حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

                          دراما رمضان التلفزيونية لعام 2011

حديث الذكريات

الفنان الكبير إبراهيم الصلال

الشيخ أحمد الجابر أرسل والدي إلى قرية الفنطاس وأعطاه أربع وظائف

عبدالستار ناجي

حينما نقترب من الفنان القدير إبراهيم الصلال، فإننا نقرأ كماً من العناوين الكبيرة التي سطرت مسيرة هذا الفنان الكبير، الذي استطاع عبر مشوار فني يمتد لأكثر من خمسة عقود من الزمان، أن يكون الشريك الأساسي والفاعل في مسيرتنا الفنية، فهو المبدع المسرحي الذي ستظل بصماته خالدة في ذاكرة ووجدان الجماهير، وهو أيضاً المقدرة على التنوع والتفرد التلفزيوني وكماً آخر من المحطات، التي نرصدها ويبوح بها نجمنا الكبير في حديث الذكريات. واعترف شخصياً وأنا اسجل ذلك المشوار، انني تعرفت على مسيرة مبدع.. وفي الحين ذاته مسيرة فرقة مسرحية شامخة هي فرقة المسرح الشعبي التي يترأس مجلس إدارتها.. وهي دعوة إلى القراءة والتأمل والاستمتاع.

مسيرة عامرة بالإنجازات والبصمات.. هكذا هو الفنان القدير إبراهيم الصلال، الذي يفتح لنا عقله وقلبه ويذهب بنا الى فضاءات بعيدة في ذاكرته على الصعيدين الشخصي والمهني، وهو دائماً، ذلك الإنسان الذي يدهشك. بالتزامه.. واحترامه لفنه وحرفته وتاريخه وأسرته وقبل كل هذا وذاك، للكويت الغالية الذي ينتمي إليها. يطوف بنا الفنان الكبير إبراهيم الصلال في حديث الذكريات الذي يخص به «النهار» الى حيث كل الذكريات.. واللحظات والبصمات.. والإنجازات.  لقد كان لي الشرف قبل أكثر من عقدين من الزمان، في التوقف معكم في حديث مطول، توقفتم خلاله عند جوانب بارزة من مسيرتكم، واليوم أعود للتشرف بلقائكم في حديث الذكريات، حيث نعود الىالأمس حيث المولد.. والنشأة.. والطفولة.. والذكريات.. والمسيرة والانجازات.

·         وفي المحطة الأولى دعني أسألكم حول الولادة ومكانها؟

< كان ذلك في نهاية الثلاثينيات، أرسل والدي - رحمه الله - من قبل المغفور له الشيخ أحمد الجابر الى قرية الفنطاس والقرى المجاورة، ونحن لسنا من أهل الفنطاس، بل نحن أساساً من شرق براحة الماص، جزء من المستشفى الأميري في المرحلة الحالية.

·         هل تتذكر جيران تلك المرحلة، وأقصد في الشرق؟

- أجل، أتذكر جيراننا، ومنهم الروضان والفقعان وعبدالله الفهد المذن (رحمه الله).. وأنا أكرر هذا في الشرق.

ويتابع:

أرسل والدي، على أساس انهم اعطوه اربع وظائف، وقد واجهته صعوبة كبيرة في (التقاعد) كيف لشخص أن يجمع بين أربع وظائف. وهذه لها سالفة كبيرة.

·         نسولف عنها؟

- قبل ذلك بودي أن أشير الى أن والدي - رحمه الله - كان قد تزوج كثيراً، ولدي أخوة وأخوات عدة.. وأعتقد بأن عددنا 11 أو 12، وكما أعرف بأن أغلبهم توفي الى رحمة الله، ولم يبق سواي وشقيقي، وقد توفي منذ فترة شقيقي هزاع الصلال - رحمه الله -.

ويكمل:

أنا ولدت في قرية الفنطاس، وكان والدي مسؤولاً عن التدريس، وقد افتتح (كتابا) على حسابه الخاص، وكان ذلك، وكما أسلفت في عهد المغفور له الشيخ أحمد الجابر الصباح، وكان والدي ايضاً قاضياً شرعياً يطلق ويزوج، وكان له ايضاً ختماً للبلدية، يعطي الاراضي، ويوثق الأوراق الرسمية الخاصة بأملاك العقارات ويصدق عليها. بل انه كان يعطي الأراضي، وقد اعطى الكثير من الاراضي في تلك الفترة، التي تعود الى نهاية الثلاثينيات.. ولايزال الكثير من أهل الفنطاس يتذكرون تلك الأيام.

وايضاً كان اماماً وخطيباً للمسجد، وهنا هو يتبع الاوقاف ووزارة العدل، وايضاً التربية والبلدية، وهو بذلك يكون اربعة موظفين في موظف واحد، فقد كان يغطي اربع وظائف، لوزارات مختلفة.. وكان يعطيها بالتزام.. وتميز.

·         ماذا عن دراستك؟

- أنا درست في المرحلة الأولى عند الوالد في كتابه، كتاب «ملا مزعل الصلال رحمه الله»، وقد درست الفقه والتجويد، والوقف والقراءة والكتابة والحساب.

·         هل تتذكر أصدقاء (ربع) تلك الفترة؟

- هنالك كانت طفولتي الأولى، ومن ربع وأصدقاء تلك الفترة، كان الفنان الكبير سعد الفرج وداود الحمدان ومحمد العميري ويوسف حمد اليوسف.. وجيراننا كانوا الحمدان.. والمجرن.. وداود السلمان المالك الصباح.

·         أمامنا كانت براحة، براحة الرشيد، وبجانب المسجد.. في الفنطاس.. أين؟

- أول الفنطاس.. بعد بيت بوقماز،. وعبداللطيف المدير العبدالجليل، وخلف بيت الردهان والشايجي.. بيتنا كان بيتاً كبيراً، مقسم لأربعة أقسام، قسم مدرسة وقسم ديوانية وقسم مستوصف (تبرع به والدي) وقسم نسكن به نحن.

·         في تلك الفترة.. كنت ننزل الديرة.. إلى شرق بالذات؟

- كنت أنزل مع والدي - رحمه الله - وايضاً اخواني وخواتي، كنا نزور بيت جدي «محمد الحقان» (رحمه الله) وكان يطلق عليه لقب «أمير الغوص».

ويعود إلى موضوع الدراسة قائلاً:

أنا درست كما أسلفت عند والدي، وقد درست عنده تقريباً سنتين ونصف، وبعدها افتتح والدي المدرسة النظامية، ودخلت الى السنة الثانية الابتدائية (بدلاً من سنة أولى).

وبعد الوصول الى السنة الرابعة، انتقلت الى المرحلة المتوسطة حيث دراسة اللغة الانكليزية.. وكملت الى السنة الثالثة، انتقل والدي من قرية الفنطاس، الى مسجد قصر نايف بأمر الشيخ المغفور له عبدالله الأحمد الجابر الصباح. وكان ذلك عام 1952 - 1953.

ويتابع:

طبعا، كان والدي ينصح ابناء قرية الفنطاس، بان يدرسوا ويحرصوا على الدراسة لانها المستقبل، وكان يشجعهم على ذلك بقوله: «ادرسوا يا أولادي... فان المعاش سيصل الى ألف وألفين وثلاثة آلاف روبية... ولربما الى خمسة آلاف روبية».

وكان بعضهم يعتقد بان والدي «مجنون» لانه يقول مثل هكذا كلام، حيث لم يكن أحد يتقاضى (5) آلاف روبية، ولانه كان رجلاً سابقاً لعصره، ويعرف ما كانت تقبل عليه الكويت وشعبها من خير ورزق وخير، والحمد الله.

ويقول:

كان والدي يقول لأهل الفنطاس، بان يستخرجوا أوراق الملكية لبيوتهم، لانه كان يؤكد بان الكويت ستتغير وتتوسع، وسيكون عليهم اثبات ملكيتهم لتلك البيوت والمزارع التي كانت تملأ قرية الفنطاس.

ويقول ايضا:

لقد وصل الامر بوالدي، ان طلب من العديد من أهل الفنطاس بان يحضروا أوراقهم وشاهدين من أجل تثبيت الملكية والتصديق عليها... وايضا استخراج أوراق الزواج الشرعية... لانه كان يقول لهم بانه سيأتي اليوم الذي سوف تحصل به الزوجة على مرتب، أو بدل زوجية وما يطلق عليه حالياً «العلاوة الزوجية»، كان رجلا يتطلع ويفكر بالمستقبل، وكان هذا الكلام في نهاية الثلاثنيات ومقطع الاربعينيات، حيث لانزال الكويت في بداية عهدها الجديد، مع تصدير أول شحنة للبترول.

وبودي ان أشير، الى ان الشاعر فهد راشد بورسلي هو ابن أخت والدي، بمعنى ان والدي هو خاله، وهو يشبه خاله «والدي»، بموهبته الشعرية...وذكائه... ولو عاد أهل الكويت الى صحف تلك الفترة في الاربعينيات لوجدوا أشعار المرحوم فهد بورسلي حاضرة وتقول كلمتها بصراحة... وشفافية عالية.

·         قدمت ملامح من شخصية والدك - رحمه الله - في أحد أعمالك؟

- أجل، كان ذلك في مسرحية «هذا سيفوه» وكنت السبب المباشر وراء ايقاف المسرحية عن التصوير... ودخلنا عليها المحاكم... وسنأتي عليها في هذا الحوار الطويل... في حلقات مقبلة.

·         حدثنا عن «الفنطاس» في تلك الفترة، وأعني فترة طفولتك؟

- الفنطاس قرية صغيرة، وزراعية، وعلى البحر، وتغنى بها شقيقي الراحل الشاعر هزاع الصلال بالكثير من قصائده، بالذات، آبار المياه التي بها، وهي آبار ثرية بالمياه العذبة الزلال... ويقصدها الكثير من تجار أهل الكويت، مثل الشايجي والسادة وعبداللطيف المدير والرميح وبوقماز والنفيسي... وهم يأتون في موسم الربيع على وجه الخصوص... وايضا شيخان الفارسي وغيرهم من عليه القوم... ومن أبرز الوجوه ايضا كان يأتينا المغفور له الشيخ عبدالله الجابر الصباح والشيخ صباح الناصر والشيخ فهد السالم، وهؤلاء كانوا يأتون بمعدل كل عشرة ايام مرة تقريبا، ويزورن والدي في الديوانية... وكانت متعتهم التمتع بأجواء الفنطاس النقية... وهوائها العليل...

·         في تلك الفترة، لم يكن يخطر ببالك شيء اسمه «فن»؟

- لا... ولكن شركة النفط في أعوام 1945 - 1946، تبعث سيارة مجهزة، كل اسبوع تقريبا، وتعرض لنا أفلاماً، وأنا تعلقت بالافلام... وهي أفلام هندية.. وكابوي... ووثائقية عن النفط...

·         لم يكن هناك أفلام عربية؟

- كلا... لم يكن هنالك افلام عربية... وفي المدرسة صار عندنا في الأندية الصيفية نشاط ويقدمون مسرحاً، وطلبوا مني ان اشارك معهم في مسرحية «اسلام عمر» او «حرب البسوس»، وعندما أخبرت والدي، وافق، بل انه رحب بهذه التجربة بالنسبة للمدرسة وعملت معهم في مسرحية «حرب البسوس» وكان ذلك عام 1951.

·         هل تتذكر احداً من الذين شاركوا في ذلك العرض؟

- زملاء المدرسة ومنهم الفنان سعد الفرج... وناصر شقيقه - رحمه الله - ود. محمد العميري وفهد الشامري وسعود العبهول ويوسف حمد اليوسف وخالد الحمدان وداود الحمدان ومحمد البراك... لم يكونوا في فصل واحد... بل هم من طلبة المدرسة بشكل عام.

·         من أخرج المسرحية؟

- استاذ فلسطيني اسمه الاستاذ (حمدان)...

وكانوا كل مدرسينا فلسطينيين...

يتبع....

النهار الكويتية في

01/08/2011

 

حديث الذكريات

الفنان الكبير إبراهيم الصلال [2]

أهل الفنطاس كانوا يصدرون الخضراوات والسمك لأهل الديرة

انضممت مع عبدالعزيز المسعود إلى نادي المرقاب عام 1955

عبدالستار ناجي  

حينما نقترب من الفنان القدير إبراهيم الصلال، فإننا نقرأ كماً من العناوين الكبيرة التي سطرت مسيرة هذا الفنان الكبير، الذي استطاع عبر مشوار فني يمتد لأكثر من خمسة عقود من الزمان، أن يكون الشريك الأساسي والفاعل في مسيرتنا الفنية، فهو المبدع المسرحي الذي ستظل بصماته خالدة في ذاكرة ووجدان الجماهير، وهو أيضاً المقدرة على التنوع والتفرد التلفزيوني وكماً آخر من المحطات، التي نرصدها ويبوح بها نجمنا الكبير في حديث الذكريات. واعترف شخصياً وأنا اسجل ذلك المشوار، انني تعرفت على مسيرة مبدع.. وفي الحين ذاته مسيرة فرقة مسرحية شامخة هي فرقة المسرح الشعبي التي يترأس مجلس إدارتها.. وهي دعوة إلى القراءة والتأمل والاستمتاع. في الحلقة الأولى من سلسلة «حديث الذكريات» مع الفنان الكبير إبراهيم الصلال، طاف بنا في المراحل الأولى من مسيرته، حيث الولادة والدراسة في قرية الفنطاس، الذي ذهب اليها برفقة والده المغفور له «ملا مزعل الصلال».

وتوقفنا في الحلقة الماضية عن تجربته المسرحية الأولى، ضمن عروض المسرح المدرسي، من خلال مسرحية «حرب البسوس» التي كانت أول عمل مسرحي يقدم الصلال، خلال أيام طفولته وكان ذلك في عام 1952.

ويستطرد قائلاً عن الهيئة التدريسية في ذلك الوقت: كما أسلفت فإن المدرس الذي أخرج المسرحية، مدرس فلسطيني اسمه «حمدان»، وكانت جملة المدرسين في المدرسة يومها من الاخوة الفلسطينيين، وكان التدريس يعتمد على شرح المدرس وانا شخصياً وجملة من زملائي، لم نكن نذاكر، بل كان شرح المدرس يكفينا، ليكون زادنا، حتى عند دخول الامتحانات، وهذا ما يؤكد نوعية وجدية المدرس الفلسطيني.. كان تدريسهم كما يقول المثل «مسمار بلوح». وهذا يعني كأنك تدق مسماراً بلوح من الخشب، وتعني بأن المعلومات لتلتصق بداخلنا.

ويستطرد:

قرية الفنطاس كانت تضم (الكشاتة) وهي مفردة تعني، الذين يقومون بزيارة القرية في أيام الربيع أو عطلة نهاية الاسبوع. بها الكثير من المزارع، بالذات الخضراوات، مثل الطماطم والخيار وبطيخ والرقي.. وكان هنالك من أهل القرية، من يقومون بأخذ تلك الخضراوات الى الديرة (الكويت) ومنهم محمد ناصر الحمدان وعبدالله المجرن وفلاح سعيد العميري هؤلاء كانوا ينقلون الخضراوات، وايضاً الركاب من الفنطاس الى مدينة الكويت. وكانوا ايضاً ينقلون (السمك)، وكل الاشياء التي تصلنا من الجنوب، وكنت أرافقهم في بعض الاحيان بعد موافقة والدي.

·         في تلك الفترة، كنت تسمع طرباً؟

أسمع اذاعة بغداد واذاعة الشرق الأدنى، وايضا حرب فلسطين والنكبة (1948)، والراديو كان في منزلنا، عند والدي، وايضاً في بيت (المجرن) جيراننا، ومن الذكريات الطريفة في تلك الفترة اننا كنا نستمع الى اذاعة برلين (الناطقة بالعربية)، وكان البعض ينطقها بطريقة خاطئة، كأن يقول: هل استمعتم الى اذاعة (برميل) وهي اذاعة «برلين». وكان مذيعها الشهير يومها «يونس بحري» الذي تم نفيه لاحقاً الى احدى الجزر في البحر المتوسط.

ويعود للحديث عن قرية الفنطاس قائلاً:

كانت القرية مرتعاً للناس من اتحاد الكويت، الذين كانوا يجدون بها المحطة الحقيقية للاستمتاع بربيعها وخضرتها الدائمة، وهوائها العليل، وخضراواتها الوفيرة والرخيصة يومها.

وكل ما أستطيع قوله ان (الكشاتة) كانوا لا يفارقون الفنطاس صيفاً وشتاء، حيث البحر وخيراته في فترة الصيف، وايضاً العلاقات الاسرية المترابطة مع بقية مناطق الكويت، وفي الشتاء يأتون للمزارع وايضاً من اجل الصيد، بالذات الطيور.

ويؤكد:

والدي - رحمه الله - كان يصادر (النبابيط) و(الدوامات) و(الأفخاخ) من طلبة المدرسة. وترمى فوق سطح بيتنا، وكنت أنا بدوري اقوم بأخذ النباطة أو الفخ الذي أريده، وأضعه في «كاشونة» بعيداً عن انظار والدي واهلي.

ويستطرد:

حتى انني كنت أجمع عدداً من تلك الأفخاخ.. والدوامات والنباطات، وأبيعها الى (الكشاتة) الذين كانوا يأتون الى قرية الفنطاس مع اطفالهم.. وكل شيء كان عندي.

·         ماذا عن انتقالكم من قرية الفنطاس؟

انتقلنا من قرية الفنطاس، لنعود مرة اخرى الى الكويت، وسكنا في منطقة المرقاب، حيث كان قد تم هدم منزلنا في منطقة الشرق، حيث اصبح جزءاً منه تابعاً الى مستشفى الاميري.

·         أي مكان من المرقاب؟

فريج الحمد.

·         ماذا عن جيرانكم؟

المسباح.. الشرقاوي.. الغيص.. الدويسان.. والعثمان.. والحماد.. وعبدالرحمن الضويحي.. والحقان.. والمنيع.

·         حينما انتقلت الى المرقاب، التحقت بأي فصل دراسي؟

مباشرة الى الثالثة المتوسطة... وكان من ضمن الطلبة عدد كبير من الشخصيات التي احتلت اليوم مواقف قيادية كبرى... ووصلت الى الرابعة المتوسطة ثم توقفت عن الدراسة... نجحت من الرابعة متوسطة وكان المقرر ان أذهب الى الأول الثانوي...

وعندها قررت ان أتوقف عن الدراسة....

·         كان والدك لايزال موجودا؟

أجل، كان والدي - رحمه الله - موجودا....

ويستطرد»

من زملائي في المدرسة كان الاعلامي القدير سليمان الفهد وفهد الهديب ومحمد السنعوسي «وزير الاعلام السابق» وسعود العضمي «وزير وسفير سابق» ومطلق العصيمي وحامد العصيمي وعبدالمحسن الخميس...

·         هل ضربت من والدك؟

كثيرا.. بسبب «الشطانة» كنت كثير الحركة لا أهدأ... وأسبب بعض المشاكل مع اقراني.... اما فيما يخص الدراسة او المذاكرة، فقد كنت شاطرا... بل ومتميزا... وكنت حريصاً كل الحرص على دراستي... وكما أسلفت رزقت بمدرسين مهدوا لنا الطريق، وقدموا لنا العلم والمعرفة بأمانة.

·         خلال وجودك في الفنطاس... وايضا المرقاب لاحقا، البحر كان توقف. وأقصد الذهاب الى البحر، دخول البحر؟

الدخول الى البحر توقف تقريبا في عام 1942، والغوص انتهى.

·         لم تدخل البحر؟

كلا... لم أدخل البحر بمعنى الغوص... او التجارة... كنت أذهب مع والدي للبحر للصيد فقط... ويطلق عليه «يتجنون» وهو البحث عن المحار، وكانوا يذهبون الى السفانية والمشعاب والخفجي... بحثا عن المحار... وكنت أرافق والدي وأصدقائه الى تلك الرحلات او السفرات السريعة، وهي نوع من أنواع التسلية... والتي تستمر بمعدل أقصى اسبوعا...

·         متى تزوجت؟

في تلك الفترة بالذات، وبعد خروجي من المدرسة، أخبرت والدي، بانني أريد ان أتزوج، وكان ذلك في عام 1958... وخطب لي، وتزوجت - ابنة عمي - بحمد الله... وهي ام عيالي... ورفيقة دربي..

·         وقتها كنت لا تعمل؟

كلا، قبل زواجي، وبعد خروجي من المدرسة، قام والدي بتوظيفي في دائرة المالية....

·         أول وظيفة أين كانت؟

في المطبعة مع المغفور له عبدالله النوري وايضا احمد السقاف، وأنا أقصد مطبعة الاعلام وكان ذلك عام 1956.

·         أول أجر؟

200 روبية، كان أول راتب تقاضيته بعدها انتقلت الى دائرة المالية، شؤون الموظفين، وهو ديوان، وكان مسؤولي حمد اليوسف العيسى القناعي (بو عمر).

·         من هم زملاؤك؟

محمد المطوع (المذيع) وياسين المهلهل وخالد ابنه، وخالد عبدالقادر المطوع، وعبدالكريم عبدالملك الصالح، وعبدالله المنيس ويوسف النصف وحامد الشيخ يوسف... وسلطان بشير وعبدالحميد العثمان... والبقية كانوا من اخواننا العرب وأغلبهم من العراق ومصر وسورية... وتعلمت منهم الكثير.

·         كم عندك ابناء؟

ثلاثة ابناء وثلاث بنات، وجميعهم أكاديميون... وهم كل ثروتي... وكل حياتي... رغم عشقي لحرفتي الفنية... فأولادي... هم حياتي... واليوم انضم اليهم أحفادي... - حفظهم الله-.

حتى العام 1956، لم يكن لك أي علاقة مع الفن والمسرح - عدا تجربتك مع مسرحية - حرب البسوس؟

لا... في عام 1955 - 1956، انضممت الى نادي المرقاب، مع زميلي المغفور له، عبدالعزيز المسعود، وكنا نقدم بعض الأعمال.

·         حدثنا عن هذه التجربة؟

نادي المرقاب، كانت هناك ثلاثة اندية هي الشرقي والقبلي ونادي المرقاب... وكان قريبا من منزلنا، وكان به الأنشطة الرياضية، بالاضافة الى النشاطات الفنية والاجتماعية، وأنا اتجهت بها الى التمثيل، لانني كنت امتلك تلك الموهبة، ومنذ مرحلة مبكرة، وكان هناك الاستاذ نجم الخضر، والناظر عبدالعزيز الدوسري، ومعهم كان احمد الفرحان ومجموعةمن المدرسين...

ويستطرد:

التحقت بالنادي، أنا وزميلي عبدالعزيز المسعود، وكنا نقدم اسكتشات ارتجالية، أدوار شباب، وكان ذلك من خلال الأندية الصيفية.

النهار الكويتية في

02/08/2011

 

النص الدرامي العائق الأساسي

عبدالحسين عبدالرضا.. الغياب للمرة الثانية!

عبدالستار ناجي

حينما نتأمل الخارطة الرمضانية التلفزيونية، فان الغائب الاساسي هو نجمنا القدير عبدالحسين عبدالرضا، الذي يتكرر غيابه للعام الثاني على التوالي، ومثل هكذا غياب يشكل علامات استفهام كبيرة، خصوصا، ونحن امام مبدع كبير، طرز ذاكرتنا بحضور وبصماته الفنية التي تواصلت على مدى اكثر من اربعة عقود من الزمان حفلت بالنتاجات الدرامية عالية الجودة، التي رسخت حضوره، كواحد من احد نجوم الدراما والمسرح، ليس على الصعيد المحلي، بل على المستويين الخليجي والعربي.

وحينما يتكرر الغياب.

نحزن اولا، لاننا لم نسمع او نقرأ، عن اي من المسؤولين الاعلاميين، على وجه الخصوص، اتهم بادروا بالسؤال عد اسباب (نجم) هو بمثابة العمود الفقري للحركة الفنية في كويتنا الحبيبة.

ونحزن ايضا لذلك الغياب، الذي تضافرت عدة اسباب لتأكيده، لعل ابرزها غياب النص الدرامي، وايضا الظروف الصحية.

وقبل ان نذهب الى اللحظة، حيث الغياب الصريح، نشير الى ان اخر التجارب التي قدمها الفنان عبدالحسين عبدالرضا على صعيد الدراما التلفزيونية، كانت من خلال مسلسل «الحب الكبير» قصة فداء الشندويلي وسيناريو وحوار طالب الدوس واخراج منير الزعبي.

ونشير الى ان (المعضلة) الاساسية التي ظلت تواجه هذا الهرم الفني، شأنه شأن بقية كبار النجوم في العالم، النص الدرامي، والذي يتطلب كماً من الجهد وايضا المضامين الفكرية والابداعية، والقضايا المحورية والاساسية.

فكيف ونحن امام نجم بمكانة وقيمة الفنان عبدالحسين عبدالرضا الذي يظل يعيش حالة من (القلق) على صعيد البحث عن النص، والشخصية، وغيرها من الموضوعات الفنية.

واستطيع القول، من خلال متابعة (لصيقة)، انه وعلى مدى العامين الماضيين، التقى باكثر من عشرة كتاب محليين وخليجيين وعرب.

كما انه اطلع على افكر لأكثر من عشرة اعمال تلفزيونية بعضها كان يحسمها وبكل وضوح وشفافية بالرفض، او بالتعديل، او بالاضافات وغيرها.

وعلى مدى العامين الماضيين ازدحم في مكتبه عدد غير قليل من الكتاب، الذين قال بعضهم الكثير ولكن لا نتائج.

وحتى وقعت قريب، كان امام الفنان عبدالحسين عبدالرضا، اكثر من مشروع تلفزيوني، من بينها نص للكاتب العربي مصطفى محرم، ولكن يظل بحاجة لكثير من الاشتغال على صعيد الاعداد والتكويت.

وهكذا الامر بالنسبة للمشروع المقترح من قبل الكاتبة هبة مشاري حمادة، والذي حمل عنوان «السرداب» والذي لم يكتمل حتى الان، رغم اهمية الموضوع والقضية المطروحة، واعتقد انه لو اكتمل النص، فاننا سنكون حتما امام تجربة درامية عالية الجودة، لما تمتلكه السيناريست هبة مشاري حمادة من امكانات، وما يتمتع به نجمنا القدير من قدرات، بالذات، في التصدي للموضوعات الأكثر حساسية، ومن بينها الوحدة الوطنية.

عدم اكتمال «السرداب»، وغيرها من الظروف، دعت الفنان عبدالحسين عبدالرضا ان يقوم بنفسه بكتابة نص جديد، حتى كاد ان يكتمل منه، منذ فترة طويلة.

ولكن الرياح تسير بما لا تشتهي السفن.

فبعد زيارة للمشاركة في احدى المناسبات الخاصة، الى المملكة العربية السعودية، شعر فناننا القدير بشيء من التوعك، ما دعاه الى مراجعة واحد من أكبر المستشفيات في العاصمة السعودية حيث خضع لفحوصات مكثفة، إلا أنه ظل يعاني من شيء من الألم في الحنجرة، يجعله مضطراً في أحيان كثيرة الى عدم اجهاد حنجرته، ما يسبب له شيئاً من البحة في الصوت، وهو أمر تطلب منه علاجا مكثفا، والالتزام بشرب المشروبات الدافئة، والابتعاد عن كل ما هو بارد.

حتى وهو يتواجد هذه الايام في العاصمة البريطانية، حيث يقضي اجازته السنوية هناك، طلب منه الاطباء الاستمرار على ذات العلاج المقرر، والالتزام بالابتعاد عن المثلجات، والبوارد، والالتزام بالمشروبات الساخنة، حتى تعود حنجرته الى حالته الطبيعية، وهي مرحلة سوف يتجاوزها فنانا القدير، ليعود الى نشاطه، وتعود حنجرته لتصبح من جديد، على المسرح، او امام شاشة التلفزيون.

الا ان العارض الصحي، يبدو امراً هامشيا، امام العارض الاهم، وهو غياب النص، والذي راح يشكل عقدة اساسية، فنحن امام فنان لا يرضى بأنصاف الحلول، أو أنصاف الشخصيات والمسلسلات.

فالفنان عبدالحسين عبدالرضا، يعلم جيداً مكانته، ويعلم أيضا القيمة التي يمثلها، وبالتالي ضرورة ان تكون اختباراته ونتاجاته، مقرونة بتلك المكانة والقيمة.

وهنا صعوبة الأمر..

فنحن أمام فنان، يعلم جيداً، ونعلم بانه أحد الاعمدة الاساسية لحركتنا الفنية، ولهذا فانه على أتم الاستعداد للاعتذار، والغياب، مقابل ان يظهر بالصورة المناسبة، التي تليق به، وأيضاً باسم الحركة الفنية في الكويت.

لقد عايش العديد من النجوم حول العالم، كثيرا من الازمات المشابهة، وهم يبحثون عن النصوص والشخصيات المناسبة.

بينما تنبه البعض الآخر، الى هذه «المعضلة» فكان ان قاموا بتأسيس فرق عمل، تضم ورشا متخصصة يتم من خلالها عدد بارز من الكتاب والافكار، من أجل بلورة مضامين وأفكار ونصوص، حتى ان هنالك عددا من النجوم العالمية، باتت تمتلك «بنوكاً» للنصوص والسيناريوهات.. حتى لا يصلون الى تلك المرحلة.. حيث المأزق والمعضلة.

كما ان الفنان القدير عبدالحسين عبدالرضا يعي أهمية المتغيرات، العمرية على وجه الخصوص، وهذا ما نحسه في نتاجاته الدرامية الأخيرة، حيث بات يقدم شخصية الاب، ولربما الجد، وهو أمر يتطلب كتابة ومضامين وطروحات في غاية الخصوص، تختلف عنها شكلاً ومضموناً حينما كان يجسد دور الفتى أو الرجل الشاب.

ونصل إلى بيت القصيد..

فالحديث عن الفنان الكبير عبدالحسين عبدالرضا، يعني الحديث عن احدى «ثرواتنا القومية»، وأهم مبدعينا الكبار في المجال الفني، ولهذا نرى من الضرورة بمكان ان تبادر الجهات المعنية، وبالذات قيادات وزارة الإعلام، من أجل السؤال.. أولاً.. وتمهيد الطريق وتسخير جميع الامكانات من أجل عودة مبدع لطالما انتظرناه بفارغ الصبر.

وبانتظار تلك العودة المتجددة..

نقول: عساك من عواده يابو «عدنان».

وعلى المحبة نلتقي.

anaji_kuwait@hotmail.com

النهار الكويتية في

02/08/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2011)