حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

منحوا الفيلم الإماراتي علامة راوحت بين 4 إلى 9 درجات‏

‏مشـــــاهدون: رأيــنا أنفـســــنا فـي «دار الحي»‏

علا الشيخ - دبي

‏‏تعدّدت جنسيات مشاهدي أول فيلم إماراتي طويل «دار الحي» كتعدد جنسيات أبطاله، الذين تحدثوا ثلاث لغات «العربية، والإنجليزية، والهندية».

والفيلم الذي يعرض حالياً في دور السينما المحلية، من اخراج وتأليف علي مصطفى الذي قدم منذ ثلاثة اعوام فيلم «تحت الشمس»، شهد اقبالاً ملحوظاً من مشاهدين كان الفضول دافعهم لمشاهدة أول فيلم إماراتي يعرض الى جانب افلام عالمية، في حين قال آخرون إن وجودهم في قاعة العرض هو لتشجيع استمرار صناعة الأفلام الاماراتية، وهو دعم للفيلم.

فيما ذكر فريق ثالث من المشاهدين الذين استطلعت «الإمارات اليوم» آراءهم أنهم رأوا أنفسهم في الفيلم، وشعروا بأنهم جزء من أحداثه التي يعيشون جزءاً منها يومياً، مع غياب واضح للحضور الإماراتي مقارنة بالعرب والأجانب والآسيويين. واتفق معظم مشاهدي «دار الحي» على أن فكرة الفيلم أهم ما فيه، مشيرين إلى أن وجود العمل في صالات العرض نجاح كبير للسينما الاماراتية، مانحين إياه علامة راوحت بين أربع إلى تسع درجات.

ويشارك في بطولة الفيلم الذي عرض في افتتاح الدورة الثالثة لمهرجان الخليج السينمائي مذيعا قناة سما دبي، سعود الكعبي وأحمد عبدالله، الى جانب 200 فنان، من بينهم الهوليوودية ألكساندار ماريا لارا، ومن بوليوود سونو سود، وفنان الـ«هيب هوب» الكندي، العراقي ذي نارسيسيست. وتتمحور الأحداث الرئيسة للفيلم حول حياة ثلاثة أشخاص يعيشون ضمن العديد من الثقافات في دبي، وتتقاطع حياة إماراتي محظوظ، وسائق تاكسي هندي أقل حظاً، وامرأة أجنبية تطمح بتحقيق احلامها بحلوها ومرّها في مدينة حافلة بالطموح والنمو والفرص، ويوجد فيها متّسع لتحقيق الأحلام.

مدينة الأحلام

قالت منى وردة (29 عاماً ـ أميركية فلسطينية): «جئت لمشاهدة (دار الحي) فضولاً، ولكني أحببته كثيراً لأنه مصنوع بمقاييس فنية لم اشاهدها حتى في الأفلام المصرية»، مضيفة «أجمل ما في الفيلم روحه التي تعكس بالفعل أن دبي مدينة الأحلام للكثيرين، إذ يجد فيها الفقير مكاناً ورزقاً، وكذلك الباحث عن الحب والراغب في أن يعيش في سلام»، مانحة إياه سبع درجات.

في المقابل رأى محمد عبدالله (23 عاماً ـ إماراتي) ان الفيلم يشجع على استقطاب العمالة الوافدة، ولا يتبنى قضية مهمة كالتوطين، موضحاً «فكرت أنني عند مشاهدة فيلم اماراتي سيكون دعوة للاحتفاء بالمواطن وليس الاحتفاء بالروماني او الهندي او البريطاني وغيرهم من الجنسيات» مانحاً الفيلم اربع درجات.

ووجد مصعب البندري (30 عاماً ــ عراقي) أن «(دار الحي) بداية موفقة لصناعة الأفلام الخليجية، وهو حقيقي جداً، ويلامس كل مواطن ووافد في الدولة»، مانحاً اياه سبع درجات.

أما سيلينا بادروف (30 عاماً ــ روسية) فقالت: «الفيلم أذهلني بتقنيته العالية، وهو أهم من أفلام كثيرة شاهدناها من قبل، وهذا ليس غريباً على أهل الامارات الذين ينشدون التطور والحضارة في كل خطواتهم»، مانحة الفيلم ست درجات.

قصة واقعية

موضوعية القصة هو ما أذهل طارق صبيبي (33 عاماً ــ تونسي) الذي أضاف «لم أتخيل أن أشاهد عملاً اماراتياً بهذا القدر من الابداع، سمعت عن الفيلم كثيراً وقادني الفضول لابتياع تذكرة من أجله، وسعدت كثيرا انني شاهدته، لقد شعرت نفسي جزءاً من أحداثه وتفاصيله التي نعيشها في كل يوم»، مشيراً الى أن الإمارات بالنسبة للذين لا يعيشون فيها عبارة عن أبراج ونقود، أما بالنسبة للمقيمين فيها فهي أكثر من ذلك بكثير، مانحاً الفيلم ست درجات.

وقال محمد يازي (29 عاماً ــ لبناني) «كتجربة أولى يعتبر (دار الحي) فيلماً جيداً، خصوصاً أنه سلط الضوء على التناقضات التي نعيشها في مدينة الأحلام دبي. والفيلم واقعي إذ إنه يحكي قصصنا وأحلامنا الخاصة التي كانت السبب بمجيئنا الى الدولة والواقع الذي نكتشفه والحياة الصعبة التي نعيشها أحياناً»، مؤكدا أن «قصة الفيلم حقيقية 100٪»، مانحا اياه أربع درجات «لأن فيه الكثير من الأخطاء الاخراجية». في المقابل قالت مريم محمد (23 عاماً ــ إماراتية): « فخورة لوجود هذا الفيلم في صالات العرض المحلية وهو جميل وممتع وحقيقي»، مانحة إياه 10 درجات.

لفت بشير غالي «23عاماً ــ سوري» إلى أنه شعر بأنه يشاهد فيلماً أميركياً «فأسلوب الاخراج والرتم السريع والربط بين الشخصيات غير موجود الا في الأفلام الأميركية»، وقال «أنا سعيد لتطور فكرة صناعة السينما في الدولة، وأبارك لمخرج العمل فيلمه، على أمل مشاهدة أفلام اخرى له في المستقبل القريب» مانحاً الفيلم تسع درجات.

وقال مدحت منصور (39 عاماً ــ مصري): «الفيلم كتجربة اولى يستحق التشجيع، لكنني اقترح على المخرج ان يذهب الى مصر ليزيد من خبرته الاخراجية ويتعلم كيفية صناعة الأفلام»، مشيراً الى أن «تقليد الأفلام الاميركية كان واضحاً في (دار الحي) وهذا ما أضعفه بالنسبة لي»، مانحاً اياه أربع درجات.‏

‏‏الفيلم في سط‏ور

 عرض فيلم «دار الحي» أخيراً في افتتاح الدورة الثالثة من مهرجان الخليج السينمائي، في الثامن من ابريل الجاري، ولاقى استحسانا من النقاد المشاركين، وعرض في افتتاح ليالي عربية في مهرجان دبي السينمائي الدولي في دورته الاخيرة، وتعدت ميزانية انتاجه 20 مليون درهم، وشارك فيه 200 فنان من الإمارات ودول عربية وبعض الدول الآسيوية والغربية، وجميع مشاهد الفيلم تم تصويرها في الامارات، ويعد اول فيلم إماراتي من ناحية التأليف والاخراج والتمويل، ومدعوم من قبل ادارة مهرجان دبي السينمائي وهيئة دبي للثقافة والفنون، وسيعرض في كل من مصر والاردن ولبنان وغيرها من البلدان العربية، وأوروبا، وهناك مباحثات مع شركات توزيع لعرضه في الولايات المتحدة الاميركية.‏

المخرج

‏قال مؤلف ومخرج فيلم «دار الحي» علي مصطفى «إنني احضر حالياً لفيلم روائي طويل تدور احداثه بين لبنان والامارات، فبعد نجاح فيلم (دار الحي) من وجهة نظر النقاد تشجعت كثيراً للقيام باخراج فيلم ثانٍ»، مشيراً الى ان ميزانية فيلمه الجديد اقل بكثير من ميزانية فيلم «دار الحي» الذي تعدى الـ20 مليون درهم، مؤكداً ان صناعة السينما في الامارات باتت واضحة المعالم، والمضي قدماً بتشجيع جميع المؤسسات الثقافية اصبح اكثر تفاعلاً من الماضي.‏

أبطال العمل‏

‏‏قال المذيع الإماراتي سعود الكعبي، عن تجربته الأولى في التمثيل في فيلم «دار الحي»الذي عرض في افتتاح مهرجان الخليج السينمائي «هذه المرة الأولى التي أقف فيها أمام الكاميرا السينمائية في شكل احترافي، إذ سبق لي أن شاركت في بعض المشروعات الدراسية في الجامعة، لهذا السبب أشعر بالارتياح لتعاملي مع المخرج علي مصطفى الذي أراه مبدعاً في تعامله، راقياً في تفهمه لتجربتي الأولى في هذا المجال»، مشيراً إلى أن مصطفى ساعده كثيراً على معايشة تفاصيل شخصيته، بعد أن بدأ بتصوير أصعب مشهد في الفيلم. وأضاف «لكنني نلت رضا المخرج عن أدائي في بقية المشاهد الأخرى، خصوصاً أن القصة واقعية، ويمكن أن تلمس قلب علي مصطفى، كما ستلامس قلوب الجماهير حين عرضه في صالات السينما المحلية والعالمية».

ووصف المذيع الإماراتي أحمد عبدالله الذي يؤدي شخصية «راشد» صديق «فيصل» في الفيلم، المخرج علي مصطفى بـ«أكثر المخرجين تواضعاً»، وذلك من خلال لقاءاته وتعامله معه عبر برنامجه «سما سينما» الذي يقدمه على قناة «سما دبي»، متوقعاً له أن يصل إلى «العالمية من خلال هذا الفيلم الذي لا يختلف عن بقية الأفلام من ناحية الشكل والمضمون»، داعياً الجمهور إلى متابعته، ومتابعة دوره الذي يعتبره فرصة ثمينة ونادرة بالنسبة إليه.

المصرية في

25/04/2010

 

ثورة ظفار بالخليج فى فيلم صور فى بداية السبعينيات

ساعة التحرير دقت.. بره يا استعمار

صفاء الليثي 

فى زيارة قصيرة للقاهرة التقت المخرجة اللبنانية هينى سرور مع النقاد المصريين، وعرض فى اللقاء فيلمها "ساعة التحرير دقت" الذى يكاد يكون الوثيقة الوحيدة عن ثوار ظفار فى الخليج. اسم الفيلم مستمد من نشيد نسمعه بدون موسيقى مصاحبا لصور المنطقة المحررة من الاستعمار الانجليزى فى عمان. أعترف بجهلى عن سبق معرفة أى شيء حول ثورة تمت فى دولة خليجية، خلافا لأثرياء النفط وسياح الملاهى الليلية فى مصر ولبنان والعالم. هينى سرور كانت فى باريس تحضر رسالة فى علم الاجتماع، يشغلها دائما قضية تحرر المرأة العربية، بالكاد صدقت أحد رجال الجبهة الشعبية لتحرير الخليج، الذى قال لها " مقياس الثورة هو تحرر المرأة " قررت هينى الذهاب بنفسها لتوثق الحدث، ساعدها الفرنسى الشهير بتوثيقه لثورة فيتنام ودلها على مصور فرنسى يقوم بالتصوير فى المناطق الجبلية حيث تنعدم خطوط الكهرباء باستخدام بطاريات تعمل بالطاقة الشمسية، قامت هينى بمغامرتها ولم ترجع خالية الوفاض، بل صورت رجال ونساء وفتيات وفتيان الكفاح المسلح الذين نجحوا فى تحرير جزء من سلطنة عمان، ما جعل الإنجليز يقيلون سعيد تيمور ويضعون السلطان قابوس عميلا جديدا أعلن عن تنمية البلاد وبدأ التنمية ببناء قصر كبير له كما يخبرنا التعليق الساخر لفيلم المناضلة بالكاميرا هينى سرور. تظهر فى الفيلم صبية حليقة الرأس على طريقة الصبيان"آلاجرسون" تتحدث عن دورها فى النضال والتدرب على استخدام السلاح وبالطبع تعلم القراءة والكتابة. تتصدر صورة الصبية المناضة ملصقا داعما لثوار ظفار فى لندن عاصمة المستعمر الإنجليزي. 

تتحرر مناطق الخليج منه لتقع تحت طائلة الاستعمار الأمريكى الناعم والأخبث، ولا يخبرنا الفيلم عن مصير الثوار والثورة التى لم تتكرر فى الخليج العربي، والتى كانت من الخطورة لدرجة أن تكالب القضاء عليها، النظام السعودى والأردنى متعاونان مع شاه إيران، فى اتفاق مصالح يصعب تكراره "حلف غير مقدس كما يخبرنا التعليق" وتم القضاء على الثورة فى ظفار بعد حصار الثائرين والتضييق عليهم فى المأكل والمشرب. 

بدأت هينى فيلمها بمناظر عامة للمنطقة شارحة كل شيء عن طريق التعليق الذى يتقاطع مع الزجل الشعرى " ساعة التحرير دقت.. سوف يتحدى وجودك شعبنا الجبار" ومزجت ما صورته بوثائق نادرة، للقواعد البريطانية وآلاتهم العسكرية المتطورة وقتها. ولم تبدأ اللقاءات إلا بعد مرور ربع الفيلم. 
حيث التقت أحد قواد الثورة من الشباب، وشيخ قبلى يعمل مع الثورة والفتاة سافرة الوجه الذى يصعب تصور وجودها فى دولة خليجية. وعلى طريقة صائد الدبابات تصور المخرجة ثوارها فى لقاء حى وهم يعملون على التدريب على سلاحهم، ويعقدون جلسة ينهيها الرفيق الشاب "باسم الثورة ترفع الجلسة" ويعقبها مباراة كروية كترفيه ضرورى للرفاق، مصطلحات الشيوعية تطلق بسمات المشاهدين وهم يسمعون " العنف الثورى المنظم بدلا من العنف العفوي" وينتهى الفيلم بمشاهد احتفالية بذكرى الثورة ودعم من اليمن الديمقراطي، نلمح بالكاد صور على عبد الله صالح/ رئيس اليمن الديمقراطى وقتها قامع الحيثيين حاليا، ووثائق أخرى من لندن ومؤتمر المناصرة الذى عقد فى عدن عاصمة اليمن الجنوبى عام 1972، وبعد غناء أنا صامد صامد بالموسيقى الحماسية، يعود الزجل " ساعة التحرير دقت... بره يا استعمار ". رغم النسخة المستهلكة استمتع النقاد بفيلم مهم عن حدث منسى من تاريخ نضال الشعوب التى يجهضها دائما عملاء من أهل البلاد لولا خستهم لما عدنا للمطالبة بتحرير المرأة ولما تمكن منا الاستعمار. 

تحتاج هينى سرور بضعة آلاف من العملة الصعبة لترمم نسخة جيدة من الفيلم، ولن تجد دعما بالطبع من أى جهة إنتاج عربية لدعم فيلم يكشف حقيقة غائبة عن شعب آخر بالخليج العربي، شعب يمكن أن تناضل فيه المرأة حتى تحسبها من بوليفيا أو من أمريكا اللاتينية كما تظهر مناضلتنا الظفارية فى الصورة. 

لدى المخرجة مشروع فيلم عن الشيخ إمام وأحمد فؤاد نجم، وثيقة مهمة لاتقل عن سابقتها، ومن الواضح أن صنع الأفلام بالنسبة لها طريق للنضال اختارته اللبنانية لتتبع أى نشاط ثورى أيا كان وطنه. ذكرتنا هينى سرور بنماذج قاومت وسجنت، انهزمت ولكنها لم تنكسر، جددت أملنا فى ظهور نماذج معاصرة تجدد الحلم بثورة عربية كبري، وقودها الغناء وهدفها القضاء على المستغل المحلى والأجنبي. 

العربي المصرية في

25/04/2010

 

ترافولتا يصرخ من باريس:

مع حبى وكراهيتى وعنصريتي

منى الغازي 

تعتبر أفلام الحركة والإثارة (الأكشن) من أهم الأفلام ذات الإقبال الشعبى من جماهير السينما على مستوى العالم بدءا من البدايات الصامتة لأفلام الغرب الأمريكى مرورا بأفلام العصابات والكاراتيه بل واخترقت باقى الأنواع الفيلمية لنجد أفلام الحركة الكوميدية والخيالية والرعب والرومانسية والحروب، وبعد حدوث شبه استقرار فى أساليب التعامل مع أفلام الأكشن من الناحية التكنيكية حدثت نقلة فكرية داخلها، بدأت من طرح فكرة الآلة العسكرية السياسية الأمريكية المتعالية التى لا تهزم فى أفلام (رامبو) و (كوماندو) وبنجاحها قرر صناع السينما تطوير ذلك الوسيط تكنيكيا وتنويع أساليب الطرح الفكرى ونلحظ ذلك فى الطرح السياسى لأفلام مثل (رجال الرئيس) و(جسد من الأكاذيب) أو الطرح الدينى الفلسفى كما فى (ماتريكس)  و (نهاية العالم) أو العلمى كما فى (اكس مان) و(المتحولون) وكلها لأفلام حركة وإثارة فى المقام الأول، وتلك النماذج وغيرها الكثير إنما تعبر عن التطور الفكرى لأفلام الأكشن وكيفية استغلال صناع السينما فى هوليود لتأثيرها على الجماهير. 

"من باريس مع حبي" فيلم من نوعية الأكشن السياسى يتناول العمل المخابراتي، تدور أحداثه حول جيمس ريس وهو عميل مخابرات أمريكى شاب يعمل فى السفارة الأمريكية فى باريس يتم تكليفه بمشاركة عميل آخر مخضرم (تشارلى واكس) فى مهمة تقتضى منهما مطاردة مجموعة من الإرهابيين تنوى القيام بعمل تخريبى فى باريس، يصدم خلالها جيمس بمدى رعونة وعبثية زميله العتيد الذى يعرض حياتهما الاثنين للخطر بصورة دائمة وتنتهى بتمكن رجال المخابرات الأمريكية من إحباط المخطط الإرهابى والانتصار على الشر. 

من الملخص السابق يبدو الموضوع بسيط ولا يحمل أى إرهاصات بل ومادة خاما لصنع عمل جيد، ولكن الفيلم يعتمد على صناعة الأبطال التى لا تقهر ف (جيمس) فتى الشطرنج كما يسمونه مفكر عبقرى لديه العقل المفكر الذى يعيد ترتيب الأوراق وشرحها ولا ينقصه لتنفيذ مهمة خاصة لا يعرف عنها شيء سوى السلاح الجبار (تشارلي) الذى يقتل أسرع من المدفع الرشاش وقادر على الفتك بجيش بمفرده، فى اطار الشكل الكلاسيكى للبطل السلاح. 

الكارثة تأتى من تنوع الحركة فنحن نتحرك معهم وسط بركة من الدماء متنقلين بين قوادين وتجار مخدرات وجماعات إرهابية، دون أى توضيح لشكل الروابط والعلاقات بين تلك المجموعات وسر انتقاله بينهم حتى ينفذ العملية المطلوبة،على جانب آخر يأتى اختيار المؤلف لشخصيات وأشكال التركيبات العصابية موحيا وموضحا لاتجاهات فكرية مباشرة وصريحة فعصابات المخدرات والرقيق... آسيوية.. بينما الجماعات الإرهابية عربية.. وإيرانية.. تحمل توجهات إسلامية. 

الفيلم عن قصه للكاتب الفرنسى (لوك بيسون) كتب له السيناريو والحوار السيناريست الفرنسى الجنسية الإسرائيلى الانتماء الصهيونى التوجه (إيدى هساك)، وهو سيناريست فاشل فى الأصل لم يقدم من قبل سوى عمل واحد عام 1997 هو (الاتجاه) وفشل فنيا وتجاريا. 

وهو هنا يعيد تجربة الفشل فبعيدا عن التحيز والعنصرية من الكاتب تجاه الآسيويين والعرب إلا انه على مستوى البناء الدرامى يعتبر الفيلم دون المتوسط ولا يرقى بأى حال إلى مستوى أبطاله ولا إلى مستويين مخرجه المخرج الفرنسى (بيرى موريل) فى ثانى أعماله كمخرج بعد فيلم الحركة (تيكين) 2008 والذى حقق نجاحا كبيرا على المستوى الفنى والجماهيري، يأتى هنا فى ثانى أعماله ليثبت انه مخرج يملك عين حساسة فى تكوين الكادر ويجيد تحريك الكاميرا وهى أمور طبيعية مع مخرج أتى من عالم التصوير بعد رحله طويلة بدأت عام 1992 وضمت مجموعة من الأفلام المميزة عالميا منها (ايرينى 1993 ـ جان دارك 1999 ـ تاكسي2000 ـ ترانسبورتر 2002ـ الحالمون 2003 ـ الأمريكى 2004 ـ دانى ذا دوج 2005 ـ الحرب 2007)، ولكنه اثبت انه لا يفقه فى الدراما ولا يجيد اختيار الأعمال التى يقوم بتنفيذها فقد خرج الفيلم من تحت يده عبارة عن مجموعة مشاهد قتالية خارجية وداخليه لا يربط بينها أى شيء. 

النجم الأمريكى (جون ترافولتا) 56 عاما و 60 فيلما سينمائيا منذ بدايته عام 73 حتى اليوم، ورغم ذلك يقبل بفيلم لا ينتمى بأى حال من الأحوال إلى عالمه ولا إلى السينما،على جانب آخر جاء أداء ترافولتا فى محاولة للاقتراب من نجمى الحركة (بروس ويلز) و (ستيفن سيجال) ما جعله يبدو كمسخ ويهبط به بعد عدد من الأعمال المميزة له مؤخرا. 

النجم الايرلندى الأمريكى (جونثان رايس مايرز) الصاعد بقوه فى دور (جيمس) وعبر 38 فيلم من عام 94 وحتى اليوم يستمر بقوه فى أفلام مميزه أهمها فيلم الفيس 2005 والمهمة المستحيلة 2006، يقدم هنا واحدا من أهم أعماله فالدور مبهم ولكن التفاصيل الصغيرة فى الأداء جعلت من جوناثان الأهم عبر أحداث الفيلم. 

شاركهم البطولة النجمة البولندية (كاسيا سموتنيك) التى بدأت عالميا عام 2000 فى فيلم سيرينا، وقدمت حتى الآن 21 فيلما أهمها (جول) و(بربروسا) العام الماضي، وهى مشروع نجمة عالمية بأدائها المتميز وتعبيرات وجهها الناعمة وملامحها التى تجمع بين الشرق والغرب فى آن واحد. 

فى النهاية نحن أمام فيلم يحاول تقليد مهام جيمس بوند بتركيبة أكثر حداثة وأكثر ضعفا حتى أنهم اقتبسوا اسم أحد أفلامه وهو (روسيا مع حبي) إلا أن العنصرية والغباء كانا كفيلين بالقضاء على (باريس مع حبي). 

العربي المصرية في

25/04/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)