تعرف على صاحب "سينماتك"  وعلى كل ما كتبه في السينما

Our Logo

  حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

انا و النجوم

بقلم : ايريس نظمي

أتذكر صداقتي بلبني عبدالعزيز في بدايتها في أوائل الستينات.. وذلك بعد زواجها من المنتج المعروف رمسيس نجيب ـ صانع النجوم ـ الذي كان صديقا لي يستشيرني في اختيار النجوم التي تصلح للأدوار في أفلامه، عرفتها كنجمة تريد أن تتمرد علي الشكل التقليدي للمرأة علي الشاشة.. والإطار العام الذي سجنت فيه لتنطلق من داخلها فتاة الجامعة الأمريكية التي تريد أن تحرر المرأة من قيود الرجل في هذا المجتمع الذكوري.. تحرر الست أمينة من سيطرة سي السيد.

وقتها فرحت بها كصحفية في بداية حياتها العملية.. تريد أن تثبت وجودها بين الزملاء من الرجال.. رأيت فيها آمالي وطموحاتي.. وأصبحنا صديقتين.. وأتذكر لقاءاتنا معا علي شط النيل ساعة العصاري وصيد السمك الذي لم نصطد منه سمكة واحدة.

لمعت لبني عبدالعزيز كممثلة جديدة بالنسبة للمرأة وفك قيودها وتمردها.. غيرت صورة الفتاة المظلومة المغلوبة علي أمرها.. في أدوار فاتن حمامة وماجدة وشادية ومريم فخر الدين.. اللاتي بدأت صورتهن تتغير في ذلك الوقت ليصبحن أقوي يتمتعن بالكرامة والثقة في النفس .. لكن شبح الأفلام القديمة يجثم علي أدائهن وملامح وجوههن التي لم تتغير كثيرا.

جاءت لبني لتعبر عن واقع جديد في حياة المرأة التي أخذت قسطا من التعليم وأصبح عندها ثقة بنفسها.

كان أول فيلم لها »الوسادة الخالية« قصة إحسان عبدالقدوس وإخراج صلاح أبوسيف.. فهي طبيعية الأداء.. غير متكلفة.. تتمتع بوجه مريح وعينين خضراوين جميلتين.. تربط شعرها من الخلف »ديل حصان«.. وأذكر في ذلك الوقت أن كل تلميذات المدارس بدأن يقلدنها في تسريحة شعرها وملابسها البسيطة.

وحقق الفيلم نجاحا كبيرا مع عبدالحليم حافظ وعمر الحريري وزهرة العلا، لقد هام بها عبدالحليم حبا لدرجة أنه كان يتخيل صورتها بعينيها الجميلتين بجانبه علي الوسادة بدلا من زوجته، لكن لبني في الفيلم استطاعت أن تحكم عقلها بأن تتعايش مع وضعها الجديد وزوجها الحنون.

ومن حُسن حظ لبني أن أفلامها الأولي الثلاثة كانت من إخراج صلاح أبوسيف مخرج الواقعية الذي استطاع أن يعرف إمكانيات بطلته ويوظفها كما يريد ، أخرج لها »الوسادة الخالية«، ثم »هذا هو الحب«.. ثم »أنا حرة« الذي يعتبر أكثر أهمية من الفيلمين السابقين لأنه يعبر عن واقع جديد.. فهو يتابع مشوارها منذ مطلع شبابها حتي تصل إلي درجة النضوج الفكري وتكتسب الثقة في نفسها لتقدم (الحرية) في أنبل معانيها إلي جانب حبيبها في العمل الوطني، وهو الفيلم الذي يعتبر من أهم كلاسيكيات السينما المصرية.

وأذكر أنه لأول مرة في تاريخ الاعلانات أن تنشر صفحة كاملة من أهم صفحات »أخباراليوم« إعلانا لفيلم لبني عبدالعزيز وإنتاج رمسيس نجيب.

وتوالت أفلامها مثل »غرام الأسياد« و»رسالة من امرأة مجهولة« و»إضراب الشحاتين« وغيرها حتي وصلت أفلامها في عام ٧٦٩١ إلي ٨١ فيلما.

واستطاعت لبني أن تقدم الكوميديا بنجاح كبير مع رشدي أباظة في فيلم »آه من حواء« إخراج فطين عبدالوهاب والمأخوذ عن »ترويض النمرة« لشكسبير.

هذا الفيلم الذي ينبع الضحك فيه من المواقف والمفارقات.. المرأة العنيفة الشرسة.. والتي أضفت إليه الكثير من المرح والحيوية.. ونتابعه كلما عرض في التليفزيون وكأننا نتابعه لأول مرة.

وحقق الفيلم الكثير من النجاح في الوقت الذي فشل فيه فيلم »واإسلاماه« .. ويرجع ذلك إلي أن لبني تتمتع بصوت رقيق غير متوافق مع الشخصية التي تؤديها.

تخرجت لبني في الجامعة الأمريكية.. فتاة مثقفة تتمتع بخبرة كبيرة وبالثقة في النفس.. قدمت أدوارا مهمة في المسرحيات العالمية.. كما حصلت علي شهادة عليا في الدراما من جامعة كاليفورنيا.

كما قدمت من قبل أنجح برنامج للأطفال في الاذاعة الاوروبية »انتي لولو«.. الذي حظي بشهرة واسعة.. وكنت أذهب إليها في استوديو الإذاعة لمشاهدتها مع الأطفال.. فتاة مليئة بالحيوية.. ترقص وتغني معهم.

وعُرفت لبني عبدالعزيز بالممثلة المثقفة القارئة التي جعلت كثيرات من الممثلات في هذا المجال يحقدن عليها.. ويحاولن الإساءة لها بالرغم من بعدها عن الوسط الفني.. وبدأت الإشاعات تنطلق حول قرب طلاقها من رمسيس نجيب.. وسألتها عن صحة هذا الخبر لكنها تجنبت هذا السؤال ولم تفصح عن ذلك بالرغم من صداقتي لها وهو الشيء الذي ضايقني بعد ذلك.. وبعد قليل وبعد النكسة في عام ٧٦٩١ تم الطلاق.. وتزوجت من الدكتور إسماعيل برادة.. ولكي تصالحني دعتني إلي فرحها الذي لم يحضره أي ممثل.. كانت جميلة.. سعيدة.. ترتدي فستانا قصيرا أصفر اللون وإكسسوارا علي رأسها بلون الفستان.. وفجأة سافرت لبني مع زوجها إلي أمريكا.. واعتزلت في عز نجاحها وتألقها.. تاركة لنا أفلاما تستحق التأمل.. وهناك أنجبت بنتين جميلتين.. وظلت بعيدة عن الوطن 30 عاما وقد زرتها في أمريكا مع كمال الملاخ في رحلة الفنانين »في حب مصر« وكم كانت سعادتها.

وعادت لبني عبدالعزيز بعد هذا العمر »بنيولوك« جديدة زادها جمالا وحلاوة.

عزيزتي وصديقتي لبني: أرجو أن تختاري أدوارك بعناية شديدة.. ولا تقبلي أي دور لا تقتنعين به لكي لا تشوهي النجاح الذي حصلت عليه من قبل.

آخر ساعة المصرية في

21/10/2009

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2009)