تعرف على صاحب "سينماتك"  وعلى كل ما كتبه في السينما

Our Logo

  حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

"هليوبولس"

حنين إلى الماضي هربا من فوضى الحياة المعاصرة

القاهرة- يعرض فيلم "هليوبوليس" لاحمد عبد الله الذي يمثل مصر في مسابقة الافلام العربية للدورة 33 لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي الحنين الى الماضي من خلال الذكريات وسط ايقاعات الحياة العادية المعاصرة في حي "الكوربة" بضاحية مصر الجديدة القاهرية.

الفيلم كما وصفه الناقد طارق الشناوي في الندوة التي تبعت عرضه امس الخميس "فيلم غير مألوف بالنسبة للسينما المصرية المعاصرة ويمكن ان يدرج ضمن سياق السينما المستقلة لانه يقدم افكارا تبتعد عن الفكر التجاري تعرض هموم واشكاليات اجتماعية وسياسية قائمة".

يصور الفيلم حياة مجموعة من البشر تلتقي على الشاشة الا ان كل منهم يعيش عالمه الخاص باحلامه واماله التي لم تتحقق لينتقد بشكل غير مباشر وغير فج قانون الطواريء وانتشار الفكر الديني السلفي اضافة الى احباطات الواقع القائم والرغبة في الهجرة والعجز عن خلق حالة من التواصل بين البشر.

والفيلم بطولة جماعية لكل المشاركين فيه الذين يظهر غالبيتهم على الشاشة للمرة الاولى باستثاء خالد ابو النجا وحنان مطاوع وان كان لبعضهم نشاطات مسرحية مثل آية سليمان.

تظهر الاحباطات بشكل كبير في حياة غالبية ابطال الفيلم فآية سليمان وخطيبها لا يستطيعان الحصول على شقة او شراء اثاث المنزل في فترة التنزيلات ليعلو الصمت بينهما وكان حلمهما في العيش تحت سقف واحد اصبح مجرد وهم.

حنان مطاوع التي تعمل موظفة استقبال في فندق بمنطقة الكوربة تحلم انها تعيش في باريس وترسل لاهلها الى جانب النقود رسائل توحي انها تعيش في العاصمة الفرنسية من خلال مشاهد حالمة تغادر واقعها.

خالد ابو النجا يسعى لتوثيق الطراز المعماري للمنطقة التي شيدت في العهد الملكي وكان يسكنها بشكل رئيسي ابناء الطوائف الاجنبية من يونانيين وايطاليين وايضا يهود الا ان رجال الامن يمنعوه من التصوير وترفض سيدة يهودية ان يوثق حديثها عن وصف المنطقة واسلوب المعيشة فيها سابقا فلا يستطيع ان يكمل مشروعه التوثيقي.

رغم ذلك يظهر الفيلم ان الحياة كانت افضل بكثير قبل ثورة يوليو من خلال مواطنين يعملون في المنطقة.

قسوة الحياة تبرز من خلال شخصية رجل الامن المركزي الذي يقوم بحراسة احدى المنشآت في المنطقة حيث يقف وحيدا طوال ساعات حراسته لا يحتك باحد ويتقسام طعاما لا يكاد يسد الرمق مع كلب ضال في الشارع في الوقت الذي يتمتع به الفاسدون بكل ملذات الحياة كما يظهر من خلال شخصية مروج مخدرات في مشهد يجمعه مع نفس الكلب حيث يطعمه لحما.

وتجسد شخصية صديق خالد ابو النجا التي يؤديها المخرج تامر السعيد كل ملامح البؤس والاسى وعدم وجود اي حلم في المستقبل حيث تسيطر اللامبالاة على كل مواقفه منسحبا من اي فعالية باستثناء صداقته لخالد.

هذه الرؤية المعتمة التي قدمها الفيلم جاءت حسب المخرج محمد عبد الله "لتقدم تحية للزمن الماضي الذي كان يحترم التعددية ولا يلغي شخصية الفرد بالطريقة التي نراها على الشاشة".

ويتنافس هذا الفيلم مع 11 فيلما عربيا اخر على جائزة افضل فيلم في مسابقة الافلام العربية في الدورة 33 لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي التي انطلقت فعالياتها الثلاثاء.

العرب أنلاين في

15/11/2009

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2009)