هو نجم شاب فرض نفسه وسط الساحة يقدم الكوميديا فتبتسم.. يقدم التراجيديا تتأثر خطواته البطيئة ولكنها واثقة.. لفت إليه الأنظار منذ ظهوره مع الزعيم عادل إمام وقد عرض له مؤخراً في رمضان المسلسل الكوميدي "العيادة" ويعرض له حالياً في السينما الفيلم السياسي الكوميدي الجريء "الديكتاتور" انه خالد سرحان الذي ابتكر طريقة الاضحاك باستخدام الملامح الجادة الهادئة. ليضحكك وهو في منتهي النكد ومعه كان لنا هذا الحوار:

اسمه بالكامل خالد محمد سمير سرحان.. أعزب.. خريج المعهد العالي للسينما.

* في البداية مبروك علي نجاح فيلمك "الدكتاتور"الذي تقوم فيه بدور أبناء الدكتاتور "التوأم" "حكيم وعزيز" فهل هناك إسقاط علي شخصية أبناء صدام حسين "عدي وقصي" وهل تأثرت بهما وأنت تؤدي الدور؟

** صحيح ان العمل قد يبدو إسقاط علي حال أبناء صدام ولكنني رأيت في حكيم وعزيز العديد من أبناء حكام دول العالم الثالث وبالطبع العراق إحدي هذه الدول.

* لماذا تأخرت البطولة المطلقة لخالد سرحان؟

** ربما تأخرت لانني كنت دائماً أبحث عن "الموضوع البطل" أي أن يكون موضوع العمل له قيمة في حد ذاته وهو ما وجدته في فيلم "الدكتاتور" فالفكرة نفسها ساندتني وكانت هي البطلة.

* ألم تخش أن يكون أول أفلامك سياسي. خاصة وانه تعرض لمشاكل مع الرقابة؟

** الممثل لا يخاف وشعاري هو "إذا خفت لا تمثل" ولذلك كان الدكتاتور عملي المفضل.

* حدثنا عن المشاكل التي واجهتها الرقابة؟

** بالرغم من انني ضد فكرة الرقابة إلا انني أقدر شجاعة الرقابة المصرية علي التصريح بعمل جريء مثل "الدكتاتور" وقد تابعت مع الرقابة العمل خطوة بخطوة وحاولنا تقريب وجهات النظر.

* هل ابتعدت عن الكتابة من أجل التمثيل؟

** هناك التباس لدي البعض انني كاتب سيناريو. كل ما هناك انني شاركت بعض المرات في ورش عمل وأبديت وجهة نظري. إلا انني ومنذ سنوات ممثل ولي الشرف انني بدأت مثل أي كومبارس صامت في "رسالة إلي الوالي" ثم تدرجت إلي الدور الثاني ثم الأول ولازلت أري نفسي صغيراً.

* بالعودة إلي الوراء هل نري أن والدك الدكتور سمير سرحان ووالدتك نهاد جاد ساعداك علي دخول مجال الفن؟

** أولاً والدتي توفيت قبل 20 سنة ولم أكن قد مثلت علي الإطلاق أما والدي فرفض تماماً فكرة دخولي المجال الفني إلا انني أقنعته بصعوبة!

* كيف؟

** رسبت في كل مجال حاول إدخالي فيه مثل الأكاديمية البحرية التي ألحقني بها لأرسب بجدارة وأجبره علي تحويل أوراقي لمعهد السينما.

* وكيف تعرفت علي عادل إمام إذا لم يكن والدك السبب؟

** الفنان عادل إمام آمن بموهبتي وساعدني ومعرفتي به جاءت من خلال مروان حامد الذي عمل مساعد مخرج في فيلم "النوم في العسل" وعرفني به ومن هنا اختارني للظهور أمامه في العديد من الأعمال مثل "رسالة إلي الوالي" و"أمير الظلام".. حتي انه حضر افتتاح الدكتاتور رغم مشاغله وكان حضوره شرفاً لي.

* مرة أخري نعود "للدكتاتور" اختيار مايا نصري كبطلة أمامك يثير عدة تساؤلات أولها ان معظم أعمال "مايا" سواء في السينما أو التليفزيون لم تنجح ثانياً ألا توجد ممثلة مصرية تصلح للبطولة أمامك؟

** أولاً اختيار مايا جاء بعد مداولة بيني وبين المخرج والمؤلف فمايا من المطربات القلائل التي لم تعتمد علي "العري كليب" كما انها مثلت أمام كريم عبدالعزيز "خارج علي القانون" وكان ناجحاً إلي حد ما. أما بخصوص وجود فنانة مصرية فمعظم نجماتنا الآن أصبحوا نجمات كبار وبصراحة لن يقبلوا مساحة الدور الصغيرة. ثم اننا استفدنا منها كمطربة في أغنية الفيلم.

* نلت جمهور كبير من خلال الست كوم "العيادة" العام الماضي أما هذا العام لم نشعر بها؟

** العيادة ظُلم هذا العام رغم أن أحداث الجزء الثاني كانت أقوي من الأول ولكن العمل عرض علي قنوات محددة والسبب التليفزيون المصري.

* كيف؟

** لكي يعرض العمل علي التليفزيون المصري كان الشرط ألا يتم عرضه علي قنوات حتي يكون "حصرياً" ولكن للأسف التليفزيون المصري عرضه في أوقات غير مناسبة مما جعل العمل يبدو وكأنه متواري أو تائه عن عشاقه الذين أكدوا لي انهم لم يعثروا عليه هذا العام.

* طريقة أدائك في الكوميديا مختلفة وتعتمد علي النكد فهل هي مدرسة جديدة؟

** كل ما أحاول تقديمه هو الكوميديا التي لا تعتمد علي التهريج فأيهم مضحك أكثر المهرج الذي يتحرك طوال الوقت ويحاول الاستظراف أم الشخص المحترم.. فيقوم بأعمال تثير الضحك وهو ثابت وهذا النوع من الكوميديا هو ما أقدمه فالطبيب النفسي في العيادة هاديء جداً إلا أن ما يقوله ويفعله يثير الضحك وكذلك "حكيم" ابن الدكتاتور والذي باع البلد وأجر قصر الرئاسة "مفروش" وهو ثابت ولم يهتز له جفن بينما ما يقوم به قمة السخرية انها كوميديا هذا الزمان "شر البلية ما يضحك".

* إذاً يمكن أن تقدم جزءاً ثالث للعيادة؟

** في البداية أصابتني خيبة الأمل بسبب ما حدث للجزء الثاني إلا ان "العيادة" بمثابة ابني الذي أحبه وقد أغضب منه وأخاف عليه إلا انني لا أستطيع أن أتركه لذلك لو أعيد عرضه في أوقات مناسبة وعرض علي "نص" جيد للجزء الثالث لن أقول "لا".

* عرض الدكتاتور في هذا الموسم ومع دخول المدارس وانفلونزا الخنازير لم يخفك؟

** بصراحة لم يعد هناك موسم مناسب فالحال الآن أصبح غريباً جداً موسم الصيف الذي كان أهم موسم أصبح ضيقاً وموسم عيد الأضحي في علم الغيب والانفلونزا أمر مبالغ فيه. لذلك أعتبر أن هذا الموسم معقول إلي حد ما خاصة وأن إيرادات الدكتاتور هي الأعلي علي الأفلام التي عرضت فالفيلم حقق في أول ثلاثة أيام نحو مليون جنيه. وهذا أسعدني وأرضاني.

* عندما حاولت البحث عن معلومات عن الفيلم عبر الإنترنت وجدته معروضاً بالكامل علي العديد من المواقع فهل القرصنة خطر علي السينما؟

** الواقع انني الوحيد المتفائل من هذا الموضوع فلا يمكن أن يحل فيلم تم تصويره بكاميرا من شاشة السينما محل متعة مشاهدة العمل علي الشاشة وكل ما هنالك أن من سيشاهد سيأخذ فكرة عن الفيلم وقد يلتقط فكرة أو عبارة تجعله يأتي ليشاهده ويستمتع به. فهو في النهاية إعلان "طويل شوية" عن العمل!!

* ما هو العمل الذي تتمني أن تلعبه؟

** "اللص والكلاب" ولا أقصد إعادة العمل بل تقديم عمل يشبهه في الفكرة والإنتاج الضخم والنص الرائع لكاتب عبقري كنجيب محفوظ. ولكن بشكل عصري. ورغم انني ممثل كوميدي إلا انني في النهاية ممثل والتمثيل "بينقح عليا" حتي أجعل الجمهور يضحك ويفكر ويسعد في النهاية بعمل يحترم عقله.

* أخيراً لمتي تظل خانة الحالة الاجتماعية لخالد أعزب؟

** لن أقول إجابة تقليدية وهي انني متفرغ للفن ولكنني بالفعل دائماً مشغول ووقتي لا يسمح بوجود زوجة فيه ولو وجدت واحدة فلن تحتمل طباعي وأفكاري.

* ولكنك هكذا تغلق باب بنت الحلال؟

** الموضوع قسمة ونصيب وبنت الحلال قد تأتي في أي وقت ويمكن "تستحملني".

الجمهورية المصرية في

22/10/2009