تعرف على صاحب "سينماتك"  وعلى كل ما كتبه في السينما

Our Logo

  حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

احتجاج غاريسون يتحول إلى حملة في تورنتو

السينما الإسرائيلية بروباغندا

نديم جرجورة

لا تزال مسألة اختيار إدارة «مهرجان تورنتو السينمائي الدولي» العاصمة الإسرائيلية تل أبيب للاحتفاء بها في إطار «مدينة لمدينة»، وهو برنامج يُسلّط الضوء على مدينة مختلفة في كل عام، تثير ردود فعل متناقضة بين سينمائيين وكتّاب عديدين (نشرت «السفير»، في عددها الصادر أمس الأول السبت، بياناً موقّعاً من قبل يسري نصرالله وأحمد عبدالله حول الموضوع نفسه). فقد نشرت الصحيفة الأميركية «واشنطن تايمز»، في عددها الصادر أمس الأول السبت، مقالة بعنوان «مهرجان تورنتو السينمائي يُشعل المقاطعة ضد إسرائيل» لباري براون، استعادت ملامح الأزمة القائمة بين سينمائيين كنديين وأميركيين وإدارة المهرجان، بسبب هذا الاختيار في الدورة المقبلة المُقامة بين العاشر والتاسع عشر من أيلول الجاري، محدّدة سبباً واحداً للأزمة متمثّلاً بالترويج لتل أبيب كمدينة للسلام والوئام والديموقراطية، بعد أشهر قليلة فقط على انتهاء الحرب الإسرائيلية الوحشية ضد قطاع غزّة وأبنائه.

غير أن المنتج والكاتب والمخرج ديفيد زوكر، صاحب أفلام التسلية الشهيرة «فيلم الرعب» و»المسدس العاري» و»الطائرة» (أفلام «باروديا» تسخر من أنماط سينمائية وأفلام جدّية)، استاء من «إعلان تورنتو» الداعي إلى المقاطعة، واصفاً الموقّعين عليه بأنهم «مجانين اليسار»، ومعبّراً عن صدمته إزاء إقدام ممثلين أميركيين كبار، كداني غلوفر وجاين فوندا ونحو خمسين ناشطاً آخرين، على التوقيع على الإعلان، ومُديناً إياهم على استخدامهم تعابير لم تنل إعجابه، كالقول إن «إسرائيل دولة ذات نظام فصل عنصري (أبارتيد)»، وإن أعمال السينمائيين الإسرائيليين هي مجرّد «بروباغندا إسرائيلية». في حين أن السينمائي سيمكا جاكوبــــوفيتش ذهب إلى أبعد من هذا، باتّهامه السينمائي الكندي جون غريسون، الذي أطلق حملة الاعتراض تلك في السابع والعشرين من آب الفائت، بســــعيه إلى إسكات أصوات السينمائيين «في الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي لا تزال تســــمح بحرية التعبير». أضاف أن غريسون، حتى إذا أعلن مثليته الجنسية في تل أبيب، فسيُرحَّب به في مهرجانها السينمائي، بينما إذا توجّه إلى رام الله أو إلى أي مدينة فلسطينية أخرى، «فإنه سيتعرّض للقتل».

إذاً، بدأ غريسون حملة الاعتراض على اختيار تل أبيب في البرنامج المذكور أعلاه، بتوجيهه رسالة علنية إلى إدارة المهرجان، أعلن فيها سحب فيلمه الوثائقي «محجوب» (رسم فيه ملامح العنف في البوسنة والهرسك)، اعتراضاً على «الهجوم العسكري الإسرائيلي الوحشي على غزّة». وفي الثالث من أيلول الجاري، انضمت الكاتبة نعومي كلاين وآخرون إليه، محتجّين هم أيضاً على الاحتفال بتل أبيب، تحت عنوان عريض: «إعلان تورنتو: لا احتفال بالاحتلال». ونقل غريسون عن السينمائي البريطاني كن لوش قوله في مقالة له منشورة في الصحيفة البريطانية «ذو غارديان» قبل أيام، إن «حركة مقاطعة إسرائيل ليست رقابة، بل دعوة مشروعة من المجتمع المدني الفلسطيني للمطالبة بالضغط اللاعنفي على إسرائيل لإيقاف خروقاتها لحقوق الإنسان»، وهذا ما «نفعله، إذ إن حركتنا لا تُقاطع (لمجرّد المقاطعة)، بل لتسلّط ضوءاً قوياً على الاحتلال الإسرائيلي». وهذا ما أكّده أحد المدراء الأساسيين للمهرجان كامرون بايلي، إذ رأى أن احتجاج غريسون منصبٌّ على «تسليط الضوء نفسه على تل أبيب»، وليس «على الأفلام أو السينمائيين الذين اخترناهم». وهي الكلمات نفسها التي قالها غريسون: «لا نحتجّ على الأفلام الإسرائيلية أو على السينمائيين الإسرائيليين، بل على قيام المهرجان بتسليط الضوء على تل أبيب نفسها، وتحديداً على حملة المنتجات الإسرائيلية التي تقيمها القنصلية الإسرائيلية، ما يجعل الأمر يبدو كأنه حملة بروباغندا». ثم إن هؤلاء السينمائيين الرافضين والمقاطعين توجّهوا إلى إدارة المهرجان بقولهم إنه بعد ثمانية أشهر على مجـــــزرة قطاع غــــزّة، يبدو أن الوقـــت ليس مناسباً للاحتفال بتل أبيب من دون انتـــقاد.

من جهة أخرى، دعت «جماعة السينما الفلسطينية» في رام الله منظمي مهرجان تورنتو الى استبدال الاحتفاء بتل أبيب بمـــدينة القدس المحتلة، عاصمة الثقافة العربية للعام 2009، داعية السينمائيين الفلسطينيين والعرب الى مقاطعة المهرجان و«المشاركة بفاعلية في حملة المقاطعة العالمية لما يشـــــكله ذلك من دعم واضح وصريح لعدالة قضيتنا الفلسطيــــنية وحق الفلسطينيين في التحرر والاستقلال».

السفير اللبنانية في

07/09/2009

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2009)