تعرف على صاحب "سينماتك"  وعلى كل ما كتبه في السينما

Our Logo

  حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

قيس الزبيدي: حفلة سمر مع سعد الله ونوس

زياد عبد الله

بعد جبر علوان، يقتفي السينمائي العراقي آثار مثقّف وكاتب من رموز جيل النكسة. من قرية حصين البحر على الساحل السوري، إلى ألمانيا فباريس، نتابع «رحلة حنظلة» مع المسرح الذي كان مجاوراً لحياته

«كيف يخافون الحب وهو أجمل شيء في الحياة؟ لأنّ الأرواح الفقيرة لا تبحث عن الجمال بل عن النظام». من هذه العبارة المأخوذة من مسرحية «بلاد أضيق من الحب»، يبدأ فيلم «إننا محكومون بالأمل» (إنتاج «شركة الليث»). ولعل هذا العنوان سيحيلنا مباشرةً إلى الكاتب السوري الراحل سعد الله ونوس (1941 ــــ 1997). إنّه توثيق سينمائي لحياته وفعل جمالي استعادي يقدّمه المخرج العراقي قيس الزبيدي من خلال تمازج بين مادة أرشيفية خاصة وشهادات مَن كانوا حول صاحب «حفلة سمر من أجل 5 حزيران».

وإن كانت السينما التسجيلية هي فنّ إعادة بناء الواقع، فالزبيدي يعيد البناء بما يمثّل واقع ونوس الجمالي ويمنح خشبة المسرح فعلاً مجاوراً لحياته وعلى قدر متواز، لأنّ المسرح كان حياة ونوس والعكس صحيح.

يتعقب الزبيدي حياة ونوس بعدما فعل ذلك العام الماضي مع التشكيلي العراقي جبر علوان في فيلم «جبر ألوان» الذي نال الجائزة الأولى في «مهرجان الخليج السينمائي». يبدأ الشريط من قرية حصين البحر على الساحل السوري. سنشاهد طلبة في طريقهم إلى المدرسة، فإذا بنا نسمع شهادة متري عرنوق معلِّم ونوس يتحدث عنه طالباً مميزاً، ثم أخته التي تروي كيف كانت تعذبه الأمور التي لا يكتشفها وأمه تخبرنا عن الرسائل التي كان يبعثها من القاهرة وباريس.

«إننا محكومون بالأمل» يقول سعد الله. نرى كرسيه الهزاز فارغاً، ثم لقطة للبحر بين نباتات الصبار...

لن يشعر المشاهد بأنّه أمام تسلسل زمني صارم لحياة صاحب «سهرة مع أبي خليل القباني». في باريس، لن يكمل ونوس دراسته لأنّ نكسة 67 وقعت كما سيقول السينمائي عمر أميرالاي وهو يروي كيف فكرا في مقاربة واقع المواطن السوري لأن الهزيمة لم تكن بسبب قوة إسرائيل بل لضعفنا. هكذا ولدت فكرة إنجاز مجموعة أفلام عن الحياة اليومية في قرية ثم معمل ومدرسة وغيرها، وجاء شريط «الحياة اليومية في قرية سورية» (1973). ولعل النكسة ستعود وتظهر بوصفها نقطة مفصلية في حياة ونوس وهو يتحدث في فيلم أميرالاي «أشياء كثيرة كان يمكن أن يتحدث عنها المرء» حين بدت أنّها النهاية لونوس.

سنكون دائماً في فيلم ضمن فيلم، ومسرحية داخل فيلم. مع الحديث عن مسرحية «مغامرة رأس المملوك جابر» واحتفاء الجمهور الألماني بها، سنشاهد مقطعاً من فيلم «المغامرة» لمحمد شاهين المقتبس عن المسرحية. ثم نتابع المسرحية مجسّدةً على الخشبة مع مشاهد لونوس في مدينة ليبزيغ. وبالتأكيد، لن يغيب برتولد بريخت وتأثر ونوس به ما دمنا في ألمانيا.

سيحضر الشق الشخصيّ في حياة صاحب «منمنمات تاريخية» عبر زوجته فايزة شاويش التي ستروي فترة مرضه. وفي بعد معرفي ونقدي للشريط، سيتحدّث الممثل غسان مسعود عن شراكة ونوس مع فواز الساجر، قائلاً إنّ تقديس ونوس للنص المسرحي فُهم بطريقة خاطئة. إذ لم يكن يعتبره صياغة نهائية لا تتأثر بالبروفة والعرض. وهنا، سيحضر مشهد من «رحلة حنظلة من الغفلة إلى اليقظة» ولقطة لمسعود في الكواليس. سيحضر آخرون، سنتجول بين لوحات أحمد معلا وتحيته لسعد الله. سنشاهد ملصق «طقوس الإشارات والتحولات» وسيتكلم ابن قريته الروائي حيدر حيدر. أما مقاربة ماري إلياس فستكون أكاديميةً بامتياز.

بعيداً عن الشريط، يروي قيس الزبيدي عن علاقته بونّوس «تعرفت إليه في ألمانيا حين كنت أكمل دراستي، وكنت أتابع أول نشاط مسرحي واسع لما سمي «حوار بريخت» وحضر سعد الله إلى برلين عن طريق شريف خزندار الذي أخرج في تلك المناسبة مسرحية «الاستثناء والقاعدة»». ويضيف الزبيدي «بسبب إعجابي الشديد ببريخت، رحت أتعرّف إلى مسرحه أكثر فأكثر. في دمشق، عملت في «المؤسسة العامة للسينما» وشاهدت مسرحية «حفلة سمر» وتناقشت حولها مع سعد الله واكتشفت اقترابه من بريخت». ويتذكر الزبيدي «رغم نجاح المسرحية، كان عند سعد الله يتساءل عن طبيعة هذا النجاح ومصدره: أهو نوعية المسرحية الدرامية؟ أم موضوعها أي النكسة التي جذبت الناس؟».

تصلح نهاية شريط «إننا محكومون بالأمل» مثالاً للتدليل على الآلية التي اتبعها الزبيدي في سرده البصري. بعد كلمة ونوس الشهيرة في «اليوم العالمي للمسرح» (1996)، نشاهد لقطة من مسرحية «أبي خليل القباني» ثم شموعاً مضاءة، فقبر سعد الله ونوس، ثم طاولته وقد حملت نظاراته، وإلى جانبها كرسيه الهزاز فارغاً ولقطة للبحر بين نباتات الصبار، ثم لقطة لأم سعد الله، وأخيراً مشهد غروب الشمس بعدما كان الشريط قد بدأ بإشراقها. ثم نعود مجدداً إلى غرفته وصورته، بينما يطالعنا صوت ونوس على الـ Answering Machine «هنا بيت سعد الله ونوس، نأسف لعدم وجود من يرد على الهاتف، نرجو أن تتركوا رسالة بعد سماع الإشارة وشكراً». بالنسبة إلى قيس الزبيدي، يمثّل ونوس رمزاً لجيل النكسة، وللمثقف الذي آمن بالتغيير وكشفَ ضعفَ إيمانه بمن يقود إلى التغيير.


الثالوث الأزلي

يمثّل بريخت وماركس وايزنشتاين ثالوث قيس الزبيدي (الصورة) الأزلي. وهو يعمل حالياً على تصوير شريط وثائقي عن تاريخ خطّ الحجاز، لكنّه يتندر على انشغاله في تصوير أفلام أخرى أيضاً. توقّف هذا السينمائي العراقي فترةً طويلةً عن تصوير الأفلام بعد تحالف كل شيء ضد مشاريعه الكثيرة. صوّر عام 1969 فيلم «بعيداً عن الوطن» و«الزيارة» (1970) و«شهادة الأطفال الفلسطينيين في زمن الحرب» (1972) مروراً بـ«اليازرلي» (1974) فيلمه الروائي الطويل الوحيد. 15 سنة تفصل بين فيلمه «كابوس» (1991) وسلسلة الأفلام التي أخرجها عن الصراع على المياه في المنطقة العربية عام 2006. يُذكر أنّ الزبيدي قام بمونتاج فيلم «الحياة اليومية لقرية سورية» وشارك في كتابة ومونتاج فيلم «المغامرة» المأخوذ عن مسرحية «مغامرة رأس المملوك جابر»، لكنّ سعد الله ونّوس لم يُعجب بالفيلم على حد تعبير الزبيدي.

الأخبار اللبنانية في

28/09/2009

 

«عجمي»: مرثية (ناقصة) ليافا

حيفا ــ علاء حليحل

برز اسكندر قبطي في «كان» حيث قدّم تجربة لافتة، مع «شريك» إسرائيلي هو يارون شاني. لأهل فلسطين التاريخيّة ظروفهم المعقّدة، لذا طلبنا من أديب وزميل ينتمي إلى الواقع الشائك نفسه، أن يقرأ «فيلم الازدواجيّة بامتياز» الذي قد يمثّل إسرائيل في «الأوسكار»

يبهرك فيلم «عجمي» لحظة مشاهدته، ثم يصفعك، ثم تحتاج يوماً أو يومين كي تنجح في معالجته بهدوء وروية، وخصوصاً في ما يخصّ المقولة السياسية التي يخرج بها الشريط. هو فيلم الازدواجية بجدارة: ازدواجية الإخراج (يارون شاني اليهودي واسكندر قبطي العربي)، ازدواجية التمثيل (ممثلون عرب ويهود)، ازدواجية التعريف (فيلم إسرائيلي ـــــ فلسطيني) وازدواجية المجتمع (يافا، اللد، الرملة، تل أبيب).

يطرح العمل قضية شائكة لم يسبق أن عولجت بهذا الزخم في عمل سينمائي: وضع الفلسطينيين في يافا (واللد والرملة) اليوم، واستحالة العيش في الظروف السياسية والمجتمعية التي أفرزها قيام دولة إسرائيل. هذا بعدما أدّت النكبة إلى قتل يافا واللد والرملة، وتحويل هذه المدن من حاضرة مدينية ثقافية وسياسية، إلى ضواحي فقر وجريمة في الراهن الإسرائيلي اليوم. هي ــــ إذا شئتم ــــ تجليات النكبة بعد 61 عاماً: هذا ما قد يؤول إليه الفلسطينيون في إسرائيل، وهذه هي المرآة التي ننظر من خلالها إلى مركز فلسطين التاريخي: بؤس وجريمة وضياع للمستقبل.

بؤس وجريمة ومستقبل ضائع... فأين مسؤوليّة الاحتلال في تلك المأساة؟

يتمحور «عجمي» حول قصص عدّة، ضمن كتابة سينمائية على نمط mini plots، أي الحكايات الصغيرة المتطورة لعدد كبير من الشخصيات. تجتمع كلها في تراكم حبكي عند نهاية مكثّفة، كي تصنع مقولة واحدة تراجيدية. لكن المشكلة الأساسية في الفيلم تتجلى في النهاية، حين تتضح معالم المفاجآت التي تحتويها: كنّا نظن أنّ مالك (الشاب من الضفة الغربية) قُتل برصاصة ضابط الشرطة اليهودي داندن، لكننا نكتشف أنّ مَن قُتل بالذات هو الضابط داندن برصاص الطفل نصري.

كنا نعتقد أن بينج العربي قتله ضباط الشرطة خلال مداهمة لبيته، ثم نكتشف أنّه مات بجرعة كوكايين (كريستال) زائدة. كنا نعتقد أنّ لا علاقة بين الجندي المخطوف (أخ ضابط الشرطة) وقصص يافا، إلا أننا نكتشف أن الساعة التي كان يود مالك أن يهديها إلى مُشغِّله أبو الياس تعود إلى الجندي المخطوف الذي تُكتشف جثته لاحقاً.

هذه الانفراجات في الحبكة (من ناحية معرفية) تقود المشاهد إلى بعض الأسئلة الملحة: يبدو أن الشرطة تقوم بعمل ممتاز في يافا واللد والرملة، ويبدو أنّ الضابط هو إنسانيّ من الدرجة الأولى، رغم كلّ شيء. هذا التسطيح يحمل قراءة مغلوطة ــــ من الناحية السياسية ــــ للوضع الراهن، ولا يشفع للمخرجيْن أنّ الشريط محبوك ومصنوع بمهارة عالية. السينما ليست وضعية الكاميرا وإتقان السيناريو والتصوير، فقط، بل هي ــــ وربما بالأساس ــــ المقولة التي صُنع من أجلها الفيلم. إذ إنّ شريط بلا مقولة هو ترفيه مصقول، و«عجمي» ليس فيلم ترفيه على الإطلاق. لا يمكن الاختباء وراء الفنية العالية والجرأة الهائلة في الطرح الاجتماعي، ولا يمكن الاكتفاء بمقولة: «ما بدنا كل شي ينحدر من مفهوم سياسي». لكن ما العمل إذا كان الفيلم سياسياً من الدرجة الأولى، شاقاً يضغط على الجروح المفتوحة بألم؟

في أحد مشاهد الفيلم، يهبّ أهل الحي العرب للدفاع عن مطلوب للشرطة من حارتهم، ويتصدّون للتحرّيين، فيسأل أحد الضباط بيأس: «لماذا يمنعوننا من اعتقاله؟ نحن نريد اعتقال مجرم يبيع المخدرات لأبنائهم؟». الجواب يأتي بسرعة من أحد الضباط في الجلسة: «إنهم ببساطة يكرهوننا». وهذا صحيح مئة في المئة. نحن نكره الشرطة الإسرائيلية؛ إنها شرطة عنصرية وقامعة وقاتلة وتتعامل مع العرب باحتقار وكراهية. الشرطي ليس «في خدمة الشعب» بل في خدمة المؤسسة القمعيّة. هذه هي الحقيقة الأساسية في الفيلم، وأعتقد أنّ مخرجيْه فوّتا فرصة ذهبية في تطوير هذه الثيمة، ليفقدا القدرة على صوغ لائحة الاتهام الكامنة في جوهر الفيلم.

هل أحببتُ الفيلم رغم هذا؟ الحقيقة أنني أعيش ازدواجية قد يقع فيها كثيرون أيضاً. من جهة، نحن نعلم أنّنا لسنا ملائكة وفينا المجرمون والقتلة والفتوّات، ومن جهة أخرى نحن نعلم أنّ يافا ستكون أجمل وأبهى وأكثر تطوّراً من تل أبيب، لولا قتلها في عزّ شبابها. من هنا، لم ينجح الفيلم نهائياً في كتابة المرثية المطلقة ليافا، لكنه على الأقل بدأ بكتابة تأبينها. هذا التأبين سيكون أبلغ وأصدق لو أنه ركّز أكثر على القاتل ــــ وعذراً على الفظاظة ـــــ بل بصق في وجهه.

«عجمي» فيلم مشغول بحنكة وذكاء (رغم الإطالة أحياناً)، ونأسف لكونه لم يذهب، في مهاراته، أبعد مما تقتضيه اللقطات المؤثرة في أزقة يافا.

 

«أوسكار» المفارقة!

فاز فيلم «عجمي» أخيراً بجائزة «أوفير» الإسرائيلية، ما يعني أنّه سيمثل إسرائيل في الأوسكار. وكان قد حصل على جائزة التنويه الخاص خلال «مهرجان كان السينمائي» الأخير، والجائزة الأولى في «مهرجان القدس الدولي» وبدأت عروضه في حيفا والناصرة. الشريط دراما اجتماعية بوليسية تشويقية من 5 مقاطع قصصية مختلفة تدور أحداثها في حارة العجمي الشهيرة في يافا، ويستعرض مشاكل سكّان هذا الحي الذي كان من أعرق أحياء يافا قبل قيام دولة إسرائيل، بدءاً بقضايا الثأر والانتقام، وصولاً إلى الجريمة والعنف والمخدرات... هذا الحي الساحلي، ببيوته التي تحكي نهضة مركز فلسطين الإقتصادي في النصف الأول من القرن العشرين، بنته الأرستقراطيّة الفلسطينيّة خارج أسوار المدينة القديمة. لاحقاً، تحوّل إلى حيّ الفلسطينين الباقين بعد النكبة، وعملت بلديات تل أبيب المتعاقبة على هدم بيوته وإفقار سكانه.

الأخبار اللبنانية في

28/09/2009

 

سينما المرأة على ضفاف الأطلسي

الرباط ــ محمود عبد الغني 

بعد عراقيل اعترضت الدورة الثانية من «مهرجان فيلم المرأة» في مدينة سلا (تبعد عن الرباط حوالى كيلومترين)، تعود المدينة الراقدة على نهر أبي رقراق والمحيط الأطلسي إلى تنظيم الدورة الثالثة من مهرجانها الذي ينطلق اليوم ويستمر حتى 3 تشرين الأول (أكتوبر). في عام 2007، احتجبت الدورة الثالثة بسبب غياب بنية تحتية ملائمة للمهرجان. إذ أن قاعة «الدوليز» التي يعرض فيها المهرجان الأفلام المشاركة، قد أغلقت بسبب الأشغال، ما دفع المنظمين إلى اللجوء إلى قاعة للعرض، تضم 350 مقعداً في المركز الثقافي في مدن مجاورة هي سلا الجديدة وفي باب المريسة. غير أن ذلك لم يشف غليل «جمعية أبي رقراق» المنظمة للمهرجان. إذ أصلحت سينما «هوليوود» استعداداً للدورة الثالثة، حتى تستحق المدينة مهرجانها. والنتيجة قاعة حديثة، متعددة الوظائف تقدر على احتواء تسعة آلاف متفرج.

يشارك في الدورة الثالثة من المهرجان، 25 فيلماً من بلدان وجنسيات مختلفة. هذه التظاهرة ستتيح فرصة اللقاء والحوار أمام عشرات المخرجين والممثلين والنقاد، عرباً وأجانب. وخصوصاً عن جديد سينما المرأة وقضاياها على المستوى العربي والدولي. وكي تستفيد سلا من مهرجانها، ستُنصب شاشات كبرى في الهواء الطلق في كل من باب المريسة وباب فاس وسلا الجديدة.

فيلم «أميركا» لشيرين دعيبس يفتتح المهرجان

كما ستحتضن قاعة «الدوليز» الندوات التي تعقد لمناقشة الأفلام بحضور مخرجيها. يسلّط المهرجان الضوء على قضايا المرأة، وستفتتح دورته الحاليّة بفيلم «أميركا» للمخرجة الفلسطينية المقيمة في الولايات المتحدة شيرين دعيبس الذي فاز بـ«جائزة الجمعية الدولية لنقّاد السينما» خلال مشاركته في «مهرجان كان» الأخير. ويعالج الفيلم قصة منى، وهي أمّ من رام الله تحصل على تأشيرة إقامة في الولايات المتحدة، فتتخذها باب نجاة من واقع الاحتلال. وبذلك يكون الفيلم منسجماً مع شعار المهرجان «فيلم المرأة». إضافة إلى مشاركة الفلسطينية آن ماري جاسر من خلال شريطها «ملح هذا البحر» و«خلطة فوزية» للمصري مجدي أحمد علي و«حسيبة» للسوري ريمون بطرس.

يحتفي المهرجان بالسينما الفلسطينيّة كضيف شرف، كما يكرّم ثلاث شخصيات من عالم السينما هم نعيمة السعودي وعبد الله بايحيي من المغرب، وعلياء أرصوغلي من فلسطين. ويمنح المهرجان في المسابقة الرسمية خمس جوائز: هي جائزة أفضل فيلم «الشمعة الذهبيّة»، وجائزة لجنة التحكيم، وجائزة أفضل سيناريو وجائزة أفضل ممثلة، وأفضل ممثل. كما سيُكرّم العديد من النساء المغربيات والعربيات والأوروبيات. وكان الفيلم التشيلي «لعب» قد فاز عام 2006، بالشمعة الذهبية للمهرجان، فيما فاز الفيلم السوري «تحت السقف» للمخرج نضال الدبس بجائزة لجنة التحكيم.

الأخبار اللبنانية في

28/09/2009

 

طلال الجردي ناضل مع «كارلوس الإرهابي»

باسم الحكيم 

بعد غياب طويل عن الشاشة، يعود الممثل اللبناني إلى دائرة الضوء عبر مشاريع تلفزيونية وسينمائيّة، أوّلها شريط يتناول سيرة الثوري الفنزويلي ويحمل توقيع المخرج الفرنسي المعروف أوليفييه أساياس، بمشاركة نخبة من الممثلين اللبنانيين

قبل عامين، اتّخذ طلال الجردي قراراً بترك الفن وامتهان التجارة في الصين، غير أنه سرعان ما عدل عن قراره، وانضمّ إلى حلبة الصراع الدرامي مجدداً، بعدما أدرك أنه يصعب عليه تحقيق رصيد لنفسه في التجارة قبل مرور فترة من الزمن. وبهذا، يكون قد ألغى رحلة فنيّة عمرها عشر سنوات وأكثرها في مجال الدراما التلفزيونيّة، وبدأ من الصفر. من هنا، وجد بأنّ الحل يتمثّل في العودة إلى «كاره» الأصلي. منذ عودته، توسعت دائرة العروض من بطولة الدراما المحليّة إلى بطولة الدراما العربيّة والسينما الإيرانيّة والعالميّة، إضافة إلى دخوله في الإنتاج التلفزيوني والسينمائي ضمن شركته 4 Productions. وفي الأسابيع المقبلة، يطلّ في فيلمين هما: «كارلوس الإرهابي» و«تاكسي البلد» وفي مسلسل «ضحايا الماضي» وسيتكوم «نفرح منك».

هكذا، يظهر طلال الجردي في «كارلوس الإرهابي» للمخرج الفرنسي أوليفييه أساياس الذي يرصد حياة المناضل الثوري إليش راميريز سانشيز المسؤول عن سلسلة هجمات وقعت في غرب أوروبا في السبعينيات والثمانينيات، أشهرها الهجوم على مقر «أوبك» في فيينا عام 1975، بمشاركة الممثل الفنزويلي إدغار راميريز الذي يجسد شخصية كارلوس.

يجسّد أحمد قعبور شخصية وديع حدّاد القيادي في «الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين»

يشرح الجردي: «الفيلم عن حياة الإرهابي ـــــ المناضل. كل جهة تنظر إليه بأسلوب مختلف، يراه بعضهم مجرماً، والبعض الآخر مقاوماً. أجسّد أنا شخصيّة علي العيساوي، أحد مساعدي وديع حدّاد القيادي في الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين الذي يؤدي دوره الفنان أحمد قعبور. وحين يتوفى حداد، يتسلم علي العيساوي زمام الأمور ويكمل عمله مع كارلوس، ليؤمن له ملاجئ في ليبيا ومصر والسودان»، مشيراً إلى أنّ «الفيلم يضمّ من لبنان بديع أبو شقرا، رودني حداد، فادي أبي سمرا وأنطوان بلابان، وقد صوّر في لبنان وفرنسا وألمانيا والمجر...». ويرى الجردي أن «هذا أول فيلم يتكلم على كارلوس بهذا الشكل، كارلوس الإنسان وكيفية دخوله عالم الاغتيالات والخطف. وتُذكر فيه استخبارات وأجهزة عربيّة وعالميّة، ما سيجعل بعض الدول مستاءة منه عند عرضه».

لا يدّعي الجردي بأن القدرات التمثيليّة الاستثنائيّة هي التي رشحته للشخصيّة، أو لسواها من الأدوار السينمائيّة المهمة، «الكاستينغ أمام الكاميرا هو الخطوة الأولى التي اتبعها المخرج، قبل أن يجري معنا مقابلات اختار على أساسها الممثلين اللبنانيين». يقول: «الأداء التمثيلي ليس الأساس. التمثيل يأتي لاحقاً، المسألة الأهم هي اللوك».

وعلى مستوى الدراما التلفزيونيّة، أنهى الجردي تصوير دوره في مسلسل «ضحايا الماضي» من كتابة كلود أبو حيدر وإخراج طوني فرج الله في عشر حلقات. يوضح: «أؤدي في العمل دور نديم، وهو ممثل كومبارس شاب يعيل والدته، يطمح إلى مستقبل فني كبير. وبعد فشله في ذلك، يضطر لامتهان تجارة والده، الأمر الذي سيسبّب له مشكلات كبيرة، وخصوصاً بعد دخول ندى (ندى أبو فرحات) حياته ووقوعه في حبّها».

وعلى رغم أن الجردي يرفض الدخول في عمل جديد قبل عرض ما صوّره سابقاً، فالأمر هنا مختلف، وخصوصاً أنه صوّر قبل أشهر سيتكوم «نفرح منك»، ولم يجد بعد طريقه إلى العرض. يشرح: «علمت بأن العمل سيعرض قبل رمضان، فأعطيت موافقتي على الدور، كما أنني وعدت المخرج بذلك، وأبديت موافقتي قبل أن أقرأ النص، وأرى أنني كنت محقّاً في ذلك، فقد عشقت مخرجاً اسمه طوني فرج الله». العمل الذي ينتظر الجردي عرضه، سيجد طريقه إلى الجمهور على «المستقبل» اعتباراً من السبت 10 تشرين الأوّل (أكتوبر) المقبل، أي فور انتهاء الدورة السادسة للألعاب الفرنكوفونيّة. ويؤدي في السيتكوم دور طلال وهو شاب مسؤول عن رعاية شقيقاته الثلاث. الأخت الكبيرة (جويل حمصي)، تقيم علاقة عاطفية سرية لا يعرف شقيقها بها، والشقيقة الوسطى (أنّا سعد) ترتبط بقصة حب تنتهي قبل أن تبدأ، ثم الشقيقة الصغرى (يمنى أبو حنا)، وهي ترينا الأمور التي يجربها الإنسان لأول مرة في حياته. وعلى خط شركة الإعلانات التي ورثها، نراه محاطاً بشخصين أولهما السكرتيرة منى (جيزيل بويز)، وهي سكرتيرة ورثها من أيام «المرحوم والده» الذي أوصاه بها، تدّعي معرفة كل شيء، ثم معتز أو ميمو الذي يملك «أفكاراً نسائيّة للإعلانات، وهو الوحيد الذي يثق به طلال ويسمح له بدخول منزله». رغم اهتمامه بالمسلسل المحلي أخيراً، إلا أنّ دراما «المستقبل» لا تحقق إقبالاً جماهيريّاً، يعلل الجردي بأنّ «عليهم معرفة كيفية الترويج لها، وخصوصاً أن الجمهور لا يعرف غالباً بوجود عمل محلي على شاشتها، والمشكلة هي في الصورة والإرسال». يبقى أن الجردي شارك في عمل درامي واحد لمصلحة دبي هو «بنت النور»، لا يطرح نفسه ممثلاً عربيّاً، «فمن يرد التعاون معي عربيّاً أرحّب به».


تاكسي البلد

فور انتهاء طلال الجردي وشركة 4 Production من تصوير فيلم «تاكسي البلد» للمخرج دانيال جوزيف في غضون أسابيع، سيبدأ تنفيذ سيتكوم جديد بعنوان «آخ يا راسي» من كتابة طارق سويد وبطولته مع عايدة صبرا وهيام أبو شديد (الصورة) ومجموعة أخرى من الممثلين. غير أن الجردي، يؤكد «لن نبدأ بالتصوير قبل انتهائنا من تنفيذ «تاكسي البلد»، لكونه شريطاً ضخماً يضم مجموعة كبيرة من الممثلين تتجنب الدخول فيه كبريات شركات الإنتاج». وكانت الشركة المنتجة التي اهتمت طيلة الفترة الماضية بتنفيذ الأفلام والبرامج الوثائقيّة قد صوّرت من السيتكوم حلقة تجريبيّة قبل نحو شهرين.

الأخبار اللبنانية في

28/09/2009

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2009)