غالبية النجوم يقبلون العمل في مسلسلات وبرامج وتوك شو لا
تحمل أي معنى حقيقي لا شكلاً ولا مضموناً.
يبدو أن شهر رمضان
هذا العام لن يمر دون أن يحفر أثراً عميقاً في الكثير من نجوم المشهد
السينمائي
والتليفزيوني، هؤلاء النجوم الذين قبلوا ـ الغالبية ـ العمل في مسلسلات
وبرامج وتوك
شو لا تحمل أي معنى حقيقي لا شكلاً ولا مضموناً.
فرغم الضجة الكبيرة التي صاحبت مسلسل "عشان ما ليش غيرك" لإلهام
شاهين، إلا أن
استطلاعات الرأي تؤكد أن الإقبال على متابعة المسلسل ربما انقطع في الحلقة
الثالثة
أو الرابعة على أكثر تقدير، بعد أن اكتشف المشاهد أنه أمام ثيمة مكرورة
لإلهام
الممثلة شخصياً، ثيمة المال والسطوة والحب والخيانة.
الأمر أيضاً طال يسرا في مسلسلها "خاص جداً" والذي أكد الكثيرون
تشابهه مع
مسلسلاتها في الأعوام الماضية، نموذج المرأة المثالية التي تتعرض حياتها
للانهيار
فتتفرغ للعمل والعطاء والأمومة مع بعض توابل القضايا الاجتماعية، فضلاً عن
أن
الأداء الفني لكل من إلهام ويسرا لا يحمل جديداً، وهكذا الأمر
مع صلاح السعدني
ولوسي وغادة عبد الرازق في مسلسل "الباطنية" الذي يمثل إعادة صياغة ممطوطة
لفيلم
نادية الجندي الشهير "الباطنية"، وكذا سمية الخشاب في مسلسلها "حدف بحر"
رغم أنها
تقوم بدور مركب وتلعب دور شخصيتين لكن أداءها جاء باهتاً.
وبالنسبة للفنانة نبيلة عبيد فهي تحاول على مدار السنوات الماضية أن
تقدم عملاً
يستلفت الانتباه إلا أنها كما يبدو لم تفلح حتى اللحظة وجاء مسلسلها
"البوابة
الثانية" بلا طعم أو رائحة بالرغم من معالجته لقضية مهمة ألا وهي القضية
الفلسطينية
وما يعانيه الفلسطينيين تحت وطأة الاحتلال.
وعلى العكس من ذلك جاء أداء ليلى علوى جيداً لكن ضعف السيناريو خانها،
فالقضايا
التي يعالجها مسلسلها "هالة والمستخبي" مثل قضية المتاجرة في الأطفال قضايا
حيوية
تشتبك مع الواقع الحالي.
والفنان أشرف عبد الباقي أثر تراجع مسلسله السنوي "رجل وست ستات"
نتيجة استنفاده
لفكرته الأساسية ودخوله دائرة التكرار الممل، على ما كان يمكن أن يحققه
مسلسله "أبو
ضحكة جنان" الذي بذل فيه جهداً كبيراً مع تميز الشخصية التي يلعبها، نقصد
إسماعيل
ياسين، إلا أن عمره لحظة بدء ياسين العمل الفني غير متوافق مع عمر عبد
الباقي، كذلك
ظهر افتعاله لحركة وأداء وحديث ياسين، وربما يكون ضعف
السيناريو وراء ذلك، لكن خبر
عبد الباقي وإمكانياته كان يمكن أن تتجاوز ذلك.
والفنان يحيي الفخراني الذي تألق في السنوات الماضية من خلال مسلسلات
احتلت
الصدارة مثل "يتربى في عزه"، و"شرف فتح الباب"، و"الليل وآخره" وغيرها، خفت
تألقه
وتراجع في "ابن الأرندلي"، بالرغم من الدور المتميز المكتوب بحرفية عالية
والجهد
الجبار الذي بذله الفخراني إلا أن نسبة الإقبال على المسلسل لا يزال ضعيفا،
ليس
هناك سبب مقنع لهذا التراجع إلا أن بعض المشاهدون يرون أن الملل من التكرار
يلعب
دوره، وأن التليفزيون ـ حقيقة ـ قد يحرق الممثل أمام جمهوره ما
لم يحذر ويتعامل معه
بحكمة.
والفنان السوري جمال سليمان لم تبق لنجوميته الدرامية التليفزيونية
الكثير، فإذا
كان قابض عليها حتى الآن مع مسلسله "أفراح إبليس" فلا يتوقع له الاستمرار
ما لم
يهدأ ويخرج من الإطار والثوب الذي ارتداه قليلا لكي يلتقط أنفاسه ويجعله
جمهوره في
حال تشوق لرؤيته من جديد في ثوب جديد.
أما فنانون مثل نور الشريف بطل "الرحايا" وخالد صالح بطل"تاجر
السعادة" وخالد
الصاوي بطل "قانون المراغي"، وخالد النبوي بطل "صدق وعده" فقد استطاعوا كل
في
مسلسله أن يقدم رؤية مختلفة لأدائه وشخصية جديدة في تاريخه الفني، الأمر
الذي قد
ترشحهم الدراما في الفترة القادمة إلى تحقيق تألق يدفع بجمهور المشاهدين
إلى
الالتفاف حول أعمالهم.
وهذه الرؤية عامة يمكن استشفافها من المتابعة ومن ردود فعل الجمهور
على نجومهم
المفضلين في السينما والتليفزيون وهم كثر في دراما هذا العام، ولم نتوقف
إلا أمام
بعضهم، وما نريد الوصول إليه هو أن الكثير من الفنانين هذا العام سيخرجون
في
السنوات القادمة من أجندة المشاهدة، وربما لن يقبل على التعاطي
معها درامياً مرة
أخرى.
وتاريخ الدراما القريب يكشف ذلك، فهل ينكر أحد أن فناناً كأحمد عبد
العزيز الذي
توهج توهجاً منقطع النظير في على مدار بضع سنوات في مسلسلات "ذئاب الجبل"،
و"من
الذي لا يحب فاطمة"، و"سوق العصر" ثم خفت توهجه وتوارى، فهل يخرج البعض هذا
العام
ويخفت بريقهم ويتوارون؟ ربما!
ميدل إيست أنلاين في
05/09/2009 |