تعرف على صاحب "سينماتك"  وعلى كل ما كتبه في السينما

Our Logo

  حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

فائض الانتاج التلفزيوني يهدر قيمة الأعمال الممميزة

بوظبي- عبير يونس

الكم الهائل من الإنتاج التلفزيوني، خلال شهر رمضان الفضيل، يوحي أحيانا أن المستهدف هو القنوات الفضائية، وليس المشاهد؛ فكل شركات الإنتاج تعتبر أن رمضان هو موسمها، ومن هنا يبدأ الماراثون بالتسويق للأعمال وإقناع القنوات الفضائية على شراء الأعمال أو إنتاجها، لكن هل ما يقدم يلبي رغبة المشاهد الذي يمتلك الحق في تقييمه للمسلسلات كما يمتلك الحق في تقييمه أي عمل إبداعي آخر.

 (الحواس الخمس) رصد آراء الكثير من المشاهدين حول دراما رمضان هذا العام من خلال التحقيق التالي: يقول المطرب الإماراتي محمد اليافعي: أحياناً أتابع يعض المسلسلات، ويكون موضوعها حديثنا أنا والأهل، ومن خلال مشاهدتنا توصلنا إلى أنها كئيبة، وفيها الكثير من المتاعب والمشكلات، وأحاول أن أغري نفسي بمزيد من المتابعة، لكن للأسف توصلت إلى نتيجة مفادها أنني كلما زدت جرعة المشاهدة ازددت حزناً وكآبة. مضيفاً أن وسط العدد الهائل من المسلسلات الدرامية ربما يختلط الجيد بالسيئ ويكون هناك ظلم لبعض الأعمال المتميزة.

ويقول اليافعي حياتنا ليست بهذه السوداوية، ربما هذا الطرح يقود الناس لمشاهدة (شعبية الكرتون، وخوصة بوصة) على قناة سما دبي، لأنهما يحملان رسالة موجهة في إطار ترفيهي ثقافي. ويبدي محمد اليافعي استغرابه قائلا: يوجد انتاج تراجيدي، وكوميدي. لماذا يصر المنتجون على الإنتاج التراجيدي، فمهما كان الواقع مليئا بالمصاعب والمتاعب يجب ألا نضع يدنا على خدنا ونجلد الذات، المفروض من خلال الدراما، أن تزرع الإرادة، وليس التكريس للإحباط، الذي يشعر به المشاهد بعد كل مسلسل.

ومن الناحية التجارية يرى اليافعي أن هذا الذي يجري خطأ انتاجي، فاليوم الذي يصل إلى 24 ساعة، كيف يستوعب هذا الكم من الأعمال، فعندما ننتهي من عملنا عندنا مشاغلنا وعباداتنا في هذا الشهر الفضيل، فبعد الإفطار، صلاة التراويح، ومن ثم الأسواق أو زيارة الأهل، فكم سيخصص الإنسان لمشاهدة المسلسلات، لو كنت منتجا لن أدرج أعمالي في رمضان، لأنه مزدحم بالأعمال، والوقت قصير فعلا، ولهذا أعتقد أنهم في حاجة إلى انتاجية هادئة كي تحقق المتابعة المطلوبة.

ويجد المصور حسن الكثيري في بعض المسلسلات أنها تعرض لملء الوقت فقط، مضيفاً بالنسبة لي لم أتابع كثيرا في هذا العام، إنما شاهدت بعضها منذ البداية، من أجل تقييم العمل، من نواح كثيرة.

ولاحظت ظاهرة عبر المسلسلات التي تعرض على أساس أنها كوميدية، بأنها تخطت الكوميديا، ووصلت إلى مرحلة (هزلية) أكثر من اللازم، عوضا عن المسلسلات التي تكون خفيفة على المشاهد، كما لاحظت عرض أعمال على أساس أنها أعمال تتناول الماضي والتراث، وفي الحقيقية لم يكن تراثنا بهذه الطريقة المطروحة على المشاهد.

ومن ناحية اهتمامه كمصور في المجال السينمائي يشعر بواجبه لمتابعة التطور في الدراما الخليجية، عن هذا قال: كنت أتابع منذ السنوات الماضية خمساً من المخرجين الخليجيين، ولم يختلف الأمر في رمضان هذا، من أجل أن أشكل تقييما واضحا لتجربتهم الجديدة، ومدى تطورها عما قبلها.

ويتساءل الكثير لمن تعرض هذه المسلسلات. هناك كم هائل منها، لو حصل الناس على إجازة من عملهم وجلسوا طوال النهار ليشاهدوا الجديد منها، بالتأكيد لن يستطيعوا مشاهدتها جمعيها. ومن خلال ما أسمع أجد أن المحيطين بي قد انصبت متابعتهم لمسلسلي (أم البنات)، و(قلوب للإيجار).

ويختتم حسن الكثيري حديثه قائلاً: بالتأكيد سيأتي يوم يفكر فيه المنتجون في تغيير خطتهم من إنتاج 15 مسلسلا في شهر واحد، إلى إنتاجها على مدار العام كله لأجل أن تحقق انتشارها المطلوب.

استثمار النجاح

الفنانة التشكيلية فاطمة الهاشمي تقول: في الأيام العادية لا أتابع تلفزيوناً، وبالتالي لا يشدني التلفاز كثيرا في رمضان، على الرغم من أني أرى الإعلانات تملأ الشوارع، وهنا لا أدري لم لا يضعون إعلانات عن محاضرات، أو برامج مهمة، تعني المشاهد.

ويقول المهندس عمار حسين: لم يتغير شيء؛ فتكرار ظاهرة الكم الهائل من المسلسلات خلال شهر رمضان مستمر، وهذا يجعل متابعتها أمرا صعبا للغاية، مشيراً إلى أن موضوعات المسلسلات مكررة، وليس فيها جديد، بل إن بعض الأفكار تتشابه في الموسم الواحد، موضحاً أن الالتزام بعدد الحلقات التي من المفروض أن تصل إلى 30 حلقة جعلها على حساب الشكل، حيث توضع الكثير من المشاهد التي لا ضرورة لها لأجل الالتزام بزمن معين.

أما النقطة الجديدة التي تحدث عنها حسين فهي كما وصف سيطرة الدراما السورية، والمصرية، والخليجية، وغياب مسلسلات من المغرب والعراق، وبلدان عربية أخرى، مشيراً إلى أن كثرة عرض الإعلانات التجارية تجعل الاستمتاع بالعرض مفقودا، وعلينا ألا ننسى أن بعض المسلسلات أنتجت من أجل الترويج لشركات معينة.

وتقول نورا أحمد، طالبة: عندما ينجح مسلسل ما يصر طاقم العمل على إنتاج أجزاء أخرى منه، مما يؤدي إلى وقوع الفريق في فخ التكرار، وحين يحاولون طرح أفكار معينة تأتي على حساب الحبكة الدرامية، و(باب الحارة) في جزئه الرابع خير دليل، حيث أصاب المشاهدين بكثير من الملل.

البيان الإماراتية في

15/09/2009

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2009)