تعرف على صاحب "سينماتك"  وعلى كل ما كتبه في السينما

Our Logo

  حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

خواطد ناقد..

خدعوك فقالوا افلام مهرجانات وافلام جمهور

طارق الشناوي

لايزال تعبير »أفلام مهرجانات«.. يتردد بين الجمهور وأيضا النقاد علي اعتبار أن هناك بالفعل أفلاما يحرص صناعها علي أن يقدموها للمهرجانات بدون أن يستوقفهم الجمهور لأن هدفهم هوجائزة المهرجان!!

وبرغم أن الأمر به قدر لا ينكر من الصحة عند بعض السينمائيين الذين عندما ينكرهم الجمهور ولا يقبل علي أفلامهم يقولون إنهم ينتظرون حكما آخر وهو المهرجانات والنقاد مما أدي إلي أن يظهر خط فاصل وبون شاسع بين أفلام الجمهور وأفلام المهرجانات ولو تتبعت أكبر المهرجانات مثل »كان« في العقد الأخير ستكتشف عند اختيارهم للأفلام المشاركة داخل مختلف التظاهرات سواء في المسابقة الرسمية أو في التظاهرات الأخري مثل »نظر ما« أو في قسم »أسبوعي المخرجين«، أو »أسبوع النقاد« لا تستهوي حاليا القائمين علي المهرجان التجارب السينمائية المعزولة عن الجمهور ومن بين عناصر الاختيار حاليا الحس الجماهيري الذي ينبغي توفره في الفيلم السينمائي!!

المسافة تقلصت أو في طريقها لكي تتقلص بين الأفلام التي يقبل عليها الجمهور والأفلام التي لاتقبل عليها الا المهرجانات بالجوائز التي تنهال عليها وأقلام النقاد بعبارات المديح والاطراء ثم من قال أن أفلام الجوائز تخلو من الحس الجماهيري؟! لديكم مثلا فيلم »تيتانيك« او »مليونير العشوائيات« الحائزين علي الأوسكار ٨٩ و ٩٠٠٢!!

وفي تاريخنا السينمائي المصري عددا من الاستثناءات وهي تلك الافلام التي ناصبها الجمهور العداء بل وقصف دار السينما بالحجارة احتجاجا عليها بينما انتصر لها بعض النقاد وبعض المهرجانات أتذكر علي سبيل المثال »باب الحديد« ليوسف شاهين لأن الجمهور عندما لمح اسم »فريد شوقي« علي أفيش السينما اعتقد انه بصدد فيلم - أكشن - ولكنه اكتشف بعد ذلك أن البطل الحقيقي هو يوسف شاهين الذي لعب دور »قناوي« بينما فريد شوقي الذي لعب دور ابو سريع كان بطلا ثانيا.. كان هذا عام ٨٥٩١ ومع مرور السنوات اصبح »باب الحديد« فيلما جماهيريا يقبل عليه الجمهور عندما يعاد عرضه في التليفزيون بل ان هذا الفيلم - الأبيض والأسود - عرض قبل عدة سنوات عرضا تجاريا في فرنسا وحقق مكسب وصل إلي ٠٠١ ضعف ميزانية انتاجه وذهبت الحصيلة إلي شركة انتاج يوسف شاهين.. ايضا »شيء من الخوف« لحسين كمال الذي دخل تاريخ السينما ولكن عند عرضه عام ٨٦ لم يحقق أي ايرادات تذكر ثم صار بعد ذلك احد علامات السينما المصرية والعربية والنداء الشهير »جواز عتريس من فؤاده باطل« اصبح أحد المقولات الشعبية!!

وهناك أفلاما أخري أذكر منها »بين السماء و الأرض« لصلاح أبو سيف.. أذكر أيضا الفيلم الاستثنائي في تاريخ السينمائي وأعني به »المومياء« لشادي عبدالسلام عام ٩٦ والذي يعد تحفه سينمائية بكل المقاييس وحقق للسينما العربية تواجدا في كل المحافل السينمائية الدولية بل ان معهد العالم العربي بباريس يطلق اسم شادي عبدالسلام، علي قاعة عرض تحية منه لاسم هذا المخرج العبقري وكرم شادي في أكثر من مهرجان واهدي مهرجان القاهرة السينمائي الدولي هذه الدورة لاسمه.. لكن الجمهور لم يقبل علي فيلم »المومياء« لأنه يقدم لغة سينمائية مغايرة لما تعود عليه هذا الجمهور المكبل بالطبع بتراثه السينمائي ولم يعرض الفيلم جماهيريا الا بعد مضي ٦ سنوات علي انتاجه، الا أن »المومياء« مع الزمن خلق له جمهور تتسع دائماً دائرته.. وكل الافلام التي ذكرتها وغيرها بالطبع لا ينبغي أن تنتهي بنا إلي نتيجة مؤكدة تقول ان بين أفلام الجمهور وأفلام المهرجانات طلقة بائنة ولا رجعة بعدها.. إن السينما بطبعها آداة تواصل جماهيري والمخرج يقدم اساسا فيلمه للناس ويعنيه بالدرجة الاولي أن يقبل الجمهور علي الفيلم وبالطبع لا بأس من ان يجمع الفيلم بين الجنسيين أقصد بين النجاح الجماهيري والنقدي!!

كان المخرج الكبير صلاح أبوسيف.. قادرا علي ان يجمع بينهما بسلاسة متناهية ولو انك أعدت القراءة السينمائية لاغلب هذه الأفلام لاكتشفت انها حققت نجاحا جماهيريا ونقديا وحصدت ايضا الجوائز.. أتذكر مثلا فيلمه »شباب امرأة« عام ٥٥٩١ وعرض في مهرجان »كان« السينمائي.. كان فيلما شعبيا صادقا في مصريته أقبل عليه الجمهور ولايزال احد العلامات السينمائية في تاريخنا المعاصر ومايقال عن شباب امرأة، تستطيع ان تطلقه علي أفلام »أبوسيف« الاخري مثل »بداية ونهاية« و »الزوجة الثانية« و»القاهرة ٠٣« »ريا وسكينة« »السقا مات« وغيرها.. ان بعض المخرجين يعتقدون ان المهرجانات السينمائية توفر لهم حماية أدبية تخصص بعضهم في كشف »شفرة« مخاطبة المهرجانات السينمائية لأن الاشتراك فيها يحتاج إلي قدر من الإلمام بأسلوب التخاطب وبعض المخرجين امتلكوا قدرا لا بأس به من هذه الحرفية بل بعضهم صار متفرغاً فقط للاتصال بالمهرجانات كما ان هناك من يبحث عن مفردات محددة وذلك لان عين الاجنبي في تذوق الفيلم العربي أحيانا ما تبحث عن مشاهد مغايرة انه يريد تلك الأفلام المليئة بالمشاهد الفولكلورية مثل ختان الإناث او حفلات العرس والعلاقات الفطرية بين البشر التي لم تعرف المدنية.. انها حيل معروفة يجيدها بعض السينمائيين في مصر والعالم العربي وليس معني ذلك ان كل فيلم أتيح له الاشتراك في المهرجان السينمائي وبه هذه المشاهد التي يقدمها من خلال هذا المنظور الضيق وبتلك الرؤية.

هو فقط يبحث عن الرضا من المهرجان الاجنبي أحيانا أجد مبررا دراميا ومنطقيا .يحكم المخرج ولكن الاغلب هو ان القسط الأكبر من المخرجين يقدمونها ومع سبق الاصرار والاضرار!

المسافة التي كانت شاسعة بين أفلام المهرجانات وأفلام الجمهور باتت أو كادت تنحصر في تلك التجارب التي تحمل روحا تجريبية والمهرجانات من ناحيتها أصبحت تضع هذه الأفلام في اطارها علي هامش المسابقة الكبري لأن الأفلام صنعت من أجل الجمهور - قاطع - التذكرة وليس الجمهور الذي - يقاطع - الأفلام!!

أخبار النجوم المصرية في

26/11/2009

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2009)