تعرف على صاحب "سينماتك"  وعلى كل ما كتبه في السينما

Our Logo

  حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

الكمين الفني

كتب  rosadaily

ما حدث من ضرب وإهانة للجمهور المصري يمكن أن يلحق بفنانينا في المهرجانات السينمائية بالعالم العربي ولن ننتظر حتي يتم الاعتداء علي مطرب في حفلة أو ممثل في مهرجان، لذلك يجب أن نكون علي وعي كامل بما يواجهه الفن المصري من تحديات لأن هناك خطة مرسومة للإساءة للمصريين مع سبق الإصرار والترصد وعلينا أن نبطل مفعولها لأنهم إذا كانوا يمتلكون البلطجة لرسم المخططات فإننا نمتلك العقول التي تقلبها علي رءوسهم.

الجزائريون لم يستطيعوا أن يسيطروا علي أوضاعهم الداخلية طوال 20 عامًا واستنفدوا كل طاقتهم في نزاعات وصراعات دموية وأحقاد فمنذ زمن طويل والجزائر تعيش في عزلة وصدام سياسي مع دول الجوار ولم يكن ضمن حصادها الحضاري أي شيء يذكر إلا الخواء، حتي أبناؤها الذين سافروا إلي فرنسا لم يقدموا للجزائر إلا الفضائح وفي مقدمتهم الشاب مامي الذي حكم عليه بالسجن 10 أعوام في باريس بعد أن شارك في إجهاض صديقته الفرنسية والاعتداء عليها بالضرب المفضي إلي الموت عن طريق أصدقائه ولا أريد أن أتطرق إلي فضائح نجوم الراي الجزائريين لأنها لا تقل عن حملة السنج والأسلحة البيضاء، وما يعنني هو الفنان المصري.

مهرجان قرطاج لم يمنح فيلمًا مصريًا جائزة طوال تاريخه

تعرضت السينما المصرية لمحاولات مغرضة من أجل سحب البساط من تحت أقدامها والتعامل معها علي أنها سينما تجارية لا تستحق أن تحظي بالجوائز في المهرجانات العربية وبدأ ذلك مع مهرجان قرطاج الذي لم يمنح فيلمًا مصريا واحدًا طوال تاريخه أية جائزة، والوحيد الذي حصل علي جائزة كان المخرج الراحل يوسف شاهين الذي حصل عليها عن مجمل أعماله وليس عن فيلم بعينه بينما يتم توزيع الجوائز علي الجميع ما عدا الأفلام المصرية حتي أصبح ذلك قاعدة راسخة بلا أي تجاوز أو استثناء، مما ترك أثرًا سيئًا في نفوس الفنانين والمخرجين المصريين الذين لا يفهمون البواعث الكامنة وراء هذا الكره والعداء، فلجان التحكيم تضع خطًا أحمر أمام الفيلم المصري ومن النادر جدًا ألا تجد في هذه اللجنة عدم الاعتراض، فالكل يتفق علي وضع العراقيل أمام الأعمال المصرية حتي لا تصل إلي منصة التتويج.

في مهرجان دمشق.. دريد لحام يقول: علي جثتي لو فاز فيلم مصري بجائزة

وقد أكد لي الفنانون الذين ذهبوا إلي مهرجان دمشق أنه يتم استقبالهم استقبالاً حافلاً، ولكن عند البدء في تقييم الأعمال الفنية والأفلام تجد من يقول علي جثتي أن يفوز فيلم مصري بجائزة مثلما فعل دريد لحام في مهرجان دمشق من العام الماضي، والتحديات التي واجهوها هذا العام ومن الواضح أن هناك مرضًا جديدًا قد بدأ يستشري في العالم العربي اسمه الإيجيبت فوبيا وهو خليط من الغيرة والإحساس بالنقص والرغبة في التعبير عن الذات، فدريد لحام أو غيره يفقد بريقه ونجوميته عندما يظهر بجانبه أي فنان مصري ولعل هذا هو السبب في حقده غير المبرر علي عادل إمام.

تم رسم مخطط لضرب السينما المصرية في مقتل عن طريق الاستيلاء علي أصول أكثر من 2000 فيلم مصري من كلاسيكيات هذا الفن فعن طريق علاء الخواجة ومحمد حسنين هيكل ومحسن جابر انتهت الصفقة وتم حسمها لصالح الوليد بن طلال وهو الأمر الذي شعر محسن بخطورته فيما بعد لأنه نجح في استعادة التراث الغنائي ولكن تراث السينما مازال قابعًا تحت يد روتانا، وعلي الرغم من ذلك لم تنته السينما المصرية بفقد أصولها لأن الجديد يدعمها بشكل كاف بما يعني أنك لن تستطيع إيقاف نهر متجدد العطاء، لذلك انهارت امبراطورية روتانا ولم تنل من السينما المصرية وتيقن القائمون عليها أنهم طوال السنوات العشر الأخيرة كانوا يحرثون في البحر ويحاربون طواحين الهواء.

خطة منظمة لتشويه سمعة مصر وشعبها وكباريه وحين ميسرة وإبراهيم الأبيض شاهد عيان كان من بين خطوط القضاء علي الريادة السينمائية المصرية أن يتم إنتاج أفلام من الباطن يتولي فيه الموزع المصري مهمة المنتج المنفذ بينما يأتيه التمويل من الشركات الخليجية في الخفاء علي أن تسير الأفلام في خط تشويه سمعة مصر والإساءة لأهلها وشعبها، وظهر ذلك في أفلام مثل كباريه وإبراهيم الأبيض وحين ميسرة، ولكن الأزمة الاقتصادية أسهمت في تراجع هذه الموجة من الأفلام فلم يعد من أمراء النفط ما ينفقونه لإنتاج أفلام ضد مصر، وغرقوا في مشاكلهم وتوقف هذا الاتجاه.

وما أريد أن أؤكد عليه أن السينما المصرية قد لعبت دورًا أساسيا في تعليم أبناء شمال أفريقيا اللغة العربية ولولا الفن المصري ولهجته البيضاء لظلوا محاصرين في الجزائر باللغة الفرنسية واللهجات المحلية ولغة الأمازيغ، فإن كانت مصر قد أخرجتهم من هذا المستنقع فإنهم مازالوا يحتاجون إليها للخروج من باقي المستنقعات.

رغم المخطط الخليجي المرسوم بعناية لضرب الدراما المصرية بالفنانيين السوريين مصر فتحت لهم صدرها وأنقذتهم

فشلت منابع النفط في ضرب الدراما المصرية وكان المخطط الخليجي يقوم علي إنتاج مسلسلات بديلة للمسلسلات المصرية بمساعدة الفنانين السوريين وفق موضوعات محددة ترتبط بالطابع البدوي الذي يناسب ساكني الصحراء، وتم الإنفاق ببذخ علي مسلسلات تتبني توجهات سياسية رجعية تقلل من شأن حصول الشعوب علي الحريات والالتفاف وراء التاريخ لإبراز مصر بصورة تضر بحاضرها وتشكك في مستقبلها، ورغم هذه النوايا السيئة تبددت هذه الأعمال كرماد تذوره الرياح واحتشد 1000 مصري في استاد القاهرة يرفعون الأعلام بما يعني أن ما بثته الدراما من سموم مغرضة قد سقط تحت الأقدام وطوال هذا المخطط ومحطات تنفيذه لم تكف حملات الهجوم من النجوم السوريين وتصريحات نارية تناصب الفن المصري للعداء وخمدت نيرانهم عندما رحبت بهم مصر رغم ما أشعلوه حولها من انتقادات.

ويبدو أن المسلسلات السورية والدعم الخليجي الموجه إليها لم تشف صدور الحاقدين فاستعانوا بالدراما التركية ثم الإيرانية والعمل علي دبلجتها ورفض عرض المسلسلات المصرية في رمضان وفشل المخطط بعد أن لوحظ أن الجمهور الخليجي يهرب إلي الفضائيات المصرية ليشاهد ما بها من مسلسلات.

يهدد الجزائريون بمنع المسلسلات المصرية ليكرسوا عزلتهم الجديدة وغرقهم في بئر المحليات فعندما تشاهد مسلسلاً جزائريا لابد أن تسأل إذا ما كانت هناك ترجمة أم أن هذا البلد يعيش في هذا الجو المختلط بتعدد اللهجات.

وأذكر عندما كنا في مهرجان وهران جاءت إحدي الفتيات المنظمات لحفل الافتتاح لترحب بأحمد بدير وفوجئ بها تتحدث بصوت عال وانفعال بالغ فسألها عما تقصد بهذا الكلام فأكدت أنها تحييه فقال لها إنه شعر بأن حديثها السريع هو مشروع خناقة.

وأيا كان الأمر فإن الدراما المصرية هي التي تلقن الشعوب القبلية روح التحضر والتسامح ونبذ التعصب والعداء وتفوقها يأتي من أنها تصطدم بهذا الواقع القبلي وتحاول أن تقدم شيئًا مختلفًا عنه وكان من الخطأ أن يركز منتجو الخليج علي تقديم صورة المجتمع البدوي بنفس ملامحه في الواقع وتكرار ذلك في المسلسلات ما دفع المشاهد إلي النفور منها والبحث عن الأجواء الأخري.

ضربت الأزمة الاقتصادية المخطط الخليجي المرسوم بعناية ضد الدراما المصرية مما أصاب سوق الدراما السورية بالكساد، وتوقفت ما لديهم من أعمال فنية ومشروعات وتقلص معدل الإنتاج من 60 مسلسلاً في العام إلي عشر مسلسلات، فلجأ الفنانون السوريون ممثلون ومخرجون إلي مصر واعتبروها جبهة إنقاذ ولم ترفض مصر وفتحت لهم الذراع، بما يؤكد أن مركز الدائرة سيظل بعيدًا عن مد البحر وجذره وأن الفن المصري في منطقة الأمان.

الإعلام

دخلت القنوات الفضائية ساحة الإعلام من أجل القضاء علي هيمنة الإعلام المصري صاحب الريادة والتأثير في هذا المجال، وكان واضحًا منذ البداية أن قناة الجزيرة قد أسست تواجدها علي النيل من سمعة مصر والهجوم علي ثوابتها والوقوف لها بالمرصاد طمعا في دور إعلامي يمنح هذه الإمارة الصغيرة حجمًا أكبر من مساحتها التي لا تتجاوز بضعة كيلو مترات، وصدعت الجزيرة الرءوس لكنها فشلت في اختراق قلوب المصريين وظل الجميع ينظر إليها علي أنها بوق دعاية واستهتار حتي انكشف أمرها في معالجتها لأزمات سياسية كثيرة، وبات العالم العربي كله يفكر في أمر القناة التي تشعل نار الفتنة بين الشعوب العربية، وتريد أن تغير وجه التاريخ، وهنا يحضرني رأي مهم وهو إفساح المجال للإعلام المصري الخاص لكي يرد علي مثل هذه القنوات سواء الجزيرة أو المنار مادام الإعلام الرسمي يتمسك بموقفه المتحفظ، وقد اتضح خلال أزمة الاعتداءات الأخيرة علي المصريين في السودان أن الجزيرة لم تحرك ساكنًا لأنها ببساطة ليست مع مصر وإنما ضدها، وقد أثبت الدليل العملي فشل الجزيرة فيما تتبناه من أغراض مثلما فشلت المنار في إثارة المصريين ضد حكومتهم وظهر حسن نصر الله أمام الجميع في موقف مخز لم يحفظ له ماء وجهه، بعد أن كان يتصور أن مصر ستخرج لتهلل له بعد لعبته الإعلامة التي لم تحظ علي الاحترام.

المخطط المرسوم لضرب الإعلام المصري لفظ أنفاسه الأخيرة بعدما نجحت القنوات الأرضية والفضائية المصرية في الاقتراب من القلوب وسحبت القنوات المصرية الخاصة البساط لتصبح الحياة ودريم والمحور في الأمام.

روتانا خسرت 03 مليون دولار ومؤخرًا استغنت عن 06 مطرباً دفعة واحدة

واجه سوق الغناء المصري حملة ضغوط وهجوم شرسة كان الهدف منها الحد من سيطرته وامتداده في التأثير علي الشعوب العربية، فقد فرض نفسه بقوة داخل وجدان المواطن العربي من المحيط للخليج، ولم يكن ظهور شركة روتانا وابتلاعها لكل شركات الإنتاج الموسيقي ظاهرة عشوائية بل مخطط تم عبر عدة خطوات كان أولها اجبار المنتجين الكبار علي بيع شركاتهم وإلا سحب مطربيهم واحدًا تلو الآخر تحت اغراء الأموال وحجم التعاقدات ومن ناحية أخري احتكار سوق الكاسيت وتجميد المطربين المصريين لصالح نجوم لبنان وتونس والخليج ورغم التحذيرات التي اطلقتها علي صدر هذه الصفحة هرول المطربون إلي حضن روتانا ليدخلوا أكبر ثلاجة للغناء، صحيح أنهم فرحوا بالمال لكن أغلبهم فقد بريقه الفني ودخل في إطار الذكريات لأنه لم يعد يقدم أغاني أو كليبات أو حتي يظهر في الحفلات، وأصرت روتانا علي أن ترسل المطربين العرب للمهرجانات الغنائية فقط وظل النجوم المصريون علي الرف ما عدا عمرو دياب، ورغم سطوة هذه الشركة لم تنجح في القضاء علي فن الغناء المصري ووصلت خسائرها في العام الواحد إلي أكثر من 30 مليون دولار وتسبب وجود هذا الكم الهائل من المطربين في تراجع نشاطها الفني حتي أنها استغنت عن 60 مطربًا دفعة واحدة لتعود شركة محلية يقتصر عملها علي الخليج فقط، واستعانة الوليد بن طلال بشركة روبرت مردوخ لشراء أسهم روتانا كحل أخير للانقاذ، وبدلاً من أن يتشفي هؤلاء المنتجون في فن الغناء المصري ونجومه أصبحت فضائح وصراعات نجوم الشركة معها علي كل لسان، وانقلب السحر علي الساحر لتبقي مصر في دائرة الأمان.

مباريات الكرة ليست الكمين الأخير

أربع خطط جهنمية تم حبكها وسبكها في سرية تامة ولم يتحرك أحد للرد عليها وسكتنا حتي وصل الأمر إلي حد تدبير المكائد والكمائن لضرب الأطفال والنساء في مباريات كرة القدم، فهل نترك فنانينا لكمائن أخري؟ يجب أن نشعل مواقد الغضب فلم يعد أمامنا إلا الاضراب ومقاطعة كل المهرجانات والأنشطة الفنية في الجزائر وفي كل بلد لا تقدر قيمة هذا الشعب ومكانته فليعرضوا علي شعوبهم المسلسلات التركية والإيرانية المشبعة بروح الشيعة وسوف نلتقي عندما يجنون ثمار التطرف والإرهاب وذبح بعضهم بعضًا في الشوارع، ولكن أريد أن أؤكد علي رأي د. أشرف زكي الذي نادي بعدم إصدار تصاريح لأي فنان أو ممثل أو موسيقي ذاهب إلي الجزائر أو قادم منها.

الفنانون المصريون ثروة قومية لا يجوز إهدارها وما حدث في أم درمان سيظل ماثلا في الأذهان ولن ينساه أحد مهما مرت السنون لذلك يجب علينا أن نحذر الفنانين المصريين لأنهم مستهدفون.. فهم أعلي من تصرفات الهمج.

أخرسوا الأصوات والألسنة التي تهاجم مصر علي النيل سات وأوقفوا النوافذ الإعلامية التي تروج لأخلاق الرعاع.

روز اليوسف اليومية في

23/11/2009

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2009)