تعرف على صاحب "سينماتك"  وعلى كل ما كتبه في السينما

Our Logo

  حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

فاني أردان: اللون الفني الواحد لا يكفيني

باريس - نبيل مسعد

قبل ثماني سنوات فازت النجمة الفرنسية المعروفة بأدوارها الدرامية فاني أردان بجائزة «سيزار» المرادفة في فرنسا للأوسكار الأميركية، وذلك كأحسن ممثلة في دور كوميدي، ما أثار الدهشة حول مواهبها المتعددة وشجاعتها أو تهورها، بحسب الحالة، في قبول عمل فكاهي خفيف هو «بيدال دوس». ومنذ ذلك الوقت عادت أردان إلى الدراما إلى حين توليها أحد أدوار البطولة في فيلم «ثماني نساء» المبني على الإثارة البوليسية الممزوجة بالكوميديا الاستعراضية الخفيفة. وأثار هذا العمل تساؤلات كونه ضم ثماني نجمات إضافة إلى فاني أردان، بينهن كاترين دونوف وإيمانويل بيار وفيرجيني لودوايان ودانيال داريو اللواتي وافقن، تحت إدارة المخرج فرانسوا أوزون، على التخلي عن صورتهن المرسومة في الأذهان والقيام بما لم يتوقعه الجمهور العريض إطلاقاً، أي الكشف عن جانب خفي من شخصيتهن الفنية.

وسبق لأردان أن أدت دور نجمة الأوبرا الراحلة ماريا كالاس في فيلم أمام النجم جيريمي أيرونز، علماً أنها أدت الدور نفسه في الماضي فوق خشبة مسرح باريسي في عمل اسمه «درجة أولى» من إخراج رومان بولانسكي حصدت من خلاله أكثر من شهادة تقديرية، ثم كررت التجربة المسرحية بوقوفها وحدها فوق خشبة أحد أكبر المسارح الباريسية مؤدية البطولة المطلقة لمسرحية «مرض الموت» التي كتبتها الأديبة الكبيرة مارغريت دوراس. وتحولت أردان حديثاً مخرجة سينمائية وأنجزت فيلماً عنوانه «من الرماد والدماء» عن العائلة والجذور والهجرة والوحدة.

تعود شهرة فاني أردان إلى بداية الثمانينات من القرن الماضي حينما اكتشفها فرانسوا تروفو وتزوجها ومنحها مجموعة من أجمل الأدوار التي تحلم بها أي ممثلة، ما ساعدها في تسلق سلّم المجد وإثبات موهبتها.

وبين الأدوار التي تركت بصمات قوية على مسيرة أردان، ذلك الذي مثلته إلى جانب النجم جيرار دوبارديو في فيلم «الجارة» من إخراج تروفو. فجاء هذا الفيلم بمثابة المحرك في حياتها الفنية، إذ حولها من ممثلة جيدة يحبها النقاد إلى نجمة قديرة يعشقها الجمهور.

وعندما وافقت أردان على أن تحل في خلال أسبوعين مكان إيزابيل أدجاني فوق خشبة مسرح «إدوار سيت» الباريسي في 1983 لتؤدي بطولة مسرحية «الآنسة جولي» عقب الخلاف الذي نشب بين أدجاني والمخرج جان بول روسيون والذي تركت البطلة بسببه دورها بلا إنذار، رفعت البديلة التحدي مؤدية الدور بطريقة جديدة وجالبة لنفسها التصفيق في كل ليلة.

لمناسبة بدء عرض فيلم «الرماد والدماء» من إخراج أردان في الصالات، التقت «الحياة» النجمة المخرجة وحادثتها.

·         ما الذي جعلك تتحولين مخرجة سينمائية، وهل هذه مهنتك الجديدة؟

- خضتُ تجربة الإخراج لأنني شعرت بحاجة ماسة إلى سرد حكاية تعبر عن الارتباط العائلي، ولكن أيضاً عن الوحدة والتفكك بين أفراد العائلة الواحدة، ثم عن الجذور وأهميتها في حياة كل واحد منا. فلم أُخرج لمجرد أن أخرج أو أحصل على اعتراف مهني في هذا النشاط. وبالتالي سأكرر التجربة إذا عثرت يوماً ما من جديد على موضوع حساس أود التعبير عنه من خلال عين الكاميرا.

·         من هم المخرجون الذين يجذبونك في شكل خاص؟

- فرانسيس فورد كوبولا ومارتن سكورسيزي وستيفن سودربرغ وفرانسوا أوزون وسيدريك كلابيش ورومان بولانسكي مثلاً، ومعلمهم كلهم إينغمار برغمان. وليس من الضروري أن أذكر فرانسوا تروفو، فالأمر بديهي بطبيعة الحال.

·         لنعد بعض الشيء إلى الماضي، كيف عشت فوزك بجائزة أحسن ممثلة في دور فكاهي عن فيلم «بيدال دوس» عقب نجاحك الكبير والطويل المدى في الأدوار المأسوية؟

- سعدتُ جداً حينذاك بحصولي على جائزة «سيزار»، ولكن أيضاً وعن الدور نفسه على جائزة «لوميير» الممنوحة من الصحافة الأجنبية وبينها العربية، طبعاً، لأن هدفي كفنانة هو الانتشار خارج الحدود. وكوني حققت هذه النقطة هو أمر أفرحني، لنفسي وللسينما الفرنسية عموماً. وبالنسبة إلى جائزة «سيزار» فهي طبعاً أكبر تكريم تقدمه السينما لأهلها، وشعرت في لحظة تسلمي التمثال الصغير بأنني طفلة نجحت في امتحان نهاية السنة الدراسية وكدت أن أبكي من الفرحة والدهشة في آن، خصوصاً أنني تفوقت في دور فكاهي بعدما عرفني جمهوري طويلاً في الأعمال الجادة فقط، الأمر الذي جعل المفاجأة تأتي مزدوجة. ولكنني لم أحضر الاحتفال لأنني كنت أعمل في المسرح. والذي حدث، وأتذكر ذلك كأنه حصل أمس، هو قدوم التلفزيون إلى غرفتي في المسرح عقب العرض لتصويري والسماح لي بإلقاء كلمة شكر علنية منقولة على الهواء.

أما عن المسرح فهو أحسن ما يحدث لي في حياتي المهنية، وقد عملت في السابق تحت إدارة عمالقة وفي صحبة ممثلين مسرحيين مرموقين. وأتذكر كيف كانت مسرحية «درجة أولى» بمثابة المرة الأولى التي أقف فيها وحدي فوق الخشبة طوال أكثر من ساعتين لأتقمص شخصية النجمة الراحلة ماريا كالاس التي عاشت قصة حب طويلة ومعروفة مع المليونير اليوناني أوناسيس قضت عليها مهنياً لأنها كانت امرأة تضع عواطفها في المرتبة الأولى.

·         ما رأيك في القول ان الشبه المزعوم بينك وبين الراحلة ماريا كالاس هو وراء حصولك على دورها؟

- لا أعتقد ذلك لأنني خارج المسرح أو الشاشة لا أشبه هذه المرأة، والذي حدث هو تقمصي شخصيتها في أدق التفاصيل ودرسي حركاتها وطريقتها في الكلام وتعبيرات وجهها. فقد رحت أدخل في الدور تدريجاً عبر الشرائط المسجلة التي شاهدتها وسمعتها وتدربت بمساعدة المخرج ومجموعة من الذين عرفوها وساهموا في العمل. وأنا سعيدة بسماع حكاية وجود الشبه بيننا لأنها تدل إلى مدى نجاحي في تقمص الدور، إذ إنني لم أسمع في حياتي قبل ذلك بوجود أي نقطة مشتركة بيني وبين ماريا كالاس. والمهم أيضاً في هذه الحكاية هو أن أحداث المسرحية تدور بعدما توقفت كالاس عن الغناء وأصبحت معلمة خاصة، الأمر الذي جاء يغني صاحبة الدور عن الغناء فوق المسرح وإلا لما حصلت على الدور طبعاً لأنني لست مغنية على الإطلاق.

·         يقال إن اللون السينمائي الكوميدي نادراً ما يفوز بجوائز، وها أنت حصلت على الجائزتين المذكورتين «سيزار» و «لوميير»عن دورك في فيلم فكاهي هو «بيدال دوس» فكيف تفسرين هذا؟

- صحيح ان الكوميديا نادراً ما تحصد الجوائز مع كونها أصعب في التنفيذ من الدراما، وفي ما يخصني أفسر فوزي بالجائزتين بكوني أدهشت الجمهور وأهل المهنة والصحافة، فلم يعرفني الناس ممثلة قادرة على الإضحاك.

·         هل شكرت إيزابيل أدجاني في حينه لأنها تركت العمل في مسرحية «الآنسة جولي» فاتحة بالتالي الباب أمامك لتولّي خلافتها؟

- أعتقد بأن هناك مبالغة في هذا الكلام، لأن إيزابيل لم تقرر من التي كانت ستتولى خلافتها فوق الخشبة في الدور واكتفت بمغادرة العمل لأسباب شخصية ولخلافات نشبت بينها وبين سائر أفراد الفرقة من المخرج إلى الممثل الرئيسي مروراً بمهندس الديكور ومدير الإضاءة. وإذا نظرنا إلى المسألة بطريقة ثانية من دون إدخال أدجاني فيها مباشرة، فأقول إنني فعلاً صادفت حظاً كبيراً عندما تلقيت عرض بطولة المسرحية من بعدها لأن الدور من أجمل ما هو موجود في المسرح الكلاسيكي ولأنني نجحت فيه، ولولا اعتزال أدجاني لما حدث ذلك.

·         حدثينا عن الدور الذي لا يزال يلعبه السينمائي الراحل فرانسوا تروفو في حياتك؟

- أنا مرتبطة بفرانسوا تروفو في عملي وفي حياتي عموماً، فأنا أم ابنته وأرملته ومدينة له بالأدوار التي سمحت للجمهور العريض بالتعرف إلي، فلا أعترض على ما يقال ويكتب حول الموضوع، بل على العكس أنا سعيدة بكوني استطعت مواصلة عملي بنجاح بعد رحيله، ما يعتبر خير دليل على حاسته الفنية، علماً أن هناك عشرات الممثلات توقفن عن العمل نهائياً بعد انفصالهن عن الرجل الذي اكتشفهن. ولم يكن اكتشاف فرانسوا لي مجرد نزوة عاطفية بل كانت حياتنا الخاصة منفصلة كلياً عن عملنا، ولولا اقتناعه بصلاحيتي الفعلية لممارسة مهنة التمثيل لكان اكتفى بالزواج بي من دون أن يضعني في أفلامه.

·         يعتبر فيلم «ثماني نساء» من أهم أعمالك على الشاشة الكبيرة، فما ذكرياتك عنه؟

- الطريف في شأن هذا العمل هو أنني بقيت ممنوعة من الكلام عنه في التلفزيون والإذاعة والصحافة المكتوبة طوال الفترة التي سبقت نزوله الفعلي إلى صالات السينما، لأن العقد الموقّع في حينه بين كل واحدة منا، أنا وكاترين دونوف وإيمانويل بيار والأخريات من جانب والشركة المنتجة من جانب آخر، نص على السرية التامة تجاه الإعلام الى ان يكتشف الجمهور الفيلم من دون أن يكون قد عرف أي شيء عنه من قبل، خصوصاً أن الحبكة دارت حول قيام واحدة منا باغتيال رجل دعانا جميعاً إلى بيته. وقد لعبت هذه السرية دورها بطريقة فعالة جداً في رواج الشريط أصلاً إلى أن حلت جودة الفيلم الفعلية مكان الدعاية المثيرة والمصطنعة وازدادت شعبية كل واحدة من بطلاته، ما عدا ربما دونوف التي بلغت أوج مجدها قبل ظهور هذا العمل بعشرات السنين. والشيء الذي أستطيع قوله الآن هو أنني أحتفظ بأحلى الذكريات عن عملي إلى جوار نخبة من أحلى وأفضل الممثلات الفرنسيات، وأيضاً فخورة بكوني شاركت في فيلم نسائي بحت نافس بعض الشيء الأفلام الرجالية المتوافرة في الأسواق طوال الوقت.

·         هل تنوين الاستمرار في الكوميديا؟

- نعم ولكن أيضاً في الدراما، إذ إن التخصص في لون محدد يزعجني ويثير عندي الملل. وأتمنى ألا يعتقد أهل المهنة انني تحولت فجأة إلى فنانة فكاهية.

الحياة اللندنية في

02/10/2009

 

هل هو استهداف للإعلام اللبناني؟

ابراهيم العريس 

هناك تفاوت كبير بين الأرقام التي يذكرها بعض وسائل الإعلام المحلية في لبنان، حول تسريحات مفترضة من بعض أجهزة الإعلام المرئية (لا سيما أم.تي.في. و ال.بي.سي) وبين الأرقام الأخرى التي يتبرع بعض مسؤولي هذه الأجهزة بالاعتراف بها. والنتيجة أن لا شيء يبدو مؤكداً أو رسمياً، ولو كثرت البيانات والتأكيدات والتأكيدات المضادة. من هنا يتساءل المعنيون، من قراء وغير قراء: ما السر في هذا؟ هل هناك حملة مبرمجة تستهدف الإعلام اللبناني... أم أن ثمة أزمة حقيقية خانقة يعيشها هذا الإعلام؟ ويقف وراء هذا التساؤل واقع أن الإعلام «المستهدف» بمثل هذه الأخبار، سواء كانت صحيحة كلياً أم مبالغاً فيها، هو الإعلام الأكثر نجاحاً في لبنان... كما أن أسلوب التناول ورسم الخلفيات الصحيحة أو الافتراضية، يكاد يقول إن الأخبار «السكوب» التي تنشر وتبنى من حولها تحليلات متنوعة، تخفي في خلفياتها معارك وقضايا أخرى، منها ما يتعلق بـ «الكشف» عن ديون متراكمة تستحق على مؤسسات ليست لبنانية، لمصلحة مؤسسات لبنانية. فالحال أن هذه الأمور تطل برأسها خلف الأخبار والأرقام التي تتصدر الموضوع برمته.

في المقام الأول هناك بالتأكيد أزمة مالية خانقة تطاول الإعلام العربي ككل. لكننا نعرف منذ عام وأكثر أن المؤسسات الإعلامية، سواء كانت حقيقية كبرى، أم ثانوية أنشئت لغايات مختلفة بعضها غير قانوني أو غير فني أو غير إعلامي، تمكنت من تجاوز الأزمة، لا سيما في لبنان الذي نعرف أنه لم يتأثر كثيراً بالأزمة المالية العالمية. ومن هنا حتى وإن كانت للمسألة أبعاد غير مباشرة، وتأتي من خارج حدود لبنان، سيبدو غريباً أن يقدم الإعلام اللبناني على تسريح كل هذه الأعداد (المعلنة في أخبار الصحف، والمستنكرة من قبل مسؤولي المحطات أنفسهم)... ومن هنا يبدو لنا - على الفور - أن الخبر الحقيقي، ليس في الأرقام والتسريحات، التي تبدو في بعض الأحيان طبيعية ومنطقية وقابلة لأن تُفهم خارج نطاق البعد «الفضائحي» الصحافي للخبر، بل في هذا البعد الأخير... وهذا ما يدفعنا مرة أخرى الى التساؤل، وإن بحذر، عما إذا لم يكن في خلفية الأمر استهداف للإعلام اللبناني في شكل عام. وهو استهداف يكاد يذكرنا بما حدث عشية الحرب الأهلية اللبنانية عام 1975، حين راجت مقولات تتحدث عن أن الإعلام اللبناني هو السبب في الحرب المقبلة! طبعاً قد تبدو هذه المقارنة بعيدة من الصواب إن جاءت تأكيدات الأيام المقبلة لتقول إن ثمة حركة تسريحات واسعة في الإعلام اللبناني، وهو الأمر الذي لم «تؤكده» حتى الآن سوى وسائل إعلام تنتمي الى لون واحد، تطاول به، فقط، محطات اعلامية تنتمي، قليلاً أو كثيراً، الى اللون الآخر.

وفي انتظار كلام أكثر رسمية وتحليلات وأخبار أكثر موضوعية، قد يكون من الأفضل أخذ كل ما يقال بكثير من الحذر والتنبه، لا سيما على الصعيد اللبناني، بحيث لا يغيب الحديث منذ سنوات عن استهداف السلطات واحدة بعد الأخرى، من السلطة الأولى الى الثانية ثم الثالثة، وصولاً الآن الى استهداف الإعلام - وهو، مهما قلنا عنه، أحد مفاخر الحرية في لبنان -، بعد محاولات فشلت لاستهداف الجيش والقوات الأمنية والقضاء...

الحياة اللندنية في

02/10/2009

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2009)