تعرف على صاحب "سينماتك"  وعلى كل ما كتبه في السينما

Our Logo

  حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

الأولوية للكوميديا والمشاهد أسير مسلسلات تحاكي واقعه

دبي ـ عنان كتانة

أيام قليلة ويرحل عنا شهر رمضان المبارك، تاركاً في النفوس ملامح كثيرة تأبى بمتعتها أن تغادر الذاكرة.. يعود الجميع إلى واقع آخر يطول، ولا يبقى التلفاز «خير جليس» كما يبدو في رمضان من كل عام، وسط زحمة المسلسلات والبرامج التلفزيونية التي لها أول ولا آخر يحصرها، إلى حد يجعلها تتفوق على الجمهور كماً وكيفاً، بحسب ما يشكك المتابعون في طبيعة وحبكة الطرح الدرامي لبعضها.

«الحواس الخمس» توقف بدوره عند آراء الجمهور للتعرف على أذواقه في متابعة البرامج والمسلسلات التلفزيونية التي تستضيفها عشرات الفضائيات العربية في شهر رمضان الفضيل.. ومما طفى على السطح أن حجم المتابعة بدأ هذا العام بالانحسار نسبياً لدى مختلف الشرائح والجنسيات، وذلك يرجع كما يقول المشاهدون، إلى الكم الكبير للأعمال المطروحة وحالة التكرار والتشابه فيها، ناهيك عن ملامح الملل الجلية في بعضها، ثم ضيق الوقت في شهر ينغمس فيه الكثيرون في الصلاة والعبادة والعمل.أما المتابعون، فهم ينتقون كما يبدو أعمالاً تلفزيونية محدودة، توافق في شكلها بيئة الشخص وواقعه، فالمسلسلات تشاهد من أبناء جنسها، وقد أضحت مرتبطة تماماً بتفاصيل حياة معاشة بالنسبة للمتابعين.

شادي ناصر شاب فلسطيني في منتصف العشرينات من عمره، يعمل مهندساً كهربائياً، يقول إنه لا يتابع المسلسلات والبرامج التلفزيونية إلا ما ندر، فيما يصر على أنه لا يمكن أن يتخلى يوماً عن «باب الحارة» الذي يعرض على قناة الـ «أم بي سي» منذ خمسة أعوام، ومنذ الجزء الأول يصر شادي على متابعة ذلك المسلسل بأجزائه المتلاحقة؛ وبه يكتفي.

ويؤكد شادي أن أحداث «باب الحارة» تتصف بالحركية والإثارة التي تأتي بالمفاجآت، وهي في المجمل قريبة من الواقع المعاش في بلده فلسطين، لا سيما في القرى والأحياء الصغيرة، فمجمل العادات والتقاليد الظاهرة تحكي عن بيئة مشتركة، وكأن أحداث باب الحارة هي ذاتها المعاشة في فلسطين، فبساطة أهل الحارة وتلاحمهم وترابطهم وإصرارهم على الظفر بحقهم، كل ذلك تماماً .

كما هو واقع الفلسطينيين في مواجه الاحتلال الإسرائيلي. ويعتبر شادي أن المسلسلات الرمضانية لا تبدو ظاهرة صحية، طالما هي تبعد الكثيرين عن أداء واجباتهم الدينية في شهر عظيم من الأولى أن يزخر بمظاهر العبادة، مشيراً في الوقت نفسه إلى أنه وبحكم سكنه مع مجموعة أصدقاء، فهو قلما يجد فرصته في متابعة ما يحلو له من برامج تلفزيونية، لذلك فقد اكتفى بمتابعة مسلسل وحيد.

أما وسام عبدالباسط، مصري الجنسية ويعمل مديرالترفيه في أحد المراكز التجارية في دبي، فقد أكد أنه يتابع خلال رمضان أعمالاً درامية مختلفة، لا موقع للمسلسلات السورية بينها، والحجة كما قال إنه لا يمكن له أن يظل لأربعة أعوام أسير حارة وحيدة بتفاصيل تبدو مملة!.

وأضاف أنه يتابع مسلسل «تاجر السعادة» للفنان خالد صالح، الذي يعرض على قناة «نايل دراما»، و«ما تخافوش»، و«ونيس وأحفاده» و«كريمة»، وأكثر القنوات قرباً من عينه هي «القاهرة والناس» و«موغا كوميدي» و«النيل دراما»، مؤكداً حاجته كمواطن عربي إلى أعمال فنية ذات طابع كوميدي، وسط كم الضغوط والأوضاع الاقتصادية والسياسية الصعبة، فـ «ونيس وأحفاده» مثلاً يروي ملامح سياسية واجتماعية مثيرة للاهتمام في قالب كوميدي محبب إلى النفوس.

ومؤخراً كانت إحدى حلقاته عن «مذبحة غزة» التي جاءت في إطار كوميدي جميل ومعبر، فوصلت المعلومة في إطارها الكوميدي. وأوضح أن كم المسلسلات الكبير جداً وضع المتابعين في حالة ضيق مع الوقت، فمصر وحدها أنجزت نحو 40 عملاً مختلفاً، ويستحيل متابعة أقلها عدداً، وبالتالي صار بطل المسلسل هو من يتحكم بجمهور المتابعين.

وحول الأعمال الخليجية، قال وسام إنها بدأت أخيراً تجذب المشاهد المصري نحوها، والسبب تنوعها وخروجها من البيت الخليجي الواحد، ومعايشتها للواقع بمجمله، لافتاً إلى أن الشخص يبحث عن مسلسلات تعبر عن واقعه دون أن تخلو من المتعة والكوميديا الهادفة.

أنفال زهير من العراق، ربة بيت وأم لطفلين، أكدت بدورها أنها تتابع مسلسل «باب الحارة» منذ جزئه الأول، وهي مشدودة إليه كلياً، وتراه يجسد الواقع العربي عن كثب، ببساطته وطبيعته الاجتماعية التي تخوض في تفاصيل مؤنسة، ناهيك عن كونه يتطرق إلى جانب احتلالي استعماري، وذلك واقع معاش في عدد من الدول العربية. صديقتها العراقية مرح ساطع، لفتت إلى أنها تشاهد مشدودة نحو مسلسل «هدوء نسبي» بكافة جوارحها، لكونه يروي حالة عراقية معاشة بمجمل آلامها ومآسيها.

وهو ما لم تلمسه واقعاً حينما كانت الحرب على العراق بسبب بعدها عن المكان، مشيرة إلى أنها تظل غارقة في دموعها طالما هي جالسة أمام التلفاز متمحصة أسرار مسلسلها المفضل «هدوء نسبي»، ولا تخفِ مرح متابعتها لمسلسل «أم البنات» على قناة أبوظبي، و«كلام نسوان» على «أم بي سي».

فلاح حسن، عراقي الجنسية قال إنه لا يرى من الأعمال التلفزيونية العديدة، سوى الكاميرا الخفية على قناة دبي «ربشة»، والمسلسل السوري العربي الجامع «هدوء نسبي»، الذي يبكيه نتيجة عرضه لواقع ظل بعيداً عنه أثناء الحرب على العراق، علاوة على مسلسل «إسماعيل يس» الذي تعرضه قناة «السومرية».

زوجته سندس العجرم أكدت حرصها كعراقية على متابعة ما يخص بلدها من برامج ومسلسلات، مبدية تقبلها المطلق لبرامج الكاميرا الخفية والكوميديا الهادفة، وهي التي يحتاجها الإنسان العربي عموماً، مشيرة إلى أنها كأم لا تمنح المسلسلات أهمية كبيرة خلال رمضان، ولا تجلس أمام التلفاز سوى ساعة أو اثنتين في اليوم، نظراً لضيق الوقت ولأهمية أداء الصلاة وملامح العبادة الأخرى في رمضان، ناهيك عن الخروج للاستمتاع بأمسيات رمضان الجميلة في الإمارات، أما المسلسلات فهي الدائمة لكثرتها، وسيكون متسع لمتابعتها بعد رحيل شهر الصيام.

البيان الإماراتية في

13/09/2009

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2009)