تعرف على صاحب "سينماتك"  وعلى كل ما كتبه في السينما

Our Logo

  حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

على الوتر

مهرجان الترضية

محمود حسونة

14 عاماً مرت على انطلاق مهرجان القاهرة للاذاعة والتلفزيون ولا يزال يعاني عدم الاستقرار على عدة مستويات، تبدأ من الاسم، ولا تنتهي عند الجدل السنوي الذي يثار عقب توزيع الجوائز .

14 عاماً على مهرجان ظل اسمه لمدة 13 عاماً “مهرجان القاهرة للإذاعة والتلفزيون” ولأسباب غير مقنعة تحول هذا العام إلى “مهرجان الإعلام العربي” علماً أن مسابقاته لا تتجاوز حدود الإذاعة والتلفزيون ولا تربطها أدنى علاقة بمجالات الاعلام الأخرى، وبالتالي فإن التسمية الصحيحة والموضوعية والمنطقية له كانت هي التي انطلق وسمي بها لمدة 13 عاماً، وينبغي أن يعود إليها مرة أخرى .

14 عاماً والمهرجان لا يستقر على شعار له، ونجده أحياناً يعتبر الاعلام مسؤولية، وأحياناً أخرى يكون شعاره “الاعلام حرية” ولعل هذا التخبط هو الذي دفع رئيس لجان تحكيمه لأن يوحي في كلمته خلال حفل الختام بتثبيت الشعار على “الاعلام حرية ومسؤولية” لأنه لا يمكن أن يكون حرية جامحة لا تعرف المسؤولية، ولا يمكن أن يكون مسؤولية قصيرة تلغي الحرية .

14 عاماً ومسابقات المهرجان غير مستقر عليها بشكل نهائي، وبعد ان خصص مسابقة للمسلسل التاريخي وثانية للمسلسل الاجتماعي وثالثة للمسلسل الكوميدي، ضمن مسابقاته التي يصعب حصرها، فوجئنا به العام الماضي يوحد الثلاث في مسابقة واحدة للمسلسلات وهو ما اعتبره الكثيرون خطوة ايجابية لتقليص عدد مسابقاته وجوائزه . ولكننا فوجئنا به هذا العام يعود مرة أخرى الى سابق عهده ليجعل لكل “لون مسلسلاتي”، لو جاز التعبير، مسابقة .

وكأن الحكم على الدراما يختلف حسب زمان أحداثها أو طبيعتها أو خفة دم كتابها وممثليها، وإلا فإن بعض القائمين على المهرجان لا يعون أن الدراما هي الدراما أياً كان شكلها أو هويتها، وأن المهم هو جودتها وحبكتها .

14 عاماً والمهرجان لم يدرك بعد ان “إرضاء كل الناس غاية لا تدرك” وأن من يحاول ارضاء الجميع لن ينال سوى عدم ثقة الكثيرين به، وأن منح الجوائز بالجملة ولكل من هب ودب سيغضب القليلين الذين لم تعمم عليهم القاعدة، وأن كثرة الجوائز تفقدها قيمتها ولا تجعلها لا هي ولا مانحها هدفاً لأي باحث عن التميز .

والمعروف عن المهرجان أنه حريص منذ انطلاقته، على ان يرضي كل من يشارك فيه ولو بجائزة واحدة، وأن كل من يقصده لابد أن يعود إلى داره “مجبور الخاطر” وكانت النتيجة ان من غضبوا منه اكثر ممن رضوا عنه، وأن الغاضبين صوتهم عال وأثبتوا أنهم يجيدون فضحه والنيل منه، ومنذ دوراته الأولى حدثت عدة خلافات بين إدارته وفنانين سوريين خرجوا من دون جوائز، فهددوا وكشفوا مستوراً، ولم يكن أمام المسؤولين عنه سوى ارضائهم، وكأنه تم الاتفاق على قدر معين من الجوائز تناله كل دولة حسب عدد الأعمال التي تشارك فيها ووزنها الدرامي والبرامجي .

هذا العام جاءت الفضيحة من الداخل، وكشفت المستور عضوة في احدى لجان تحكيمه وهي الناقدة ماجدة خيرالله، والتي أكدت انها رفضت التوقيع على جوائز مسابقة المسلسلات الاجتماعية بعدما أجريت تعديلات على قرارات المحكمين، وتم استبدال نجوم بآخرين في اللحظات الأخيرة قبل اعلان النتيجة، بالرغم من ابلاغ من كان يفترض فوزهم بالجوائز .

ومن الأسماء التي كانت مدرجة على قوائم النتائج وتم استبعادها كانت ليلى علوي كأفضل ممثلة عن دورها في “مجنون ليلى” وصلاح السعدني كأفضل ممثل عن دوره في “الباطنية” وهو ذاته رشح العام الماضي لنفس الجائزة عن مسلسل “عمارة يعقوبيان” وتم استبعاده .

وبعيداً عما اثارته ماجدة خيرالله، فإن كثيرين لم تقنعهم الجوائز، وخصوصاً أنها لأعمال شاهدها الجمهور ولديه القدرة على التمييز بين الجيد والرديء منها، ولا أدري كيف لفنان مثل يحيى الفخراني والذي يجمع الناس على أن لديه موهبة تمثيل تفوق وزنه؟ وأيضاً يثير الاستغراب أن ينال مسلسل مثل “هدوء نسبي” الجائزة الذهبية من دون أن ينال مخرجه أو أحد أبطاله أياً من جوائز الابداع، وهو العمل الذي أجمع عليه النقاد والجمهور واختاروه في الكثير من استطلاعات الرأي كأفضل مسلسل عربي في رمضان!

ومن الجوائز التي استغربها الناس نيل مسلسل مجهول اسمه “الحياة لونها بمبي” الجائزة الذهبية في مسابقة المسلسلات الكوميدية، ورغم أن الكثيرين لم يشاهدوه إلا أنهم يمكنهم الاجماع على ان اسم بطليه مصطفى فهمي ورانيا فريد شوقي يصعب أن يقدما عملاً كوميدياً ويكون الأفضل في مسابقة تنافس على جوائزها أعمال عدة تحمل توقيع نجوم مخضرمين في هذا المجال .

لعل الثابت الوحيد في مهرجان الاعلام العربي ان بعض أعضاء لجان تحكيمه يمارسون هذه المهمة منذ الدورة الأولى وحتى اليوم، وكأن التمسك بهم يعبر عن مرونتهم مع الإدارة، وعدم انزعاجهم من أي تعديلات تجرى على قدرات المحكمين .

ان هذا المهرجان كان يمكن ان يعلب دوراً ايجابياً على الساحة الاعلامية العربية لو انشغل بخلق حالة تنافسية حقيقية تفيد الاعلام والدراما . ولكن طالما أنه تعامل مع الفن والدراما بشكل سياسي دبلوماسي بغرض ارضاء الجميع، فليتحمل غضب الغاضبين وعدم ثقة الجمهور في جوائزه ومسابقاته وقراراته .

mhassoona15@yahoo.com

الخليج الإماراتية في

23/11/2009

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2009)