تعرف على صاحب "سينماتك"  وعلى كل ما كتبه في السينما

Our Logo

  حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

على مائدة التليفزيون فى رمضان:

مسلسلات فاسدة أسقطت نجومها.. وبرامج مفسدة!

حسام عباس

بكل تأكيد أصيب المشاهد بحالة تلبك درامى منذ اليوم الأول لشهر رمضان بسبب هذا الكم الهائل من المسلسلات على كل شكل ولون والتى نجح فى توفيرها التليفزيون المصرى للشعب المسكين الجعان مسلسلات وبعد أسبوعين من الشهر الكريم أتحدى أن يكون هناك مشاهد نجا من هذا الإسهال الدرامى واستطاع ان يركز مع عدد محدد من تلك المسلسلات ويتابعها بشكل جيد ليعرف موضوع أو قضية هذا المسلسل أو ذاك وإذا كان هذا الحال مع المشاهد العادى الذى تشتت ذهنه بين عشرات المسلسلات على القنوات الأرضية والفضائية فإن مهمة الإعلامى الراصد لهذه الأعمال أصعب لأنه مضطر أن يتنقل بين الحين والآخر بين كل القنوات ليتابع المسلسلات والبرامج لكى يكون صورة شبه منطقية عن مستوى المعروض فى أهم مواسم الدراما السنوية وحتى يكون الرأى منطقيا ومؤسسا على قاعدة من الرؤية والمتابعة الجيدة كان لابد أن نتأخر أسبوعين لتكتمل الصورة وهى فترة كافية بكل تأكيد وكان التركيز على ما يعرضه التليفزيون المصرى خاصة تلك الجرعة المكثفة من الأعمال الدرامية اليت تعرضها القنوات الفضائية متمثلة فى قنوات شبكة النيل N.T.N والفضائية المصرية وغيرها من القنوات وقد تحدثنا عن الخطأ الذى ارتكبه التليفزيون المصرى بشراء مسلسلات لم ينتجها مقابل الملايين وتفضيلها على الأعمال التى أنتجتها شركاته والنتيجة أن معظم هذه الأعمال لا جديد فيها ولا تختلف كثيراً عن الأعمال التى انتجها التليفزيون اللهم إلا مسلسل «ابن الأرندلي» للنجم يحيى الفخرانى وهو عمل متميز يستحق الوقت الذى نضيعه فى مشاهدته ويحسب للنجم يحيى الفخرانى حسن اختياره لموضوع جديد ومختلف وجيد على مستوى الكتابة ورغم المط والتطويل الذى أصبح سمة عادية فى مسلسلات رمضان إلا انه عمل حى ومبهر وقد نجحت خلاله المخرجه رشا شوربتجى أن تثبت أنها من المخرجات الموهوبات وتستحق الثقة التى وضعها فيها نجم بحجم يحيى الفخرانى وتألق فى المسلسل الى جانب الفخرانى كل من دلال عبدالعزيز فى دور مختلف وجديد عليها كذلك الوجه الشاب حسن الرداد الذى اكتشف نفسه فى منطقة الكوميديا كذلك وفاء عامر ومحمد لطفي. 

وعلى خلاف الأعوام الماضية جاء مسلسل المخرج نادر جلال «حرب الجواسيس» هذا العام أقل بكثير من مستوى أعماله وكان الأمل أن يقدم عملاً متميزاً خاصة انه من ملف المخابرات المصرية لكن يبدو أن الظروف لم تساعده فورق بشير الديك لم يساعده والظروف الانتاجية ايضا خيبت الآمال والخاسرة هى منة شلبى ومن المسلسلات التى أخذت حظها من العرض الجيد على قنوات عديدة ومتميزة مسلسل «تاجر السعادة» للنجم خالد صالح وداليا مصطفى للمخرجة شيرين عادل وشخصية الكفيف «مصباح» شخصية ثرية على المستوى الدرامى وقد نجح خالد صالح فى أن يضع للشخصية إطارا مبهرا لكن يبدو فى أدائه متأثرا بشكل واضح بالنجم محمود عبدالعزيز فى فيلم «الكيت كات» وفى مسلسل «أنا قلبى دليلي» عن ليلى مراد لم تكن الفنانة السورية صفاء سلطان اختيارا جيدا رغم اجتهادها واجتهاد فريق العمل وورق متميز للكاتب مجدى صابر وربما ظلم صفاء سلطان الصورة الراسخة فى أذهان المشاهد عن ليلى مراد فى أفلامها خاصة تلك الأفلام التى وصلت فيها الى حالة النضج الفنى والانساني. 

ومن المسلسلات التى ترقبناها قبل رمضان وخيبت الآمال مسلسل «أبو ضحكة جنان» عن حياة اسماعيل يس والذى قدم شخصيته الفنان أشرف عبدالباقى وهو من البداية كان يعى حجم المأزق الذى وضع نفسه فيه لأن اسماعيل يس شخصية يصعب تقديمها على الشاشة كإنسان وأزمة أشرف عبدالباقى فى المسلسل أنه جاء ليقلد اسماعيل يس كما رآه فى أفلامه وأمسك بخيط اللكنة التى يتكلم بها وهذا خطأ وقع فيه أشرف وكان على مخرج كبير مثل محمد عبدالعزيز أن يقوده فى الاتجاه الصحيح لأن اسماعيل يس على المستوى الانسانى كان انساناً جاداً ومختلفاً تماما عن شخصياته فى أفلامه كذلك لم يكن هناك أى اجتهاد فيما يخص ملابس العمل أو ديكوراته. 

وغير هذه الأعمال هناك أخرى كثيرة عرضت على قنوات التليفزيون المصرى لكن حضورها كان ضعيفاً ولم تجذب الانتباه رغم انها لنجوم كبار فلا جديد فى «علشان ماليش غيرك» لإلهام شاهين ومسلسل «هالة والمستخبي» لليلى علوى يفتقد إلى الجاذبية وقد ظلم مسلسل «خاص جداً» للنجمة يسرا لأن مواعيد عرضه جاءت صعبة حيث اشتبكت مع أوقات الصلاة والتراويح وفى مسلسل «أفراح إبليس» تشعر ان جمال سليمان يكرر ما تقدمه فى «حدائق الشيطان» وعبلة كامل تكرر نفسها فى «حق مشروع». 
ونأتى الى مائدة البرامج التى ازدحمت بأسماء عديدة لكن الملاحظة الأولى أن عددا كبيرا من تلك البرامج نسخة طبق الأصل من بعضها ولا يختلف إلا اسم البرنامج أو مقدمه فما الفرق بين «فيش وتشبيه» الذى تقدمه لميس الحديدى و«باب الشمس» الذى تقدمه رولا جبريل ومذيعة» من جهة أمنية» الذى تقدمه هبة الأباصيري. 

وان كانت رولا جبريل لا تستحق كل ما أثير حولها فربما تكون مذيعة قوية وجريئة فى منطقتها وفى المناخ الذى تعودت عليه لكنها جاءت لتحاور نجوماً فى الفن والرياضة والسياسة والإعلام فكان واضحاً أنها لا تعرفهم ولم يساعدها الإعداد المتواضع فى أن تقدم الجديد والمثير معهم و«باب الشمس» هو برنامج قناة «القاهرة والناس» وقد جاءت معظم برامج التليفزيون المصرى مكررة فى مضمونها أما البرامج التى حملت فكراً جديداً مثل برنامج «المخرج» الذى تقدمه ساندرا نشأت وهو فكرة مبتكرة وجديدة وخلفها صحفى ومعد متميز هو حازم الحديدى لكن المشكلة فى ساندرا نفسها لأنها تفتقد الى حضور وحيوية المذيعة أو مقدمة البرامج كذلك جاءت فكرة برنامج «مذيعة من جهة أمنية» جديدة على مستوى الشكل لكن المضمون مكرر وتبدو إمكانيات البرنامج أكبر بكثير من حضور وجاذبية المذيعة هبة الأباصيرى ومن البرامج التى تحمل بعض الجودة رغم أنه تكرر من العام الماضى «الكمين» ويكمن نجاحه فى مقدمته دينا رامز. أما كارثة البرامج على قناة «نايل سينما فهو برنامج «الجريئة» الذى تقدمه المخرجة إيناس الدغيدى وأسأل هنا أسامة الشيخ رئيس قطاع النيل للقنوات المتخصصة وشبكة N.T.N هل تنام مستريح البال والضمير وقد وافقت على أن تقدم انسانة بهذا الفكر والأسلوب برنامجاً بهذا المحتوى على قناة فى التليفزيون المصرى وفى شهر رمضان وهى المعروفة مسبقاً بفكرها المتحرر والذى يخرج بشكل واضح على قيم وأخلاقيات المجتمع والغريب أنها تقدم برنامجاً بعنوان «الجريئة» تفرز من خلاله أفكارها الخاصة «رغم وجود فريق من الاعداد» وفى كل حلقاتها تعزف على فكرة التحرر وتصر على هدم قيم وتقاليد المجتمع فهى لا تؤمن بحجاب أو سينما نظيفة والجنس محور أساسى فى معظم حلقاتها وأعود لأسأل المسئولين الذين سمحوا لهذه المرأة أن تأتى لتقدم هذا البرنامج وهى ترتدى ملابس لا تليق بسنها وهى تتصابى وتلف وتدور مثل الأفاعى لتبث سمها القاتل فى عقول المشاهدين.. هل هذا يليق بالشهر الكريم وهل الوقاحة أصبح توقيت تقديمها فى شهر القرآن والصيام والعبادات؟ ولا جديد فى برامج القنوات الأخرى يستحق الحديث والى لقاء مع أعمال وبرامج الشهر الكريم. 

العربي المصرية في

08/09/2009

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2009)