تعرف على صاحب "سينماتك"  وعلى كل ما كتبه في السينما

Our Logo

  حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

مقعد بين شاشتين

أعراض رمضانية

بقلم : ماجدة موريس

* في كل عام بحلول شهر رمضان المبارك تحتل المسلسلات المكان الأول علي خريطة المشاهدة كأهم مادة مسلية للمشاهد وحيث أصبحت تشكل نسبة كبيرة في السنوات الأخيرة من وقت كل القنوات العامة وأيضا المتخصصة العربية علي اختلافها. سواء حكومية أو خاصة. إلي جانب القنوات التي أنشئت منذ خمس سنوات لبث الانتاج التليفزيوني الدرامي طوال اليوم وطوال العام. وبالتالي فان هذه القنوات أصبحت تعرض المسلسلات الجديدة في رمضان وحده علي مدي الأربعة وعشرين ساعة. وقد قفزت مصر لهذه المرحلة منذ عامين بعد تطوير منظومة القنوات المتخصصة وتحويل عدد من قنواتها في هذا الاتجاه. ومن قناة الدراما وحدها. أصبحت القنوات ثلاثاً هذا العام ووصلت إلي حد التخصص ما بين قناتي الدراما واللايف وبين قناة الكوميديا التي تعرض الأعمال الضاحكة والسيت كوم. ومنذ أيام أضيفت إلي هذه القنوات قنوات الثقافية والأسرة والطفل والسينما حيث تعرض بعض مسلسلات رمضان الجديدة عليها وهو تفكير في موضعه نتج عن وعي بكون مصر الدولة الوحيدة في المنطقة ذات القدرة علي انتاج كم سنوي من الدراما التليفزيونية يفوق ما تنتجه الدول العربية الأخري مجتمعة ولابد من نوافذ لعرض هذه الأعمال إذا لم تجد طريقها للتسويق بعد أن تحول بعض المستهلكين إلي منتجين. ولأن نسبة المشاهدين المصريين هي الأعلي بحكم العدد. فان عودة الاعلانات إلي الشاشات المصرية مهمة للمساهمة في تغطية تكلفة هذا الانتاج. والاستمرار في تطوير صناعة رائجة مع شرط الارتفاع بالمستوي الفكري والفني لهذا الانتاج لتحقيق مزيد من الاقبال. والربح حتي درجة الاكتفاء الذاتي. أي أن يربح المنتج المصري من بيع مسلسلاته داخل مصر أولا بدلا من أن يعلق مصيره بالمنتج الخارجي وظروفه. ولنا في السينما والتليفزيون الأمريكي مثال. فالانتاج الأمريكي. بالأرقام وليس التخمين. يغطي تكلفته أولا من العرض الداخلي في الولايات المتحدة. أما ما يأتي من أرباح أخري فهو من التسويق الخارجي لبقية دول العالم "ونحن من بينها" وغير أمريكا بلاد أخري مثل الهند وتركيا تحقق صناعة السينما والتليفزيون بها عائداتها الأهم من الداخل أولا.. ولعل أهم ما جري هذا العام عن التليفزيون المصري في ظل شدة المنافسة في رمضان. هو دعم هذا الاتجاه الجديد للداخل. وتحطيم ما سمي بالعرض الحصري. أي قيام بعض الفضائيات العربية بشراء حقوق بث مسلسلات بعينها لها فقط عبر الدش والشبكات الخاصة. ولو السبق بعرضها بيوم واحد قبل مصر. وما ترتب عليه وقتها من حرمان المشاهد المصري منها في هذا التوقيت الحاسم "معنويا قبل أن يكون ماديا". وحيث شعر هذا المشاهد بأنه مشاهد من الدرجة الثانية! الآن أصبحت هذه الشكوي معدومة بفعل قيام اتحاد الاذاعة والتليفزيون بدور فاعل ومحترم وداعم لهذه الصناعة وهو شراء حق البث لكل المسلسلات المصرية وهو ما ساهم بدوره في تقليص الاعتماد علي القنوات والشبكات الخاصة واعادة المشاهد إلي بيته ويبقي بعد هذا استكمال هذا الدور. وتجاوز الحلقة المفقودة فيه. وهي قضية اختيار الأعمال التي تعرض علينا في اطار قواعد عادلة للتعامل مع الجميع.

اللجنة العليا.. واختيارتها

* والحلقة المفقودة في رأيي هي اللجنة العليا التي تختار الأعمال التي تعرض علي الشاشات المصرية بعد مرور هذه الأعمال من لجان المشاهدة المشكلة من النقاد والمختصين. والسؤال هو.. إذا حصل ثلاثة من الأعمال علي تقدير واحد فكيف يتم اختيار واحد أو اثنين منها للعرض واستبعاد الثالث؟ وما الذي يفصل في هذا الاختيار في رأي هذه اللجنة؟ وهل تملك اللجنة العليا. مع احترامنا لكل أعضائها الذين لا أعرفهم قدرات خارقة. تفوق قدرات النقاد المتخصصين لتضع هذا العمل وتجنب عملا غيره حصل علي نفس التقدير.. ولماذا لا تكون لجنة علنية لها قواعد اختيار واضحة ومعايير معروفة مقدما فيما سوف يوضع علي خريطة المشاهدة. ثم لماذا لا يوكل الفصل في الأعمال المتقاربة إلي لجنة المشاهدة من جديد.. وهل هناك "بنود" لا تصح مناقشتها مثلا مثل علاقة الاعلانات والمعلنين بالدراما.. وكون المعلنين شركاء في الاختيار؟ فما هو مصير الأعمال التي يقل اقبال المعلنين عليها اذن؟ أقول هذا لأن ما حدث هذا العام من تغيير في مواجهة العرض الحصري وحقوق المشاهد المصري هو انجاز كبير لابد أن يكتمل من خلال كل الخطوات حتي النهاية. وحتي لا نقرأ أو نسمع عن أعمال رائعة. يقول صناعها إنها تفوق الكثير مما يعرض علينا. ومع ذلك لم يتم اختيارها خصوصا وفيها نجوم كبار في التأليف والتمثيل والاخراج. لابد من استكمال المنظومة. وشفافية المعايير حتي يشعر الكل بأنهم سواء فيبدعون أفضل في السنوات القادمة.

* سرق برنامج "وجهة نظر" علي القناة الأولي الانتباه من كل المسلسلات مساء الأحد الماضي بالحوار الذي أجراه عبداللطيف المناوي مع ابراهيم خليل وحسن سمرة صاحبي المركبين المصريين المحررين من القراصنة الصوماليين إنها قصة تصلح لمسلسل نراه في السنوات القادمة. بشرط أن يقدم بصدق مشاكل الصيادين المصريين الحقيقية كما رواها الرجلان في نهاية الحلقة.. وتحية لاتجاه البرنامج إلي التعامل مع "المواطن" بعد أن كان هدفه فقط هو "المسئول".

* أرجو ممن يجد برنامجا واحدا جديدا من برامج رمضان. مختلفا وقادرا علي الاضافة للمشاهد. أن يدلني عليه.

magdamaurice1@yahoo.com

الجمهورية المصرية في

27/08/2009

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2009)