حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

                          دراما رمضان التلفزيونية لعام 2012

أيقونة التمرد.. تحية كاريوكا

بقلم: ماهر زهدي

الحلقة ( 9 )

ضحيت غرامي

لم تكن في الأفق أفلام أو سيناريو واضح تدخل به تحية كاريوكا أستوديو مصر، غير أن اللقاءات التي طلب أحمد سالم تكرارها كانت بهدف الاقتراب منها وإعطائها فرصة للتقرب منه وفهمه عن قرب للتعبير عن مشاعره تجاهها.

فوجئت تحية كاريوكا بالمخرج إبراهيم عمارة يطلبها للعمل معه من خلال أستوديو مصر، لكن ليس في دور البطولة، التي أسندها للثنائي فوزي وإحسان الجزايرلي، فقررت الاعتذار لولا تدخل سليمان نجيب:

= إيه يا توحه؟ إيه يا حبيبتي… إزاي ترفضي فيلم للأستاذ عمارة؟

* يا أستاذ سليمان الأستاذ إبراهيم عمارة على عيني وراسي… بس ترضى لي بعد ما عملت بطولة في فيلم «أحب الغلط» أرجع أقدم دور تاني؟

= وتالت كمان… انت لو فكرتي بالمنطق دا مش هاتشتغلي أبدا إلا من إنتاجك انت بس ومافيش فنان بيشتغل طول الوقت من إنتاجه إلا إذا كان ماحدش بيعرض عليه شغل… أو فاشل.

* أيوا يا أستاذ سليمان.. الجمهور يقول عليّ إيه؟

= الجمهور ما بيفكرش بطريقتنا يا توحة… الجمهور بيبص للفنان في دوره عمله إزاي أجاد فيه ولا لأ. لكن ما بيقولش دا بطل أول ودا بطل تاني.

* أستاذ سليمان انت إنسان عظيم… وكل يوم بتعلم منك حاجة جديدة.

= الدنيا يا توحه… الدنيا هي اللي بتعمل الواحد، ويا إما ترفعه لفوق، يا إما تجيبه على بوزه. وبعدين انت بتقولي الكلام دا علشان ماتخلنيش أطلب منك تشاركي في الفيلم بتاعي.

* يا خبر! انا أرفض اشتغل في فيلم لك. دا انت لو قولتلي عدي من قدام الكاميرا مش هتناقش معاك.

= يا توحه انت موهوبة ولازم تشتغلي كتير… وتنوعي في أدوارك وتنوعي في المخرجين اللي بتشتغلي معاهم علشان تاخدي من كل واحد حاجة تستفيدي بيها. امضي العقد بتاع إبراهيم عمارة علشان أنا كاتب فيلم أنا وعبد الوارث عسر، وهايخرجه جمال مدكور.

* أنا موافقة من غير ماعرف الأبطال ولا دوري إيه.

= بس أنا هاقولك… بطولتي أنا وأمينة شكيب وتحية كاريوكا وعبد الوارث عسر.. والجدع التخين دا اللي كرشه كله فن… السيد بدير.

قبلت تحية فيلم «الستات في خطر» الذي كتبه فؤاد الجزايرلي وأخرجه إبراهيم عمارة، وشارك معها، إلى جانب الثنائي فوزي وإحسان، مختار عثمان وعبد العزيز خليل، وصورت بعده مباشرة فيلم «أخيراً اتجوزت» من إنتاج أستوديو مصر أيضاً.

زواج عرفي

وجود تحية في أستوديو مصر للتصوير خلال فترة عملها في الفيلمين زاد من التقارب بينها وبين أحمد سالم، وزادت لقاءاتهما بعيداً عن التصوير، وقبل أن ينتهي تصوير فيلمها الأخير «أخير اتجوزت» قرر أحمد سالم أن يحول السينما إلى واقع، ولم يضيع وقته وفاتحها فجأة في أمر الزواج:

* أحمد انت بتقول إيه؟

= بحبك وعايز أتجوزك.

* أنا جربت حظي في الجواز مرتين… ماعنديش استعداد أفشل في المرة التالتة واتصدم فيها.

= مش ممكن هاتفشلي وصدقيني مش هاتندمي.

* أيوا بس انت عارف علشان نتجوز وهو يعرف… دا معناه إيه؟

= انت ليه بتفكري فيه؟ شليه من دماغك.

* لو أنا شلته من دماغي هو مش هايشلنا وكمان هيزيد لما يعرف إني اتجوزت أحمد سالم… غريمه!

= أنا عندي حل طالما انت خايفة كدا.

* أنا مش خايفة على نفسي لكن خايفة على عيلتي أمي وأخواتي.. خايفة عليك.

= خلاص أنا بقولك عندي الحل… نتجوز عرفي.

* عرفي؟!

= مافيهاش حاجة… عرفي بعقد وشهود. مافيش حاجة تقلق. دا حل علشان خاطرك لكن ماعنديش مانع نتجوز رسمي عند مأذون.

* انت بتحطني بين خيارين الاتنين أمر من بعض.

= لازم تختاري لأني مش هتنازل عن الجواز منك.

* خلاص… نكتب العقد ونسافر على الشام… أنا جايلي عقد هناك في بيروت. نسافر مع بعض ولما نرجع يكون ربنا فرجها.

= أنا ممكن أسافر معاك بس لحد فلسطين. نقضي يومين هناك، تكملي انت على بيروت وانا هاخلص شغل عندي هناك وأرجع على مصر.

* أيوه بس أنا زي الفريك مابحبش شريك. عينك تزوغ كدا… تبص كدا… انت حر… أنا أجننك… أخنقك… أموتك!

= وانا تحت أمرك من دلوقت.

أمضى العروسان ثلاثة أيام فقط في فندق «الملك داود» في فلسطين، وفي اليوم الثالث التقيا فجأة بأسمهان في بهو الفندق.

كان اللقاء حاراً بين أحمد سالم وتحية وأسمهان، حيث تزاملت الأخيرتان لسنوات في كازينو بديعة مصابني، غير أن سفر أسمهان المتكرر، باعد بينهما.

حرص كل من أحمد وتحية على ألا يعلنا أمر زواجهما كما سبق واتفقا، حتى يطمئنا إلى هدوء الأوضاع ويمهدا لإعلان ذلك، غير أن أسمهان أصرت على إقامة حفلة استقبال على شرف وجودهما في فلسطين، لاعتبارات الصداقة التي تجمع بينهم، لكن تحية اعتذرت:

* حبيبتي أنا عارفه مشاعرك… بس صدقيني أنا عندي ارتباط بعقد في بيروت، وبعدها في حلب.

= حتى تقضي معانا الحفلة النهارده وتمشي بالليل… أنا هاغني مخصوص علشانك انت وأحمد النهارده، رغم أني من ساعة ماسبت مصر ما غنيتش.

* عارفة أني هاخسر كتير لو ماقعدتش… بس صدقيني دي ارتباطات وعقود وانا ماقدرش أتخلف… وبعدين يا ستي البركة في أحمد سالم. يحضر الحفل ويسمع نصيبي من غناكي.

لم تلبث تحية أن غادرت القدس إلى بيروت ومنها إلى حلب لإحياء بعض الحفلات التي كانت قد تعاقدت عليها، لتخلو الأجواء بين أحمد سالم وأسمهان منفردين. أقامت أسمهان الحفلة على شرف سالم بمفرده، غنت له، ومع صوتها انتقل إلى عالم آخر سبح فيه بخياله، فقد كانت النفوس مهيئة للتقارب والبوح بالمشاعر، ليس بسبب هذا اللقاء فحسب، بل منذ كانت أسمهان تصور لقطات فيلم «انتصار الشباب» مع شقيقها الموسيقار فريد الأطرش في أستوديو مصر وكان يديره في بعض الأوقات الممثل الطيار أحمد سالم الملقب بـ «دون جوان» عصره. كانت تراقبه عن كثب أثناء عملها وتحصي عليه مغامراته، غير أنها لم تره منذ ذلك الحين حتى جمعت بينهما الصدفة مجدداً، التي رأى سالم ألا يضيعها، خصوصاً أن أسمهان واحدة من اللائي فشل معهن الملك فاروق أيضاً ليس بسبب سالم بل بسبب غريم ثالث هو أحمد حسنين باشا رئيس الديوان الملكي، الذي يعشقها بجنون.

زواج بالمصادفة

في اللقاء الذي دبرته المصادفة، قالت العيون ما في القلوب بين أحمد سالم وأسمهان… ودون أن يشعر الاثنان حضر المأذون الشرعي إلى الجناح رقم 312 في فندق الملك داود وعقد زواج أحمد سالم محمد على السيدة آمال فهد الأطرش، على سنة الله ورسوله.

بينما كان العروسان ينعمان بشهر العسل في فندق «الملك داود» في فلسطين، كانت تحية تضيف نجاحاً جديداً إلى نجاحاتها، حيث استقبلها الجمهور اللبناني بحرارة، فلم تكن تدري أن شهرتها وصلت إلى بيروت بهذا الحجم الكبير، لدرجة أن صاحب الملهى الليلي جدد التعاقد معها لأسبوع آخر.

في إحدى الليالي وبينما تستعد لتقديم فرقتها، دخل عليها صاحب الملهى ووجهه يتهلل:

= ست تحية… حذري من بيشرفنا اليوم من شان يشوف ملكة الرقص الشرقي؟

* مين… هتلر؟

= ولو ست تحية! شو بيجيب ها الأزعر هون… اللي بيحضر اليوم السيد عصمت أينونو الزعيم التركي.

* ما ألعن من ستي إلا سيدي.

= شو بتقصدي ست تحية بهالحكي؟

* يعني أهلا وسهلا.

بدأت الليلة ورقصت تحية كما لم ترقص سابقاً، خصوصاً في ظل وجود السفير المصري في بيروت، والجمهور يهتف باسم «تحية المصرية» ملكة الرقص الشرقي، ثم دخل الزعيم التركي فتوقفت الموسيقى وتأهب الجميع تحية له، غير أنه ما إن شاهد السفير المصري الذي تقدم لمصافحته حتى انهال عليه بالإهانات لموقف مصر من دول الحلفاء في الحرب العالمية الثانية، تحديداً بريطانيا، ورد السفير المصري الإهانة بانصرافه بلا سلام أو كلام، غير أن تحية لم يقنعها هذا الرد الديبلوماسي وقررت رد الإهانة والثأر للسفير المصري وكرامة مصر بطريقتها، فانصرفت من فوق خشبة المسرح وقررت عدم الرقص أمام من أهان مصر في شخص سفيرها وفي شخصها، معتبرة نفسها سفيرة الفن المصري خارج مصر.

كاد صاحب الملهى أن يسقط مغشياً عليه، وراح يبذل المحاولات كافة والإغراءات المادية الممكنة وغير الممكنة، غير أن تحية أصرت على موقفها:

* أنت عايزني أرقص قدام واحد أهان مصر؟

= مصر ع العين والراس ست تحية… هذا عتاب بين زعيم دولة وسفير. ونحن مالنا علائة بالسياسة… نحن فنانين بنقدم فن.

* الفنان سفير بلده في أي مكان يروح فيه وأنا لو قبلت الإهانة دي ماستحقش أكون مصرية.

= ببوس أجرك ست تحية بتخربي بيتي الله يهديك.

* ينخرب ولا يولع. أنا ماعنديش أغلى من مصر. عن إذنك عايزة أغير هدومي لأني لازم أسافر على حلب حالاً.

علم الزعيم التركي وسفيره في بيروت بموقف تحية ورفضها الرقص أمامه، وهو الرد الذي كان أقوى من طلقات الرصاص، فكان أقصى ما فعلاه أن اتخذا قراراً فورياً يمنع تحية كاريوكا من دخول تركيا، بل إن الأمر امتد لأكثر من ذلك ولم تسمح لها السلطات اللبنانية بالمغادرة إلى حلب، بل إلى مصر.

قررت تحية العودة إلى مصر عبر الطريق نفسه الذي أتت منه، لتمر على أسمهان في فندق «الملك داود» تمضي معها يومين عوضاً عن حفلة الاستقبال التي أعدتها لها ولم تحضرها، وإن كانت لا تعلم أن ثمة استقبالاً آخر أعده لها هذه المرة أحمد سالم وأسمهان معاً. وصلت إلى الفندق وسألت عن أسمهان:

= أهلين ست تحية الأوتيل نور بوجودك.

* منور بيكم… الست أسمهان لسه موجودة بالفندق ولا سابته؟

= بلى موجودة.

* ويا ترى هي في أوضتها ولا بره.

= ست أسمهان خرجت من بكير مع زوجها.

* هي اتجوزت؟

= إيه اتزوجت… الأستاذ أحمد سالم.

* أحمد سالم المصري؟

= إيه بلى… وبيقضوا شهر العسل.

* (هامسة) عسل!! دا أنا هاخليه عسل أسود على دماغهم إن شاء الله.

ممكن أستنى في أوضتهم بس علشان جايه من السفر لحد ما يرجعوا؟

= إيه ولو… بتأمري ست تحية. يا زلمي مع الست تحية لغرفة 312.

لم تجد تحية ما تفعله سوى أنها صعدت إلى غرفة العروسين ثائرة، وتناولت مقصاً لتحول به ملابس سالم الأنيقة إلى مجموعة من قطع القماش الصغيرة، وغادرت الفندق عائدة إلى مصر.

وصلت الرسالة إلى سالم وأسمهان التي لم تكن تعرف نوع العلاقة بين أحمد سالم وتحية كاريوكا، فوقع بينهما أيضاً خلاف كبير، قرر أحمد على إثره مغادرة فلسطين والعودة إلى القاهرة فوراً.

إهانة جديدة

بهدوء انفصلت تحية عن سالم، واتخذت على إثر هذا الانفصال قرار الابتعاد عن السينما كي لا تلتقي به، فيما راحت تركز في الرقص لدرجة أنها تعاقدت على تقديم عرضها في أربعة ملاهي ليلية في الليلة الواحدة، غير أنها لاحظت أمراً غريباً، سرعان ما تأكد لها أنه مقصود ولم يكن صدفة، فالصدفة قد تكون مرة أو اثنتين، ولكن لن تكون أربع مرات في ليلة.

لاحظت أن الملك فاروق حرص على أن يحضر كل رقصاتها في كل ملهى تذهب إليه كأنه يطاردها، لدرجة أنه تنقل بين الملاهي الأربعة في تلك الليلة، حتى وصل إلى ملهى «الأبراج» الذي ستؤدي فيه رقصتها الأخيرة لهذا اليوم، والذي لم يكن يليق بوجود الملك به، فأرادت تحية أن تضع حداً لهذا التوتر الذي يصاحبها، فاستجمعت شجاعتها وقررت مواجهته، اقتربت منه لتحيته:

* شرف عظيم أن مولاي الملك يشرفني بالحضور أربع مرات في ليلة واحدة.

= علشان تعرفي أني بقدر فن تحية كاريوكا على رغم أن «سمجة جمال» (يقصد الفنانة سامية جمال) بتلح أني أحضر لها ولو بروغرام واحد… شوفي انت بقى تقدير مليكك لك أد إيه؟

* تقدير عظيم وشرف أنا ماستحقهوش.

= يمكن تحية هانم ترضى عن ملكها.

* تحية تتمنى أن مولاها الملك هو اللي يكون راضي عنها… علشان كدا يعز عليا أن أشوف مولاي الملك في مكان زي دا.

= (بغضب) تقصدي إيه؟

* أقصد أن مكان زي دا… كبارية درجة تانية مايصحش يتواجد فيه مولاي الملك.

نظر إليها الملك نظرة غضب، وابتسم ابتسامة غيظ وهز رأسه، فشعرت بأن الأجواء تكهربت وظنت أنه سيصب جام غضبه عليها، وإما أن يأمر برميها بالرصاص، أو على أقل تقدير يأمر بالقبض عليها، غير أنه هب واقفاً ونظر إلى الحاشية التي ترافقه ، وخرج مسرعاً.

على رغم تخوف تحية من رد فعل الملك، إلا أنها شعرت بأنها كسبت جولة جديدة في معركة الاستقلال والحرية ورفض أي قيود حتى لو كانت من حرير.

عقدة الخيانة

اتخذت تحية قراراً بالابتعاد موقتاً عن السينما كي لا تضطر إلى مواجهة أحمد سالم، غير أن المصادفة أدَّت دورها لتسوق إليها المنتج جبرائيل تلحمي الذي تقابل معها في أحد الملاهي الليلة التي ترقص فيها:

= توحة… بنت حلال أنا لسه كنت بسأل سليمان نجيب عنك علشان عايزك ضروري.

* أهلا أستاذ جبريل… خير تحت أمرك.

= فيلم قنبلة القصة بتاعته كتبها يوسف وهبي وانت عارفه بقى شغل يوسف وهبي والحوار بيكتبه بديع خيري… وخلاص كلها يومين ويخلص.

* ومين المخرج؟

= واحد حبيبك اسمه مفرقع دلوقت وفي السما… كمال سليم.

* كمال سليم… دا مخرج هايل.

= إن شاء الله هانعمل حاجة تغطي على فيلم «العزيمة» وكمان معانا فريد الأطرش وانت اللي هتبقي البطلة اللي قصاده.

* دا يشرفني يا أستاذ جبريل.

= يبقى نتوكل على الله ونمضي الكونتراتو.

* أيوا بس هنبدا أمتى؟

= شوفي احنا قدامنا ما بين عشرة خمستاشر يوم ونكون جاهزين.

* طيب لأن أنا عندي كام حفلة في بيروت وفي حلب هايخدو أسبوعين تلاتة…

= مافيش مشكلة. احنا ممكن نبدأ ونصور المشاهد اللي انت مش فيها على بال ماترجعي.

* (ضاحكة) هو فيه مشاهد أنا مش فيها في الفيلم؟

= (ضاحكاً) لا أنا قصدي على فيلم تاني!

انتهى لقاء تحية كاريوكا مع جبرائيل تلحمي بتوقيع عقد فيلم «أحلام الشباب» الذي وافقت عليه، ليس فحسب لأنه بعيداً عن أستوديو مصر، وسيُصور في أستوديو «ناصبيان»، بل وافقت عليه عل رغم أن البطل أمامها شقيق أسمهان فريد الأطرش، الذي بدا الخجل عليه واضحاً بسبب ما تم من أحمد سالم وأسمهان:

= صدقيني يا تحية أنا ماعرفتش بموضوع الجواز دا إلا بعد ما حصل بفترة… آمال ماشيه بدماغها ماحدش بيقدر يأثر عليها.

* الموضوع دا انتهى وشيلته من دماغي يا فريد وأنا عارفه انك مالكش ذنب.

= أنا بس مش عايز اللي حصل يأثر على علاقتنا ببعض… انت عارفة مشاعري ناحيتك.. ولازم تعرفي عاطفتي النبيلة.

* بقولك إيه يا فريد؟ أنا مش ناقصة. بلاش وحياة أبوك كلامك الناعم دا. أنا مش أده.

= تحية… انت فعلا لك معزة خاصة في قلبي.

* عارفة بس مش لوحدي… وكمان سامية جمال لها معزة خاصة أوي عندك وعارفة أنك بتحبها… وهي كمان بتحبك.

كان فريد كعادته خجولاً حتى في البوح بمشاعره، فقد تعلق قلبه بتحية كاريوكا كما تعلق قلبه بصديقتها سامية جمال، فقد عملوا سوياً في صالة بديعة مصابني. غير أنه كان يرى في سامية ملهمة ألحانه وموسيقاه، وخشي أن يكون الزواج بمشاكله ومطالبه نهاية لهذا الإلهام، فقرر أن يرجئ فكرة الزواج لأجل الفن.

انتهى تصوير «أحلام الشباب» الذي شارك فيه إلى جانب فريد وتحية، مديحة يسري، ماري منيب، عباس فارس، وبشارة واكيم، وشاركت المطربة فتحية أحمد بصوتها كمطربة، ليعرض الفيلم في 16 نوفمبر 1942.

لم يكن رفض تحية كاريوكا لحب فريد الأطرش لأمر يتعلق به، بل ربما تعلق قلبها به غير أن إحساساً بالانكسار والخيانة يسيطران عليها، أو ربما سوء الاختيار في كل زيجاتها السابقة، ما جعلها تقرر غلق قلبها وعدم فتحه أمام أي حب جديد، وإن كان لا بد من الزواج فليكن بمن يحبها، وليس بمن تحبه.

الجريدة الكويتية في

28/07/2012

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)