تعرف على صاحب "سينماتك"  وعلى كل ما كتبه في السينما

Our Logo

  حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

مهرجان مهم بلا مسابقة أو سوق سينمائي

تورنتو” طريق الأفلام إلىالأوسكار

محمد رضا

بينما نصف المهتمّين بالشأن السينمائي من الذين اعتادوا حضور مهرجانات السينما، موجود في مهرجان فنيسيا الحالي، فإن النصف الآخر يتّجه لحضور مهرجان تورنتو السينمائي الدولي الذي ينطلق في دورته الرابعة والثلاثين في العاشر من الشهر الجاري ويستمر حتى التاسع عشر منه.

والمنافسة واردة بالتأكيد بين المهرجانين: يكفي أن نصف ما يعرضه المهرجان الإيطالي من أفلام في زواياه الرئيسية (ومن بينها المسابقة) معروض في “تورنتو” إضافة الى رهط كبير من أفلام “برلين” و”كان” و”لوكارنو” و”كارلوفي فاري” وهي المهرجانات الرئيسية الأخرى التي انطلقت من بداية العام والى اليوم.

هذا الى جانب عدد كبير من الأفلام التي لم تعرض في مكان آخر من قبل بذلك هي “وورلد برميير” كما يقولون ونسبة غالبة من الأفلام التي هي عرض أول بالنسبة للقارة الأمريكية.

في المجموع، يعرض مهرجان تورنتو 271 فيلماً وهو أعلى من الرقم الذي وصلت اليه اختيارات المهرجان الإيطالي بقليل، لكن المهرجانين يختلفان في كل شيء آخر.

 “تورنتو” لا يقل اهتماماً بالسينما كوضع فني عن أي من المهرجانات الرئيسية حول العالم، وهو بلا مسابقة وبلا سوق سينمائي لكن بحشد كبير من الأفلام التي تعتبره نافذتها التسويقية لمنطقة شمال أمريكا التي تضم ثلاثة أسواق مهمّة تجارياً هي الولايات المتحدة وكندا والمكسيك. من بينها الولايات المتحدة هي الأهم ليس فقط من الناحية التجارية الصرفة، بل من أيضاً من ناحية اقتراب مناسبة أخرى لا تقل، لدى صانعي الأفلام ولا لدى مستقبليها، أهمية عن المهرجان نفسه هي مناسبة الأوسكار.

في العام الماضي، وعلى سبيل المثال، تم اكتشاف فيلمين دخلا حلقات الأوسكار في تورنتو. شركة ““فوكس سيرتشلايت” (التابعة للشركة المعروفة “فوكس للقرن العشرين إنما تأخذ على عاتقها الأفلام المستقلة) اشترت حقوق فيلمين أمريكيين هما “المصارع” الذي أعاد ميكي رورك الى الواجهة، و”المليونير المتشرد” وكلاهما تم تقديمه الى مسابقات الأوسكار وثانيهما خرج بأوسكار أفضل فيلم.

هذا العام من المقرر أن يلعب “تورنتو” الدور نفسه: يطلق الأفلام التي يكتشف فيها المشاركون صلاحيتها للأوسكار واحتمالات نجاحها في هذا الجانب كما في كل جانب آخر فيقبلون (وأحيانا ما يتنافسون) على استحواذه ودخول معركة الأوسكار به. دور شبيه الى حد بدور مهرجان “سندانس الأمريكي” الذي يقام في الشهر الأول من كل عام والهادف الى إطلاق الأفلام المستقلة حيث تحضره شركات هوليوود وتختار منه بعضها.

لكن هذا العام أيضاً، فإن تورنتو يشهد، من حيث لا يريد مشكلة أساسية في هذا المجال تتمحور حول حقيقة أن السينما النوعية القادمة من “هوليوود” قليلة جدّاً هذه السنة. هناك بضعة أفلام من المنتظر لها أن تدخل السباق السينمائي المذكور، لكن معظم ما عُرض الى الآن، وقدر كبير من الأفلام التي لم تعرض بعد، ما هي الا منتجات محض تجارية لا تستحق الاشتراك حتى لو رغبت أكاديمية العلوم والفنون السينمائية، مانحة الأوسكار، التنازل قليلاً تحت ضغط الحاجة لملء المراكز الشاغرة.

من بين تلك القليلة التي سنسمع عنها لاحقاً مع اقتراب موسم المسابقة فيلماً بعنوان “خلق” الذي يختار سرد قصّة حب يدّعي أن تشارلز داروين عاشها. الفيلم من بطولة بول بيتاني (داروين) وجنيفر كونللي. أيضاً هنا “الحياة خلال زمن الحرب” دراما حول العلاقات الإنسانية من بطولة آلي شيدي وبول روبنز من بين كعدد كبير آخر. “نجم ساطع” الذي عرض في مهرجان “كان” هو أيضاً من أفلام “تورنتو” والتي -على الأرجح- ستدخل سباق الأوسكار وهو من إخراج النيوزلاندية جين كامبيون. كذلك فيلم “ فكتوريا الشابّة” الذي تقوم ببطولته إميلي بلانت.

“تورنتو” لن يحل أزمة اختفاء الفيلم الجيّد من الإنتاج الأمريكي، بل لا يستطيع الا أن يعرض ما هو موجود. وهي أزمة زادتها ضراوة عدم استعداد شركات “هوليوود” الصرف ببذخ على تسويق الأفلام الفنية. ففي العام الماضي صرفت “براماونت” نحو 25 مليون دولار على فيلم “القضية المثيرة للفضول لبنجامين باتون” على أمل أن ينال جائزة رئيسية، لكن الأكاديمية تجاهلته ما حدا بها هذا العام لتأخير عرض فيلم يستحق التسابق هو فيلم “جزيرة مغلقة” لمارتن سكورسيزي لكي تتحاشى صرف المبلغ نفسه.

 

هزيمة جديدة لأحلام العقاد

المنافسة التي وقعت مطلع الأسبوع بين فيلمي رعب هما “هالووين الثاني” و”الاتجاه النهائي” انتهت لصالح الثاني في أسبوع هو في الأصل ضعيف بين أسابيع العروض في إيراداته.

كانت منافسة حامية على أي حال بين فيلمين كل منهما ينتمي الى سلسلة دجّنت جمهورها عبر حلقات وأجزاء سابقة. “هالووين” الذي أطلقه المرحوم مصطفى العقاد في السبعينات من القرن الماضي والذي تم صنع نحو أحد عشر جزءاً منه الى الآن هُزم أمام الفيلم الذي انطلقت أجزاؤه قبل أعوام قليلة. كلاهما مصنوع للتخويف والتشويق القائم على العنف الأول عبر شخصية مايكل مايرز، ذلك القاتل المقنّع الذي لا يريد أن يموت (لا داخل الفيلم ولا كعمل سينمائي أيضاً) والثاني عبر شخصية شاب يستطيع التنبؤ بالكارثة قبل وقوعها فيتنجنّبها وبذلك يتجنّب الموت في كل مرّة.

وقع الهزيمة بالنسبة لسلسلة “هالووين” مهم جدّاً على أصعدة متقاربة. بعد رحيل المخرج العقاد، أستلم ابنه المتيّم حبّاً بالسينما كذلك، مالك العقاد، الإدارة وانطلق يسبر غور الاحتمالات. كانت لديه ذات الآمال العربية التي كانت لوالده، لكن العرب الذين لم يتحرّكوا لتوفير إمكانية إنجاز أفلام عربية ذات رسالات مهمّة حين كان العقاد- الأب يحثّهم عليها، بادروا ايضاً الى إظهار اللامبالاة بمحاولات العقّاد- الابن تأليف شركة عربية - أمريكية مشتركة تقدم على إنتاجات من ذات النوع. هذا رغم أن الاختلاف الرئيسي بين الأب وابنه كامن في المنظور: مصطفى العقاد (الذي قريباً ما تمر ذكرى رحيله الخامسة) كان يحلم بفيلم يذكّر العالمين العربي والإسلامي بالقدس وبمرحلة الناصر صلاح الدين الأيوبي التي شهدت توحّد العرب في مجابهة الغزو الصليبي، والتي سادت فيها روح القومية العربية على التعددية الطوائف والمذاهب والأعراق، وبمشروع آخر تقع أحداثه في الأندلس يعيد تجسيد تاريخ الحضارة العربية والإسلامية هناك، أما الابن فكان لا يمانع إنزال سقف الطموحات بعض الشيء وتحقيق أفلام متنوّعة. لكن الاثنين رغبا في أفلام عربية ذات قدرة على دخول التسويق الغربي كما فعل فيلما مصطفى العقاد السابقان “الرسالة” و”عمر المختار”.

حين وجد مالك العقاد آذاناً غير صاغية في جولتيه العربيّتين، لم يرد البقاء مرتبطاً بأي وعود او احتمالات وانطلق ليحقق “هالووين” قبل عامين، وهو الفيلم الذي جلب المخرج روب زومبيز الى دائرة هذه السلسلة. الفيلم أنجز نجاحاً لا بأس به (نحو 80 مليون دولار داخل أمريكا ونحوها في الخارج) وهذا ما دفع الى الفيلم الجديد الثاني “هالووين الثاني”. كلا الفيلمين، لابد من التذكير ينهل من الماضي لتقديم الحاضر، فالفيلم السابق قبل عامين سرد الحكاية التي كان فيلم “هالووين” الأول سنة 1978 قدّمها حيث صبي يُصاب بعقدة قاضية تمنعه من التواصل مع الناس وتدفعه لقتل أفراد عائلته وحين خروجه (او هروبه) من المصح يعود ليبحث عن الناجية الوحيدة من العائلة (قامت بها جايمي لي كيرتس) ليقتلها ولا بأس من قتل آخرين حولها أيضاً.

الفيلم الجديد “هالووين الثاني” مأخوذ بدوره من “هالووين 2” الذي أخرجه سنة 1981 رك روزنثال حول سعي مايكل مايرز الي إتمام جهوده التي لم يستطع إتمامها في الجزء الأول مع مشاهد أعنف من ذي قبل تتوزّع فيها الضحايا كل قليل.

السبب في العودة الى الأمس يكمن في رغبة مالك العقاد منتجاً وشركة “ونستين” المموّلة (والتي بالتالي لها الكلمة الفاصلة في كل شيء) تعريف جيل جديد ب “مآثر” قديمة- لكن الواضح أن هذا الجيل الجديد لا يريد أن يعرف وأنه لا يكترث لتاريخ “هالووين” على الشاشة مهما بلغ عدد الأجزاء أولاً، ثم، والأهم، مهما بلغ مقدار العنف السائد وفي هذا الإنجاز الجديد تراكمات من المشاهد العنيفة التي يُراق فيها “الكاتشب” و”السوس” تحت ضربات سكين مايرز التي تكاد لا تهدأ مع سقوط الضحية الا لتبدأ من جديد مع توفّر ضحية أخرى. فشل “هالووين الثاني” هذا سينجب تحوّلاً في سياسة العقاد الابن نأمله في الاتجاه الصحيح.

 

أوراق ناقد

الفانوس الصعب

في “الفانوس السحري”، الكتاب الثاني للمؤلّف خالد ربيع السيد هناك محاولة جسورة لمد اتجاه الكتابة في السينما في أكثر من اتجاه. إنه كتاب حول شؤون سينمائية متعددة من نقد الى استعراض تاريخي الى مداولات ومناقشات، وبدايته هي بداية في الذكريات حيث يُعلمنا الكاتب أن والده كان يعرض الأفلام السينمائية للحي وأن داراً للسينما كانت موجودة بترخيص في إحدى مدن السعودية وأن مجهولاً أحرقها بعد سنوات على إنشائها.

ولا يهم، تحديداً، ماهية المواضيع التي يطرحها الناقد في كتابه، بقدر ما تهم النظرة المُمارسة وصياغة الكتابة. ما أريده هنا ليس تقييم الكتاب كإنتاج أدبي او كفكر سينمائي، بل الانطلاق صوب كيف يمكن لناقد فرد التأثر بالسينما والتأثير فيها وهو في بلد له، رسمياً، اختياراته فيما يتعلّق بالعروض السينمائية. ما يلفت هو أن حالة المنع القائمة بخصوص عرض الأفلام السينمائية لم تمنع الكاتب من القدرة لا على مشاهدة الأفلام التي يستعرضها في كتابه وقراءتها من منظور هو في الوقت ذاته شخصي وتاريخي النبرة، ولا على إسكان ذاته بحالة من الإدراك والثقافة السينمائية التي من دونها لا وجود لكتابة في السينما تستحق الإشادة.

هذا الوضع لا يمكن الحديث فيه من ذات المنطلق فيما لو كان الكاتب يعيش في بلد آخر يعرض الأفلام دون قيود. فكلّنا نعرف أنه من السهل مشاهدة الكم الكبير من الأفلام التي يتم عرضها (ولو أن معظمها تجاري التربة غير صالح للحرث) ومن الأسهل، ربما، تكوين مكتبة سينمائية لكبار المخرجين حول العالم- وأظن أن الزميل السيد يفعل ذلك كلّما أتيح له السفر الى بلد آخر.

هذا وضع ليس هيّنا شرح فرادته. أذكر حين أطلقت العدد الأول من “كتاب السينما” سنة 1984 أن السلطات السعودية سمحت بدخول الكتاب الذي وزّعته آنذاك شركة توزيع كانت الأولى في المنطقة العربية اسمها “الشركة العربية للتوزيع” (او قريباً من هذه التسمية على أي حال) وقيل لي حينها أنه أول كتاب في السينما يدخل المملكة وكم كنت فرحاً لذلك.

العدد الثاني بعد عامين استلمته دار نشر أخرى وأجيز أيضاً، كما أجيز الكتاب الثالث سنة 1989- إذاً هناك مساحة من القبول يمكن لها أن تؤدي الى قبول السينما مقروءة على الأقل، وكلّنا نعلم الآن أن الصحف السعودية تواصل نشر مقالات جادة حول السينما ولو أن فحواها مرتبط بثقافة الكاتب أساساً.

م.ر

merci4404@earthlink.net

http://shadowsandphantoms.blogspot.com

الخليج الإماراتية في

06/09/2009

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2009)