لم يكن نور الشريف الذي جسد أحلام البسطاء في فيلم 'سواق الأتوبيس' ولا الطفل المدلل في فيلم 'قصر الشوق' يعلم أن القدر يخفي له شائعة تصفه بالشذوذ الجنسي وهو البطل الذي قدم 'ناجي العلي' ويقدم القضية الفلسطينية في مسلسله الأخير 'ماتخافوش'، لكن الألم لم يدم طويلا في نفس 'الشريف' الذي ينتصر عليه الآن بقراءة الجزء الثالث من مسلسل 'الدالي' بينما حسم أمره في يد القضاء رافضا أي محاولة للتنازل عن حقه تجاه مروجي شائعته من صحافيي الجريدة محدودة الانتشار سألته:

·         كيف ترى انكسار الشائعة؟

أنا لا أعرف أين الحقيقة ومن ورائها، لكني إذا عدت لتاريخ سأكتشف أني تعرضت لحملات كثيرة في حياتي أهمها عام 1991 عندما عرض فيلم 'ناجي العلي' وقد تعرض رموز لكوارث مثل 'نجيب الريحاني' الذي تعرض للقتل مرتين لأنه قدم وأنتج مسرحية 'العشرة الطيبة' التي رأى المسؤولون وقتها أنه ينصر 'الإنكليز' على 'الأتراك' وعالميا قدم الممثل العبقري 'كيفين كوستر' فيلم 'j.f.k' وأثــار الشكوك وقتها حول تورط cia في اغتيال 'جون كيندي' وقد دفع ثمن هذا حيث اختفى تماما من على الساحة، وكذلك نفس الأمر مع الممثلة 'جيل كليبر' بعد فيلمها الذي يناصر القضية الفلسطينية، كل هذه النماذج أذكرها للتأكيد على أن أي مبدع أو فنان يحاول تعرية الحقيقة يدفع الثمن باهظا.

·         هل تعتقد أن هذا الهجوم بسبب هجومك على 'إسرائيل' في مسلسل 'ماتخافوش'؟

إن هناك لغزا .. لماذا هذا التوقيت بالذات فأنا أعمل في هدوء، ولا أستطيع أن أؤكد أو أنفي بأن الشائعة بسبب إسرائيل وبهذه المناسبة أطالب بتوفير الرقابة التي تسمح بمرور الحقيقة وتقف بكل قوة ضد الشائعات لكن في ذات الوقت الرقابة مطلوبة لتحمي الأديان والأخلاق.

·         كيف لمست تلقي الجمهور لشائعة اتهامك؟

لقد تعرضت بعدها لأكبر مظاهرة حب وكان عنوانها، أنت أكبر من كل هذه التفاهات وطالبني الجمهور بعدم الالتفات لهذه الأمور الصغيرة.

·         هل بإمكانك أن تتنازل عن حقك ضد صحافيي 'البلاغ' الذين قالوا بهذه الشائعة؟

هذا مستحيل، وقد حاولوا مؤخرا أن أتنازل لكن رفضت، وسوف أبذل قصارى جهدي حتى استرد حقي، وانتظر إنصاف القضاء لأسترد هذا الحق.

·         دعنا نقترب من أعمالك الفنية، لماذا لم يحقق مسلسل 'ماتخافوش' نفس نجاح 'الرحايا'؟

إن زحمة الأعمال الدرامية جعلت كثيرا من الأعمال عرضة للظلم، لكن أؤكد أن مسلسل 'ماتخافوش' سيحقق النجاح المنتظر حين يعرض بعد ذلك.

·         كيف ترى 'التطبيع' وأنت الذي قدمت 'ناجي العلي' من قبل وقدمت مؤخرا 'ماتخافوش' وكلاهما تناولا القضية الفلسطينية؟

أنا ضده على طول الخط مادامت هناك ارض عربية محتلة، وكان هذا هو سر الخلاف بيني وبين الرئيس 'ياسر عرفات' رحمه الله، فقد كنا أصدقاء الى حد كبير وعندما دعاني لزيارة فلسطين ودعم عرب 48 رفضت لأننا نعيش عصرا مخيفاً وأردت الابتعاد عن أفعال اللوبي الصهيوني وهناك فنانون جذبت عيونهم أموال الصهاينة، وقد غضب 'أبو عمار' مني وتدخل 'أسامة الباز' للصلح بيننا.

·         كيف ترى تأدية الوجهين الجديدين اللذين قدمتهما في 'الرحايا'؟

هما الممثلان الشابان 'حسني صالح' و'عبدالرحيم كمال' وقد نجح الإثنان في تقديم عمل مميز نال إعجاب الاثنين الجمهور والنقاد، وأنا بطبعي أتحمس للوجوه الجديدة كما تحمست من قبل للمخرجين 'عاطف الطيب' و'محمد النجار' وكما قدمت الممثل 'محمد رياض' في مسلسل 'لن أعيش في جلباب أبي' و'حلا شيحة' في 'الرجل الآخر' وسعادتي لا توصف حين أرى نجاح من أقدمه.

·         كيف تصف حال السينما الآن؟

إنها تدخل في باب الخرافة، فهي على مستوى الصوت والصورت رائعة، لكنها تفتقد الى ملامح السينما المصرية فلا توجد لدينا سيارات تطير في الهواء، كما نقدم ولا نشاهد الرشاشات في الشوارع، نحن في حاجة إلى سينما مصرية تعبر عن حال البلد، وأعتقد أن السبب وراء هذا الخلل شركات 'الإعلانات' فهي السبب وهي التي تتحكم في كل شيء ودليل على ذلك أن الذي ينجح إما أن يكون فيلم 'أكشن' أو 'كوميديا' والممثل مطالب بان يلتزم بما تطالب به شركات الانتاج والدعاية وإذا لم يلتزم سيكون مصيره المنزل.

·         هل من عمل مشترك بينك وبين زوجتك 'بوسي' بعد عودتكما من الانفصال؟

بإذن الله نأمل أن نصادف عملا يتلاءم معنا ولن نتردد في تقديمه.

القدس العربي في

14/10/2009