تعرف على صاحب "سينماتك"  وعلى كل ما كتبه في السينما

Our Logo

  حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

إنتزع ذهبية

"جبل بلا أشجار": مرح الطفولة وعفويتها دون افتعال...

دمشق: الاتحاد . ابراهيم حاج عبدي

شكل الفيلم الكوري الجنوبي "جبل بلا أشجار" للمخرجة سو يونغ كيم مفاجأة لجمهور مهرجان دمشق السينمائي الأخير، وللجنة تحكيم الأفلام الطويلة كذلك، التي اصطفته من بين عشرين فيلما من بلدان مختلفة لتمنحه الجائزة الذهبية. واللافت أن هذه المفاجأة؛ المقرونة بالإعجاب طبعا، لم تكن لأسباب لها علاقة بالجموع الغفيرة في الفيلم أو بضخامته الإنتاجية العالية، أو بنجومه وممثليه بل على العكس من ذلك تماما، فان المفاجأة حدثت بسبب بساطة الفيلم، ورهافته، وانطوائه على لغة سينمائية تخاطب المشاعر والأحاسيس قبل أن تخاطب العقول."جبل بلا أشجار"، أو "الجبل الأجرد"، بحسب ترجمات أخرى، يقارب عالم الطفولة من زوايا خاصة جدا.

تنجح في كشف أسرارها، وأحلامها، وبراءتها، وعفويتها...وثمة أفلام كثيرة تناولت موضوعة الطفولة وخصوصا السينما الإيرانية، وبالأخص مجيد مجيدي في معظم أفلامه مثل "أطفال السماء"، "باران"، "أغنية العصفور الدوري" وسواها، وهي أفلام حققت نجاحات واسعة لكن الفارق أن السينما الإيرانية تتكئ على أبطال محترفين كي تدعم وتقوي حضور الأطفال، أما المخرجة الكورية فتكاد تخصص زمن الفيلم برمته (نحو ساعة ونصف) لطفلتين صغيرتين هما جين (كيم هي يون) التي لا تتجاوز الستة أعوام، وشقيقتها بين (كيم سونغ هي) التي تصغرها بسنتين. تعيش الطفلتان مع والدتهما في منزل بسيط، وتظهر المشاهد الأولى جانبا مع حياة جين السعيدة في المدرسة، ولكن سرعان ما تقرر الأم، دون أي توضيح، اصطحاب ابنتيها لزيارة عمتهما، وتتركهما هناك لتعود هي بحثا عن الزوج الذي لا يظهر في الفيلم مطلقا، وفي غضون ذلك تعطي ابنتيها حصالة نقود، وتقول لهما: "كلما تصرفتما بشكل مؤدب، وأطعتما أوامر العمة، فإنها ستعطيكما قطعا من النقود وعليكما وضعها في الحصالة إلى أن تمتلئ، لأنني، عندئذ، سأعود". هذا الشرط المحبب الذي ينتهك براءة الطفولة، اضطرت إليه الأم كي تجبر طفلتيها على التصرف بتهذيب، والواقع أن الطفلتين تصدقان خدعة الأم، وتجتهدان في كسب رضا العمة الفظة للحصول على النقود، وحتى الشقيقة الصغيرة تجد نفسها محرومة من حنان الأبوين، فتتأقلم مع هذا الوضع، إذ تجد الملاذ الآمن لدى شقيقتها الكبرى المحرومة من الحنان بدورها، لكنها تسعى إلى رعاية شقيقتها الصغرى فتغدق عليها حنانا تفتقده. وبغرض كسب المزيد من القطع النقدية لأجل ملء الحصالة، يضطران إلى الاعتماد على نفسيهما عبر اصطياد نوع من الحشرات وشيها وبيعها، ولعل احد أجمل مشاهد الفيلم وأقساها هو حين تمتلئ حصالة النقود، فتحمل الشقيقتان الحصالة بسعادة وتذهبان، بحسب الشرط، إلى محطة الحافلات في انتظار الأم التي ينبغي أن تعود بعدما امتلأت الحصالة. لكن الأم لا تعود، بل ترسل، بدلا من ذلك، رسالة إلى العمة المستاءة كي ترسل الشقيقتين إلى منزل جديهما في الريف.  وفي هذا المكان الجديد أيضا تتأقلم الفتاتان مع الظروف غير المألوفة، وتتغلبان على المصاعب الصغيرة التي تعترضهما.الفتاتان الصغيرتان اللتان تختبران واقعا غامضا يفوق مستوى تفكيريهما، إذ تشعران بالحرمان والفقد، دون إدراكهما لسبب هذا الامتحان المضني قياسا إلى سنواتهما الغضة، تنجحان في بناء مملكة صغيرة للسعادة تعينهما على مواجهة هذه الظروف الطارئة، فتبدي الشقيقة الكبرى تعاطفا تجاه شقيقتها الصغرى، وتبني معها علاقة مودة تدفع الصغيرة إلى اكتساب مهارات معينة، وخوض حوار بريء، بل تشعر بالأمان ضمن ظرف لا يشجع على ذلك. الشقيقتان معا تنجحان في تسجيل جزء كبير من نجاح الفيلم من خلال أدائهما العفوي التلقائي الذي لا يمكن أن يكون مدرجا ضمن السيناريو، بل أن الكثير من الحوارات والحركات وردود الأفعال تأتي بصورة محببة، ومفاجئة ليس فقط للمشاهد بل للمخرجة كذلك، التي عجزت عن تلقين الطفلتين غير المحترفتين كل ما تريده، فتركت لهما حرية الحركة والكلام، فتمكنت الطفلتان من تقديم دراما إنسانية شفافة، ومؤثرة. تقول المخرجة "أردت سبر العلاقة بين الشقيقتين، وأن أبرز نضج جين بالرغم من صغر سنها”. وتوضح بأنها أعدت لبطلتيها الصغيرتين سيناريوات خاصة، وسعت إلى تلقينهما مفردات معينة في الحوار، فتقول: لقد تمكنت من معرفة سطور الحوار التي تستطيع الفتاتان النطق بها في مشاهد معينة. لذلك كنت ألقنهما السطور القليلة الرئيسية وأترك لهما حرية الارتجال في ذكر باقي الحوار كفتاتين صغيرتين من دون أي تدخل من جانبي، لاسيما أن الأطفال يتمتعون دائماً برهافة الحس، إذ يستطيعون اكتشاف الكثير من الأمور من دون أي تلقين أو توجيه”.

ويبدو أن المخرجة كانت محقة تماما في هذا التصور، إذ تركت الطفلتين تعبثان، وتتحركان بلا ضوابط أمام عدستها التي سجلت مشاهد ولقطات تفوق بكثير، في رمزيتها وجماليتها، تلك المشاهد واللقطات المفصلة وفق تقاليد ومعايير أكاديمية صارمة، تفسد، غالبا، المرونة والحيوية والإيقاع السلس الذي ميز هذا الفيلم.

ورغم أن موضوعة الطفولة هي من أكثر المواضيع تعقيدا، إلا أن هذا الفيلم، الذي اعتبر من أفضل الأفلام التي عالجت هذه الموضوعة، ينأى عن ذلك التعقيد، ويبتعد من كل ما يعيق سلاسة لغته السينمائية، فكل ما فعلته المخرجة هو أنها استطاعت أن ترصد الحيرة والحنان في عيني طفلتين ترقبان المجهول، ولا تفعلان شيئا سوى تزجية الوقت باللعب والمرح، وانتظار عودة الأم الغائبة دون سبب مقنع لهما، وفي هذا الانتظار ثمة مساحة واسعة من البراءة والانكسار والتألق وجدت طريقها إلى الشاشــة، فجاء الفيلـــم معــــبرا، وحافـــلا بلوحات إنســانية شــــديدة الإيحــــاء رسمتهــــا، بلا قصــد، أفعال وتصرفات طفلتين مـــوهـــوبتـــين بدتا وكأنهمـــا تمضيان أوقاتا مســلية حينا، موجعة أحيانا دون أن تشعرا أن ثمة كاميرا فضولية تسجل هذه المرح الطفولي العذب، ولعل هذا ما يميز الفيلم الذي ابتعد من التكلف والصنعة والاختلاق، ليقترب من روح الطفولة بعفوية بالغة، دون أي افتعال.

الإتحاد العراقية في

22/11/2009

 

فيلم: ماما ميا ــ MAMMA MIA فتاة تبحث عن ثلاثة اباء.. !

فلاح كامل العزاوي  

يخفـــي هذا الفيلم المنتج عام 2008 والذي اخرجتـه المخرجة فيليد لوين خلف حيويته ومرحه الزائد ماسأة انسانية قد لا يلتفت اليها المشاهد وهو في غمرة استمتاعه بالموسيقى والاستعراضات الراقصة والمناظر الطبيعية الرائعة فالقصة تثير تساؤلا مشروعا بشأن الحرية المطلقة التي يعيشها الانسان في الغرب وما تسببت به هذه الحرية المنفلتة من عقالها من مآس لاجيال وجدت نفسها تائهة وبلا هوية تحفظ للانسان  كرامته.

ولايوفر الفيلم الذيلعبت بطولته النجمة (ميريل ستريب) اجوبة لهذه التساؤلات لانه ببساطة لم ينشغل بهذه القضية قدر انشغاله بتقديم دراما استعراضية استوحت احداثها عن المسرحية الشهيرة والتي حملت نفس العنوان ماما ميا وكتبتها  الكاتبة البريطانية (كازين جونسون)  التي استوحتها بدورها من اغاني فرقة (آبا) السويدية التي اشتهرت في فترة السبعينيات من القرن الماضي ولديها اغنية بنفس العنوان.

وتدور المسرحية باحداثها حول مشكلة تعاني منها الشابة (صوفي اماندا سيفرايه) التي تعيش في فندق تمتلكه والدتها (دونا ـ ميريل ستريب) في احدى الجزر السياحية اليونانية والمشكلة ان صوفي مقبلة على الزواج بالشاب الذي تحبه، لكن التقاليد اليونانية تقتضي حضور الاب حفل الزفاف كما كانت تلك رغبة العروسة صوفي فهي تتوق لرؤية والدها الذي لا تعرفه وايضا ترى ان فرحتها لم تكتمل دون وجوده غير ان مأساة صوفي ليست في غياب والدها بل في انها لا تعرف من هو والدها فقد انجبتها امها دون زواج ومن علاقات غرامية عابرة واخفت الام هوية الوالد الحقيقي عن الفتاة..

مما دفعها للبحث عن ذلك من خلال اطلاعها على بعض المذكرات الخاصة بوالدتها وتمكنت من تحديد هوية ثلاثة اشخاص ارتبطت بهم والدتها بعلاقات حميمية قبل مولدها بعام واحد، على امل ان يكون احدهم هو والدها الحقيقي.

ومن فورها وجهت لهم دعوات لحضور حفل زفاف وكانت المفاجاة ان ثلاثتهم حضروا وهنا وضعت صوفي والدتها في موقف لا تحسد عليه، واعادت لها ذكريات حرصت طويلا على نسيانها، وتحتم عليها مواجهة ما كانت تتجنبه لاسيما في هذه المرحلة الحاسمة من حياتها.. خاصة بعد ان نجحت في تحقيق جميع احلامها بعيدا عن ماضيها وتمكنت من اقامة مشروعها الذي كانت تتمناه وهو تشييد فندق خاص في احدى الجزر اليونانية.. وبقدر ما كانت رحلتها شاقة ومرهقة فقد كانت تشعر بنشوة وسعادة غير ان هذه السعادة بقيت ناقصة ولم تكتمل كونها تفتقد لرجل احلامها ليشاركها لحظات سعادتها، وما كان يؤلمها حقا ان علاقاتها كانت عابرة ورغم ان قلبها دق في مرات قليلة لكنها لم تلتفت لدقاته ولم تعرها اهتماما ووجدت نفسها وهي في هذا السن وحيدة تعاني برودة قاسية لا يدفئها سوى وجود ابنتها صوفي الثمرة الاجمل في حياتها.

نفذت الفيلم المخرجة البريطانية فيليد   كما ذكرنا، وهو اول تجربة سينمائية لها حيث عرفت قبل ذلك كمخرجة اوبرا استعراضات تلفزيونية ونالت جوائز في هذا المضمار.. ولعبت موسيقى واغاني فريق ابا دورا مميزا في ربط الاحداث الرومانسية خصوصامن خلال التنقل عبر المواقف المختلفة من مرحلة الى اخرى ومن جيل الى جيل بين شخصيات العمل.. لتعكس حالة لطيفة من التفاؤل خاصة من جيل الام تجاه جيل الابنة وخطيبها..

وتواصلت ردود الافعال لتلك المواقف على اغاني الفرقة الشهيرة مثل "تشيكيتا "ونقود نقود" والفائز يكسب كل شيء" وهي مشاعر من احساس بالذنب والتسامح والغفران كقيم انسانية لا غنى عنها..

لعبت النجمة ميريل ستريب دور الام باقتدار كبير وهو دور يتماشى بصورة كبيرة مع اسلوبها وافكارها، وتسعى من خلاله للحصول على شيء يفوق ما حصلت عليه من تقدير وجوائز وانا متأكد بان هذا الدور سيبقى في ذاكرة جمهورها ومحبيها كعمل متميز  يلامس القلب ويحرك المشاعر.

بعيدا عن العنف والدماء المجانية والافكار التي تجاوزت العقول.. ورغم ان ستريب على وشك بلوغها الستين من العمر الا انها تمثل اسطورة حقيقية في عالم السينما، تجاوز انجازها الفني اقصى ما يمكن ان يحلم به ممثل على الاطلاق.

وهي من اكثر النجمات التي ترشحت لجوائز الاوسكار 15 مرة وحصلت على جائزتين منها كما تضم في جعبتها 16 ترشيحا لجوائز الجولدن جلوب وفازت بـ 3 منها.

وحصلت على الدب الفضي من مهرجان برلين السينمائي وغيرها من الجوائز السينمائية شاركها البطولة النجم بروس بروسنان الذي تخلى عن ادوار العنف بعد هجرة دور العميل السري جيمس بوند لينتقل الى الاعمال الاجتماعية والرومانسية التي يعتبرها الرصيد الحقيقي لخلود الممثل في قلوب الناس.

ولعب دور احد الاباء المحتملين للعروسة (صوفي) اما الاخران فقد ادى دوريهما (كولين فيرت وستيلن سكار سجارد).

الفيلم انتاج العام 2008 وعرض في امريكا اولا قبل ان يتم عرضه في اكثر من 130 مدينة حول العالم.

الإتحاد العراقية في

22/11/2009

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2009)