تعرف على صاحب "سينماتك"  وعلى كل ما كتبه في السينما

Our Logo

  حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

أفلام التحريك في «بيروت متحرّكة»

مـنـعـطـف الـفـن السـابـع

نديم جرجوره

يحتلّ فيلم التحريك مكانة رفيعة المستوى في المشهد السينمائي الدولي. فبعد مرور أعوام طويلة على ولادة هذا النوع البصري، لم يعد فيلم التحريك مجرّد صُوَر عادية، أو نتاجا عابرا، لأنه تحوّل إلى صناعة متكاملة لا تقف عند حدّ، ولا تُختَزَل بالتزام نمط واحد من التعبير، الموجَّه إلى فئة عمرية محدّدة. فهو، بانفتاحه على أشكال متفرّقة من المعاينة السينمائية لوقائع الحياة والفانتازيا والالتباسات كلّها، جعل الصورة رديفاً للحكايات المستلّة من يوميات الناس وشؤون العالم، ودفع النصّ السينمائي إلى قراءة مآزق العيش على حافة الهاوية. وهو، بخروجه من دائرة الاهتمام الطفولي إلى الهموم الإنسانية المفتوحة على الاحتمالات والتحديات، شكّل منعطفاً إبداعياً في مسار الفن السابع، بتحوّله إلى شؤون الراهن في السياسة والتربية والخيال العلمي والاجتماع والعلاقات، ومستعيناً بالفنون التشكيلية والألوان والـ«غرافيك ديزاين» لتطوير أدوات اشتغاله.

ولأن هذا النوع السينمائي مهمّ للغاية، ولأن عالم

التحريك «لم يتوقّف عن التوسّع واستكشاف أراض مجهولة»، تعاونت جمعية «متروبوليس» ومجلة «السمندل» و«جمعية بيروت دي سي» معاً على تنظيم «مهرجان أفلام التحريك في بيروت»، الذي افتُتح مساء أمس في صالة سينما «متروبوليس/ أمبير صوفيل» في الأشرفية، بعرض «سيتا تغنّي بلوز» (2008)، الفيلم الأميركي الروائي الطويل الأول لنينا بالاي، الذي تناول مصائر الإلهة سيتا المنفصلة عن زوجها وحبيبها الإله راما، والناشطة الفنية نينا، التي تعاني الآثار المأسوية الناتجة من تخلّي زوجها عنها، في إطار فني مزج التراجيديا العتيقة بالكوميديا الحديثة. وقد أعلن منظّمو المهرجان، الذي تنتهي دورته الأولى هذه في العشرين من تشرين الثاني الجاري، أنه بات صعباً «تجاهل العودة الهائلة لهذا النوع إلى شاشاتنا في المرحلة الراهنة، إن عبر التحريك الثنائي الأبعاد أو الثلاثي الأبعاد، خصوصاً أن هذا الإنتاج بات يثير أكثر فأكثر أسئلة مهمّة تولّد نقاشات وتلقي الضوء على مسائل تبقى مهمَلَة في منطقتنا، على الرغم من أهميتها». وتساءل المنظّمون عن موقع الإنتاج المحلي من هذا الانتشار، وعن المساهمات المُقدَّمة في سياق الجدل القائم حالياً: «ما هي حظوظ الأفلام اللبنانية والعربية في العرض؟ أية مواضيع تُطرح للنقاش، وإلى أي جمهور تتوجّه؟». ولعلّ إقامة الدورة الأولى من المهرجان المذكور، الحامل اسم «بيروت متحرّكة»، تأتي في هذا السياق، لأنه «يستكشف نواح مختلفة من التحريك، ويقترحها ليس فقط على عشّاق السينما وهواة القصص المصوَّرة، لكن على الجمهور العريض أيضاً».

إذاً، بات لبيروت مهرجان سينمائي جديد. بات لها عنوان بصري مختلف عن المتداول سنوياً في صالاتها المتفرّقة ومهرجاناتها المتنوّعة، وعن المألوف في صناعة نتاجاتها الإبداعية. بات لها مهرجانٌ متخصّص بنمط بصري منسحب على الشريط المصوَّر، كما على الكتب والمجلات المتضمّنة كَمّاً من الأفكار والأشكال والمواضيع وآليات المعالجة وأساليب الابتكار. ففي هذا المهرجان نفسه، يُمكن للمهتمّ معاينة كل جديد محلي وعربي وغربي، و«استعراض أحدث أفلام التحريك المنتَجَة في أصقاع الدنيا»، ما يتيح له إلقاء نظرة متفحّصة «على إنتاج التحريك في العالم العربي أيضاً».

السفير اللبنانية في

17/11/2009

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2009)