تعرف على صاحب "سينماتك"  وعلى كل ما كتبه في السينما

Our Logo

  حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

يشاهده "الصفوة" فى عرض خاص غدًا للاطمئنان على أنفسهم أولا

فيلم (2012) يتنبأ بنهاية العالم.. وأمريكا تخطط إلى ما بعد يوم القيامة!

ماهر زهدي

فى عرض خاص يحضره أكثر من 700 شخص ما بين فنانين وصناع سينما ومهتمين وسياسيين وشخصيات عامة، يعرض غدا الاثنين الفيلم الامريكى 2012" فى أول عرض خاص له بمنطقة الشرق الأوسط، وسط ترقب واسع من الملايين الذين يعشقون تلك النوعية المثيرة من الأفلام ذات الإنتاج الضخم. 

ما يثير الدهشة ويلفت الانتباه أن أغلب من تمت دعوتهم لمشاهدة الفيلم غدا من الـ 700 شخصية هم من v.i.p))، من رجال المال والأعمال ورجال الدولة والحكومة، وأظن أنهم سيذهبون ليس لأنهم من عشاق الفن السابع، لأن السينما تأتى فى ذيل قائمة اهتماماتهم، بمن فيهم الوزير المختص بالسينما وزير الثقافة، ولكنى أظن ـ وليس كل الظن إثما ـ أنهم سيذهبون حتى يطمئنوا: هل ستقوم القيامة حقا فى العام 2012 أم لا؟ خاصة أننا لدينا انتخابات مهمة فى العام السابق عليه 2011، فإذا كان الأمر كذلك وسينتهى العالم فى 2012 فليس هناك داع لبذل جهود لكى يتجرع الشعب معركة "التوريث"، أو الخوف والرعب من التعديل الوزارى المرتقب، أو حتى التناحر على الانتخابات والإنفاق على التزوير من أجل الفوز بكراسى لن يستمر بقاؤها، بل وبقاء العالم بأسره أكثر من عامين إلا قليلا، أو ربما خطر على بال البعض منهم أن يلحق نفسه ويبحث عن وسيلة يهرب بها أمواله إلى الآخرة!!  

الفيلم تدور أحداثه ـ وفقا لما نشر عنه فلم أشاهده بعد ـ فى العام "2012" حول جاكسون كورتيس الباحث الأكاديمى الذى يقود فريقا من الباحثين لاكتشاف وسيلة لمعرفة حقيقة أسطورة انتهاء العالم التى يؤمن بها شعب "المايا" وهم جزء من السكان الأصليين فى أمريكا الوسطي، والتى تقضى بأنه وفق دراستهم لحسابات حركات الفلك والنجوم، أن كل 25 ألف سنة تحدث ظاهرة كونية تقع فيها الأرض فى منتصف مجرة درب التبانة التى يتبعها الكوكب، وهو ما يعنى انقلابا فى دورة الأرض، ما يؤدى إلى فناء كل من عليها، وحينئذ سيكون لمن تغيب عنهم هذه العبارة: "إن كل من عليها فان"، لتبدأ دورتها من جديد!!  

والنظرية ـ وفقا لمعتقد "المايا" وصناع الفيلم ـ انقسم عليها عدد من الباحثين وعلماء الفلك، غير انه تم تحديد يوم 21 ديسمبر من العام 2012 موعدا لحدوثها، وطبعا الفيلم يقدم لنا صورة تخيلية لما يمكن أن يكون عليه هذا الدمار أو "يوم القيامة"! 

هذا الكلام بالتأكيد لا أساس له فى كل المعتقدات أو الكتب والرسالات السماوية، سواء اليهودية أو المسيحية أو الإسلام، ولم يخرج عن كونه "معتقدا لبعض المنجمين" وفرقعة سينمائية ودعاية فجة لنوع رخيص من السينما ـ رغم أنه يمكن أن يكون للبعض مشوقا ومثيرا كحواديت أبو رجل مسلوخة وأمنا الغولة ـ هدفه الوحيد تحقيق أكبر رقم من الإيرادات، وبدلا من أن تقدم لنا أمريكا أو هوليوود أفلاما تتنبأ بفناء العالم ـ وليس قيام القيامة ـ نتيجة التغيرات البيئية والمناخية التى تتسبب فيها الدول الصناعية الكبري، وهى على رأسها، يروجون للخرافات والتكهنات على طريقة "نسترآدموس"  

الفيلم إخراج الألمانى رولاند إيميريش الذى اشترك فى كتابته مع هيرالد كلوزر ويقوم ببطولته جون كوزاك وأماندا بيت ودانى جلوفر وثاندى نيوتن وأوليفر بلات ووودى هارلسون، وتبلغ مدته 158 دقيقة، وتقدم أماندا بيت فى الفيلم دور الزوجة كاتى كورتيس التى تعتنى فى غياب الزوج بطفليهما الصغيرين بينما يقدم النجم دانى جلوفر دور الرئيس الأمريكى وثاندى نيوتون ابنته وأوليفر بلات رئيس طاقم العمل الخاص بالرئيس. 

الفيلم ليس الأول من نوعه لمخرجه رولاند إيميرتش، حيث اشتهر بتقديم هذه النوعية من الأفلام مثل "يوم الاستقلال" الذى كان يتحدث أيضا عن غزاة يأتون من الفضاء الخارجى لغزو الأرض، وكالعادة طبعا تكون أمريكا هى المخلص، كما أنه قدم فيلما فاشلا تقريبا العام الماضى بعنوان "عشرة آلاف سنة قبل الميلاد"، وفيلما آخر لم يحقق أى نجاح بعنوان "اليوم اللى بعد بكره"، وربما كان الفيلم الوحيد الذى قدمه وله معنى حقيقى كان بعنوان "وطني" بطولة ميل جيبسون. 

فهو يقدم نوعية من الأفلام تشبه ـ على حد تعبير د. اأمد يوسف ـ الخيال العلمي، وليس خيالا علميا بمفهومه ومعناه الحقيقيين، حيث تدور أغلب أفلامه حول رسالة واحدة ـ إذا اعتبرناها رسالة ـ مضمونها "كيف سيكون العالم ما بعد كارثة ما"، سواء كانت هذه الكارثة من الفضاء، أو كارثة نووية، أو كارثة بيولوجية؟! 

طبعا ووفقا لنظرية أهل "المايا" وصناع الفيلم إذا افترضنا أن نظريتهم صحيحة، لابد أن يموت كل من فى الفيلم من ممثلين وكومبارس، وحتى المخرج والمتفرجون حتما لابد أن يموتوا، "القيامة قامت بقي"، ولكن المدهش فى الأمر ـ وكما عرفت أيضا مما نشر عن الفيلم ـ وعلى حد تعبير مخرجه ـ أن نهايته لن تكون حزينة بل ستكون سعيدة.. إزاى معرفش؟! إلا إذا كان صناع الفيلم يقصدون الانتقال بالفيلم والمتفرجين إلى العالم الآخر، ويدخلون بنا إلى الجنة.. هنا فقط لابد أن تكون النهاية سعيدة! 

الأكثر دهشة، أنه إذا كانت أمريكا وهوليوود وصناع الفيلم يتنبأون ويروجون ـ بدعايتهم الرخيصة ـ بأن نهاية العالم ستكون بعد عامين، فلماذا تضع شركة إنتاج الفيلم، وجميع شركات هوليوود مخططات عمل وخطط إنتاج وتوزيع أفلام لعام 2015، و2017، ليس فى السينما فقط، بل فى كل الاستثمارات والبنوك والعقارات والتكنولوجيا والصناعات الثقيلة والخفيفة، وكل شيء؟!  

إلا إذا كانت أمريكا تخطط أيضا إلى ما بعد يوم القيامة!!  

العربي المصرية في

10/11/2009

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2009)