حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

"نسخة مصدقة" لعباس كياروستامي:

تطور التجربة ام نكسة اخراجية

حميد عقبي من باريس

مع سماعي بخروج فيلم لعباس كياروستامي سارعت لمشاهدتة، كالعادة وجدت جمهورا فرنسيا متميزا بالقاعة التي اكتظت بنوعية خاصة اغلبهم من كبار السن سارعوا بحجز مقاعدهم قبل اكثر من ربع ساعة من عرض الفيلم، يسود القاعة صمت وهمسات خفيفة قبل العرض والبعض ينظر لي بفضول ونظراتهم اسبه بتحية كوني العربي الوحيد المتواجد بالقاعة.

اغلب الشباب العربي بل العرب بشكل عام في فرنسا لا تهمهم كثيرا الاحداث الثقافية والفنية ونادرا ما تجد وجه عربي في قاعة السينما خصوصا اذا كان الفيلم جادا، وقد تعودت ان اكون بصحبة العواجيز عند ذهابي للسينما احجز مقعدي واخلع الجاكيت لاصبح جزء من المقعد بل جزء من الفيلم الذي اشاهده، تستهيوني افلام كياروستامي وخصوصا فيلمه "اين هومنزل صديقي" شاهدته عدة مرات وكل مرة استمتع به اكثر وارى ان هذا المخرج صادق في نقل الواقع بل يذهب اكثر وابعد من الواقع لقراءة ما وراء الواقع في بلد تعصف به الكثير من المتغيرات ويعلم الله ما هومصيره.

لم ارهق نفسي بالبحث وقراءة النقد حول الفيلم وفضلت مشاهدته اولا، كان في ذهني اني سوف اعيش مع شخصية ايرانية او هم ايراني جديد وتركت الفيلم يجرفني ويقودني لاكتشاف وجه اخر لسينمائي يحاول التعمق في الهم الانساني بشكل عام، وكلما اشاهد فيلم جديد اجد اني اكتشف نفسي وذاتي وليس مجرد كسب معلومة جديدة او معرفة قصة جديدة، لعل اسلوب المخرج يتفق كثيرا مع فهمي للسينما باعتبارها وسيلة تعبير للتوغل بالروح الانسانية واداة شعرية ساحرة ولا اهتم كثيرا بالقصة والسرد الدرامي ولا اميل الى افلام الاكشن والحكايات.

لا توجد شخصية ايرانية او شرقية... الاحداث تدور في قرية ايطالية نائية، الفيلم لا يعالج مشكلة سياسية بشكل مباشر اومشكلة اجتماعية بل يبحر بنا للغوص في العمق الانساني من خلال احداث متفرقة وشخصيات متعددة تتكلم بعدة لغات الفرنسية والايطالية والانجليزية ولعل هذا التنوع في الحديث خلق ايقاع موسيقي مدهش.

سادعي اني افهم قليلا كياروستامي وهو ومنذ فيلمه "اين هو منزل صديقي" لم يستخدم السينما للحديث عن الشخصية بقدر اظهار حالات معينة لحياة الشخصية او لحظات مهمة في حالة الخوف اوالبحث عن الحلم ولا اجد ان مهمة المخرج السينمائي رسم معالم شخصياته وسرد تاريخهم العائلي او الشخصي او حتى الفكري والاجتماعي، لا يعني هذا ان الشخصية هلامية اومقطوعة ومبتورة عن واقعها ومحيطها والمكان الذي تتحرك فيه، ففي هذا الفيلم يتيح المخرج اظهار وجهة نظر الشخصيات وتصوير المحيط من خلال وجهة نظر الشخصيات وهنا لسنا امام مزج بين الوثائقي والدرامي وخصوصا تلك اللقطات التي تظهر معالم هذه القرية وجمال الطبيعة المحيط بها او حتى اظهار الناس والاحداث من خلال وجهة نظر الشخصية وخصوصا " ايلي" فهذه الشخصية التي تقودنا وتقود الشخصية الاخرى "جيمس" لاكتشاف هذا المحيط وتحاول ان تجعله جزء منه وان يحس بجمال ما حوله وخصوصا تلك الاعمال الفنية، مثلا امام احدى التماثيل تدعوه للتامل بشكل جيد وتحاول اقناعه بجمال هذا العمل الفني وتاتي بشاهد لاثارته، تدعوه لاكثر من مرة لاخذ صورة فوتغرافية مع عريس وعروسة بجانب شجرة ذهبية يعتقد البعض انها مقدسة بحيث زيارتها تقوي العلاقة وتزرع الاخلاص الابدي بين الازواج.

ما فهمته او ما احب ان افهمه ان المخرج ايضا يمرر افكار ذات جذور شرقية ولنقل انسانية فالانسان في اي زمان ومكان وبغض النظر عن الامكانيات والثقافة يتمسك بالحلم حتى وان لم يكن هناك تفسير علمي دقيق لبعض ما يدور حولنا، ونعلم جيد انه في ايران والشرق بشكل عام هناك اماكن ومزارات مقدسة يفد اليها الناس من جميع الاصقاع للتبرك اوالوفاء بالنذور او اعلان والافصاح عن امل جديد ومحاولة لرفع ضرر والخروج من مازق.

النزعة للحلم سمة من سمات السينما الشعرية نجدها حاضره جدا في افلام تاركوفسكي وذلك للمس العالم الميتافيزيقي الغامض، نجد انفسنا ايضا هنا امام كوبل وكاننا نشاهد احد افلام بيرجمان حيث يكون الفيلم مسار او شريط لعرض قصة حبيب وحبيبة اوزوج وزوجة وفي اغلب افلام بيرجمان يكون الفراق هومصير هذه العلاقات، هنا كياروستامي اختار شخصية انثوثة تشبه لحد كبير شخصيات بيرجمان الانثوية فهي حالمة مندفعة متسرعة تحاول قيادة هذا الكائن الذي نسميه رجل لنكتشف انه جامد ومتغطرس في بعض الاحيان، نحن الرجال في الكثير من الاحيان نسبب الالم والتعاسة لمن نحب ولولا النساء في هذا الكون لكان العالم موحش ومقرف.

السينما هي اعادة خلق لحظات من السعادة او التعاسة ولنقل هي الحلم بكل صخبه وعنفوانه ولا يمكننا ان نقول ان الحلم وهم اوتخريف بل هو جزء منا من حياتنا وذاكرتنا اومن رغباتنا وطموحتنا وخوفنا، في الحلم نحقق بعض رغباتنا ونحلق في عوالم ميتافيزيقية وفيه يمكننا ان نلغي سطوة الزمن والمكان ونربط بين المعقول واللامعقول وكاميرا المخرج كانت تحاول في اغلب المناسبات خلق ترابط وعلاقات بين الشخصيات والزمن والمكان بل ابعد من ذلك تتيح للشخصية الكشف عن ما يدور بداخلها من حلم وشك.

يدهشنا المخرج في التعامل مع المكان والفراغ ثم بالتركيز على شخصيات اخرى نعتقد انها ثانوية ويدعونا لحضور ثرثرة بين نساء والحديث عن معاني متعددة مثل الحب والعلاقات الزوجية وفهم كينونة الرجل، ننتقل من مكان مغلق وكئيب الى مكان مفتوح وبهيج حتى الاماكن العادية يحاول المخرج ان يخلق منها عالما اخر، مثلا نهاية الفيلم في غرفة داخل الفندق وتحاول الكاميرا الافلات من قبضة المكان الداخلي والتحرر منه ولعلها رغبة الشخصيات وهكذا تتحول القرية الصغيرة لعالم كبير به الكثير من الاسرار والذكريات والسحر.

"نسخة مصدقة" لا اعتقد انه نكسة اخراجية لمخرج عملاق يمكننا ان نكتشف من خلاله الكثير ليس عن الشخصيات بل عن انفسنا، فالكاميرا هنا يمكننا ان نحس بانها مرآة للشخصيات ترى فيها انفسها وشاشة العرض هي مرآة لنا لنرى فيها حقيقتنا، كياروستامي هنا في هذا الفيلم مثله مثل بيرجمان يقدس المراة ويشعر بها ويعطيها مساحة للبوح والصراخ والبكاء، هي تحلم بالحب كي تشعر بالسلام والسعادة وهي تدعو الرجل للحاق بعالم جميل، لعل اللقطة الاخيرة تترجم هذا المفهوم حيث تتمدد ايلي على السرير لكن الكاميرا تغادر وتحلق عبر النافذة لنسمع صوت اجراس الكنيسة فهل يلبي جيمس رغبتها ام ان صورة جرس الكنيسة وصوته يعلن احتضار الروح الانسانية في حال جمود الرجل وتخلفه وعجزه عن فهم الحب والجمال والحلم.

aloqabi14000@hotmail.com

إيلاف في

16/06/2010

 

خالد النبوي معرض للتحقيق لعمله مع ممثلة إسرائيلية

عبد الستار ناجي 

يواجه الفنان العربي المصري خالد النبوي ازم نقد عنيفة في عدد من وسائل الاعلام المصرية والعربية، جراء مشاركته في بطولة فيلم «لعبة عادلة» ووقوفه الى جوار الممثلة الاسرائيلية ليزار شارهي في عدد من المشاهد.

وقد تصاعدت الازمة، حيث تتجه نقابة المهن التمثيلية في جمهورية مصر العربية لتفتح ملف التحقيق معه ومعرفة ملابسات تلك المشاركة وتفاصيلها. وكان خالد النبوي، قد تعرض لحملة عنيفة في مايو الماضي، وخلال ايام مهرجان كان السينمائي الدولي حينما ظهر الى جوار عدد من نجوم الفيلم ومن بينهم الاميركية نعومي واتس والاسرائيلية ليزار شارهي. وذلك في مناسبتين الاولى في المؤتمر الصحافي وما سبقه من التصوير وايضا العرض السينمائي والسير على البساط الاحمر امام قصر المهرجانات في كان.

ويجسد النبوي في الفيلم دور عالم ذرة عراقي، تحاول ليزار شارهي، وهي تقوم بدور شقيقته الطبيبة العراقية التي تحمل الجنسية الاميركية العمل من أجل اقناعه بالخروج من العراق وتقديم معلومات سرية عن المفاعلات النووية قبيل ايام من ضرب بغداد وسقوط النظام العراقي. وحري بالذكرى ان النقابات الفنية والمؤسسات الثقافية المصرية تتخذ موقفا مناهضا لكل اشكال التطبيع بين مصر واسرائيل رغم توقيعها معاهدة سلام في العام 1979، حيث تحظر تلك النقابات على اعضائها المشاركة في اعمال تضم اسرائيلين او حتى عرض اعمال فنية اسرائيلية في المهرجانات المصرية.

النهار الكويتية في

16/06/2010

وجهة نظر

نصوص

عبد الستار ناجي

حينما لا يجد فنان بقامة ومكانة الفنان القدير عبدالحسين عبدالرضا النص الدرامي التلفزيوني الذي يمنحه الفرصة للتواصل مع جمهوره، ما يدعوه الى الاعتذار والغياب، فإن ذلك يعني الخلل الصريح. بالذات، على صعيد وجود الكوادر المتخصصة في مجال الكتابة الدرامية.

ونحن هنا لا نبخس وجود عدد قليل من الكوادر المتميزة في هذا المجال، ولكن هذه (القلة) لا تغطي احتياجات الساحة وحركة الانتاج الدرامية المتزايدة.

كما ان الفنان القدير عبدالحسين عبدالرضا، لا يرضى بتقديم أي شيء، لانه بحاجة الى عمل درامي متكامل، يمثل قيمة فنية تضيف الى رصيده.. ويعيد تقديمه الى قاعدته الجماهيرية العريضة.. ولهذا فحينما يقرر الاعتذار والغياب، فانه بذلك يضرب (مثلاً) كبيراً للفنان الحقيقي، الذي يخاف على تاريخه.. ومكانته وقيمته.. مهما كانت العوائد المادية.

ونعود لبيت القصيد...

فعلى مدى تاريخ التلفزيون، ومراقبة النصوص والتمثيليات، وادارة الدراما.. وأيضاً ادارة الانتاج لاحقاً، لم نسمع أو نقرأ، على اقامة ورش متخصصة تستقطب الكوادر في مجال الكتابة الدرامية، وتطور قدراتهم، وتعمل على تقديم مفردات ابداعية وفكرية متجددة في هذا المجال الخصب. واليوم حينما تتفجر الأزمة.. مع نجم كبير.. فان الأيام المقبلة، ستكشف عن خلل أكبر، ليس على المستوى المحلي، بل على المستويين الخليجي والعربي أيضاً.

حينما كانوا يقولون بان الأصل هو «الكلمة».

كان البعض يعتقد بان النجم أكبر من الكلمة.

ولكن حينما تكون الكلمة يكون النجم.

وحينما يكون ابداع الكلمة الحقيقي، بعدها يتألق النجم وبقية الكوادر المبدعة.

وحسناً فعل فناننا الكبير عبدالحسين عبدالرضا، حينما اعتذر هذا العام عن الظهور، وكأنه ينبه لأزمة كبيرة في الكلمة.

فمن يلتفت الى تلك الأزمة؟

ومن يردم الهوة التي بدأت تكبر؟

ومن يعيد للكلمة اعتبارها... وانها هي الأصل.

وعلى المحبة نلتقي

Anaji_kuwait@hotmail.com

النهار الكويتية في

16/06/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)