لقاء حافل، تضمن
اعترافات وتفاصيل وآراء تخالف السائد، وتتسم بالصراحة التي قد تسبب صدمات للبعض،
تحدث عمر الشريف في كل شيء وعاش معه جمهوره لحظات صدق حقيقية
مساء الجمعة الماضية
بالمركز الكاثوليكي.
فجر عمر الشريف مفاجأة من العيار الثقيل بعد أن صرح بأن
مهنة الفن أو التمثيل مهنة بسيطة، لاتستحق كل ما يحدث حولها من ضجيج باعتبار ان
الفنان إنسان خارق يقدم مالايمكن ان يقدمه بشر، علا صوت الفنان العالمي في قاعة
النيل للآباء الفرنسيسكان من خلال ندوة »مشوار نجم«
التي عقدها المركز
الكاثوليكي احتفاء به وراح يتحدث عن أجر الممثل الذي يتعدي الملايين رغم ان
هناك من
هم أجدر وأحق منه بهذه المبالغ الخيالية.
قال الشريف انه يقوم بالصرف ببذخ
واستغلال كل لحظة في حياته لكنه يقضيها بشكل يناسب سنه، وأنه لاينظر للمستقبل لأن
المستقبل للشباب وعن التكريم والجوائز التي حصدها في مشواره
الفني من خلال
المهرجانات العالمية المختلفة قال انه من الأفضل ان يذهب هذا التكريم لمن
يستحقه
وبالتحديد من يفيد البلد بعلمه مثل الطبيب والمهندس والعالم الذي يمكث في
معمله من
أجل اكتشاف دواء جديد لعلاج مرض خطير أو اختراع ما يفيد
البشرية.
واستطرد عمر
الشريف قائلا الذي يهمني في الجوائز والتكريم هو حب الجمهور فهو الجائزة
التي
لايمكن فقدانها الي الأبد،
فمعظم الجوائز التي حصلت عليها فقدتها بسبب عدم
استقراري في مكان محدد لأني كثير التنقل من بلد إلي بلد آخر
فأعيش في الفنادق وليس
لدي سيارة اتنقل بها ولأنني أفضل ركوب التاكسي لكونه يقربني من الناس أكثر،
كما
أني أحب الاستماع الي هموم الناس، وهذا جعلني لا أهتم بأن احتفظ بالجوائز والتي
أراها بدون قيمة في حياة الفنان.
وقد رأي عمر الشريف انه انسان يسانده الحظ في
كل خطوة يخطوها ووصف نفسه بأنه »رجل محظوظ«
وان طفولته كانت مليئة بالحركة
والشقاوة لدرجة انه كان »يقوم بمقالب«
مع شقيقته وكان
»أكول« مما يتسبب ذلك
له في سمنة مفرطة وهو ما جعل والدته تحلم بأن يكون أجمل وأذكي وأشهر رجل في
العالم
ورأت من الأفضل الانتقال الي بلد معروف بأكلاته الخفيفة ويمكن
ان يتيح له في الوقت
نفسه فرصة ان يتعلم في مدارس راقية وبالفعل تحقق لها ما أرادت وكان السفر
الي
الخارج ليتعلم الانجليزية ويجيدها ويعود الي وزنه الطبيعي ومارس هوايته
المفضلة في
ذلك الوقت وهي التمثيل.
وأضاف: لازمني الحظ ايضا عند دخولي عالم الفن حيث
كنت وقتها صديقا لأحمد رمزي وكنت جالساً
معه عندما فوجئت بدخول المخرج يوسف شاهين
علينا وهو يقول لي: »عندي دور لك مع أكبر ممثلة في مصر هي فاتن حمامة ولكن قبل
ذلك كان لابد أن تبدي حمامة رأيها في اشتراكي من عدمه وهذا تطلب ان اذهب
معه لتراني
وهو ما حدث حيث ذهبت معه الي منزل فاتن حمامة فطلبت مني القيام باداء أي
مشهد
فاخترت دور هاملت وقد جسدته بالانجليزية حتي لاتبدي فاتن رأيا
سلبيا وكان هذا
اللقاء فاتحة خير لي في حياتي الفنية والخاصة فقدمنا معا أفلاما عديدة
بخلاف »صراع في الوادي«
و»أيامنا الحلوة«
وبعد هذا اللقاء بفترة وجيزة كلل المشوار
بالزواج منها وقد اعتمدت في كل ذلك علي وسامتي التي كانت سر دخولي عالم
الفن
وانطلاقي للعالمية حيث تلقيت عرضا من منتج اجنبي لأقوم ببطولة
فيلم »لورانس
العرب« ومن هنا شاركت بعد ذلك في عدة أعمال منها »دكتور زيفاجو«
وحصلت علي
عدة جوائز من مهرجانات مختلفة.
وأشار عمر الشريف الي المصاعب التي واجهته في
بداية حياته العالمية وشرح عمله في »هوليوود«
الذي كان حافلا بالمصاعب فضلا عن
أنه لم يكن حرا في اختيار أدواره بسبب عقد الاحتكار الذي كان مرتبطا به مع
شركة
الانتاج التي تعاقدت معه فلم يكن له الحق في أن يختار أدواره وانما يقدم ما
يعرض
عليه كما تحدث عن الصعوبات التي واجهها من اليهود في هوليوود
لكونه مصريا أحب بلده
والزعيم الراحل جمال عبدالناصر وقال كانت هناك في البداية صعوبة في التعامل
مع
الديانات المختلفة مما كان يجبرني علي تسوية أموره مع كل الجنسيات
والديانات وكنت
ذات مرة أقوم بدور رجل يهودي فأثار ذلك
غضب البعض هناك وكان تعليقي عمري ماسألت
سيدة أو فتاة عن جنسيتها أو ديانتها قبل أن أقبلها وقد اورثت ابنائي هذه
النصيحة
لذلك فقد تزوج ابني من ٤ زوجات من جنسيات وديانات مختلفة.
وأكد علي ان
العالمية لاتشغله وقال: علينا ان نتحدث عن المصرية ولانشغل انفسنا بتلك
المفاهيم
ففي الدول الاوروبية مثل فرنسا واوروبا يتحدثون عن دورهم ومدي
تأثيرهم في العالم،
بينما نحن العرب نحبس انفسنا في مفهوم العالمية وهل هو بعيد المنال ام لا
ونترك كل
ما يتعلق بنا كمصريين ومدي تأثيرنا في العالم رغم ان هذا هو الأهم وهذا يدل
علي
اننا بلد متأخرة وعندما تحدث الشريف عن لقائه مع الرئيس الراحل
أنور السادات في
امريكا وقرار عودته الي مصر لحضور زفاف ابنه جمال والعودة مرة اخري الي
بيته الأول
وعالمه الخاص في السينما المصرية، ومدي تأثير رحلته في الخارج علي اختياراته
لأعماله قال:
كنت دقيقا في اختيار أعمالي عقب عودتي الي
مصر لأنني كبرت في السن
وتغيرت ملامحي من شاب لرجل كبير فبدأت ابحث عن أدوار بها قدر من التمثيل
وتلائم
شكلي وبعيدة عن شخصيتي وبالفعل قدمت اعمالا مختلفة منها »الأراجوز«
و»المواطن
مصري« و»أيوب« وذلك بعد ان تخطيت وتجاوزت دور الفتي الأول.
وعلي المستوي
الشخصي قال الشريف لقد حرصت علي تعليم ابنائي وأحفادي ما تعلمته أنا في
حياتي حيث
علمتهم التسامح وألا يكرهوا أحدا بسبب لونه أو دينه وأما ما لم
يتحقق بالنسبة لي
أني كنت اتمني ان ارزق بحفيدة تدلعني وأدلعها ولكن أراد الله أن يكونوا
صبيان.
يذكر أن استقبال قاعة النيل للفنان العالمي عمر الشريف اختلف عن أي
فنان آخر حيث كانت السجادة الحمراء في استقباله وكأنه يكرم في
احدي المهرجانات
الكبري .
وقد لفت نظره الديكور الذي كان يعبر عن الحضارة الفرعونية كما قامت
ادارة القاعة بعرض فيلم قصير عن حياته الفنية منذ بدايته مرورا
بسفره الي الخارج
حتي عودته الي ارض الوطن وقد تفاعل الجمهور مع جميع أفلامه خاصة فيلم
»اشاعة حب«
الذي شارك فيه مع كوكبة من النجوم هند رستم ويوسف وهبي وعبدالمنعم ابراهيم
وسعاد
حسني والطفل المعجزة أحمد فرحات.
كما قام مجموعة من المطربين بقاعة النيل
بتقديم اغنيتين احدهما اجنبية والأخري عربية بعنوان »سهر الليالي« والتي
تفاعل
معها الجمهور وقام بترديدها بناء علي طلب منه.
وقد أعرب عمر الشريف في نهاية
الحفل عند تسليمه درع التكريم عن سعادته بتواجده وسط الجمهور وقال يضايقني
اني لا
أشعر اني استحق كل ذلك بيني وبين نفسي،
فأنا أعلم أن
غرضكم ان تعزموني ولكني لا
اتصور مهما كان ان الممثل مهما وصل يستحق التكريم،
كما أني لا أشعر بأني أحسن
ممثل في الخارج ولكن ما اتاح لي الفرصة هو عملي مع المخرجين الكبار.
وحين جاءت
لحظة التكريم كان عمر الشريف علي موعد مع دموع المعجبات والمعجبين لدرجة ان
احدي
المعجبات انهارت في البكاء حتي تحظي بصورة تذكارية معه
فأحتضنها عمر الشريف وحقق
لها رغبتها.
يذكر أن الفنان العالمي لم يتحدث عن مغامرته الأخيرة مع فيلمه
المسافر، كما لم يعط مديري الندوة الفرصة للجمهور للمشاركة
في الحوار مبررين ذلك
بانشغاله في أعمال اخري بعد الحفل.
أخبار النجوم المصرية في
29/10/2009 |