيذه بالفعل وأشار السينمائيون إلي
أنهم يتركوا
الأمر هذه المرة وستكون الوقفة الأكبر حتي يعود الحق إلي أصحابه ومن هنا
قررنا فتح
هذا التحقيق، حيث إن الممتلكات تتعدي قيمتها المليار دولار
وتتمثل في أربعة
استوديوهات وهي مصر والأهرام والجلاء ومدينة السينما و8 معامل و18 دار عرض.
ومن جانبه قال محمد فاضل إن شركة الصوت والضوء ملزمة بإعادة أصول السينما
إلي وزارة الثقافة لأن التعاقد من البداية غير قانوني لأنه لم
يكتمل ولم يتم
التسليم بشكل نهائي وأضاف أن عاطف عبيد باع مصر برخص التراب فما علاقة شركة
الصوت
والضوء بالسينما حتي يبيع لها هذه الأصول المؤممة أي تابعة للدولة فعلي
سبيل المثال
استوديو مصر تابع لطلعت حرب أي لبنك مصر واستوديو النحاس كان تابعا لادمون
النحاس
وغيرها من الاستوديوهات التي تم تأميمها للمنفعة العامة بعد
ثورة 23 يوليو فلا يصلح
أن نبيعها وعلي نقابة السينمائيين أن تعود لاهتماماتها الأصلية وهي الحرص
علي
الصناعة والارتقاء بها بدلا من أن كانت كل مهامها تنصب في المعاشات
والرحلات.
وعن أصحاب الاستوديوهات المستأجرين من شركة الصوت والضوء ومصيرهم إذا تم
إعادة الوصول لوزارة الثقافة قال فاضل إن أشخاصاً سينمائيين
أمثال رأفت الميهي
وكريم جمال الدين ستظل العقود معهم قائمة وسنتفاوض ولا مجال لإلغاء
تعاقداتهم ولكن
جهاز السينما مثلا هو جهاز تابع لمدينة الإنتاج لماذا يستأجر منا استديوهات
وهو
لديه القدرة علي عمل معامل وانشاء استديوهات خاصة به لذا يجب
استرداد الاستوديوهات
منه.
وتابع فاضل شركة الصوت والضوء كانت تابعة لوزارة الثقافة ثم إلي قطاع
الأعمال فهي تسمي الشركة القابضة للإسكان والسينما فما علاقتها
بالسينما، وأكد فاضل
أنه وعددًا كبيرًا من السينمائيين أرسلوا مذكرة إلي المجلس العسكري ورئيس
الوزراء
لاصدار قرار حاسم بعودة الأصول للوزارة.
أما المخرج نادر جلال فأضاف بصفته
مالك استوديو جلال قائلا إن استوديو جلال حاليا تم تأجيره إلي رأفت الميهي
من شركة
الصوت والضوء بعقد مدته 40 عاما ولكني أؤيد قلبا وقالبا أن تعود أصول
السينما إلي
وزارة الثقافة فمن يوم أن خرجت السينما من عباءة الوزارة أصبح
ليس لها أب لذا أري
أن هذه الخطوة ايجابية حيث إن جهاز السينما تابع للتليفزيون وهيئة السينما
تابعة
للشركة القابضة وأضاف كنا قبل ثورة 25 يناير لا نعرف من هو وزيرنا هل هو
وزير
الإعلام أم وزير الثقافة والآن بعد أن تم الغاء وزارة الإعلام
وزير الثقافة الحالي
كل اهتماماته بالمهرجانات والمسرح أما السينما أصبحت مثل العبء علي الكل
وكل الجهات
تتنكر منها ولكني أرفض أن تكون تابعة للصوت والضوء ما الصوت والضوء ومالنا
كيف تكون
السينما ككيان تابعة لهذه الجهة التي لا تمت بصلة للفن فلا يصح
أن تكون السينما
كيانا تابعًا لكيان أقل منه بكل المقاييس.
أما اللواء عصام عبدالهادي رئيس
شركة الصوت والضوء فأكد علي كلامه السابق وهو أن شركة مصر للصوت والضوء
والسينما
عبارة عن ثلاث شركات هي شركة مصر للصوت والضوء، ومصر لدور العرض والتوزيع
ومصر
للاستديوهات ومع ظهور الخصخصة وفكرة التأجيل التحويلي
والتشغيلي عام 99 كنتيجة
لتأجير دور العرض تقلص دور شركتي مصر لدور العرض ومصر للاستوديوهات وتم
دمجها إلي
مصر للصوت والضوء كواحدة من الشركات التابعة للشركة القابضة للسياحة
والسينما.
وقمنا بالفعل بتأجير الاستوديوهات لبعض المنتجين مقابل إعطائهم أربع سنوات
إعفاء من الايجار في مقابل تطويرهم للاستوديوهات ولكنهم للأسف
لم يقوموا بذلك لذا
رصدنا ميزانية نصف مليون جنيه جوائز لافضل تصميم لمجمع سينمائي داخل مدينة
السينما،
وبالفعل تم الحفر وارساء الخرسانات ولكن العمل توقف ولدينا خطة بناء 80 دار
عرض
ووزير الثقافة السابق وافق علي نقل ملكية الأصول إلي وزارة
الاستثمار وهي ملكنا
حاليا ماعدا بعض الأراضي ستظل ملكاً لوزارة الثقافة.
روز اليوسف اليومية في
01/07/2011 |