تعرف على صاحب "سينماتك"  وعلى كل ما كتبه في السينما

Our Logo

  حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

'هدوء نسبي'

ملحمة حرب وحب وموت وحياة.... وجهل في أمة 'إقرأ'

زهرة مرعي

'هدوء نسبي' دراما عربية مشتركة إنتاجاً، تمثيلاً، نصاً وإخراجاً. خلطة تنامت بين العام الماضي في مسلسل 'أسمهان' والحالي في 'هدوء نسبي' لصالح الدراما نفسها، فأطرته في قالبه الحقيقي لجهة الإهتمام والمشاعر والإلتزام. وأضفت عليه غنىً وإحترافاً في تقديم عمل متقن تضافرت لأجله جهود إنتاجية متعددة، حيث بلغنا بأن إنتاجه فاق الـ4 ملايين دولار. فنياً وصلنا المسلسل عبر عين ترصد المشهد بأبعاد تجمع بين التقني والإنساني ببراعة. عين لا تغفل التفاصيل التي يتشكل منها المشهد في الغالب.

'هدوء نسبي' هو الحضور الثالث الذي نتابعه للمخرج شوقي الماجري بعد تقديمه لمسلسل 'الإجتياح' الذي شاهدنا فيه المناضل الفلسطيني والإنسان الفلسطيني من لحم ودم ومشاعر. ومن ثم كانت متابعتنا لمسلسل 'أسمهان' حيث وضعنا الماجري أمام سيمفونية فيها النغم الرومنسي، وفيها النغم الصاخب. وبين هذا وذاك كان بشر هذا المسلسل عاديين ولم يقدمهم كإيقونات. وفي 'هدوء نسبي' تضاعفت مسؤوليات المخرج خاصة وأنه أمام حدث مستمر فصولاً منذ إجتياح العراق في آذار/مارس 2003 ولا يزال. هو حدث لصيق بالذاكرة وتقديمه لمعاصريه وهوأمر فيه مسؤولية.

كاتب الدراما التلفزيونية 'هدوء نسبي' خالد خليفة كان دون شك أمام مسألة شائكة، وهو إن نجح في الإطلالة على المأساة العراقية من خلال الصحافة العربية، نجح أيضاً في سبك تداعيات إحتلال العراق وما خلّفه ذلك من كوارث على أهله. لكنه وقع أحياناً كثيرة فيما يشبه التأريخ للمراحل الأمر الذي أضعف المشهد، رغم تدخل المخرج وإصراره على الخروج من أسر اللحظات. فالمتابع لمسار 'هدوء نسبي' درامياً يلحظ أن قسماً منه يجوز إستبداله بما هو رمزي، لتلافي التأريخ.

المراسلون الصحافيون الذين يتشكل منهم المشهد الأساسي من 'هدوء نسبي' خاصة قبل سقوط بغداد ينتمون لسورية، مصر، فلسطين، تونس، لبنان وفرنسا. قصة حب مستعادة بين المراسل السوري ناجي'عابد فهد'، والمراسلة المصرية ناهد 'نيللي كريم'، تشكل العصب العاطفي لملحمة حربية بإمتياز. صحيح أن بطل تلك الدراما العسكرية قال لحبيبته 'الحب بدو أمان حتى يعيش'، لكنه في الوقت نفسه كان مؤمناً بمعنى 'الموت من أجل الحياة'.

'هدوء نسبي' ملحمة حربية وإنسانية حقيقية. ظهرت فيها المشاهد العسكرية والتفجيرات وما شابه شديدة الواقعية. وظهر فيها المواطن العراقي مهزوماً مكسوراً لسقوط عاصمته حتى وإن كان يتمنى سقوط النظام. فالمواطن العراقي عانى الجوع والقمع والخوف وفقد أدنى مقومات الحياة في ظل الإحتلال الأمريكي، والأهم أن إحساس المهانة هو الذي تلبسه.

سقوط بغداد شكل واحدة من الحلقات المفصلية في تلك الدراما. فيها كانت الصحافية ناهد شديدة الإنفعالية بعيدة عن الموضوعية، عاطفية وغير مهنية في عدم قبولها بسقوط بغداد. سقوط بغداد تنوع في وصوله إلينا وتنقل بين صور الحزن القاهر الذي سيطر على عائلات العراق. وبين قص الشعر من قبل صبية عراقية بعد أن إعتبرت نفسها من السبايا. والسبايا يكنّ قصيرات الشعر. وبين ذلك الحوار الوجداني بين لواء متقاعد من الجيش العراقي وتلميذه الملازم الأول الذي يتساءل: كيف سقطت بغداد؟ وفي حصيلة ذلك الحوار ينصح اللواء تلميذه السابق: لا تتحمل مسؤولية أكثر من قدراتك. كل تلك المشاهد تسير على وقع صوت نسائي حزين آآآآآآآآآآآآ،ممممممممم. وكأننا مع هذا الصوت بمواجهة ضمير يئن على أيقاع مأساوي كبير.

في'هدوء نسبي' نواجه صوراً مشبعة بكل العناصر المطلوبة للإقناع. فيه تنشغل الأحاسيس وتتنازع بين الحب والحرب، بين الخوف والقلق وبين الحياة والموت. إنها ملحمة حربية وإنسانية نجح حتى الآن شوقي الماجري في تقديمها لنا.

الأمية إلى إزدياد في أمة 'إقرأ'

في يوم الأمية العالمي مساء الثلاثاء الماضي طالعتنا ليلى الشيخلي من قناة ' الجزيرة ' بمعلومات عن واقعنا العربي يندى لها الجبين لما تحمله من دلالات تخلف وتقهقر عن اللحاق بركب الحضارة والنمو والتنمية على صعيد العالم. كعادتها ظهرت الشيخلي فائقة الجدية شديدة التأثر بالمادة التي بين يديها، وهي في الحقيقة معلومات لا تسر قلباً. فتقارير اليونسكو والألكسو تقول بوجود 70 مليون أمي عربي. هي فعلاً كارثة أكثر منها ظاهرة، في عصر بدا فيه العالم يتحدث عن محو الأمية التكنولوجية، فيما نحن شعوب تغرق في لجج الجهل عاجزة عن فك كنه الحروف. ويأتي ذلك الرقم ليضيف مزيداً من الألم عندما نعرف أن 62 بالمائة من مجموع الأميين هم من النساء. فالنساء هنّ من سيقمن على تنشئة الأجيال للمستقبل.

وفيما كان ضيفا ليلى الشيخلي يدوران في فلك إنجازات متخيلة في بال كل منهما لحكومات بلديهما وهما مصر والأردن، كان غريباً حديثهما عن التعليم الإلزامي؟ وغريباً جداً أن يقول أحدهما بوجوده في الوطن العربي. أفلا يعني التعليم الإلزامي أنه مفروضاً على من هم بعمر التعليم الأساسي أو الإبتدائي أن يكونوا في المدارس؟ ولو كان هذا التعليم الإلزامي مطبقاً منذ نهاية السبعينيات حين أكدت السنة العالمية للطفل على حقه بالتعليم الإلزامي والمجاني، فهل كان عدد الأميين بهذا الإتساع.

ما نخلص إليه في هذه العجالة بأن منطق المحللين والمعلقين عندما يكونونمن طبقة الموظفين يفضح نفسه. الأمية تتسابق في الإنتشار بين مواطنينا العرب مع الجوع المتربص بهم، فيما الأموال تهدر في إسناد الإقتصاد الأمريكي المتهاوي، والحرب على ما يسمى الإرهاب.

السجون العربية 'شيراتون' ومراكز تدليك!

لطالما قدم الفنان مارسيل خليفة تلميذته النجيبة أميمة الخليل لتغني 'عصفور' مستبقاً صوتها الشجي بإهداء الأغنية إلى 'السجناء العرب في السجون الإسرائيلية وإلى السجناء العرب في السجون العربية'. ومن المؤكد أن مارسيل باق على هذا الحال لأمد حدوده غير معروفة. تذكر تلك الجملة من مارسيل إستدعته حلقة فيصل القاسم من قناة الجزيرة حيث ذهب إتجاهه المعاكس إلى السجون العربية فوافق من إستفتاهم وبنسبة 94 بالمائة على فتح هذا الملف المؤلف من ملفات متراكمة.

حاول القاسم معالجة أقفال السجون العربية مع سجين جزائري سابق هو أنور مالك، ولواء مصري متقاعد هو فؤاد علام نائب مدير أمن الدولة في مصر سابقاً. وهكذا وقعت الواقعة من اللحظة الأولى بين من جرّب طعم السجن، وبين سجان رفض أي تهمة ساقها نده عن السجون في مصر. حتى أن سعادة اللواء إستشهد بالمخرج محمد فاضل الذي زار سجناً أو سجوناً مصرية، وخرج منها ليصفها بأنها 'شيراتون'! وربما فاته أيضاً أن يصف حفلات التعذيب والجلد بورشة تدليك من أجل لياقة السجناء.

وفي ختام حفلة السجال بين سجين وسجان، خلُص الأول إلى ضرورة محاكمة الحكام العرب دولياً على جرائمهم، وخلُص الثاني إلى أن السجناء العرب 'معززون مكرمون'! إنها الحزورة في شهر رمضان.

صحافية من لبنان

zahramerhi@yahoo.com

القدس العربي في

10/09/2009

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2009)