تعرف على صاحب "سينماتك"  وعلى كل ما كتبه في السينما

Our Logo

  حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

خواطر ناقد

قناة تليفزيونية عربية حلم جميل وواقع مرير

بقلم : طارق الشناوي

هل عالمنا العربي بحاجة الي قناة تليفزيونية تنطق باسمه من المحيط للخليج؟!

الأجابة المنطقية هي نعم.. ولهذا يعلو بين الحين والآخر صوت يطالب جامعة الدول العربية بايجاد آليات لتحقيق هذا الحلم ووضعه في اطار التنفيذ وإنشاء قناة تليفزيونية عربية تابعة للجامعة أو لاتحاد الفنانين العرب أو الإذاعيين العرب أو الاعلاميين العرب أيا ما كانت التسمية التي تنتهي عادة بكلمة العرب فإنه يظل معبرا عن هذا الإطار العربي لكي يصل خطابنا الإعلامي إلي كل العالم.. وعلي الرغم من النوايا الطيبة لهذا المشرع والتي لا يمكن لأحد سوي أن يشعر بانحياز إلي هذا المشروع الذي يعيدنا الي سنوات الزهو العربي مرددين نشيد »وطني حبيبي الوطن الأكبر يوم عن يوم أمجاده بتكبر«.. إلا أنني أري أنه ليس في صالح إعلامنا العربي- علي الأقل في الوقت الراهن- أن يعبر عنه من خلال جهة ما تضم كل الدول العربية لأن هذا الخطاب الإعلامي العربي سوف يأتي وهو لا يملك أكثر من التعبير عن الحدود الدنيا للمواقف السياسية والفكرية لكل دولة عربية لن يصل إلي الطموح الذي يريده رجل الشارع ولا حتي السلطة السياسية في كل بلد عربي علي حده سوف تصبح الرسالة الإعلامية في النهاية لها هدف أساسي وهو أن ترضي كل الأطراف الرسمية وليست الشعبية علي حساب قيمة الرسالة الإعلامية وأيضا جرأتها ومصداقيتها ولنا أسوة فيما حدث عندما شرعت الدول العربية في توقيع ميثاق الشرف الإعلامي والتي لم تستطع كل الدول العربية أن توقعه حتي الآن وأقول لكم أيضا أنها لن توقعه لا في القريب العاجل أو حتي البعيد الأجل فلقد اختلفوا علي كل شيء حتي عندما قالوا مثلا ممنوع المساس بالرموز لم يستطع أحد ان يحدد من هم هؤلاء الرموز وما يعتبر رمزا في قطر عربي ليس بالضرورة هو كذلك في قطر آخر!!

لا أعتقد أن أية قمة عربية استطاعت علي المستوي السياسي ان تصل الي طموح رجل الشارع لأن القرار العربي دائما ما يصطدم بالواقع القطري لكل دولة علي حده حتي نصل في النهاية الي قرار يرضي الجميع وهو في الواقع لايرضي أحدا؟!

ولهذا فإن من الأقوال الشهيرة في دنيا السياسة ان العرب اتفقوا علي »أم كلثوم« واختلفوا علي كل المواقف الأخري وكان هذا الرأي يتم تداوله خلال الستينيات أثناء مرحلة المد العربي والتحرر القومي.. ولكني أعتقد أنه حتي »أم كلثوم« لم يعد العرب يتفقون عليها.. هناك بعض الأصوات صارت أيضا تختلف علي »أم كلثوم« ولابأس من ذلك فلا شيء مقدس ولكن ما أريد أن أقوله هو أن مساحات الخلاف طالت كل شيء واتسعت حتي عما تعودنا عليه وألفناه حتي صارت الصورة الثابتة هي فقط تلك الخلافات والتباينات!!

إن محاولات لم الشمل العربي من خلال اقامة أي اتحاد فني أو عمل جماعي عربي لم تحظ طوال التاريخ بنجاح حقيقي مثلا لدينا اتحاد اسمه اتحاد الفنانين العرب وهو تجمع يضم كل الفنانين العرب من مختلف الدول العربية عمره أكثر من ربع قرن وكان يرأسه الراحل »سعد الدين وهبه« الذي حاول في نهاية الثمانينيات ان يقدم مسرحية تضم كل الفنانين العرب وتعبر عن أحلام العرب وطموحاتهم السياسية وقدم هذا الاتحاد مسرحية يتيمة وهي »واقدساه« كتبها »يسري الجندي« من مصر وأخرجها »المنصف السويسي« من تونس.. ووجدنا من الأبطال »عزيز خيون« من العراق و»غسان مطر« من فلسطين و»محمود ياسين« من مصر و»مني واصف« من سوريا وهكذا حرص المخرج علي أن تجمع »واقدساه« كل الفنانين العرب.. وجاءت الحصيلة في النهاية متواضعة جدا علي المستوي الفني حيث لم يتذكر أحد »واقدساه« ضمن قائمة المسرحيات الهامة ولا حتي المؤثرة في أرشيف المسرح العربي ولم نر بعد »واقدساه« أي عمل مسرحي آخر رغم أن الطموح كان كبيرا وحاول الراحل »سعد الدين وهبه« ان يكرر الأمر من خلال انتاج فيلم عربي للأطفال يتحمل تكاليفه اتحاد الفنانين العرب وظل الأمر كما هو علي مدي عشر سنوات »سعد الدين وهبه« يحمل بأن ينتج الاتحاد فيلما روائيا لسينما الأطفال ورحل »سعد الدين وهبه« ورحل قبله حلم انتاج فيلم عربي طويل للأطفال بل ان مهرجان الطفل للسينما الذي كان يتحمل تكاليف اقامته اتحاد الفنانين العرب توقف الاتحاد عن المساهمة في ميزانيته ولولا تدخل وزارة الثقافة المصرية لدعم مهرجان سينما الأطفال لتوقف هو الآخر وولي رئاسة الاتحاد بعد سعد وهبه »د. فوزي فهمي« ثم اعتذر عن عدم الاستمرار واسندت هذه المهمة الي »السيد راضي« وأيضا كانت لديه أحلام تجاوزت الكثير حتي مما كان يحلم به »سعد وهبة« وظل ٣ سنوات وهو يحلم ثم رحل عن عالمنا وصار الاتحاد الآن في حوزة »أشرف زكي« ولا أتصور أن الأمر سوف يتجاوز الأحلام فلا إمكانيات حقيقية لدي الاتحاد!!

ليس أمامنا لتحقيق رؤية عربية فنية أو ثقافية أو إعلامية إلا من خلال المجهودات الخاصة غير الرسمية مثل أوبريت »الحلم العربي« الذي انتج قبل ٠١ سنوات شارك بالغناء فيه العديد من الفنانين من كل عالمنا العربي وجاء معبرا عن إحساس رجل الشارع ورغم ذلك فإن عددا لا بأس به من التليفزيونات العربية ترددت في عرضه لأنه اصطدم بالخطاب الإعلامي الرسمي في تلك الدول!!

أنا لست متفائلا بانشاء قناة عربية تليفزيونية رسمية تابعة لجامعة الدول العربية أو اتحاد الاذاعات العربية أو غيرها من التجمعات العربية ولكني أؤيد المجهودات الخاصة غير الرسمية في هذا المجال ليصبح للعرب صوت مسموع وصورة مؤثرة في ظل سماوات التليفزيون المفتوحة شرقا وغربا والتي كثيرا ما تقدم صورة زائفة وغير منصفة للعرب أيضا شرقا وغربا!

tarekeIshinnawi@yahoo.com

أخبار النجوم المصرية في

05/11/2009

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2009)