تعرف على صاحب "سينماتك"  وعلى كل ما كتبه في السينما

Our Logo

  حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

«مهرجان البندقيّة»: فالس مع صموئيل ماعوز!

احتفاء بشيرين نشأت وترضية لفاتح أكين

البندقية ـــ محمد رضا

فاز الفيلم الإسرائيلي «لبنان» بجائزة «الأسد الذهبي» في المهرجان الذي تحتضنه الجزيرة الإيطاليّة الشهيرة. وعاد مايكل مور صاحب «الرأسماليّة: قصّة حبّ» بخفي حنين، فيما اكتفى التركي فاتح أكين بالجائزة الخاصة للجنة التحكيم. ترى كيف يبدو «لبنان» من منظار مدفع «الميركافا»؟ وما الذي أعجب النقاد في فيلم ماعوز؟

فشل فيلم «المسافر» للمصري أحمد ماهر، في استقطاب اهتمام النقاد والجمهور

كان على رئيس لجنة تحكيم «مهرجان البندقية السينمائي» (فينيسيا) المخرج الصيني آنغ لي أن يعلم أن الفرق كبير بين الفيلم الجيّد والآخر المنفّذ جيّداً. الشريط الإسرائيلي «لبنان» عمل منفّذ جيداً ليس إلا. ما يمنح الفيلم ــــ أي فيلم ــــ فنيّته، هو الرؤية الجماليّة والفكرية وكيفية توظيف المادة التي بين يدي المخرج لتصبح فنّاً. من هذا المنظار، فباكورة صموئيل ماعوز التي فازت أول من أمس بجائزة «الأسد الذهبي» في ختام الدورة 66 من المهرجان، تبدو عملاً عاديّاً. لكنّ من فيلم «نساء بلا رجال»أغلب الظنّ أنّ أعضاء لجنة التحكيم بُهروا بفرادة الموضوع وتقنيات تنفيذه، وكان سبقهم إلى ذلك معظم النقاد الغربيين، الإيطاليين تحديداً. هكذا أفاد ماعوز من الموجة التي أطلقها آري فولمان في «كان» قبل عامين (فالس مع بشير)، وها هي الموضة الإسرائيليّة في فحص الضمير المعذّب سينمائيّاً تتواصل بنجاح كبير.

هذا الانبهار حوّل أنظار لجنة التحكيم عن الفيلم الأميركي «الحياة في زمن الحرب» لتود سولوندز، وشريط مايكل مور التسجيلي «الرأسمالية: قصّة حب»، و«مطبخ روحي» للتركي فاتح أكين الذي اكتفى بالجائزة الخاصة للجنة التحكيم... علماً بأن الأفلام المذكورة نالت استحسان النقاد أيضاً في «البندقيّة». لم نفاجأ إذاً بالتصفيق العارم الذي قوبل به «لبنان» لدى انتهاء عرضه. الفيلم يملك كل العناصر التي من شأنها أن تخاطب المشاعر الغربيّة، انطلاقاً من عمليّة فحص ضمير لممارسات إسرائيل العدوانيّة... من زاوية انعكاسها على أفراد إسرائيليين أوّلاً. وتردّد أن لجنة التحكيم واجهت صعوبة في تحقيق الإجماع على توزيع الجوائز، ودار جدال حاد حتى على كل الأفلام والشخصيات التي فازت. وكان عمل صموئيل ماعوز هو المخرَج المقبول.

الإعجاب الغربي بـ«لبنان» يقوم على تعميمات وقراءة مغلوطة للمشهد السياسي في الشرق الأوسط. إذ اعتبر كثيرون أن الفيلم معاد للحرب، وكونه عملاً إسرائيلياً، فذلك يعني أنّه يعارض حروب تلك الدولة وينتقد مؤسستها العسكريّة. لكن الحقيقة أنه لا يعارض شيئاً، بل يتحدّث عن الأزمة النفسية التي عاناها أربعة جنود داخل دبّابة. بل على العكس، هو ضد الآخرين في تلك الحرب ويخلو تماماً من أي مراجعة سياسيّة واضحة لها.

بعد «فالس مع بشير»، ها هو صموئيل ماعوز ــــ الجندي السابق في جيش تساحال ــــ يروي لنا تجربته خلال اجتياح لبنان عام 1982. هذه التجربة التي وصفها بالصدمة التي أعادته «حياً ميتاً إلى الديار»، نراها على الشاشة عبر أحداث يدور معظمها داخل دبابة «الميركافا». أما الخارج (أهل البلد الذي يتعرّض للاجتياح، «القوات اللبنانية» المتحالفة مع إسرائيل، «العرب») فنراه عبر طريقتين: عبر منظار المدفع، أو من خلال ما يقوله أسير فلسطيني في الدبابة. يذهب الفيلم إلى إظهار الميليشيات اللبنانية المختلفة على أنّها زمرة همجيين دمويين، وتصوير المقاومين (لا يحدد هويّتهم) على أنهم هم الذين يبادرون دوماً إلى إطلاق النار على الإسرائيليين، ويحتمون بالأطفال ويقتلون الأبرياء والمدنيين. أما جنود تساحال، فشبان في مقتبل العمر، جيء بهم عنوةً إلى الحرب، ولا يترددون في إنقاذ النساء والأطفال. بل يبلغ منهم النبل مبلغاً، إذ يرفضون تسليم الأسير الفلسطيني إلى القوات اللبنانية الذين يريدون قتله!

أراد المخرج، كما يقولون هنا، نقل الخوف الذي اعترى الجنود الإسرائيليين داخل الدبّابة... لكنّه غير معنيّ بتاتاً في طرح الأسئلة الموجعة. ما الذي دفع إسرائيل إلى غزو لبنان؟ لا يهمّ! الفيلم يقدّم للمشاهد الغربي فرصة لإراحة ضميره، وغسل يديه من الفظاعات التي ارتكبتها وترتكبها إسرائيل يوميّاً بحق العرب. «يفرّغ» مشاعره السلبيّة، من دون أن يقوده ذلك إلى طرح الأسئلة الحاسمة عن الكيان الصهيوني نفسه. وهذا هو السبب الأساسي لفوزه بالجائزة الكبرى للمهرجان.

علماً بأن الفيلم يحقق ما تحاول السينما الإسرائيلية ذاتها تحقيقه في «مهرجان تورنتو» عبر الاحتفاء بمدينة تل أبيب (راجع الصفحة المقابلة)، وهو استعادة أرض إعلامية فقدتها بسبب أفلام فلسطينية وفّرت للمشاهد الغربي رؤية مختلفة ومتناقضة لذلك الكيان العنصري.

أما جائزة أفضل إخراج فذهبت للإيرانية الأميركيّة شيرين نشأت (وهي فنانة تجهيز وفيديو أيضاً) التي نالت جائزة «الأسد الفضي» عن باكورتها «نساء بلا رجال»، وهي تستحقها فعلاً. العمل يتناول معاناة أربع نساء في خضم أحداث 1953، وفي مواجهة مجتمع صارم وتقاليد تحاصرهن. أما «الحياة في زمن الحرب» لتود سولوندز فنال جائزة أفضل سيناريو ولو أنّه يحمل في طيّاته تكراراً في المواقف، ما يبقي المشاهد بعيداً عن تقدير الفيلم جيداً.

وبقدر ما استحوذ «لبنان» على اهتمام النقاد، بقدر ما أخفق الفيلم المصري «المسافر» لأحمد ماهر في تحقيق ولو جزءاً بسيطاً من إنجاز نظيره الإسرائيلي، إعلامياً على الأقل. ولعل الاستطلاع الذي أجرته مجلة إيطالية خير معبّر عن ذلك. إذ استطلعت آراء 22 ناقداً عالمياً في كل أفلام المسابقة، فجاء «المسافر» في المركز الـ22! أي في آخر لائحة الأعمال المشاركة في المسابقة!

الأخبار اللبنانية في

14/09/2009

 

هاني طمبا: «ميلودراما حبيبي» لكلّ الناس

زينب مرعي 

بعد 10 سنوات من العمل، ها هو هاني طمبا (1961) يُطلق باكورته الروائيّة الطويلة «ميلودراما حبيبي» بعدما أنجز أربعة أفلام قصيرة منذ 1997. خلال فترة كتابته سيناريو «ميلودراما حبيبي»، صوّر طمبا «بيروت بعد الحلاقة» (27 دقيقة) الذي حاز جائزة «سيزار» الفرنسية لأفضل شريط قصير (٢٠٠٦). صعوبة الفيلم الذي يشارك في «مهرجان دبي» المقبل، كانت في بناء الشخصيّات. يقول طمبا إنّ شخصيّاته مستقاة من الحياة لكنّه ضخّمها لأنّه يقدّم شريطاً كوميدياً. كل شخصيّة تراوح بين مستويين: الأول واضح ومباشر والثاني أعمق: «شخصياتي ليست بالبساطة التي تظهر عليها، بل تحمل أبعاداً رمزيّة. السائق سيزار (غابريال يمّين) ساذج بعض الشيء، خفيف الدّم، لكنه أيضاً «فنّاص»، يدّعي أنّه شارك في الحرب اللّبنانية ويعيش في ماض متخيّل. إنّه ككلّ اللّبنانيين يعاني آثار الحرب، ويحاول على طريقته التخفيف من وطأتها. كذلك مدام حرفوش (جوليا قصّار) وزوجها (بيار شماسيان): إنهما من الأغنياء لكنهما ليسا سيّئين.

كوميديا تجاريّة عن شعب بلا ذاكرة

اختطاف رندا حرفوش وردّة فعل العائلة التي قد توحي بعدم المبالاة، هي مثال على تعاطي اللّبنانيين مع الحرب وذاكرتهم». أمّا شخصيّتا المغنّي الفرنسي المنسي برونو كابريس (باتريك شيني) الذي لم يصدر سوى أغنية واحدة في حياته، واختصاصيّة التجميل (بياريت قطريب) التي تعجز عن تخطي موت والدها في الحرب، فقد تخيّلهما منذ البداية. لكن لمَ يستند الفيلم إلى الأغنية التي تبدو محرّكاً لكلّ شيء؟ يحيلنا طمبا إلى عنوان الفيلم بالفرنسيّة وهو «أغنية في الرأس». يرى أن الأغنية التي اشتهرت في السبعينيات، نردّدها أحياناً من دون أن نعرف السبب، حتى لو كانت رديئة. وهكذا هي الحرب لشخصيات «ميلودراما حبيبي». والحرب هي محرّك أساسي لتصرّف نماذجه الكوميديّة. أراد طمبا أن يبيّن طريقة حياة اللّبناني الذي يعيش «كأنه يضع سمّاعات مع موسيقى صاخبة في أذنيه، لا يرفعها إلاّ عندما يهزّه صوت أقوى. لذلك هو كثير الحركة في حاضره، يحاول تفادي النظر إلى الماضي ولا يفكّر في المستقبل».

المستوى الأول لفيلم طمبا كوميدي مسلّ يتناول قصة رجل ثري يريد الاحتفال بعيد زوجته، فيدعو المغني برونو كابريس لإحياء الحفلة. أمّا الثاني فهو فيلم يمرّ بمحاذاة الحرب وطريقة تعامل اللّبنانيين معها. ولعلّ المخرج الشاب يرنو أكثر من اللزوم إلى شباك التذاكر. لكن هل سينجح المشاهد في أن يلتقط إحالات طمبا؟ «كلّ شخص سيرى الفيلم على طريقته. أصنع الأفلام بهدف الترفيه أوّلاً، وبعدها تأتي الرسالة، لكنّني لا أريد تقديم أفلام نخبويّة. أعمال مايكل مور الوثائقيّة مثلاً هي أفلام موجّهة للجمهور العريض». ويعترف هاني طمبا: «هدفي أن يشاهده أكبر قدر من الناس».

الأخبار اللبنانية في

14/09/2009

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2009)