تعرف على صاحب "سينماتك"  وعلى كل ما كتبه في السينما

Our Logo

  حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

«مهرجان لندن السينمائي»:

191 فيلماً وثلاثة عروض عربية

زياد الخزاعي

حَشَد «مهرجان لندن السينمائي» في دورته الجديدة هذه (14/ 29 تشرين الأول الجاري) خيرة العروض العالمية، وأبقى خياره كما هو منذ ثلاثة وخمسين عاما، أي الفيلم وصنعته وصانعيه ومشاهديه. أما في ما يتعلّق بشؤون البهرجة، فالعاصمة التي يحمل اسمها كفيلة بحشد المعجبين عند السجاجيد الحمراء، التي تلوّن ساحة «ليستر»، مركز العروض السينمائية منذ بدايات القرن الماضي حتّى اليوم.

استقطب منظّمو دورة هذا العام 191 فيلماً طويلاً من أنحاء المعمورة، بالإضافة إلى 113 فيلماً قصيراً من الأنواع كافة، بدءاً من الرسوم المتحرّكة وانتهاء بالفيلم الطليعي والتجريبي، كالعمل الخاطف للبريطاني نيل آلديرتون «لمسة من اللون الأحمر»، الذي يبلغ طوله دقيقة واحدة، اختزل فيها صيرورة كتابة القصّة الشهيرة «سقوط منزل آل أشر» ومعاناة مبدعها الكاتب الأميركي الشهير إدغار آلان بو. لليلة الافتتاح، وللمرّة الأولى في تاريخ المهرجان، اختير فيلم الرسوم المنجزة عبر الكمبيوتر للأميركي فايس أندرسون «السيد فوكس (ثعلب) العجيب»، المقتبس عن الحكاية الكلاسيكية للأطفال للكاتب روالد داهل، وفيها يدفع الغرور بالثعلب الأرستقراطي (صوت جورج كلوني) الهانئ مع زوجته (صوت ميريل ستريب) وطفله آش إلى العودة إلى مآثره الأزلية في خطف الدجاج، التي تقوده إلى مطاردات القرويين الشريرين بوغز وبونس وبين، وسعيهم إلى القبض عليه بأي ثمن. وفي الختام، ستكون ليلته خاصّة بذكرى الموسيقي والمغني الشهير جون لينون ورحلته الطويلة من شوارع مدينة ليفربول إلى شهرة فريق «الخنافس»، كتبها للسينما مات غرينهالف الذي عرف عالميا عبر نصه الموسيقي الجميل السابق «كونترول»، وكُلّف هذه المرّة المخرج سام تايلور - وود سرد حكاية عمته ميمي التي عاش جون في كنفها، وتأثيرها في ولادة أحد أشهر موسيقي بريطانيا المحدثين، الذي شبّ في صالات السينما وهو يشاهد المطرب الشعبي الأميركي ألفيس بريسلي، ويستمع إلى طقطوقاته الموسيقية، ويندهش بحركاته الاستعراضية المميزة، قبل أن يقود فريق «الخنافس»، الذي قلب موازين موسيقى «البوب» جذرياً.

احتفالات خاصّة

في خانة الاحتفالات الخاصة «غالا»، خصّصت صحيفة «ذي تايمز» العريقة والداعمة للمرجان تكريمها بـ «الرجال الذين يحملقون بالماعز»، باكورة السيناريست الأميركي غرانت هيسلوف، الذي عُرف عالميا بكتابته فيلم «عمتم مساء وحظاً سعيداً». هذه المرّة، انتقل من عالم دسائس الخبر التلفزيوني المسيّس إلى نظرية المؤامرة العسكرية، المتمثّلة بالفريق السرّي الذي شكّله الجيش الأميركي خلال حرب فيتنام، لتطبيق نظم سايكولوجية تهدف إلى الإيقاع بالأعداء من دون خسارة طلقة واحدة. بطل هذه التلفيقة المكلّف بالمهمات الخاصة لين كاسدي (جورج كلوني مرّة أخرى)، تدفعه رعونته إلى الكشف عن مهمته التي تقوده من الكويت إلى العراق لتفخيخ عقول «مسلّحي النظام السابق والقاعدة» أمام الصحافي البريطاني بوب (إيوان مكغريغور)، الهارب من خيانة زوجته الشابة بزواجها من عسكري فَقَد يده في حرب ما. يحضر الماعز في قلب الفيلم، عندما تقتل القوى الخارقة للين إحداها أمام عدسة الكاميرا، لكنه يفشل لاحقاً في هزيمة ندّه لاري هوبر (كيفن سبايسي)، الذي حقّق مجده في إعادة سياسة توجيه الرصاصة إلى رأس العدو، بدلاً من التحديق في عينيه.

هناك 146 عرضا أول تشهده الشاشات البريطانية، منها ثلاثة عربية هي «الزمن الباقي» للفلسطيني المميز ايليا سليمان، الذي يستكمل فيه سيرة عائلته في الناصرة، ويعرج فيها هذه المرّة على رحيل والده الذي عاش النكبة وثقل جرحها؛ و«المسافر»، الباكورة الروائية للمصري أحمد ماهر، عن ثلاثة تواريخ للهزائم العربية في مواسم خريفية للنكبة وحرب أكتوبر وهجمات أيلول، وضمنها رحلة بطل متشظي لا يجد نسبه الحقيقي. أما مواطنته كاملة أبو ذكري، فتسرد الليلة الكروية الكبيرة في تاريخ الشارع المصري في «واحد ـ صفر»، وهي نتيجة مباراة تنتهي لصالح الفريق المصري وخطفه كأس افريقيا، وتعرض خلالها حيوات طبقية وطائفية تمتحن خيارات القهر الاجتماعي في مصر اليوم. وأخيراً، هناك «عجمي»، الذي أخرجه إسكندر قبطي (من فلسطينيي الـ48) والإسرائيلي يارون شاني، حول الجريمة والمخدرات في أحد أحياء المدينة الفلسطينية المحتلّة يافا.

أفلام صادمة

في المقابل، هناك نصّ التايواني آنغ لي «اكتساح وودستوك» حول الليلة الموسيقية الشهيرة، والفيلم الصادم للفرنسي غاسبار نوي «ادخل (ذي فويد)»، وهو اسم مقصف في طوكيو يشهد مقتل البطل الشاب، وتُروى بقية الحكاية عبر مرصد روحه التي تحوم بين برزخ الموت والفراغ (يلتقي المخرج جمهور المهرجان مع زميلته النيوزلندية جين كامبيون، التي تعرض «نجمة مشعة» والفرنسي أندره تيشيني، الذي يقدّم «الفتاة التي تركب القطار»، بالإضافة إلى الممثل البريطاني كليف أوين مع فيلمه «الأبناء عادوا»)، والاستكمال السينمائي لفيلم «سعادة» للأميركي المميّز تود سولندز، المعنون على طريقة غبريال غارسيا ماركيز «حياة في زمن الحرب»، وفيه كينونات متضاربة العواطف والأخلاق والقيم لأختين تشهدان إقصاءهما وعزلتهما الإجبارية مع إطلاق سراح الزوج السابق لكبيرتيهما، المتهم بالتحرّش الجنسي بالقاصرين.

يتفاخر «مهرجان لندن السينمائي» بخانته الأوروبية، التي تتضخّم كل عام، وفيها هذه المرّة أربعون فيلماً لكبار، كالمعلّم البولندي أندره فايدا «الأعشاب اللذيذة» والتركي ريها آرديم «يا أشعة شمسي الوحيدة» والسويدي غسبار غانسلاندت «قرد» والنمساوية جييكا هاوزنر «لورد» والإيطالي ماركو بيلّيكيو «الانتصار» (عن الزيجة الخفية لموسوليني) ومواطنه الموهوب جيوسيبي كابوتونتي «الساعة المزدوجة» (فازت بطلته الروسية لودفيغا رومبولدي بجائزة أفضل ممثلة في الدورة الأخيرة لمهرجان البندقية في أيلول المنصرم). أما الخانة الدولية، فاستقدمت أفلاماً من 46 دولة، أبرزها الصيني «مدينة الحياة والموت» للمخرج لو تشوان والهندي «قولال» لأنوراغ كاشياب والفيليبيني بيرلنتي ميدوزا وعمله الصاعق «كيناتاي» وغيرها. والفضيلة الثابتة في هذا المهرجان، التي لا مثيل لها في أي مهرجان أوروبي آخر، متمثّلة بخانة الاستعادات الكلاسيكية «كنوز من الأرشيف». وهي تحتفل هذا العام بـ«مومياء» المخرج المصري الراحل شادي عبد السلام، والوثائقي التحريضي الفرنسي «أبعد من فيتنام» لآنياس فاردا وخويس إيفانز وآلان رينيه وكلود لولوش وجان لوك غودار وآخرين، المُنجز في العام 1967، وعنوانه يشي بموضوعه المركزي. هناك كلاسيكية الرائد آبل غانس ضد الحرب «اتهام»، المنجزة في العام 1919، والتي لا تزال تحمل رونقها. والوثائقي للرائدة السينمائية الفنزويلية مارغوت بيناغراف «أرائيها» (1959)، التي نالت «جائزة النقّاد العالميين» في كان» مناصفة مع تحفة رينيه «هيروشيما حبي». صوّرت بيناغراف حياة العوز والبقاء الشرس في جزيرة نائية لأناس امتهنوا استخراج الملح من المحيط وصيد الأسماك، ولم تقربهم الحضارة قط.

)لندن(

السفير اللبنانية في

08/10/2009

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2009)